ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 07:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2007, 08:09 PM

Ahmed Alim
<aAhmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! (Re: Ahmed Alim)

    العلاقات المصرية - الإفريقية .. خبرة الماضي وسيناريوهات المستقبل
    المائدة المستديرة
    ملف العدد .....





    عقدت مجلة السياسة الدولية مائدة مستديرة حول (العلاقات المصرية - الإفريقية .. خبرة الماضي وسيناريوهات المستقبل), وذلك في العشرين من مايو 2007, شارك فيها كل من الأستاذ الدكتور عبد الملك عودة, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, والأستاذ محمد فايق, الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان, ووزير الإعلام الأسبق في عهد الرئيس جمال عبد الناصر, والسفير أحمد حجاج, الأمين العام للجمعية الإفريقية, والدكتورة إجلال رأفت, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة, والمتخصصة في الشأن الإفريقي, والدكتور أحمد يوسف القرعي, الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام, والمتابع للشأن الإفريقي.

    د. أسامة الغزالي حرب : ترحب أسرة مجلة السياسة الدولية بضيوفنا الأعزاء في هذه المناقشة حول العلاقات المصرية - الإفريقية. ويهمنا في هذا الصدد أن تتعرف الأجيال الجديدة علي الآباء الذين أسسوا للاهتمام المصري بإفريقيا, والذين كان لهم إسهام حقيقي في خلق دور مصري فعال في إفريقيا.

    ويأتي اهتمامنا بهذا الموضوع في إطار التغطية المتعمقة لإفريقيا في السياق الدولي من خلال ملف هذا العدد.

    ولن نتطرق في هذه المناقشة إلي قضايا تفصيلية, بقدر ما نحاول إلقاء نظرة استراتيجية عامة علي تاريخ اهتمام مصر بإفريقيا .. أسباب هذا الاهتمام, وملامحه, وتطوره, وأسباب تدهوره والخطوات الواجب اتخاذها الآن لإعادة تنشيط هذا الدور.

    أ. محمد فائق : أود أن أشير إلي نقطة مهمة, فنحن نتحدث عن العلاقات العربية - الإفريقية وننسي أن العرب الموجودين في إفريقيا هم أفارقة أيضا.
    والجديد الذي أتت به ثورة يوليو في مرحلة التحرر الإفريقي والبحث عن هوية إفريقية, أنها كشفت عن وجه مصر الإفريقي, فأضافت تاريخ مصر والحضارة الفرعونية إلي التاريخ والحضارة الإفريقية, فعبرت لأول مرة حاجز الصحراء, الذي كان يفصل تماما بين الشمال الإفريقي, وإفريقيا السوداء, أو 'إفريقيا جنوب الصحراء'. وقد كان الأفارقة الذين تبنوا حركة Pan Africanism والبحث عن هوية إفريقية, يتحدثون عن التاريخ الإفريقي والآباء الأولين في اطار إفريقيا السوداء, ولذلك فقد نال التوجه المصري إلي إفريقيا اهتماما جديدا من جانبهم. وقد أصبحت مصر هي الجسر الذي تعبر عليه العلاقات العربية - الإفريقية.

    وعند عقد أول مؤتمر إفريقي, لم يكن هناك سوي دولتين من الجنوب نالتا الاستقلال هما ليبيريا وإثيوبيا, ثم انضمت إليهما غانا فيما بعد, بينما اشترك في المؤتمر خمس دول عربية من شمال إفريقيا.

    وللسودان دور مهم في استراتيجية مصر لربط إفريقيا شمال وجنوب الصحراء, لأن السودان هي الدولة الوحيدة الممتدة التي تخترق هذه الصحراء, وتستطيع أن تكون همزة حقيقية للوصل بين الشمال والجنوب, وبالتالي فهي عنصر مهم جدا لإحداث التوازن في القارة الإفريقية.

    د. عبد الملك عودة : لقد كان الجديد الذي أضافته ثورة 23 يوليو 1952, أنها ربطت سياسة مصر ومصالح مصر في إفريقيا بالبيئة الاقليمية والعالمية المتغيرة في ذلك الوقت. فقد ارتبطت السياسة المصرية الجديدة في إفريقيا بقضايا تصفية الاستعمار وانشاء دول جديدة, وثورة التطلعات الإفريقية للتقدم والتنمية. كل ذلك أعطي السياسة المصرية قدرة علي النفاذ في إفريقيا.

    ولكن هذا التوجه الجديد من ثورة يوليو لم يلغ مجموعتين من المواريث السابقة علي الثورة, الأولي: تتصل بعلاقة مصر بحوض النيل, والثانية: تتصل بانتشار العروبة والاسلام في إفريقيا.

    وترتبط علاقة مصر بحوض النيل بالمفهوم العسكري لحماية الأمن القومي المصري فيما يتصل بمياه نهر النيل. ولذلك فقد كانت العلاقة تاريخيا تستند إلي الهيمنة والسيطرة والوجود العسكري.

