|
Re: الإستشعار عن بعـــــــــــد ، خطوات أولية ... (Re: انور الطيب)
|
توطـئــة :
تطلع الإنسان إلى المعرفة أدى به إلى استكشاف دروب وضروب منها لم يكن يحلم بها يوما ما، وكل ذلك من أجل استغلال أمثل لموارد الأرض واستمثارها. هذا ينطبق تماما على الإستشعار عن بعد REMOTE SENSING ، فبدأ هذا العلم بدائيا في مراحله الأولى باستخدام أدوات ممكنة قد تتدرج من العين المجردة ، المناطيد الطائرة وغيرها من الأدوات المتاحة إلى أن وصل إلى درجة عالية من التعقيد في العصر الحالي ، استخدم فيها الإنسان أجزاء كبيرة من الطيف الكهرومغناطيسي بشقيه المرئي وغير المرئي . فما الإستشعار عن بعد ؟
يمكن تعريف الإستشعار عن بعد بصورة عامة على أنه الإتيان بمعلومات عن أشياء على وجه الأرض أو الكواكب الأخرى دون المس المباشر لها . ويمكن للإنسان أن يسلك في ذلك سبلا عديدة معتمدا فقط على حواسه الخمس . أبلغ مثال لذلك تمدد نظرك للسماء في ليلة مقمرة ، فمن الممكن أن تعطي بعض المعلومات الأولية الخاصة بتضاريس القمر بمجرد النظر إليه وأنت بعيد تماما عن ملامسته ومعتمدا في ذلك على حاسة البصر. مطالعتك لحاسوبك الشخصي نوع من أنواع الإستشعار عن بعد معتمدا على بعض حواسك كالبصر في المقام لأول والسمع للملفات الصوتية.
فالضوء في هذه الحالة ينبعث من الشاشة وهي التي تمثل مصدر الإشعاع الضوئي ويمر هذا الإشعاع عبر مسافة تفصل بينك وبين الجهاز " عن بعد" ثم تصل إلى العين التي تمثل المجسات اللازمة لإلتقاط هذا الإشعاع ، والعين بدورها تعمل على إرسال هذه الإشارة إلى الدماع" المتحكم" الذي يعمل بدوره على تسجيلها وتحويلها إلى معلومة مفيدة. وهذه في الحقيقة فكرة مبسطة عن الإستشعار عن بعد بمعناه العام. لكن من الناحية العملية التطبيقية لا يمكن اعتبار الحواس الخمس فقط مجسات لإلتقاط المعلومات وذلك للتطور العلمي الهائل الذي حدث بعد الحرب العالمية الثانية في هذا المجال نتيجة للحاجة الفعلية للجنود لمعرفة أسرار وأحوال الأعداء دون فقدان عناصر هامة من الأفراد. فلجأ المتحاربون إلى استخدام الطائرات في عملية التصوير معتمدين في ذلك على الضوء المرئي ، بعدها لاحظ الخبراء أنه يمكن الإعتماد على هذه الصور في معرفة بعض التفاصيل الأخرى عن القشرة الأر ضية. فمن هنا بدأت الإنطلاقة الحقيقية للاستشعار عن بعد فعمل بعد ذلك الإنسان على استغلال كل الأطياف المرئية وغير المرئية لمعرفة تفاصيل دقيقة تهمه في الحياة اليومية كمعرفة نوع الغطاء النباتي ، معرفة مدى تدهوره أو ازدهاره، معرفة الطبيعة الطبوغرافية أو الجغرافية للأرض ، معرفة التراكيب الجيولوجية اللازمة لاكتشاف النفط أو الغاز الطبيعي كما حدث في جنوب السودان في سبعينيات القرن الفائت بواسطة شركة شيفرون الأميركية وغيرها من المعلومات التي تمس الأنشطة الفعلية للبشر . وحسب التطور اللاحق الذي صاحب الإستشعار عن بعد يمكن إعادة تعريفه بما يتناسب مع الأمكانات الحالية بأنه علم* وظيفته جس وقياس الطاقة الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجسام المختلفة على سطح أو تحت سطح الأرض " أو الكواكب الأخرى" بما يكفي لمعرفتها وتصنيفها. هذا من الناحية التطبيقية، بينما الفروع الأخرى من العلوم كالجيوفيزياء يمكن أن تضيف أليه قياس وجس الموجات الزلزالية أو غيرها من التطبيقات التي يمكن أن تناسب هذا التعريف...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * نشأ جدل عميق حول بعض العلوم الحديثة كالإستشعار عن بعد ، نظم المعلومات الجغرافية ، هل هي علوم أم أدوات خادمة لعلوم ،ولن أخوض كثيرا في ذلك لأن هذا من الترف الأكاديمي الذي لا يجدينا نفعا في هذا المقام..
نواصل....
|
|
|
|
|
|
|
|
|