عبدالحميد كاشا في احضان التمرد

Quote: ما هكذا يكون النصح يا سعادة الفريق! كتب الأخ الفريق أول ركن آدم حامد موسى مقالا نشر على صفحات صحيفة سودانجم الإلكترونية أراد به نصح الأخ الوزير عبدالحميد موسى كاشا ليرتدع عن الكتابة في أهل القصر، و لكن مما يؤسف له أن نصحه جاء مبرّأ من كل أدب للنّصح الذي يرجى منه، وصار إلى التشفّي و الغيرة السياسية و شيء من الانتهازية بمحاولة التودد إلى الحاكم على حساب المنصوح أقرب ،و هذا ليس من شيم أهل دارفور الميامين، و نربأ بالأخ الفريق أن يكون هذا مقصده، و عشمي ألا يكون الفأس قد وقع على الرأس، وحتى نجد مخرجا للأخ الفريق من سوء الظن أرجو أن يجيب على الأسئلة التالية حتى يقتنع القرّاء أنّه لم يقصد غير التواصي بالحق. أولا:- لماذا اختار الأخ الفريق نصح الأخ الوزير كاشا على صفحات الصحف و هو بين ظهرانيه في الخرطوم يسمعه و يراه متى و أنّى شاء ، أم أن الحديث إلى كاشا عبر الهاتف أو زيارته في داره يغضب الذين يحسنون التصنّت و الرقابة حتى على الأعوان؟! ثانيا:- كيف يريد الأخ الفريق للأخ الوزير أن يستسيغ نصحه بعد أن نعته بالحبن وبيع النفس و محاولة الهروب بعد فوات الأوان و التودد الرخيص للحركات المسلحة، و بعد أن جرّده من حقه في التحليل السياسي. كيف يرجو من رجل هذا حاله حسب ظنّه أن يقبل بنصيحته؟! ثالثا:- ما العيب إن اكتشف الوزير أنّه كان على خيار غير موفّق و أراد تصحيح مساره؟ أليس الرجوع إلى الحقّ فضلية؟ و من الذي يملك حق اغلاق باب التوبة في وجه عباد الله و قد تركه الرحمن الرحيم مشرعا إلى ساعة غرغرة الروح؟! رابعا:- و هو السؤال الأهمّ، لماذا ينبري الأخ الفريق للردّ على إبن عمه الوزير من دون الناس، و في الذين عناهم الوزير في مقاله من أهل القصر أصحاب ألسنة حداد و أقلام سيّالة ؟! ثمّ لماذا يكون أصحاب القصر إخوة أعزّاء، و أهل حنكة سياسية يكنّ لهم الأخ الفريق كل الودّ و الاحترام، ويكون الأخ الوزير خوّارا بائعا لذمّته؟! هل قال الأخ الوزير أكثر من حديث المدينة الذي تلوكه كافة الألسن و أكده مساعد رئيس الجمهورية بقوله: "أن هنالك خلاف في الرأي" أم أنّه حلال على بلابله الدوح و حرام على الطّير من كل جنس؟! و أخيرا أشكر لأخي الفريق شجاعته في الاعتراف بأن الخرطوم قد استغل زمرة من قادة دارفور في غفلة من الزمان، و سخّرهم في تنفيذ برامج لم تكن في صالح أهل دارفور و سلامتهم الجسدية و الاجتماعية، و أملي أن يسير الفريق في خطّ شجاعته المعهودة، و يدين ما قد حدث في حق أهل دارفور الأبرياء من خطيئة تاريخية، و يساهم مع بقية إخوانه في الداخل و الخارج في كشف الحقيقة و اصلاح ذات البيّن، لعلّ الله يجعل للمتورطين في جرائم الحرب من المستغـلين من أبناء دارفور مخرجا من ويلات المحكمة الجنائية الدولية التي لا يغيّر في سيرها شكوك الأخ الفريق وسائر أهل السلطان، و غدا لناظره قريب. د. جبريل إبراهيم محمد – أبوجا [email protected]