د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات القصر و المنشية..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 02:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-09-2007, 08:04 PM

الطيب بشير
<aالطيب بشير
تاريخ التسجيل: 12-06-2003
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات القصر و المنشية..

    هذه المرة أبدى د/ تيجاني عبدالقادر تقاربآ في المواقف مع فصيل الترابي (المؤتمر الشعبي)، بعد أن طال وقوفه في المنطقة الوسطى، واصفآ و "مخبرآ" عن مآل دولة الحركة الإسلامية و مغالطات إنهيار المشروع الحضاري. تحدث اليوم، فيما يشبه التبرير، عن مؤامرات دولية و إقليمية و محلية ضد الترابي، و انتهى إلى دعوة الملك السعودي لأن يتفضل على الترابي بفرصة ليلحق بها قطار السياسة المولّي أمامه! و قال في آخر كلامه إن الترابي هو الذي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات القصر و المنشية.

    المقال..

    .................................
    نقلآ عن سـودانايل
    الفرص الذهبية للتدخل الدولي

    د. التيجاني عبد القادر
    [email protected]

    لن تستطيع دولة كبرى، حتى بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، أن تفرض ارادتها بصورة كاملة على دولة أخرى مهما صغرت أو ضعفت، أو أن تزيحها من مسرح الأحداث، الا اذا وفرت الدولة الصغرى «فرصة» مناسبة تمكن الآخرين من احكام السيطرة عليها. اذ أن الدول الكبرى لا تستطيع، خاصة فى زمن التدفق المعلوماتى الذى نشهده، أن تفرض ارادتها فقط عن طريق القدرة العسكرية، وانما تحتاج الى «الفرص الذهبية» التى يوفرها القياديون السياسيون فى الدول الصغيرة.

    ولكن «الفرص الذهبية» لا تسقط فجأة من السماء، وانما تبرز عادة ببروز بعض المتغيرات، كاكتشاف مورد اقتصادى هام، أو ظهور قيادة سياسية جديدة، أو تفاقم حرب أهلية. بل ان هذه العوامل الثلاثة تتداخل ويعزز بعضها البعض؛ فالنزاع حول الموارد الجديدة للثروة قد يطيح بقيادة سياسية ويأتى بأخرى، كما أن سقوط قيادة سياسية وصعود أخرى قد يكون مقدمة لحرب أهلية، وقد تعمل هذه الأخيرة بدورها على تشقق النخب الحاكمة، فيتشكل بذلك مناخ داخلى سمته التفسخ والتآكل والاستنزاف المتبادل بين النخب، وهو المناخ المثالى الذى تتولد فيه «الفرص الذهبية» التى تمهد الطريق للتدخل الخارجى فى شتى صوره. هذا، وقد توفرت العوامل الثلاثة فى الحالة السودانية: الحرب الأهلية التى لا تنقطع، والانقسام الحاد المتطاول فى داخل النخب السياسية، الحاكمة منها والمعارضة، والكميات المكتشفة من النفط التى يسيل لها اللعاب. نود فى هذا المقال أن ننظر كيف وفر النزاع الذى وقع بين الإسلاميين فرصة ذهبية للتدخل الخارجى، وكيف استطاعت بعض القوى الخارجية أن «تختطف» ذلك النزاع وتوظفه فى اتجاه مصالحها الخاصة.

