|
أفضل نموذج لأسوأ صحفى ! عبدالرحمن الزومة مثالا!
|
Quote: بين قوسين
الشيوعيون وعقدة الذنب (1-2)
عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-07-29
فى كل عام وعندما يحين موعد التاسع عشر من يوليو ينصب الشيوعيون (السرادقات) ليبكوا قتلاهم فى 22 يوليو وهو ما أسميته فى مقال لى العام الماضى بـ (موسم المناحات) والمفارقة الجديرة بالملاحظة هنا هى أنه كان من المتوقع أن يكون (الرفاق) أكثر زهداً فى الحديث عن تلك الأحداث وتكرارها باعتبار أنهم قد ارتكبوا جرائم فظيعة فى تلك الأيام وأن ما حدث لهم من تقتيل هو أقل بكثير مما كان متوقعاً أن يصيبهم وأن السبب فى ذلك هو (فقط) أن الشعب السودانى شعب طيب ولقد ضربت مثلاً بما جرى (لرفاقهم) فى اندونيسيا بعد فشل انقلابهم الدموى فى العام 1965 وهو انقلاب مشابه لما فعلوه هنا فى السودان حيث (انتفض) عليهم الشعب الاندونيسى وقتل منهم أكثر من مليون شيوعى وكان رأيي دائماً (ولا يزال) أن الشيوعيين عندنا يجب عليهم أن يحمدوا (ربهم) أنها انتهت على كدة وبالتالى أن يسدلوا الستار بقدر الامكان على تلك الجريمة وألا يتحدثوا عنها الا عند (الضرورة القصوى) لكن الذى حدث ويحدث هو العكس تماماً فقد درج الشيوعيون على نشر كم هائل عن انقلاب 19 يوليو بل ان حديثهم عنه صار فى الآونة الأخيرة يتواصل طيلة العام بعد أن كان (موسمياً) فى السنوات الماضية! ومن الملاحظ أن الأمر فى كل عام يتعلق بحملة (منظمة) ذات أهداف واضحة يحسب (الرفاق) من فرط سذاجتهم أنها خافية على الناس بينما هى مثل الشمس. القصد من الحملة هو أولاً تبرير العمل الأخرق الذى قاموا به وثانياً اظهار المحاكمات التى تمت بحق قياداتهم بأنها كانت أعمالاً انتقامية وأنها تمت (خارج نطاق القانون) وعندما يتحدثون عن الجريمة البشعة الخاصة باغتيال مجموعة من خيرة أبناء القوات المسلحة فيما عرف بمجزرة (بيت الضيافة) يكادون يصورون الأمر وكأن أؤلئك الشهداء الأبرار هم السفاحون وأن (سفاحيهم) هم الضحايا! وقد حاولوا رسم هالة من البطولة حول قياداتهم المعدمين وكيف أنهم قابلوا الموت بشجاعة ويشارك فى هذه الحملة كل الشيوعيين حتى (التائبين) منهم والذين يبدو أن توبتهم لم تكن توبة (نصوحة) ومن ضمنهم من جرد قلمه بشكل حزبى سافر بعيداً عن المهنية الصحفية مستخدماًً ومستنطقاً (شهود عيان) على بشاعة محاكمات الشجرة (كذا) والتى يسميها (مجازر الشجرة) ولم يسلم منه حتى الجنود أو الضباط الذين طلب منهم تنفيذ أحكام الاعدام الصادرة بحق من قتلوا شهداء بيت الضيافة! فزعم أن الجيش أطلق على أحدهم لقب (السفاح)! ولقد فات عليه أن يستصحب الجو المعادى للشيوعيين فى تلك الأثناء مما يصعب معه تصديق مسألة (السفاح) بحق من ينفذ أحكام الاعدام بحق الشيوعيين! بل بالعكس ربما يطلقون عليهم لقب (البطل). وكان المحور الرئيسى فى اظهار البطولة فى مواجهة الموت هما المرحومان عبد الخالق محجوب وهاشم العطا باعتبارهما أهم شخصيتين فى الانقلاب فالأول هو سكرتير الحزب الشيوعى والثانى هو منفذ الانقلاب ولقد كتب أحدهم كيف أن المرحوم عبد الخالق قد جاء الى منصة الاعدام (فزلزل وقارها) وكيف شبهه بأبطال الأساطير الاغريقية وكيف أنه جاء فى كامل أناقته وهندامه وكيف كان حذاؤه (مصقولاًً ولامعاً)! ولولا أن الرجل الآن فى رحاب الله وهو ليس بيننا ليحكى ما حدث وكيف كان شعوره (تجاه رفاقه) لذكرت المعلومات التى لدى عن الحالة التى كان عليها الرجل لحظة اعدامه غير أن الصورة التى ظهر بها الرجل فى المحكمة وهو بجلابية (ممزقة الزراير) وكاشف الرأس وعبارة (عايز انتهى وبس) التى ختم بها مرافعته أمام المحكمة تعطى صورة مغايرة عن حكاية (البطل الاغريقى) ولكن لماذا يلوك الشيوعيون الحديث عن هذه الأحداث بهذه الصورة؟ انه العقل الباطنى والشعور بعقدة الذنب ولكن عقدة الذنب تجاه من؟ ذلك شأن آخر موعده الغد باذن الله. |
|
|
|
|
|
|
|
|
|