(ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 04:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2007, 04:40 AM

الفاتح يوسف جبرا
<aالفاتح يوسف جبرا
تاريخ التسجيل: 10-31-2006
مجموع المشاركات: 1617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى


    صحيفة الرأاى العام
    عدد الجمعة الموافق 2 نوفمبر 2007م
    موقع الكاتب : www.alfatihgabra.com


    كانت مقابر (أحمد شرفى) خالية .. الشوارع المحيطة بها يلفها السكون بعد أن تجاوزت الساعه منتصف الليل بقليل .. بعض العربات تسير مسرعة بشارع (الوادى) بين الحين والآخر .. شخص يجلس مستنداً على سور المقابر الحديدى ، فارع الطول ضخم الجثة يرتدى ثياباً غريبة يحدث نفسه متعجباً فى ذهول :
    ما هذه الأشياء التى تسير فى سرعه البرق ؟ ( ينظر إلى السماء ثم يتحسس ملابسه) ما هذا ؟ وأين أنا ؟ اين فرسى واين مضارب قبيلة عبس ؟ (يقف ثم يسير نحو الظلط) صائحاً بصوت عال :
    - يا بني عبس ؟ يا بنى هلال ... يا عكرمة ... أين أنت يا شيبوب ؟
    ( يسمع صوت ركشة) تقترب منه ينظر لها فى خوف وريبه ، سائق (الركشة) يهدئ من سرعته ويقف أمامه مباشرة ( ينظر إلى هيئة وملابس عنترة وطوله الفارع بخوف باستغراب ) :
    - شوف يا حاج لو عاوز مشوار إلا يكون قريب هنا ... يعنى ما فينا (زقلونا) والحارة 89 ؟
    - (عنترة يرتعد خائفاً وهو يقترب من الركشة و ينظر لها ثم يخاطب السائق قائلا)ً :
    - بالله عليك ابعد عنى هذا الحيوان الذي تعتليه
    - يا راجل خايف مالك؟ ما شفت لسك ركشة قبل كده ؟
    - وهل هذة (التى ذكرت إسمها) من الجن ؟
    - جن شنو يا حاج؟ دى والله شديدة خلاااس ؟ - متابعا- أنت يا حاج ماشى وين؟
    - إنى أريد قبيلتي .
    - (في سخرية بعد أن يهمس إلى نفسه وهو يقول ) ولله دى شديده جنس شده !! – ثم فى إستغراب) – وقبيلتك دى وين يا حاج ؟ فى البطانة ؟
    - قبيلتى هى (عبس) ألا تعرفنى أيها الرجل ؟
    - لا والله يعنى ح تكون منو ؟
    - (فى ذهو وهو يمسح شاربه الكثيف) أنا عنترة بن عمرو بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد بن وقبيلتى تنسب إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان – ثم مواصلاً فى جدية - ألأ تعرفنى يا رجل ؟
    - ( مقاطعاً وهو يضحك): لا .. لا عرفتك .. بس لكن عليك الله الشديده دى يا ود (شداد) جبتها من وين؟
    - أى( شديده) يا هذا تعنى ؟
    - لا خلاص مافى حاجه انت باين عليك راجل طيب ؟ يا عم (عنترة) مافيش قبائل هنا ولا يحزنون وإنت كلامك البتقول عليهو ده ليهو زمن بعيد
    - أتريد أن تقول لي يا هذا أنني نائم منذ زمن بعيد ؟
    - والله كان كلامك ده كان صاح تكون نائم ليك أقل حاجه ألف وسبعميت سنة ... ده لو ما كنت زول بتهضرب ساكت وضارب ليك (سجارة) شديده
    - لماذا لا تتحدث مثلي يا فتى ؟ ألا تعرف العربية ؟
    - عربيت شنو ؟ إنت نائم ليك ألف سنة وعايزني أتكلم زيك؟
    - نعم .. ألست أنت من قومى؟
    - يا بوى لا قومى ولا (وطنى)
    - مع السلامة خليتك بى عافية
    - مهلاً ... أتتركني وحدي يا رجل وتذهب ؟
    - لكن ما إنت عامل ليا فيها (سيبويه) .. أنا قلت أعمل فيك ثواب وأوصلك معاى في طريقي بدل ما يلمو فيك ناس )الدوريات( يودوك الحراسة وإنت فى (السطلة دى) !!.
    - هل معك طعام إنى جائع يا فتى ؟
    - (بصوت هامس) : هسع فى الليل ده يجيبو ليك أكل من وين؟
    - ألم تسمع حاجتى يا فتى ؟
    - (بذات الصوت الهامس) : الجوع (يجرسك) كده ؟ ما عامل لينا فيها (عنتر) وشنو ما بعرف داك؟
    - (عنترة فى عصبية وهو يدق بيده على كتف السائق) : - ألم تسمعنى ؟ إنى أود طعاماً يا هذا ؟
    - يا حاج خليك هادى إنت عاوز تقلب (الركشة دى) خلاص بنوديك محل أكل !!
    ( السائق يتجه إلى الركشة ويديرها ثم يجلس على المقعد يتبعه عنترة وهو يرتعد محاولا الجلوس على المقعد الخلفى وهو يقول ) :
    - كيف تمكنت من إستئناس هذا الحيوان ؟
    يضحك (السائق) قائلاً : (حيوان ؟ والله دى شديده جنس شده) ثم يدير الركشة بخفة ورشاقة وهو يضع شريط كاسيت للمطربة (حنان مس كول) فينطلق :
    الشريف مبسوط منى
    عشان انا بريد فنى
    اللكزس هدية ما علاقة شخصية
    انا عرضى حافظاهو وما بدور لى وصية
    هناى وهناية امسكو القناية
    المارسيدس ولكزس وبكره الهمر جاية

