|
وامعتصماه
|
زحف توفيل بن ميخايل ملك الروم نحو بلاد المسلمين في سنة 223هـ , و أوقع بأهل زبطرة و غيرها , و يقال : قتل من بها من رجال و سبى الذرية و النساء , و أغار على أهل ملطية و غيرها من حصون المسلمين , و سبى المسلمات , و مثل بمن صار في يده من المسلمين و سمل أعينهم , و قطع أنوفهم و آذانهم . فبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه , و كبر لديه , و بلغه أيضاً أن إمرأة هاشمية صاحت و هي أسيرة في يد الروم : وا معتصماه ! فأجابها و هو جالس على سريره : لبيك لبيك السيف أصدق أنباء من الكتب * في حده الحد بين الجد واللعبِ بيص الصفائح لا سود الصحائف * في متونهن جلاء الشك والريبِ والعلمُ في شهبِ الأرماح لامعةً * بين الخميسين لا في السبعة الشهبِ أين الروايةُ أم أين النّجوم وما * صاغوه من زخرف فيها ومن كذبِ تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً * ليست ينبع إذا عدت ولا غربِ عجائباً زعموا الأيام مجفلةً * عنهن في صفر الصفار أو رجبِ وخوفوا الناس من دهياءَ مظلمةً * إذا بدا الكوكب الغربي والذنبِ وصيروا الأبرج العلياء مرتبةً * ما كان منقلبا ً أو غير منقلبِ يقصون بالأمر عنها وهي غافلةً * ما دار في فلك منها وفي قطبِ لو بينت قط أمراً قبل موقعه * لم تخف ما حل بالأوثان والصلبِ فتح الفتوح تعالى أن يحيط به * نظم من الشعر أو نثر من الخطبِ فتح تفتح أبواب السماء له * وتبرز الأرض في أثوابها القشبِ يا يوم وقعةِِ عمورية انصرفت * منك المنى حُفّلا معسولة الحَلَبِ أبقيت جَدّ بني الإسلام في صَعَدٍ * والمشركين ودار الشِّرك في صَبَبِ أمُّ لهمْ لو رَجَوْا أن تُفْتدى جَعلوا * فداءَها كلَّ أمٍ منهُمُ وأبِ وَبْزَةُ الوجْه قد أعيت رياضتُها * كِسرى وصدَّتْ صدوداً عن أبي كَرِبِ بكْرٌ فما افْترَعَتْها كف حادِثةٍ * ولا ترقَّتْ إليها همَّةُ النوَبِ منْ عهد إسْكندرِ أو قبْل ذلك قدْ * شابتْ نواصي الّليالي وهْي لمْ تَشِبِ حتى إذا مَخَّضَ اللّهُ السنينَ لها * مَخْضَ البخيلةِ كانت زبْدَةَ الحِقَبِ أتَتهم الكُرْبَةُ السّوداء سادِرَةً * منها وكان اسمُها فرَّاجَةُ الكُرَبِ جرَى لها الفألُ بَرْحاً يوم أنْقَرة * إذ غودرت وحْشَةَ السّاحاتِ والرِّحَبِ لمّا رأتْ أخْتَها بالأمْس قد خَرِبَت * كان الخرابُ لها أعدي من الجَربِ كم بيْت حيطانِها من فارسٍ بَطلٍ * قاني الذَّوائِب من آني دمٍ سَرِبِ بسنَّةِ السّيفِِ والحنَّاءُ من دمِه * لا سُنَّةَ الدينِ والإسلام مختضِبِ لقد تركْتَ أمير المؤمنينَ بها * للنار يوماً ذليل الصَخْر والخشبِ غادرت فيها بهيم الليل وهو ضُحىً * يَشُلُّهُ وسطها صبْح من الَّلهبِ حتّى كأنَّ جلابيبَ الدّجى رغِبت * عن لونها وكأنَّ الشّمس لم تغِبِ ضوء من النار والظلماءُ عاكِفَةٌ * وظلمةٌ من دخان في ضُحىً شَحبِ فالشمس طالعةٌ من ذَا وقد أفَلَت * والشّمسُ واجبةٌ من ذا ولم تَجِبِ تصرّح الدّهر تصريحَ الغمامِ لها * عن يوم هيجاءَ منها طاهرٍ جُنُبِ لم تطلع الشمس فيه يوم ذاك على * بان بأهل ولم تغرب على عَزَبِ
|
|
|
|
|
|