تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-15-2024, 05:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبد الحميد البرنس(عبد الحميد البرنس)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2005, 10:14 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)!

    .
                  

10-24-2005, 10:56 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    "ليتني, غفر الله لي, أكون ولو ممسكا بخطام بعير سيدنا عبد الله بن عمر, رضي الله عنهما. ذكروا أن رجلا سبه في الطريق, فلم يرد عليه وظل سائرا والرجل يتبعه ويسبه. فلما وصل سيدنا عبد الله بن عمر إلى داره التفت إلى الرجل وقال له: "يا هذا. أنا وعاصم أخي لا نسب الناس". وأكثر ما يهزني في هذه القصة أنه قال "أنا وعاصم أخي". ولك أن تتخيل أنه لم يرد أن ينفرد بالفضل, أو أنه ذكر أخاه في ذلك السياق لفرط محبته له, يستحضره في جميع أحواله. وعاصم هذا كما نعلم هو جد عمر بن عبد العزيز لأمه, من تلك الأعرابية التي أبت أن تغش اللبن وقالت لأمها "إن كان عمر لا يرانا فإن الله يرانا". فرأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بفراسته ما رأى, فزوجها من ابنه وجاء من ذريتهما أشج بني مروان, الذي أوسق الدنيا عدلا زمنا قصيرا ليته طال, إلى أن مات أو قتل. تلك ذرية بعضها من بعض.

    ذلك لأن من حسناتي القليلة, عفا الله عني, أنني لست شتاما ولا صخابا في الأسواق. بيد أن منسي يومئذ, أخرجني عن طوري. لقد قطع علي طريقي, وظهر فجأة مثل الشيطان ليفسد علي ذلك الحلم الجميل. هاأنذا الآن متهم بالتقصير الإداري وهو تقصير واضح لا مراء فيه. لكنه محتمل, الذي لا يحتمل هو أنني متهم في أمانتي وقد كنت أظنها فوق الشبهات".





    الطيب صالح/ مختارات 1 (منسي: إنسان نادر على طريقته!)/ رياض الريس للكتب والنشر/ بيروت/ نوفمبر 2004.
                  

10-24-2005, 12:50 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    فكرة هذا البوست:

    يحدث لي, أثناء قراءة هنا وهناك, أن تصادفني حكمة مكتوبة داخل سياق ما, فيبدو لي الأمر كما لو أنني أرى توهج مجرة وسط سديم تطالعه عينا نفس محبة, فأحب أن أشارك الآخرين ما أسميه "فيوض المتعة".

    وشيخي الصالح أول الغيث هنا.

    محبتي
                  

10-24-2005, 01:11 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    شيخ بورداب مبدعي كندا
    منذ فترة بدات في تسجيل ملاحظات نقدية بعد قراءتي لمنسي ,
    وساحاول نشرها قريبا وهي عن شبح الرواية في "منسي"
    نفعنا الله بك و بنفحات شيخ طريقتنا الروائية "الطيب صالح"
    مودتي
    المشاء
                  

10-24-2005, 01:23 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: osama elkhawad)

    "البلاد التي قتلت عاشقيها..
    البلاد التي عشقت قاتليها".


    أسامة الخواض
                  

10-24-2005, 01:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    "فأسٌ ونار
    ـــــــــــــــ
    يسّر لها موقعها المتاخم لشباك من شبابيك العرش كان مشرعاً حينها
    أن تكون ظلالها الفـضوليّة شهيدةً صامتةً على ذاك الحوار القـرآني
    بين الرب وملائكته المعترضين على تنصيب آدم خليفةً على الأرض

    أفـتتنت بوليدها كما كل أم وإعـتنت بهما وعندما طوّحت بالفخار
    الناطق يدٌ لاراد لأمرها إختارت هي الأخرى النزول إلى الحضيض

    لكن طباع الخليفة الوديع سيّد الأسماء تبدلت و إستغلظت بعد
    هـبوطه إلى الأرض بزمن ٍ وجيز
    سئم الظلال وعاف المعاش على الثمار و أخضع رفـيقة شقائه
    وذريّـته لجبروت ثم تخطي حدود المكان الأليف مرتدياً ملابس
    بربريـّة تحقـقـت بها نبوءة الملائكة هاشاً بعصاة الإكتئاب
    الناجم عن خسرانه للفـردوس وتدليل الإله وتمشيط الملائكة
    لخصلات شعر حواء مُراح اللعنة من مرج إلى آخر

    صامت عن الطعام والشراب وكادت تشرف على الجنون وهي
    تـنوح لولا إشفاق نسائم هـدهـّدت لوعـتها فإستحالت دموعها
    صمغاً( غـفـرانك يا إلهي فـنحن بنوك قـساة جناة نـلـوك
    دموع الأمومة )، وضمّد ملح البحر جراح الفـؤاد الشجري
    ـ طابت الجراح بعد عـناء مخلّـفـةً على السوق والأغصان
    نتؤات وشقـوق، وطمأنتها الحيوانات بأن وليديها سيذكرانها
    يوماً بعد تيه

    أشرقـت وأثمر فـؤادها بلقاح أمل بعيد وكست الأرض بمخمل
    الإنتظار الأخضر حتى يطيب للغائبين المقام فلا يهجرانها مجدّداً

    لم يطل إنتظارها إذ لمحتهما يقـتربان بعشيةٍ تسوقها مظلة من
    غـبار مواشي وصيحات فخار وليد
    عادا و لكن بلا أشواق
    بفأس ٍ و نار!"


    عثمان محمد صالح
                  

10-24-2005, 01:49 PM

محمد عكاشة
<aمحمد عكاشة
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الاخ عبد الحميد
    تحياتى
    بجانب (منسى) صدرت ثمانية اجزاء من المختارات والمجموعة تنفد من مكتبة مدبولى ..
    تقبل سلامى..وكاتبنا الكبير
    مع مودتى وتقديرى
                  

10-24-2005, 01:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: محمد عكاشة)

    "سأكتبُ أنّ السُّكوتَ..
    بوجْهِ الظّلامِ انكسارْ
    وإشْهارَ غُصْنِ السّلامِ..
    لمنْ لا يردّ السلامَ هزيمهْْ!".


    فضيلي جماع
                  

10-24-2005, 02:04 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    شكرا لمرور ضاف (يامحمد):





    "فى بحرِ عينيها الواسعتين
    مثل أمنيات العاشقين
    رأيت سفينةً تغنى
    كنت حينها مغمض القلبِ
    مصغياً لهديل عذوبتها
    يكتب فى الهواء
    تذكاراً للعشقِ
    يروى عن وعده الضنين
    كنت مغمض القلبِ
    حتى لا أرى
    حتى لا يرانى
    قدرى الحزين
    كيلا يدنس فرحتنا
    صخب العابرين فوق همسنا
    أو يخدشُ رقةَ ذلك البحر
    غبارٌ يُضمِرُ الحسد
    ويورث البعادَ والأنين".


    أبوذر المطر
                  

10-24-2005, 02:13 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عبدالحميد
    لك الود والتقدير والشكر على هذه النافذة المتميزة لنثر الخلاصات والروائع00
    سأعود لك لا شك في ذلك000ومعي الكثيرون00
                  

10-24-2005, 02:30 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: فتحي الصديق)

    شكرا (يا فتحي) لمرور ضاف جميل وتحية عبرك للصديق المشاء مع أمل مطالعته لما سيكتب في القريب. وفي إتظارك ومع كل أولئك الجميلين:





    "جلست بعيدا ...
    هكذا خيل لك : ان الماء لن ياتي اليابسة
    من بين يديك ..
    وأن الباطل أن تتوقع ذلك
    كنت محفوفا بانانية العارفين
    لصيقا بحظوة الملائكة
    تدير الشئون اللازمة بالشئون الموضعية
    كنت أكثر الناجين فرارا من اللحظة
    تدخلها لتنسى
    وتنسى لتدخل المعادن
    عندما جاءك الوقت
    دمعت عيناك
    حاولت ان توقف السيل
    كان كل شيء يتكشف
    الازمات تخضر وتزهر
    والمعدن يومض في الافق".


    عثمان البشرى
                  

10-24-2005, 02:50 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    " ... و حين يغطي العشبُ ذكرياتنا ..
    و تشهق المأساةُ في البيوت ،
    بأي سيفٍ أقهرُ الطغيان ؟
    قال بيدبا : بسيفِ الضعفاءِ كلِّهم ..
    بأيِّ نارٍ أُحرقُ الأكفان ؟
    قال بيدبا : بنارِ فقرهم و ذلِّهم ..
    بأيِّ شيئ أصنعُ الإنسان ؟
    قال بيدبا : تصنعه إذا سقطتَ - واقفاً - من أجلهم ... "


    الفيتوري ، سقوط دبشليم
                  

10-24-2005, 03:03 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    موسيقى الباب



    البابُ
    مغامرةٌ على أوتار الفراغ
    كائناتٌ قليلة
    تعرف الطريق إلى الغرفة البيضاء
    هنالك برفقة القمر الوحيد
    نوقظ اللّيل والمساند والفوانيس
    والمياه في خزائن الكائنات
    الباب الذي يفتح
    العشب نحو نافذة الشمس
    ينمو كشجر
    يوفّر الظلال والأوراق للرعاة في سهل الكلام
    يسير على ضفاف الماء
    مثل دعاش خفيف على خدود العاشقات
    يمسح قطرات البخار بشرائح الورق الرهيف
    هو الباب الأخير
    الباب الذي يكشف الكون في ساعة البيت
    الباب الأخير لسيدة الأبنوس
    وهي تمسك الساكسفون
    والبيز جيتار والطبل والكمان
    لحفل صاخب في الليل
    الباب ظل مفتوحاً
    على بهو عريض في القصر العتيق
    يمرّر الهواء مثل نافورة في وسط المدينة
    لنشربَ أكواب الفاكهة
    وشاي الصباح
    مغمورين بصندل الغابات وموسيقى الجاز
    وبنات الأدغال يرقصن عاريات
    كأنما يزرعن المزامير في صخر الجبال .



    نصار الحاج
                  

10-24-2005, 03:13 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    "هذا السلام
    سنفتديه الروح
    نقدسه...
    نألهه ....

    للآتون في الدرب
    المطلسم
    بلا دليل .....

    ولسوف يغدو
    فينا فرض....
    ونافلة
    تصلى في
    الصباح
    وفي الاصيل

    ورد يرتله
    الجنان...
    ويحفه بقبلتين
    عند المقيل

    ولسوف يغدو
    تميمة
    في عنق
    مفترض
    العويل".


    صفاء فقيري
                  

10-24-2005, 03:17 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    (1)

    بعض الناس يعيشون

    لكي تحيى الأفكار بهم ما عاشوا،

    فإذا ماتوا ماتت.

    بعض الناس يموتون لتحيى الأفكار

    فإن ماتوا عاشت!

    (2)

    ليس همّك الطريق نفسه،

    لكنما بداية الطريق.

    ولا الوصول، بل كيفية الوصول!

    والطريق ليس غاية،

    لكِنْ معالم الطريق!

    والنصر،

    ليس نصرك الشخصي ،

    بل لمن معك.

    والنصر يتبعك!

    فالمجد لك!!

