دنقـ الكبرى ـلا وانطلقـت المسـيرة .. تكويـن المكتب التنفـيذى لرابطـة أبنـاء دنقــــلا بجدة .

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم يا دنقلا لا للعزل ... وألف لا ... للتمييز تعتبر منطقه شمال السودان منذ آلاف السنين هي المدخل الرئيسي لبلاد النوبة وذلك في شكل هجرات وغزوات وتبشير مسيحي ودعوه إسلاميه وتجاره حدودية, ومن هذا المنطلق نجد أن التركيبة السكانية تتعرض لتغيرات سكانية بين الحين والآخر خاصة وأن هذه المنطقة هي منطقة امتداد طبيعي لجنوب مصر الفرعونية ثم المسيحية والإسلامية . وعلى مدى التاريخ كانت معروفة بالتجارة البينية للماشية والإبل والذهب والعاج وريش النعام والرجال الأقوياء لإمداد الجيوش بهم. كانت مدينة دنقلا العرضي معروفة بإ سم " الشونه" ومعنى الشونه أنها مخزن للغلال الذي يمد القوافل بالحبوب وكذلك الجيوش الغازية والجيوش النوبية المتجة شمالا لغزو مصر النوبية. وكان موقع الشونه هذه خلف مستشفى دنقلا الحالي قبالة ضريح " ابو قيد" . هذه المقدمة تؤيد حديثنا عن التغيرات السكانية في هذه المنطقة , فنجد فيها المهاجرين من الجزيرة العربية ومن العراق وليبيا وأيضا من تركيا , وكل له سبب في مجيئه للسودان فإما غازيا أو تاجرا أو صاحب دعوة دينيه. فمثلا نجد عرب الشويحات والدويحات " دويحيه" في منطقة روم البكري والتي ينتمي إليها دكتور مصطفى عثمان إسماعيل حتى شرق اوربي. أما عرب الكبابيش فاتشروا في غرب النيل في منطقة الديم وزحفو إلى إرتدي ثم إلى داخل دنقلا . وكذلك نجد عرب الهواوير جنوب منطقه دنقلا ويتمدد عرب البديريه الدهمشيه حتى مناطق الشايقيه ونجد البعض منهم في كردفان خاصة مدينة الأبيض ثم عرب القراريش في شرق دنقلا والذين يرجع نسبهم إلى قبائل جهينه في اليمن السعيد . أما مدينة دنقلا فتحملت هي الأخرى الهجرات الأكبر. فالجعافره وصلوها من العراق واستقر جزء منهم بها والآخر هاجر جنوبا حتى وصل منطقة النيل الأبيض مركزين في منطقه الدويم. ومنهم نجد "خليل عثمان " . كذلك الأدارسه الذين اتو من الجزيره العربيه عبر المغرب وانتشرو من دنقلا حتى شمال أرقو وجنوبا إلى العاصمه الوطنيه امدرمان . أما حوض السليم شرق مدينة دنقلا فهم خليط من العرب الكبابيش وبعض القبائل الأخرى . أيضا نجد أن هناك هجرات زنجيه من غرب السودان وجبال النوبه منهم قبل المهديه ومنهم بعد المهديه .وما حوش المراسليه بمدينه دنقلا إلا دليلا على ذلك وكذلك منطقه البان جديد في دنقلا و كذلك في مدينه أرقو. كل هذه الهجرات من شتى الأمكنه ومختلف القبائل منهم من اختلط بقبائل النوبه السكان الأصلين في شمال السودان . ومنهم من لم يختلطوا واحتفظوا بسحنتهم التي جاءوا بها. هذا المزيج الإلهي جعل منطقه دنقلا مزيجا من الثقافات تمحورت بالمصاهره إلى أن صارت في شكل بوتقه ثقافيه واحده . وجرى العرف أن كل من يسكن هذه النطقه فهو