لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 11:26 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2007, 09:04 PM

خالد عويس
<aخالد عويس
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 6332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !!

    حوار صحيفة "صوت الشعب" - السودان

    1/الكتابه.......ذلكم الرهق والاحلام المجنحة والعذابات الطوال .تري( من) او( ما) الذي اوقعك في طريقها؟

    ج: الكتابة التزام تجاه النفس، وتجاه ما حفرته عميقا في نفسك وعقلك طوال سنين. أعني أنها نوع من الالتزام الأخلاقي الروحي الفكري الابداعي تجاه قاعدتك أو قيمتك أو مجموع قيمك أنت. وهي نتاج - طبيعي - للقراءة. لكن القراءة وحدها – على أهميتها القصوى – لا تصنع كاتبا.أنا لا أريد أن أتفلسف أو أبدو كلويس أراغون أو نيكوس كزانتزاكس – مثلا – كي يقال عني مثقفا كبيرا. لكن الكتابة في جوهرها، داعية للتفلسف. بمعنى طرح الأسئلة/اعادة طرحها، ومحاولة الإجابة/اعادة الإجابة. حقيقة الكتابة بالنسبة لكل كاتب، كحقيقة الدين بالنسبة للبشر المختلفين. صعب أن يتشابه مسلمان أو مسيحيان أو بوذيان. لأن هذه حالة شديدة الخصوصية. خاصة إلى درجة تسقط معها اعتبارات التعريف المعممة السخيفة.
    لكن، إن شئت رؤية أفقية للمسألة، فالبداية كانت في (القولد) ثم (دنقلا)، وأنا أغذي ذهني بمختلف التصاوير والتخييل الذي كان يزرعه والدي (إبراهيم عويس) رحمه الله في عقلي ونفسي.أولا بحكاياته الشفاهية. ثم بما وفره لي من كتب. أذكر أنه جاءني بـ(كليلة ودمنة)، وأنا في الصف الرابع الابتدائي. ثم قرأت بعض مؤلفات العقاد وطه حسين ودوستوفيسكي وغوركي، قبل الصف السادس الابتدائي. انفتحت على دنيا جديدة. دنيا لا تشبه الكتب البسيطة التي كنت أنكب على قراءتها.
    بعد سنوات من القراءة في شتى الضروب. وبعد تجارب ومشاهدات. وبعد احساس محفّز أن ثمّة ما ينبغي أن أسطره على الورق، بدأت رحلة الكتابة. كتابات وجدانية باديء الأمر، "تليق" بمرحلة المراهقة الفكرية، و"شواظ" سياسية ناقمة على العالم كلّه. وفي منتصف التسعينات، خضت التجربة الروائية الأولى. كنت في بداية العشرينات. ولم أكن واثقا من نفسي، على الرغم من تشجيع والدي – عليه الرحمة - .
    ابن عمي، الكاتب الصحافي، صلاح الدين عووضة، عرفني إلى شخصية، سيكون لها أثر كبير لاحقا. هو الفنان التشكيلي، والكاتب، إبراهيم العوام. العوام، رأى بعد قراءته الرواية - "الرقص تحت المطر"- أن نأخذها إلى الدكتور زهير حسن بابكر، مدير دار "أنا الخرطوم للنشر". وبعد عمل متواصل من جانبهم، هالة المغربي، وزملائها بدار النشر، وجدت الرواية طريقها إلى النشر بعد خمس سنوات على تسليمها. الرواية الثانية "وطن خلف القضبان" كتبتها في العام 2000، ووجدت سبيلها إلى النشر من خلال دار الساقي لندن بيروت. وهي للأسف ما زالت ممنوعة في السودان، حسب دار الساقي.هذا يحدث على الرغم من أن بعض أجزائها وجدت طريقها إلى الترجمة الفرنسية، من خلال جامعة بروكسل، في بلجيكا، عبر البروفسير زافين لوفين، والترجمة الإنكليزية من خلال "كلمات بلا حدود" الأمريكية. بل وأختيرت بعض أجزائها ضمن أفضل الأعمال المنشورة من "عالم الجنوب" في الولايات المتحدة.