    لم يمض يومان على قرارات الرابع من رمضان الا أن أعلنت مصر« والامارات وليبيا» مساندتها للرئيس عمر البشير في صراعه مع رئيس البرلمان المنحل د.حسن الترابى، مؤكدة مساندتها للسودان وللقرارات «الشرعية» التى اتخذها الرئيس السودانى. ثم صرح عمرو موسى-وزير الخارجية المصرية آنذاك- أنه لا يرى ما يحدث في السودان كصراع على السلطة، وانما هناك رئيس دولة اتخذ قرارات معينة وواضحة وتخص بلاده، وأضاف أن هذه الاجراءات تحاول تصحيح وضع شبهه الرئيس السودانى نفسه بوجود رئيسين فوق مركب واحد، مما يؤدى الى غرق السودان، وقال اننا لا نقبل ذلك وبالتالى فان مصر تؤيد كل ما ينقذ السودان من الغرق، بما في ذلك الاجراءات التى اتخذها البشير.«الأهرام، 16 ديسمبر 1999» ثم قام الرئيس البشير بزيارة الى مصر استغرقت يومين«22 و 23 ديسمبر 1999» أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس المصرى حسنى مبارك حول التطورات الجارية في السودان. وكما هو المعتاد في مثل تلك اللقاءات الرئاسية فقد صدر بيان ختامى وعقد مؤتمر صحفى ولكن، وكما هو المعتاد، فان بعض القضايا الحقيقية التى تم التداول حولها لم يشار اليها في البيان الختامى او المؤتمر الصحفى، ويأتى على رأس تلك القضايا المسكوت عنها قضية التوسط المصرى لتحسين العلاقة الأمريكية-السودانية.

    نقول هذا لاننا نعلم أن مجرد ازاحة د. الترابى من السلطة كانت تعنى لمصر الكثير، ولو لم يقم البشير ووزير خارجيته ودفاعه الى القاهرة لأتى اليه وفد مصرى كبير في الخرطوم، ليبلغه تأييد الرئيس المصرى ومساندته لكل الخطوات التى قام بها.لماذا اذن كانت الخرطوم متسارعة الى القاهرة؟ وماذا كانت تريد منها؟ أن الذى يمكن ترجيحه في هذا المقام هو أن حكومة البشير كانت تريد أن «تسوق» عملية ازاحة د.الترابى من السلطة كأنها بداية لصفحة جديدة في نظام الأنقاذ، ثم تريد أن تستثمر ذلك في اتجاه تطبيع علاقاتها مع الولايات المتحدة، التى لم تبد حتى تلك اللحظة موقفا متفهما لمجمل القرارات الاخيرة. و لا يوجد أحب الى مصر من ذلك، فهى أيضا كانت تبحث عن مثل تلك الفرصة لتؤكد لحلفائها الأمريكيين أنها ما تزال تمسك ببعض مفاتيح الشأن السودانى. ولذلك ما أن غادر الرئيس البشير القاهرة الا وقد «أشارت تقارير سياسية في القاهرة الى أن تغيرات جوهرية ينتظر أن تشهدها العلاقات السودانية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة، وربطت ذلك بالاحداث والتغيرات الجوهرية التى حفل بها السودان في الايام الاخيرة اثر الاجراءات التى أعلن عنها البشير. وكشفت التقارير أن دولا عربية قد بدأت اتصالات مع واشنطن على مستويات رفيعة لاقتحام النفق المظلم للعلاقات بين السودان وأمريكا.» «البيان الاماراتية،21ديسمبر 1999» ، وغنى عن القول أن مصر كانت تتصور أن عدوها الأول في السودان هو الحركة الاسلامية التى يقودها الدكتور الترابى. وبرغم أن د. الترابى قد قطع صلته التنظيمية والسياسية بحركة الاخوان المسلمين المصرية منذ زمن طويل، وبرغم أنه حاول جاهدا منذ أواسط الثمانينيات أن يتقارب ويتفاهم مع النظام المصرى، وبرغم أنه لا يوجد ما يؤكد تورطه فى حادث الاعتداء على الرئيس المصرى، الا أن النظام المصرى لم يتزحزح قيد أنملة عن موقفه الثابت ضد د. الترابى، ولذلك ما أن أعلن البشير حل البرلمان وازاحة د. الترابى الا أن وهرعت القاهرة الى تأييد الرئيس البشير بغير تحفظ.

    وبالطبع فقد ذهب بعض المؤيدين للدكتور الترابى مذهبا بعيدا فى اتجاه «المؤامرة الدولية»، باعتبار أنها ستجلب لهم التعاطف أو تعفيهم من كل مسؤولية، فذهبوا للقول بأن الإجراءات التى اتخذها الرئيس البشير في ديسمبر1999 قد بدأ التفكير فيها منذ حادثة الإعتداء على د. الترابى في كندا في مايو 1992، الا انها جمدت حينما تمكن د.الترابى بصورة مفاجئة من استعادة صحته ومواصلة نشاطه العام، على أنها أخرجت الى العلن مرة أخرى في ديسمبر 1999 بفعل ما أسموه «الإيحاء الخارجى»، ذاكرين أن ملف اقصاء د. الترابى ينطوى على أبعاد أقليمية أفريقية وعربية.

    وبرغم أننا لا نستطيع أن نساير هذه «السردية» الى نهاياتها، الا أنه ليس من المستبعد في نظرنا أن يكون الدكتور الترابى قد تلقى رسائل تهديدية مباشرة أو غير مباشرة من بعض القوى الدولية المعادية له ولمشاريعه السياسية تحذره أو تتوعده، فهذا سلوك معهود في معترك الصراعات الاقليمية والدولية التى تشهدها المنطقة، وقد يكون د. الترابى وغيره من السياسيين قد تعرض له أكثر من مرة. وربما تأكد هذا بصورة أوضح اذا استطعنا أن نستوثق مما عرف آنذاك «بالمبادرة القطرية»، والتى يقال أنها تضمنت في ثناياها طلبا من د. الترابى أن يتنحى من الحكومة السودانية، وتهدده بعظائم الأمور أن هو أصر على البقاء. ويعود أصل هذه «الحكاية» الى ما ذكرته بعض المصادر المقربة من د. الترابى من أنه وفى اثناء زيارة الى قطر لإلقاء بعض االمحاضرات تلقى دعوة للاجتماع مع أمير قطر بحضور وزير خارجيته، فأخطره الأمير بأن الحكومة الأمريكية تود أن تبلغه أن يبتعد تماما عن الساحة السياسية، أما اذا آثر البقاء فانها ستصعد الاعمال العسكرية في كل الجبهات. ثم أخطره بأن هناك مؤامرة كبيرة تحاك ضد السودان وضده هو شخصيا، وأن الحكمة تقتضى أن ينسحب عن المسرح السياسى بهدوء. ذكر د. الترابى للأمير انه اذا كان المقصود هو شخصيا فانه سيتنحى ولكن على ألا يتغير التوجه الاسلامى للنظام. عندئذ تناول وزير الخارجية هذه النقطة ليجعلها محورا لما عرف بالمبادرة القطرية، فيذهب بها الى الخرطوم والى القاهرة، لتضاف عليها بعض التعديلات والتى لا تخرج في مجملها عن اخراج الترابى وتوحيد قيادة الدولة والتنظيم وجعلها في يد الرئيس البشير. رفض الدكتور الترابى بالطبع المبادرة القطرية كما هو معروف معلنا لمؤيديه أن حلقات المؤامرة ضده قد اكتملت، وأن هناك جهات أجنبية تعمل على ابعاده عن أمانة المؤتمر الوطنى، وأن «القصر» ضالع في ذلك مع بعض دول الجوار.

    اذا صحت هذه الوقائع فانها تصلح أن تكون مؤشرا لبداية مرحلة جديدة في النزاع يمكن أن تسمى مرحلة «اختطاف النزاع» أو «الإستثمار الدولى للنزاع»، وهى مرحلة تتضامن فيها قوى اقليمية«مصر وليبيا وقطر» وقوى سودانية«المعارضة وحركة قرنق» وقوى دولية «الولايات المتحدة» ولن يكن ذلك بالضرورة على سبيل «المؤامرة» المشتركة ولكن على سبيل المصالح وانتهاز الفرص التى أتاحها المتصارعون. فالوجود الدولى والاقليمى سيشكل حضورا مستمرا في أروقة الحكومة والمؤتمر-بشقيه الوطنى والشعبى، ولكنه وجود قد تم استدعاؤه من الداخل في معظم الأحيان.