    (3)

    المجد ليس في إراقة الدماء،

    هكذا تقول، بل

    في حقنها وصونها،

    وغرس بذرة النماء،

    والمبادئ العليا

    بتربة النفوس.

    تلك التي رعاها السوس!

    لذا،

    كنت لنا بوصلةً

    لسكة السلامة.

    وأملاً،

    وكوة للضوء، حافظاً

    لبعض هذه الكرامة،

    تلك التي فقدناها.

    وكان همك الدءوب

    غسل هذه المرارات التي

    احتقنَّاها،

    حتى تمكنت،

    واستحكمت واعشوشبت،

    ثم رعيناها!

    وظل همّك التحذير عن مزالق الدروب

    تلك التي رأيناها

    تمزق الشرقا،

    وتحرق الغربا،

    وتغرق الشمال و الجنوب!

    وحين جئتنا ببعض فيض "نايريري"

    معلماً للصبر،

    في حكمة "مانديلا"،

    نموذج الأناة و المثابرة،

    هطلتَ مثل مطر البُخات،

    تغسل الأرض التي

    سالت على جبينها الدماء الطاهرة.

    هذه الأرض التي

    قد أنهكت وانْتُهِكَتْ

    أرضنا الصابرة المصابرة،

    لتستعيد بعض خصبها

    لوطنٍ جديد،

    "سوداننا" الحلم الذي صوّرته،

    وصنته،

    بهمَّةٍ وثَّابةٍ

    وبصرٍ حديدْ!

    " سوداننا الجديد"!!

    (4)

    كان لابد لهذا البحر أن ينْشَقَّ

    يا موسى،

    و للموج، وإن علا وثار.

    هاأنت يا صاح، وخلفك المستضعفون

    في الأرض، وهؤلاء المؤمنون السحرة،

    كلهم خلفك يا موسى

    وها هم الحيارى الخائفون

    من بطش هامان، ومن ثراء قارون،

    من الجند، ومن فرعون،

    هاهو المغرور في إثْرِكَ،

    قاب قوسين، وهم يقتربون!

    وصاح صائحٌ " إنا لمدركون"!

    (كلا!

    ربي معي، وأنه يهدين)!

    وإذْ ضربْتَ البحر يا موسى

    بمطرق السلام،

    انبجس البحرُ فصار فرقتين

    كل فرقة تلوح كالطود العظيم

    وبان في اليمِّ طريقٌ لاحبٌ

    من نحو "نيفاشا"،

    عبرته لشاطئ "الخرطوم".

    (5)

    هذه الألواح

    لمّا يجف عنها المدادُ بَعْدُ

    و الجمهور،

    في صمته السامي،

    وفي سموِّه المقهور،

    ما زال في وقفته بالساحة الخضراء!

    تتلو على جموعهم

    سفراً من التسامح النبيل!

    (6)

    هل ما أراه الآن

    سِنةً من نوم؟

    صعَدْتَ للطور إذَنْ،

    على جبال " الأماتونج"!

    فلو تريثت قليلاً!

    ليت الذي أراه الآن

    سِنةً من نوم!

    ما بال هؤلاء القوم،

    في غيابك العاجل لا يصغون!

    ما بالهم،

    و أنت قد تركت فيهمُ هارون؟

    ما هذه الفوضى؟

    وأنت ما تزال بعد، و الصدى

    يحمل بشريات صوتك الدافئ

    والواثق، في قدومك الميمون،

    تنداح في جموع الساحة الخضراء

    أملاً، يلوح مخضرّاً،

    يسيل دمعة رقراقة من العيون!

    (7)

    ما بالهم أُلاء، يُهرَعون!

    في سَوْرة من الهياج،

    في الطغيان يعمهون!

    والسامريُّ والشيطان

    ينسجان

    من أحابيل الخداع،

    يجمعان

    من مشاعر القوم الذين استضعِفوا،

    حليَّهم،

    وزينة من باقيات عزمهم،

    ويصنعان

    عجلاً مجوَّفاً،

    عجلاً له خوار!

    وهاهُمُ،

    والسامريُّ والشيطانُ،

    والمغفلون، والذين استُغْفٍلوا،

    والساذجون الطيبون،

    خَرُّوا أمام الصنم الخَوّار ساجدين!

    وانفلت الزمام!

    ومثلما أراد السامريُّ والشيطانْ،

    ثارت فتنةٌ عارمة

    وغضب مجنون!

    موسى على الطور،

    وأنت يا هارون

    فرداً،

    وهؤلاء قومك الذين

    استضعفوك يا هارون!

    ...

    ...

    لا.

    ليس هذا ما أردت أن يكون!

    إنَّ هذا لا يكون!

    إنْ كان مرةً من قبل،

    فلن يكون مرة أخرى،

    ولن يكون!!!

    (

    كنت وحدك الصادق،

    كالنبيِّ،

    في زمانٍ عجَّ بالمسيلمات!

    رحلْتَ في المجد، رحيلاً رائعاً

    عتابنا عليك،

    أَنْ رحَلْتَ فجأةً!

    عزاؤنا،

    أنَّ الطريق واضحٌ أمامنا،

    وبيِّن السِماتْ.

    وما رسَمْتَ من معالم الطريق

    واضحة،

    فليس ثَمَّ من رجوع!

    نَمْ هانئاً،

    ما مات من أيقظ في أمته

    إرادة الحياة،

    ما مات من بشّر بالسلام

    وقادنا إلى طريقه،

    ما مات من قد كان وحده،

    في ذروة العبوس

    بارق ابتسام!

    (9)

    نَمْ هانئاً،

    سنكمل المشوار

    فالعيون المبصرات

    قد جَلَتْ أبصارها عن العمى!!



    عالم عباس
                  

10-24-2005, 03:27 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    (1)

    لغةٌ أخرى ..

    بين اصابعه تركتها يدي ..

    تكتب جزءاً من روحي هناك ..

    ركنٌ جديد ..

    إبْتَعدّتُ به عن دنيا البخار ..

    ركنٌ حقيقي ..

    بين جنبيه رائحة الطين المطر ..

    جعلت رأسي ترتاح على ابتلال الأطراف ..

    أغمضت جفناً واحداً ..

    لأرى بالآخر صدر الكلام ..


    (2)

    إقتربنا ..

    في منامٍ ..

    عند غفوة احتجتها فيك ..

    رأيتك فيها تأخذني نحو سطور مجهولة ..

    في وسط الصفحة .. ركنٌ آخر ..

    طعمٌ .. آخر ..

    عزفٌ .. آخر ..

    إسمٌ .. أنت ..

    وعدٌ .. كنت ..

    إحتجت لكأسٍ كي أقرأ ..

    لأرشف حرفاً قهوياً ..

    أدندن مقطع "دوبيت" ..

    إحتجت لكأسٍ كي أعرق ..

    تتساقط فيه حبّاتي ..

    ألقي بالكأس على الورقة ..

    تبتل .. تنفتح الفجوة فيها ..

    نسقط من أعلى التل ..

    منها .. وأعود إلى ركني الخاص ..

    وإذا بالجفن الآخر ..

    أنزلته دون أن أشعر ..

    وإختفى عنّي الكلام .


    (3)

    استفهام

    هل كنت تغني حين أتيت إلى قلبي ؟

    أم كنت تنوح ؟

    أم كنت تغير على حزني

    هل كنت هناك ؟

    حين رأيتك ..

    بين بطيني ونبضة حرف رثاء فيني

    عند مغيبي .. عند حروف الخاتمة والإهداء

    هل كنت هناك ؟

    حين نظرت إلى عينيك

    حين رجوتك أن تخفيني داخل جفن من عينيك

    حين تركت الحب ورائي وجئت إليك

    هل تعرف معنى حبي ؟

    هو كم هائل من أحلام ..



    عبير خيري
                  

10-24-2005, 03:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عجوزان فوق الشجرة

    بقلم: عيسى الحلو

    كانا معاً العجوز رضية.. والعجوز معتصم، يقفان جنبا الى جنب خلف النافذة ومنها جنباً كانا ينظران الى الحديقة.

    كان المساء يضفي لونه الرمادي على الفضاء ويلون الخضرة كلها بلون اغبش خفيف فكانت الحديقة كلها تذوب في المساء اما السماء الغربية فكانت تكتسي بالوان حمراء وصفراء وبرتقالية وتتلاشى الالوان في بطء تمهد لليل لان يدخل في المشهد المتسع الافق.

    وفي وسط الحديقة تزهر شجرة التين فوق شجرة التين هبط عصوران متعبان ونظرت رضية الى اسفل فكانت الارض مخضرة العشب ونظر معتصم كانت الاوراق الذابلة تتساقط وتطفو فوق الماء الذي يغمر العشب نظرت رضية اختلجت الاجنحة تهم بالطيران . ربما سيرحلان معا من جديد ورأي معتصم ذات الاختلاجات اذا سيرحلان في اتجاهين متعاكسين نظرت رضية.. ربما هما سيطيران معا وفي اتجاه واحد.

    انطلق العصفوران دارا دورة واحدة حول شجرة التين ثم اختفيا في طيران عال وغابا في قلب الليل.

    في الايام الاولى في بدايات قصتهما كانت الحياة حولهما يانعة وثمار التين كانت قد بدأت تصنع رحيقها الحلو، وكان العصفوران يغردان معا ويحلقان معا ثم ينزلان على الغصون بعد ان ينال منهما التعب السعيد وبعد هذا الاعياء اخذا يفكران في الراحة كأن يضعا حداً لهذا التوتر وفي الشتاء تزوجا فاستدفئا بالمشاركة وظنا انهما قد وضعا حداً للقلق.

    وفيما بعد في زمن طويل حلقا معا دخلا كل الحدائق اكتشفا تقلبات الحياة اكتشفا ان الحياة هي دائماً اشياء قليلة اقل مما ينبغي وكانت الايام مثل امواج تذهب وتجيئ تغذيها الشؤون الصغيرة عرفا انه من الصعب ان تتحمل انساناً لوقت اطول مما ينبغي وكانت لمسات الايدي تفقد دفئها، وتلاشت استيهامات الحب وعدم الصبر يولد الضيق وفي ذاك المساء جاء الضيوف على العشاء ولكن رضية نسيت الامر كله فتشاجرا وصفع معتصم رضية فكاد الطلاق يقع وقبل النوم تبادلا الاعتذارات.

    «انا لك الى الابد» قالت رضية

    «انا لك الى الابد» قال معتصم

    استمرت حياتهما.. وكانت الايام تكرر نفسها والحياة بينهما مثل ساعة رملية يمتلئ اسفلها بالسأم فكان يشتري لها عقداً ويقول «هذا لك.. وانا لك الى الابد».. وكانت تشتري له ربطة عنق حريرية وتقول «هذه لك وانا لك الى الابد».

    كان الحوار بينهما يدور حينما يتصافيان وتواصل الساعة الرملية عملها، ومن حين لحين كانا يغلبان الساعة رأسا على عقب، لتجدد دورانها لقد كانت توترات الحب بينهما تتجلي في التفاصيل اليومية الصغيرة فهي مكينزمات حتمية احياناً واحياناً هي اندفاعات وتوازنات سايكولوجية تعمل في الحفاظ على تماسك علاقتهما ووسط كل هذا ما كان احدهما ليعرف هذا الذي يحدث له بالضبط لقد اعيتهما هذه الجهود لكي يحتفظ كل منهما بالآخر.. وبسبب هذا الاعياء.. اخذ كل منهما يفكر في التخلص من الاخر.