    2/ما هي العده التي يحتاجها الكاتب عموما والروائي علي وجه الخصوص لكتابه الرواية في تصورك , وإلي أي مدي يكون (الآخر) القارئ حاضرأثناء ما تكتب من كتابات؟

    الكتابة شيء من "التحرر"، تحرير طاقات كبرى، وشيء من الاشباع الذاتي، لذا، بدءا، أنا لا أضع أيّ اعتبار للقاريء أثناء كتابتي. لأن، أيّ قاريء على وجه التحديد سأضع له اعتبارا وأجامله مثلا؟ القاريء المثقف،أم المحافظ، أم المتحرر، أم نصف المثقف؟!. ثم، هل حين أكتب لـ(الآخر)، سأكون أنا كما أريد؟! هذا يقودنا إلى مفهوم "السوق" و"الجمهور عايز كده". في لحظة الكتابة، لا يخطر القاريء ببالي على الاطلاق.كما أنني لا أدلـله. عدة الروائيين تختلف باختلاف تجاربهم. القراءة طبعا لا يمكن الاستغناء عنها. ليس ثمة روائيا ليس قارئا. التجربة الحياتية أيضا.بالنسبة لي، الأمر يتعلق بالتجريب. بشيء سحيق، يتعلق بالنفس والكون والأسئلة الكبرى. بتلك الحالة التي تبتغي اسباغ تفسيرات على البسيط أو المعقد. برؤية شديدة الخصوصية للعالم والأشياء. فلنقل، خلق تجربة موازية. لذا، فالأبقار يمكن أن تطير عند ماركيز. وثمّة عشبة صحراوية،عند إبراهيم الكوني، يمكن أن تمنح الرجل طاقة جنسية هائلة. حتى الخط المستقيم، قد يضحي مرجا أخضرا لدى الروائي. الحقيقة عند كل انسان، هناك تفسيرات عدة للأحداث والخبرات. هناك رؤى مختلفة، وأحاسيس مختلفة، تصبح معها الأساطير – مثلا – منطقية أحيانا.

    3/تسليط الضوء علي الانظمة العربية (العسكر– الساسه –رجال الدين) والانتقال من الثالوث محل التطرق من قبل الكثيرين (الجنس - الدين - السياسه).

    نحن خلقنا الثالوث. أنا أؤمن أن الانسان حرّ في طرح الأسئلة. كل الأسئلة، دون وصاية. نحن خلقنا أحرارا. ومن اللائق أن نناضل من أجل حرياتنا كلها.الحرية، وليس سواها، هي أعظم الهبات السماوية لنا. وللأسف عندنا، في العالم الثالث، الكثير من "العبيد" ينظرون إلى مفهومي "الحرية" و"العبودية" من زاوية "العرق" و"اللون" وهي زاوية غبية.المشكلة أن التطور والتقدم يبدأ من الحرية. ونحن لا نعي ذلك. وما لم يكن الانسان عارفا بقيمة حريته، ومناضلا من أجلها بطرق مختلفة، فهو ليس حرا: إذن هو "عبد". عبد شهواته ومكتسباته. العبودية أسر. وطالما وضعت نفسك في أسر شيء، فأنت لست حرا. لذا، ربما، بعض الصوفية، (في الديانات كلها) كانوا أكثر الناس معرفة بقيمة الحرية، وكانوا أحرارا فعلا.
    الثالوث، هو نتاج "متخلف" لسيطرة متنفعين وأصحاب مصالح، في الوصاية على الناس. لأن الوصاية وحدها هي التي تمنحهم مزاياهم الحالية. وهم من دونها، لا يساوون شيئا. ذلك يجري في كلّ مكان حولنا. وكلما اشتدت المطالبات بالحرية، أصبح النفعيون أكثر تشددا في رؤاهم، لحماية مصالحهم. هذه المصالح، تتشكل من هلام ديني وسياسي يكتسب صفة القداسة. لكن، دعني أسأل، هل كان "التفسير" في يوم من الأيام مقدسا؟ وفي المقابل، من ننصب وصيا أعلى على الأوصياء المتسلطين على حياتنا. الكتابة في هذه الشؤون، ترمي إلى رجّ المسلمات، وطرح الأسئلة. بمعنى ألا نركن لليقينيات وحدها، ونحكم إغلاق العقل.
    من الصعب على كاتب عالمثالثوي أن يتجاوز الأسئلة الجوهرية في مجتمعه المدجن المقهور.الكتابة عن ثالوث الدين والسياسة والجنس، أمر مغر بالنسبة لعدد من الكتاب، على كلفته الباهظة، من أجل حصد نجاح سريع. لكن، في رأيّ دائما، هناك كاتب من الدرجة الأولى، يليه كتاب من الدرجات الثانية والثالثة، وصولا إلى كاتب رديء. غارثيا ماركيز تناول الجنس مثلا في "ذاكرة غانياتي الحزينات". وكان أمرا مذهلا، وعميقا جدا. باولو كويلو كذلك تناوله في "احدى عشر دقيقة"، لكن بمستوى أقل بكثير. حين تقرأ كزانتزاكس يكتب عن الله والأديان، في "تقرير إلى غريكو" مثلا، تشعر أنه سكب في الكتاب، جزءا من روحه، وعقله وسيرته الفكرية. الجبال المجازية التي تشققت قدماه على حوافها المدببة، وخط الدماء الذي تخلف عن رحلته الطويلة في غياهب الروح. والبروق التي صعقته، والآلام والعذابات التي حفّت ذلك كله، تشكّل رحلة رائعة على عذاباتها. تكتشف من خلالها الله الخاص بكزانتزاكس. لكل منا إله خاص.فالإله تصوّر.ولا يمكن قطعا أن تكون تصوراتي وتصوراتك حول الله متطابقة. لذا، فإن كزانتزاكس يمنحنا تصوره هو عن الله والأديان. يمنحنا خلاصاته، وما أعظمها من خلاصات. كاتب مثله، يختلف عن آخر يكتب عن الله والدين بطريقة تدعو فقط إلى هيجان الشارع، وتكفيره، وما إلى ذلك من ممارسات متخلفة، تجعله في نهاية المطاف مشهورا، إنما من دون عمق. كذلك في شأن السياسة والعسكر، و"القهر". "وردة" صنع الله إبراهيم، والسيرة الذاتية لمانديلا، و"شرق المتوسط" لمنيف، كلها تذخر بحراك الشخوص المحاصرة بفخاخ السلطة الغاشمة. ألا تؤثر أحداث مماثلة في الكاتب؟ وهل ينفصل كاتب ما عن عذابات مجتمعه وعذابات الإنسانية كلها؟! أليست الكتابة بحد ذاتها..عذاب على نحو ما؟!