    - من أين يأتي صوت هذه (الجارية) يا فتى ؟
    - ( يخفض الصوت مشيراً إلى الكاسيت وهو يقول : من التسجيل .
    - (فى إندهاش) أمن هذا القمقم ؟ ... ( يصرخ ) لا شك أنه الجن ؟
    - يا حاج جن شنو؟ دي أغنية ...(يعلى الصوت مرة أخرى) أسمع ...
    الشريف مبسوط منى
    عشان انا بريد فنى
    مشيت ليهو باحساسى وبى طبعى الاساسى
    محتشمة ملتزمة خاته توبى فوق راسى
    - ( صارخاً) أخرص هذا القمقم ... أخرس هذه (الجارية) فهى تثير أعصابى (الأغنية تتواصل) :
    اللكزس هدية ما علاقة شخصية
    انا عرضى حافظاهو وما بدور لى وصية
    الليلة والليللة السافر يا حليلا
    اللكزس الفين وسبعة موديلا

    - (فى ضجر) ومن هو هذا (الشريف) الذى تغنى له هذه (الجارية) أهو حاكم هذه البلاد؟ ثم ما هى هذه (اللكزس)؟
    - شوف يا عنترة (اللكزس) دى فرسة يابانية شهباء
    - وهل حاكمكم (الشريف) هذا يهدى كل من يغنى له فرسة يابانية شهباء ؟
    - يا عم عنترة أول حاجه (الشريف) ده ما (حاكمنا نحنا) وتانى حاجه الموضوع ده ما تسألنى منو أنا أسال منو الجهات المسئولة !!
    تصل (الركشة) إلى محل (مطعم) تتناثر أمامه (البنابر) والكراسى والترابيز .. تتوقف الركشة يترجل عنترة بينما السائق فى مكانه ينظر إلى عنترة قائلاً :
    - ده محل الأكل يا عنترة وأنا ماشى محصل أولادى إتأخرت عليهم .. معاك سلامة