    في ذاك الصباح اعاد معتصم توصيل اسلاك الكهرباء للغسالة حتى تكهربت الآلة تماماً، ولكنه.. خاف ان تموت رضية بضربة صاعقة مفاجئة كان يسمع ازيز الآلة ورضية تعمل ويداها مغموستان في زبد الصابون.. وقف معتصم الى جوارها نظرت بطرف عينيها.. وقال بصوت هادئ.. لقد اصلحت العطب.

    ****

    نظرا معاً للعصفورين المعلقين بأعلى شجرة التين توترا سيفترقان في رحلتهما القادمة؟ هل سيظلان معا ليدمر كل منهما الآخر؟

    كانا عجوزين رائعين.. متعلقين بالحياة.. ممتلئين بالخوف من الموت.. ان يموت كل منهما علي حدة او ان يقتل احدهما الآخر فكان الحب يرتعش مع الاجساد الشائخة المرتعشة، المساء يهبط.. النهار يتقلص مثل ثوب ويخلع نفسه من جسد الوجود، ومن خلف النافذة ينظران معا لهذا التراجع التدريجي للنهار وكان كل منهما يسأل نفسه «هل يمكن لي ان احب من جديد؟»

    في تلك الليلة هبت عاصفة من عواصف شهر يونيو كانت الابواب والنوافذ تصطفق والتراب الناعم الاحمر ينعقد سحابات فوق رأسي العجوزين، وهما صامتان متقابلان وجها لوجه والعجوز رضية تجلس على مقعدها تضع نظارتها على عينيها وتواصل حياكة وترقيع الملابس القديمة وكاد العجوز معتصم ينفجر من الغيظ اذ احاطت به الغيمة الترابية ورضية في صمتها ولا مبالاتها واخذت الابواب و النوافذ تصطفق اذا لقد انكشف المستور وانتهى كل شئ نعم لقد حافظت رضية على القيام بواجباتها ان تغسل قدمي معتصم بالماء الدافئ وتعد له مرق اللحم بالخضار وتأتيه بجلباب النوم ولكن شيئاً ما فيها تغير ربما معتصم هو الذي تغير، هكذا كانت منولوجاتها الداخلية تعمل جاهدة في طحن الافكار.

    كانا واقفين جنباً الى جنب خلف النافذة والحديقة والعصفوران يبذلان قصارى الجهود ليسع المنظر هذه التداعيات..

    يقولون ان السأم كالصدأ يأكل كل الاشياء التي يكسوها.. هو شئ من هذا القبيل شئ يحدث خلف النافذة فكاد العصفوران يشعران به فاختلجت الاجنحة وهما بالانطلاق واشتد هبوب العاصفة اشتد اصطفاق النوافذ والابواب وانقلبت الصورة الفوتوغرافية المعلقة على الحائط انقلبت الصور على وجوهها.

    كانت هي خمس صور صورة البنت الكبرى والولد الاوسط و البنت الصغرى فالولد هاجر الى الخليج والبنت الصغرى سافرت مع زوجها الى كندا والبنت الكبرى مع زوجها في امدرمان وهناك صورة لمعتصم وصورة لرضية، عدل معتصم اوضاع الصور وترك صورة رضية مقلوبة منذ تلك الليلة تغيرت حياة العجوزين.

    اخذ معتصم يجئ مع الفجر صبغ شعره اشترى قمصاناً جديدة واخذ يمشي وهو يدندن بلحن مرح . وفي صمت حزمت رضية حقيبتها وذهبت لبنتها في امدرمان.

    اقفر البيت المهجور، ذبلت أصص الورد ماتت العصافير في اقفاصها وهرب العصفوران في قلب الليل وفي خطابات الاولاد المتبادلة كانت القصة تاخذ شكل المهزلة ثم تتبدل الى قصة رومانسية شيقة.

    انطلق العجوزان في سموات واسعة فكان العجوز معتصم دائم الاصطحاب لفتاة سمراء طويلة ورضية شوهدت تركب سيارة كريسيدا حمراء بصحبة شاب ثم شوهدوا كلهم معا داخل الحديقة العامة كما لو كانوا يلتقون مصادفة.

    *****

    عندما دلفت رضية الى الحديقة رأت الازهار.. والعصافير وجريان الماء المنطلق، كانت الحياة كلها تنطلق، وتحت وطأة الاحساس الجديد اصطنعت لها عادات جديدة فكانت تجلس علي ذاك المقعد الذي يتوسط الحديقة والى جانبها صديقها الشاب وفي ذات اللحظة جاء معتصم بصحبة فتاته الطويلة السمراء وجلسا الى ذات المقعد.. وكانوا كلهم يتحدثون في وقت واحد كانت الاصوات تتداخل وتتوازى وتتقاطع ولا تلتقى ابداً عند نقطة ما وفجأ اشتبك اربعتهم في عراك وعندما صفع الشاب رضية انبرى له معتصم وتدخل رواد الحديقة في فض العراك.

    *****

    امسك معتصم بذراع رضية وذهبا ملتصقين ورأس رضية يستلقى على صدر معتصم وهي تبكي.

    وفي الايام التالية تظاهر العجوزان بانهما التقيا في حديقة البلدية لاول مرة فتحابا من جديد وان ما حدث لهما يحدث فقط لاول مرة وان ما يتردد هو محض خيال كذوب..

    وفي الشهور التالية بدأ في تنفيذ مشروعهما المشترك اذ بنيا مقبرتين جميلتين احاطا المقبرتين بحديقة ورد في وسطها شجرة تين مذهرة.

    وخلف النافذة كانا يقفان جنباً الى جنب وتنظر رضية للعصفورين ينظر معتصم لشجرة التين.

    ******

    ويهمسان «اننا نمنح نفسينا فرصة اخرى فان لم يعد هنا وقت فهناك يتسع الوقت».

    وفي هذا كله كانا مثل عصفورين معلقين فوق شجرة.. كانا يقفان خلف النافذة ينظران الى الحديقة فكانت الحديقة تتسع وتتسع لتستتوعب المشهد حيث تتدفق منولوجات العجوزين كما الجداول الجارية في فضاءات المساء وترجيعات ارتعاشات الشيخوخة.
                  

10-24-2005, 03:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    "لا تشكيلي أبكيلك ...
    براى كايس سبب ..
    العَبْرة متوسدة جوف الحَلِق ..
    و الدمعة في طرف المآقي .. شويـــــــة و تنزلق ..
    فتيل فانوس البُكا .. أرهف من رهيف .. هبْشة و يتفتق ..
    لو شكيتلي .. ببكيلك ..
    مع إني متعود .. أقعد براى متوهط الروح و النفس ..
    و أتحاشى النحيب وسط الخَلِق ..


    لا تشكيلي أبكيلك ..

    ال فيني كافي و زيادة ..
    كل القصص صارت مُعادة ..
    لا تحكي لى ..
    عن البنية العاشت وفية ...... و ما لاقت مُرادا
    ولا عن زولا هميم ... متوسد الأحزان وسادة

    لا تشكيلي أبكيلك ...
    لا تغرك مني صرامة ولا شجاعة ...
    ببيع الدنيا و متاعا ..
    بس ما أشوف زولا ينتحب ..
    بتحاشى شوفتو .. و بتحاشى صوتو ..
    برضو أتاوق أتمعن ملامحو ..
    ألقالو العذر .. إستغفر أسامحو ..
    حرقة حشاى ما بْتقْبل شفاعة ..
    أرجوك ..
    لا تشكيلي ببكيلك".


    أبوجهينة
                  

10-24-2005, 04:03 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    ليكف الحنين عن بكائه


    (1)

    من دسّ
    بين يديك
    صلصال الحنين
    ليتشرد دمي
    بين طرقات قلبك
    تسرقني
    ازهار بلا رائحة
    وتعشقني
    اشجار بلا ظلال

    (2)

    احبك
    فقف
    تسير قوافل روحي
    الاسيرة لواحة نشيدك
    تعشقني نجاة

    (3)

    تعال
    بقربي
    تضاجع البلاد
    طمي دمي

    (4)

    أفقت
    علي آذان حلمي
    تهيأت روحي
    لصلاة النشيد
    فاجئني طمث الذكريات..

    (5)

    منذ ركضت
    حوافر اسمك
    علي تراب روحي
    نقشت صهيل دمي
    علي جسد القصيدة

    (6)

    يعدون
    جسدي وليمة
    للمساء كل يوم
    عمدا ينسون
    دعوة الحنين

    (7)

    كلما حاولت ان اوارب
    حزن فرجي
    قادتني دروب النسيان
    لذكري عالم بلا شفرين


    8

    أفتش بين
    فوضي حواسك
    عن قلب يخصني
    عنوة اغلقت نوافذ القصيدة
    استراح الليل طويلا علي سرير الابجدية

    ( 9)

    أطلقت
    ساعتي
    عقاربها
    تجاه القلب
    اختل طائر الوقت
    سقط علي مستنقع الاوطان
    مذبوحا من الالم....

    (10)

    كلما عض ّحنيني
    علي شفة الذكري
    فاجئني طلق البعاد

    (11)

    ليكف الحلم
    عن بكائة
    غريبه
    سارت الروح
    علي شارع المنفي
    وغريب
    التقي غربتها
    علي مشارف الاحزان
    تم الفتك بما تبقي من سيرة الاوطان

    (12)

    افرغ
    بندقية جسدي
    من رصاصها
    اخبئ
    شمسك في جيب روحي
    وامضي
    للقاء النهار عارية
    من كهولة الوقت
    ومن عمر ناهز الاحزان

    (13)

    تصدني
    لحظة الدفئ
    اقف بمحاذاة فقدي
    اعب كؤوس سنيني
    من نهر اخذ كل رنين
    منابعي
    عند اكتمال حنيني

    (14)

    اصعد الي صهوة نخيلي
    وهزّ الي بجذع المدينة
    يكبر عمري قرب البلاد
    ينسي حنيني
    طعم البعاد

    (15)

    الغربة:
    ان يجبرك فتي عمرك
    علي رسم شتاء قلبك
    وعند ما يصرخ اللون راعفا
    ينسج الشاه قماش فمي
    فيتوة عمري في غابة
    بلا الوان


    عالية عوض الكريم
                  

10-24-2005, 04:11 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    جمال يعثر أخيرا علي خاتم المني.. قصة قصيرة

    ذات يوم كنت أتجول في سوق الجلود في مدينة أمدرمان وفجأة في الزحام رأيت وجها أعرفه، مجرد أن رأيته قفزت بي الذاكرة عبر السنوات لأراه هائما في طرقات القرية يحمل طنبوره، صانعا من أنغام حبه السعيدة حواجزا بينه وبين العالم النائم في سبات مواسم ما بعد الحصاد. ثم وهو يبيع خضرواته للعابرين وللغجر. كان حالما حتي وهو يبحث عن الثراء، وجدته ذات مرة وقد تأبط طنبوره وامتشق عكازا ضخما ووضع فوق رأسه عمامة ترباسية وقال لي :

    أنا ذاهب لأبحث عن خاتم المني، اكتشفت أنه سمع بالخاتم من أغنية شهيرة للبلابل ، بعد أشهر من التجوال في الصحاري والبراري عاش فيها علي لحم الغزلان والأرانب البرية، عاد وقد امتلأ جسده بالجروح من كثرة استخدام الامواس لفصد السموم من جسده، قال لي أي حجر رفعته من مكانه بحثا عن خاتم المني وجدت تحته عقربا لدغتني! كان غارقا في أحلامه حتي وهو يبحث عن السلطة، ترشح مرة لانتخابات اللجنة الشعبية والقي كلمة في الناس الذين توقفوا للإستماع له أثناء حصاد القمح فيما كانت نغمات شاردة من طنبوره تشكل موسيقي خلفية لخطبته الحماسية.

