من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 06:50 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-01-2007, 07:25 AM

أمير بابكر

تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 117

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني (Re: أمير بابكر)

    الجنوب .. الأيدولوجيا والعنف
    كعب أخيلها، الذي ظلت تخشاه (الانقاذ)، هو الجنوب. والجنوب ليس كحركة مقاومة مسلحة -موجودة على الأرض- فقط، بل الجنوب كجغرافية إثنية وثقافية ودينية –تعمل على اختراقها- في المقام الأول. جغرافية أكثر حدة داخل خريطة السودان، التي تشتهي (الإنقاذ) رسمها من جديد، يمكنها إحداث شروخ في جدار تلك الأيدولوجيا التي لا تحتمل التعدد والتنوع.
    ولكن الأهم من كل ذلك هو تلك الغدد التي تفرز لعاب يسيل لمجرد رؤيته للدنانير، ناهيك عن ثروة بحجم توقعات واكتشافات البترول والجنوب مسرح أساسي لذلك. هنا مربط الفرس؛ التحكم في مفاصل الدولة بالضرورة يعني التحكم في تروس انتاج البترول، الذي هو (كومين) ممنوع على الآخرين الاقتراب والتصوير، وبقية مصادر الدخل القومي الأخرى (نصف كوم).
    العقلية السائدة هنا عقلية المضاربات ذات العائد السريع (المحسوس الملموس)، ولا يهم مردودها الاقتصادي المستقبلي ولا ما يمكن أن تحدثه من تأثيرات وتحولات اقتصادو-اجتماعية. فهي تستخدم الدين من أجل السيطرة على المال أكثر منه (أي الدين) إدارةً للحياة بمختلف جوانبها، بما فيها المال ليعود نفعه على الجميع تنميةً وازدهاراً. هذا هو المكون الأول لمجموع تصوراتها وأفكارها ومشكِّل جوهري لقيمها، فالمال غاية عندها.
    إذاً الجنوب في إيديولوجيا (الانقاذ) محور ذو أبعاد لابد من التعامل معها على عدة مستويات. المستوى الاقتصادي ويأتي في المقام الأول. وهو مستوى ليس معني به تنمية ولا توازناً، وإنما استغلال لموارد متاحة بأقل خسائر ممكنة (الخسائر البشرية ليست ضمن الخسائر المحسوبة). ولكن لابد أن تسبق ذلك خطوات سياسية تعزز مواطن السيطرة على مفاتيحه.
    يبقى استمرار الحرب (العنف).. أول تلك الخطوات السياسية، وفي ذات الوقت تمثل الحرب بعداً آخراً من محور الجنوب في إيديولوجيا (الانقاذ). تخدم الحرب (العنف) عدة أشياء هنا وعلى عدة أصعدة. أولها إيجاد مبررات لاستمرار حالة الطوارئ في كل البلاد، وليس هناك أقوى من نشوب حرب، وبالتالي خلق طقس مشحون بالتوتر ومخنوق بالقوانين الاستثنائية. وثانيها، تمريرها لخطابها الأحادي مستغلة كل أجهزة دولتها في ذلك، باستخدامها ذات الحرب وسيلة للتعبئة والحشد الإيديولوجي. وهو بالرغم من كونه خطاب ديني (جهادي)، يفترض أن يوحد (أهل القبلة)، فهو لا يكرس لوحدة دينية لمنطلقاته الاستعلائية حتى على مستوى الخطاب الديني. وهنا يحضرني قول الشيخ يوسف القرضاوي في ندوة حول التعددية السياسية أقامها مركز الدراسات الحضارية بالقاهرة عام 1992م وأشار إليه الأستاذ فهمي هويدي في كتابه الاسلام والديمقراطية، يقول الشيخ القرضاوي: "نحن هنا بصدد مشكلة حقيقية لا ينبغي أن تغيب عنا، وهي أننا نواجه بآراء غريبة وشاذة على الساحة الإسلامية ترفض الاختلاف بين الناس، وتدعو إلى مدرسة الرأي الواحد، ليس فقط في تعامل الإسلاميين مع غيرهم، ولكن في داخل الإطار الإسلامي ذاته، حيث لا يجيزون التعدد حتى بين الفصائل الإسلامية التي تختلف في الاجتهاد والنظر".