    عنترة فى المطعم :
    وقف عنترة ينظر جائلا ببصرة فى المكان فى ذهول ثم تخير له مكانا يجلس فيه وسرعان ما حضر إليه (الجرسون) :
    - ماذا لديكم من أكل يا هذا ؟
    - (الجرسون وهو ينظر له فى دهشة وإرتياب) : فى فول وكوارع وشية وأقاشى وطعمية وكباب سيخ و...
    - ما كل هذه الأسماء الاعجمية ؟ حسناً أعطنى من هذا (السيخ) !!
    بينما (عنترة) يتجول بنظره فى وجوه الزبائن الذين تناثروا هنا وهنالك نسبة لتأخر الوقت عاد (الجرسون) وهو يحمل (صحناً) به (قطعات) من اللحم وقطعه من الخبز يضعهما أمام (عنترة) الذى ينظر إليها مندهشا ويقوم بإزدرادها مع قطع اللحم (على دفعتين) ويمسك بكوز الماء يشربه عن آخرة والجرسون يقف مندهشاً .. عنتر يضع الكوز :
    - إحضر لى من هذا الشواء الشهى مرة أخرى !!
    الجرسون يذهب لإحضار (الطلب) بينما عنترة (يمسح) فى باقى (الصحن) وينظر مستطلعا حوله فى إنبهار لم يقطعه إلا صوت إرتطام (صحن الطلب) على التربيزة بواسطة الجرسون .. ينتبه (عنترة) ويقوم بإزدراد (الطلب) على دفعتين أمام إندهاش الجرسون ..
    - إحضر لى مرة أخرى من هذا الشواء
    وقف الجرسون هنيهه متأملا (عنترة) ثم إتجه صوب صاحب المطعم حيث أدار معه حواراً قصيرا وهو يشير ناحية جلوس (عنترة) ثم ما لبثا أن عادا معا ووقفا أمام عنترة حيث تحدث صاحب المطعم :
    - شنو الحكاية كلما يختو ليك طلب تاكلو فى لقمتين إنت يا زول جاى من وين ؟
    - أنا من ديار بنى عبس
    - فى (إندهاش ساخر) : ديار منو؟ - ثم مواصلاً – يا زول نحنا ما فاضيين أدفع لينا حق (الطلبين ديل) وأمشى الله يهدينا ويهديك
    - أنا لا أفهم ما تقول .. أعطنى شواء وسوف أعطيك المال
    - أعطنا المال لنعطيك شواء يا (كبتن) !!
    عنترة يقف ثم يبدأ فى فك قطعة قماش كان يلفها حوله ثم يقوم بفتحها هى الاخرى ثم يخرج منها (صرة) ملفوفة يفتحها ليخرج منها بعض القطع المعدنية القديمة :
    - خذ هذا هو المال
    صاحب المطعم يمسك بالقطع يتفحصها ثم يخاطب (عنترة) :
    - أيوااا يعنى نظام إحتيال وإستهبال وكده ؟ عاوز تاكل ملح وتعمل لينا مجنون مش كده ؟
    - يا اخ العرب أنا لست بمجنون ..
    - إنت الظاهر عاجباك صحتك السمحة دى .. لكن انا بجيب ليك البقدر عليك ثم (يمسك بالموبايل )

