|
|
 دعوة لتمرد المغتربين / امل هباني
|
اشياء صغيرة
تمرد المستهدفين
امل هباني
كل تمرد يقوم في السودان على دعامة أساسية هي «التهميش». بداية بتمرد الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب. والذي تحول من «حركة تمرد» الى «حركة حكم» مما اسال لعاب بقية اهل السودان، فقامت حركات التمرد في غرب السودان رافعة شعار «المهمشون» في الارض.. و هناك اشجار تمشي في الشرق لم نستبنها.. كل يوم تولد حركات صغار «كتاكيت» يصيحون بصوت خافت «مهمشون» ما يلبث ان يغلظ هذا الصوت ويخشوشن بفضل وجبات المجتمع الدولي الدسمة.. فما عليها الا ان تكتب بياناً تصف فيه حال المنطقة المهمشة وما تعانيه وتذيله بعدد من التوقيعات..وتقابل مسؤولاً كبيراً في منظمة كبيرة تدور في فلك المجتمع المدني، ثم تتبع عملها هذا بعمل عنيف قتل افراد من الحكومة، مهاجمة مركز شرطة..الخ.. ثم ارسال بيان للقنوات الفضائية الاخبارية او الاذاعات العالمية، توضح فيه انها حركة تحمل السلاح لانها «مهمشة» وتطالب بنصيبها في «الحكم» كما وصله كبيرهم الذي علمهم السحر جون قرنق. وتقوم وسائط الاتصال العالمية بالباقي.
لكن هناك فئة وشريحة في المجتمع السوداني يجوز لها ان تتمرد. ولكن بسبب عكس التهميش. وهو «التركيز» او «الاستهداف». وهي «المغتربون»، فالمغترب في بلادنا مستهدف من قبل الحكومة ومن قبل المجتمع. وما ان تطأ قدماه أرض المطار حتى يجد ان جيبه مستهدف، فعليه ان يدفع للتاكسي الذي يقله عشرة أضعاف سعر المشوار الحقيقي.. وان اراد ان يقضي اجازة سعيدة، فعليه أن يجزل العطايا والهدايا وإن لم يفعل «فسيطنشه» الجميع. وكثير من المغتربين اصبحوا لا يرجعون الى بلدهم في الاجازات، لانهم لا يملكون منصرفات الاجازة ليصرفوا ويهادوا ويجاملوا بمبالغ معتبرة تليق «باغترابهم».
والمغتربون يتحملون اخطاء الحكومة ويقومون مقامها، فكل أسرة سودانية يكون لديها مغترب يسهم في التعليم ومصاريف الجامعة.. وكل زواج هناك مغترب داعم له.. وكل «مريض» في المستشفى او «نفساء» في الوضوع يرسل المغترب واجبه «بالعملة الحرة» وبفارق السعر. وفي بعض المناطق الرئيسية تقوم الخدمات الرئيسية على المغتربين، خاصة في الشمالية فتدخل الكهرباء.. ويسفلت الشارع «الزلط» وتبنى المدرسة «بالعون الاغترابي» والذي يطلق عليه مجازاً العون الذاتي.
والمغتربون عرضة للنهب والسرقة والاستهبال من اقرب الناس.. فذاك أرسل مبلغاً من المال لبناء منزله تزوج به اخوه. وذلك دخل في مشروع مع قريبه قبل عشر سنوات، لم ير ارباحه حتى الآن.. والحكومة تخدعهم بان تبيعهم الاراضي «البور البلقع» في اطراف العاصمة باضعاف اثمانها الحقيقية، بلا خدمات ولا مميزات سوى انها للمغتربين «المغفلين». وها هي الحكومة تجعل الباب موارباً امام حق ابنائهم في الالتحاق بكليات المنافسة في الجامعات، حتى تغذي بدولاراتهم تعليمها الخاص. ويصبح ابن مغترب حاصل على 98% لا ينافس للطب والهندسة.. وتثقل الحكومة كاهلهم بالضرائب والرسوم التي تتراوح بين 250 دولارا الى 1000 دولار حسب نوع الاقامة.
أيها المغتربون تمردوا دون حمل سلاح.. عودوا إلى وطنكم ان وجدتم لا طائل من اغترابكم.. عودوا في اجازتكم بلا حقائب او هدايا.. وعيشوا كما يعيش الناس «العاديين» فهذه بلدكم ولستم مستثمرين فيها.. فالاجازة انعاش للروح بنسيم الوطن، مهما كان وضعه ومهما كان وضعكم.
تعليق
ايها المغتربون تمردوا
توقفوا عن دفع الضرائب والزكوات القصرية والأجبارية
تمردوا عن دفع اي رسوم لأنها تذهب الي جيوب المتخمين
سارقي القوت ؟؟؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
ahmed haneen
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست