|
Re: مقطتفات من كتاب الطباشيرة والكتاب والناس - مذكرات معلم قديم (Re: هلال زاهر الساداتي)
|
الأستاذ هلال زاهر الساداتي
لقد أطربتني ذكرى بخت الرضا العظيمة فانا صنيعة لها و أكن لها الكثير.... و عندما ورد ذكر المستر هودجكن‘ فقد حدثت لي مع الرجل حادثة طريفة لم يكن مسرحها صالات الدرس أو الرياضة في بخت الرضا إنما شارع في مدينة أوكسفورد البريطانية.
في العام 1997 كنت أعمل سائقا لعربة تاكسي في هذه المدينة العريقة‘ قد إشتريتها لتوها و أخاف عليها من النسمة المارة (فورد - مونديو1.8 - توربو ديزل) حدباء - زرقاء. و قد و ضعت فيها مصحفين واحد في (الطبلون) و الثاني في (الضهرية) و قد قامت زوجتي العزيزة (لزوم كف العين) بحياكة صرة من القماش الأسود ملئت (كمونا أسودا) و تدلت بخيط أسودا من المراية إمعانا في الحرز و الإحتراز. و تراجعت عن فكرة رسم عين يخترقها سهم وتسيل منها دماء الحسد و كتابة العبارة الشهيرة (يا عين يا عنية..إلخ) خوفا من أن يقاضيني أحدهم بسبب التمييز الديني. عليه هذه مقدمة كان لابد منها...
في احد الأيام جاء في شاشة كمبيوتر صغيرة أعمل عليها المعلومات التالية: الزمن...... السيد هودجكن نمرة المنزل..... و إسم الشارع...... إلى محطة القطار و ذهبت و وجدت السيدة و السيد هودجكن في أنتظاري و من أمام منزلهم بدأت الرحلة إلى محطة القطار. و أثناء الرحلة دار هذا الحوار: ما موديل هذه العربة التي تقودها و أجبت أنا بالمعلومات أعلاه و ما نوع الوقود د يزل..... فصدرت همهمات إعجاب و إندهاش بدون ما شاء الله و لا يحزنون و قال لي: إنها تستجيب بشكل مدهش و قوية جدا.. ماذا تضيف في خزان الوقود...؟ و هنا ثارت مخاوفي من (العين العنية) و تلكأت في الإجابة و قلت بصوت مسموع مطمئناأن لا أحدا يفهمني: قهرتك بالقاهر و النبي الطاهر يالخواجة... و هنا صمت الرجل برهة و عاد و سألني: من أين أنت...؟ فأجبت: من السودان من أي مدينة؟ فأجبت: من الدويم هل درست في بخت الرضا؟ و بخت الرضا هنا أتت بعربية فصيحة فأجبت بنعم عندها ذكر لي أنه كان ثاني عميد لمعهد التربية بخت الرضا و لدهشتي أتت كلمة (عميد) بالعربي و أردف يسألني ألم تسمع بهودجكن في بخت الرضا...؟ فحكيت عن تاريخ الرجل هودجكن و الذي فقد عقل أصابع يديه في (إيفرست) فما كان منه إلا أن مد يديه أمام وجهي فقد كان يجلس في المقعد خلفي تماما....و تبينت من ذلك...فاغر الفاه دهشة...! و كانت أجمل لحظة عندما و صلنا إلى محطة القطار و كنت منهمكا في إنزال متاعه من العربة و مساعدته (ما الراجل طلع أستاذي) فما كان منه إلا أخرج مبلغا محترما من المال و بسودانية فصيحة و قال: علي الطلاق ما ممكن... فرددت عليه: علي الطلاق بالتلاتة...ماممكن ..عيب إنت راجل أستاذي و عانقني بقوة و حرارة.... (و عيني باردة كان شديد و لضيض الخواجة...) عندما أردت الإعتذار عن ماسمعه مني باللغة العربية قال لي: و لكن أنا ما بعاتي زي ما إنتوا بتقولوا في الدويم... و لكن بصراحة أنا كان عندي رأي في الحتة دي أحتفظ به لنفسي و إحتراما لأستاذي
|
|
|
|
|
|
|
|
|