دنقلاويا. جيوش الأتراك لما رأت في موقع مدينه دنقلا العرضي الميناء الآمن المحمي بجزيره المساكين والموقع الجغرافي الجيد ذو المناخ الصحي المناسب وهو في نفس الوقت موقع استراتيجي عسكريا. نقلت العاصمه من ارقو إلى موقع دنقلا الحالي وسميت دنقلا العرضي , وكلمه عرضي باللغه التركيه معناها منطقه سكن العسكر " اوردي" وتناسا الناس كلمه الشونه. في الأسبوع الماضي يوم الأربعاء 28/11/ 2007من جريده الخرطوم وفي صفحه وهج الغربه, فوجئنا بمقال للمحرر أعلن قيام الجمعيه العموميه لأبناء منطقه دنقلا الكبرى والتي تشمل " دنقلا العجوز_ دنقلا العرضي_البرقيق" وهي محليات حسب النظام الإداري الجديد . ونتسآئل هنا من الذي دعا لهذا الإجتماع ولم تشمل الدعوه روابط وجمعيات كثيره تقع ضمن هذه المنطقه الجغراقيه فمثلا مدينه دنقلا العرضي لم تدع لهذه الجمعيه في حين أن دنقلا هي أكبر مدينه في الولايه كلها وهي حاضره المحليه وحاضره الولايه وأن عد سكانها يزيد عن نصف سكان الولايه من حلفا إلى الكاسنجر. فأين ممثلي نصف سكان الولايه ؟؟؟ ونحن شخصيا لا نرى سببا مقنعا لهذا التجاهل . ففضل مدينه دنقلا كبير على أبناء الولايه الشماليه فمن لم يدرس بمدرسه السعاده أو الأوليه درس بدنقلا الأميريه ومن لم يدرس بالأميريه درس بدنقلا الثانويه .فكل مر من خلالها واستنشق عبيرها فهي كانت طريقه إلى الحكم أو إلى الجيش أو إلى الجامعات.هذا التجاهل لمدينه دنقلا وهي صاحبه السوق الاكبر والمستشفى الأعظم في الولايه.سببه واحد وهو أن سكانها من غير الرطانه يعني من" الفلاليح"أو " فلاحين تود"كما يعرفونهم بالرطانه. ونسوا أن هؤلاء الفلاليح جاءوا بثقافه عربيه تعليميه حملوا بين طياتهم حضاره عريقه جاءوا بها من كل البلاد التى اتو منها ونشروا هذه الثقافه على امتداد النيل وهي حضارات علميه منها الطبيه والتعليميه الزراعيه والإقتصاديه والتجاريه حتى دبت الحياه في هذه البلاد وتناسوا أن أول وزير صحه سوداني هو أمين السيد من دنقلا وأول وكيل وزاره ماليه محمد نور خوجلي وذلك في عهد الأنجليز ونسوا الأستاذ الجليل عبدالرحمن عبدالله ناظر القولد الوسطى التي خرجت كل أبناء الشماليه تتلمذوا على يده. ونسوا صالح محمد إسماعيل " صالح سكر" الساعد الأيمن للزعيم الأزهري ونسوا المناضل علي محمود حسنين الذي يقبع الآن في سجن كوبر مدافعا عن الحريات والديموقراطيه. وهؤلاء هم النذر اليسير من الفلاليح والذين أتو بالإنتخاب الحر المباشر من قبل الشعب ولم يأتوا على ظهر دبابه . ونتحدى هنا أن يكون هنالك عنصرا نوبيا خالصا وإلا فأين احفاد بعبدالله أبي السرح وأبناء وأحفاد الجيوش العربيه والتي أتت معه وأين أحفاد غلام الله بن عايد الركابي وأين احفاد العرب الذين نشروا الدين الإسلامي وأقاموا الخلاوي ؟ وأين الذين علمو العربيه للسكان الأصلين؟؟ المحرر في مقاله الأخير تباهى بعوائل القبائل النوبيه التي رأى أنها لن تخالط عنصرا عربيا. ولم يشر إلى إنتشار هذه القبائل ونفهم منه انها متفوقعه على نفسها في قرى شمال السودان . ونسى عمدا القبائل التى امتدت عروقها وأغصانها ووريقاتها وانتشرت في السودان كله بل أن جذورها جاءت لنا من العراق والحجاز والمغرب ومن تركيا . فمثلا آل مقلد الذين نجدهم في الحجاز وفي مصر ولبنان.وأين آل علي إسماعيل الذين جابوا أصقاع الولايه معلمين وموجهين واتحدى من كان في الشمال من لم يتتلمذ على يد أحد أحفاد الشيخ إسماعيل إبراهيم سالم سويلم والأخير المدفون بالمغرب. وصاحب قبه مشهوره.وأن ابنه علي إسماعيل إمام المسجد الكبير في دنقلا وله أربع أبناء أئمه مساجد في دنقلا. تناسى المحرر قبيله آل العميري أصحاب المهن الطبيه والمعلمين الأفذاذ الذين جاء اجدادهم من الجزيره العربيه وتجدون اهلهم الآن في مكه المكرمه وانتشروا حتى وصلو مدينه الأبيض . وأين آل الصايغ خبراء االزراعه وتجاره الذهب والقضاه المحنكين. وتناسى المحرر آل الحميدي الاقطاعيون في أزمانهم وأصحاب الفنون والآدآب منهم عمر أبو الحسن صاحب أول دار عرض سينمائي بالولايه الشماليه بعد عطبره. الحميدي الكبير ضرب المفتش الأنجليزي وأوقعه من حصانه على الأرض وحوكم بالسجن لأنه أذل المفتش الأنجليزي وطالبه بالرحيل إلى بلاده. أين موقع آل الشروني في مقال المحرر فهم أصحاب المساجد على مستوى السودان وهم العمد والمشايخ وهم الكثير الكثر. أين ذكر آل الحكيم وابنهم أول دكتور" حكيم" تطأ أقدامه أرض دنقلا وأين آل باشكاتب الذين عرفوا أصول المحاسبه والسكرتاريه قبل أن تعرفها الخرطوم. وأين آل خوجلي الذين كان يشبه كرمهم بكرم حاتم الطائي؟ وأين السيسيه الذين بكدهم وصبرهم ومثابرتهم انتقلو من صف بائعي اللحوم إلى اصحاب الرساميل في السودان وليس في دنقلا وحدها وهذه هي علامات النجاح. وأين النزهيه وأين أولاد قناوي؟ منهم التجار الذين دقو الحجر فأخرجو من ماء. أما كاتب هذه السطور فجد والده كان مأذون مدينه دنقلا سنه 1880 ولدينا مايثبت ذلك.وجد جده شيخ موسى الجعفري الذي أتى من العراق وتوفى في مدينه دراو جنوب مصرولديه الآن ضريح يزار ومعروف لأهل جنوب مصر, هذه المدينه التي جاء منها نميري الكبير من الجزيره العربيه وانتقل منها إلى مدينه ود نميري.وهذه المدينه نهايه نقطه طريق الأربعين من جهه الشمال . وتنقسم إلى قسمين الأول هو حله الشيخ موسى أو المهاجرين بحكم أنهم هاجروا للسودان والجزء الثاني قسم العبابده والتي منها أهل بشير عبادي وزير المواصلات الأسبق ومنها أهل الباقر أحمد نائب الرئيس نميري ومازالت أخواته المتزوجات يقمن بداره. أما من ناحيه والدة كاتب هذه السطور فإن والدتها من قريه" التيتي"جنوب دنقلا وهي تتحدث العربيه بصعوبه. وجد والدتنا خوجلي أصلا من أرض المحس الذين تربطهم علاقه بالخوجلاب. وقصدت بذكر نسبي هذا أن أضرب مثلا للتصاهر وليس للحصر أو التباهي.