    ورغم أن نظام يوليو حاول إحداث تغيير في هذه العلاقة, عن طريق قبول حق السودان في تحقيق مصيره, إلا أن هذا المفهوم ظل سائدا تحت السطح, وعاد ليظهر عند إصابة السياسة الثورية المصرية في إفريقيا بالضعف, إما بسبب الهزيمة العسكرية من اسرائيل, أو بسبب حصول معظم الدول الإفريقية علي استقلالها, وظهور دول جديدة مستقلة, لها مصالح قومية وارتباطات دولية. وينعكس هذا المفهوم علي رؤية مصرية للسياسة الإفريقية, ترتكز فقط علي تأمين الحقوق المصرية في مياه النيل. فإذا كان هناك استقرار في هذه الناحية, فإن مصر لا تبدي اهتماما بالجوانب الأخري من العلاقات مع إفريقيا.

    لقد دخلت السياسة المصرية في إفريقيا في أزمة مع انتهاء الحرب الباردة. فمن ناحية, أصبح المفهوم العسكري غير قابل للتطبيق. ومن ناحية أخري, فقد أصبحت الأهداف الثورية غير ذات موضوع. لكن مصر لم تستعد بسياسة جديدة للتعامل مع المعطيات الجديدة في البيئة الإفريقية التي تغيرت بشكل سريع من حيث موازين القوي وترتيب الأهداف والأولويات.

    هناك الآن غياب لاستراتيجية مصرية واضحة, حتي فيما يتعلق بالعلاقة مع دول حوض النيل. فعلي سبيل المثال, عندما عقدت دول 'هضبة البحيرات العظمي' معاهدة تحالف عسكري, كان هناك تخبط: هل ننضم أو لا ننضم? هناك مشاكل جديدة يجب التعامل معها, مثل المنطق الجديد للبنك الدولي حول قضية تسعير المياه, فهل نسعرها أم لا? وكيف نسعرها? وهناك تفاصيل تتعلق بمبادرة مياه النيل لا يوجد عندنا معلومات بصددها تمكننا من تحديد خياراتنا الحقيقية. فهناك مثلا مشكلة تخزين المياه في بحيرة تانا, التي تقع تحت السيادة الإثيوبية, والحاجة للبحث عن ضامن دولي, حتي لا تهدد اثيوبيا الحقوق المصرية. هذه الأمور لا تناقش في مصر, ولا ت عقد عنها ندوات.

    حتي في تعاملنا مع السودان, وقعنا اتفاقية النقاط الأربع ثم لم ن فعلها. هناك مشاريع مثل رصف الطرق بيننا وبين السودان, ولكنها لا تتم, بينما نري نشاطا في تمهيد الطرق بين السودان وإثيوبيا لتسهيل حركة التجارة الإثيوبية العابرة.

    مصر لم تعد النظر في علاقتها بجنوب إفريقيا ونيجيريا, وهي دول ناهضة, وأصبح لها دور واضح في مفاوضات جنوب السودان والكونغو الديمقراطية, بينما الدور المصري غير موجود. جنوب إفريقيا ترسل قوات إلي درافور وجنوب السودان, ورئيسها يتحرك في إفريقيا ويتدخل لحل المشاكل في الكونغو شمال اوغندا, أي أصبح لها دور قوي. هل سبب غياب الاستراتيجية انه لا توجد عندنا قاعدة في التجارة والاستثمار نعمل بها في إفريقيا? جزء من المشكلة أن أوروبا والولايات المتحدة يمكنهما أن تقدما لإفريقيا مساعدات واستثمارات, بينما نحن لا نستطيع.

    أم أن سبب هذا الغياب هو أن مصر لا تريد ان تغير من مفهومها العسكري للتعامل مع أمنها القومي في إفريقيا? لقد أصبحنا في فترة تحتم علينا أن نتفاوض, ويجب أن يكون هناك تنازلات وأخذ وعطاء.

    أنا أري أن السياسة المصرية تواجه متاعب في إفريقيا. وإذا أردنا أن يكون لنا دور وأن نمارس سياسة فعالة, فيجب أن نعيد النظر في المواريث القديمة والنظرة العسكرية. ويجب ألا نكتفي بأن نقول إن مصر كان لها دور في إفريقيا, أو إن عبد الناصر والثورة كان لهما دور, لقد أصبح ذلك جزءا من التاريخ.