    ولكن، وكيفما كان الأمر فمن الراجح أن تلك الضغوط والتهديدات الخارجية التى تعرض لها د. الترابى والتى كانت تصب في اتجاه اخراجه من قيادة الحكومة والتنظيم هى التى دفعته لأن يفكر بطريقة جديدة، وأن يقوم بعملية «انقلاب» ليس فقط فى «تكتيكه» السياسى وانما فى بعض جوانب «الإيديولوجيا» التى كان يؤمن بها من قبل، وكانت نتيجة ذلك هى أن أخذ يدير ظهره للشمال العربى الاسلامى« في بعديه الداخلى والخارجى» ويتجه نحو جنوب السودان وغربه في بعديهما الأفريقيين، أى أخذ يتحول من «أممية الإسلام» وشرق- أوسطيته الى خصوصية السودان القبلية والى نزاعات الهامش- المركز، وترتب على ذلك أن أخذ يعيد النظر بصورة جذرية في مجمل علاقته مع الحركة الشعبية، متخليا عن صيحات الجهاد الأولى، مطلقا جملة من الاشارات التصالحية مع العقيد جون قرنق، ومبديا استعدادا للحوار معه، ويصفه بانه ليس «انفصالى النزعة».

    استقبل العقيد قرنق تلك الأشارات بكثير من الترحاب، معربا «عن سروره» للمشاكل السياسية التى تشهدها السلطة في الخرطوم، وأعلن في بيان وزع في نيروبى « أن جناح الفريق البشير أكثر تشددا» من جناح رئيس المجلس الوطنى حسن الترابى، ثم دعا الشعب السودانى الى التيقظ واستغلال الأزمة التى تمر بها الحكومة «لاحداث تغييرات فعلية في البلاد». ثم لم يمر عام على هذا التصريح الا أن تناقلت الأنباء خبر الاتفاقية الثنائية بين العقيد قرنق ود.الترابى والتى وقعها نيابة عنهما مندوباهما في جنيف في منتصف فبراير 2001م. اذا قيست تلك الخطوة بمعيار «الشطارة» السياسية وإظهار القدرة على الانتقام من الخصوم، قد استطاع د. الترابى بالتأكيد أن ينهض من تحت الأنقاض، وأن يوجه ضربة قوية ضد خصومه في المؤتمر الوطني لم توجه لهم ضربة مثلها منذ أن أبتعد عنهم وكون حزبه الجديد، كما أن المؤتمر الشعبي بتوقيعه على هذه الاتفاقية قد وضع خصومه في المؤتمر الوطني والحكومة أمام خيارات في غاية الصعوبة، فإما أن يصبروا على تحدياته المستمرة لهم مع تسببه لهم في حرج وظهور بالضعف وازدواجية المعايير في التعامل مع الخصوم، واما أن يعتقلوه فيسبب لهم ذلك حرجا أكبر على الصعيدين الداخلى والخارجى، ويضعف قدراتهم فى جبهة القتال ضد العقيد قرنق، كما يسلبهم أىة قدرة على التفاوض أو التحالف مع أى من الاحزاب الشمالية. أما إذا كان المعيار هو تحقيق مصالح إسلامية ووطنية مشتركة، فإن اقرار د. الترابى بالحرب التي تشنها الحركة الشعبية، وتقديم مبررات لها أو معاونتها على الصعيد السياسى والاعلامى يتناقض تماما مع الرؤية الاستراتيجية الأولى التى انبثقت عنها حكومة الانقاذ، ولعل الدكتور الترابي هو أول العارفين أن الانقلاب العسكري الذي شارك في تدبيره وإخراجه على الناس في عام 1989 كان الهدف من ورائه التصدي للحرب التي تشنها حركة التمرد في الجنوب ومنعها من أن تفرض أجندتها على المواطنين بفوهة البندقية، فالمسوغ الأخلاقي والديني للانقلاب على النظام الديمقراطي يوم ذاك أن النظام الديمقراطي صار مثل حصان طروادة، يحمل في أعطافه حركة تمرد مسلحة تريد إقصاء الإسلام والمسلمين من الحياة العامة في السودان، وتفرض عليهم بقوة السلاح تصورها للسودان الجديد. فالخلاف إذن مع الحركة الشعبية كان خلافا استراتيجيا حتى تضع السلاح،الا أن ما كان استراتيجيا فى مرحلة ما قبل النزاع قد صار ثانويا حينما وقعت المفاصلة.