    ووصلت النجدة :
    - أيوه تلاته تسعات ؟ أيوه هنا مطعم الأمل .. آآآآى فى زول عامل لينا فيها مشاكل وما عاوز يدفع الحساب ... أأى فى (الهجرة) قدام طلمبة (ودأرو)
    بمجرد ان قام صاحب المطعم بقفل الموبايل وإنهاء المحادثة حتى صدحت (صفافير) عربة النجده التى يبدو أنها كانت قريبه من موقع الحدث ، قبل أن تقف العربة البوكس تماما يقفز منها عشرة جنود مدججين بالسلاح يتوجهون نحو (عنترة) وصاحب المطعم اللذان تجمهر حولهما عدد من (الزبائن)
    - الزول القلتوهو ده وينو؟
    - أهو الزول الطويل وعريض ده
    ما أن يراهم عنترة حتى يبادرهم :
    - مرحباً بالفرسان
    - فرسان فى الميدان؟ إنت يا زول تاكل وما تدفع الحساب ؟ إنت قايل نفسك منو؟
    - أنا عنترة العبسى
    - (يتجه الضابط نحوه بينما بقية القوة تحاصره فى شكل نصف دائرة) : والله لو بقيت (كبس الجبه) الليله مافى ليك طريقه إلا تدفع الحساب (ثم يأمر أحد الجنود) :
    - يا عسكرى أقبض الزول ده طلعو البوكسى
    العسكرى يتجه إلى عنترة الذى يقف بجسده الفارع ، يتردد العسكرى فى التقدم نحو عنترة فيزجره الضابط :
    - مالك ملاوز منو؟
    - يا سعادتك عاين الزول ده قدر شنو؟ ده يمسكوهو كيف ؟ بعدين الظاهر إنو سكران
    هنا لمعت فى ذهن الضابط فكرة بعد أن تيقن تماما بأنهم لن يستطيعو القبض على (عنترة) بالطرق العادية فخاطبه قائلاً :
    - قلت ما إسمك يا هذا ؟
    - أنا عنترة بن عمرو بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد بن وقبيلتى تنسب إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان – ثم مواصلاً فى جدية - ألأ تعرفنى يا رجل ؟
    - لا عرفتك كيفن ما اعرفك ؟ ثم مخاطبا أياه بلغه عربية فصحى :
    - كيف لنا أن نتيقن من قولك بأنك عنترة بن شداد ؟
    - (يمسح على شاربه الكث ويتنحنح ثم يقول ) : أنا القائل يا هذا :
    هلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ ** أم هَلْ عَـــرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـــمِ
    يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالـــجَواءِ تَكَلَّمِـي ** وَعِمِّي صبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
    فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَــتي وكـَأنَّهَـا ** فَـدَنٌ لأَقْــضي حَــاجَةَ المــــُتَلَـوِّمِ
    وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَــــوَاءِ وأَهْلُنَـا ** بالحَـزنِ فَالصَّمَـــانِ فَالمُـــــتَثَلَّـمِ
    حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَــــقادَمَ عَهْـدُهُ ** أَقْـوى وأَقْفــَـــــــرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
    - (صاحب المطعم) : طيب ياخ وكت حافظ ليك معلقه ما تدفع الحساب بتاعك ده وما تتلتلنا سااكت !!
    - (الضابط يشير إلى جنوده بالسكوت) : والله الراجل ده شكلو وكلامو كده ما زول عادى ( ثم يخاطبه) : وماذا لديك ايضاً :
    - ولقد ابيتُ على الطوى وأظله *** حتى أنال به كريم المأكلِ
    - طيب خلاص يلا معانا عشان نديك (كريم المأكل) ده !!
    - إلى أين اذهب معكم أيها الفوارس ؟
    - إلى دار (القسم الشمالى) بوادى (النعمان) يا تفتيحه !!
    تم إجلاس (عنترة) فى الكرسى الأمامى للبوكس الذى إنطلق صوب (القسم الشمالى) بينما كان (الضابط) يخاطب رئيس (القسم) قائلاً :
    - يا سعادتك الزول العامل فيها ( عنتر) ده مسكناهو وهسع جايبنو على القسم

    فى القسم :
    وقف (الملازم) أمام (رئيس) القسم محيياً ثم مشيرا إلى (عنترة) وقد أحاط به عددا من الجنود :
    - يا سعادتك أهو الزول الأكل فى المطعم وأبى يدفع القروش وعامل فيها عنتر
    رئيس القسم يقف من كرسيه ويتجه نحو (عنترة) يدور حوله دورتين ثم يخاطبه متهكماً :
    - عامل فيها عنتر ؟ مش كده ؟
    - (فى حزم) : بل أنا عنترة بن شداد العبسى
    - (فى تهكم) : باللاهى ؟ طيب وييين (عبله) وشيبون وزبيبه .........
    - هذا ما أريد معرفته منكم ؟ أين ديارى؟ أين ديار بنى عبس؟ أين أين فرسى (الأبجر) ؟ بل أين حبيبتى عبلة؟
    - (فى سخرية) : قروش الأكل وعملت (مجنون) وأبيت تدفعا كمان عايزنا نجيب ليكا (عبلة) ؟ (ثم فى جدية) وماذا تريد بعبلة يا هذا؟
    - إنى مشتاق لها ( ثم أخذ ينشد) :