    أ. محمد فايق : أريد أن أقول إن ثورة يوليو قد اتجهت فعلا لتغيير المنظور العسكري في تأمين مياه النيل. وفي هذا الصدد, فقد قبلت بفكرة حق تقرير المصير للسودان. وقد أصر عبد الناصر علي أن يتم البت في مصير السودان حتي قبل جلاء القوات البريطانية من مصر, وكان يستند في ذلك علي انه لا فائدة من إخراج القوات الانجليزية من مصر لتعاود التمركز في السودان. وقد كانت البدائل المطروحة هي أن يتحد السودان بشكل ما مع مصر, أو أن يستقل استقلالا كاملا. في الحالة الأولي, فان حدود مصر كانت ستمتد إلي قلب إفريقيا, حيث تتجاور مع دول إفريقية كان لا يزال فيها وجود للاستعمار مثل تشاد, وإفريقيا الوسطي, وكينيا, وأوغندا. كما أنه في هذه المرحلة, كان هناك نفوذ أمريكي في إثيوبيا معاد لنا بشكل واضح. كانت فكرة تأمين منابع النيل في ذلك الوقت ترتكز علي مساعدة هذه الدول للحصول علي استقلالها, ومن ثم تصبح دولا صديقة. هذا كان الهدف الاستراتيجي الاساسي, لأنه لم يعد من الممكن تأمين منابع النيل عن الطريق العسكري أو الوجود الكامل في المنطقة.

    إن موافقة مصر علي استقلال السودان وحقه في تقرير مصيره أعطتنا مصداقية كبيرة في إفريقيا, وكانت مصر أول دولة تعترف بالسودان المستقل, كما أهديناهم أسلحة ثقيلة, وقد فتح لنا ذلك أبوابا كبيرة في إفريقيا.

    أما بالنسبة لموضوع مياه النيل ومشروع السد العالي, فقد اتجه الرئيس السوداني إبراهيم عبود لتوقيع اتفاقية السد العالي مع مصر من أجل أن يثبت أقدامه في السودان. وهذا مثال علي أنه لكي يستقر أي نظام في السودان, فلا بد أن تكون له علاقة جيدة بمصر. لقد كانت العقبة الأساسية هي إثيوبيا, التي كانت لنا معها معركة عنيفة, خاصة في السودان. وقد بعثت مصر بعلمائها لدراسة قدرة إثيوبيا علي التأثير في موضوع السد العالي وبحيرة تانا. وقد أشارت هذه الدراسات إلي أن إثيوبيا لن تستطيع التأثير إلا في 1/41 من المياه القادمة من هضبة الحبشة فقط. وبالتالي, فقد مضينا في مشروع السد العالي دون أن نعقد اتفاقا مع إثيوبيا, علي أمل أنه يمكن التوصل إلي اتفاق مستقبلا. ومع الأسف الشديد, فإن ذلك لم يحدث حتي اليوم.

    وبالنسبة لبحيرة تانا, أنا أري أن تأثيرها محدود جدا, لأن الهضبة منحدرة انحدارا شديدا. ولكي يتم حجز المياه, فيجب تغيير شكل الهضبة كلها. هذا كان تقييمنا في ذلك الوقت. ورغم أنني أري أن إثيوبيا لا تستطيع أن تؤثر بشكل كبير, فأنا أري أنه لابد أن يحدث اتفاق.

    لقد استندت الاستراتيجية المصرية في ذلك الوقت علي مشاريع مشتركة مع إفريقيا, مثل مقاومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا, وقضايا الاستقلال وفكرة الوحدة الإفريقية. كما كانت هذه العلاقات مدعمة بالتعاون في المجال الاقتصادي. وكنا نري أن مستقبل مصر مرتبط بتطوير الصناعة, التي تحتاج إلي مواد خام وأسواق, وهي متوافرة في إفريقيا. وقد قمنا بالتعديلات المطلوبة في البنية الصناعية المصرية لتدعيم التجارة علي المدي الطويل. فعلي سبيل المثال, وجدنا أن هناك سوقا كبيرة للأقمشة في نيجيريا, لكن أسعار المنتجات المصرية لم تكن تنافسية بسبب استخدامنا للأقطان طويلة التيلة. وبالبحث, وجدنا أن هناك قانونا يمنع استيراد الأقطان قصيرة التيلة, فغيرنا القانون واستوردنا هذه الأقطان لكي نستطيع انتاج أقمشة ذات أسعار مناسبة للسوق الإفريقية. كما قمنا بتوفير الصبغات, والأنوال التي تنتج رسومات تناسب الأذواق الإفريقية. كما كانت منتجاتنا الصناعية الأخري, مثل الدراجات, والثلاجات والأغذية المعلبة, مطلوبة في إفريقيا بشكل كبير. من ناحية أخري, فقد استوردنا المعاصر ذات المواصفات الملائمة للتعامل مع البذور المستوردة من إفريقيا لانتاج الزيوت.

    وأود أن أوضح أن الدور المصري في إفريقيا لم ينته في 1967. فعلي سبيل المثال, في 25 أغسطس 1967, وفي ظل ظروف شديدة الصعوبة بعد النكسة - حيث كان عبد الناصر يستعد للسفر لحضور القمة العربية في الخرطوم - اتصل بنا رئيس نيجيريا, مستنجدا من الاعتداءات المتكررة بالطائرات علي لاجوس من قبل قوات المنشقين في بيافرا, وأبلغنا الرئيس النيجيري بأنه لا يستطيع الصمود سوي لأيام معدودة, وقد لجأ للعالم كله ليعطيه عونا عسكريا فلم يساعده أحد, إلا الاتحاد السوفيتي الذي أعطاه عددا من الطيارات لكن بدون طيارين. وقد استغاث بالرئيس عبد الناصر لمساعدته في توفير طيارين. ولعلمي بالظروف الصعبة التي نمر بها, فقد حولت الخطاب إلي الرئيس دون ابداء رأي, فطلبني الرئيس وقال لي: لا أريد لإفريقيا أن تنتكس بنكستنا, وأعطاني جميع الصلاحيات لكي أوفر لهم الطيارين المطلوبين. وقد انعكس ذلك علي علاقتنا بنيجيريا, حيث أصبحت صديقه وتقف معنا في كل المحافل الدولية.

    لقد كانت فكرة الوحدة الإفريقية في ذلك الوقت كلمة تفتح الأبواب, ولكننا لا نجد اليوم مشروعا يوحدنا ويقوي روابطنا بإفريقيا. وأنا أتمني أن نعيد تعريف فكرة الوحدة الإفريقية اليوم لتصب في مفهوم التنمية, لأن إفريقيا لم تتم تنميتها حتي الآن.

    إفريقيا - في رأيي - تملك ثروات وإمكانيات مهولة لم تستغل حتي الآن. إفريقيا اليوم بحاجة للاستثمار الثقيل, في مجال التعدين مثلا, وأنا أظن أن هذه قد تكون نقطة التقاء بين إفريقيا والعرب الأغنياء الباحثين عن مجالات للاستثمار. وأنا اتفق مع د. عبد الملك عودة في أهمية العلاقات التجارية. لكن تظل العلاقات السياسية هي الأساس.

    د. إجلال رأفت : الفترة الوحيدة التي كان لمصر فيها استراتيجية إفريقية واضحة ومطبقة هي ما بين 1952 و1967. فكانت مصر تساند الحركات التحررية وتستخدم التجارة وغيرها, وكانت مؤثرة جدا. أنا لا أنسي أنني عندما زرت زائير, وجدت شارعا اسمه جمال عبد الناصر, وكانوا يتحدثون عن مصر كأنها هي جمال عبد الناصر والثورة.

    ولكن بعد نجاح الحركات التحررية واستقرارها, والانتقال إلي المرحلة التالية التي أساسها التنمية, لم تستطع الأنظمة, التي تلت عبد الناصر, أن ترسم استراتيجية مدنية تعتمد علي الاقتصاد والسياسة. هل كان عبد الناصر نفسه قادرا علي ذلك لو كان استمر إلي هذه المرحلة? الله أعلم.
    وأنا أتصور أنه, برغم عدم قدرة مصر علي تقديم تمويل كبير للمشاريع الإفريقية, فإن هناك مجالات كان يمكننا تحقيق السبق فيها, مثل المساعدة في الزراعة وفي تطوير الصناعات البسيطة المعتمدة علي الانتاج الزراعي.

    لقد كان هناك غياب استراتيجي كامل لمصر عن إفريقيا في هذه المرحلة, بل وكان التعامل مع الدول الإفريقية المجاورة يتأثر بارتباطات مصر بالقوي الدولية بدرجة أكبر من الرؤية المستندة علي المصالح الداخلية. وفي رأيي, فقد دخلت مصر في توافقات وصراعات لم تحقق المصلحة المصرية, بينما نري في المقابل أن ليبيا كثفت من نشاطها في إفريقيا, مستفيدة من امتدادها الجغرافي والجوار, وأصبح لها تأثير علي منطقة الحزام الحاجز في دارفور وتشاد ومالي.

    نحن في مصر لم نراجع ما يطلق عليه 'ثوابت' السياسة المصرية, لكي نري مدي ملاءمتها للواقع. فنحن نتحدث عن السودان كما كنا نتحدث عنه منذ 100 عام, ونتمسك بوحدة السودان كأحد هذه الثوابت, دون أن ندرس احتمالات وقوع انفصال بين الشمال والجنوب, والتي زادت بعد وفاة جون جارانج.

    جارانج كان رجل الدولة الوحيد علي مستوي السودان كله, وكانت له استراتيجية واضحة استمر عليها لمدة عشرين عاما حتي وصل إلي ما يريد. ورغم أن فرص السودان في الوحدة - في وجود جارانج - أكبر مما هي عليه الآن, إلا أن الإعلام المصري كان يصوره علي أنه 'مأجور' و'عميل لإسرائيل', ولم تقم الحكومة أو حتي وزارة الإعلام بأي مجهود لتصحيح هذا الوصف الخاطئ الذي كان يتردد في الصحف ووسائل الإعلام يوميا.

