دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
وجوه من رحلة التعب
|
هنا.. سأكتب بعض ملامح حيوات سبق لي أن قابلتها في طرق المنفى العديدة.
ذلك ما دفعني إليه الصديق الجميل عصام دهب.. كذلك صديقتي الحبيبة الجميلة لنا مهدي.. لحظة أن أرسلا عبر "الماسينجر" طرفا من ملامح ألقى عليها الزمن بظلال.. ولا أنسى دفع الصديق الجميل الدكتور ياسر الطيب للسير في هذه الطريق.
بيد أن للذكريات دوما نشيدها البارد الحزين.
وأبدأ بالتجاني الطيب!.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كنت قد تركته في القاهرة منذ أسابيع قليلة. ورحلتي على أية حال لم تكن على مرمى حجر. مع ذلك،حين رأيته،ظهر ذلك اليوم،في مدينة وينبيك الكندية،بدا لي طاعناً في السن،ولكن بذهنية لم يزدها مرور الزمن إلا حضوراً و حكمة. اتضح لي ذلك خلال مأدبة الغذاء،التي أقيمت على شرفه،في شقة الدكتور ياسر الطيب.آنذاك كان من بين الحضور شخص،خفيف الحركة،كثير الحديث بغير تفكير،ومحب للطعام لدرجة بدا معها و كأنه يتناول آخر وجباته في هذا العالم. أذكر أنه سأل التجاني الطيب، بينما يزدرد لقمة، و يده تمتد في ذات اللحظة صوب إناء بعيد، قائلاً :" ألا تذكرني .. يا أستاذ تجاني .. أنا فلان .. كنت أسكن مع فلان .. في أريتريا " ؟. و حلّ صمت ما أثناء مضغه المسموع. التجاني الطيب، الذي جاء وقتها ليتفاكر مع الجالية السودانية حول الحرب الأهلية و احتمالات السلام،قد توقف عن الأكل، وتأمّل السائل لحظة،قبل أن يجيبه قائلاً : " انني لا أعرف الناس بخلقهم و انما بأفكارهم".
هكذا،وعلى الدوام،يكونان معاً،كما لو أن وجود أحدهم شرط لازم لوجود الثاني : التجاني الطيب و السياسة. إذ تم رفع الصحاف عن المائدة،وتواصل الحديث عن المشهد السياسي وقتها،لكن التجاني الطيب بدا مستمعا أغلب الأحيان. يرخي و يرهف أذنيه ثم ينصت. و تلك سمة، شديدة الوضوح،لرجل أعلن،منذ البداية،أنه جاء، تقوده و على نحو جماعي إعادة القراءة بكل ما تنطوي عليه من عملية نقد و نقد ذاتي،ليشهد أكثر كيف يفكر السودانيون خارج وطنهم كأبناء مصير واحد.
كان الخريف قد حل منذ وقت قصير،و الأشجار الكولونيالية المتعاقبة فوق أرصفة الشوارع قد بدأت تسقط أوراقها إنتظاراً لبعث جديد،عندما أقلنا أبراهام مدوت باك دينق رئيس الجالية السودانية،ضمن البرنامج الموضوع لزيارة التجاني الطيب، وسار عبر شوارع وينبيك،سارداً شيئاً عن تاريخ المدينةو معالمها الأساسية،إلى أن إنتهى بنا المطاف إلى المكان المخصص لوقوف السيارات أمام برلمان المحافظة.
قبل ذلك بقليل،كانت تدفعني رغبة،لا تخلو من سذاجة ريفية ما،إلى أن يرى التجاني الطيب ذلك القدر من الرفاه الاقتصادي،وأعني به الحي اليهودي،الذي سبق و أن قادني إليه أحد اللاجئين القدامى إلى المدينة،وبما أنني حديث عهد آنذاك بجغرافيا المكان،فقد ظل أبراهام و الحيرة تكتنفه يجوب الناحية التي أشرت دون جدوى. ومازلت أتساءل : هل لذلك دلالة عملية بدور الجاليات في صناعة القرار السياسي في أمريكا الشمالية،تلك القارة التي ظلت تلعب دورا محوريا متزايداً منذ نهاية النصف الأول من القرن العشرين في مختلف صراعات العالم و قضاياه قاطبة.
بدا من الصعوبة بمكان، متابعة النظر، أسفل أشعة شمس ما بعد منتصف الظهيرة، إلى أعلى قبة البرلمان،حيث اشار أبراهام دينق، قائلا: " تمثال الولد الذهبى". وهو هدية فرنسا الى شعب المحافظة. هدية تم شحنها واعادتها الى بلد المنشأ عدة مرات. اذ لم يكن التمثال فى مأمن خلال مجريات الحرب العالمية الثانية. تلك قصة اخرى، لكن الطريف، ها هنا، أن تمثال "القولدن بوي"،الذى يتمتع، فى عليائه، بحماية عالية ضد الأحوال الجوية السيئة واللصوص، كان ينتصب داخل قبة البرلمان، قبالة المنصة الرئيسية، لكن ممثل اليزابيث الثانية، قبيل زيارتها الثانية الى المدينة منذ سنوات، رأى حسب الرواية الشائعة بين "السودانيين" أنه من غير الصواب أو الحكمة أن تواجه جلالة الملكة تمثالاً عارياُ تماماُ.
كان من بين الأشياء الأخرى،التي حرصنا عليها، أن يرى التجاني الطيب " مقرن النيلين " ،و بطبيعة الحال،لم يكونا الأبيض و الأزرق، و ماكان بوسع البصر معانقة أشجار " شمبات " أو مرسى " أب روف " ،و كما يقول القاص المتميز صديق الحلو،كان مرأى " جروف توتي " ، من كل هذا البعد،أشبه ما يكون " بالحلم بكوب ماء بارد في الصحراء ". و مع ذلك، يتشابه المشهدان هنا و هناك. تشابه لتقاربه لا يبعث في النفس سوى شجوى وردي و غناء الفيتوري الثائر الحزين : " لو لحظة من وسن .. تغسل عني حزني .. تحملني .. ترجعني إلى عيون الوطن "، إلى أن يسقيانا حد الثمالة : " أجمل من فراشة مجنحة .. على ضفاف المقرن الجميل ..... أجمل من رائحة النضال لم أشم رائحة ".
و أنت وسط كل هذا الأسى،تقف قبالة رأس الجزيرة،" أسيني بويني " يزحف مثل شيخ منهك،و " الريد ريفر " كالنيل الأزرق يندفع بمياهه المعتكرة إلى يسارك، و ليس أمامك من شيء آخر سوى إطلالة التجاني الطيب، تقفز إلى ذهنك فجأة،صورة هندي أحمر عجوز،أطل على ذات المشهد قبل ألف عام،ومن المؤكد أن خياله لم تطرأ عليه وقتها فكرة أن الحياة قد آلت إلى ماهي عليه الآن على جوانب النيلين. وهو الغريق في تأملاته تلك،يحكي التجاني الطيب قصة،لا أذكرها،وقد مضى على زيارته نحو أكثر من نصف عام،إلا على نحو ضبابي،قال إنه كان وقتها مجرد طفل صغير،يتخذ طريقه بمحاذاة قناة مائية إلى خارج القرية،بينما " سعف " النخيل يهفهف أعلى رأسه. هو الخروج إذن. رحلة إنسان بدأت. و لا يعلم إلا الله متى و كيف تنتهي. لكن المؤكد أن ما تبقى من ذلك الطفل هو قدرته على الحلم وإن اتخذ مسارات مختلفة، و الصراع ضد غول آخر يغذيه عزم لايلين أو ينفد ما تعاقب أجيال الحلم بغد أفضل، و كلمات الشاعر الجميل صلاح محمد إبراهيم تلوح مثل علامات بالغة الدلالةو منيرة مثل صوى الساري وسط ظلام الليل الحالك : " رباه .. إن ما هو أقسى من الألم .. ومن التعبير عن الألم ... ألا وهو التصميم على الوصول ".
ظهر ذلك اليوم ، الذي أعقب إنعقاد الندوة في أحد مدرجات جامعة وينبيك،اصطحبنا التجاني الطيب إلى المطار ،كنا مجموعة قليلة من أفراد الجالية ، و كان التجاني الطيب على موعد مع ندوة أخرى في تورونتو أو لندن أنتاريو ، و قبل أن يحمل سنوات عمره المقتربة حثيثاً من الثمانين،و يتوارى عبر بوابة المغادرة مثل شخص ألقى حجراً في بركة راكدة ومضى،قام أحد أفراد الجالية بشراء السيرة الذاتية للزعيم الفذ نيلسون مانديلا ، كتب عليها إهداء لرجل أنفق عمره ولايزال من أجل أن تشاد في السودان دولة لا يكون فيها مكان لجائع،مررها علينا في لفتة كريمة، وضعنا أسماءنا المتواضعة عليها ،حملها التجاني بتواضع، و سرى بين الزحام،لكن من المؤكد على إعتراف بوضعه المتميز بين السياسيين السودانيين ،أنه لم يتوقع ، قبل عقد أويزيد، أن تطأ قدمه إحدى عواصم سهول البراري الكندية،والتي كما قال لنا أثناء تجوالنا بعربة أبراهام إنها لم تكن في وعيه،كما في وعي عشرات الآلاف من السودانيين، سوى عبارات عامة وردت داخل عدد من كتب الجغرافيا المقررة للتلاميذ. بعد ذلك بقليل، تناهى إلى علمنا أن التجاني الطيب يتواجد داخل حدود الأراضي المحررة في جنوب البلاد و ليس الجنوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كان قد تناهى إلي بداية عهدي بالدراسة الجامعية في الزقازيق أن في المنصورة يوجد طالب يدعى هاشم ميرغني الحاج.
