الموردة ذلك الحي الخرافي

Quote: حدثني عن المورده...والتي أحتضنتناردحا من الزمان عجمت فيهاشوكتنا وأدبتنا فأحسنت تأديبنا... علمتنا ماهو الوطن....لنعرف ماهي المنافي حدثني عن ذلك المنزل بشارع المورده وسط السوق تسكنه أنت وبهاء أب شله...وكنا نأتي لنسمع لك وأنت يافع تطربنا....هل مازال المنزل واقفا صامدا... أم جار عليه الزمان? سوف أسألك عن سوق المورده... أصحيح ...غارت عليه جيوش هولاكو ودكت حصونه وأصبح كأطلال خولة ببرقة ثهمد تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد?...أم هب أهل المورده ودافعوا عن حوضهم بسلاحهم ليبقوا علي كل جميل... ويحافظوا علي تراث يحكي عن عظمة أناس ربوا أبنائهم بالكسب الحلال...ليخرج منهم الكاتب والفنان والممثل والشاعر والرياضي والطبيب والمهندس والأقتصادي والسياسي والممرضة والداية والباش حكيم....آه كم كنت جميلا وعفيفا ياوطني... أنتظرك لتحدثني... عن السبكي سيد السمك وماذا صار لدكانه بعد أن توفاه الله وذهب راضيا مرضيا من هذه الفانية بعد أن أطعم الداني والقاصي حتي لو كان يبعد في زحل..... خبرني عن كشك ليمون (ضيعوك) ماذا حل به? أضاعوه? أضاعوني وأي فتا أضاعوا والكوده سيد العجلات?.... كم سرقنا الساعات الطوال نأجر عجلاته بأجرة لاتسمن ولاتغني من جوع ....ولكن هذا لم يقعده أن يربي أبناءه بكل القناعة والحلال..ليمنحنا ذلك الأقتصادي الفذالذي يشار له اليوم بالبنان... كم كنت جميلا وعفيفا.... ياوطني وتوتو الترزي....هل مازال مزنوق... زنقة الخياط ليلة الوقفه....أشهد الله إنني كنت واحدا من الذين ساهموا في هذه الزنقات....أم ترك هذه المهنة بعد الغزو الملابسي الصيني والسوري? فلقد شاهدته في مجروس (تلفزيون)السودان يكفن الموتي و يشيعهم الي مدفنهم الأخير ولسان حاله يذكرنا كفي بالموت واعظا ياعمر.... وأنترناش صانع الأحذيه ماذا صار من أمره?هل واجه نفس الغزو الحذائي الصيني السوري ولقي حتفه أم مازال قوي يصارع الأجيالا? وفريق المورده القراقير كما يحلو لنا أن نناديهم كيف حالهم? كيف حال محمودالزبير الثعلب الماكر والمحينه التوربيدو وعمر التوم صاحب الرجل الذهبيه أم صحيح صارت شينه كورتنا.... ياعوض دكام....بعدأن ذهب هولاءوأغتالت أيادي الهوس الديني اللاعب الفذ عمر عثمان ...موسكو...صاحب الصواريخ عابرة القارات وهو راكع يصلي في مسجد الله هل يمكنني أن أسألك عن صديقك وزميل دراستي الشاعر حسن السر بخاف أسأل عليه الناس ...وسر الريده بينا يضيع كم لعبنا الكورة معا ومعنا زميل الفصل كمال عبد الوهاب وكيف عوضي ...الشاعر الفذ..عوض أحمدخليفه جارنا في الحله... كم حدثنا وأشجي مسامعنا بالأمس إلتقط ذلك الفتي الموسيقي العبقري مجدي العاقب كمنجته وفي لحظة تجلي ليعزف بأنامله الذهبيه رائعته ورائعتك لو كنت ناكر للهوي زيك.... كنت غفرت ليك.... كل العذاب ....العشته في حبك وكل حق العليك لكني عايش للهوي... كل يوم...أترجي فيك... وريني كبف أغفر.... وإنت شقاي..... سببته بايديك عندها ذرف الأستاذ والموسيقار أزهري نور الهدي الدمع سخينا وغادر الغرفه ولم يجروء أحد منا بالكلام...وساد صمت عميق سوف أسألك عن المآذن وجوامع المورده...الإدريسي.....جامع ود قليج...هل مازالت عامرة بذكر الله....صادعة بالحق... كيف حال مدرستي... ذلك الصرح الشامخ العظيم.... المؤتمر الثانوية....وأيم الله لن نتركهم يهدموها.... ليبنوا في مكانها...سوق للملابس والملهاة...أي وطن وشعب عاقل سوي يسمح بجنون كهذا... يهدمون صرح للتعليم...ويطلبون مكانا في التاريخ وسط الأمم والحضارات الراقية المتقدمة... بالعلم فضل الله آدم علي سائر الخلق....أوليتهم بدروا