|
Re: مجرم الحرب .. بوش يلوي عنق التاريخ لتبرير احتلال العــراق (Re: Frankly)
|
العربية > شؤون دولية أخيراً نطق بوش بالكلمة المحظورة: فيتنام
تقرير: بيرو دي يونغ- إذاعة هولندا العالمية
23-08-2007
طوال الأعوام الأربعة الماضية كان الرئيس بوش يستشيط غضباً كلما قارن أحدهم الحرب في العراق بالتدخل الأمريكي في فيتنام الذي انتهى بكارثة. الآن عقد بوش ذاته هذه المقارنة. لكن ما هي الدروس التي يريد الرئيس بوش استنتاجها من التاريخ؟
أدلى الرئيس الأمريكي بهذا التصريح في وقت تشتدّ فيه سخونة النزاع الأمريكي الدائر حول احتمال الانسحاب الأمريكي من العراق. الكونغرس الذي تهيمن عليه المعارضة الديمقراطية يطالبه بتقديم مقترحات محددة لخفض تدريجي للقوات الأمريكية في العراق ينتهي بسحبها جميعاً. لكن الرئيس ما زال يعارض ذلك بشدة.
اشار بوش اثناء لقاء في مدينة كنساس سيتي إلى الانسحاب العجول من فيتنامقبل 34 عاماً. قال بوش في اللقاء "آنذاك قيل أيضاً إن الوجود الأمريكي هو المشكلة الحقيقية، وإن أعمال القتل ستنتهي ما إن نسحب قواتنا." لكن العنف لم ينته آنذاك بل ازداد وفقاً لرأي الرئيس بوش الذي أوضح ذلك بالقول "كانت النتيجة الواضحة للعيان هي أن ملايين المدنيين الأبرياء هم الذين دفعوا ثمن الانسحاب الأمريكي من فيتنام، ماساتهم هي التي أضافت إلى قاموسنا الحديث تعابير مثل "لاجئي القوارب" و "إعادة التأهيل" و "حقول القتل"."
يشير بوش هنا إلى ما حدث في فيتنام لاحقاً، حيث أقيمت معسكرات لإعادة التأهيل، وهربت أعداد كبيرة بالقوارب، بينما ارتكب أفراد "الخمير الحمر" في كمبوديا المجاورة مجازر بشرية هائلة.
الرسالة هنا واضحة: الكونغرس الذي يستهين بجهود القوات الأمريكية في العراق مصاب بقصر النظر التاريخي. لكنّ الملفت للنظر هو استخدام المقارنة بحرب فيتنام لكي يعبر عن هذه الرسالة التي سبق أن كرر مضمونها أكثر من مرة. هذا ما يراه خبير الشؤون الأمريكية "روث أولدنزيل" لكنه يفسر ذلك بطبيعة الأشخاص الذين كان يخاطبهم في كنساس سيتي. يقول أولدنزيل:
"كان الحاضرون من المحاربين القدامى. إنهم من الذين ما زالوا يؤمنون بأنه كان على أمريكا أن تبقى في فيتنام. ويؤمنون بأنه لو كان هناك المزيد من التحشيد العسكري الأمريكي آنذاك، لانتصرت أمريكا. هذه هي الأفكار المعتادة لدى العسكريين. فهم يحملون مسئولية الفشل دائماً للسياسيين الذين لم يكونوا جريئين بما يكفي ليقرروا البقاء في فيتنام، حتى لو تطلب الأمر تدمير شمال فيتنام بقنبلة ذرية."
يرى معظم المؤرخين أن المجازر التي شهدتها فيتنام وكمبوديا ما كانت لتحدث لو أن الأمريكيين قد انسحبوا في وقت مبكر. بل كان الأفضل، حسب معظم المؤرخين، لو أن أمريكا لم ترتكب أصلاً الخطأ الفادح باستخدامها القوة العسكرية لإيصال مجموعة فاسدة وغير مرغوب بها من قبل الشعب إلى سدّ الحكم في فيتنام.
أما إشارة بوش إلى ما حدث في كمبوديا فلا يعتبرها هؤلاء المؤرخون أكثر من "وقاحة". فالحقيقة هي أن ما عرف بـ "حقول القتل" ما كان ليحدث، على الأرجح، لولا المساعي الأمريكية المحمومة لجرّ البلد الذي كان محايداً، كمبوديا، إلى ساحة الحرب الفيتنامية.
أثارت المقارنة التي عقدها بوش ردود فعل مستهجنة في العالم العربي. ليس هناك مخاوف مشابهة من حدوث مجازر للعراقيين الموالين لأمريكا، أو موجات نزوح مليونية في حال انسحاب القوات الأمريكية، لسبب بسيط، هو أن هذه المجازر وموجات النزوح حادثة الآن أصلاً.
إنه بالضبط "صندوق بنادورة" الذي حرص الرئيس بوش على تركه مغلقاً طوال النوات الماضية بتجنب التطرق إلى إرث الحرب الفيتنامية. لكن قريباً سيكون على البيت الأبيض أن يقدم تقريره حول التقدم في العراق. ملخص التقرير يبدو واضحاً من الآن: يجب بقاء القوات الأمريكية هناك.
يبدو أن بوش لم يعد بوسعه أن يطمح بأكثر من عاصفة تصفيق من قبل حشد محدود العدد من المحاربين القدامى
|
|
|
|
|
|