كانت الرواية الشائعة آنذاك أن هاشم غادر كلية العلوم بعد ثلاث سنوات إلى قسم اللغة العربية. بدا لي هذا السلوك دافعا قويا لرؤيته.
وقد كان.
أول ما أدهش أن الكتب كانت تتراكم داخل شقته كأحزان أرملة!.
قلت له آنذاك:
يا هاشم.. في صدري شيء ثقيل.. أريد أن أخرجه في شكل كتابة.. شيء أشبه ما يكون ببحيرة دمع راكدة.
هاشم ابتسم.. ثم أطلق نظرة ساهمة إلى السقف ذي القشور الجيرية الزرقاء الرقيقة.. قبل أن يدعوني إلى قضاء إجازة ذلك العام معه في المنصورة.
لمدى شهور متصلة.. كنا نعزف على وتر قراءات محمومة في عزلة كاملة عن العالم الخارجي.
كانت تطبخ لنا صاحبة الشقة طعامنا وتقوم في آن على أعمال النظافة.
كان هاشم يدير حوارات مع بعض الأصدقاء داخل غرفته مثل رولان بارت.. يحكي لي طرفا منها خلال وجبة الغذاء.. بينما كنت أخرج من غرفتي وقد علقت بملابسي رائحة بيوت الفقراء تخرج أحيانا من بين ثنايا حروف جوركي .
بيد أن ثمة شيء ما بدا يفصل بيننا.. لعلها الرؤية إلى العالم!.
هاشم ميرغني مبدع وناقد جاد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
لم أستوعب الصدمة بعد. لكن عبدالعظيم إدريس كان خلوقا طيبا لم يتسبب في أذى أحد.لذلك كان عمره قصيرا!.
ربما هذا ما دعا أمل دنقل إلى أن يتساءل لماذا يموت القاص المتميز يحيى الطاهر عبدالله بينما العالم مليء بالأشرار:
قل لأسماء إن أباها لم يمت بل صعد هل يموت الذي كان يحيا كأن الحياة أبد كأن الشراب نفد وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد عاش منتصبا بينما ينحني القلب يبحث عما فقد!.
أذكر عبد العظيمم هنا...
أذكر جيدا كيف يقطع السلطة إلى قطع صغيرة أقرب إلى الأشكال الهندسية في شقة الصديق بهاء توفيق في مدينة نصر بالقاهرة قبل سنوات.
أذكر كيف كان الصديق الجميل عثمان عامر يشكو بمحبة كيف آقام الليل مع عبدالعظيم إذ أن الأخير كان لا ينام إلا بمقدار صعود الشمس قيد رمح في السماء!.
ربما لهذا أطلقنا عليه لقب ( أصبح الصبح)!.
وربما كان يدرك وقتذاك أن عمره قصير فأراد أن ينهل من معين الحياة لآخر قطرة مسابقا الوقت ما أمكن!.
بيد أني قبيل رحلتي إلى كندا قد تناهى إلي أن عبدالعظيم لم يعد يقوى على عادته القديمة!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
حدث ذلك ذات ليلة قاهرية بعيدة.
كان أحمد عبدالمكرم غائبا في مكان ما.
كنا نتناول سيرة ما جرى كغريبين جمع بينهما حزن شفيف.
حكى لي وقتها تفاصيل من لحظات أمه الأخيرة في هذه الحياة.
قال إنها تحاملت على نفسها.. توكأت على كتفه.. وسارت تودع البيت غرفة غرفة.
يا أصدقائي:
هل رأى عبداللطيف علي الفكي لمسة أصابعها الحانية على الأشياء!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
حين عثرت عليه مصادفة ذلك النهار القاهري.. بدا وكأني عثرت على شيء غال فقدته منذ زمان بعيد.. شيء ذو مسحة إنسانية خالصة!.
آنذاك طرقت باب صحيفة الخرطوم لأول مرة. سألت عن المحرر الثقافي. أشار أحدهم إلى أحمد عبدالمكرم الذي دعاني إلى الجلوس قبالته. أعطيته الأوراق كي تقدمني إليه. كان بالإمكان سماع الضجيج المتناهي إلى الطابق الثامن من أسفل البناية. وكذلك الصوت المكتوم لكوب الشاي يضعه الساعي أمامي. قبل أن يمضي إلى غايته في هدوء.
عندما بدأ وراء مكتبه في قراءة تلك الأوراق.. أخذت بدوري أتطلع إلى صفحة وجهه يطل منها فرح غامض.. كانت ملامحه طفولية تماما.. مع أني قدرت أن الرجل يقترب من الأربعين سعيا.
كان ذلك بحق مثيرا للدهشة:
أن تحتفظ بالبراءة إلى هذا الوقت!.
ثمة شيء آخر مثير للدهشة..... اكتشفته في شخصية أحمد مع رصانته المعرفية ومرور الوقت:
أن له قدرة لا نهائية على احتمال الابتذال أو التعايش معه كصديق !.
نواصل الرحلة مع أحمد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزى البرنس لك التحية تظل تدهشنى بابداعك المتجدد وكتابتك الانيقة ماسميته (وجوه فى رحلة التعب) نقلتنى من واق الواق الى بلاد الصقيع الدى لم احسة لقد حال دفء السرد دون اى احساس بالبردبل جعلتى اتخيل نفسى معكم واكاد ارى ابتسامة عمى التجانى وملاحظاته الدكية قلت لك من قبل اسرج خيول ابداعك الجامحة و انطلق فى البرارى الفسيحة ودمت لنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عصام دهب)
|
يا عصام:
هي مجرد ذكريات تأتي كلما أذنت الحال.. بيد أن كلماتك.. مثل كلمات تروتسكي.. مثل كلمات حسن..
كلمات..
يا أصدقائي:
تعطينا زاد المحبة لمشوار شاق.
ومع ذلك.. يا عصام.. ما زلت أنتظر أنا الآخر.. وربما كان ذلك لأني أحاول التمرين هنا على بعض آليات الكتابة للعمل بها في مكان آخر.. لكن كلماتكم الجميلة (الصادقة) تدفعني قدما... محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: أيمن حسين فراج)
|
علية:
أسعدني تشجيعك الجميل على السير قدما.
أيتها الشاعرة (الحقيقية) الجميلة:
أسعدني حضورك أيضا.. إذ أني أسعد دائما بمن يكتب بكيانه كله.. هكذا بدت لي كلماتك هنا بسيطة وعميقة في آن شأن الرثاء لكمال!.
أيمن:
لا مفر!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزى البرنس متى كانت الزاكرة فى غياب ؟ فالزاكرة عقلنا الصاحى فى الغياب . ياصديقى افرد اشرعة الكلم فانت فارس ان نمت او صحوت أ وغفوت فما ضرك ان كنا فى انتياه؟ لم يعد لك من خيار انت وحدك اخترت ان تخوض هدا الغمار سننتظر غد او بعد غد حتى ينتصف النهار . حينها سنمشى اليك علك الاخر فى انتظار..... لم يعد من مفر افرد اشرعتك وامخر عباب البحار(حسن النور............. دعوة لبولا)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
شأن الأشياء الجميلة أحيانا.. تحل للوهلة الأولى خائفة مرتعشة مذعورة.. وهي تدلف إلى وجود بائس أدمن رؤية القبح طويلا.. هبط أحمد عبد المكرم إلى مصر في أحد فنادق العتبة الرخيصة حقا.
وقتها أقبل من ليبيا فقيرا بائسا.. لا يسنده سوى ثراء إنساني.. قدرة على كتابة رصينة.. وأمل في حياة تسمح بفتح كوة للتفكير أو التأمل.
هناك.. في ذلك المكان المقبض.. عثر عليهم مصادفة.. "كيد مدت خلال الموج لغريق".. كانوا من ملح الأرض.. تجار شنطة صغار.. قدموا للتو من الوطن بأحلام كبيرة ووسائل محدودة.. بادلهم حبا بحب.. فأطلقوا عليه بمرور الوقت لقب "الأستاذ".