    4/الهم بالتأرخة للسودان عبر الاعمال الروائيه والبحث في تمصفلات الحياه السودانيه جعل العمل الروائي عملا تأريخيا. هل هو السعي إلي خلق ما يمكن ان نسميه (الروايه التاريخيه) خاصة في غياب التأريخ السوداني المتفق عليه؟

    ربما. ربما نحن بحاجة إلى رجّ التاريخ المكتوب والشفاهي، الذي اتخذ صفة اليقين لدينا. أنا لست ضد أن يكون للناس مسلمات. لكن ضد أن تكون مسلمات منذ البداية، وليس عبر الأسئلة القلقة. أنا ضد أن تصبح مسلمات مقدسة، لا يصح مناقشتها. وتاريخنا فيه الشيء الكثير من هذا. يا سيدي، النوبيون في شمال السودان باتوا يعتبرون أنفسهم عربا أقحاح، لأن القسم الأعظم من التاريخ النوبي/السوداني، غيّب لفائدة التاريخ العربي (و) الإسلامي في السودان.هذه الحالة المرضية من النظر إلى التاريخ، هي التي قادت إلى الاستعلاء والتهميش. ألسنا في حاجة إلى تمحيص التاريخ ورجه؟!
    ولا بأس في الاشتغال على روايات تاريخية أبدا. هناك الكثير في تاريخنا يصلح لأن يكون روايات تاريخية. لا أعني الشخوص فحسب. الثقافات، العادات، الحياة اليومية، الأساطير، الآلهة والأديان، الجغرافية، كلّ ذلك هو مادة خام عظيمة، منذ أيام تهارقا وبيعانخي، مرورا بسنار ومملكة الفور، وسلطنات الدينكا، والبجة، نهاية بالمهدية.

