دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: لا عليك. وإشارتي أعلاه لا تحمل تصفية حسابات شخصية مع أحد. وما أردت توضيحه هنا أن هذا البوست لا يحتمل من قبل ما يطلق عليه "العقل العقائدي". |
عزيزي البرنس..
تحياتي و محبتي.. اثبتت التجربة الأنسانيه، أن الفكر متحققا علي ارض الواقع يتطلب درجة من الإيمان والإتساق به تجعل من الصعوبه النظر اليه من خارجه، وبالتالي معرفة أين نقف منه تحديدا. إشارتك لـ " العقل العقائدي" أخافتني، لأنها أولا تتعامل مع هذا المصلح الذي راج كثيرا في العقد و نصف العقد الماضيين دون ما يشي بمساءلته. و ثانيا، لأن المصطلح يتبني أكثر من اتجاه بدرجات متعدده من اقصي اليسار إلي اقصي اليمين. و السؤال هو، هل يمكن إنتاج علاقة يتسق فيها الفكر مع الممارسة دون تحقق الحد الأدني من الإيمان بهذا الفكر؟ الثقافة الراسمالية اللبراليه، التي اطلقت هذا المصطلح في إطار محاربتهالمحمولات اليسار، هي نفسها أكبر حامل لهذا الفهم، و منذ ما عرف بحقبة المكارثية في الولايات المتحده و شاكلاتها في مراكز العالم الرأسمالي، صار هناك خط واضح للرأسماليه كـ " دوغما" أو عقيده، و إن كانت أكثر ديناميكيه في تغطية هذه الجوانب فيها، ولكن أكثر شراسة ايضا في المحافظة علي نظامها المفاهيمي و تراتب علاقاتها. لم تغب عن فطنة كاتب مثل نعوم تشومسكي رغم انغماسه في حياة المجتمع الرأسمالي، الاشارة لذلك حين لمح بذكاء لمقولة" خمر قديم في جرار جديده". و أشار في السياق نفسه الراحل لويس عوض، إلي مقدرة النظام الرأسمالي علي انتاج اليات جديده تضمن استمراريته، و تجدده، و كان إشارته بدرجة من الذكاء بحيث يصعب تمميزها هل هي نقد للنظام الرأسمالي الذي يجدد فكرة الاستغلال بثياب جميله، ام هي نقد للفكر الاشتراكي الذي لم يستطع انتاج اليات مماثلة رغم مضمونه الانساني! ما أود قوله هنا، ان كل هذه الافكار تنتج في هذا المعمل، معمل السوق الرأسمالي، الذي يستوعبناو يرحب بنا مظهريا، و يستغلنا و يسحقنا لحظة ان نتحول لرقم في معادلته الضخمه. ينبغي ان نكون اكثر حذرا في التعامل مع المصطلح الذي ينتج في ظل بني علاقات كهذه. اننا بلا رؤية محدده للعالم، فاعله و تتضمن الحد الأدني من الاتساق، و الاتساق هنا هو الخيط الرفيع الذي ينظم الافكار و يجعل منها نسقا واحدا، و يخرجها من خطر كونها مجرد ندف و اضاءات هنا وهناك. بلا ذلك نصير مجرد كائنات بلا معني، أصحاب اهداف نبيله و لكن اقرب ألي من يرسم أفكاره في الهواء. أفهم أن ننتقد الأيديولوجيا حين تفرغ من مضمونها الفكري و تتحول لمجرد علاقات بني، ولكن دون ممارسة ترف لا يستجيب لمتطلباتنا الانسانيه. و أفهم أن ننتقد تحول الفكر إلي عقيدة تلغي العقل و تصادر امكانياته النقدية والنقضيه، ولكن نراعي محاذير التعميم الذي يضلل. ما يشي به مفهوم العقل العقائدي يذهب ابعد كثيرا من ذلك و يضع الفكر التقدمي الإنساني، و الفكر الرجعي الماضوي، معا في قالب واحد و لا اظن ان ذلك من المنطق في شئ. اكون اكثر صدقا معك، فإني أشكك اكثر في امكانية استخدام كلمة العقل نفسهافي هذا السياق، رغم أنها شكلت الثيمة الاساسيه لمشروع الكاتب المغربي الكبير، محمد عابد الجابري في نقد" العقل" العربي، و أري أن كلمة " الفكر" يمكن ان تكون اكثر وضوحا و تحديدا بل أكثر تاريخيه، و يمكن الامساك بمدلولاتها، اكثر من كلمة " العقل" الفضفاضة و المراوغة. و سأعود إليك بعد ان تكمل موضوعتك. مع حبي السموأل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
تتحدد أصالة فكر ما.. في التحليل العام.. بمدى (وعيه) بتاريخيته.. أونسبيته.. إذ أن الوقائع المادية مجال حركته وإهتمامه تظل محكومة بتبدلات مكانية وزمانية. والأزمة تنشأ حين يتم النظر إلى محمولات هذا الفكر أوذاك على أساس أنها حقائق نهائية أوثابتة. وهو ما يحوله إلى منظومة آيديولوجية جامدة من المفاهيم والمقولات. ومن هنا ينشأ إغتراب الفكر.. وعزلته.. أوفقدانه للتواصل جزئيا أوكليا. إذ أن الواقع العياني مجال حركته وإهتمامه ما ينفك يتجدد طارحا الكثير من التحولات النوعية وغيرها.
نواصل بناء الإطار النظري للبوست.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ويشكل حضور "النقد" هنا.. كمفهوم دال على عقلانية فكر ما.. آلية جوهرية في إعادة النظر إلى واقع متغير باستمرار.. بما يسمح في النهاية بتعديل أوتبديل مسارات مقاربة واقع ما وفق معطيات التجربة ومفاجآتها. مما ينأى بالفكر هنا من الجمود.. أومحاولة إسقاط تصوراته على واقع ما قسريا.. مما يكشف أيضا عن منهجيته العلمية القائمة وراء رؤيته للعالم. وهي منهجية على هذا النحو منتجة ل"معرفة بعدية".. وليست "معرفة قبلية" قائمة على النقل والإلزام والقهر.. أوعلى محاولة فرض رؤية سابقة منتجة في سياق تاريخي واجتماعي على سياق مختلف بدرجة أوأخرى دون مراعاة للفروقات القائمة هنا وهناك (الخصوصية التاريخية).
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ويمكن الإشارة.. في هذا السياق.. إلى أن ماركس نفسه.. وهو يقارب عبر منهجه الجدلي مصادر نظريته الثلاثة.. وأعني "الاشتركية الفرنسية الفابية" و"الفلسفة الألمانية المثالية" و"الإقتصاد الانجليزي".. قد أعلن أنه "ليس ماركسيا".. واضعا على هذا النحو كما يلاحظ بعض الباحثين بذور تجاوزه النقدي مستقبلا.
وهو ما أدركه لينين لاحقا ببراعة شديدة.. عندما عمل على أقلمة النظرية وفق خصوصية المعطى التاريخي والاجتماعي للواقع الروسي آنذاك.. فإذا كان ماركس قد أشار إلى أن نظريته يمكن تحققها في مجتمعات رأسمالية بامتياز.. فإن واقع تخلف المجتمع الروسي.. قد دفع لينين إلى إستخدام خلاق يتناسب والسمات الأساسية أوالمتطلبات الجوهرية لذلك الواقع.. عندما عمل على أن وجود حزب وحيد هو شرط لازم لبناء الإشتراكية.. حزب مهمته جلب الوعي ل"طبقة الفلاحين" السائدة من الخارج.. وذلك في ظل إعطاء الأولوية للجانب الإقتصادي كعامل جوهري في إحداث التغيير.. وهو ما لم يمنعه من التصريح أن إعطاء الأولوية في مرحلة تاريخية ما للبنية التحتية لمجتمع ما لا تلغي بأية حال دور البنى الأخرى للمجتمع كالبنية الفوقية أوالآيدولوجيا في مرحلة تالية.