    ولكن ما أن تم توقيع الإتفاق بين د.الترابى والحركة الشعبية، ثم اشتعلت بسببها المعركة بين جناحى الحركة الإسلامية الا وانصرف العقيد قرنق الى همومه ومشاغله الأخرى، مؤكدا بذلك أن المقصود بإبرام الإتفاقية مع د. الترابى ليس هو حل المشكل الشمالى-الجنوبى وانما هو تعميق التناقض بين الفصيلين الإسلاميين المتناحرين وتوسيعه، حتى يتحول من تناقض ثانوى سلمى الى تناقض عدائى رئيس، وحتى ينشط الفصيل الآخر فى البحث عن «حليف» فى الداخل والخارج. وذلك ما وقع بالفعل، اذ ما أن تمت ازاحة د.الترابى الا أن عكفت المجموعة الحاكمة-مرحلة ما بعد الترابى- على تنفيذ سياسة ذات ثلاثة أهداف: أن تستكمل عملية اقصاء المجموعة الموالية للترابى، وأن تشل قدراتهم على التأثير المباشر على أفعال الحركة الاسلامية والحزب والحكومة، فتستطيع بذلك أن تتحرك في المرحلة الجديدة بصورة مستقلة، وأن تجرب حظها في أودية السياسة الاقليمية والدولية بعيدا عن نظام «المشيخة» القديم؛ وأن تبعث رسالة الى معارضيها القدامى الذين كانوا ينادون بتفكيك دولة الحزب مفادها أن نظاما جديدا قد ولد، وأنه يمر بمرحلة تشكيل واعادة ترتيب للأولويات وللهيكل وللمواقع التنفيذية، وهى مرحلة مناسبة للانفتاح السياسى على الآخرين والتجاوب مع بعض أجندتهم؛ وأن تبعث رسالة الى المحيط الأقليمى والدولى بأن مرحلة جديدة من الواقعية والاصلاح السياسى والانفتاح الاقتصادى قد أطلت في أعقاب مرحلة سابقة من التطرف والأصولية والتمرد على النظام الدولى، وأن نظام الانقاذ يتمتع- برغم ما أصابه من تصدع- بقدر مناسب من التأييد الشعبى والمرونة السياسية تؤهله لانجاز بعض المهام ، خاصة فيما يتعلق بمسألة الجنوب والعلاقات مع دول الجوار وعلى رأسها مصر.وكانت تلك بالطبع هى «الفرصة الذهبية» التى اهتبلتها الولايات المتحدة حتى تمكنت من انجاز اتفاقية السلام، اذ كانت تدرك أن وفد حكومة الانقاذ قد ذهب الى نيفاشا وفى نيته الا يعود منها الا بعد التوقيع على اتفاق مع حركة التمرد؛ بلغت التنازلات ما بلغت، وتطابق ذلك الاتفاق مع رؤاها السابقة أولم يتطابق. وبإبرام اتفاقية السلام استطاعت المجموعة المناوئة للدكتور الترابى أن تستعيد المبادرة، وأن تعزز وضعها السياسى، وكادت أن تنتقل بالسودان«لولا مشكلة دارفور، ومشكلة د.الترابى» الى مرحلة جديدة من الاستقرار وربما التنمية.