هكذا.. حين يعود ليلا من احدى الندوات بمعدة خاوية ورأس أثقلها حوار حزين أثناء الطريق مع معاوية نور أوألتوسير أوملكة الدار محمد أو وليم سارويان.. كان يجد إلى جانب سريره بعض طعام اقتسموه له.. وكلمات صادرة من قلوب طيبة: "كيفك الليلة يا أستاذ".
كنا نجلس في العراء أمام شقة السطح المؤجرة في "مصر الجديدة".. القمر يسبغ على الأشياء لمسة مخملية ناعمة.. نسائم طرية تزيل رهق النهار اللافح شيئا فشيئا.. كان كل شيء يدعو للبهجة.. لدينا لحمة محمرة على الصاج.. أفراح صغيرة على المنضدة.. وذكرى تجار الشنطة البعيدة البعيدة.
كان بعضهم يحلم بزواج من بنت "كلما قلت لها شيئا تضحك".. كان بعضهم الآخر يهمس في أذن "الأستاذ".. قائلا بين جدران الفندق الخانقة إن له أمنية أن تلمس أمه بيديها شباك الرسول.. لكن أغلبهم كان يسهم في البعيد.. راجيا من الله بكل جوارحه ألا يضع في طريقه أحد رجال الجمارك الأشقياء!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
"الحياة مغامرة".
هكذا قلت لأماندا ذات مرة.
لا أدري من أين جاءت هذه المقولة.
بيد أن أماندا التي تجيد الرسم.
كتبتها على ورقة.. رسمت تحتها نردين.. ثم مضت اسمي.
أنا زمان خرجت مع ناس "البلاغ والدعوة" أربعين يوما.. خرجت بعدها عازفا عن مصافحة النساء.. إلى أن قال كازنتزاكي:
الحمد لله الذي خلق لنا الخمرة الجميلة والنساء!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
وجوه من رحلة التعب فى رحلة التعب واصل بالله عليك فالذكرى زاد و معين وفى إرثنا ان ما مضى أجمل من الآتى رغم ان الآتى قد يكون أجمل بفضل ما مضى هى دائرة كلما أردت فصلها تتصل محبتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: خالد عويس)
|
البرنس العزيز
مشيك باطراف اللغة الاثرة على احاسيسنا أصابنى بهاء السكت من بشرى الفاضل
ولك هذه (علينا البدء بفقدان الذاكرة, لكى ندرك أن هذه الذاكرة هى التى تشكل حياتنا) لويس بونويل
سلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
البرنس ،
سلام ،
لقد أجدت وصف أحمد الطيب عبد المكرم !
فهو طفولى الوجه والقلب ! ملىء بالفرح دائما !
ورغم أنه يدرى ويدرى أنه يدرى ! الأ أنه يجلس أمامك مهذبا كمن لا يدرى !
فينقلك الى المعرفة بكل منابعها فى تواضع وحميمية !
وحين يفتح لك دواخله ويحكى لك ذكرياته مع الأسرة فى السودان ، تشعر أنك أمام طفل برئ !
فترى الوجه الآخر للأنسان الخلوق المحب لأهله ، والمفتون بحبهم !
حدثنى مرة عن شوقه الى الكنافة التى كانت والدته تصنعها لهم فى الصغر !
وحدثنى عن رحلته الى انجلترا بصحبة المبدع الأستاذ السر قدور الشاعر والفنان !
وحكى لى عن طرائف ومفارقات جميلة حدثت خلال الرحلة !!
وتحادثنا عن حركة الجيفاريين ، واتحاد الكتاب السودانيين وأمانينا التى ضاعت فى تحقيق صرح عتيد
فى عهد الديمقراطية الثانية !وعن جمال العلاقة بين زملاء الدراسة من الجنسين فى السودان فى
الماضى ، معتزا بتطور الفكر والوعى حين كان طالبا فى المختبرات !
وتحادثنا هن بابلو نيرودا ، وبلزاك ، وعن مشاق السفر الى أقاليم السودان !
وقضى لحظات جميلة معنا فى حضور والدتى رحمها الله ، فأحبته وانشرح صدرها له خلال زياراته
لنا فى القاهرة !
تحياتى لك أخى أحمد ، وتمنياتى الطيبة لك بتحقيق أملك فى تنوير ، وتوعية الطفل السودانى !
وتحياتى لك أخى البرنس اذ أعدت لى ذكرى أخ حبيب ، وأستاذ فى المعرفة شفيف وأتمنى أن يعود التواصل بيننا !!
ست البنات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: ست البنات)
|
هكذا هكذا.. يا خالد عويس.. أحدثت كلماتك البسيطة العميقة.. أقول أحدثت في نفسي ذلك الشعور الذي لا يمكن وصفه.. تحية لك.. مع أمل في استمرار التواصل عبر الكتابة وإنسانيا.
ها أنت كذلك.. يا عصام.. تعطيني بضع لقيمات ونهلة ماء لمتابعة السير قدما في طريق شاقة وطويلة.. لك طمأنينة ليل سرت بين ظلماته دعوات القائمين الثلث أو يزيد قليلا.
ست البنات:
لك مثل ما في قلب أمي لي من دعاء.
يا ست البنات:
كانت.. ولا تزال.. تقول لي.. كلما اتسعت أو ضاقت الحياة.. "نحن مساكين... يا عبد"!.
ربما لهذا.. كنت.. ولا أزال.. أخشى من تلك اللحظة التي يصير فيها قلب الأم تحت التراب من حجر.. يا لها من سيدة عظيمة.. تعلم عني كل صغيرة وكبيرة.. ذلك لأن بيننا صداقة عميقة.. ولأننا هكذا.. توصيني دائما أن أبتسم في وجه أعدائي.. بيد أن الحديث عن أحمد الطيب.. يا ست البنات.. لم يلملم أوراقه بعد.. فأمثال أحمد أناس يشعروننا أن في العالم لا تزال هنالك إمكانية أو متسع للتنفس.
الشريف:
الحديث عن الأمنجي السابق.. أوالحالي حتى.. سيأتي لا محالة!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: كان الخريف قد حل منذ وقت قصير،و الأشجار الكولونيالية المتعاقبة فوق أرصفة الشوارع قد بدأت تسقط أوراقها إنتظاراً لبعث جديد،عندما أقلنا أبراهام مدوت باك دينق رئيس الجالية _________________________
السودانية،ضمن البرنامج الموضوع لزيارة التجاني الطيب، وسار عبر شوارع وينبيك،سارداً شيئاً عن تاريخ المدينةو معالمها الأساسية،إلى أن إنتهى بنا المطاف إلى المكان المخصص لوقوف السيارات أمام برلمان المحافظة |
الاخ عبد الحميد
هذا الانسان(أبراهام مدوت باك دينق) يمثل رمز السودان الجديد فى مدينة وينبيك, ونشاطه فى الجالية السودانية يؤكدعلى ذلك رغم المؤامرت التى تحاك فى الظلام ضد الجالية, اتمنى وجوده فى المنبر وله اسهامات مميزه فى سودانايل,عرفت منه كتب للأخ بكرى ابوبكر وفى انتظار العضوية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخى عبد الحميد ،والآن وقد عرفتك !
تحيات طيبات بحجم طيبتك ، وبحجم ما أسره لى عنك أخى أحمد الطيب عبد المكرم !
فسأنتظرك لأقرأ لك !
أكتب لنا ، وواصل السرد ، فقليلون هم من يعون قيمة البشر الحقيقيين !
وأتمنى من الله أن يطيل عمر أمك العظيمة التى أنجبت لنا مثلك !
وكلنا شغف لقراءتك !!!
ست البنات .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: ست البنات)
|
الشريف:
أبرهام شخصية مجيدة بحق.. بيد أني أحاول رسم الملامح الأخيرة لشخصية الأمنجي السابق.. وربما استعنت في ذلك بشخصية الأمنجي الحالي الذي يأكل الطعام ويمشي في الأسواق بالنميمة!.
ست البنات:
هكذا تحتاج الطيبة أحيانا إلى صلابة تحميها في عالم شديد القسوة.. وفي الحالات كلها ليس هناك من وسيلة سوى الرهان الأخير: الكلمة!.
محبتي لكما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
"هذه أحزان لا مبرر لها".
تلك لازمة أحمد عبدالمكرم خلال المواقف الأكثر حلكة.
لا ينفعل. ولا يطلب ثأرا. إذ يضع بصمته على الأحداث السيئة وفق ذلك النحو البارد.. يجردها من بعدها اليومي.. واضعا إياها داخل مفهوم ما يلامس حركة مجتمع بكامله.
ومع ذلك.. بدا لي حزنه.. خلال أيامه الأخيرة فوق أرض الكنانة.. يشبه على نحو ما مطر المناطق الإستوائية.. تارة يهمي قليلا متباعدا.. وتارة أخرى يندلق ثقيلا متواصلا.. وفي كلتا الحالين لا تدري متى يبدأ أو يتوقف... إنه تعب المنفى.
هكذا لم تكن تشغله في العادة التفاصيل الصغيرة لحياة البشر الفانية. ربما لهذا لم يستمر (أحمد الناقد الفذ) في كتابة القصة طويلا. وهو هنا عكس القاص صلاح الزين صاحب الفضول الجميل الذي يحاول أحيانا أن يتوغل بجدية مدهشة في شخصية شعرة ساقطة على مبولة في حمام عام.
لذا كان يحلو لي خلال فترات السكن معا أن أشاكس ذهنه ببعض موضوعات الكتابة القصصية.. كنت أضيف إلى ذلك الكثير من الخيال الجامح.. حتى أني أدعيت مرة أن لي علاقة وثيقة الصلة مع شجرة الكافور العتيقة أمام البناية المجاورة.. وأن هذه العلاقة لا تتم إلا عبر نافذة إحدى الجارات.. أحمد في كل مرة كان يردد وهو يضحك ماسحا دموعه: والله يا عبد الحميد يا أخي!.
بيد أن أجهزته النقدية بدأت تأخذ منحى أكثر جدية.. حين طالع ذلك الجنون.. كعالم ذي ملامح منطقية.. عبر نصي القصصي غير المنشور (زاوية لرجل وحيد في بناية).. إن الخيال يعمل دائما على ثراء الواقع وتوسيع أبعاده المحدودة.
لقد كان ذهنه ينصرف غالبا إلى هناك. بالتحديد إلى تاريخ أو واقع المشهد الثقافي في السودان. ها أنت تراه يبحر بأسى في الأيام القصيرة لمعاوية محمد نور. لكأنهما صديقان حميمان. غاب أحدهما. وظل الآخر يقلب في صناديق الإرث الجميل بأصابع ماهرة ذات لمسة مستقبلية ما.. لمسة أعقبها أنا برثاء العقاد لمعاوية:
بكائي على ذاك الشباب الذي ذوى وأغصانه تختال في الروض نامية تبينت فيه الخلد يوم رأيته وما بان لي أن المنية دانية
لكن أحمد لا يلبث أن يتناول عمل صديق آخر يتنفس هواء المنفى في ليبيا. هكذا حين يحضر عبداللطيف علي الفكي إلى القاهرة.. تكون لديك الأرضية الملائمة لنقاش حول ترجمته الرائعة لكتاب رولان بارت الضخم " خطاب العاشق".
هكذا هكذا..
هكذا يتحدث أحمد عن أولئك المفكرين والمبدعين على نحو يجعلك تجالس القاص الأمريكي وليم سارويان في حانة معتمة.. أو لكأنك من بين شهود العيان لهيئة فانون وهو يقدم إستقالته مديرا لمستشفى بليدة في الجزائر قبل أن يلتحق بصفوف الثوار.. أو لكأنك ترى الضعف الذي أصاب والد كازنتزاكي وهو يستند بثقله كله على ظهر باب الحوش بعد أن رأى ابنه بعد غياب طويل فجأة.
لقد كان "التفكير".. كرؤية نقدية للعالم.. هو المفتاح الأساسي لفهم شخصية أحمد عبدالمكرم. حتى أنه كان يرى الصداقة مواصلة للتفكير بصوت عال. وذلك في تصوري يعكس أعلى أشكال التواصل الإنساني.. أن يصير وجود الآخر مكونا أصيلا ضمن مكونات أخرى في نسيج بنائك الروحي.
لكن أحمد عبدالمكرم بدا خائفا خلال ذلك النهار القاهري البعيد.
آنذاك دعينا لوليمة غذاء في بيت عم الصديق السمؤال أبوسن في المهندسين. كنا نسير في اتجاه تلك الشقة. وقد غادرنا للتو مركبة عامة.
كان أحمد يتكلم عن جماليات المكان ل(باشلار). كنت أنصت إليه وفي نفسي حنين إلى (وجه فتاة من بيونس إيرس لا يريد أن يتذكرني). هكذا كانت نجواي الداخلية تمر لسبب ما عبر رثاء بورخيس لبورخيس. فجأة أخذ صوته هيئة صفقة تتكسر تحت قدم ثقيلة في خريف جاف. قلت له:ماذا. أشار بعينيه إلى عربة ذات لون نبيتي تسير ببطء على نحو يكاد أن يلامسنا.
كان داخل العربة رجلان بنظارات شمسية. وفي مقاعدها الخلفية ثمة سلاح نصف آلي. كان واضحا أنهما ضابطا أمن. كان عنف الجماعات المصرية المتأجج وقتها ذا صلات بأحداث المشروع الحضاري في السودان. أوضحنا لهما وجهتنا بيد أني عاتبت أحمد بعيد ذلك مباشرة على كل ذلك الرعب الذي أطل من عينيه العسليتين على نحو كاد أن يقول خذوني.
وأخذ يتلفت حوله.
كانت العربة قد اختفت في مكان ما وراء أشجار البنسوانا التي أخذت تفقد أوراقها وزهورها الحمراء منذ فترة. بينما بدت أفكاره حول جماليات المكان عاجزة على السير أكثر.. وهي تنطفيء واحدة واحدة مثل أنوار قصر كبير آخر الليل.
أحمد حكى لي بعيد ذلك أنه فعل الشيء نفسه في مقهى "علي بابا" المطل على ميدان التحرير. وكادت أن تحدث كارثة حقيقية..
في ذلك النهار ذهب في صحبة الكاتب يحيى فضل الله القادم للتو من السودان ليجريان حوارا حول تجربته الإبداعية. لم يلبثا سوى دقائق حتى دلف نفر من ضباط الشرطة اتخذ مجلسه إلى مائدة تقع إلى الجوار. ارتباك أحمد الذي عانى تجارب قاسية مع الأمن الليبي دفعه إلى القيام ومخاطبة أولئك الضباط بأدبه المعهود موضحا على نحو أثار حيرتهم أنه يجري فقط حوارا مع كاتب سوداني لصحيفة الخرطوم.
كان ذلك مبررا كافيا لينال أحمد في أعقاب ذلك دشا باردا من التأنيب جاء هذه المرة من الساقي "علاء" الذي تدرب على فتح زجاجات "ستيلا" ببراعة. "يا بيه إنت مالك.. يا عمي في حد سألك م الأول ولا حاجة.. دا إنت في حمايتي هنا". علاء كان يبالغ قليلا. لكنها بدت فرصة ملائمة لرسم بطولة أمام خوف بدا مطلقا.
تلك صورة بشرية أخرى لأحمد.. صورة كائن غريب في عالم بلا منطق.. كائن يبحث في الكتابة عن وطن آمن.. عن خلاص من إرث روحي بالغ الثقل!.
للحديث عن عبدالمكرم بقية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
"هذه أحزان لا مبرر لها".
تلك لازمة أحمد عبدالمكرم خلال المواقف الأكثر حلكة.
لا ينفعل. ولا يطلب ثأرا. إذ يضع بصمته على الأحداث السيئة وفق ذلك النحو البارد.. يجردها من بعدها اليومي.. واضعا إياها داخل مفهوم ما يلامس حركة مجتمع بكامله.
ومع ذلك.. بدا لي حزنه.. خلال أيامه الأخيرة فوق أرض الكنانة.. يشبه على نحو ما مطر المناطق الإستوائية.. تارة يهمي قليلا متباعدا.. وتارة أخرى يندلق ثقيلا متواصلا.. وفي كلتا الحالين لا تدري متى يبدأ أو يتوقف... إنه تعب المنفى.
هكذا لم تكن تشغله في العادة التفاصيل الصغيرة لحياة البشر الفانية. ربما لهذا لم يستمر (أحمد الناقد الفذ) في كتابة القصة طويلا. وهو هنا عكس القاص صلاح الزين صاحب الفضول الجميل الذي يحاول أحيانا أن يتوغل بجدية مدهشة في شخصية شعرة ساقطة على مبولة في حمام عام.
لذا كان يحلو لي خلال فترات السكن معا أن أشاكس ذهنه ببعض موضوعات الكتابة القصصية.. كنت أضيف إلى ذلك الكثير من الخيال الجامح.. حتى أني أدعيت مرة أن لي علاقة وثيقة الصلة مع شجرة الكافور العتيقة أمام البناية المجاورة.. وأن هذه العلاقة لا تتم إلا عبر نافذة إحدى الجارات.. أحمد في كل مرة كان يردد وهو يضحك ماسحا دموعه: والله يا عبد الحميد يا أخي!.
بيد أن أجهزته النقدية بدأت تأخذ منحى أكثر جدية.. حين طالع ذلك الجنون.. كعالم ذي ملامح منطقية.. عبر نصي القصصي غير المنشور (زاوية لرجل وحيد في بناية).. إن الخيال يعمل دائما على ثراء الواقع وتوسيع أبعاده المحدودة.
لقد كان ذهنه ينصرف غالبا إلى هناك. بالتحديد إلى تاريخ أو واقع المشهد الثقافي في السودان. ها أنت تراه يبحر بأسى في الأيام القصيرة لمعاوية محمد نور. لكأنهما صديقان حميمان. غاب أحدهما. وظل الآخر يقلب في صناديق الإرث الجميل بأصابع ماهرة ذات لمسة مستقبلية ما.. لمسة أعقبها أنا برثاء العقاد لمعاوية:
بكائي على ذاك الشباب الذي ذوى وأغصانه تختال في الروض نامية تبينت فيه الخلد يوم رأيته وما بان لي أن المنية دانية
لكن أحمد لا يلبث أن يتناول عمل صديق آخر يتنفس هواء المنفى في ليبيا. هكذا حين يحضر عبداللطيف علي الفكي إلى القاهرة.. تكون لديك الأرضية الملائمة لنقاش حول ترجمته الرائعة لكتاب رولان بارت الضخم " خطاب العاشق".
هكذا هكذا..
هكذا يتحدث أحمد عن أولئك المفكرين والمبدعين على نحو يجعلك تجالس القاص الأمريكي وليم سارويان في حانة معتمة.. أو لكأنك من بين شهود العيان لهيئة فانون وهو يقدم إستقالته مديرا لمستشفى بليدة في الجزائر قبل أن يلتحق بصفوف الثوار.. أو لكأنك ترى الضعف الذي أصاب والد كازنتزاكي وهو يستند بثقله كله على ظهر باب الحوش بعد أن رأى ابنه بعد غياب طويل فجأة.
لقد كان "التفكير".. كرؤية نقدية للعالم.. هو المفتاح الأساسي لفهم شخصية أحمد عبدالمكرم. حتى أنه كان يرى الصداقة مواصلة للتفكير بصوت عال. وذلك في تصوري يعكس أعلى أشكال التواصل الإنساني.. أن يصير وجود الآخر مكونا أصيلا ضمن مكونات أخرى في نسيج بنائك الروحي.
لكن أحمد عبدالمكرم بدا خائفا خلال ذلك النهار القاهري البعيد.
آنذاك دعينا لوليمة غذاء في بيت عم الصديق السمؤال أبوسن في المهندسين. كنا نسير في اتجاه تلك الشقة. وقد غادرنا للتو مركبة عامة.
كان أحمد يتكلم عن جماليات المكان ل(باشلار). كنت أنصت إليه وفي نفسي حنين إلى (وجه فتاة من بيونس إيرس لا يريد أن يتذكرني). هكذا كانت نجواي الداخلية تمر لسبب ما عبر رثاء بورخيس لبورخيس. فجأة أخذ صوته هيئة صفقة تتكسر تحت قدم ثقيلة في خريف جاف. قلت له:ماذا. أشار بعينيه إلى عربة ذات لون نبيتي تسير ببطء على نحو يكاد أن يلامسنا.
كان داخل العربة رجلان بنظارات شمسية. وفي مقاعدها الخلفية ثمة سلاح نصف آلي. كان واضحا أنهما ضابطا أمن. كان عنف الجماعات المصرية المتأجج وقتها ذا صلات بأحداث المشروع الحضاري في السودان. أوضحنا لهما وجهتنا بيد أني عاتبت أحمد بعيد ذلك مباشرة على كل ذلك الرعب الذي أطل من عينيه العسليتين على نحو كاد أن يقول خذوني.
وأخذ يتلفت حوله.
كانت العربة قد اختفت في مكان ما وراء أشجار البنسوانا التي أخذت تفقد أوراقها وزهورها الحمراء منذ فترة. بينما بدت أفكاره حول جماليات المكان عاجزة على السير أكثر.. وهي تنطفيء واحدة واحدة مثل أنوار قصر كبير آخر الليل.
أحمد حكى لي بعيد ذلك أنه فعل الشيء نفسه في مقهى "علي بابا" المطل على ميدان التحرير. وكادت أن تحدث كارثة حقيقية..
في ذلك النهار ذهب في صحبة الكاتب يحيى فضل الله القادم للتو من السودان ليجريان حوارا حول تجربته الإبداعية. لم يلبثا سوى دقائق حتى دلف نفر من ضباط الشرطة اتخذ مجلسه إلى مائدة تقع إلى الجوار. ارتباك أحمد الذي عانى تجارب قاسية مع الأمن الليبي دفعه إلى القيام ومخاطبة أولئك الضباط بأدبه المعهود موضحا على نحو أثار حيرتهم أنه يجري فقط حوارا مع كاتب سوداني لصحيفة الخرطوم.
كان ذلك مبررا كافيا لينال أحمد في أعقاب ذلك دشا باردا من التأنيب جاء هذه المرة من الساقي "علاء" الذي تدرب على فتح زجاجات "ستيلا" ببراعة. "يا بيه إنت مالك.. يا عمي في حد سألك م الأول ولا حاجة.. دا إنت في حمايتي هنا". علاء كان يبالغ قليلا. لكنها بدت فرصة ملائمة لرسم بطولة أمام خوف بدا مطلقا.
تلك صورة بشرية أخرى لأحمد.. صورة كائن غريب في عالم بلا منطق.. كائن يبحث في الكتابة عن وطن آمن.. عن خلاص من إرث روحي بالغ الثقل!.
للحديث عن عبدالمكرم بقية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: تلك صورة بشرية أخرى لأحمد.. صورة كائن غريب في عالم بلا منطق.. كائن يبحث في الكتابة عن وطن آمن.. عن خلاص من إرث روحي بالغ الثقل!.
|
وحتي تكتمل
سيظل سراجك يضئ عتمة ذاكرة اضاعت شاهدي قبرها وامتهنت المتية
محبتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
البرنس عميقا.. عميقا عاليا ..عاليا أنتهكذذذذذذذذذذذذذذذذا أن تبحر فى الذاكرة فهذا دأب النحاتين العظماء أن تكتب عن شغب الأيام وسطوة ، نسيان العالم للعالم هذى روح ملائكة الكلمة أن تجرى نوعا من افصاح مشبوب بالألم الناعس، مثل دعاش الأيام الخالية ألأولى هذا يقتلنى .. يحيينى ، فأذوب من الفتنة ، فى الكلمات وفى الأشياء........ ياوطنا/ذاكرة وطنا.. يا هذا الصعلوك الميمون لكودى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عثمان البشرى)
|
عالية:
سأعود!.
عثمان:
أتساءل.. من علمنا غيرك أن نحيا.. أن تهوى في لحظة عشق حقيقة لا مجاز من الطابق الخامس مغنيا!.
يا الهي:
ما أجملك.. إذ جعلتني في صحبة هذا الشفيف حينا من الدهر.. بيد أنك أعطيته مزمار الغرباء الخالدين.. وها هو يجوب طرقات هذا المنفى وذاك.. محكوما بلعنة النشيد إلى الأبد!.
يا إلهي:
هب له لحظة سكينة واحدة.. لأننا فقط نحبه!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: elsharief)
|
عالية:
كان فحوى تأمل لي ما أن الفرق الحاسم ما بين الإنسان والحيوان يتمثل في الذاكرة. فمثلا تموت الفئران في الغالب بذات الفكرة المتمثلة في "الشراك" منذ القدم. وعلماء الإنثربولوجيا حين اكتشفوا جمجمة (الإنسان الأول).. التي تعود إلى أكثر من مليون عام.. بالقرب من جبال كليمنجارو.. وجدوا بجانبها أدوات بدائية تعلن بداية إنفصاله عن الطبيعة.. وحين نقارن ما بينها وأدوات الإنسان الحالي (الإنسان الجماهيري).. ندرك أهمية أن تكون لك ذاكرة قادرة على (النقد) و (النقض) معا. إذ لا يعقل أن نستقبل النميري في المطار أخيرا بذات المواكب الهادرة القديمة. محبتي.
الشريف:
شكرا لكل هذه المحبة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
في شركة أمن الحراسات الخاصة التي أعمل لحسابها الآن.. ثمة مواقف وطرائف عديدة ومتنوعة في آن. وحدث أن قامت الشركة بتدريب حارس يدعى "نورمين" على العمل كبديل في حال أن مرض أحدنا أو غاب لسبب ما. "نورمين" هذا عبارة عن غباء مطلق يسعى على قدمين. لذلك أحدث خلال الأيام التي غابت خلالها "بروكلين" التي أصيبت بنزلة برد حادة فوضى عمت المجمع البنكي بسوقه التجارية الضخمة. ومع ذلك بدا لأمر ما ألا غنى عنه. أفعاله الخرقاء تلك كانت تدفع "جيف" الأمريكي الأصل إلى الجنون. فجيف حاد المزاج وبالكاد يسيطر على أعصابه. ولو لا صرامة القوانين الكندية لتصرف في أحيان كثيرة كما لو كان في أحد الشوارع الخلفية لمدينة "نيو يورك" التي ولد ونشأ فيها لأبوين من أصل إيطالي. ويبدو أنه وجد متنفسا لكم المشاعر السلبية التي يحدثها " نورمين" في داخله. فكان يسألني عن معنى مقابل لبعض المفردات والعبارات في العربية. هكذا ما أن يقع بصره على "نورمين" حتى يرميه بما تعلم من لغة الضاد بعربية لا يعلمها إلا الله. كان يشير إليه بيده قائلا: "غبي غبي". و "نورمين" المسكين يرد عليه قائلا: "أنا لا أفهمك يا جيف". بيد أن "جبف" يرى في رده مبررا آخر للسباب بالعربية: "وسخ وسخ". وبالطبع حين يعجز "نورمين" عن الفهم هذه المرة أيضا.. يتحول " جيف" إلى لغته الأم شاتما: "صن أوف ذا بيتش". بيد أن الأمر في سبيله إلى أن يتحول إلى ما لا تحمد عقباه. إذ جاءني "جيف" في المكتب وهو يكاد يتميز من الغيظ مقسما أنه لا بد أن يضرب "نورمين". سألته لماذا. "جيف" صمت مسافة قبل أن يسألني عن معنى عبارة في العربية. قال بعدها بخليط من اللغتين: "إذن هي (إرادة الله) أن أضرب "نورمين" الغبي"!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
اغمضت عينها بعد يوم شاق وعندما تلاقى الجفن مع الجفن تحورت ظلمة المآقى مع خيوط الدم الى اجساد تلتهم عضها البعض فى نهم العشق، ثم الى وجه امها البعيد وحده دون جسد ملحق به يبتسم لها كصورة معلقة فى جدار مبهم، ثم رأت بعدها شارعا طويلا تحفه اعمدة الانارة ولا ينتهى..بدات بعبور اول الشارع فامتد البحر..غمرت ساقيها فى الماء البارد وراحت فى نوم طويل.. واشتيقظت صباحا وهى معدة اعدادا كاملا للمشقة وتتأهب للحلم.
ما انضر الكتابة عندك يا برنس..وما اجمل الذاكرة وهى تحاور الواقع الشاق وتشجيه بالحلم...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: على عمر على)
|
الصديق الجميل..
لقمان:
أسعدني حضورك كثيرا هنا.. مع أمل في إستمرار التواصل النبيل.
إبن أمي وأبي..
علي:
سأهاتفك قريبا..
ولكم أشتاق إلى مجلسنا معا.. أنت وأنا ويسن والصحابي.. وأدعوك هنا لقراءة وجه آخر من كندا:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كنت أشعر أنها تريد أن تقول لي شيئا.
قبلها راجعت مكتب الأمن في المستشفى. وسألتهم ما إذا كنت سأعمل الليلة كحارس موفد من الخارج في عنبر المرضى النفسانيين أم سأذهب لمراقبة أولئك المصابين بداء الصدر. كان لي ما أردته. إذ أن وجودي إلى جانب المصابين بخلل في عقولهم يجعلني أشعر دائما وكأني أجلس إلى شيء قابل للإنفجار في أية لحظة.
كنت أجلس عند نهاية الطرقة المضاءة التي تطل عليها غرف المرضى الموصدة.. والتي يتناهى من داخلها بين فترة وأخرى سعال جاف مكتوم.. عندما رأيتها تقبل من ناحية مدخل العنبر المواجه لجلستي تلك.
بدا من ملامحها وهيئتها العامة أنها ممرضة فلبينية في السابعة والعشرين من العمر. لم تكن قصيرة.. ممتلئة العود قليلا.. شفتاها شهوانيتان.. خدودها متوردة.. ولها نظرة الغرباء الحزينة الساهمة حتى وهي تنظر إلى محدثها.. ألقت التحية.. وبدت مترددة في الجلوس قبل أن تلقي بثقلها إلى مقعد جلدي بجواري.. وسألتني مباشرة إن كنت أعرف شخصا من "آفركا" يدعى "مايكل" يعمل في نفس شركة الأمن التي أعمل لحسابها.
لم تكن نظرتها ساهمة حزينة هذه المرة.. كانت نظرة تجمع في آن مابين اليأس والرجاء.. وهي تنفذ بتوسل إلى أعماقي السحيقة النائية.. لا لم تكن كذلك.. كانت نظرة سيدة متعبة تنتظر إجابة قدرية ما.
"لا.. يا سيدتي.. للأسف لا أعرف شخصا بهذا الإسم". مضت لحظة صمت قصيرة.. شعرت خلالها بحزن ثقيل يجسم على صدري.. آنذاك كانت تبتسم وهي تشيح بوجهها نحو احدى الغرف محاولة إخفاء ستارة الدموع الخفيفة التي ظللت عينيها السوداوين على حين غرة.. قلت في نفسي.. وأنا أتتبعها إلى نهاية الوردية.. وهي تدلف من غرفة لغرفة.. أنا أيضا أضعت فيما مضى حبا عظيما هنا وهناك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: Ali Alhalawi)
|
Quote: لك مثل ما في قلب أمي لي من دعاء!. |
مكرر : احب هذا الدعاء لزوارك وأحب هذا الحب في كتاباتك
أخي البرنس أقرأ ما تكتب بمداد دمك وأسأل لما لا نعرفك أكثر؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: esam gabralla)
|
سلوى صيام:
لك محبة دائمة لا تنتهي.
عالية:
لو يحكم الحب علاقات الناس لتبدلت أشياء كثيرة في الحياة. لك رونق الآتي بكل ما يحمل من طلاوة. محبتي لك أيضا.
Sana Khalid
لكم غسلت كلماتك الجميلة ما في الروح من رهق. محبتي. مع أمل في إستمرار التواصل عبر الكتابة وإنسانيا.
Ali Alhalawi
حتى لو لم تعلن عن وجودك هذه المرة بكل ذلك البهاء.. لأدركت أيضا أن إنسانا جميلا مثلك مر من هنا. محبتي.
أخي عمران:
قلت هناك.. لأخي أساسي.. إني على أهبة الإستعداد لأن أحمل جبال الحب على عاتقي.. بيد أن ذرة الكراهية ترهقني كثيرا. تحية لك.. أيها الإنسان النبيل!.
معتز:
أهلا بعودة الغائب الذي سرقته الأيام مني طويلا. كن على قدر حزنك في بلاد طيرها (عجمي). ومحبة دائمة مني لك.
أخي الجميل عصام:
هناك أوجه لا تنسى. يطل طيفها علينا كلما ضاق المكان أو اتسع. بيد أن الذاكرة اللعينة ترفض لسبب ما حتى تذكر ذلك الإسم. ربما كان في ذاكرة الزملاء هنا عون. تحية لك وشوق خاص.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
حيدر حنين شخص حميم تحس انك تربيت معه في بيت واحد بمجرد ان تلتقيه وكان شخصا بسيطا يعبر عن نفسه بنقاء وشفافية عالية ، وعندما كنت ازوره في شقته يقدم لي كتابا او مجلة بدلا عن الشاي وكما ذكرت يا برنس فقد كان اثناء حديثه مع الاصدقاء الحميمين يخاطبهم بيا (حنين ) وعندما يخاطب شخص لايحبه ،يخاطبه بيا(لغم) الم اقل لك ان حيدر كان شفافا وكان لايعرف المداهنة والرياء ، كان حيدر يذكرني بالشاعرين امل دنقل وعمر الطيب الدوش فقد كان خليط بين الاثنين ، وحيدر مثقف موسوعي يمكنه الحديث في عدة مواضيع مختلفة دون ادعاء بالمعرفة وكان يمتلك معلومات وفيرة شكرا يا برنس يا حنين
وللصديق حيدر حنين (اللغم) الف تحية وحب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: salah elamin)
|
الاعزاء/ البرنس وصلاح الامين واي زقازيقي غير لغم
أتمنى أن اكون أهلا لهذه الاحاسيس الجميلة التي اترعتموني بها, ولعل من بعض مايحببني فيكم حبكم لتاج راسنا (الطيب صالح)
لازلت اذكر يا برنس صحبتنا الجميلة في تلك الديار وشغفك الشديد للمعرفة والاطلاع واذكر بالتحديد دراستك الجميلة التي اعددتها عن شعر الراحل صلاح عبد الصبور على ما اعتقد وأطلعتني اياها، وسفراتك المتعددة الي القاهرة مع أدباء الشرقية،واذكر ايضا محاولاتك الحثيثة لتفعيل نشاطات أسرة كلية الاداب ،ومحاولتك للمساهمة بعمل مسرحي في حفل التخريج الذي كان يرعاه الاتحاد،وانت حديث العهد بالكلية لو تذكر اسم ذلك العمل كان (البعد الثالث)كم كانت الاحلام والطموحات كبيرة
تابعت بحب كبير مساهماتك القبمة في صحيفة الحياة اللندنية والخرطوم وغيرهاوكنت فخورا بك ايما فخر،
قبل ايام خلصت من قراءة رواية سريلانكية كلاسيكية كاتبها الراحل مارتن ويكراماسنغا الاشهر في حقل الادب المكتوب باللغة السنهالية(لغة الاغلبية السريلانكية)مدهش في الوصف وفي التعبير يذكرك بكتاب الواقعية السحرية، يرصد في روايته وقائع تعود لاربعينيات القرن الماضي من خلال سيرة لللشخصية المحورية في الرواية
اعيش في هذه الديار منذ عام 97 واعمل في سفارة قطر كمحلل سياسي (تخيل) وكنت في اعمل في سفارة الامارات لقرابة الخمس سنوات،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخ برنس...كيف حالك...لا عيب فى ما تجتر....غير انه جزل مدهش لعفوية التناول... ومعافاته من الخدوش والشروخ...الا أنه يضج بروائع البديع... عصام محمد ادريس...وعوض المفتاح....ومنى....جميعهم درسوا الأعلام بالزقازيق.... وجميعهم مبدعين...هل قاطع طريقك أيا منهم...انهم فتية أسرهم الأدب فزادهم هدى....
ولك السلام
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: Muna Khugali)
|
أخي منصور:
زادني حضورك الجميل هنا تشريفا. عوض المفتاح نور الهدى صديق صدوق حميم. منذ أن وصلت إلى الزقازيق أعلن أني (برلومه). كان في السنة الثالثة وقتها. إنسان مهذب. محب للخير. أحتفظ بصور بنات أخته الصغيرات وقتها إلى الآن. ومن الصدف أنني عزمت اليوم على أن تكون بعض ذكرياتي الجميلة معه متضمنة في الجزء التالي من ذكرياتي مع حيدر حنين. وعوض المفتاح إلى ذلك ساخر حتى من نفسه.. لا سيما أنفه الذي يكاد يطابق أنف إدريس جماع. محبتي لك ولكل أهل السروراب.
منى عوض خوجلي:
لك مثل ما في قلب أمي لي من دعاء.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: salah elamin)
|
عزيزي صلاح الامين
يارفيق الزمن المتعافي
اشكر لك انطباعك الرقيق عن ذلك الزمان الجميل
يالها من ايام
في صحبة الزناتي ومحسن دفعة وجمال عارف وسيف النصر وكل أؤلئك الرهط الميامين
كنت سوسة قراية ايام كنت تتكئ لتقرأ رواية الدفلة في عراجينها للخريف و مائة عام من العزلة
لماركيز، وللعملاق مهدي عامل ونصطف نحن لنستعيرها منك حتى تسري فينا تلك الجزوة الحنينة
كنت ساحرنا الذي علمنا السحر
اشكر هذا المنبر الذي غسل وجوهنا المغبرة لنراكم بعين خيالنا
الف تحية يالغم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كنت قد خرجت لتقديم عوض المفتاح حتى جسر عرابي حيث منتصف المسافة ما بين شقتي في كفر صالحين وشقته في شارع القومية الراقي. كانت تشير إلى الثالثة ما بعد منتصف الليل. هواء صيفي بارد لطيف. البنايات الأسمنتية ساكنة وراء أعمدة الإضاءة المتعاقبة في وقفة لحزانى مطرقات صوب حيوات مضت ولن تعود.. البتة. "يا إلهي.. لكم هو الوطن بعيد بعيد الآن".. قلت في نفسي منصتا لوقع أقدامنا على أرضية الشارع الصلبة.. بينما عوض يواصل الدندنة بلحن أقرب إلى النشيج.
فجأة تناهى صوته. "أتدري أن لا أحد يخرج في هذه الساعة غيرنا". كان قد مضى على وجودي أشهر معدودة. والعالم بالنسبة لي لم يزل سابحا في دهشته الطفولية النهمة. كان عوض في سنته الجامعية الثالثة. "أتدري أيضا أن أحد مدراء الأمن قد رفع تقريره إلى القاهرة قائلا: "إن الشوارع آخر الليل خالية تماما إلا من السودانيين والكلاب الضآلة". لم يمض على حديثه طويلا حتى مر بنا أكثر من رهط من بني جلدتنا. وسألني: "ألم أقل لك".
هكذا بدأت أكتشف بعض الموجودات على نحو مغاير. ولعل أكثرها دهشة ما أخبرني به حيدر حنين وقتها. آنذاك أدركت تماما كم تختلف صورتنا في مرآة الآخر. كان ذلك الإدراك يكشف أحيانا عن سذاجة غريبة كامنة في دواخلي القصية. كأن أقف مشدوها أمام رجل أبيض البشرة يعمل في وظيفة هامشية إرتبطت في ذهني بأشخاص قادمين من مناطق طرفية بعيدة من الوطن. "يا إلهي.. لكم يتغير وجه الحياة هنا"!.
كنت أستمع آنذاك.. في حضور النفراوي.. إلى حيدر حنين.. وهو يسرد شيئا عن بداية الوجود السوداني في الزقازيق.. على طريقته الساخرة المحببة. كان النفراوي منتبها إليه بكيانه كله. عيناه شاخصتان.. فمه مزموم.. وحنجرته من متعة الحكي تصعد وتهبط.. بينما ظهره يتقوس نحو حنين كطفل يتلقى ماء المطر أسفل حائط بفم مفتوح على آخره. ومضى حيدر في تداعياته لا يلوي على شيء.
آنذاك لم يكن الإنفتاح الساداتي قد ظهر إلى حيز الوجود بعد. كانت جامعة الزقازيق مجرد مؤسسة أكاديمية ناشئة وسط مزارع الفلاحين المحيطة بها من كل حدب وصوب. ولم تكن ثمة جسور حديثة مشادة فوق الترع الرئيسية التي تخترق المدينة منذ عهد الخديوي إسماعيل. كل ذلك وغيره جعل من وجود السوددانيين المباغت بأعدادهم الضخمة تلك حدثا فريدا زلزل فضول مدينة بدت معزولة منذ عصور سحيقة. وحتى حين حضوري عند بداية التسعينات.. كنت أقابل زملاء مصريين قادمين من قري وكفور نائية.. كان أمثال هؤلاء يطرحون تساؤلات بدت مستفزة لكثير من السودانيين إلى حد بعيد.. هل لديكم كهرباء هناك.. تلفزيون.. عربات.. وكانت الإجابات تعبر في الغالب عن كثافة الحنق العظيم الذي تثيره في النفوس تلك التساؤلات.. نعم لدينا سيارة واحدة في السودان وهي تخص سعادة السفير المصري هناك.
آن تلك البدايات الأولى للوجود السوداني.. حدث أن ألحف طالب ريفي على بعض السودانين من ذوي البشرة السوداء الداكنة لتلبية دعوة للغذاء في قريته الصغيرة.. يقول حيدر. وما أن حل ركب المدعويين في تلك البقعة المجهولة من العالم حتى حدث أمر غريب قلب وعيهم بذاتهم المحسوسة رأسا على عقب.
آنذاك.. داخل بيت الضيافة.. لزم جد الطالب المصري جادة الصمت مسافة.. وإن لم تكل نظراته عن التنقل ما بين وجوه المدعويين في دهشة وإستغراب عظيمين. أخيرا أخيرا.. رفع يده.. واضعا إياها فوق حاجبيه المتهدلين الأشبين.. ضاما أصابعه على إستقامتها.. وقد بدا وهو ينظر إليهم على ذلك النحو كمن يتقي أشعة شمس سوداء تجهر البصر وتشل الرؤية. قال العجوز كمن أدرك سر الحكمة الإلهية بعد ألف عام: "سبحان الله.. هو ربنا بيخلق ناس زيكم"!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: سألته لماذا. "جيف" صمت مسافة قبل أن يسألني عن معنى عبارة في العربية. قال بعدها بخليط من اللغتين: "إذن هي (إرادة الله) أن أضرب "نورمين" الغبي"!. |
مبالغة !!!! لديك قلم راق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
با الله يا برنس تجدنى معك فى كل هذه العوالم الحبلى بالزكريات . من بنها الى الزقازيق نجتر معك سحر تلك الضروب من الاشراق وانت تنسجها لنا ثوب عروس رافل فى السحر والافراد .ونغوص معك فى اللامتناهى من من شرفة احزاننا وقيود ملهاتنا. ونعود معك الى اريحية زللك المساء فى شارع القومية فى شقة مامون ابراهيم وسقراط ومحسن وحيدر حنين الساكن (براه) ياترى لماذا كان يسكن حيدر لوحده ؟؟؟؟؟ دعنى انعس قليلاً فقد سرت فى اوصالى حمى تلك الايام... لك عبق التحايا مجدى الماحى /بنهاوى كان يهوى الزقازيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس
تفقيك للوجوه التي حملتك اليها(رحلة التعب) ذادنا شوقا اليها،ووالله لولا اشفاقي عليك من طول سكة
التقفي (وجهجهة) استرسالك الجميل لاقترحت عليك وجوه وسمت وجودناهناك بكل ماهو جميل وتستحق ان
نعرج عليها
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
"بصلة.. بصلتين".