    من الثوابت المصرية أيضا الاعتماد علي التعامل مع الحزب الاتحادي السوداني, رغم أن الحزب وزعيمه قد فقدا قاعدتهما الشعبية والسياسية, ولم يعد لهما أي تأثير. وبالتالي, فإن ذلك يؤدي إلي خسارتنا في مواقف كثيرة جدا.

    إن السياسة المصرية في إفريقيا مستقرة علي التعامل مع الدولة, ولا تحاول التعرف علي التغيرات التحتية الموجودة, سواء في السودان أو الصومال أو تشاد.
    وحتي في عهد الدكتور بطرس غالي, حين كان للخارجية المصرية تحت قيادته نشاط واضح في إفريقيا, ظلت مصر تساند الدولة الإثيوبية ضد استقلال اريتريا, حتي قبل سقوط أديس أبابا في يد النظام الجديد بأيام. وهذا يدل علي أن أجهزتنا وسفارتنا هناك لم تكن علي دراية بالتطورات. وقد انطبق ذلك أيضا علي موقفنا من حكومة البشير في السودان, حيث تجاهلت الأجهزة المصرية تحذيرات الكثيرين من الصلة بينه وبين الترابي.

    وبما أن مصر لا تتعامل مع المجتمع المدني, ولا توجد علاقات معه وتقصر نفسها علي التعامل مع الدولة, فإن ظهور الدول الفاشلة, أو التي في طريقها إلي الفشل, في الصومال أو السودان, أصاب السياسة المصرية بالارتباك. فلا يبدو لي أن هناك دراسة حقيقية للوضع علي الأرض في الصومال, أو تحليلا لدور كل من الحكومة والمحاكم الاسلامية والوزن النسبي لهما.

    أ. محمد فايق : المشكلة في نظري ليست تقسيم السودان, ولكن أن نمنع أن يتم هذا التقسيم علي خلفية العداء بين العرب والأفارقة. لقد كان جارانج قادرا علي إيجاد المعادلة التي تسمح بأن يظل السودان متحدا كدولة عربية إفريقية, وأن يكون للأفارقة قول مهم فيها. ولكن بعد موت جارانج, فالمشكلة أصبحت كبيرة جدا.

    وأنا أري أن قضية دارفور تستخدم اليوم في إعادة الفصل بين الشمال وإفريقيا جنوب الصحراء. هناك بالفعل جرائم كبيرة جدا ترتكب في دارفور, والحكومة السودانية حتي الآن غير قادرة علي أن تتصرف في نطاق القانون واحترام الاتفاقيات الدولية وحقوق الانسان. ولكن هذه الجرائم بالتأكيد لا ترقي إلي مستوي الإبادة العنصرية (Genocide) , فهذا معناه أن العرب يقتلون الأفارقة وهذا في رأيي غير صحيح. لكن التفرقة بين العربي والإفريقي جاءت بعد قيام الأزمة وليس بسببها.

    ومع الأسف, فإن العرب قد أكدوا هذه التفرقة, حيث وقفوا مع الحكومة السودانية بأي شكل, ولم ينظروا إلي الموقف في إطار توفير الحماية لشعب دارفور مثلا.
    إن السودان - وهي الدولة التي كانت ويجب أن تكون همزة الوصل بين الشمال العربي والجنوب الإفريقي - فشلت في هذا الدور, بل وأصبحت تقوم بدور معاكس, وتسهم في تأصيل فكرة الانقسام بين العرب والأفارقة.

    د. إجلال رأفت : قد لا ينطبق التعريف الحرفي للإبادة العرقية علي ما يحدث في دارفور, ولكنني أعتقد أن هناك مشكلة عميقة الجذور بين العرب والأفارقة, في السودان خاصة, وفي الحزام الفاصل بين شمال وجنوب الصحراء. وهناك نظرة استعلائية من العرب تجاه الأفارقة تتعلق بتاريخ العبودية. وبالمناسبة, فلا تزال حتي الآن ظاهرة العبودية موجودة في مالي. وفي موريتانيا, كان هناك قانون يسمح بالرق حتي عام 1982.