    وحين خسر الجولة الاولي اعلن:

    الناس بقت ما عارفة مصلحتها وين.

    وحين خسر الجولة الثانية اعلن:

    الجبهجية رشوا الناس بالسكر.

    أمن شيخ الطيب علي كلامه بسؤال: زولين واحد جة شايل سكر والتاني طنبور تدي ياتو فيهم؟

    وما بين خطي المال والفن المتوازيين سارت حياته ، تمر عليه ايام يعتكف فيها داخل المسيد ويهمل طنبوره، يحب الدعاء بعد الصلاة خاصة في ايام وفاة شخص ما.

    اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه..



    يستغرق هو في البكاء بنشيج متقطع.

    اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا:

    يختنق صوته المتهدج في الدموع..

    لا يثير بكاءه أية شجون.

    لديه مشكلة واحدة تقدح في نزوات ورعه: لا يصلي.

    يقول شيخ النور وهو يضرب كفيه ببعضهما بعد ان وضع السعوط في فمه، فيما يجفف جمال دموعه بكم جلبابه:

    انت وكت ما بتصلي، مواجع قلبنا كل يوم مالك؟ نحن ناقصين، مش كفاية الولد ساقوه ناس الجيش بالقوة من السوق ويمكن بكرة يودوا الجنوب تاني ما نلقي خبرو. مش كفاية علينا الجوع والغلاء.



    قوم يا ولد سيب الحاصل فارغ البتعمل فيه دة وصلي صلاتك.

    يقول هو من خلال دموعه:

    والله واجبوكن – واجب بلهجة الدناقلة!- لكن..

    صلوا انتوا العشاء انا برجاكم في الضل دة!

    يقول شيخ النور: ضل .. ويوجه كلامه

    للعم نور الدين والد جمال:

    يا حاج ولدك دة ما نصيح

    شوفوا ليكم فقير كارب اربطوا الولد دة عندو. لو ما ادق دق الرخصة الجن الراكبو دة ما بيمرق!

    ولأن دورة الحياة والموت تمضي، يصيح شيخ الطيب: ارفع صوت الرادي دة يا ولد..

    يعرف الناس ان الساعة الثامنة دقت وحان اوان النشرة من اذاعة امدرمان التي تسميها سعيدة الرمالية : اذاعة الميتين! لأنها هي ايضا لا تتوقف لتستمع اليها الا عند الساعة الثامنة. مثلها مثل شيخ عبد الرسول الذي اشتهر بالبخل وكان لا يفتح الراديو الا عند الساعة الثامنة مساء ليستمع لنشرة الموتي ثم يغلق الراديو ليقتصد في حجارة الطارية. ومرة قال له شيخ النور:

    انت باين عليك بتسمع النشرة دي عشان تتأكد انك حي ما دام اسمك ما ورد!

    يصيح شيخ الطيب اثناء النشرة: اسمعوا الزول الذاعوه دة ما ياهو زبير ود حاج علي قريب ناس امونة شيخ الدين الطفش من اربعين سنة وقالوا سكن كوستي.

    ويؤمن احدهم علي كلامه.

    فيعلن شيخ الطيب مبتهجا : واجب نفرش عليه يا اخوان، انشاء الله يوم واحد معقول زول مهم زي دة تنتهي مراسم عزاءه بانتهاء مراسم الدفن.

    وتقام الصلاة: اللهم ان كان محسنا.. ويرتفع صوت بكاء جمال من خارج صفوف الصلاة.

    حتي اليوم الذي شهد بداية قصة حبه وضياعه. كان الزمان موسم الدميرة، درجة الحرارة عالية جدا حتي ان النسوة كن يمنعن اطفالهن من اللعب في الخارج لأن العظام حسب قولهم تكون في ذلك الموسم لينة وتنكسر بسهولة. حرارة الجو لم تجعل عظام جمال لينة، بل اصبح قلبه لينا. كان قد استعاد طنبوره وتوازنه العلماني وعاد يسرح في ضوء القمر ولم تعد كل احزان العالم كافية ليذرف من اجلها دمعة واحدة. جاءت الي القرية اسرة من الغجر، كان رب الاسرة رجلا مسنا سقط من علي حماره فانكسرت ساقه ولم تفلح طوال اشهر كل طرق العلاج المحلية وفي النهاية شدت الاسرة التي تهيم شمالا الرحال الي قريتنا بعد أن وردت إليهم انباء عن وجود رجل في منطقتنا يشفي الكسور بسرعة خارقة.

    ذهب جمال ييع لهم بضاعته من الخضروات فرأي أجمل فتاة يراها في حياته، تأبط جمال طنبوره وبقي الليل كله يعزف فوق كثبان الرمال شرق القرية. كان صوته الجميل يتسرب الي القرية في موجات متقطعة حسب اتجاه الريح مشبعا بضوء النجوم ورائحة رطوبة المزروعات واشجار النخيل. حين ارتفع صوت اذان الفجر كانت القرية كلها لا تزال مستيقظة علي وقع انفاس الحنين المترسبة في قاع ليل دون نهاية.

    بعد اسبوع غادرت الاسرة الغجرية القرية بعد ان تماثل كبيرها للشفاء. غادروا فجأة ليلا ودون سابق انذار. في الصباح كان جمال اول من اكتشف رحيلهم حين لم يجد في معسكرهم الصغير سوي بقايا نار خامدة وبقايا روث حميرهم.

    انطلق في اثرهم متأبطا طنبوره يجوب القري الواقعة بحذاء نهر النيل وتلك الغارقة في الصحراء. يتوقف مساء في اول مسيد يصادفه ليقضي الليل قبل ان ينطلق صباحا. يتجمع الناس في الاسواق حول هذا العاشق المتجول ثم ينفضون قبل ان يستأنف هو بحثه.

    ارسل والده بعض شباب القرية لاعادته لكنه رفض العودة معهم، كان يعمل في اثناء تجواله في قطع التمور او البناء ليضمن بعض المال الذي يكفي لمنصرفات تجواله.

    بعد عام كامل ، فقد والده الامل في عودته واستسلم لقدر ان ابنه الوحيد فقد عقله. عاد جمال فجأة.

    عاد متأبطا طنبورين ، أحدهما كما أعلن اهداه له صديق رافقه في موسم قطع التمور وكأنه اراد ان يحقق مزحة الرجل الذي التقاه في أحد الازمنة، وحين رآه يمسك في طنبوره كغريق يمسك في لوح نجاة سأله:

    عندك ملوية( اي عمل) فقال جمال : لا

    وسأله العجوز : عندك عس لبن؟

    فرد جمال: لا.

    فقال العجوز بصبر نافذ: عندك شنو طيب؟

    قال جمال : عندي طنبور.

    فقال له العجوز منهيا النقاش : سوهن اتنين !.

    عاد جمال الي القرية، وقد (سواهن اتنين)

    قال بعض طلاب المدرسة الثانوية أنه استنسخ ذلك الطنبور الجديد لأنه يشبه طنبوره القديم كأنهما توأم، وقالت السرة التي تسافر ايضا شمالا في موسم قطع التمور: نام جمال ذات ليلة ومعه طنبوره في مزار احد الاولياء الصالحين وحين استيقظ صباحا حدثت المعجزة وجد طنبورا اخر طبق الاصل من طنبوره.

    بعد صلاة العشاء كان يجلس ليدندن احيانا في الفسحة أمام المسيد وحين يغني كان شيخ النور يداعبه : يا زول ما تلم علينا العقارب الدوا بقي غالي وما في مروة نتحمل بيها لدغة العقرب زي زمان .

    ويقول عصام : يا اخوانا لا حظتو الشتاء الفات دة البرد كان اشد من الشتاء القبلو.

    قال شيخ النور: لا ابرد ولا شئ، كل القصة نحن ضعفنا شوية، الكان بيقابل الصباح بمديدة حلبة ولا عصيدة دخن بالسمن البلدي بقي يشرب شاي سادة ومرات بدون سكر .

    وقال الطاهر الحزين بسبب ترك احد اخوته للمدرسة:

    اخوانا قدر ما ندفر فيهم لي قدام قدر ما هم راجعين لا ورا! ونظر شيخ النور الي جسم الطاهر الضخم القوي وضحك قائلا: اذا دفرتك انت ما جابت نتيجة تاني الا نجيب ليهم تركرك!(جرّار زراعي بالدارجية!)

    ضحك عصام تذكر أن مغتربا جاء بعد سنوات لقضاء العطلة في القرية وحين التقي الطاهر اندهش لأنه الوحيد الذي حافظ علي ضخامة جسمه وقوته، سأل الطاهر عن أحواله فرد قائلا: بخير نسأل العفو والعافية.

    فضحك المغترب وقال : أسأل العفو بس العافية راقدة!

    قال حاج محجوب: حيعمل شنو كل يوم طاردنهم من المدرسة، جيبوا حق الكتب وجيبوا رسوم الماعارف شنو ودمغة الجريح.

    يغني جمال :

    اعمل ليك ايه لو ترجع لي تاني

    أفرش ليك ورود واعزف ليك اغاني



    يقول الطاهر: جوة المسيد ولا برة حياتك كلها بكا.

    ولاحظ شيخ النور: علي الاقل برة ما في زول طالبو صلاة!



    طلب والده مساعدته: تمشي معاي بكرة الحواشة يا جمال دايرين نزرع شوية مريق قش للبهائم. وقف مع والده يسقيان احواض المريق حين سمع صوت البص المسافر الي امدرمان، القي بالطورية جانبا حين سمع صوت صفارة السائق تنطلق في الفضاء بلحن:

    اعمل ليك ايه لو ترجع لي تاني.

    استأذن من والده:

    حأرجع بعد شوية.

    ركب البص ولم يره والده مرة اخري الا بعد اكثر من عشرة سنوات.

    كان قرن كامل قد انصرم حين رأيته في سوق الجلود وقد

    بدت عليه اثار النعمة، قلت امازحه: يظهر انك عثرت اخيرا علي خاتم المني!

    ضحك وقال: في البداية تعبت شوية، جربت اي حاجة، عتالي، بعت الموية، اشتغلت حلاق تحت الشجر اليوم كلو شايل المرايا وجاري من الكشة، اشتغلت فقير، اكتب البخرات للنسوان،

    قلت له لكن انت عندك خبرة في الشغل دة؟



    ضحك وقال : كل خبرتي اني اتربطت قبل سنين عند شيخ علي الحزين تلاتة شهور ادقيت فيها دق الرخصة!

    قلت له ممازحا: انت زول عاشق للجمال وفكي للنسوان لازم فتحت ليك مجال كبير تشوف فيه ناس حلوين.

    ضحك وقال:

    مرة لميت لي في مرة سمحة لكن مطلقة، عالجتها بالبخرات وكت ما جابت نتيجة فلت ليها والله الجماعة بيقولو العلاج تاني الا يبقي علاج من الداخل!

    ضحكت وقلت : أها واتعالجت!

    قال مبتسما : بقت زي الطلقة!

    جاتني مرة غنية دايرة ليها حاجة تفك عارض العرس، عالجتها ليك علاج قاطع!

    قلت ليه كيف؟ قال ببساطة: عرستها

    ، أبوي وكت سمع رسل لي جواب قال لي انا جايي اطلقك من المرة دي وارجعك تعرس بت عمك. ابوي جة المرة اكرمتو، وكت طلع مسافر أدتو شيك بمبلغ محترم، في الطريق سألتو قلت ليه اها يا ابوي نطلق ونجي نعرس بت العم؟ مرر ايدو فوق الشيك في جيب الجلابية الفوق قصاد القلب و قال : شن دايربها، المفلسة هي وابوها!


    أحمد الملك
                  

10-24-2005, 05:23 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    فيزيولوجيا الطفابيع
    الطفابيع كائنات خاطفة نوعين فهي شبه بشرية شبه حيوانية .هم الحلقة المفقودة دون شك. لكن العلم الحديث لا زال يتعامل معهم كبشر. إذ لو لم يتعامل معهم كبشر كانت ستكون هناك اشكالات قانونية تربك جمعيات الرفق بالحيوان ومثيلاتها التي لا تتحدث بمثل هذه الوصاية فتقول الرفق بل تقول حقوق الإنسان.الطفابيع موجودون في كل ناحية على وجه الأرض لكنهم في العقود الأخيرة تكاثروا في البلاد التي حاضرتها القصبة.وهم قدماء فقد اكتشفهم باحث مجهول قبل الميلاد. وقيل ظهروا في التجمعات البشرية الأولى لكن هذا القول لا سند له إلا الحدس والتخييل. غاية الأمر إن الطفابيع عاشوا منذ فجر الانسانية بين البشر واختلطوا بهم ولهم حقد دفين عليهم .وللطفابيع قدرات هائلة على التخفي في الأجناس والأديان.والأخيرة بيئتهم الخصبة وثمة شواهد تدل عليهم إذا أعملنا النظر في تكوينهم الجسماني والنفسي
    يطولون فجأة
    حكى عابر السبيل معتصم فقال كنت سائراً في العقبة التي تربط بين قريتنا وقرية تمري حين ابصرت شخصاً يسير أمامي وما ان ابصرني حتى تباطا في سيره فحاذاني. حين أقريته السلام رد بجملة سلامية طويلة مجلجلة لا ادري لم خيل إلي انه تفوح منها رائحة النحاس.وسرعان ما أدركت أن عباراته تلك كانت خالية من أي معنى. كان كمن يسمع نصاً حين رددها. سرنا مسافة طويلة سوياً أنا صامت ابحث عن مفتتح جملة للحديث معه بهدف أن أبدد مخاوفي وهو ينظر للبعيد كأنه يحادث الجبال . وحين لمحته خلسة رأيت فراغاً هائلاً في عينيه . ويبدو أنه أحس بنظرتي إذ ان ذلك الفراغ اختفى فجأة وعادت عيناه لحالتهما الطبيعية . طفق يسالني عن سعر السمسم في هذه المنطقة التي لم تسمع باسم هذا المحصول حتى. وسألني عن محاصيل لم اسمع بها أنا نفسي الذي يسمونني في بلدتي السندباد.كان كمن يستجوب. ما ارتحت للرجل لكنها رفقة على أية حال.
    عند مشارف تمري تمتم الرجل بشيء لم أفهمه فخلته يودعني لكنه استدار وطال فجأة حين اقتربنا من أحد الاسوار. طال بقامة خلعتي ومن جديد رأيت الفراغ في عينيه وقبل ظهور فزعي انحنى من فوق السورعلى أشخاص يبدو أنهم كانوا داخل البيت وسمعت صوته كالرعد
    - ما قلنا الحركات دي تبطلوها.
    والتمعت السماء فوقي فرايت فأساً مكان يده اليمنى تقطر دماً . طبعاً جريت لا الوي على تمري وعند منحنى الطريق رأيت الكائن وقد عاد لحالته الطبيعية وهو يصيح خلفي
    -تعال ما تخاف
    جريت وجريت . كنت كتلة من الخوف .واعتصمت بآية الكرسي .ومن يومها كلما أحكي هذه الواقعة لا يصدقني أحد رغم أن المنطقة كانت حتى عهد قريب تضج بقصص السحاحير الذين يخرجون من النيل . جريت جريت قال معتصم ولا زلت حتى اليوم اجري من ظلي حين أسير وحيداً .



    بشرى الفاضل
                  

10-24-2005, 05:37 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    وانستك في ليل مهزوم
    حجيتك بواقي الفي
    كت حارس نهار اخضر
    تريان وخاتي الفي
    كابسني صبح أشتر
    سلباط وساكي القي
    خلي الخلوق تعتر
    دريبه خش المي
    ساب البلود فتر
    مرصوصه طوبا ني
    فارقني فقير أغبر
    هارد جسومي الكي
    أورث خطاي الجهجهة
    وأتوسدتك ,,
    أتوكلت قبال ما أعرفك
    وأتخيلتك
    تمرقي من فيني ,, تنشري في ناظري
    أهامسك طين ,, ألامسك موية
    وتفج الدروب خضرة
    وألمك من بيناتك ,,, يوتوبيا و قمرين
    كتاحة
    وهجير ودعاشة
    وميلادك غناي
    وأسويها سمايتك جواي
    لا بخلا عليك بسواي
    و لا غيرة
    إلا ضفيرتك الفرديتها صباح
    صحت بومتين وعكاظ جوك يتشابو
    وقلت أدسك ,, تاكيتك بيناتي


    زوربا
                  

10-24-2005, 05:46 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    " ... الحزنُ لا يتخيرُ الدمَ ثياباً
    كي يُسمى بالقواميسِ بكاء
    هو شيءٌ يتعرى من فتاتِ الروحِ
    يعبرُ من نوافيرِ الدمِ الكُبرى
    و يهربُ من حدودِ المادةِ السوداءِ
    شيءٌ ليس يفنى
    في محيطِ اللونِ
    أو يبدو هلاماً في مساحاتِ العدم
    الحزنُ فينا كائنٌ يمشي على ساقين
    دائرةٌ تُطوّف في فرغِ الكون
    تمحو من شعاعِ الصمت
    ذاكرةَ السكونِ المطمئنة ... " .

    ( الصادق الرضي ، غناء العزلة)
                  

10-24-2005, 05:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    بت الجزار

