|
Re: سرد: ابومقـشاشــــه (Re: اشرف السر)
|
(4)
((الرسم والحلم
الرسم هو آلية قصوى عند الجمود لتنظيف المجسمات – على بعدين فقط-
الحلم هو واقع أكثر نظافة))
رياح الشتاء تنسج أثوابها في عظامه بدراما عنكبوتيه. ينهض في تثاقل. يمضي نحو البحر.الرمل يتماوج تحت قدميه خوفاً من الكنس. هدير البحر يغني معزوفة المسافات الطويلة.
رنا ببصرة نحو الأفق المعطر بالشجون – شجونه هو-. القمر مكتمل، يخرج في تثاقل من عرض البحر. ذلك الجبل في منتصف البحر لا يبدو مكترثاً لشيء، فهو مغطى في أعاليه بثوب من الغمامات المرحة التي تودع الريح الشتوية.
انكسر ضوء بلون التبر من وجه القمر على سفح الغمامات. فظهر وجهها "هي" في منتصف المسافة بين القلب والغمامات. تكاثف وجهها "هي" يعتصر أطراف الغمامات حتى ذرفت دموعاً على قمة الجبل...
هبت عليه في موقفه ذاك نسمة من ناحية الجبل فتناثر طيبها "هي" في أقصى زوايا رئتيه. أخذ نفساً عميقاً واستدار فجأةً..
لسعه ضوء الشمس في وجهه، أدرك أن الظل انحسر عن مكان نومه قرب الجدار – كان هذا الإدراك في المنطقة بين النوم واليقظة -. وضع يده على وجهه مُركزاً تفكيره في عبارةٍ لا يدري أين سمعها ( ما أقسى الجدار حين ينهض في وجه الشمس) لكن جداره هذا من فصيلة أخرى من الجدران، فأشعة الشمس تتجاوزه في يسر.
أحس باليقظة في ذهنه تغطي على مساحة النوم. انقلب على جانبه الأيسر وأضاف مزيداً من اليوريا لأسفل الجدار. نهض واقفاً. دقق النظر جيداً في الحائط ليرى التغيير في سطح الجدار.
قذارة، هذا ما يراه المارة، أما هو فكان يراها لوحات رائعة من البوتاس واليوريا تضاهي في سرياليتها أعظم أعمال "سلفادور دالي" بل تفوقها. فهذه الأشكال تبين عظمة أن نضع هذا السائل "اليوريا" في متحف مفتوح للجميع في كل فصول السنة، خصوصاً فصل الخريف الذي تعطي أمطاره لهذا المتحف نكهة الأصالة المجردة من الروائح المُستأنِسة للأنوف، حيث تتيح التفاعلات للنشادر أن يخنق مواطن النفاق في الأنوف.
نهض بقامته المديدة ليمارس تنقيحه اليومي. نظر إلى مساحة الجدار العلوية من المتحف- والمساحة العلوية هي مكمن الشاعرية- فقد نذر أن يكنس قاذورات "شعر النفاق" من حيث ابتدأ النابغة والمتنبئ وأحمد شوقي إلى آخر ما ابتدعه شعراء التباديل والتوافيق لحروف اللغة وعلم العروض.
أحس بضرورة تنقيح ما كتبه البارحة. انتقل يميناً والتقط قطعة فحم صغيرة ليبدأ "الكنس الذاتي". بدأ يقرأ جهراً قصيدة كتبها اليوم السابق:
قد أتينا كي نغني الحب نبراس الحياة
قيثارتي أملٌ وأملي أطواق النجاة
وحبنا عهدٌ
وعهدي اليوم أجدر بالوفاء
أدرك ضرورة كنس بعض المفردات الغبية من القصيدة، فصارت:
قد أتينا نغني "الكنس" نبراس الحياة
كنسي أملٌ وكنسي أطواق النجاة
وكنسنا عهدٌ
وكنسي اليوم أجدر بالوفاء
أخرج "مقشاشته" من جيب "الجلابية". نظر إليها بوقاحة وإجلال في نفس الوقت، فهي جزء من جسمه لم يستغله الاستغلال الأمثل بعد.
رنّت في أذنيه كلمات الرقيب "الغائب" – بعد كنسها – (لا بد أن تعامل "المكنسة" كجزء من جسمك).
قذف المكنسة في الهواء. دارت عدة دورات. التقطها. مسح بها الحائط عدة مرات حتى اختفت قصيدة الأمس. أخذ قطعة الفحم وبدأ يكتب:
أعد نجومها ليلاً
وأحلم فوق بركاني
ففي حُلمي ما يشفي جراحاتي
وكم في خاطري ذكرى
سترويها حكاياتي
ابتسم في خبث، وهو يحس بتمام الرضا عما سطره. وضع المكنسة في وضع أفقي تحت إبطه. شدّ قامته، وبدأ جولاته اليومية وهو يردد:
سترويها حكاياتي،،،، سترويها حكاياتي،،،، سترويها حكاياتي،،
... يتسلسل ...
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 09-29-07, 11:17 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 09-29-07, 12:02 PM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 09-29-07, 12:27 PM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 09-29-07, 01:04 PM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 09-30-07, 07:30 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 10-01-07, 08:02 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | salma subhi | 10-01-07, 08:19 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 10-01-07, 10:09 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 10-02-07, 08:14 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 10-07-07, 10:19 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 10-21-07, 11:43 AM |
Re: سرد: ابومقـشاشــــه | اشرف السر | 11-01-07, 10:04 AM |
|
|
|