    وفي السودان, فإن عرب الشمال يطلقون علي الجنوبيين لفظ 'عبد', وقد استخدم هذا اللفظ أمامي حين تفوه به شخص من الشمال, ولم يحتج الجنوبي الذي كان يخاطبه.
    السفير أحمد حجاج : أقول -آسفا - إن هناك أيضا اتجاهات عنصرية لدي المصريين تجاه إفريقيا, ونحن نري انعكاس ذلك في غضب الشارع المصري, فإذا هزمت مصر كرويا من فريق إفريقي, فإن عامة الشعب تعتبر أن ذلك يمس بالكرامة المصرية. والمصريون يتصرفون وكأن الأفارقة لا يفهمون العربية, فنجد نكات مسيئة وعنصرية متداولة حتي بين الوفود المصرية المشاركة في المؤتمرات الدولية, والأفارقة غير غافلين عن ذلك. وهناك الآن دعوة في إفريقيا لأن يعتذر العرب عن دورهم في تجارة العبيد, وأن يقدموا التعويضات. ويشيرون إلي أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير, مثلا, قد اعتذر عن دور بلاده في هذا الصدد, لكن العرب لم يفعلوا شيئا.

    د. عبد الملك عودة : إن ضعف الاستراتيجية الثورية المصرية تجاه إفريقيا ارتبط بصعود المواريث المعقدة مرة أخري إلي السطح, ومنها النظرة الفوقية- الدونية التي نتجت عن أننا فتحنا هذه البلاد بالقوة العسكرية وحكمناها.

    كما زادت أهمية الموروث المتعلق بانتشار العروبة والاسلام في إفريقيا. وقد كان لمصر السبق في هذا المجال, لكنها فقدته بعد انتهاء الحرب الباردة بظهور نشاط دول الخليج والجمعيات المختلفة التي تتمتع بالقدرة علي التمويل. وأصبحت السعودية - مثلا - تنشئ جامعات في أوغندا وتشاد والنيجر, وليبيا تنشئ مراكز اسلامية في غرب إفريقيا. ورغم أن هذه المراكز تعتمد علي الكوادر المصرية, إلا أن الخط السياسي العام يتبع السعودية أو ليبيا.

    أ. محمد فايق : العلاقات الثقافية في غاية الأهمية. وأذكر أنني في أول عملي, كلفني الرئيس عبد الناصر بأن أجد طريقة للتعامل مع الوجود الإثيوبي في السودان, ووجدت في وزارة الخارجية أنه ليس لنا تمثيل في إفريقيا سوي مفوضية في جنوب إفريقيا, وسفارة في أديس أبابا وأخري في ليبيريا. لقد كان هناك انفصال كامل علي المستوي السياسي بين الشمال والجنوب, لكن الأزهر كان المكان الوحيد الذي من الممكن أن نبدأ منه في بناء علاقاتنا الإفريقية. فذهبت إلي الأزهر, ووجدت رواقا خاصا بتشاد وآخر بالسنغال ونيجيريا .. الخ, ومن خلال هؤلاء استطعنا إقامة علاقات. إن المنح المقدمة للدراسة في الأزهر هي من أهم الروابط بيننا وبين إفريقيا. وأنا هنا أتحدث عن الرابطة الثقافية, فقد تغلغلت الثقافة العربية - الإسلامية بشكل كبير في إفريقيا, بحيث لا نستطيع أن نميز الحدود التي وقفت عندها. واللغة العربية لها أهمية خاصة, حيث لو إننا تعمقنا في التاريخ الإفريقي, فسنجد أنه مدون إما باللغة العربية أو بحروف عربية. إن هذا التاريخ الثقافي المشترك يصلح لكي نبني عليه علاقات قوية.

    السفير أحمد حجاج : إن المدخل المصري الصحيح لإفريقيا هو المدخل الثقافي, لكن يجب أن نراعي أن ذلك لا يقتصر علي تصدير ثقافتنا للآخرين, ولكن يمتد أيضا للتعرف علي ثقافتهم. فيجب - مثلا - أن تكون هناك حركة ترجمة للكتب الإفريقية, فنحن لا نعرف شيئا عن الأفارقة الحاصلين علي جوائز نوبل للآداب, أو عن السينما الإفريقية برغم أنها تحصل علي الكثير من الجوائز. ولا نشترك مثلا في مهرجان الفيلم الإفريقي في قرطاج. أنا مؤمن جدا بفكرة إنشاء قناة فضائية إفريقية, والتي اقترحها الرئيس مبارك. وعلي مصر أن تأخذ المبادرة في إنشائها, حتي لو لم تجد مساندة من الأفارقة, بشرط ألا تصبح قناة دعائية لمصر, بل تعمل بأسلوب إعلامي عالمي, مثل قناة BBC مثلا, ويجب أن تذيع موسيقي إفريقية, وكرة قدم إفريقية, وبرامج عن المطبخ الإفريقي .. إلخ.

    د. إجلال رأفت: الوعي العام عندنا تجاه إفريقيا, أو حتي السودان, يقترب من الصفر, ويجب أن نعمل علي تنميته. وأنا أذكر أنني حضرت عرضا لفرقة سودانية في الأوبرا, وقد كنت تقريبا المصرية الوحيدة هناك. أود أن أشير أيضا إلي التراجع في عدد المراكز الثقافية المصرية في إفريقيا, حيث كان هناك 16 مركزا في عهد عبد الناصر, والآن أعتقد أنه لا يوجد إلا مركز ثقافي مصري واحد فقط. وأنا أعتقد أن إقامة المعارض الفنية الإفريقية في مصر, وترجمة أدبيات إفريقية, وعمل مناقشات وندوات حولها, كل ذلك قد يكون له تأثير.

    من ناحية أخري, أود أن أشير إلي أن الفكر السائد حاليا في التغطية الإعلامية المصرية لإفريقيا غير صالح لتوثيق العلاقات. إن أكثر من 90% من الكتابات المصرية عن إفريقيا عربية الهوي, أي أنها تحلل المشاكل الإفريقية من منظور الصراع العربي - الإسرائيلي أو العلاقات العربية - الإفريقية, أي يساند الكاتب الصومال لأنها دولة عربية بغض النظر عن التحليل الموضوعي, ويساند الإعلام المصري الحكومة في شمال السودان لأنها عربية - إسلامية, بينما يقف ضد الجنوب. وأنا أعتقد أن إعادة تركيب الفكر الإعلامي المصري عن إفريقيا سوف تأخذ وقتا طويلا.

    د. أحمد يوسف القرعي : أنا أتفق علي أهمية العوامل الثقافية والإعلامية لتغيير صورة إفريقيا في أذهاننا, ولتحقيق انطلاقة مصرية علي المستوي الإفريقي. وأود أن أشير إلي التراجع في تدريس الشئون الإفريقية في الجامعات المصرية. فلا يكاد يكون هناك منهج تعليمي يتعلق بالدراسات الإفريقية إلا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية, بالإضافة إلي المركز المتخصص الذي تديره د. إجلال, ومعهد البحوث والدراسات الإفريقية. لقد بحثت في الانتاج العلمي لجامعات مصرية مختلفة, مثل جامعة الاسكندرية, وجامعة أسيوط, فلم أجد اهتماما بإفريقيا.

    علي المستوي الإعلامي أيضا, هناك تراجع في الاهتمام بإفريقيا. فقد كان هناك في الستينيات من القرن الماضي صفحات أسبوعية عن إفريقيا في جريدتي الأهرام والجمهورية. وعلي المستوي الثقافي, لا نجد نصيبا لإفريقيا في المعارض التي تقام, واللوحات والتماثيل الموجودة في الميادين العامة. وإذا كنا قد أقمنا تماثيل في الميادين العامة, بالتبادل مع دول في أمريكا اللاتينية, فلماذا لم نهتم بأن نقيم تماثيل لشخصيات إفريقية بارزة? بينما نري أن معظم دول إفريقيا يوجد بها تماثيل لعبد الناصر. ونحن هذا العام نحتفل بالعيد الخمسيني لإنشاء الجمعية الإفريقية, التي زارها جميع قادة التحرر الوطني في إفريقيا, أرجو أن نهتم بتحويلها إلي مزار وطني يضم صورهم وتاريخهم.

    السفير أحمد حجاج : يجب ألا نقلل من شأن الجهد المصري الحالي في إفريقيا. فأنا أزعم أنه ليست هناك دولة إفريقية تحتضن الطلبة الأفارقة مثل مصر. نحن في الجمعية الإفريقية - علي سبيل المثال - نرعي 15 ألف طالب إفريقي.

    لابد أن نعترف بأن هناك جيلا جديدا من القادة والشعوب غير الذي تعاملنا معه في السابق. لكن يجب ألا تخيفنا الأدوار التي تلعبها قوي إفريقية صاعدة, مثل جنوب إفريقيا أو نيجيريا. إن سياسة رئيس جنوب إفريقيا ثابو مبيكي تواجه بالنقد, داخليا بسبب إرساله قوات للتدخل في المشاكل الإفريقية, كما تنتقد بلاده - علي المستوي الإفريقي - بوصفها دولة متسلطة تحاول فرض وجهة نظرها. هناك أيضا انقسام داخلي بين خيار التوجه نحو إفريقيا والتوجه نحو الغرب. ولا يزال مجتمع جنوب إفريقيا يعاني من مشاكل كبيرة, فالتجارة والاقتصاد والصحافة لا تزال كلها في أيدي البيض. نيجيريا, أيضا, ليست بالمثل الذي يحتذي به في القارة الإفريقية, فلديها فساد منقطع النظير, والاحصاءات النيجيرية نفسها تشير إلي أن 280 مليار دولار قد تسربت إلي الخارج. يجب أن تنشط السياسة المصرية في إفريقيا, ولكن علي أساس التعاون, وليس علي أساس التنافس ومحاولة نفي أدوار الآخرين. وفي هذا الصدد, فيجب أن تلعب الكنيسة المصرية دورا نشيطا, لأنها الكنيسة الإفريقية الأصلية. وقد شاهدت بنفسي - عندما كنت سفيرا في نيروبي - كيف نشأت 15 كنيسة مصرية في إفريقيا خلال 4 سنوات فقط. إن تشجيع الكنيسة المصرية يندرج تحت لواء تنشيط الدور المصري الرائد, ولكن ذلك ليس محل إجماع في مصر.

