. المصيبة في السياسة هي المزايدة.. آسـف.. هي واحدة من آفات التحزّب الكثيرة و ليس "الــ" مصيبة.. فكلما قام تعيس بـ"تقليعة"..يسترضي بها أولي الأمر، بادر أتعس منه للإستزادة في الأمر لكي يحصل على رضا أكبر. و من نافلة القول التذكير بأن من يسعى لهكذا أسلوب يكون بالضرورة عاطلآ عن أي موهبة أو تفكير يفيد البشر، لذا تجده/ها لا هم لهم سوى البحث عن "موضوع" ظاهره فيه إرضاء المسؤول و باطنه من قبله العذاب للرعية. كانت منطقة الجريف غرب، و لعلها لا تزال، منطقة مأزومة بمنسوبي الجبهة الإسلامية، على اختلاف مسمياتها، و كان مرشحها علي عبدالله يعقوب في الديمقراطية التي وأدها إنقلابهم الأخير. قام واحد من المعلمين مطلع "فجر" الإنقاذ الكذوب بحلاقة تلاميذ مدرسة إبتدائية صلعة على الزيرو بلا ذنب و لا جريرة! و المعلوم أن المدارس لا تعتمد الحلاقة كأسلوب جزائي، لكن تلك الأيام كانت أيام صيف العبور و عسكرة الجميع، فأراد ذلك المعلم أن يضرب "ضربة معلم" و يسبق الجميع بإدخال الصلعة كجزاء تأديبي لتلاميذ كان الأحرى به أن يبتدع لتعليمهم وسائل أفضل و ألطف تليق بأعمارهم و تتناسب مع الألفية التي كانوا على وشك الدخول لعالمها حـُـزنذاك اليوم. لحسـن الطالع أن تلك الموضة المتزلفة المتملقة لم يكتب لها الإستمرار و لا الإنتشار، فالمجتمع السوداني كان وقتها محتفظآ بعافيته الأولى و أراد ربـّـك أن يـُـبدل أهل الجريف غرب معلمين خيرآ منه زكاةً و أقرب رحما. قبل فترة وجيزة زرتُ مباني كلية الشرطة بصحبة رجال لا تلهيهم أيدلوجيا و لا سياسة عن ذكر الأخ، و لفت نظري، بل قل هالني، أن رأيت طلاب و طالبات جامعة الرباط يتزيون بزي موحـّـد!! بيجي/سمني للقميص مع بني للبنطال أو الجيبة/الإسكيرت..و سألت هل هم متدربين عسكريآ؟؟..قيل لا..بل يتزيا العسكريون بأزياء الشرطة الإعتيادية، كاملةً.. و قد رأيت الطلاب العسكريين من ثم.. يبدو على أزيائهم الرخاء البترولي، لله الحمد، و واضح أنهم طلاب كلية الشرطة ..يميزهم، قبل زيهم، ذاك الضبط و الربط الملازم لأي كلية عسكرية. إذن فلماذا الزي الرسمي للباقين؟.. هنا فقط تذكرت مدرسة الصلعة الإبتدائية، و حمدتُ الله أن موضة الزي الجامعي، خسيء من وقف وراء قرارها البائس، لم يكتب لها الذيوع هي الأخرى، و لم تنتشر في بقية الجامعات. يلزمني أن أتأكد من خـُـلو الموضوع من الموانع التجارية، ذلك أن الزي كان موحـّـدآ بشكل يوحي بأن "فاعل خير" قام باستيراده و باعه للطلاب، لكن لا تظلموا الناس قبل أن نتأكد، هي فقط نظرة فاحصة لم تجد بين جميع الطلاب الجامعة من كان لون لباسه أفتح أو أغمق من الآخر، بل كانت كلها من نفس التاجر و ذات القماش، لا تستعجلوا فلربما كانت المسألة محض صدفة و ليس هناك أي أطماع أو صفقات. الطالب الجامعي لا يمكن أن يأتي بزي رسمي It is just not right الطالب الجامعي يناط به تغيير الوضع فكيف لا يمكنه تغيير لون قميصه!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة