لحن الخميس ... عركي ... زول بكاي .. (للبكايين)

احس بالمنفي يصعد من كبدي .. ينبت في القلب دفعة واحدة كالفيضان
أحس باليوم الوعد ياتيني نبيا مع خيط الفجر الدامي ومع ليال جيفة تأكلها البطاله و " الزلط" والجوع المزكوم بالجوع .
ما زلت امل ان " لوهران " وجها يثير الدهشة ...
ما زالت آذاني حية .. تلتقط صياحات الرفاق الليلية , مصحوبة بصوت امرأة تغني من الم الذبح وطفل يولمة شره الجوع ...
و " برنوس" فلاح .. أرضة جفت .. تلتحفه ريح البحر بقسوة .. يتامل الماء بحزن والأملاح والأوساخ التي تقياها الموج بعنف .. يتمني من جرح القلب ان يملأ الرئتين ويعتقل البحر لمدة لحظة ..
مازالت احلامي تفضل الحزن والعذاب والمنفي عن بيع مسامات الجلد للحكام في سوق الكلمات ...
صعب .. صعب ان نعجز عن تقديم عربون حب للوطن المدلل ..
صعب ان نقنع أرباب القبائل ان الحلم والبسمة فوق كل الاحكام ..
لنسم الشئ بأسمه ونواصل ..
فهذه القبور الباردة علمتنا ان من سقطوا طعنا من الخلف لم يكونوا يكرهون الحياة ... ولم يكونوا اقل حبا منا لسيف الموت ...

.............

بعيدا يا شاعرتي الغجرية ..
أصنع لك وجها شهيا .. احمل بكل قساوة اشعارك البالية والجديدة والتي لم تات بعد فانا اقاسمك الامها ..
أرتب وجهك الذي توارثته هموم الشوارع والبيت والشغل والمنفي ..
اترقب يوميا في المطارات القديمة ضفائر " لونجا" تاتيني من بعد يفصل بيني وبينة غسله موت في البحار ...
واغني ..
انا الذي رأيت *
" لونجا يا لونجا
شعرتك خباله
دلي لي سالفك نلطع "
في كامل وعي . مازلت ادرك ان لغة الاصرار وجه اخر للبوح الرسمي .. احمل حقائبي وامشي .. ابحث عن قطارات تصفر داخل قلبي
تذهب ولا تعود .

* اغنية جزائرية شعبية
د. واسيني الاعرج .... الم الكتابة عن احزان المنفي

منو القال لي من اول
احب عينيك كان ما أسال
قليبي المرهف الحساس
قال لي تعال وامشي معاي
بريتو وقلت في خاطري
الاقي الحب والقي هناي
ولما خلاص بقيت غرقان
في بحرك انتي يا دنياي
رجعت اقول صحي الاقدار بتجبر ناس
وحكم الدنيا ما بي راي
شوفو الشوق حكايتو معاي
عشان لاقيني زول بكاي
هجر دنياه عشق دنياي
يصحي عيوني من النوم
يشيلها يعدي بيها نجوم
الاقي نجومي شايله الشوق
عشان ناسيها برضو نقول
شوفو الشوق حكايتو معاي
عشان لاقيني زول بكاي
هاجر دنياه
عشق دنياي

الاعزاء أسامة .. الجندرية

لعلكم يا أصدقائي تتحدثون هنا عن البكاء كحالة حزن .. وما يقابله الضحك او الفرح ...
واقول .. " خلوني ارفع الكورنر دي " او ضربة الزاوية... بلغة اهل الكورة

انا ابكي اذن انا عاشق

هناك بكاء جديد في قاموس الدارجة السودانية ..اصبح مصطلح معروف حتي للحبوبات اللواتي اصبحن يتكلمن بمثل هذه المصطلحات " او الرندوق " كما هو متعارف عليه .. .. فمثلا كلمة شتات كثيرا ما كنت اسمعها من جارتنا التي تجيد هذه المصطلحات اكثر من بعض الشباب مما اكسبها حب خاص بين كل الاعمار ..

بكائنا اليوم مصطلح خاص وهو بكاء لا ينتمي للجندر ولا يقبل التفصيل .. تم الاتفاق عليه بدون جلسات تثقيفيه ليغطي علي المفهوم السائد لكلمة بكاء المتعارف عليها .. وهو بكاء مباح للجميع .. تتفاوت درجاته بين البكاء في صمت والبكاء في شعر .. وما بينهما .. وهو لا يعترف بالجعلنة ولا يعترف بالعمر ولا بالنوع ... ولا يعترف بمالطا ايضا

وابشرك عزيزي اسامة ابكي كما شئت ... لن يستطيع احد ان يصيبك بحجر عندما تكون كل المساكن من زجاج ..

لا يمكن ان نطلق علي " مجنون ليلي " في هذا الزمن نفس الاسم ... ففي حالته يعتبر هو " بكاي ليلي " وعندما يطلق علي احدهم صفة بكاي فهي مرحلة من العشق المسكون بالبعد حتي ولو كانت المسافة امتار .. فالاصل هو الامتناع من احد الطرفين وحالة ازمة " ودوشة " وشوق انعدام وزن من الطرف الاخر . اصبحت كل حالة من حالات عدم التواصل بين العشاق .. او احدهم وما يليها من هيام هي بكاء ..

مع الاشارة الي انه كثيرا ما يتداخل البكاء مع البوح... ولكن يجب التفريق بين كل منها ولكلٍ صفاته الخاصة .. رغم العلاقة القوية بينهما فيمكن ان يكون البوح بكاء ويمكن ان يكون البكاء بوحا .. ويمكن ان يلتقياء في نقطة واحدة ولكن لكل منهما جيناته الخاصة التي تميز اصلة ... لذلك لزم التنوية ..

وعذرا للخروج عن النص ...

تنقو

(عدل بواسطة 3mk-Tango on 04-12-2004, 07:57 PM)