لكن هذه العوامل "التاريخية" قد تم تحويلها منذ ستالين للأسف الشديد كما يلاحظ غارودي في "منعطف الإشتراكية الكبير" إلى عوامل أو"أسباب (مبدئية)".. وهو ماوسم الطابع العام للحركة الشيوعية في العالم لاحقا.. بحيث أصبحت كل محاولة تستهدف أقلمة النظرية وفق تطورات سياق تاريخي واجتماعي ما خارج التصورات السائدة للدولة السوفيتية خاضعة لسيف النفي ماديا ومعنويا على حد سواء.. وهو ما تكشف عنه السيرة الذاتية لمفكرين ذوي منطلقات ماركسية مثل "تروتسكي" و"بيلخانوف" و"لوكاتش" و"غرامشي" و"ألتوسير" و"بولانزاس" وأعضاء "مدرسة التبعية" مثل "سمير أمين" و"توماس سنتش" وغيرهم.
إن الدرس المستفاد هنا يتمثل.. وفق الخلفية التاريخية السابقة.. في خطورة عزل المنجز الإنساني كمعطى تاريخي واجتماعي من "نسبيته".. ومن ثم تحويله إلى "مطلق" صالح لكل زمان ومكان.. وإن أعلن عن تقدميته وعقلانيته.
لي عودة لإستكمال هذه الملامح النظرية (نحن نقترب من عبد الخالق محجوب كثيرا.. ولا أدري حتى الآن ما صلة كل ذلك بأزمة "سجيمان" الأخيرة)!!!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
السؤال نفسه يفتح فى باب القول اسئله عديده..لكن قبل ان تصب مفاهيمك النقديه وتجلو عن الفكره غبار الأيدلوجى..كنت اود أن أعكس لك بعض الأرتباك الذى أصاب عتيدى يسارنا الخرطومى اليوم مما حدث أمس فى القاهره وهم يرون (كتالوج) التغيير السياسى أنتفاضه..أضراب سياسى ..عصيان مدنى يتراجع الى مخيلة الثورات والأناشيد ويحل بديلاً له ترتيبات أخرى مبدئياً ودون ضرر سنسميها الحل السياسى..وهنا ظروف أعقد فى التحليل والنظر مما تتحمله هذه المداخله لماذا تمت الأمور بهذا الشكل؟ الفكرى أصلاً غائب ومايحضر هو النسخه الأيدلوجيه الشائه لمجموع الأطروحات السياسيه التى تعتمر قبعة السياسى...للسف هى فى المقام الأول تحط من الفكر نفسه بصوت مسموع..لابد من أعادة تسمية الأشياء فيسارنا (الحضرى..المدينى) لم يقدم سوى أدبيات سياسيه فنيه وثقافيه (مكرسه للسياسى)لكن منتوج فكرى نقدى حقيقى ..مافى والغريب أن أنتاج معرفه ومفاهيم خارج أطرها المؤسسيه وبأستقلال عنها يجابه بشراسه منقطعة النظير......مصطلح( مثقفاتيه )أبداً مابرئ سأتابع ماأنت بصدده..وأسف لهذه الكسره
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
البرنس عبد الحميد. حياك الله. دعني اساهم معك بطرح بعض الاسئلة من وحى العنوان الذى اخترته لهذا البوست. وسوف اتابع النقاش واساهم فيه بما يتيسر لى من الفهم والمعرفة. :::::::::::: أعتقد أنه من الواجب البدء بتعريف الالفاظ والمفاهيم والعبارات. ما هى الرؤى؟ الرؤى جمع رؤية. اذن ما هى الرؤية؟ هل هى الايديولوجيا؟ أم الحلم الذى يتقاطع مع اليوتوبيا؟ وما هو اليسار؟ هل هو عكس اليمين؟ هل هو مدرسة، مدارس فكرية، أم تنظيمات سياسية؟ وعن اى يسار نتكلم؟ اليسار فى الغرب، أم فى العالم الثالث؟ أفكار جمع فكرة. هل نتحدث عن الفكرة الواحدة، أم عن الفكر؟ do we mean idea(s), or thought? حديثة. هل نقصد جديدة؟ أم تقدمية؟ أم موديرن على حسب الترجمة الانقليزية؟ do we mean new, in contrast to old? or do we mean modern? progressive? وفى هذه الحالة نقصد حداثة، وفكر حداثى؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: Adil Osman)
|
عزيزي السموأل:
سواء أقلنا هنا "عقلا".. أو"فكرا".. فإننا نشير إلى منظومة تصورات تتكون منها هذه الرؤية أوتلك للعالم. وما يضيف صفة "عقلانية" لفكر ما.. أو"علمية" لعقل ما تحدده في الأخير نوعية المنهج.. أوالطريقة التي ينتج بواسطتها فكر أوعقل ما رؤيته للعالم.
وهنا يبرز أمام المقاربات النقدية إشكال جوهري يتعلق بمحاولة النفاذ إلى ماوراء ستارة الآيديولوجيا الكثيفة لتحديد الهوية الحقيقية لفكر أوعقل ما. فالفكر قد يطرح نفسه أحيانا.. أويحدد هويته "ذاتيا" بوصفها " هوية تقدمية".. لكن فحصا "موضوعيا" ما لتصوراته الأساسية.. على مستوى المفاهيم والمقولات.. قد يكشف عن "هوية رجعية" بامتياز. ربما لذلك أشار برهان غليون.. كمفكر واع.. إلى ذلك الفرق القائم.. في التحليل العام.. ما بين (الهوية) بوصفها "(واقع) الجماعة المادي العملي" و(تصور) الجماعة لهذه الهوية.
على سبيل المثال.. تتخلل خطاب عبدالخالق محجوب العام بعض (منزلقات) تحيله إلى موقع إنتاج فكري يمكن وصفه وبكل بساطة بأنه "غير تقدمي" أو"لا جدلي" أو"ليس علميا" حتى!. ويمكن إدراك ذلك مثلا عبر وصف وتحليل هذا المقتطف من (الماركسية وقضايا الثورة السودانية).. والذي يقول فيه ما نصه: "تعرضت الحركة الشيوعية العالمية لإنقسام بسبب نشاط قيادة الحزب الشيوعي الصيني (الخاطيء)".
هنا في تصوري رؤية منتجة عبر منهج مثالي مانوي ينهض عبر تصنيفات ثنائية ضدية للعالم.. مثل: "(الصواب)/(الخطأ)".. "(الخير)/(الشر)".. وفق قاعدة (مسبقة) للتصنيف تم تحديدها عند بداية ذلك الكتاب.. أوالتقرير المجاز من قبل مؤتمر الحزب الأخير أواخر الستينات.. من خلال تحديد مفهوم (التناقض الرئيسي).. كمفهوم مركزي داخل الجهاز المفاهيمي الماركسي.. بوصفه تناقضا "مابين (النظام) الاشتراكي و(النظام) الرأسمالي". مما يعني تحديد صيغ المواقف وفق قاعدة آيديولوجية مفادها: "مع/ضد (النظام) الاشتراكي" كما تحدده الصيغة السوفيتية السائدة وقتذاك.
إلى ذلك.. نجد أن عبد الخالق محجوب.. وهذه من سمات الفكر التقليدي.. يلعب من خلال ذلك المقتطف دور "حارس البوابة".. الذي تتلخص مهمته الجوهرية في تحديد ما هو(خاطيء) صراحة أو(صائب) ضمنا من غير إبداء مسوغات أومبررات عقلانية من أي نوع. أي أنه لم يقم بما قام به سمير أمين مثلا من تشريح لأهم مستويات الموقف الصيني آنذاك من خلال مصطلح مفتاحي.. وأعني به "الثورة الثقافية". وهذا ملمح يطرح جانبيا على مائدة البحث مايسمى بمفهوم "القطيع"!.
ويمكن الإشارة.. في هذا السياق.. إلى الخطورة التي نجمت.. على مستوى المواقف والرؤى اللاحقة للحزب.. من جراء تحديد هذا المفهوم المركزي.. (التناقض الرئيسي).. كتناقض ما بين(النظام) الاشتراكي و(النظام) الرأسمالي. ذلك أن مفهوم (النظام) يحيل في مستواه السياسي الاجتماعي إلى دالة (سلطوية) تعمل على تأبيد وضعية تاريخية قائمة.. في حين أن للحزب موقع (هامشي) داخل نسيج الحياة السياسية والاجتماعية في السودان.. وتعبير (هامشي) أستخدمه هنا دلالة على طرح "بديل" أو"طليعي" يستهدف تثوير وضعية تاريخية اجتماعية قائمة لا تأبيدها.
ومن نتائج مثل هكذا تحديد لمفهوم (التناقض الرئيسي) أن أخذت تتضخم في خطاب الحزب النظري ومواقفه العملية فكرة إحتذاء التجربة السوفيتية كطريق وحيد.. أونموذج قائم.. أوفردوس أرضي متحقق لبناء دولة الإشتراكية. لذلك وفي نزوع غير عقلاني بالمرة أخذ هذا الخطاب طابعا عنفيا متصاعدا ضد كل محاولة تستهدف بالنقد تلك التجربة.. معطيا إياها على هذا النحو بعدا لا تاريخيا. هكذا يوصد الباب أمام أية محاولة نقدية. ذلك أن بنية العقل الآيدولوجي لا تتيح عبر تقابلاتها الثنائية الضدية الحادة سوى إمكانيتي (التطابق التام) أو(التناقض الكامل).
ومن ذلك ما أصدره الحزب في السبعينات من ردود أفعال تجاه ما خرج به رئيس الحزب الشيوعي الإسباني "كاريللو".. الذي قضي بعد حرب بلاده الأهلية (1936) نحو الأربعين عاما منفيا في الاتحاد السوفيتي.. وقد أعلن عبر رؤية وصفية تحليلية مقارنة إستحالة تطبيق تصورات الدولة السوفيتية على الواقع الإسباني لإختلاف الخصوصية التاريخية هنا وهناك.
وكان من ردود أفعال الحزب آنذاك.. والذي صرف الكثير من جهود دعائية لصالح نظام الدولة السوفيتية كان من الممكن توجيها لدراسات أكثر عمقا لعقل عمل مختلف بنى الواقع السوداني.. هذا الخطاب الإنشائي غير العقلاني المرتكز على بني بلاغة عربية قديمة: "لو بعث تروتسكي من القبر حيا.. لما عبر عن أفكاره بهذا الافصاح.. الذي بز فيه كاريللو غلاة التروتسكيين الذين محقت جذورهم من قبل على يد لينين والبلاشفة".
علما أن تروتسكي ظل عبر مفهوم "الثورة الدائمة" وفيا لجوهر الفكر الماركسي.. الذي لا ينتصر للنظرية على حساب الواقع التاريخي الاجتماعي المتجدد. وهو ما أكده غيره أكثر من مفكر سعى إلى تطبيق خلاق للماركسية يتناسب وخصوصية السياق التاريخي والاجنماعي لكل واقع.. مثل فانون الذي سخر مرة وهو يقارب واقع الجزائر خلال الاستعمار الفرنسي قائلا: "على الماركسية أن تتواضع قليلا حين يتعلق الأمر بالمستعمرات".
إن التعامل مع الماركسية "كمذهب لا كمنهج".. على حد تعبير عبد الله العروي.. قد أدى إلى تحجرها وتحولها إلى عقبة في كثير من الأحيان. بل وقد حال أيضا دون كشف الإختلالات البنيوية التي كانت تتم داخل نموذج للإشتراكيه تم وضعه فوق مستوى النقد حتى النهاية. وللأسف سادت مثل هذه الرؤية العقدية.. كما تكشف الوقائع.. حتى خلال اللحظات التاريخية الحاسمة من حياتنا.. إذ تم إخضاع الواقع لما أسميه (حكم النصوص) في كثير من الأحيان.. وهو ما يتضح من البيان الذي أصدره كادر الحزب عام 1971 بشأن مقترح "الضباط الأحرار".. إذ رد قائلا: "ترتبط بهذه القضية قضية قلب السلطة عن طريق القوة. وهنا أيضا "لا نضيف جديدا". فالماركسية اللينينية واضحة فيما يختص بقضية قلب السلطة عن طريق العنف".. ف"لكي ينجح التمرد المسلح".. حسب البيان.. "لا بد من توافر "أولا.. وثانيا.. وثالثا".. وهو ما أورده البيان حرفيا من كتاب لينين (الماركسية والتمرد المسلح).. ملغيا في الوقت نفسه إمكانية وجود قراءات مستنبطة من الواقع العياني.
كل ذلك يدفعنا مع عبد الله الغذامي.. كتلميذ نجيب لميشال فوكو.. إلى القول بضرورة "نقد النقد".. أومحاولة إستكشاف الأشكال اللاهوتية.. أوالقوالب الأسطورية.. التي تستبطن بنية أفكار تطرح نفسها أويتم التعامل معها بوصفها أفكارا عقلانية . وأضيف هنا أن أخطر ما يواجه مسيرة التنوير والحداثة أن يتم تفريغها من مضامينها الحية من الداخل.. لتصبح مجرد أشكال جوفاء عاجزة عن تواصل خلاق مع الحياة.
لي عودة للجوانب الأخرى من مداخلة سموأل القيمة.. التعقيب على مداخلتي كل من الأستاذين حاتم الياس وعادل عثمان.. وكذلك ضبط ما أشرت إليه في العنوان ب"يسارية".. مع فحص سجال غير مباشر ما بين "سجيمان" وحسن موسى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخ حاتم الياس:
ما أسميته أنت "الارتباك".. من خلال مداخلتك أعلاه.. ما هو.. في تصوري.. سوى تعبير آخر لمفهوم "الأزمة".. من حيث كونه دلالة على عجز خطاب مكون لرؤية سياسية واجتماعية عن تقديم إجابات لما يطرحه الواقع من تحولات غالبا ما توصف بأنها "نوعية". وهنا يتم على الأرجح مساءلة المنهج المنتج لهذا الخطاب: ما مدى قدرته على إبتداع آليات تنظيمية ورؤى فكرية تتناسب ومعطيات تلك التغيرات النوعية للواقع.. إلى أي مدى هو قادر على تعامل نقدي موضوعي مع ما تحدثه مثل هكذا تغيرات من تناقضات داخل البنيه التنظيمية للقوى حاملة الخطاب نفسها.. ما دقة قراءته لدرجة الحراك وسط القوى السياسية والاجتماعية الأخرى في عالم لجهة العولمة أضحى شديد التداخل في ظل ميزان دولي مختل للسيطرة؟.
وهناك الكثير من الأسئلة.. أوالتساؤلات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي عادل عثمان:
دعني أشيد بداية بروح تواضع عمادها "السؤال" كآلية جوهرية لبناء رؤية نقدية للعالم!!!.
وما قصدت إليه عبر قولي.. "رؤى يسارية".. يتمثل في تلك البنى والتصورات الجماعية أوالفردية للعالم التي تقدم نفسها ويتم التعامل معها بصورة أوأخرى بوصفها تجليات ل"وعي بديل" يتسم بطابع تثويري عقلاني.. ويتحرك من هامش اجتماعي وثقافي ما لإزاحة "وعي سائد" يتسم بطابع محافظ لا عقلاني. وهذا التعريف يتضمن بالضرورة رؤى قوى "اليسار".. بالمعنى السياسي للكلمة. ولكنه تعريف أشمل من أن يقتصر عليها وحدها.
وعليه يشير تعبير "أفكار حديثة".. في سياق عنوان البوست.. إلى منتوج منهج نقدي في مقاربة واقع ما.. أوإلى نتاج طرق عقلانية تعتمد في مقاربة موضوعاتها على أساس من البحث أوالتجربة العلمية التي تستهدف تحرير الإنسان من كافة أشكال الإستلاب ومن ثم الإرتقاء بحياته ماديا وروحيا. ولهذا فهي "أفكار تقدمية".. إذ يتم إنتاجها وفق ذلك النحو ولا يتم فرضها كمفاهيم ومقولات "تنقل" من سياق تاريخي اجتماعي إلى سياق مختلف على نحو أوآخر.. بما يكرس من "تبعية فكرية" هي وجه لا عقلاني بامتياز.. أوهي إعادة لإنتاج التخلف في "صورة حديثة".. إذ أنه لا يستقيم في التحليل الأخير إنتاج حداثة ما بمنهج تقليدي قائم على النقل أوالإلزام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عبدالحميد مشتاقين.
صدقني حاسي بيك.
لكن للاسف كونك مرقتا من غرفة النوم للبرندة، لايعني انك طلعت خارج البناية او البيت الماركسي، ولذلك اختلافك مع من تختلف معهم، يظل اختلاف مقدار داخل الحوش زاتو!
من دون النظر للبناية من خارجا في الاول، ومن مسافة معقولة، يصعب التقييم!
الماركسية في محيطنا، تظل اداة تغبيش للوعي، الاصلا غايب!
لمان نقول كده، يقولو ليك ده انغلاق!
المصيبة، من دون الوقوف علي ارضية مرجعية صلبة، ومستقلة، فلا معني للكلام عن الانفتاح اصلا الفي حقيقتو انجراف "طروري" مع التيار الغالب لاغير!
ذي مابقول المثل الاميركي، If you don't stand on something, then you will fall for anything! ده بالضبط حالة ماركسيينا، الطرورم مصوب من نصف قرن!
من دون وعي متجذر بالذات، سنظل سابحين في فضاء انعدام الوزن، علي غير هدي، وبلا وجهة محددة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخانا في غربتي القاهرة والغرب عبدالحميد البرنس المقدر
لعلها كانت سوانح معدودة جمعتنا في القاهرة, حيث المركز الثقافي السوداني, وأذكر انك كنت تحمل ورقا ً يمتلئ بكتابة نقدية ما ـ علي ما أذكر ـ وأحسست وقتها انك كنت مهموما ً بالأدب والثقافة وشواغلهما, كما انشغالكم بالتواصل مع الابداع المصري والعربي ــ وهكذا تفرقنا أيدي سبأ نملك ولا نملك من امرنا رشدا, حيث علمت ان كندا قد احتوتك بشسوعها , فيما ابتلعتني أمريكا برأسماليتها القحة. وهكذا بقيت معنا ووراء ظهرنا امالا ً ورغائب جموحة للاستزادة , بينما سعي الزملاء ممن إلتقيناهم بقاهرة المعز يجوبون زرافاتا ووحدانا وهاد الارض الرحبة, وما كان لنا ان نلتقي ثانية إلا عبر كوة الاثير التي مزقت سيادة دولة البعد فينا وزملتنا بما يرينا حروفنا ووجوهنا, وتلك نعمة نحمد الله عليها كثيرا ً في زمان شق علينا فيه ان نراكم فيه حواراتنا وآرائنا ورؤية بعضنا البعض.
قبل دخولي هذه الفسحة كنت اتابع بوستاتك التي تقترح نقاشات عميقة حول كذا من القضايا , ما تعلقت بالوطن, وما تعلقت بالوجود , فيما وقفت علي بعض من مداخلاتكم في الحوار البنيوي مع الاساتذة أسامة, بشري والفيا, وفي حوارات أخري رأيتك تغمس مدادك الرشيق في الأثير, فتوجد الجدل ـ إختلف الناس معه ام لم.....
وبين هذه المتابعات السارة وددت كم مرة ان امر علي افكاركم او بالاحري بوستاتكم, لأسجل بعض حروف , ولكن انشغالاتي بالردود علي ما كتبت, وما زلت مقصرا ً نحو الزميل بشاشا, وإنشغالي كذلك بمقتضيات الحال والعيال والمآل ـ حالت دون التواصل معكم, هانذا أفعلها اليوم ـ كمدخل أولي للمرور علي هذا البوست المهموم باليسار واليساريين.
وسوف اغمس مدادي في الاثير مرة ـ قادمة ـ اخري بالتوافق او التعارض لما جلبه هذا البوست من آراء مقدرة عبر ما كتبتم وكتب الزملاء.
ولكم التقدير وللمتداخلين " أحلي ساعات اللقا. "
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: إلا أنني لا أتفق معك تماما في "الرؤية العدمية" لبعض الموضوعات. |
العزيز عبدالحميد،
ياريت تكون اكثر تحديدا.
من جانبي ارفض الماركسية كاداة تحليل، جملة وتفصيلا، رفض نقدي ومنهجي. بل استغرب تشبث اليسار القديم حتي الان بالماركسية كاداة ومرجعية!
من دون ازالة عدسات الماركسية اللاصقة، فاليسار القديم لن يتمكن من رؤية واقعنا الثقافي كماهو، كما تمليه مقتضيات تصوراته المسبقة، تماما كوهم العروبة!
رفضنا للمدخل الماركسي لايعني عدمية!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: معتز تروتسكى)
|
أخي العزيز صلاح شعيب:
هي كذلك تبدو سوانح محدودة في ظرف إستثنائي كالقاهرة. ومع ذلك.. ما زلت أحتفظ بها في نفسي طازجة.. لكأنها حدثت اليوم. "مرحب حبابك عشرة". وفي إنتظار مساهماتك القيمة عن حق هنا أوفي مكان آخر. محبتي. وأجمل التحايا لك وللأسرة الكريمة.
شقيقي الجميل معتز:
أشكرك. سأطالع الوصلة التي جلبت إلى هنا بدقة. وأنتظر مساهماتك.. إذ أعلم أن لك صلة قوية بما يتعلق بموضوعات اليسار.. أوالحلم بغد أكثر "عدلا".
بشاشا:
في الطريق إليك.. يا عزيزي!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي بشاشا:
على الصعيد الأدبي راقت لي تلك الإستعارة.. التي تمثلت في قولك (كونك مرقتا من غرفة النوم للبرندة، لايعني انك طلعت خارج البناية او البيت الماركسي).. لكن النقطة الرئيسية لا تتحدد هنا ب"(موقع) الكاتب".. بقدر ما تتحدد جوهريا عبر مقاربة "(طرح) الكاتب" لتحديد نسب المعقولية فيه أواللا موضوعية كذلك.
وحين نقول.. كما قلت أنت مثلا.. إن"الماركسية في محيطنا، تظل اداة تغبيش للوعي، الاصلا غايب!".. فهذا بالضبط ما أسميه "الرؤية العدمية". فأولا أنت لم تبرهن على قولك هذا عبر رؤية وصفية تحليلية.. ثانيا قد أفهم من ذلك أن الماركسية كرؤية للعالم قد شابها عبر تجربتها التاريخية الاجتماعية في السودان قصور هنا وهناك شأن كل عمل بشري.. إلا أن ذلك لا يلغي وجودها عبر الحزب الشيوعي بدرجة رئيسية كتيار فاعل له بصماته الملموسة في الحياة الاجتماعية والسياسية في السودان.. ومن هنا.. أوتجنبا لرؤية عدمية ما للأشياء.. يمكنني أن أفهم بدوري وعلى نحو مغاير المثل الأمريكي الذي أوردته أنت "If you don't stand on something, then you will fall for anything".. ذلك أنه وبحسب تصوري الخاص لا يمكن لرؤية مجتمعية سياسية "بديلة".. بالمعنى الثوري للكلمة.. أن تطرح تصورا ما من دون "الإستناد" وبجدية تامة على تجربة الحزب المشار إليه.. ومفهوم "الإستناد" هنا يعني التقييم الموضوعي العقلاني للتجربة.
ومع ذلك.. أجدني متفقا تماما مع قولك عميق الدلالة عن حق (من دون وعي متجذر بالذات، سنظل سابحين في فضاء انعدام الوزن، علي غير هدي، وبلا وجهة محددة).. ومن ذلك أرى.. على سبيل المثال.. أن مفهوم "التحالف الديمقراطي".. الذي ظل يتبناه الحزب الشيوعي طويلا.. ظل مفهوما إغترابيا بعبدا من واقع السودان الملموس ومسار حركته التاريخية الاجتماعية لا سيما خلال العقدين الأخرين.. وتلك مسألة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: لكن النقطة الرئيسية لا تتحدد هنا ب"(موقع) الكاتب".. |
عبدالحميد تحياتي. علي العكس، النقطة الرئسية فيما اتصل بتقييم الماركسية كاداة تحليل لي واقعنا، تتعلق بي موقع الدارس للماركسية، من فناء حوش الماركسية.
فقط البنطلق من ارضية مستقلة، ومرجعية مستقلة، هو المؤهل لتناول الماركسية بالنقد، خارج اطار الواقع الانجبا.
عشان كده، نظرتي وانا بعاين للحوش من الخارج، اشمل من نظرة الجالس في غرفة النوم. ده السبب انك لسة مصر عليها، رغم فشلا الزريع، وانا كOutsider رافض ليها تمامامن قولة تيت!
حالة الماركسي السوداني، ان وجد ماركسي سوداني، فعلا، اشبه بالمدمن تماما!
لذلك ولاسباب عديدة، تلقاهو مكنكش كنكشة عاطفية دوغمائية في حاجة ثبت عدم جدواها، والثمن للخلاصة دي كان فادح جدا جدا!
Quote: وحين نقول.. كما قلت أنت مثلا.. إن"الماركسية في محيطنا، تظل اداة تغبيش للوعي، الاصلا غايب!".. فهذا بالضبط ما أسميه "الرؤية العدمية". |
عدمية كيف والدليل علي كلامنا، ممهور بي دماء الملايين الراحت شمار في مرقة التشخيص الخاطئ لي حالتنا المرضية، باعتبارا، مشكلة علاقات انتاج وتوزيع للثروة!
ده كلام وين ياصديقي، لولا الارتباط العاطفي بالماركسية؟
داير دليل انصع وابلغ من ده؟
قبل كده اديتك نموذج محدد يجسد عجز الماركسية التام، في سبر غور طبيعة تركيبتنا الاجتماعية.
لوبتذكر طلبت منك تشرح لي وانطلاقا، من مفهوم الفرز والصراع الطبقي، وضعية النوباوي الدونية، وبالميلاد، مقارنة بوضعية الجعلي المتفوقة بالميلاد!
الماركسية كاداة تحليل هنا، لاتملك الا ان ترفع يدينا في السما، مسلمة تسليم!
من جانبنا، وكتلاميذ في مجال تاريخ ثقافتنا، قلنا ليك، العلاقة هنا، بين الاتنين، يمكن شرحها بما يعرف بالCast System، كاساس للبناء الاجتماعي في الثقافة الافريقية. وان الظاهرة في حالة الجعلي "العباسي" او العربي، في علاقتو بالنوباوي "الزنجي" او الافريقي - عبرت عن نفسها، في شكل تضاد اثني!
واضح ياعبدالحميد اننا، ننطلق من رؤية صافية ومتسقة، تنطلق من فهم محدد للمعطي الثقافي.
الماركسية تم اسقاطها علي واقعنا، بالبرشوت، ولانها غريبة ومصادمة للمعطي الثقافي، صدت راجعة، لتظل معلقة في الهوا، وعلي متنها، ناس نقد او عبدالخالق، البرنس، السموءل ابوسن، دكتور صدقي، اوكل من بلغ سن الرشد من القطاع المستنير في البلد!
علي كده ناس الترابي لمان لقو دار الكلاب خلا، علي قول المثل، جو طايرين عشان مايملو الفراغ، and the rest is history كماجرت المقولة، تقول لي عدمي؟
كده اديها، صنة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي سمؤل:
إن لم تخن الذاكرة.. فإن فكرة تجديد الرأسمالية لنفسها (قد) تعود إلى ماركس نفسه من خلال تحليل لمفهوم الحرب كآلية تستخدمها الرأسمالية لحل تناقضاتها الداخلية. وأرجو أن تسعفني أوأحد ما غيرك في تصحيح هذه المعلومة للدقة. على أن الجوهري هنا يتمثل عن حق في إشارتك الذكية إلى مارمت إليه ملاحظة لويس عوض في ذات السياق بقولك "و كان إشارته بدرجة من الذكاء بحيث يصعب تمميزها هل هي نقد للنظام الرأسمالي الذي يجدد فكرة الاستغلال بثياب جميله، ام هي نقد للفكر الاشتراكي الذي لم يستطع انتاج اليات مماثلة رغم مضمونه الانساني!".
وفي الواقع.. هذا الإشكال شغل الكثيرين ممن صار يطلق عليهم لاحقا تعبير "المنبوذين ماركسيا".. الذين كانت لهم رؤى مغايرة للماركسية لتلك المعتمدة من قبل الدولة السوفيتية.. ولعل في مقدمتهم يأتي لويس ألتوسير.. الذي أنفق معظم حياته كمفكر واع في محاولات متنوعة لتجديد الماركسية من جهة.. وكشف عوامل بقاء الرأسمالية وتجددها من جهة أخرى برغم طابع الإستغلال اللاإنساني الذي يميزها.
وعلى الرغم من استناده على "رأس المال" جوهريا لبيان الطابع النقدي للماركسية كفكر أومنهج.. إلا أن محاولته كانت على نحو حاسم تطويرا لبعض أفكار ماركس الأساسية في "الآيديولوجية الألمانية" التي ظلت في شكل إشارات بالغة الذكاء.. ومن ذلك تساؤله: "لماذا يسلك البشر ضد مصالحهم الخاصة".
محاولات ألتوسير المنبوذة انتهت به قبل الجنون إلى إجابات معقولة شكلت فيما بعد نقطة إنطلاق لكثير من الأعمال التي تتسم بالجدة مثل مؤلف جورن ثربورن الهام " آيديولوجية السلطة وسلطة الآيديولوجيا".. الذي يبين كيف أضحت البنية الفوقية للمجتمع الرأسمالي تلعب دورا محوريا في تشكيل وإعادة صياغة الذاتية الإنسانية بما لا يمكن لبنى أخرى أن تلعبه في ظل ما أشار إليه غارودي في "منعطف الإشتراكية الكبير" ب"الثورة العلمية الثالثة".
ورؤية ثربورن تلك تأتي تطويرا على وجه الدقة لمقال ألتوسير.. "الآيديولوجيا وأجهزة الدولة الآيديولوجية".. الذي يشكل في زعمي علامة فارقة في تطور الفكر السياسي الحديث.. إذ طور على نحو باهر أفكار غرامشي الأساسية حول الدور الذي تلعبه "منظمات المجتمع المدني".. مثل المدرسة والكنيسة وأجهزة الإعلام.. في ضمان إستمرارية الرأسمالية وإعادة إنتاجها على مستوى البنى الذهنية للأفراد. وهي ذات المنظمات التي يطلق عليها ألتوسير مفهوم "أجهزة الدولة الآيديولوجية".. وذلك في موازاة ما أطلق عليه مفهوم "أجهزة الدولة القمعية".
ومع ذلك.. ينبه ألتوسير.. في سياق توصيفه وتحليله لبنية الرأسمالية كما بدت له آنذاك.. إلى أن لحظات التأزم الحادة قد تدفع بالدولة الرأسمالية في أية لحظة إلى إستخدام حتى أجهزتها القمعية إذا ما لزم الأمر.. ولعل مثال المكارثية الذي أشرت إليه عبر مساهمتك أعلاه يشكل علامة دالة هنا. وملاحظة ألتوسير الأخيرة هذه تقودني.. في التحليل العام.. إلى إحدى فرضيات علم الإجتماع.. التي تذهب إلى القول كلما كان نظام سياسي ما قريبا من تلبية متطلبات معطى تاريخي واجتماعي ما كلما اختفت أجهزته القمعية وأعلن عن وجوده بأجهزة مدنية.. أوعلى نحو سلمي. وهو الأمر نفسه الذي أشار إليه فرانز فانون في "معذبو الأرض" في صدد تأسيسه لمفهومه المركزي وأعني به " العنف".. عندما أشار بذكاء إلى الفرق ما بين السيطرة الرأسمالية في أوربا الغربية والمستعمرات.. فإذا قامت على العنف المكشوف السافر في المستعمرات.. فإنها في بلدانها المتقدمة تنهض على ما أسماه وقتها "الأشكال الجمالية لإحترام النظام".. وهو مفهوم يطابق مدلوله ما أسماه ألتوسير "أجهزة الدولة الآيديولوجية".
والخلاصة.. يكشف ما تقدم مدى أهمية أن يعطي الفكر قيمة لمراجعات جذرية تشمل تصوراته الأساسية للعالم وفق معطيات التجربة وما يطرحه الواقع من مستجدادت وإلا تحول إلى قوالب وبنى جامدة.
وأتساءل اليوم على ضوء واقعنا في السودان.. كيف نفهم إستعارة ألتوسير خلال ستينيات القرن الماضي.. التي قد تجمل موقفه من حركة حزبه الشيوعي الفرنسي آنذاك.. إستعارة تقول:
"كالبط.. يحاول الركض حتى بعد قطع رأسه"!!!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: معتز تروتسكى)
|
عزيزي بشاشا:
هنالك فرق.. في تصوري.. بين "موقع الكاتب" بوصفه "وجودا ماديا عيانيا" (داخل) أو(خارج) حزب ما مثلا.. وبين "موقع الكاتب" من (الموضوعات) التي يقاربها بوصفه "مسافة مجازية" تسمح بتحديد نسب العقلانية أوغيرها في سياق خطابه العام.
وكلما اتسعت تلك "المسافة".. كلما (قلت) أو(تراجعت) درجة التأثيرات السلبية المتوقعة للنظرة الآيديولوجية الضيقة (مع) أو(ضد). أقول (قلت) أو(تراجعت).. ذلك أنه من المتعذر الوقوف على حياد مطلق من الموضوعات السياسية والاجتماعية العامة.. فأنت مثلا حين تقول عبر مساهمتك الأخيرة (و"انا" بعاين للحوش من الخارج).. فهذا ال"أنا" هو تعبير عن آيديولوجيا تعلن إستقلالها عن آيديولوجيا أخرى.. بل وتسعى إلى نفيها بحكم قيمة وصفي غالبا عبر قولك (و"انا" كOutsider رافض ليها تمامامن قولة تيت).
وهنا أجدني متفقا معك حول بعض محاور مساهمتك الأخيرة (جزئيا). ذلك أن التجليات العملية للماركسية في الواقع السوداني.. شأن كل عمل بشري.. قد شابها ولا شك قصور هنا أوهناك.. لكن ذلك لا يلغي الجوانب الإيجابية الأخرى لها بأية حال.. كما لا يعني زوالها إذا كان مبرر وجودها المتمثل في "الاستلاب" أو"الإستغلال" لا يزال قائما.
إن التجارب الأولى الفاشلة للمعمار الحديث كان لها جملة من الضحايا المجهولين وغيرهم.. ومع ذلك وعبر معالجات نقدية لذات التجارب واصلت الأجيال اللاحقة من المهندسين المضي قدما صوب غايات نبيلة أومشروعة.. وما قصدت إليه هنا هو ضرورة التعامل بجدية أكبر مع التجارب السابقة أوالقائمة للمطالبين بغد أكثر "عدالة".
لي عودة أخرى لمحاولة تغطية جوانب من مساهمتك الأخيرة لها صلة بمفهوم "التحالف الديمقراطي".
تروتسكي:
هو السؤال إذن. أشكرك لعناية بأمر البوست في غيابي على مدى وردية عمل تأخذ عادة أكثر من نصف اليوم. محبتي. ودمت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي بشاشا:
أنت تسميه عبر مساهمتك الأخيرة (التشخيص "الخاطيء").. وهذا مصطلح مركزي داخل الخطاب الماركسي السائد في السودان.. مثل دلالة عنوان مساهمة عبدالخالق محجوب الشهيرة (إصلاح "الخطأ" بين الجماهير).. وهو إنزلاق نحو مواقع الفكر التقليدي المثالي على نحو ما بينا أعلاه في وصف وتحليل رؤيته في (الماركسية وقضايا الثورة السودانية) حول الإنقسام داخل ما كان يعرف آنذاك ب(الحركة الشيوعية العالمية).. والذي رده آنذاك وفق فهم تبعي لتصورات الدولة السوفيتية لمفهوم "التناقض الرئيسي" إلى (نشاط قيادة الحزب الشيوعي الصيني "الخاطيء").. ذلك أن الفكر النقدي لا يقيم بداهة رؤيته للعالم عبر تقابلات ثنائية حادة قائمة على صعيد الوصف فقط ووفقا لقاعدة قياس مسبقة أومرجع قائم خارج النسبية التاريخية الإجتماعية. لذا وسعيا لضبط المصطلح قبل بدء أي شيء هنا.. أرى أن من الدقة القول هنا ( التشخيص اللا موضوعي).. أو(التنظير اللا علمي) لمقاربة ظاهرة أو موضوعات تاريخية واجتماعية ما.. و"التنظير" بهذا المعنى هو تسليط الضوء نحو موضوع ما بهدف وصف وتحليل مختلف مستوياته لتحديد مدى ما يتميز به من عقلانية لمعرفة إلى أي مدى يشكل إستجابة تاريخية لمتطلبات الإنسان من الحرية والرفاهية والعدل والتقدم الدائم لتحسين وضعيته في الزمان والمكان.
وكمثال تطبيقي سأتناول النظرة السائدة داخل "الخطاب الماركسي (السائد)" في السودان حتى وقت قريب جدا لمفهوم "التحالف الديمقراطي" كما أشرت سابقا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: هشام مدنى)
|
أخي هشام مدني:
أشكرك. وإذا كان هناك من (حصار).. فهو في هذه الحال (حصار غير عقلاني) يدل على وجه من وجوه ما أشرت إليه أعلاه ب(بنية العقل الآيديولوجي).. إذ أنه يواجه الكتابة بآليات لا تنتمي إليها بامتياز. وما أشرت إليه بقولي.. (وثمة تصميم على المضي قدما في هذه الطريق.. حتى النهاية).. فهو إحالة ضمنية إلى أهمية مقاربة مثل هكذا موضوعات.. وهذا قد يتضمن إمكانية البحث في تغيير مساري الأكاديمي الحالي.. والعمل من ثم على نحو منهجي في معالجة أكثر الظواهر خطورة في تاريخنا الحديث.. وأعني بها محاولات تفريغ الحركة نحو التنوير أوالعقلانية أوالحداثة من الداخل عبر تقديمها أوإنتاجها عبر طرق أومناهج تقليدية قائمة على النقل والإلزام والحفظ وماإلى ذلك.. فعلى سبيل المثال أتساءل: "كيف يبني ماركسي مواقفه ورؤيته لظاهرة أوحدث أومعطى تاريخي مجتمعي عبر معرفة نقلية".
سأعود لمناقشة تفصيلية لما أسميته أعلاه: مفهوم "التحالف الديمقراطي" في الخطاب الماركسي (السائد "في السودان"). ودمت.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
سعى الحزب الشيوعي (في السودان).. محكوما بنظرته إلى مفهوم "التناقض الرئيس" في الماركسية "كتناقض مابين "النظامين" الاشتراكي والرأسمالي".. إلى التركيز على إقامة تحالفات تستهدف تغييرات فوقية عبر كيفية الوصول إلى سدة السلطة السياسية أوالتأثير عليها.. متجاهلا بذلك القوى الثورية الحقيقية ذات المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري للأوضاع القائمة كالقوميات المهمشة.. وهي تحالفات على هذا النحو ذات "طابع تكتيكي" بالدرجة الأولى.. طابع لا يولي أهمية كافية للاختلافات الاستراتجية كما في حال الأحزاب التقليدية.. كما أنه ينسف مفهوم "التحالف" نفسه كعلاقة تفترض نوعا من الندية بين طرفيها أوأطرافها.. عندما يتم النظر إلى مفهوم "التحالف الديمقراطي" كوحدة تجمع الحزب ك"قوى اجتماعية وسياسية" مع منظمات ونقابات واتحادات ذات مصالح فئوية ينتمي أفرادها إلى طبقات اجتماعية متناقضة.
للحديث بقية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: .. فهذا ال"أنا" هو تعبير عن آيديولوجيا تعلن إستقلالها عن آيديولوجيا أخرى.. بل وتسعى إلى نفيها بحكم قيمة وصفي غالبا |
عبدالحميد تحياتي،
بوستك ده طش مني تب!
نرجع لي موضوعنا، ياعزيزي، كوننا نصر علي رؤية الوجود وواقعنا، من خلال عيونا، وليس بعيون الغير لايجعل مننا ايديلوجيين.
ماركس استنبط اداة تحليل لواقعو الغربي، من خام التراكم التاريخي لاسلوب الحياة في محيطو الاوربي، المختلف جذريا عن ثقافتي او اسلوب حياتي كافريقي.
فماعارف من وين للماركسيين السودانيين هذا الاعتقاد الغيبي في الماركسية كاداة تحليل لواقعنا؟
ذي ماكررنا القول علي مستوي الممارسة ومن دون الغرق في فنجان الرغي النظري، هذه الاداة فشلت علي نحو مريع، ممايؤكد ماذهبنا اليه حول الطبيعة المحلية للفكر الماركسي كمعبر عن الواقع الثقافي الانجبو في المقام الاول.
طبعا لامانع من الاستلاف من الماركسية او اي ارث انساني كبير اخر.
فقط المشكلة هنا وكماوضحنا، انو في غياب ارضية مرجعية سودانية، يقف عليها اليساري السوداني، وهو يتصفح الماركسية بغرض التقييم للاستلاف بمايناسب احتياجاته، ستستوعبه الماركسية، بدل استيعابه للماركسية من موقع مرجعية ثقافته الافريقية المستقلة!
لهذا نجد الماركسي السوداني يتمدد بين يدي الماركسية، كما الميت بين يدي الغاسل!
قطعا الميت غير مستطيع او قادر علي انجاز مهمة الاستلاف حسب الحوجة!
كنتيجة الماركسي السوداني يجد نفسه مجبر علي اعتبار واقعنا في السودان كامتداد لي واقع غرب اوربا، او علي كده المسكين بكون شايلو حمار نوم ماركسية!
لو ماكده مافاهم وينو الفرز الطبقي ولا الصراع الطبقي، ولا البرجوازية في واقع الحال في السودان؟
واناطالب في اداب الخرطوم كنت بتعجب من محاولات د.القدال في ربط كرفتة الماركسية في رقبة زول قاشر بالعراقي والسروال والمركوب!
د.القدال كان بحاول باستمرار التعديل من شكل اصابع الرجلين عشان مانظامنا الاقتصادي يلفق مع البوت الماركسي!
الماركسية ذاتها، وكما اثبت العلامة ديوب، لمان مرت علي نموذج الانتاج الكوشي، انقهمت اوما عرفت ليهو اول من اخر، واكتفت بالقول باستحالة الثورة في المجتمع الكوشي!
انا بتكلم بالتحديد عن ما يعرف في الادب الماركسي بA.M.P.
طبعا الماركسية وبرا بي مركزيتها الاوربية، اعتبرت ابنتنا الكبري مصر، اسيوية او مش كوشية او افريقية، ولهذا اطلقت علي نموذجا، اسم نمط الانتاج الاسيوي!
ده السبب في الانطباع الخاطئ عن كيف الاهراات بنوها عبيد سخرة!
طبعا وبناءا هذا الفهم النفير يصبح سخرة او رق!
ماعلينا!
لمان نقول ليك كده ياحميد ومن باب الارتباط العاطفي بالماركسية، تلجأ للتبرير قائلا:
الماركسية، شأن كل عمل بشري، شابها القصور!!
اشهد ان لااله الا الله!
البقرا كلامك ده حيفتكر القصور المشار اليه، مجرد استثناء وخروج عن قاعدة النجاح الصاعق للماركسية في السودان!!!!!!!
خاف الله ياخي!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
تجدر الإشارة، في هذا السياق (مرة أخرى)، إلى أن مغزى هذا البوست يتمثل، وبصورة جوهرية، في التنبيه إلى خطورة تفريغ مضامين التنوير أوالحداثة أوالحرية كمضامين تقدمية من داخلها، حين يتم تبنيها أوإتاجها أوطرحها بواسطة مناهج غير عقلانية قائمة على الحفظ أوالنقل أوالإلزام، مما يساهم في الأخير في إعادة إنتاج وضعية التخلف السائدة في السودان، سواء على مستوى البنى الذهنية المكونة لوعي الأفراد، أوعلى مستوى الهياكل والمؤسسات والأشكال التاريخية السياسية والاجتماعية والاقتصادية القائمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: بواسطة مناهج غير عقلانية قائمة على الحفظ أوالنقل أوالإلزام، عيييييييييييييييييك!!!!!!!!!!! |
ده كلام وين ياحميد؟
ولاياهو، شغل ان غلبك سدو، وسع قدو؟
الي هذه اللحظة، انت ماقادر حتي مجرد الرد علي حججنا في رفضنا لي كارثة الماركسية كاداة تحليل لي واقعنا.
لهذا او قصبا عنك ياحميد بتلجأ للانشاء والخطابة كرد!
فمافهم وين الحفظ والنقل والالزام في كلامنا اعلاه؟
ذي ماقلت ليك الموضوع من الاول ماعايز ردح تنظير، لانو خلاصة تجربة الشيوعي واليسار القديم، وعلي مدي نصف قرن، تثبت وبمالايدع اي مجال للشك، فشل الماركسية المجلجل كاداة تحليل لواقعنا في السودان!
مش كده او بس، وانما نذهب الي اكثر من هذا ونقول، الماركسية والطرح الماركسي، هي المسؤلة، وهو المسؤول اولا، عن مالات الامور في بلدنا، وباكثر من مسؤلية طاعون الاسلام السياسي.
لهذا هد قلاع الماركسية يعتبر شرط اساسي من شروط استعادة الوعي، والخروج من غيبوبتنا الحالية!
لهذا تجدنا مواصلين حملتنا علي الشيوعي وماركسيتو، في هذا الفضاء.
فمافاهم، حداثة شنو، ياحميد، و"الزول" اي السوداني، مضهب او مودر ضمة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
سلامات يابرنس،
غيابي، معاك كان مريب، لاني وعلي غير العادة، نسيت اعلن عنو!
اخوك سعيد جدا ب"الحوار" معاك، اوكلمة حوار بين قوسين، لقلة استخدامنا للمفردة دي، الناجمة عن ندرة الظروف المواتية "للحوار" من جهتنا.
القاعدة عندنا، دواس، والاستثناء حوار، لغياب الحد الادني من الارضية المشتركة، اللازمة لنمو شتل الحوار!
في الدلاليك زمان، كانو المنظمين بقولو:
وسعو الدارة، الوساع بربي العيش!
البورد صاني، عدمان الضليل، لافح حرو كاسح!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عزيزي بشاشا:
يمكن أن أنقل إليك الكرة أحيانا إلى ملعبك، فعوضا عما أسميته أنت "هروبي" بما تحمله اللفظة من ظلال سلبية لا واقع لها في سياق هذا البوست، يمكنني الحديث على أن خطابك أخذ يتجه في سجاله "الديمقراطي" إلى "العنف "اللفظي شيئا فشيئا، بيد أني لن أفعل، فتلك ليست مهمتي، ذلك أني معني عادة بالرد على ما يطرح من أفكار فقط، علما أنني قمت لظروف خاصة أشرت إليها من قبل بمشاركتي في بوست آخر بتأجيل الرد على مساهمتك الأولى جنبا إلى جنب تأجيل الحديث عن مفهوم "التحالف الديمقراطي" كما بدا داخل الخطاب السائد للماركسية في السودان. ولي أولا عودة تفصيلية لما جاء في سياق مداخلاتك مجتمعة. محبتي دوما (غير منقوصة)!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عبدالحميد تحياتي،
اولا تقبل اعتذارنا عن اي عنف بدر منا، كما فهمت.
ياريت تدي نموذج لي عنف بشاشا اللفظي.
توضيحا، ولاتبريرا، نقول، سوء الفهم في الحتة دي ناجم، عن ارتفاع "البار" من جانبنا فيما اتصل بغربلة المسموح وفرزو من الغير مسموح.
يعني درجة الغليان عندنا، عامة عالية جدا مقارنة بالباقين، لاننا علي عكس الاخرين بنقضي يومنا خنق، ممايجعل ماهو عنف بمعيار الاخرين، نزهة بي معيارنا المجمر بي لهيب نيران الصراع الفكري!
من دون تبرير، فالمشكلة مشكلة اختلاف معايير وTolerace Level!
اتمني تتفهم مشكلتني كبشاشا، في المنبر ده!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: Bashasha)
|
عزيزي بشاشا:
طلبت مني أولا طرح مثال للعنف اللفظي، وأنا أقول لك وببساطة شديدة لم أجد لك هنا عنفا لفظيا (عبر هذا البوست تحديدا)، ولا أناقض نفسي هنا، إذ أردت عبر خطوة عملية هنا كما حدث لك في أكثر من بوست أن أضع أمامك كشخص يلتقي معي في تصورات عديدة فكرة أن الخطاب ذو الجرعات الإنفعالية العالية كخطابك يمكن جره إلى موقع الدفاع بسهولة وكذلك حرفه عن مساره الأساسي،وأنت على وعي بهذا المأزق (ودي المصيبة) أكثر من غيرك، حين أخبرتني أكثر من مرة أنك تتحاور معي شخصيا بينما تذهب لبوستات الآخرين ل(الدواس)، ليس عليك يا عزيزي بشاشا أن تتخلى عن منهجك العقلاني مهما اتسم صراع الآخرين بأساليب قد تكون قذرة تماما، ستفقد حينها الكثير والكثير، ولك أن تتقبل ذلك كملاحظة أخوية أوترفضها. ثانيا: أنت في الواقع تمارس أحيانا عنفا أكثر خطورة من العنف اللفظي، حين تحكم على الأشياء بلا جدواها كلية وعن طريق حكم قيمة يتسم غالبا بالمجانية مثل قولك: "الماركسية في محيطنا، تظل اداة تغبيش للوعي"، أوتطالب مثلما فعلت معي مرارا أن أتخذ موقفا مطابقا لموقفك من الموضوعات المطروحة للنقاش بغض النظر عن أوجه التقارب أوالإتفاق حول بعض النقاط، وذلك مثل قولك: "فقط البنطلق من ارضية مستقلة، ومرجعية مستقلة، هو المؤهل لتناول الماركسية بالنقد، خارج اطار الواقع الانجبا. عشان كده، نظرتي وانا بعاين للحوش من الخارج، اشمل من نظرة الجالس في غرفة النوم. ده السبب انك لسة مصر عليها، رغم فشلا الزريع، وانا كOutsider رافض ليها تمامامن قولة تيت!". ثالثا: قد أتفهم إنفعالك النبيل على غرار (اليدو في النار)، وهو ما أشرت إليه من قبل في بوست (إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا)، لكنني أكرر مرة أخرى في المقابل أن القضايا الإجتماعية هي في الغالب نتاج تغيرات تاريخية متراكمة، وبالتالي تغيرها أوتعديل مسارها يتطلب أجيالا، وهذا يتطلب التعامل معها كواقع وبعقلانية تؤسس لبديل لا يعيد إنتاج أوجه قصورها المختلفة. وحسب أحد إتهامتك لا أحسب أن ما أقول به هنا مجرد "إنشاء". محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: والسؤال: أهي رؤى يسارية.. أم أفكار حديثة زائفة منتجة بعقل قديم.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
البرنس تحياتي،
خلينا نتفق، في المدخل للتناول، كيف كلو شيخ بي طريقتو ذي مابقول المثل.
باختصار شديد الاختلاف عندنا مابين "الحوار الهادئ" والدواس الفكري، اختلاف مقدار متصل بحجم الارضية المشتركة بيني او بين خصمي او محاوري الفكري.
علي كده العلاقة مابين ماتسميه "عقلاني" ومانسميه ارضية مشتركة، طردية:
بحجم الارضية المشتركة يكون حجم العقلانية اذا صحت العبارة، والعكس صحيح.
افتكر فهمنا المتحرك ده، اكثر "موضوعية" ونسبية، من فهمك الثابت، اومعيارك المطلق هذا، لقياس ماهو عقلاني.
من حيث الوقوع في شباك ردالفعل، فاطمئن، اخوك "صاحي للون" هنا!
بل علي العكس خطة اللعب عندنا تعتمد بشكل اساسي علي الهجمات المرتدة ونصب شباك التسلل للخصم، بعد جزبه خارج محيطه المالوف، وسجنه في زنزانة ردود الافعال، ممايفقده زمام المبادرة.
بالنسبة لي حكم القيمة او الValue judgment، فلا انكر استخدامي له، وفق منهج محدد، ولاادري ماالعيب في الوصول لنتيجة محددة عن طريق الملاحظة، وهل الحقيقة العلمية بي مفهوما الغربي تتبع نهج غير هذا؟
مرة اخري بدل الركون للاحتجاج، رد علي استنتاجنا، باستنتاج مغاير يثبت جدوي الماركسية كاداة تحليل لواقعنا.
كون الماركسية مغبشة لوعي يساريينا، فهذه حقيقة من وجهة نظرنا، والدليل خلاصة حالة التيه والسلبية المحيطة بحصيلة مجهود الشيوعي حيث ظل وعلي مدي نصف قرن، يلهث خلف عجاج عجل حركة التاريخ في بلدنا!
الشيوعي ذي شيخ الدين في كرري، تسبب فيي هزيمتنا، باخراج قلب جيش المستنيرين، من معركة ايجاد البديل للسودان المصري، بملاحقته لسراب قوة بريطانية صغيرة، مماافسد خطة الخليفة الجهنمية، وبشهادة تشرشل شخصيا!
لوقام شيخ الدين بالدور المرسوم ليهو وفي الزمن المحدد، لربما خط سير التاريخ الحالي، كان تغير نهائيا.
بذات القدر، لولا الماركسية وتغبيشها لوعي مستنيرينا، بتشخيصها الخاطئ لحالتنا المرضية، لانجز الشيوعي مشروع الحركة الشعبية المتمثل في سودان جديد، بديل للسودان المصري الحالي، منذ الخمسينات، علي الاقل علي المستوي الفكري.
علي كده ماكانو ماتو ملايين وتشردو ملايين، لنزاحم النمل في اجحارو بحثا عن مايسد الرمق، رغم كل الخير الفي باطن ارضنا، وعلي ظهرها!
تقول لي انفعال زائد؟
علي العكس انا مامنفعل بمافيه الكفاية ياحبيب.
| |
|
|
|
|
|
|
|