|
Re: العلمانية والديمقراطية/العلمانية والدين (تركيا) (Re: Mohammed Elhaj)
|
عادة تجذبني الانتخابات التي تجري في الدول التي تستمتع بهذه الرفاهية بمقاييسنا وبالتالي الاتجاهات التي تسلكها الأحزاب للتأثير في الناخب والمؤثرات التي تحدد خياراته. في الحالة التركية يبدو سهلاً أن نقول أن الشعب التركي الذي يمثل 99.8 % منه مسلمون يتوزعون بين السنة 80% والعلويين قد دعموا حزبا ذا جذور إسلامية، مع وضع تجربة وتاريخ الأحزاب ذات التوجهات الاسلامية في الإعتبار نهاية بحزب الرفاه 1998، لكن الجدير بالذكر أن العديد من أقطاب حزب العدالة والتنمية كانوا أعضاءا في حزب الفضيلة وتركوا الحزب 2001 باتجاه اعتدال في السياسة والفكر والسلوك* وشرحوا ذلك من خلال بعض المبادئ ان صح التعبير: - ألا تتمحور حركتهم حول المشاعر والعقائد الدينية بل على الأسس الديمقراطية والحوار والتعاون. - العمل الجماعي واعتماد اسلوب فريق العمل في السياسة والادارة والحكم. - معالجة قضايا البناء التحتي، أي مجموع الشعب التركي الذي يشكو من البطالة وعدم المساواة في توزيع الثروات والنمو والعدالة الاجتماعية. - الدعوة لى المصالحة الاجتماعية والحوار والتعاون. هذه هي المبادئ التي بنى وفقها حزب العدالة والتنمية برنامجه الإنتخابي الذي يمكن القول أنه يتوجه بصورة أو باخرى نحو انعاش الاقتصاد التركي المنهك والذي بدأ يخطو خطوات ايجابية في عهدهم وهنا يتهمهم البعض بالراسمالية القحة والعمل باتجاه مصالح الأقلية الغنية! إلا أن هنالك نقطة يشير اليها المراقبون منوهين لأهميتها وهي أن حزب العدالة والتنمية من الأحزاب الحاكمة القليلة التي استطاعت العودة في فترة حكم ثانية وبنسبة أعلى من التي حصلت عليها في المرة الأولى، والجدير بالذكر ايضاً ان نسبة التصويت في هذه الانتخابات قد بلغت 80% في أعلى نسبة تحدث بتركيا (الانتخابات السابقة ايضاً وصلت النسبة فيها الى 79%). نسبة كبيرة من الناخبين في استطلاعات تابعتها اعطوا اصواتهم لحزب العدالة والتنمية كنتيجة للصراع الذي حسم بتقديم موعد الإنتخابات وانتصاراً للحزب الذي رأوا صحة موقفه على مؤسسة الجيش التي ترى في الحزب خطراً على علمانية الدولة. بقراءة هذا مع الفشل الكبير الذي حصده حزب السعادة (يقوده نجم الدين أربكان) ذو التوجهات الاسلامية الواضحة (حصل على 2% فقط وتحتاج الأحزاب عادة لنسبة 10% لدخول البرلمان في تركيا نجد أن المسألة أكثر تعقيداً من معادلة بسيطة طرفاها حزب ذو جذور اسلامية وجيش يحمي علمانية الدولة.
ــــ * عن أنموذج حزب العدالة والتنمية الإسلامي التركي، د. عبدالله تركماني
|
|
|
|
|
|
|
|
|