|
|
 فلننس الأهلي ولنركز على الترجي
|
انتصار الهلال على الأهلي جاء رائعاً بكل المقاييس وأشعرنا جميعاً بالفخر. ولكن علينا أن لا نتمادى في الفرحة، فالمشوار ما زال طويلاً. أمامنا مباراة حاسمة وحيوية أمام الترجي الجريح والذي ليس لديه ما يخسره، وهو بالتالي يحرص على أن يكون خروجه الرسمي من المنافسة خروجاً مشرفاً. علينا أيضاً أن نتذكر أن هناك احتمالاً، مهما كان ضئيلاً، أن نلتقي الأهلي في النهائي باعتبار أن الفريقين باتا من أقوى المرشحين. وإذا ما تحقق ذلك الاحتمال، فلا تظنن أن الأمر سيكون بمثابة نزهة. ويجب أن لا يصيبنا الغرور برغم الانتصار الباهر، فهو في النهاية لا يعدو كونه ثلاث نقاط تضاف لرصيد محبوبنا الهلال.
لا أدري لماذ نفضح أنفسنا بأنفسنا ونحن نحتفل بتلك الصورة الهستيرية وكأننا بلغنا نهاية المطاف وحققنا الكأس. وقد ذكرني هذا الأمر بواقعة طريفة في تسعينيات القرن الماضي، حيث شارك المريخ في دورة إعدادية وودية لفرق مختلفة نظمها نادي الشارقة الإماراتي، شاركت فيها فرق كانت تعسكر هناك استعداداً لانطلاق بطولات الدوري في بلدانها المختلفة. وحدث أن فاز المريخ بتلك الدورة وأشاد الجميع باستعداداته وكتبت الصحافة المحلية ما كتبت وانتهى الأمر. إلا أن المفاجأة كانت في الاستقبال الذي حظي به نجوم المريخ بعد عودتهم، مما حدا بكثير من الصحفيين الرياضيين في دولة الإمارات أن يكتبوا مستغربين من صدى فوز المريخ بدورة هي أشبه بتقسيمة بين فرق يقبع بعضها (ومن بينها الفريق المنظم آنذاك) في الدرجة الثانية.
الفوز على الأهلي الفريق المصري العريق هو إنجاز بكل المقاييس ولكنه ليس إعجازاً بل أمر يعتبر عادياً في كرة القدم. فقد كان الهلال الأفضل، وهذا كل شيئ. الأهلي يلعب في منافسات الدوري والكأس المصرية ويخسر من، أو يتعادل مع، فرق ضعيفة أو من درجة أقل. أذكر أيضاً أن ذات الفريق خرج من الدور الأول لبطولة أفريقية كان يحمل لقبها على يد ناد أريتري مغمور، فلم تقم أريتريا الدنيا أو تقعدها. بل أن الفريق القومي المصري، بعد نشوة انتصاره على السودان في الخرطوم إبان منافسات التأهل لكأس العالم، خسر من كوت ديفوار في عقر داره.
إذا ما وجدنا العذر للجمهور المتعصب، فإننا لا نجد العذر للصحافة السودانية التي ظلت تتعامل بعقلية المشجع العادي، بل أن بعض الأقلام نسى مهمته الأساسية المتمثلة قي توقعات ما قبل المباراة والتحليل الفني لما بعدها وأنبرت تهاجم بشكل شخصي وبلغة مبتذلة أحد اللاعبين واصفة إياه بأقذع الألفاظ.
إذا ما افترضنا أن ذلك اللاعب ارتكب جرماً فظيعاًوانحدر لمستويات وضيعة، فهل علينا أن ننبهه بأننا في السودان نتمتع بمستويات أكثر وضاعة. وقد نجح أولئك في تحريض الجماهير وفي شخصنة المباراة لدرجة أن المرء كان يعتقد بأن الهلال كان يلعب ضد لاعب واحد وليس 11 لاعباً.
رفض كابتن الهلال مصافحة ذات اللاعب يجب أيضاً أن يدان، فهو كما الديبلوماسي، لا يتعامل مع الأشخاص بوصفهم أشخاص، بل بوصفهم مؤسسات. هذا الرفض عكس لنا حجم الكرم الذي نفيض به على ضيوفنا وإن أخطأوا في حقنا.
معظم من أطلقوا التصريحات النارية وأساءوا ليس للاعب الأهلي فقط بل لكل المصريين (بخيرهم وشرهم) يتخذون من القاهرة مقراً شبه دائم لهم وتراهم يذهبون ويأتون إليها في رحلة الشتاء والصيف، فماذا سيكون رد فعلهم إذا ما رصدت السلطات المصرية تلك الكتابات ثم منعتهم من دخول مصر بحجة الإساءة إليها؟ أتوقع أن تبدأ حينذاك "الجقلبة" والواسطات والاعتذارات المهينة.
نصيحة لوجه الله: أنسوا الانتصار على الأهلي وركزوا على الهدف الأسمى وهو الفوز بالبطولة
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
hassan bashir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست