دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: سلطة الحزب.. أوالجماعة في مواجهة الفرد.. من هنا تبدأ الأعمال الجليلة في التكون!.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الفعل (النقدي):
إن مفهوم علم الإجتماع الخاص ب"الفعل"، كما أبرزه علماء اجتماع كلاسيكيون مثل ماركس وتوكفيل وفيبر، ينبني على أن الظاهرات الإجتماعية، سواء إتخذت شكل (الحدث).. (المعطى الفريد).. أوأي شكل آخر، كانت دوما مركبات أفعال فردية. هذا المبدأ المنهجي "الذي يتبناه ضمنيا أوصراحة أغلب الفلاسفة السياسيين وعلماء الاجتماع"، يحيل في أحد مستوياته إلى أنه إذا كانت الأفعال الأولية للأفراد هي وحدها القادرة على فهم ظاهرات علم الاجتماع الواسع، فلا يؤدي ذلك إلى "أن تكون نتاج "حرية الاختيار"، أوحرية مدركة بصفتها مطلقة"، ذلك أن فعل الفرد يتطور دوما " داخل نظام من الإكراهات المحددة بوضوح تقريبا، والشفافة تقريبا بالنسبة للأشخاص والدقيقة إلى حد ما"، ولعل ذلك يعني أن مفهوم الفعل "Action" لا يمكن إدراك أبعاده كدالة فردية هنا إلا عبر مفهوم آخر يشار إليه ب"المجتمعية".. أوSocialisation، بصفته نوعا من الإعداد أو"التقويم الذي يدفع الفرد بواسطته الى استبطان المعايير والقيم والمواقف والأدوار والمعارف والمهارات التي ستكون نوعا من البرنامج المخصص لكي ينفذ الى حد ما آليا فيما بعد". ومن هنا في تصوري يمكن إدراك المغزى الكامن وراء عبارة أن فعل الفرد يتطور دوما " داخل نظام من (الإكراهات) المحددة.."، ذلك أن مفهوم المجتمعية، كمخطط إعداد سابق، أوتصورات جاهزة للعالم تقوم بتسجيل واستبطان "الإجابات" التي " تكون مناسبة لإعطائها لمختلف الأوضاع التي يمكن أن يصادفها" العنصر الاجتماعي، لا يمكن أن يقدم مفتاح تصرف الفاعلين الاجتماعيين "إلا إذا افترضناهم مواجهين بجملة جاهزة من الأوضاع التكرارية"، وهذا ضد منطق التاريخ الذي نعلم منذ ماركس أنه لا يكرر نفسه إلا على نحو ساخر، مما يسبب عاجلا أوآجلا نوعا من الصدام يتحدد مدى قوته سلبا أوإيجابا وفق درجة الإختلاف التي يحملها الفعل الفردي تجاه التصورات الجماعية السائدة للعالم ودرجة ما تحمله هذه التصورات من قدرة على تفهم الفعل الفردي المختلف أوالمفارق جزئيا أوكلية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلطة الحزب.. أوالجماعة في مواجهة الفرد.. من هنا تبدأ الأعمال الجليلة في التكون!.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأحزاب:
على صعيد نظري عام، وإستنادا على حقيقة أن جميع المجتمعات غير متجانسة (بدرجات مختلفة)، تجمع الأحزاب "أفرادا متشابهين تقريبا في أوضاعهم الاجتماعية-الاقتصادية، انتماءتهم الدينية، وموقفهم من العالم ورؤيتهم له. في الوقت نفسه، تضعهم في مواجهة الذين يتميزون عنهم بالنظر للمعايير نفسها. وفي الحالتين، تساهم الأحزاب في "بناء" الحقل السياسي، محددة هي نفسها الرهانات، وعارضة نفسها على الأفراد كرموز إيجابية أوسلبية". وما يهمنا هنا أكثر يتمثل فى مدى إتساع أوضيق حيز ماهو مسموح به أوغير مسموح به للعضوية على مستوى فردي من رؤى مغايرة بدرجة أوأخرى تضع الحزب نفسه كبنية فكرية وتنظيمية موضع تساؤل ونقد.. بما يساهم أولا يساهم في تجديد الحزب وتطوره وفقا لمتغيرات تاريخية اجتماعية ما داخل مجال حركته الحيوي وموضع إهتمامه. و(قد) نتناول هنا تفصيلا وضعية الراحل (الخاتم) أثناء فترة وجوده الأخيرة داخل الحزب الشيوعي وخارجه كمثال بالغ الدلالة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلطة الحزب.. أوالجماعة في مواجهة الفرد.. من هنا تبدأ الأعمال الجليلة في التكون!.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
السلطة:
بداية نستخدم هذا المفهوم هنا بمعنى (القدرة).. التي يمارسها الحزب.. كوحدة فكرية وتنظيمية.. على مجموع عضويته.. وذلك من أجل "مطابقة الدوافع والمصالح غير المتجانسة" داخله. وهنا.. أي فيما يتعلق بمثال الحزب الشيوعي (في السودان).. سنحاول من خلال فحص نماذج لوقائع تاريخية معرفة إلى أي مدى تأثر هذا الحزب في نظرته إلى السلطة بالمعنى المشار إليه أعلاه بتعريف ماركس لعلاقات السلطة على ضوء مفهوم الصراع الطبقي ك"لعبة بين شخصين ذات نتيجة لاغية" لأحدهما. إن وضعا كالذي يشير إليه ماركس يتضمن على الأقل حالتين مختلفتين تماما هما: "(التبعية) الكاملة والدائمة لأحد الفاعلين بالنسبة للآخر".. و"(الحرب حتى الموت) بين المتصارعين". وهو ما قد يوضحه مسار التطور الفكري والسياسي لشخصيات مثل عوض عبدالرازق والجنيد علي عمر وعمر مصطفى المكي وعبده دهب وآخرين من ضمنهم الخاتم عدلان بالطبع!.
| |
|
|
|
|
|
|
|