    5/في (الرقص تحت المطر )حاورت العلاقه بين الشمال والجنوب بشكل مختلف عن الذين سبقوا .وفي( وطن خلف القضبان) ناقشت وشرحت علاقه الحكومات ذات الافكار الحجارة برعيتهم و المجتمع السوداني الذي انتقل رويدا رويدا من مجتمع يقوم علي التساح، إلى مجتمع يقوم على لغة القتل ليحيا ..... إلي أي مدي تظل قناعة ان مثل هذه الكتابات تحدث تغييرا ؟

    أنا قضيت سنوات طفولتي الأولى في (واو)، جنوب السودان. لم أحسّ هناك بأي فارق بيني وبين الناس هناك. وحين بدأت أكتسب وعيا حياتيا، شعرت أن المجتمع يضع فوارق هائلة. هذا الأمر أثّر علىّ بشكل غير عادي. أذكر في واو، تمّ القبض على صديقي الجنوبي الصغير، بتهمة السرقة. كان متهما، فقط لأنه جنوبي. أنا لديّ حسّ عال بالعدل. أكره الظلم. تلك هي حادثة الظلم الأولى التي تقع أمام عيني. بعد ذلك، توالت مشاهد الظلم أمامي. توالى اهدار القيم الانسانية. كنت أرى كم هو الانسان مريض في تصوراته، ومغال في تقدير ذاته على حساب الآخرين. كان "الجنوبي" في نظر الناس حولي على الدوام، "عبدا" بالسليقة والفطرة. كان انسانا من مرتبة دنيا، لمجرد أنه "جنوبي".حتى اللون لم يكن ذا أثر كبير. فبعض "السود" في الشمال كانوا ينظرون إلى الجنوبيين كعبيد!!
    هذه القضية ظلت محورا لتفكيري سنوات طويلة. لم تكن بالنسبة لي مجرد نضال وكفاح سياسي أو فكري فحسب. كانت مسألة مبدأ انساني. أن هؤلاء الناس يستحقون الأفضل.الحقيقة أنني بدأت في كتابة رواية "الرقص تحت المطر" قبل أن ألتحق بالجامعة. وأجريت عليها تنقيحات كثيرة. وأصارحك القول، إنني لست راض عنها إلى الآن. فهذا الكفاح، كفاح إنساني عظيم، وخليق أن تكتب بشأنه رواية عظيمة.ملحمة.سيرة عذاب ودموع وحب وكراهية وغدر وخيانة ونضال وقتال وأرض، وتراب. رواية فيها كل شيء.
    حين ذهبت إلى جوبا أغسطس 2007، طرحت سؤالا على نفسي: لماذا لم ألتحق بالجيش والحركة الشعبية في وقت مبكر؟! ربما فقط لأنني أكره طريق الحرب. أنا، من طينة أفكار غاندي.
    "الرقص تحت المطر"، هي ببساطة قصة مايكل، الذي يجب أن نراه كإنسان. مايكل، الإنسان الذي يحب ويكره ويسامح ويؤمن ويكفر بقيم وأمور عدة.وهو قصة الجنوب أيضا. قصة الجنوبي الذي أيا كان مستواه التعليمي والمجتمعي، فهو في نهاية المطاف "عبد" حتى في نظر النخب المخاتلة المخادعة.
    أما "وطن خلف القضبان"، فهي أكثر تعقيدا في نظري. أكثر تعقيدا لأن الكراهية والحب، أمران في غاية التعقيد. والرواية تعوّل على هاتين المسألتين. بدءا من مقولة "بوذا" في مقدمة الرواية، مرورا بالأحداث كلها. هناك إتكاء على التراث الصوفي الفلسفي في السودان والمنطقة. وهناك تعويل أيضا على الفنّ التشكيلي. أظن أنه وظف للمرة الأولى على هذا النحو. "وطن خلف القضبان" يراها البعض قاسية جارحة وعنيفة في مفرداتها وألفاظها. يرونها صادمة. أنا أعترف بأنها رواية صادمة جدا. أنا لا أكتب لكي أسعد القراء، وأسليهم. أنا لست أرجوازا. أنا أكتب لكي أفجع وأصدم. لكي أرج القناعات، وأطرح زوايا أخرى للنظر. هذا منظوري للكتابة. على الأقل في المرحلة الحالية. ولا تنتظروا مني في هذه المرحلة، كتابة ليست صادمة.فمجتمعنا وعقلنا وروحنا الجمعية تستحق الصدمة والزلزلة.

