|
Re: لآلىء و أصداف من بحر الغربه ( للأستاذه / منال محمد الحسن المحامى ) (Re: بشير حسـن بشـير)
|
الإختيار الصعب ـ الفضائيات أو أبنائى
من المعروف فى هذا العصر عصر المكوكيات الفضائيه والإنترنت أنه لا يمكن الإستغناء عن جهاز التلفاز الذى يجوب بنا العالم عبر قنواته المتعدده والمختلفه ، ولكن ما مدى تأثير ما نراه أو نسمعه على الأبناء هل نشعر بالزهو والفخر أن أولادنا يعرفون العالم وعاداته وما يحدث فيه أم نشعر بالحزن والأسى لأنهم صاروا يقلدون ما يرونه سوى كان سلبا أم إيجابا ، وماذا علينا أن نفعل وكيف نتصرف ، حتى لتدور أيديهم بالريموت كنترول كيفما شاءوا . فنحن نحبذ أن لا يروا الكثير وكيف لنا أن نمنعهم عن تصرف ما ونوبخهم ونحن نراه مثلا أمامنا فإما نحن غير صادقين أو بتعبير أدق نحن كاذبون أمامهم ، وإما نحن لنا أكثر من رأى وفى هذه الحاله يصابون بالإزدواجيه فى آرائهم مما يسبب عدم الثقه بيننا وبينهم ماذا علينا أن نفعل ؟ إذا رأوا مشهدا ساقط فى إحدى الأفلام وكيف لى أن أنهاهم عن هذا التصرف ، وهو أمامهم وماذا عن القدوه ؟ وما أدراك ما القدوه ، وقد رأيت بنفسى فى إحدى الفضائيات برنامجا يستضيف طفله عمرها 11 سنه يقولون أنها مطربة المستقبل وهى تغنى للقلب والعين والآهات فكيف أقول لأطفالى أنتم لسه بدرى عليكم لمن تكبروا ، وأمامى طفله ربما يرونها المثل والنموذج المفضل ، ثم ماذا عن المسلسلات ، اليوميه وما نراه نحن من إهتمام الأطفال بها وهل نفلح فى توجيه النصح لهم بالإمتناع عن شىء وارد فيها ونحن نشاهد أمامهم بتلهف وترقب ، وماذا عن الأغانى والسهرات والفيديو كليب وقد صار أمرا عاديا أن نرى أبناءنا فى طور المراهقه ، يتمايلون طربا ونشوه مع إحدى الأغانى ،وإذا أقنعنا أنفسنا أن أطفالنا يشاهدون القنوات الخاصه بالأطفال فقط فهذه لا تقل درجه فى التأثير لأنهم يعلمون أن هذه القنوات مخصصه للأطفال إذ كل ما بها جيد ومفيد ، حسب فهمهم ، وقد عانيت وما زلت أعانى مع أطفالى من تجربة القنوات المخصصه لهم فهم طوال اليوم لا يفارقونها وبالرغم مما تعلموه من اللغه العربيه ، الفصحى الصحيحه وبعض العادات الجيده ، ولكن مع ذلك تعودوا على العنف فى المعامله بينهم فلا يمر يوم دون أن أسمع كلمات ( بدأ الهجوم ، أو الإستعداد ، ثم أنطلق ــ ثم بدأت المعارك ) فى أفلام الكرتون أغانى خاصه من أفلام الخيال العلمى ، فكيف أوصل لهم معلومه إن هذه القصه بعيده كل البعد عن الحقيقه ، وفيهم من يرى دون أن يستوعب ، وكيف لى فى إقناع أطفال ما زالت عقولهم فى طور النمو أو البناء حقيقه إن القنوات الفضائيه أصبحت داء فتاك لا يمكن بأى حال من الأحوال معالجته نهائيا ، فربما يكون العلاج مسكنا فقط ثم يعود كما بدأ وقد فكرت بأننى لا يمكن أن أصلح فى تربية أبنائى وهذا الشبح جاثم فى منزلى فلا بد أن أضحى بأحد الإثنين ، إما التلفاز أو أبنائى ، وما زال البحث جارى .
نشرت بصحيفة الرأى العام السودانيه فى 2004 م
|
|
|
|
|
|
|
|
|