    أ. محمد فايق : العلاقات الثقافية بالغة الأهمية, والرابطة الثقافية ليس المقصود بها قبطيا أو مسلما. إن إفريقيا لا تنظر إلي الدين بمثل نظرتنا, فمن الممكن أن نجد عائلة واحدة من نيجيريا بها المسلم والمسيحي والوثني.

    ولم تكن هناك أي حساسيات من إنشاء مدارس وكتاتيب لتعليم القرآن مثلا, أو إرسال الوعاظ أو الخطباء في رمضان. المشكلة بدأت عند محاولة الاستغلال السياسي لهذه الروابط.

    فمثلا في السودان, عندما تبنت حكومة الانقاذ فكرة الجهاد في الجنوب, وهي فكرة كانت خاطئة جدا, فقد أسهم ذلك في إذكاء التفرقة بين الأفارقة والعرب بشكل خطير. كما أن ذلك تسبب في قطع الصلات مع دول مجاورة.

    السفير أحمد حجاج : يجب أن تكون المنفعة المتبادلة هي أساس علاقاتنا في إفريقيا, ويجب أن ندرك أن الدور العربي ي ح جم في إفريقيا. بينما العالم العربي غير متفق في سياسته الإفريقية. الخلاف الجزائري-المغربي يعطل أي عمل مشترك داخل الجامعة العربية. المؤتمر العربي - الإفريقي الوحيد عقد عام 1977 في عهد السادات, ولم يتم حتي الآن انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية العرب والأفارقة.

    وعندما كنت في منظمة الوحدة الإفريقية, أعددنا مشروعا نموذجيا للاستثمارات العربية في إفريقيا, وبينما أقرته الدول الإفريقية, فقد رفضت الدول العربية, وفضلت التعامل المباشر علي المستوي الثنائي.

    د. إجلال رأفت : قد يكون من الأفضل لمصر أن يكون مدخلها إلي إفريقيا من خلال حضارتها المصرية القديمة, التي لها تأثير كبير, بدلا من المدخل العروبي الذي عليه علامة استفهام في دول إفريقية كثيرة.

    أ. محمد فايق : المكون العربي في السودان مثلا مكون ضعيف, فالذين يتحدثون عن العروبة هم العرب المقيمون علي ضفاف النيل. أما علي الأطراف, فالعروبة لا تجمع السودانيين, بل الإسلام. ولذلك, عندما يأتي نظام ضعيف إلي الحكم, مثل نظام النميري, فهو يرفع شارة الإسلام, لأن ذلك يوحد المنطقة الشمالية كلها.

    د. أحمد يوسف القرعي : إن البعد العربي لمصر هو إضافة لإفريقيا, كما أن البعد الإفريقي هو إضافة للعرب. وعلي مصر أن تحرص علي هويتها الإفريقية وهويتها العربية في آن واحد, دون أن تفرض الهوية العربية, أو المشاكل العربية علي إفريقيتها



    المصدر: مجلة السياسة الدولية. العدد 168، يوليو 2007 .
    الرابط:


    http://www.siyassa.org.eg/asiyassa/Index.asp?CurFN=malf1.htm&DID=9264
                  

العنوان الكاتب Date
ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:39 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:42 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:43 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:45 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:46 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:49 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:53 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:54 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:56 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 05:58 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 06:00 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 06:03 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 06:05 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 06:06 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 06:08 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-10-07, 06:15 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-11-07, 09:12 PM
    Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! محمد على طه الملك08-11-07, 10:05 PM
      Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! فيصل نوبي08-12-07, 11:08 AM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-12-07, 05:08 PM
    Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! محمد على طه الملك08-12-07, 08:58 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-14-07, 10:54 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-14-07, 11:04 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-20-07, 05:57 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-23-07, 10:28 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-23-07, 10:57 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-23-07, 11:05 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-24-07, 08:09 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim08-25-07, 03:51 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim09-03-07, 06:07 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim09-03-07, 06:15 PM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim09-03-07, 06:17 PM
    Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! محمد على طه الملك09-03-07, 11:00 PM
      Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim09-04-07, 09:02 AM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Abdelmuhsin Said09-03-07, 11:44 PM
    Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim09-04-07, 09:07 AM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim09-04-07, 09:21 AM
    Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim11-21-07, 09:55 AM
      Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Yousif Abu Harira11-21-07, 10:37 AM
        Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim11-28-07, 10:07 AM
  Re: ماذا قال عنا خبراء مصر للشئون الأفريقية والسودانية!! Ahmed Alim11-28-07, 11:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de