    أما فى الجهة الأخرى، فلم يبق أمام د.الترابى نطاق يتحرك فيه، اذ انسدت أمامه نافذة «الجنوب المتمرد»، كما انسدت من قبل نافذة الولايات المتحدة، ونافذة الشمال العربى«مصر». لم تبق الا نافذة الغرب المحلى«دار فور»، وهى نافذة يمكن للدكتور الترابى أن يدير منها معركته الأخير ضد حكومة الإنقاذ، اذا أن مشكلة دارفور يمكن أن تتسع لتبتلع كل ما أنجزته الحكومة والحركة الشعبية والولايات المتحدة فى نيفاشا قبل عامين، كما يمكن للحكومة أن تتمرغ فيها حتى تقضى نحبها.

    وقد يقال هنا ان مشكلة دارفور سيطوى سجلها قريبا، خاصة بعد التدخل الأخير للمملكة العربية السعودية، اذ نجحت الدبلوماسية السعودية فى حل بعض الأمور الشائكة بين السودان والأمم المتحدة، و بين السودان وتشاد.وهذا صحيح، ولكن الصحيح أيضا أن الدور الذى يلعبه د.الترابى فى مشكلة دارفور لا يقل عن الدور الذى يلعبه فيها الرئيس التشادى ادريس دبي، فليت خادم الحرمين الشريفين يقوم بمبادرة ثانية، فيدعو الدكتور الترابى الى مزرعته بالجنادرية، ويعقد معه اجتماعا ثنائيا مغلقا، كما فعل مع الرئيس ادريس دبي، ثم يدعو الرئيس البشير لمثل ذلك، ولا يتركهما حتى يوقعا اتفاقا بشأن دارفور. نقول هذا لأن مشكلة دارفور لم تبدأ فى الفاشر أو انجمينا أو نيويورك وانما بدأت، والحق يقال، فى القصر والمنشية.
                  

العنوان الكاتب Date
د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات القصر و المنشية.. الطيب بشير05-09-07, 08:04 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mohamed Doudi05-09-07, 11:55 PM
    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-10-07, 08:38 PM
      Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Adel Khamis05-11-07, 00:06 AM
        Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Tragie Mustafa05-11-07, 05:45 AM
          Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 12:17 PM
      Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق محمد المختار الزيادى05-11-07, 02:01 PM
        Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 02:04 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mahjob Abdalla05-11-07, 00:33 AM
    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mohamed Suleiman05-11-07, 00:43 AM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 02:05 AM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mahjob Abdalla05-11-07, 04:17 AM
    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق hatim05-11-07, 06:05 AM
      Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mohamed Doudi05-11-07, 01:04 PM
        Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 01:53 PM
          Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Adel Khamis05-11-07, 02:11 PM
            Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 02:21 PM
            Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق محمد المختار الزيادى05-11-07, 02:28 PM
              Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 04:01 PM
                Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mohamad Shamseldin05-11-07, 04:48 PM
                  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 05:05 PM
                    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق MAHJOOP ALI05-11-07, 06:06 PM
                      Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 06:21 PM
                        Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق MAHJOOP ALI05-11-07, 06:45 PM
                          Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-11-07, 11:21 PM
                            Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mohamad Shamseldin05-11-07, 11:46 PM
                              Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-12-07, 02:51 AM
                                Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Mohamed Suleiman05-12-07, 05:25 AM
                                  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-12-07, 01:26 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق tariq05-12-07, 04:50 PM
    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-12-07, 05:05 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 04:27 PM
    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق bent-elassied05-13-07, 06:59 PM
      Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 07:27 PM
      Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق bent-elassied05-13-07, 07:32 PM
        Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 07:42 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Bashasha05-13-07, 07:23 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق AMNA MUKHTAR05-13-07, 07:23 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Bashasha05-13-07, 07:36 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 07:37 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 07:48 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Bashasha05-13-07, 07:51 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق AMNA MUKHTAR05-13-07, 07:55 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Bashasha05-13-07, 08:18 PM
    Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Tragie Mustafa05-13-07, 08:55 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 08:55 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Bashasha05-13-07, 10:24 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-13-07, 10:46 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق Bashasha05-13-07, 10:59 PM
  Re: د/ تيجاني عبدالقادر يؤكّـد: الترابي "خلق" مشكلة دارفور، و أنها تجليات لصراعات الق الطيب بشير05-14-07, 01:53 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de