    6/التعامل مع (الجنس) في الكتابات الروائيه الحديثه منها علي الاخص تجده مطروق وبكثافه وهي مشغولة به جدا كيف تقيم ذلك من وجهة نظرك انت ككاتب وروائي؟

    الجنس جزء من حياتنا. بل، في الحقيقة، هو جزء رئيس، ورئيس جدا. أليست الأسئلة الكبرى في الحياة تتضمن سؤال الجنس، إلى جانب الحياة والموت؟! ما هو الجنس. بعيدا عن البيولوجي؟! هل حقيقة تتمحور حيواتنا حوله، وكل ما نفعله يمت إليه بصلة. ذلك ما يحاول الكتاب اكتشافه تبعا للتجارب المختلفة. أعترف، قرأت بعضا من أرقى الأعمال، التي تناولت الجنس بعمق رهيب.وقرأت في المقابل بعضا من أسخف الأعمال وأكثرها سطحية. دع جورج أمادو أو الطيب صالح أو ساراماغو أو واحدا من الروائيين العظماء يكتب عن أيّ موضوع، وستجده يتعاطى معه بعمق فلسفي. ودع آخرا من أنصاف المبدعين يكتب عن الموضوع ذاته، ستجده سخيفا. التعامل مع الجنس، يحدده عمق الكاتب. لكن، في نهاية المطاف، لا حجر أبدا على حرية التعبير في نظري، فالقاريء هو الذي يحكم على العمل.

    7/ الكتابة والآيديولوجيا .. كثيرا ما اثير التساؤل بخصوص هذه الثنائيه التي والتي يري فيها الكثيرون أن الثانيه كثيرة الاثر في الاولي بصوره مزعجه.تري إلي أي مدي عندك تؤثر الايديولوجيا في الأدب تحديدا؟

    الكاتب – أي كاتب – ليس منبتا، أو لا منتمي لتجربته ومحيطه، وحصيلته الحياتية والمؤثرات المختلفة التي أثرت عليه.الأيدلوجيا، لا تؤثر على النص إذا كان جيدا. الأيدلوجيا هي جزء من حياة الكثيرين. وهم شخوص في روايات، فكيف يتم فصلها عنهم. وإذا كان الكاتب متأثرا بأيدلوجيا ما فإنها حتما ستؤثر على نصوصه. لكن، الكلمة الفصل، هي جودة العمل. الناس لم ينظروا لدوستوفيسكي وغوركي وبوشكين وغيرهم، إلا على أساس أنهم مبدعون كبار.
    أنا لا أخشى الأيدلوجيا، ولا أخاف تأثيرها على أعمالي. فأنا – في مشواري الحياتي – منفتح جدا على التجربة، والتجريب، وهما يعبئان قلمي بالألوان الخليقة بكل نص.

    8/كيف حال الادب السوداني في الخارج العربي علي اعتبار أنك في مؤسسه اعلاميه عربيه كقناه العربيه الفضائيه .كيف ينظر ايه وكيف يتم تناوله خارجيا؟

    إلى وقت قريب، كان الناس لا يعرفون إلا الطيب صالح. الآن، الوضع اختلف كثيرا.ففي أوروبا، حقق طارق الطيب وليلى أبوالعلا حضورا جيدا. وكذا الأمر بالنسبة لأمير تاج السر وعبدالغني كرم الله ومحسن خالد والصادق الرضي وعاطف خيري وروضة الحاج وأسماء كثيرة، على مستوى المنطقة العربية، وقراء العربية. وأعتقد أن هناك أسماء تكبر ابداعيا في السودان، ومن حق الناس خارج السودان، أن يتعرفوا إلى نتاجاتها، مثل ستيلا غايتانو ورانيا مأمون، وغيرهما.مؤسساتنا الثقافية تعاني هزالا واضحا. الجهود التي نبذلها كمبدعين سودانيين، هي للأسف جهود فردية. ليست هناك مؤسسات سودانية تحتفي بالمبدعين، بل أن بعضنا يموت – منفيا – أو مريضا أو عاجزا داخل الوطن، دون أن يتنبه له أحد. الحقيقة أن الأوضاع مرّة بالنسبة لأي مبدع سوداني، مع أن المبدعين من لدن معاوية نور والتجاني يوسف بشير إلى الطيب صالح ووردي وغيرهم، هم الذين أعطوا هذا الشعب ملمحه الابداعي المتميز.

    9/كيف تري مسيره كتابه الروايه السودانيه .وكيف علاقتك بحركة السرد السوداني اعني هل انت مواكب لما هو عليه السرد السوداني الان ام ماذا؟

    أنا أقرأ ما تيسر، من ما أحصل عليه من المكتبات ومعارض الكتاب خارج السودان. وأتابع ما يكتب حول الرواية السودانية داخليا وخارجيا. عموما أنا متفائل جدا بمستقبل الرواية السودانية، لو كانت هناك حركة نقدية كبيرة تعرض لعشرات الأعمال التي تنشر سنويا.لأن الانتاج دون نقد، في تقديري، معناه أننا نفتقر إلى بوصلة، وإلى نقاش حيوي.