هو مصطلح خاص بيني وبينه. ويعني ببساطة شديدة: "ما عندك جنيه.. جنيهين.. يا سموأل". هكذا كان الفقر يحيطني من كل حدب وصوب بعد أن قطعت الحكومة الإعانة التاريخية للطلاب الدارسين في مصر فجأة. وهكذا بدا السموأل أبو سن وقت "حارة". وذلك مثال شديد الندرة لا يصادفه المرء كثيرا عند بدء إنهيار العالم من حوله بلا أسباب منطقية أحيانا. لقد وضع النظام المسألة وقتها بين خيارين: عد إلى السودان أو دونك الردى. وكان من الصعوبة بمكان تقبل فكرة الدراسة في إحدى تلك الجامعات التي تم تدشينها ما بين عشية وضحاها. ناهيك عن وجود مواقف سياسية سابقة معلنة في صحف وأنشطة متفرقة هنا وهناك.
لا أدري متى بدأت علاقتي به على وجه الدقة. لكن من المؤكد أن ثمة عاملان دفعا تلك العلاقة صوب وجهها الإنساني الجميل..
نواصل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: elsharief)
|
الزميل الشريف:
لدي العديد من الذكريات ها هنا.. إذ أني عملت في هذه المنظمات بطرق عديدة.. كمتعاون أو متطوع أو عامل بصفة رسمية.. بعض تلك المنظمات كان سودانيا وبعضها كان أجنبيا.. ولي الكثير لأحكي عنه هنا. كما أنني لم أنس طلبك للكتابة عن الأمنجي السابق والحالي.. فقط دعنا قليلا لذكريات حميمة جرت في مكان يدعى الزقازيق. محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخ برنس أرباطابى أنت أم مالى أراك رسمت أنف عوض المفتاح كما هو إنه مسيخ لازع أخاف على بعض أعضائك منه..... ثم أين هولاء من الوجوه عماد محمد إدريس السقاى السروراب شرق والكاتبه الصحفيه منى عباس المبارك التى كانت تصدر جريده عن المرأه بدار الإتحاد ومن ثم جريدة السياسه بالخرطوم والآن بفانكوفر كندا ثم ذلك الصلاح جلال ولكن لاتدري عن قنديل ديرانى لأنه تخرج فجر80
ولك الود والسلام منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: munswor almophtah)
|
لك الود والسلام..وما شاء الله.. بيد أن عوض المفتاح صديقي.. والصديق لا "....." صديقه.. لكن الأسماء الفاضلة التي ذكرت للأسف لم أعاصرها في الزقازيق.. وإن كنت قد عاصرت الأخ الإنسان صلاح جلال خلال العمل المعارض في القاهرة. ولك كل ما هو جميل تطلع إليه... يا منصور!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الاخ عبدالحميد انما الذكرى تنفع المؤمنين بخصوص الامنجى السابق الحالى,وهو يبتسم ابتسامته الخبيثة عندما قراء خبر ايقافك من المنبر, لازلنا فى انتظار الكتابة حول هذه الشخصية قبل اغلاق المنبر أو تآمر آخر من تلك الجماعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: elsharief)
|
الاخ الفاضل /الشريف
سلامات ..
والامنجية الذين لوثو سموات بلادناللاسف الشديد يحلمون ايضا بتعكير هذا الفضاء الخلاق بافقهم الضيق
الذي لم يجلب لنا سوى الدمار، فهم ومن لف لفهم لايجدون الا تشويه المبدعين لان ليس بينهم مبدع والله
وحده يعلم ما في قلب هذا البرنس من تقوى وورع واخلاق اسمى من ما في قلوبهم.
البرنس لم يتاجر بالدين كما يفعلون ، وكل ما يغيظهم في هذا الانسان الخلوق هو تقدير الجميع له
ووالله لوقدر لاحد هؤلا الامنجية ان يفصل من هذا البورد لن تجد من يدافع له ، يخرج كما دخل مثل
الشيطان
مع فائق حبي وتقديري لامثالكم ولمن يدافعون عن الحق
حنين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
يا حيدر يا حنين:
كانت تدعى الزقازيق.. مدينة ريفية صغيرة تبدو خارجة للتو من كتاب لجورج أمادو. ذلك ما لم يدركه سوى الذين أتيح لهم التبول على حائط مبنى حكومي من غير أن تمر بهم لحظة واحدة من جزع. أولئك كانوا أصدقائي. وأنا كنت أنظر إليهم بصورة ما كعوامل أرسلها كافكا لسرقتي على وجه الخصوص. إذ أنهم كانوا قمة غجرية في حب الشعر والحياة والأنثى. ولذلك كان للموت منهم دائما خطوة واحدة. وقد كان!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كانت شقة نظيفة جديدة الأثاث يتقاسمها السموأل مع رفيق له في كلية الحقوق من القضارف يدعى عبد العظيم إن لم تخن الذاكرة كعادة أغلب الأشياء هذه الأيام. شاب أنيق أصلع مقدمة الرأس. وإلى أن تخرجت في الجامعة لم أره إلا مبتسما في وجه الحياة والناس. أتمنى ألا يكون الزمن قد ساقه على نحو ما إلى ملامح عابسة مثل الصورة الحزينة الغاضبة للصديق صلاح الأمين التي تطالعني من البروفايل كلما قرأت له مساهمة في بوست أوآخر. قدم إلينا عبدالعظيم واجب الضيافة ومضى إلى حاله. فعل ذلك كشخص خبر الغربة للتو ولما ينفض عنه بعد غبار تلك العادات الطيبة.
كان هواء لطيف ينساب وقتها من نافذة مشرعة كبيرة على أحد جوانب الصالة الواسعة المرتبة بدقة آسرة. وثمة موسيقى حالمة كان السموأل قد جعلها على ما يبدو كخلفية أثناء شروعه قبل دخولنا المباغت في رسم شيء ما بأصابع موهوبة بدت باحثة عن شيء ما مثل فضاء ثقافي يعطيها الكثير من الدربة ومهارة التكنيك.
في الطريق إلى تلك الشقة، واصلت حوارات لي حديثة مع عبدالماجد سقراط. أذكر أنه توقف في قلب تلك العتمة اللامعة. تطلعت إليه بإستغراب. وبدا أنه على وشك قول شيء هام وخطير. كانت له طريقته الخاصة في الكلام أميز ما فيها ضم أصابع يديه في المقدمة وحنيها عند المنتصف مع حركة هادئة تقود رءوس أصابع اليدين الإثنتين إلى ملامسة بعضها البعض في إيقاع يصاحب صوته في تناغم وتعضيد. وقال عبد الماجد منتقدا مشاركاتي في أنشطة الطلاب السياسية وقتها:
- "إنت (تجريدي)".
قال ذلك بخوف وحذر. أنا تلقيت ذات الكلمة (تجريدي) بخوف وحذر شديدين باذلا جهدا خارقا كي لا أبدو أصغر من كلمة بدت كبيرة وغامضة تماما. لا أدري الآن ما الذي قاله عبدالماجد في الطريق إلى السموأل بعدها. لكني بدأت على الفور في تقليب الكلمة في كافة احتمالات المديح والهجاء ولم أعثر في قاموس كل معارفي السابقة ما يدل عليها. وإن بدأت أعي في قرارة نفسي أنني في سبيلي الدخول إلى علم من المعرفة مختلف ومغاير تماما. (تجريدي). كنت أيضا سعيدا أن يتم تصنيفي هكذا بكلمة كبيرة وغامضة كمثقف مستجد لا يزال يلتمس موضع أقدامه في بداية الطريق.
قال (تجريدي) قال!!!!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: وجوه من رحلة التعب (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي البرنس
ضحكت كثيرا من ( تجريدية)سقراط الذي يستدعي ذكر اسمه صورا كثيرة للمصطلحات
التي كانت تصيبنا بالدهشة من شدة غرائبيتها..
سقراط العزيز كان مغرما باستخدامها لدرجة ان احد الزملاء طلب منه تفسيرها
حتى لا يواجه مشقة عند سؤال الفضلويين عن معناها
لا اخالك الان تجهل التجريدية التي كان يرمي اليها سقراط والتي قال عنها
النفراوي ذات مرة انها مصطلح لايعرفه الا "ناس عطبرة" بعد ان عجزت من
اقناعه في عدم معرفتي لمعناها .. ...... التجريدية تعني اعادة صياغة للواقع المحيط بنا وتجريده برؤية فنية جديدة يتجلى فيها حس الفنان باللون
والحركة والخيال فيتشكل موضوعاً فنياً لا علاقة له بالتجربة العيانية الملموسة..
ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
|