كـــوز يبـــدي اسفـــه لان الصـــادق المهــــدي سمـــي الجبهجيـــة: " الكيـــــزان "

Quote: العدد رقم: 586 2007-07-05 بين قوسين الصادق والنفخة الغبراء عبد الرحمن الزومة كُتب في: 2007-07-05 لست أدرى ان كان السيد الصادق المهدى قد قرر أن يكتفى أن يذكره التاريخ تحت بند أولئك الذين يتكلمون كثيراً، هذا فى حالة أن يكون كلامهم ذا فائدة وقيمة لهم ولسامعيهم، وهذا يطرح علينا السؤال الأكثر غرابة و(حراجة) وهو ان كان السيد الصادق قد قرر أن يكتفى بأن يذكره التاريخ تحت بند الناس الذين يتكلمون فقط بالحديث الذى يسئ ليس الى مستمعيهم بل انه يسئ اليهم والى مكانتهم الاجتماعية والسياسية تماما مثلما هو حال السيد الصادق الذى يسمى اماما على طائفة دينية لم تعرف فى تاريخها المجيد سوى (الأفعال) الطيبة وهى عندما تتكلم فلا تطلق من القول الا أحسنه. اننى لم أتتبع نوع الكلام الذى كان يقوله السيد الصادق قبل أن تحل به (مصيبة) الانقاذ فتنزع منه ملكاً لم يحافظ عليه و لكن من المؤكد أنه بعدها صار يتكلم بطريقة انتقدها كل الناس لأنها ببساطة لا تتفق ولا تناسب المناصب والألقاب التى يحملها الرجل, غير أننى أذكر أنه اشتهر فى عهود حكمه التى سبقت الانقاذ بكثرة الكلام حتى لقبته صحف ذلك الزمان بـ (أبو كلام) وبرع رسامو (الكاريكاتير) فى تصويره فى العديد من الأوضاع كان (المايكرفون) فيها لا يفارقه ولعل الناس يذكرون بيان الانقاذ الأول وكيف عاب على رئيس الوزراء أنه أضاع زمن الشعب فى ( كلام لا فائدة منه) أما بعد الانقاذ فقد (تدهورت) ثقافته الكلامية واللغوية الى مستوى عجيب ولقد رصدت له فى الفترة الماضية العديد من الكلمات والعبارات التى لم يكن من المناسب أن تصدر من أى انسان دعك من رجل فى مقام السيد الامام فقد وصف بترول السودان بأنه (أحلام ظلوط) ثم عندما ضرب الأمريكان مصنع الشفاء قال (رب غارة نافعة) ولم يجرؤ واحد من أنصاره أن يسأله كيف يمكن لغارة على أرض الآباء و الأجداد أن تكون (نافعة)!! ومن آخر عباراته (كلمتان ثقيلتان فى اللسان خفيفتان فى الميزان) الأولى قالها فى احدى زياراته الى بعض الأقاليم عندما كان يتحدث عن المشاريع الزراعية حين قال ان تلك المشاريع (شلعوها الكيزان) وهذه الكلمة كان الشيوعيون يطلقونها على الاخوان فى الخمسينيات و الستينيات (لزوم الاغاظة) والتجريح والتبخيس ويأتى ليستخدمها بكل أسف (امام الانصار) الذين امتزجت دماؤهم بدماء الاخوان فى الجزيرة أبا وهذا ما دعا أخانا الأستاذ موسى يعقوب أن يطلق عليها انها تشبه لغة (قاع المدينة) وهى أسوأ من ذلك لأنه حتى (المحترمون) من الشيوعيين وكذلك غير المحترمين من الناس الآخرين لم يكونوا يستخدمونها! أما العبارة الثانية التى سجلت للسيد الامام فهى وصفه للنفرة الخضراء التى اطلقتها الدولة لانتاج مزيد من القمح والتمر والسكر فقد نثر كنانته وعجم كل أعوادها ثم خرج علينا بعبارة من (بيت الكلاوى) اذ أطلق على ذلك المشروع الطموح (النفخة الغبراء) ولقد حار الناس حقاً فى الدوافع التى تجعل الرجل يلجأ لهذا الاسلوب فى التعامل واللجوء الى هذه اللغة وتفسيرى ان ذلك مرده الى الاحباط الذى يشعر به الرجل وهو يرى الانقاذ تنجح فيما فشل فيه هو. لقد حققت الانقاذ نجاحات عظيمة لا ينكرها الا حاقد وحاسد وعندما يقارن تلك الانجازات بـ (الصفر) الكبير الذى خرج به من فترات حكمه الفاشلة يجتاحه حسد جارف وحقد أسود فلا يجد ما ينفس به عن ذلك المكنون غير اطلاق تلك الكلمات الجارحة. لقد حدثنى أحد قادة الانقاذ وكان عضواً بالجمعية التأسيسية أن الصادق المهدى وعندما كان رئيساً للوزراء وقف أمام الجمعية التأسيسية و طفق يحدثهم لمدة ربع ساعة عن بعض (انجازاته) وهو جسر اسمه جسر (السنجكاية) واتضخ بعد أن قام بشرح المشروع انه كان عبارة عن (مزلقان) على احدى الطرق فى ولاية بعيدة! قال لى الرجل انهم بعد الانقاذ ذهبوا ليبحثوا عن ذلك (المزلقان) فلم يعثروا له على أثر فقد (عصف) به الزمان مثلما عصف بعهد صاحب (الانجاز).