    إذا كان دمعي شاهدي كيف أجحد ؟ *** و نار اشتياقي في الحشا تتوقد
    و هيهات يخفى ما أكن من الهـــوى *** و ثوب ســــــقامي كل يوم يجدد
    أقاتل أشـــــــــــواقي بصبري تجلـداً *** و قلبي في قيد الغ÷ــــــرام مقيــد
    الى الله أشكو جور قومي و ظلــمهم *** إذا لم أجد خلاً على البــعد يعضد
    خليلي أمســـــــى حب عبلة قاتلــــي *** و بأســــي شديد و الحســام مهند
    حرام علي النوم يا ابنة مالك و من *** فرشه جمر الغضـــــا كيف يرقد
    ســـــــأندب حتى يعلم الطـــير أنني *** حزين و يرثي لي الحمــام المغرد
    و ألثم أرضـــــاً انتِ فيها مقيمة لعل *** لهيـــــــبي من ثرى الأرض يبرد
    رحـــــلتِ و قلبي يا ابنة العــــــم تائه *** على أثر الإظعــــــان للركب ينـشد
    لإن تشمــت الأعداء يا بنت ماـــــلك *** فإن ودادي مثلما كــــــــــــان يعهد

    ما إن إنتهى (عنترة) من إنشاد هذه الأبيات حتى طلب رئيس القسم من ( الضابط وجنوده) الإنصراف حتى إذا ما إنصرفوا طلب من الرجل الجلوس إذ أحس بإحساس الشرطى الذى لا يخيب أن فى الامر شيئاً وحتى يستطيع أن يحدد صحة ما جال برأسه فقد قام بفتح جهاز (التلفزيون) الذى أمامه ليرى رد فعل (عنترة)الذى ما أن ظهرت عليه الصورة حتى قفز إلى الوراء مرتعداً ثم قام متأهباً :
    - ما هذا ؟ من هؤلاء القوم؟ أهذا جن أم إنس ؟
    - بل إنس يا (عنترة)
    - ومن هذه الجارية ؟
    - هذه مذيعه الأخبار إستمع لها لترى وتسمع أخبارنا
    عنترة ينصت لدقائق ثم يخاطب سعادتو :
    - أهذه الجارية تتحدث العربية ؟
    - بلى
    - كيف لها أن تتحدث العربية وتخطئ فى أقل من دقيقه أكثر من عشرين مرة ؟
    - معليش يا (عنترة) إستحمل زينا !!
    - يا رجل لو أن (عبله) قد قرات هذه (النشرة) لما أخطات فى حرف واحد !!
    طلب سعادتو من (عنترة) أن يتابع فقرات (التلفزيون) – عشان يمرض- بينما أخذ هاتفه الجوال وإتجه نحو باب المكتب :
    - نعم يا سيادتك (عنترة) بى شحمو ولحمو ودمو
    - .......................................................
    - والله يا سيادتك ما عارف جا للزمن ده كيف!
    - .....................................................
    - لا لا متأكد منو ميه المية !!
    - ....................................................
    - لا مافيش أى زول أو جهه ح تعرف ... لا إتطمن سيادتك ده سر من أسرار الدولة
    - ....................................................
    - لا خلاص رسل لينا العربية سيادتك

