صباح الخير يا سنار نقلا عن صحيفة الوطن

Quote: اشياء صغيرة القضارف وسنار امل هباني كُتب في: 2006-04-16 الأخت الاستاذة أمل هباني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد التنمية وما ادراك ما التنمية.. منذ عرفت القضارف وهي مدينة تشبع الشعب السوداني بمحصولاتها الزراعية من ذرة ودخن وسمسم القضارف الذي تغنى به ابناؤها.. عرفتها مدينة طموحة بأهلها الذين لا يرضون الا بالتطور، وحتى في مجال الرياضة لديهم فريق كرة طائرة (ديم محمد والشايقية) يمثل السودان خارجيا، مدينة تعتمد على الزراعة المطرية فقط، لا خزان ولا توليد كهربائى ولا ترع تسقى الارض ولا صناعات بالحجم الكبير، والآن نقرأ لهذه الولاية مشاريع في شكل عطاءات في الصحف يقشعر لها البدن، وهو شئ مفرح بالذات لأهلها واهلي على الاقل، ولا اود ان اسأل من اين لهم هذا، لعلمي بحب اهل القضارف لمدينتهم وقناعتي بامكانيات دخل الزراعة، والاهم قناعة المواطن حتى وان لم يكن «اسلامي وطني» الذي جعلني اكتب ليس لانني من ابناء القضارف ولكن حزني علي مدينة سنار، باعتبار ان سنار صاحبة امكانيات ضخمة بالامكان ان تجعل من الولاية (سنار ـ سنجة ـ السوكي ـ الدندر) جنة الله في الارض. والولاية على ضفتي النيل الازرق وبها خزان سنار واراضٍ زراعية ينمو فيها الحجر!! ولكن وآه من لكن، وحزن يعتصر القلب من فقر ومرض وضياع للبنية التحتية.. اين مصنع نسيج سنار؟ أين محلج سنار؟ اين محلج كساب؟ اين مؤسسة النيل الازرق الزراعية أين وأين ؟ أين الطرق المسفلتة في سنار فقط؟ اين حقوق سنار من مصنع سكر سنار؟ كل هذه البنيات التحتية تعطلت ودمرت وتفرقت وضاعت كما ضاعت صحة المواطن وتعليم ابنائه، فعلى حد علمي ان نسبة كبيرة من طلاب سنار فاقد تربوي .! مدينة كالقضارف لا تملك نصف ما تملكه مدينة سنار، فقط بهذا الطموح الذي يفرح.. ومدينة مثل سنار بامكانياتها المهولة لا طموح لها وراعيها كل الذي يحرك ساكنه اربعة طلاب عائدون من جيش (الفتح) من اسمرا انضموا الي المؤتمر الوطني، فاقام لهم الاحتفال على مستوى حكومة ولاية سنار !! مع العلم اكثرهم شهرة من هؤلاء العائدين من اسمرا، واحد فقط هو لاعب طائرة سابقا، وكان احتياطيا في فريقه، فلا تاريخ سياسي لهم لا في مدينتهم ولا جامعاتهم. مدينة كسنار بامكانها ان تحل جزءا كبيرا من مشاكل السودان، ولكن سياسة حمدي عبد الرحيم والخصخصة ضيعت مشروع النيل الازرق الزراعي، واغلقت مصنع نسيج سنار ومحلج كساب ومحلج سنار حُرق ولم يعرف حارقه ولا اعيد ليقف شامخا كما كان !! اراضيٍ زراعية، مياه، كهرباء، ترع، خزان، وامكانيات بحجم دولة.. وسنار وما جاورها تحتضر كما يحتضر انسانها بسبب الملاريا والسل والايدز !! يا ترى ما هو السبب؟ منا نحن الذين هربنا منها ومن السودان؟ أم من الذين جلسوا او تربعوا على حكمها من الانقاذيين..؟ حافظ ابراهيم عبد الله - سنار المدينة