|
Re: على هامش جمعية قنـات الخيرية ......... ونسة وطق حنك (Re: انور الطيب)
|
كانت لجدتي أم كلثوم أعمال يومية تبدأ قبيل صلاة الفجر بقليل ، حيث كان للفجر طعم خاص يبدأ بصياح العتاريف معلنة بذلك ذهاب وإياب الملائكة إيذانا بيوم جديد ، اليوم يبدأ باسم الله وينتهي بالحمد لله ، لذلك كان يوما مباركا بمعنى الكلمة .. صلاة على سجادة عتيقة صنعت من سعف النخيل أو فروة من جلد الضأن ، سبحة جميلة منضومة بخيط أخضر ، تتدلى منها كتلة خضراء غاية في الجمال كأنها عنقود من نخيل لم يبلغ الحلم . كان الماء طاهرا والناس طاهرون والصلاة أيضا طاهرة ، ليس هذا من باب التغني على القديم ولكنها الحقيقة الظاهرة كرابعة النهار. ما أن تنتهي الصلاة إلا وتبدأ الأوراد ، ما أظن أن هنالك شخص ليس لديه أوراد أو وظائف . يكون سبق ذلك جلب الوقود اللازم لشاي الصباح وإشعال النار في حفنة من القصب أو أي أعواد يابسة ، الهواء فقط هو الذي يساعد في إشعال النار ... وقتها لم نكن نعرف أن غاز الأكسجين يساعد على الإشتعال ولكن عندما شرح الأستاذ لنا ذلك لم نتعب كثيرا في معرفة مايريد ، وذلك من الذي تعلمناه من حبوباتنا ... ما إن تنتهي أعمال الصلاة إلا والشاي الأحمر " السادة" جاهز لمن يريد ،لا أعرف من قام باكتشاف الشاي ، لكنه اكتشاف رهيب يرد الروح مع فلق الصبح الناعس . لحظات والحليب يفور على جنبات إناء قديم لكنه نظيف . ما إن نقول كلمة "فار" إلا وتأتي حبوبتنا أم كلثوم لإنزال الإناء من النار دون الحاجة لإستخدام أي عازل خشبي ، بلاستيكي أو غيره . النساء رحمة الله في أرضه يتحملن الكثير من أجل الرجال .
نواصل .......
|
|
|
|
|
|
|
|
|