    10/انت إلي الان لك العديد من العناوين تراوحت بين الروايه والمقاله ( الرقص تحت المطر) " رواية" _ (حانوت الموت) " رواية" 1998م
    _( ثنائية الآلهة المستعارة )" الجزء الأول _( رحيل آخر النوارس او احتشاد الذاكرة بالرعاف )" دراسات فكرية وثقافية " الحفر في شخصية السودان الحضارية" ، سلسلة مقالات . مقالات حول " العنف ضد الثقافة في العالم العربي _ مقاربات تاريخية" ، تري كيف تعامل الاخرون مع ما كتبت؟

    أنا حتى الآن نشرت روايتين. "الرقص تحت المطر" و"وطن خلف القضبان". إضافة إلى عدد كبير من المقالات الفكرية والتشريحية للمجتمع، وأخرى تناولت الحفر في شخصية السودان. تعاطي الآخرين مع ما كتبت كان متباينا. الروايتان مثلا. الأولى، يتم توزيعها في السودان.وقد حظيت بقراءات نقدية أسعدتني، لأنها أعتبرت عملا مغايرا يتناول الجنوب بشكل مغاير. الثانية، وجدت اهتماما واسعا من قبل القراء السودانيين على وجه الخصوص، والفضل في هذا يعود إلى الحكومة، لأنها قامت بمنعها كـ"الحشيش"، فانتشرت بشكل لم أتوقعه على الاطلاق. البعض رأى أن المسألة كانت مقصودة من قبلي لأحظى بشهرة، ويقال إن خالد عويس روائي مقموع في بلده. حسنا، إذن لماذا لم أكتب رواية ثانية منذ سبعة أعوام ؟"وطن خلف القضبان" كتبتها في 2000 ونشرت في 2002، ومنعت وأحدثت ضجة، فلماذا لا أتبعها بأخرى على الشاكلة ذاتها لأحظى بشهرة أكبر؟! لا ، هذا كلام ساذج وسخيف. أنا لست مهتما أن تسمح السلطات بتوزيعها أو تمنعها. أنا مهمتي تنتهي عندما أكتب الحرف الأخير في كل رواية. بعد ذلك، ليس من مهامي أن أتابع التوزيع أو سواه.لكني طبعا مهتم جدا بقضايا حرية التعبير في الاطار العام.
    هذه الرواية لقت اهتماما جيدا في المنطقة العربية. وكتبت عنها صحف عدة، كما بدأ الغرب حاليا يتنبه إليها. ترجمت جامعة بروكسل جزءا منها إلى الفرنسية، وترجمت "كلمات بلا حدود" الأمريكية جزءا آخرا إلى الإنكليزية.

    11/ لكل كاتب مشروعه وهمه الخاص والذي يهمه جدا حد الازعاج. تري ما هو مشروع خالد عويس الكاتب والروائي؟

    من الصعب أن يتحدث أو يكشف كاتب عن ملامح مشروعه بالكامل. تلك، ربما مهمة النقاد والمهتمين.
                  

العنوان الكاتب Date
لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! خالد عويس10-31-07, 09:04 PM
  Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! Imad Khalifa10-31-07, 10:29 PM
    Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! Imad Khalifa10-31-07, 10:33 PM
      Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! خالد عويس11-01-07, 03:17 PM
        Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! jini11-01-07, 05:41 PM
          Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! الطاهر ساتي11-01-07, 06:15 PM
            Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! munswor almophtah11-01-07, 06:34 PM
              Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! محمد على طه الملك11-01-07, 09:43 PM
                Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! عبدالأله زمراوي11-01-07, 10:22 PM
  Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! محمد على النقرو11-01-07, 11:12 PM
    Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! يازولyazoalيازول11-01-07, 11:30 PM
      Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! Tragie Mustafa11-01-07, 11:36 PM
        Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! Adrob abubakr11-02-07, 00:33 AM
          Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! خالد عويس11-02-07, 06:17 PM
    Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! خالد عويس11-02-07, 06:40 PM
      Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! صلاح شعيب11-02-07, 07:53 PM
  Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! Adrob abubakr11-03-07, 09:52 AM
    Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! خالد عويس11-03-07, 05:52 PM
      Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! هشام آدم11-03-07, 06:41 PM
        Re: لا تنتظروا مني في هذه المرحلة كتابة ليست صادمة !! Adrob abubakr11-04-07, 00:15 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de