    مع المسئول :
    لم تمض دقائق معدوده حتى دخلت إلى فناء القسم عربة فارهة سوداء مظللة توقفت أمام (مكتب رئيس القسم) الذى أشار إلى (عنترة) بالركوب فركبا معا وإنطلقت بهما إلى حيث يوجد المسئول بينما كان مسجل العربة يصدح :
    عشان انا بريد فنى
    اللكزس هدية ما علاقة شخصية
    انا عرضى حافظاهو وما بدور لى وصية
    هناى وهناية امسكو القناية
    المارسيدس ولكزس وبكره الهمر جاية
    أخذت العربة تشق طريقها متجهه إلى أحد الاحياء الراقية حيث يسكن المسئول ، كان (عنترة) ينظر من خلال الزجاج المظلل إلى المنازل والفلل والقصور الفاخرة الفارهه مبهوراً :
    - أهذه قصور كسرى ؟
    - كسرت مين يا عم (عنتر) .. هذه منازل مواطنين ومسئولين ؟
    - ومن أين لهم بهذه الأموال هل إنتصرو على الروم أم الفرس أم التتار؟
    - يا عم (عنتر) مفيش تتار بطل هظار
    - إلى أين نحن ذاهبان ؟ أألى المنذر ملك الحيره ؟
    - يا عنتر ياخى هو فى (حيرة) أكتر من النحنا فيها دى .. كدى اصبر شويه وخت الرحمن فى قلبك !!
    وصلت العربة التى تقل (عنترة) إلى فيلا المسئول يرافقه (رئيس القسم) حيث تم إستقباله إستقبالاً يليق به من قبل بعض كبار المسئولين الذين تم إخطارهم لحضور هذه المناسبة ، وبعد أن جلس الجميع وتبارى المسئولون فى إلقاء كلمات الترحيب إلتفت إليهم (عنترة) قائلاً :
    - أنتم أيها السودانيون (أخوالى) لأنكم من صلب (حام) ألم أنشد فيكم شعراً من قبل :
    إنّي لتعرف في الحروب مواطني *** في آل عبس مشهدي وفعالي
    منهم أبي حقّـــــــــاً فهم لي والـــدٌ *** والاُمّ من (حــام) فهم أخوالي
    ثم مواصلاً :
    - أتريدون منى أن أغير لكم على (بنى نبهان) ؟
    - يا عنترة كدى روق شوية (نبهان مين) إنت قايل الحرب (بالسيف والحصان) ذى زماان ..هسع الشغل (بالستالايت وبالرموت) والله يضربوك ما تعرف الضربك منو
    - إذن ماذا تريدون منى ؟
    - شوف يا عنترة إنت كدى أمشى إستريح نحنا جهزنا ليك مكان إقامة فيهو كل حاجه
    وإن شاء الله غدا نجتمع بك مرة أخرى !!

    وتسرب الخبر :
    على الرغم من أن مسألة ظهور (عنترة العبسى) فى الخرطوم وهو الذى توفي قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام إلى هذا الزمان ظلت محاطة بكثير من (السرية) إلا أن الأمر قد تسرب إلى وسائل الإعلام وبخاصة الصحف ففى توقيت واحد خرجت صحف الصباح وعلى عناوينها الرئيسة :
    - عنترة بن شداد فى الخرطوم
    - ظهور عنترة العبسى
    - عنترة يتساءل : اين أخذتم عبلة؟ !!
    - عنترة يرفض دفع (الحساب) فيقبض عليه
    - بعد ظهوره : عنترة يحاول تقريب النظر بين الشريكين !!
    - الحركة تتهم شريكها بعدم الشفافية وإخفاء عنتر
    بينما كان ذلك حال العناوين والمانشتات الرئيسية لبعض الصحف فقد تناول بعض الصحفيين وكتاب الأعمده مسألة ظهور (عنترة) كل من منطلقاته الخاصة فقد تناول كاتب العمود المشهور(بين فكين) الأمر من زاوية أن (كرامة) ظهور هذا الفارس العربى الفذ لم تكن لتحدث لولا هذا العهد الزاهى الذى إتسم (بالعدل) و(الطمأنينة) وإتسم مسئوليه بالشجاعة التى تميز وإشتهر بها (عنترة) وأن (عنترة) قد إختار الظهور فى هذا العهد (بالإسم) حتى يتسنى له مقابلة (فوارس) لا يقلون عنه قوة وشكيمة فى الحرب وفى السلم وإختتم كاتب العمود حديثه بأن ظهور(عنترة) إنما يعد واحدا من (الإعجازات والإنجازات) مثله مثل إستخراج البترول وتصدير الذهب !!
    أما الكاتب الصحفى الكبير الهرم فقد كتب فى (عموده) غير المقرؤ مشيدا بالجهود الحثيثة التى تبذلها (الحكومة) فى (إستقطاب) أمثال هذا (الفارس الذى لا يشق له غبار) وأضاف أن جده السابع والثلاثون كان يعرف (أحفاد عنترة) معرفة (شخصية) إذ كان يلتقى بهم أثناء حضوره لمجلس (المنذر ملك الحيرة) كما أن (أحد أحفاد عنترة) – والحديث للكاتب الكبير- قد زامل ( جده الكبير) – وكانو أولاد دفعة – وذلك فى مدرسة (الحيرة الإبتدائية) عام 753م إلى ذلك إنبرى بعض الكتاب المعارضين للإستدلال (بالمنطق) على أن المسألة ليست إلا (مسرحية حكومية) لصرف الأنظار عن (إختلافات الشريكين) وفشل (محادثات سرت بين الحركات المسلحة) !!
    عنترة مشروع (إستثمار) :
    بعد أن تمت إعادته إلى (المخبأ السرى) الذى تم إعداده لإقامته (عقد المسؤولون) فى اليوم التالى إجتماعا للتشاور حول كيفية الإستفادة من ظهور (الفارس العبسى) الذى تناقلت سيرته الأمم
    - والله أنا بفتكر إنو (عنترة) ده مفروض نعينو (مستشار حربى) خاصة إنو أصحاب (الياقات الزرقاء ) ديل جايننا !
    - لا .. لا .. المستشارين والمساعدين ديل (كترو) .. (عنترة) ده أصلو أمو (زبيبه) دى (حبشية) فحقو نعينو (سفير فى الحبشة) !!
    - والله إنتو بتبالغو إنتو ما عارفين إنو إهتمامنا الأول والأخير فى (العاصمة) دى هو (الإستثمار)؟؟ لمن (الإستثمار) يجينا لى (حتتنا) تجو تقول ليا (سفير) و(مستشار)وشنو ما بعرف داك؟
    - تقصد شنو يا سعادتك ؟
    - بقصد إنو (عنترة) ده (مشروع إستثمارى) جاهز الدنيا كلها تجى تتفرج عليهو !! – ثم مواصلاً- هسع منو فى الدنيا دى العاش قبل (ألف وخمسميت سنه) وجاء (راجع) غيرو ؟؟؟
    - بالغت والله (عشان القروش) عاوز كمان تعمل لى فارس زى ده (قفص) والناس تجى تتفرج فيهو؟ والله القروش دى (جننتك) !!
    - يا جماعة نقطة نظام .. نقطة نظام .. إنتو والله بتتكلمو ساكت .. الداير يعملو (مستشار) والعاوز يعينو (سفير) .. والعاوز (يستثمر فيهو) إنتو ناسين إنو (قصة ظهور عنترة) دى إتناقلتها (وكالات الأنباء) والعالم كلو عرفها ؟
    - ويعنى شنو؟
    - يعنى شنو كيف ؟ ممكن إستخبارات أى دوله تجى تخطفو عشان تعمل عليهو تجارب (علمية) وتعرف (القوة) بتاعتو دى من وين؟ والطريقة الجاء بيها (القرن الواحد وعشرين) دى كيف ؟؟
    يعنى بى بساطة لازم (عنترة) ده يفضل فى مكان (سرى) ما يعرفو زول !!
    - والله أنا معاك إنو (عنترة) ده يكون فى مكان سرى لكن بس لحدت ما نعمل ليهو (برنامج) نستفيد منو؟
    - برنامج ذى شنو؟
    - أنا بفتكر إنو ممكن نستفيد منو إعلامياً ونخليهو يزور (معسكرات النازحين) ويقعد ليهو يومين تلاته وكل الدنيا تغطى رحلتو دى وتشوفو عشان العالم كلو يعرف (نوايانا الحسنة) وإنو أنحنا بنعمل على حل المشكلة !!