    هذا قول في صميم المسألة التي نحن بصدد الحديث عنها، ولكن لماذا إصرار مدرسة الرأي الواحد (الإنقاذية) على الإنفراد بالساحة الدينية دون الآخرين من الإسلاميين ناهيك عن (النصارى والعلمانيين)؟؟ هي زاوية أخرى غير التي انطلق منها الشيخ القرضاوي، إذ لا علاقة للموضوع هنا بالاختلاف في الاجتهاد والنظر بقدر ما هو مرتبط بالمصالح باعتبارها العنصر الأساسي للحياة الاجتماعية لأصحاب نظرية الصراع الذين يرون أن الحياة الاجتماعية ليست سوى صراع حول المصالح وأنها تقتضي استعمال الترغيب والترهيب لبلوغها، وأن التمايز الاجتماعي يعني تمايزاً في القوة. وهو ما يؤكد أن المال (زينة الحياة الدنيا) والقوة هما العنصران الأساسيان المكونان لإيديولوجيا (الإنقاذ).
    قطع الطريق أمام المساعي الرامية لإيقاف الحرب –حينها- ظل هدفاً استراتيجياً للإنقاذيين، مثله تماماً والسيطرة على مفاصل الدولة وبالتالي على مقدراتها. وقد كان في 30 يونيو 89م. إن استمرار الحرب يجعل الحديث في غيرها بمثابة المحرمات، فمن ناحية عليهم أن "يعدو لها ما استطاعوا من قوة"، وتحت دعاوى الإعداد تمرر كثير من الأجندة الهادفة إلى مزيد من السيطرة، ومن ناحية أخرى استمرار الوضع على ما هو عليه جنوباً بل وتعميق الأزمة أكثر باستخدام آليات الفُرقة بحدة أشد، إلى جانب آليات الفرق العسكرية.
    الأهم من كل ذلك هو استمرار الوضع الإنساني السيئ في الجنوب، وطمس أو على الأقل تعويق إمكانيات الخروج منه لأطول فترة زمنية ممكنة، حتى يجيء بعدها التفكير في قضايا هي من الترف بمكان أمام الجوع والتشرد والموت، مثل التنوع الثقافي والتعددية والرأي الآخر. وكانت مشاهد الجوع والموت تطل بارزة مما يجعل السؤال الاستنكاري يقفز بسهولة إلى السطح : "الناس في شنو ....؟؟"
    (الانقاذيون) يعلمون جيداً ما أن يحل الاستقرار ويستلقي الجميع في هدوء ويتابعون بنظرهم النجوم وهي تنتقل من منزلة إلى أخرى حتى تطل الأسئلة المشروعة برأسها، وتبدأ الذاكرة الفردية ومن ثم الجمعية في العمل بأن هناك حقوق اخرى لابد من نيلها. هذا لا يتفق والبنيان الذي تراص ولزمن حتى أصبح صلداً، هذا ما يحدث شرخاً في إيديولوجيا مدرسة الرأي الواحد. إنه التنوع وحقه في إيجاد مساحة له.
    لذلك ظل هناك أيضاً سؤالاً استنكارياً آخر يدعم به الإنقاذيون خطابهم: "القضية قضية دين وجهاد يا رجل، كيف تجرؤ..؟؟" هذه قمة عنف السلطة وذروة ما يمكن بلوغه من استغلال للدين لبلوغ مصالح دنيوية.
    ولكن هل تستمر عباءة الدين ساتر دائم؟ "فالقضية ليست قضية دين وجهاد يا رجل وانظر حواليك لتتأكد. لذلك تجرأت"

    يتبع
                  

العنوان الكاتب Date
من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر03-29-07, 08:07 AM
  Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر04-01-07, 07:23 AM
    Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر04-01-07, 07:25 AM
      Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر04-02-07, 08:06 AM
        Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر04-04-07, 01:25 PM
  Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أيمن عادل أمين04-06-07, 05:37 PM
    Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني عبد المنعم ابراهيم الحاج04-06-07, 06:47 PM
      Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر04-07-07, 10:36 AM
        Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني غادة عبدالعزيز خالد04-07-07, 02:02 PM
          Re: من المشروع الحضاري إلى المشروع الوطني أمير بابكر04-08-07, 07:32 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de