وهذا هو المزيح الذي قصدناه في أول مقالنا وهي الثقافه المقصوده بحديثنا وهي ثقافه دنقلا الكبرى, التي تجاهلها الدعاه للجمعيه العموميه لمحافظه دنقلا الكبرى وعزلوا الغير وميزوا أنفسهم على شعوب المنطقه وجمعياتها وروابطها. وللأسف الشديد الذي شاهد هذه المسرحيه الهزليه وبتذاكر مخفضه السيد عوض قرشوم رئيس الجاليه السودانيه فهو التاجر الشاطر الذي يعرف كيف ومتى يبيع وكيف ومتى يشتري وكل همه أن تكون قواعده في رئاسه الجاليه مؤمنه. وأخونا العزيز عبدالله عبد الدئم شفاه الله مازال يستدر عطف الكوم الأشهر ليكون الرابح الأكبر ونحن نعرفه من قبل صاحب قوله الحق ولو عند مليك مقتدر. لكن التباهي بالأصل هو حق مشروع للجميع . ومن لم يتباهى بأصله فإن لا أصل له. وهذه هي الحقيقه التي يثبتها لنا الواقع المعاش هذه الأيام في السودان . فعند إحتفال قبيله الرشايده بإتفاقيه الشرق استصحب الوزير مبارك مبروك سليم معه في الإحتفال السفير الكويتي والوزير الكويتي اللذان ينتميان لنفس القبيله. ومن قبل لبى السفير المجري بالخرطوم دعوه قدمتها له قريه المجراب بحلفا القديمه والذين هم من أصل مجري وحضروا مع الكتيبه المجريه للسودان واستقروا بحلفا القديمه. وهم بالمناسبه رغم أنهم يرطنون إلا أن مايميزهم الشعر الصفراء والعيون الخضراء. ورقص معهم السفير المجري حتى الثماله وغنى معهم "أسمر شيرتو" وتمايل مع الطار يمنه ويسرا. وإذا قامت بعض العوائل من دنقلا العرضي التي يرجع أصلها إلى تركيا بأي نوع من الإحتفالات, ستجدون رجب طيب اردوغان بين ظهرانينا في سوق دنقلا يتحدث عن مكافحه الإرهاب وحزب العمال الكردستاني والحملات على شمال العراق لضرب جذوره.أليس هذه ثقافه جديده علينا جلبها الفلاليح لنا. كلمه اخيره وهي يجب ألا ننسى أن حكومه الوحده الوطنيه فيها مني أركو مناوي وفيها دينق ألور وفيها غازي صلاح الدين العتباني وفيها مبارك مبروك سليم وفيها موسى محمد أحمد وفيها علي عثمان محمد طه ورغم التباين في السحنات بينهم إلا أنهم على قلب رجل واحد. فإذا كان هذا على مستوى الوطن ولماذا لا يكون على مستوى محليه دنقلا الكبرى؟؟ وأخيرا تداعيات هذا التجاهل المقصود وضعنا في موقف لا يحسد عليه , خاصه وأننا ملاك أرض دنقلا شاء من شاء وأبى من أبى . وتقبلنا من سكن معنا في الإمتدادات الجديده كما سكن الغير في أمبده وكما سكن الغير في الحاج يوسف وكما سكن الغير في الكلاكلات وكلهم آتون من غير العاصمه وليسو من سكانها الأصليين ولكنهم أولا وأخيرا سودانين . أما الروابط والجمعيات التي همشت معنا في الإجتماع فهذا شأنهم إن رضوا بذلك. أما نحن وبصفتنا رئيس رابطه أبناء مدينه دنقلا في المنطقه الغربيه نعلق عضويتنا في رابطه أبناء دنقلا الكبرى لحين تصحيح الوضع. والله من وراء القصد عبدالرحمن عبداللطيف عبدالقادر رئيس رابطه أبناء مدينه دنقلا بالغربيه ممثل كيان الشمال بالسعوديه