    كتلو أعمى :
    بعد عودة )عنترة( من رحلته إلى معسكرات اللاجئين والتى غطتها جميع وكالات الأنباء بساعات قلائل أخذ (عنترة) فى الإستفراغ ودخول (الحمام) بكثرة وبدأ عليه الأعياء ثم أخذت حالته تسؤ شيئا فشيئاً .. إتصل المسئول الأمنى الذى يرافقه بالمسئولين الذى هرعوا لمحل إقامته (السرى) ومعهم عدد من الإخصائيين الذين أحضروا معهم جميع أجهزة (الفحص المعملى) قاموا بالكشف عليه وأخذ العينات بينما كان (عنترة) مسجى على السرير دون حراك ، أمسك كبير الأخصائيين بنتيجه الفحص فور طباعتها بالكمبيوتر أخذ يقرأها ثم هز رأسه فى إستغراب :
    - معقول زول قاعد فى حته (نضيفه) ذى دى يجيهو مرض ذى ده ؟
    - معليش يا دكتور هو عندو شنو ؟
    - قبل ما أوريكم عندو شنو ورونى الأسبوع الفات ده أكل شنو؟
    - والله الأسبوع الفات ده كان عندو جوله فى معسكرات النازحين وإحتمال يكون أكل هناك معاهم
    - عشان كده ..
    - عشان كده شنو؟
    - عشان كده جاهو (إسهال مائى) شديد
    فى هذه اللحظة دوى صوت (شخرة) قوية .. إتجه كبير الأخصائيين إلى حيث عنترة مسجى قام بجس نبضه ثم رفع يديه...... الفاااااتحه (عنترة) مااااات

    كسرة :
    - جاء فى الخبر أن (عنتر كتلو أعمى) .... وأنه قد تم تسجيل البلاغ ضد (مجهول) !!

                  

العنوان الكاتب Date
(ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 04:40 AM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى Ashraf el-Halabi11-02-07, 06:13 AM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 06:38 AM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى مجدي مسعد حنفي11-02-07, 12:41 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى طلحة عبدالله11-02-07, 12:55 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى طلحة عبدالله11-02-07, 12:57 PM
      Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى عبدالأله زمراوي11-02-07, 01:00 PM
        Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى محمد سنى دفع الله11-02-07, 01:51 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى abubakr11-02-07, 02:13 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى Nader Abu Kadouk11-02-07, 02:21 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 07:45 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 07:52 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 07:56 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى خالد علي محجوب المنسي11-02-07, 08:06 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 08:02 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 08:07 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 08:10 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-02-07, 08:15 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى محمد على حسن11-03-07, 12:29 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى abubakr11-03-07, 01:36 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-03-07, 01:50 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-03-07, 01:51 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى مجدي مسعد حنفي11-04-07, 06:10 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى Nasr11-04-07, 08:01 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى Sobajo11-04-07, 08:56 PM
      Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى خالد علي محجوب المنسي11-04-07, 09:33 PM
        Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى Mohamed Ahmaed Olyesh11-04-07, 09:56 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-04-07, 10:34 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-04-07, 10:38 PM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى علاء الدين صلاح محمد11-05-07, 05:56 AM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-05-07, 06:05 AM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى Adel Sameer Tawfiq11-05-07, 10:44 AM
    Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الزبير صالح الزبير11-05-07, 11:36 AM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-05-07, 01:03 PM
  Re: (ســـــيناريوهات) : عنتر كتلو أعمى الفاتح يوسف جبرا11-05-07, 01:08 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de