    بدأت أفكر في الموضوع بصورة قاسية بعد أن تحرك البص مباشرة متجهاً نحو الخرطوم، الأفكار المظلمة تنتابني بين لحظة وأخرى لدرجة أنني تمنيت أن أجدها قد توفيت ولو في حادث سير، كنت لا اعرف كيف تلتقي أعيننا بعد أن حدث منها ما حدث، هل سينتابني ذلك الشعور الحلو الذي دائماً ما يسيطر عليّ وأنا أراها وهي تكبر يوماً بيوم وتزداد عقلاً وخبرة في الحياة وجمالا ويتجلى وجهها الأسود الحلو الناعم براءة، كنت حينها أحس كما لو أن كل خلية في جسدي تتجدد وأنني اكثر طمأنينة وأقرب للحياة مني إلى الموت، بالرغم من تقدم العمر وأمراضه الكثيرة.. واكثر ما يعذبني فكرة أنها خانتني، خانتني أنا بالذات، ولكني أيضا أفكر في الأمر من جانب آخر. من جانبي أنا .. لأنني ما كنت انظر لعلوية كامرأة أبدا، يبدو أنني أضعها في مكانة رجل ما فوق الأربعين كامل النضج ومستقيم السلوك.. أما أن تذهب علوية مع رجل غريب إلى خلوة وان يغويها أو يلمسها مجرد لمس..بكامل رضاها ودون أن تحس ولو بعقدة الذنب أو خيانة الثقة التي أعطيتها إياها ... وان ... لا ... أمر لا اصدقه كيف يتسنى لعلوية ابنتي أنا التي أنشأتها منشئاً سليماً وربيتها من مال حلال اكتسبته بعرق جبيني واودعت من اجلها مالاً في البنك تسحب منه لمصروفها كما شاءت ... أن تتزوج زواجا عرفيا.. أكون أنا آخر من يعلم، كل القرية تعرف ذلك، جميعهم.. جميعهم.. إلا أنا .. لماذا تجعلني صغيراً تافها أمام الناس وأنا ما يملأ عيني تراب الدنيا كلها... كيف تنظر إليّ... ماذا تقول... هل تنكر ذلك... أتبكى.. ربما، هي نفسها ضحية لذئب لا يرحم لقد قرأت كثيرا في الجرائد عن زواج الطالبات العرفي، ولكني أحلته إلي أسباب مادية، إطلاقاً لم أفكر لحظة في علوية.. أن تكون علوية واحدة من هولاء البنات المطلوقات كما كنت اسميهن، ومازلت، البنات اللائى عجزت أسرهن في توفير مصروفهن، أو تربيتهن تربية كريمة تكسبهن العفة أو ربطهن في البيوت.
    لم استشر أحدا في كيف أتصرف، لقد وضعت سنوات خبرتي الطويلة في العمل المدني والعسكري وتجاربي الحياتية ومخزوني المعرفي موضع التحدي.. فإذا لم أتمكن من عبور هذه المحنة وحدي بكل هذه المكتسبات فلا فائدة من الحياة التي عشتها. هذا التشجيع للنفس لم يمنع الضعف والانكسار الذي أحس به الآن والخوف.. نعم الخوف الحقيقي من إنني أقوم بفعل قد يحسب ضدي، بل قد يسئ إليّ والى أسرتي وآخرين غيري. في الحقيقة كنت مرتبكا عكس ما أبدو عليه في الظاهر، بحثت في جيوبي وجدت أنني أخذت ربطة من المال عشوائياً تحتوي على خمسمائة ألف جنيه سوداني، حسبتها مرتين، انقطعت دائرة البلاستيك التي تحيط بها. أدخلت المبلغ كله في الشنطة محتفظاً برباط البلاستيك المقطوع، اصدمت أصابعي بشيء صلب بالداخل..إنها السكينة الكبيرة، دخلت الشنطة نتيجة للاستعجال أو الإحساس الداخلي بأنني قد احتاج إليها، أو ربما دسها ليّ شخص فكر في الأمر بطريقة مختلفة، أخذت الهي نفسي بلعبة قديمة كنا نلعبها في طفولتنا مستخدماً رباط النقود المقطوع، كنت في حاجة لأي فعل يلهيني عن التفكير في علوية... عندما أجدها سأفكر في الحلول في ساعتها، لا احب ان يملي عليّ أحد رأيه، حتى ولو كان أخوها. في المقعد المجاور امرأة أربعينية غير متزوجة، طوال الطريق تقرأ مجلة حواء، يفوح منها عطر قوي، تسرق النظرات إلى لعبتي من وقت لآخر، وكنت اهتم بها، ولكنني اخفي ذلك بصورة جيدة كما أنني لا احب التحدث والونسات أثناء السفر، لان السفر هو فرصة جيدة لكي أخلو إلى نفسي دون أن يزعجني أحد، قد أنوم، النوم أيضا لا يتوفر في حياة سريعة ملآنة بالكد والجري وراء الرزق ولكن من اجل من؟
    - بتكلم معاي.
    - منو .. أنا ..آسف ..رأسي ملآن بالمشاغل وظاهر عليَ قاعد اكلم نفسي..معليش.. أزعجتك
    قالت وهي تلم ثوباً أنيقا إلى جسدها.
    - ولا يهمك الناس كلها مشغولة.
    حاولت النوم حتى لا أتكلم مثل المجنون وضعت رأسي على المقعد الأمامي، أغمضت عيني، أخذت أفكر: أين تكون علوية الآن.. في أي وضع.. في النوم نزلت عليَ ملائكة الأسئلة بجواب خطير.
    **
    نزلت عند الجامعة بعد أن أكد لي سائق التاكسي إنني سوف أجدها أو أجد صديقاتها في ذات المكان الذي أنزلني به وفعلاً وجدتها بسهولة ويسر، وربما هي التي وجدتني، حين رأتني من مسافة بعيدة وأنا أمر إمام الكافتيريا، هرولت نحوي ومعها صديقتان، وجدت نفسي دون شعور مني انظر أولا إلى بطنها، بصورة غير طبيعية، وربما لاحظن ذلك، علقت الصديقتان على إنني أبدو كما لو كنت أخا لعلوية وليس أبا، يشرن إلي مظهري الخارجي وما يتوهمنه من صغر السن، كن يتحدثن باستمرار، أسال نفسي أنا أيضا باستمرار، كم منهن متزوجة زواجاً عرفيا،ً كم منهن يدعرن، كم منهن عفيفات؟! عندما خلوت بعلوية، فاجأتها دون مواربة أو مراوغة،
    - انتي متزوجة زواج عرفي مش كدا؟!
    قالت وقد انهارت تماماً من هول المفاجأة،
    - عرفت!!
    - نعم..عرفت.
    وبحركة سريعة سقطت على رجلي، أخذت تبكي بصورة جعلتني أتعاطف معها، وربما اقف في صفها، إذا كنت اكثر صراحة أقول إنني لمت نفسي، بدأت لي طفلة في عهدها الأول، تجمعت بعض الطالبات، سألن إذا كان قد توفى أحد أفراد الأسرة أو إن هناك خبراً أسوأ.. ولكن لم نجب بشيء، طلبت منهن أن يتركننا سوياً لبعض الوقت، لم تستطع أن تقول شيئاً، كانت تنظر إلى الأرض وتبكي في صمت قلت لها،
    - انخدعت فيك يا علوية.. انخدعت؟1
    قالت بصوت مبحوح،
    - كنا حنعلن زواجاً قريب جداً ..ولكن كل شئ بإرادة ربنا..
    - القرية كلها تعرف.. ماعدا أنا فقط.. الجميع يضحك عليّ .
    سألتها ،
    - وين الزول دا؟
    **
    قالوا لي انه في الحصة الآن، بعد ربع ساعة يمكنني مقابلته، شربت الماء البارد جلس قربي خفير ثرثار، ما ترك شيئاً لم يسألني عنه، لم ينجدني منه سوى الجرس الذي، دق كمطرقة في رأسي، قال لي الخفير وهو يشير بفمه ويده وعينيه نحو أستاذ يمر أمامنا،
    - دا هو أستاذ سالم.
    فالتفت الأستاذ إلى ومضى ظاناً أنني أب لأحد التلاميذ، ولكن الخفير صاح فيه منادياً،
    - الزول دا من الصباح منتظرك.. يا أستاذ.
    طلب كرسي، جلس قربي في البرنده سأل ماء من اجلي، كانت يده ملآنة بالطباشير ويبدو مشغولاً جداً حيث تتحرك عيناه هنا وهناك بحثاً عن مفقود ما، كنت أحاول أن أجد ملمحاً فيه يدل على فعلته ولكنه كان شخصاً عادياً مثله مثل كل الناس، قدرت عمره وأخلاقياته وجزره العرقي أيضا.. قلت له معرفاً بنفسي.
    - أنا من قرية الدومات.. هل تعرف زول من القرية دي ؟
    فكر قليلاً ، قال
    - ..لا ..
    - علوية ..علوية..هي من قرية الدومات، علوية ما بتعرف علوية؟
    قال باستغراب،
    - علوية..منو؟
    - علوية إبراهيم عثمان وردان ..
    - آه ..نعم علوية البتدرس في كلية التربية، ايوه قاعدة تحضر العملي هنا عندنا في المدرسة .. في شعبة الرياضيات .. أنا رئيس الشعبة.
    قلت له،
    - بس!!
    قال،
    - تقصد شنو ؟
    - أنت متزوجها زواج عرفي مش كده..
    " قلت معتمداً الصدمة والمفاجأة كطريقة لها فائدة كبيرة في الحصول على اعتراف المجرمين"
    قام من الكرسي ثم جلس، قال للخفير الذي أرخى أذنيه واخذ يستمع للحوار بتلذذ تام،
    - امش من هنا .. امش شوف شغلك،
    ثم قال موجهاً كلامه لي،
    - ده كذب .. علاقتي بعلوية ذي علاقة كل المدرسة بيها ..لا زواج ولا غيرو.. أنا شخص محترم وأستاذ ..وما عندي وقت للهضربا البتهضربا دي ..أنت ذاتك منو ؟
    قلت له ببرود،
    - أنا إبراهيم وردان، لواء شرطة ،، بالمعاش،، اعمل في سعاية الماشية،، برضو بذبح،، بذبح باستمرار،، عندي جزارة صغيرة في البيت، في وقت الفراغ بشتغل مُعْراقي، عارف معراقي يعني شنو.. لحظة.
    أدخلت يدي في جيبي أخرجت ورقة بيضاء صغيرة مفتولة في حجم راس الإصبع الصغير في شكل إنسان،
    - ده أنت سالم علي عباس الوالدتك نفيسة جبرين العيش.
    هززت الشيء أمامه وقمت بوضعه في الشمس، كان يحملق في الشيء بتركيز واهتمام بالغ وبعد ثواني معدودات هرب الشيء من الشمس بتلقاء نفسه واستقر في الظل... كررت العملية ثلاث مرات، أخرجت خيطاً طويلاً من الشنطة النوع الذي يستخدم في صيد الأسماك، بالسكينة الكبيرة قطعت منه ما يقارب ربع المتر، أعدت السكينة في الشنطة، أحطت بالخيط عنق الشيء في شكل انشوطة، قلت له وهو ينظر في ذهول،
    - دا أنت سالم ود نفيسة.
    وقمت بجذب طرفي الانشوطة فمسك عنقه وصرخ في جنون، صرخة جمعت كل المدرسة في دقائق أحاطوا بنا، قلت له،
    - في خمسة ثواني فقط حاتموت.. اها عرفت معنى معراقي .
    قال بصوت مبحوح بينما يتصبب عرقاً.
    - كنت حاتزوجا علناً في الإجازة،
    انتبهت لكف تربت في كتفي وصوت وقور هادئ،
    - أنا مدير المدرسة..تعال يا حاج إبراهيم..تعال معي إلى المكتب.
    اخذ بيدي إلى مكتب فسيح تفوح منه رائحة الكتب وعبق الطباشير، أكد لي المدير انه يعلم بزواج سالم من ابنتي عرفياً، وهو منذ البداية ضد الفكرة، لكنه أيضا أثنى على سالم وخلقه القويم وانه رجل مسئول، قال بإمكانه أن يلعب مع البنت، لكنه فضل الزواج العرفي .. أكد لي انه سيلزم أستاذ سالم على إعلان زواجه والآن..وأضاف بحماس: إنه بمثابة ابني.
    **
    قال المدير وقد فرغنا من الاحتفال الصغير الذي أقيم في بيته إحتفاءاً بإعلان زواج ابنتي علوية للأستاذ سالم،
    - نحن الآن أصدقاء وأهل.. وأنا عندي طلب واحد منك يا حاج إبراهيم، طلب بسيط جداً .. !
    - شنو ..اطلب اي شئ بسيط أو غير بسيط.
    - عايز الموضوع بتاع العروق دا ..والله أنا عندي مشكلة في الدنيا مابيحلها إلا الشيء العندك دا ..الحلّ مشكلة بتك علوية..حايحل مشكلتى .
    قلت له،
    - أنا موافق، ولكن توعدني ما تحدث أي شخص كان، لما يدور من حديث بينا الآن.. وعد شرف
    قال،
    - أوعدك وعد شرف
    قلت له،
    - الموضوع بسيط، يحتاج إلى رباط بلاستيك النوع البيستخدم في ربط القروش، وورقة صغيرة مقوية وخيط متين، وأستاذ رياضيات جبان، ومدير مدرسة عندو مشكلة معقدة لا أكثر.



    عبد العزيز بركة ساكن
                  

10-24-2005, 08:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    صوت الوتر السادس



    قمرٌ لبابٍ واحدٍ
    ومهاجرٍ بالعشقِ، منقطعٍ لدربٍ قاصدٍ،
    القلبُ زكته الخيولُ يوم الرحيل فكان ميلادُ المطر،
    هكذا…
    سحبٌ، دخان،
    برقٌ، رذاذ،
    وزفير ماعزتى وراء "التكل"
    النار والأبنوس، مدفأتي..
    وعصيدة الدخن العتيقة "والكَوَل"
    بكاء أخي الصغير،
    سروالي الممزق من مطاردة السحالي والورل.
    وزجاجة السمن المخبأ في السياج، ولم يزل،
    في صدر أمي أميناتٌ أن تسوى قطعة الجاتوه من دخن العصيدة والحليب
    وأنا أحدد طاقة الإمكان في كتب الدراسة والحديث،
    ومزاعم الحلوى،
    وهو هوة الضرائب
    والعشى الليلي، ونقص الفايتمين.
    سألتُ أمي:
    كم توازي قطعة الجاتوه من دخن العصيدة؟
    لم تجبني .. ساعةً،
    ففتحتُ عيني موقظاً في الجهر زندقة التوقع قائلاً:
    "إني أرى شجراً يسير"
    أراه في سطر المدى
    وأرى المدينة في احتراق جحيمها
    وبفوقها عربٌ تدق خيامها بين المطامير، العمارات، الشوارع..
    ليس ثمة من سؤالٍ عن مواقيت الرحيل.
    وأرى التفاصيل العويصة في اشتعال السوق،
    في كيميا التحلل والذبول.
    والنوق ترتع، ثم ترجع، ثم تبعر فوق أسفلت الشوارع،
    والنعامة تستغيث،
    وتدفن رأسها في شنطة البوليس،
    وأراك هاربةً من الدكان يا أماه.
    أرى...
    أرى...
    "يا ولد، أمسك لسانك .. يا مشوطن"
    أو لا أرى..
    وسكت ممتشقاً رؤاى،
    أراقب الملكوت، دوران الكواكب
    والنواميس العظيمة والوري..
    عشرون قصَرِت الخطى
    والشمس تطلع، ثم تغرب،
    ثم تطلع، ثم تغرب،
    ثم تطلع ، ثم تغرب،
    ثم تطلع بعد عام..
    ويفوت عامٌ آخرُ حتى المساء..
    هناك يكبر في دمى نبض الفصول.



    أبكر آدم إسماعيل
                  

10-25-2005, 07:22 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    كنت اشـاهـد فيلما ليوسف وهـبي ..ضـحكت كثيرا علي 'مشـاغلاته' للنسـاء بكلمات غـزل وحـركـات مضـحكـة للغـاية ولا يسـتثني في مشـاغلاته تلك صـديقـات ابنتـه..

    في يـوم زواج ابنتـه..طـلب مـن كـل صـديقاتها ان تكـون قبلـة المباركـة للعروسـة علي خـده هـو. وبعـد ان باركت له كـل الفتيات استـدار الي مجمـوعة اخـري من النسـاء يسـألهن وهـو ينظـر الي سـيقانهن..الله علي الجمـال ..انتو ماعنـدكـمش ركـب ليـه!

    وجـدي عثمـان الحـسين كـان له دعـابات مـن نفس النـوع...

    كـان لأخـتي الكـبيرة صـديقة بيضـاء وصـحتها 'مسـئولة' كما يقـول زوج اخـتي..جميلة الوجـة ورقيقة الصـوت وربما كـان هـذا ما كان يعجبني فيها اكثر مـن اي شـئ آخـر.. فكـثيرا ماتمنيت ان يكـون لي صـوت جميل حـتي ولو لأطـرب نفسـي فقط!

    كـانت (....) واختي تـدرسـان في الجـامعة في ذلك الوقت وكـانت كثيرا ماتزورنـا
    صـديقتها في المنزل وخـاصة في الاجـازات..
    صـادف عـديـد مـن زياراتهـا وجـود جـدي الذي كـان له احسـاس عـالي بالجمال شـكلي أو روحـي..وكـان يعبر عـن ذلك بكلمات بسـيطة فيها روح فكـاهية عالية ..وكمان شـوية 'اسـتهبال'
    في ذلك الضـحي اتت صـديقة اخـتي البـدينـة الجميلة ..وسـلمت علي جـدي ولم تكـن تلك هـي المـرة الأولي أو حـتي الثـالثة فقـد قـابلهـا كـثيرا ولكنه كـان يتظـاهـر في البـداية كـأنه أول مـرة يلقـاها وكـانت تلك طـريقته في المعاكسـة وليصـل لأن يقـول كلماته التي يـود قـولها..

    إزيك يابابا عثمـان..اتـذكـرتني? أنـا(...)
    أهـلا.. أهـلا بنتي ازاي صـحتـك?

    الحمـدلله كـويسـة

    خـلصـتي دراسـتك و لا لسـة?

    باين عليك نسيتني أنـا ما مع مـديحـة في نفس السـنة الدراسـية..?!

    آه كـويس! ثـم يرجـع ليسـألهـا..

    اتجـوزتي?

    تضـحك هي ببراءة وتجيبه..وين مـع الدراسـة مـالازم نخلصي قـرايةالأول..

    برافـو عليكي ..كـدة الكـلام التمام...طـيب اتخطـبتي?

    ولا دي يابابا عثمـان!

    وهنـا يجـد جـدي فرصـته العظـيمـة ليتغـزل ..فيقـول بلهجـة المستغرب والمستنكـر..
    ليه ..كـل الجمـال ده مايلقاش عريس? ثـم يختم جملته بشـهادته..
    رجــالة ماعنـدهاش نـظــر!!!



    منى خوجلي
                  

10-25-2005, 12:40 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    كائن غريب الاطوار....فريد من نوعه....فريدة بين النساء..تصلى بانتظام وتتلو اورادا وادعية عند النداء والمواقيت....تفعل ذلك حيثما كانت...عند خلوتها بنفسهاام وهى مبذولة فى مطارحات الغرام وفى سويعات الانس والندى...صخابة وكثيرة الجلبة والضوضاء ولكن ثمت شىء غامض لا سبيل الى معرفته فى شخصيتها التى تتحرك وفقا لتناقضات اساسية....
    تقرأ الابراج وتقتفى مطالع النجوم....كانت مصادفة ان يكون كلانا من مواليد الدلو...خمسة ايام تفصل بيننا فى شهر فبراير وخمسة فى سنوات العمر الخصيب ,,,,,وهذا كان من جهتها حافزا لتوثيق الصلات اكثر رغم علمها بانى امرؤ كافر بالتخرصات المظنونة والرجم بالغيب والضاربات بالرمل....
    لايهمها ايمانى وكفرى بقدر يقينها بمثل هذه الامور ولذا كان اهتمامها من بين كل اصدقائى الذين حكيت لها عنهم...كان اهتمامها شديدا به...طه السعيد...

    عبقريته الفذة ودراساته المتعمقة فى الفلسفة والاقتصاد واغترابه الطويل فى المهاجر الاوروبية ومجاهيلها...كل ذلك وغيره انتهى به الى حالة من الجذب والغنوص قادته الى الابحار فى سديم الابهام ونادرا ما كان يفرغ الى الناس والاغيار.. وقليلا ما كنت اجده فى حالات الصحو بعد الغياب...
    ذات يوم وفى لحظة اشراق لامعة حدثنى حديثا هو جملته الاخيرة...كان بديعا حد الدهشة ..


    Quote: (....ياصديقى...عشت الحياة كيفما اتفق...اعتنقت افكارا عديدة وتبنيت نظريات ودافعت عنها وادركت بعد جهد جهيد والعمر لم يبقى منه الا اقله ....ادركت ان كل الجدل الذى يثور حول صراع الانسان ومسعاه لينهض ...ان الصراع فى هذه الدنيا هو صراع حولها فقط ....المرأة...هى التى تنهض بالحياة وتهبط بها...ترتقى بالانسان او تذروه فى هاوية سحيقة... تملك قوة غريبة...طاقة هائلة...فى الخير والشر.....هى...هى...)


    هذه الجملة الاخيرة فى حديثه وانا احكى عنه اعجبتها وهى تسحب نفسا عميقا من سيجارتها ثم تنفث فى وجهى دخان التبغ الفاخر الذى تتعاطاه وهى تحدق مليا فى وجه(السعيد) الذى قضى فى هدوء ومضى...


    محمد عكاشة
                  

10-25-2005, 01:23 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    قسيس الطبيعة






    أميرة الشرَّانية





    تمددت مسنداً ظهري للحائط المنخور، تعلوني ستارة مغَبّرة وكقطعة الخيش. لونها لبني. تغطي نافذة محفورة في منتصف الحائط تماماً، جذبتها. اتضحت الصور بداخل الألبوم الذي أمامي. غَيَّرت وضعي كي يتناسب انعكاس الضوء من الخارج مع انعكاس البلاستيك الشفاف الذي يُغَلِّف الصور. طالعت نفس الوجوه التي رأيتها من قبل. لا أحد مختلف ولا أحد ملَّ جلسته أو وقفته. ليت لي صبر الناس في الصور. ضجرت. لو قلت لعفراء ابنة أخي هذا الكلام ستزعل. ستعتبره نقداً يتعلق بألبومها ومقتنياتها. سألتها مرة عن فوتوغراف،..
    "صديقتك هذه يا عفراء...".
    "الواقفة أم الجالسة؟".
    "أعني الواقفة، هذه، أم خمار أسود".
    "مالها؟".
    "رقبتها معقوصة كمن عضته حشرة، أنتظرها تحك جلدها ولكنها لا تفعل".
    "حرام عليك يا عمو، هذه أكثر واحدة ذكية في الفصل، لا تسخر منها".
    "طبعاً طبعاً.. واضح جداً".
    الملل، وهذه الهوَّة العميقة بينك وبين الناس. هؤلاء الذين يعيشون على التعرُّف الفوتوغرافي وذاكرة المكان. هذا وجه فلان وهذا شارع علان. رميت بالألبوم بعيداً. في مثل هذه الحالة يخنقني شيء كالزبد وأصبح كالخائف أو الذي يتحاشى مكيدة أو فضيحة ما أو ... يكون وسط الصدر معضوضاً. ساقية الدم. حيث تُترجم الأحاسيس للشعور بها. عند أكبر حارات الدم بالضبط قلت زافراً:
    Once Upon time there was A giant...
    أقول هذه العبارة دائماً للتنفيس حينما تشتد أوجاعي. أقاوم بها أو بأي مقطع شعر رباعي للشاعر "الهمباتي" -شاطر الطريق- "الطيب ود ضحوية" أو رفيقه الآخر "طه الضرير" أو "ود الفكي". الصعاليك وشُطَّار الطريق، حفظة القرآن والشعراء في آن واحد. أو لجدهم الأكبر في جزيرة العرب "الأُحيمر السعدي" المترنِّم بـ:
    عوى الذئب فاستأنستُ بالذئب إذ عوى
    وصوَّت إنسانٌ فكدتُ أطير
    وربما أقول عبارتي الخاصة: "حكمة الحياة والقمار". لا أدري ما تعنيه بدقة، وإن كانت مفيدة ومؤسية بالنسبة لي. قلتها لزميلي "أبو بكر الطاهر" ذات مرة وبالمصادفة البحتة. وجدته مغموماً فسألته: "هذا القبح ليس الفقر وحده؟". أجابني بسؤال،..
    "أبدو قبيحاً أم ماذا!؟".
    "لا تطاق".
    "أنذروني بالفصل من الجامعة".
    "جديدة يعني؟".
    "أبداً، لكن في السابق لم تكن لي حبيبة. الآن أريد أن أتخَرّج وأعمل".
    قلت له هكذا وكتأليف شعر دون فهم أو تركيز: "يا سيدي انسَ، حكمة الحياة والقمار".
    تأملها هو لبعض الوقت ثم قام بتجريبها على مقاس فمه، وجدها مناسبة كما يبدو. ضحك وقال مردداً لها: حكمة الحياة والقمار، فعلاً حلوة.
    جعلناها سراً بيننا حتى وافانا عندها "موسى حسن". أكَّد على فعاليتها وأشركناه فيها بالتساوي. خصوصاً وأن الجامعة أعانته بالكثير من الإنذارات والطرد كي يتدرب عليها جيداً. ثم صرنا نقولها كلما فاض بنا أسى، أو حَلَّ بنا قحط حبيبة أو أي عيد ميلاد وجود آخر.
    العبارة الإنجليزية تعود لصف رابع ابتدائي من حياتي. كانت بداية لكتاب صغير جاءني مع قصة ميغل دي سيرفانتس "دون كيشوت" وكتب أخرى. تلك الكتب الإنجليزية باهية الألوان والمستطيلة في شكل نوتة. كانت أول مختصرات أقرأها بالإنجليزية. بالطبع ألَّفها المختصرون بأنفسهم وبطريقة لا تستشير النص الأصلي إلا نادراً. إذ يراد منها بالأساس تعليم اللغة للأطفال. كان "محمد فضل المولى" و "محي الدين" قد علَّماني شيئاً من الإنجليزية نحو "نافذة، جمل، هي، وهم، بطة" وبدأت أنا بعد ذلك أتقوَّى وأتحضَّر بمثل هذه الكتب. ولهذا السبب إنجليزيتي من ناحية النطق رديئة إلى الآن. بالرغم من أن كل مَنْ التقاني يحلو له أن يعتبرني خطيراً في الإنجليزية. أما أنا فلم أنخدع لهم أبداً، لكوني أدري أنني لا أعرف سوى كلمات فحسب. وأجهل طريقة تسريعها ومضغها كما يفعلون هم في أفلامهم، كما أجهل كيفية إدراكها حساً وليس معنى فيما يخص الأغاني والعواطف اللهم إلا أغاني بوب مارلي والقليل من فرانس سيناترا وبوب ديلان وآخرين. ومسألة إدراك اللغة جُوَّانياً هذه لكي تتم وعلى نحو محترم فلا بُدّ لها من تذكرة سفر لإنجلترا وفتاة إنجليزية مضيافة وعيونها زُرق ليلاً ونهاراً، بخمر وبدون خمر.
    ما زلت أحتفظ بتلك البدايات في مكتبتي إلى الآن. مع إهداء لطيف بخط أخي هاشم الواضح والجميل. كان هو في الثانوي ومشَرّداً مثلي. أمه أخرى واسمها أيضاً "البتولا" كاسم أمي. وقد جلبه أخي الصادق من قريتهم البعيدة بالجزيرة بعد مرحلة المتوسط، كي يتلقى تعليمه الثانوي بمدينة "ود مدني". و"الصادق" أمه أخرى أيضاً واسمها "عائشة". لو ترجموا هذا الكتاب فلا أدري كيف أشرح الموضوع للصحفيين الأجانب. لأن أختي "خديجة" أمها أيضاً أخرى واسمها "زينب". ولأن أبي تزوج كلاً من: فلانة وفلانة أُخريان، و"بتولا" ثالثة ولم ينجب منهن. وكلما أتذكر هذه المزرعة من "البتولات" أتساءل عن سبب عشق ذلك الرجل لهذا الاسم. كل نسائه لحقن به ما عدا "البتولا" أم "هاشم". و"البتولا" التي بقيت هذه لذيذة ولا توصف. امرأة بيضاء وفارعة كأهلها "البساطاب" بوسط الجزيرة. عندما عمل أخي هاشم طبيباً بشرق السودان قابلتها في "ود مدني". أصرَّت على أن أذهب وأعيش معها بدلاً عن "هاشم". إذ هو أيضاً وحيد من والديه مثلي. اعتذرت لها بلباقة وبكوني لم أعد أفهم في مثل هذه المسائل، كانت مصرِّة:
    "لماذا يا ولدي؟ أنت وهاشم واحد. الفكي أبوك نفسه وصَّانا عليك".
    "يا حاجة المدرسة. نسيتِ أنتِ أم ماذا؟.. أجبتها أنا متهرباً.
    "هناك أيضاً عندنا مدرسة".
    "لن يقبلوني".
    "سيقبلونك، أنا سأكلمهم. مَنْ صار دكتوراً من مدرستهم غير ابني "هاشم"؟".
    "كلامك صحيح ومقنع يا حاجة، لكن لا بد من أوراق ومشاكل كثيرة. هؤلاء الناس أنت لا تعرفينهم".
    "أعرفهم، المدير "علي ود آمنة" والوكيل "الطيب ود علوية"، وفلان وفلان... يلا إنت معاي بَسْ ولا يهمك. "مصطفى" أخي سيخبرهم هو الآخر".
    شعرت بدفء كاد يكفّرني بقسيس الطبيعة. أهي الأم لذيذة هكذا؟ تناقشنا طويلاً وممتعاً وفي النهاية لم أذهب. لقد نسيت منذ زمن طويل طريق الأمهات هذا. أنا الآن "محتاج" يزيد ويتوازن بفضل أن تقلّ فيه منسوبات هذه الأشياء. أمي شجر المقبرة القاحل الذي بجانب رقدتها، وأبي طير البقر يحتفل بالنهر والدواب، ضفة النهر المتآكلة، طيور "القُوق" المتداخلة الألوان مع المساء و... وكل ما هو سينقِّد تنقيدته هذه ويطير. أحسست بشاعرية مخلة تتسرب فأوقفت أفكاري عند هذا الحد.
    امتدت يدي لاستعادة الألبوم من جديد. صورة "عفراء" وطالبات مع زائرة بريطانية جاءتهم في المدرسة. عينا الزائرة فيهما إحساس مَنْ تصدق على الآخرين بشيء. والطالبات الصغيرات يحطن بها باهتمام وتدافع حرصاً على أن يظهرن معها في الفوتوغراف، فينالهن نصيبٌ من تلك الصدقة. قلت لنفسي: "لا أريد أفكاراً من هذا النوع". فواضح جداً أن "عفراء" وفتاة أخرى تقف في الخلف بالإضافة للمدرِّسة أجمل من البريطانية بحيث لا وجه للمقارنة. الخواجية تقف وسطهن ككشافة ملاعب كرة القدم هذا صحيح، ولكن هؤلاء يقفن كالرقى وغموض لغة الأجناس المختلطة ببطن الأدغال. أو ربما معرفتي بالجانب الأخلاقي والإنساني من "عفراء" يجعلني أنحاز لها. فأنا أحبها هي وأخاها "أحمد" بشكل درامي. بمعنى أقدّرهم كبشر يفوتني أن ألحظ خطاياهم. أما بخصوص منعم -أصغر من أحمد- فأنا أحبه بشكل مختلف. ذا قسيس طبيعة وألعن مني. هو طالب هندسة كهربية تجده تاجراً في أسواق الملابس والطوب والفحم وكافة الحاجيات الصغيرة والملصوصة ربما. يمثل تماماً الجيل الذي أنتجته حكومة الدين وهذا الوباء. "أحمد" طالب صيدلة نابغ ويهتم بالأدب اهتماماً حقيقياً. كأصدقائي الأطباء: "محمد قرشي"، "السماني يحيى" "مازن الدومي" و "ناظم يعقوب"، معسكري في مدينة الرازي للطب والصيدلة". هؤلاء يجيبونك عن "دستوفسكي"، "باربوس"، "نيكوس"، "أندريتش"، "زوسكيند"، "إليوت" و"الليندي" كما يجيبونك عن أي دودة يدبرون المكائد لقتلها. بالمناسبة "أندريتش" هذا علَّمني له "السماني يحيى"، أما صحافتنا السودانية فلم تجد من يعلَّمها له حتى الآن.
    "أحمد" لم يستطع أبداً أن يحب رواية الهارب لـ"راسبوتين" ولا أدري لماذا. عندما تركت الجيش قال لي: "هاأنت ذا الرجل الذي ترك جيشه كصاحبك الهارب". وعندما ذهبت لـ"أبو ظبي" ولم تأتهم مني المصاريف كما وعدتهم كَتَبَ لي: "هاأنت ذا رجل بلا روسيا ولم تعد تشغلك إلا امرأة واحدة –الكتابة- في صلاة الجوارح والوهم كصاحبك الهارب ثانية. أرجو أن لا تطول إقامتك على جزيرة ليلية منعزلة كصاحبك الهارب ثالثة".
    أما "عفراء"، ففي مرة كنت أتسلى معها فسألتها،..
    "ألم تجدي لعمك عروساً؟".
    ضحكت ولم تجرحني بسؤال: أوجد عمي كنزاً؟ قالت وكما هي رقيقة ومجاملة: من تريد؟ مريم أم ناهد؟
    "ناهد" هذه أخت صديقي "كاظم". أما "مريم" فابنة الجيران وصديقتها.
    "أخبارك القديمة إذن يا عفراء؟ قلت لك هؤلاء بنات ناس ولسن شريرات".
    "تريد سعلوَّة أنت أم ماذا؟"، سألتني ضاحكة.
    "نعم، ولها أذناب من الأمواس وشوك الزرائب".
    فَكَّرتْ قليلاً لتجيب: "زميلتنا "أميرة". إنها لا تنقل شيئاً من الدروس أبداً، وحين تقترب الامتحانات تقوم بسرقة دفاتر زميلاتها في الفصل. كما أنها تكتب أشياءً سيئة جداً عن المعلمات ثم تضعها بداخل شنط رفيقاتها أو مكتب المديرة".
    "حقاً، "أميرة" هذه حلوة. لم تخبريني عنها من قبل. هذه أنسب لي من البنات كلهن. لماذا أخفيتيها عني لكل هذا الوقت؟".
    "لأنها ستعذبك".
    "لن تعذبني".
    "من قال لك؟ إنها تعذب المدرسة كلها".
    "لأنكم أغبياء وتستحقون".
    تساءلت "عفراء": "أغبياء؟ هي ليست الأولى ولا الثانية. ترتيبها الثالثة في النتيجة. يقولون إنها مريضة نفسياً".
    "من يقول ذلك؟ الغبيات ما بعد الثالثة أم ما بعد المديرة؟".
    دخل أخي "الصادق" –أبوها- فصمتت "عفراء". سألها،..
    "ماذا كان يقول لك؟". لم تجبه، قلت له أنا: كنا نتحدث عن أميرة.
    "أميرة من؟".
    "واحدة سراقة وتُعَذِّب المدرسة نفكر في خطبتها لي".
    أخذ يضحك ثم قال،..
    "أفضل من بنات المؤمنين، كسر هذا في جبر هذا".
    خرج ونادى "عفراء". لم أسمعه يقول لها شيئاً. من المعتاد أن يوبخها على حديث من هذه النوعية. ربما أراد لأميرة تلك أن تنال مني وتسففني الأندرين.



    محسن خالد
                  

10-25-2005, 09:15 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    ثَمَةُ من وَجَعْ،

    ثَمَةُ من وَجَعٍ في الروح

    يَعُضَّني،

    يَعُضَّني هذا النَوَاحُ السرِّي.

    ما هذه الأشياءُ الراكضةُ ـ دوماً ـ أما الَقَلْبِ؟

    أهي رَقْرَقَات الإياب؟

    كَمْ، أنا، مُلَطَّخٌ بالمسافة.

    للغيَاب لهجةَ المَسَامير.

    يا ألْ: أُحِبُّكِ،

    مَا مِنْ شيءٍ ـ مِثل عِطْر الحُضُورِ ـ يَجْلوَ الحُبَّ.

    خَيَالُ قُبْلَتِكِ الأخيرةِ، في المطار، ما يزال ماثلاً في شفتَّيْ

    فهل أَحْسَسْتِ ـ يا شَهْقَةٌ الطَّمَى ـ بأنني أودعت

    تلك القُبلة نوايا العُشْب؟

    اللَّعنة!

    أما كان بِوسْعِي فعل شيءٍ آخر، سوى إقتراف السفَر؟!

    لِمَ ذَهّابُ الأمنيات حثيثُ هكذا؟!

    أمِا مِنْ أَحَدٍ يَدُلَّكَ، أيها النيلُ، عليَّ؟

    خُلِقْتُ بلا إتْقانٍ، إذْ سُوِّيْتُ من غير أجْنِحَة.

    أُوْضَحُ ملْمَحٍ فيَّ، الآن عَيْنٌ لاهِثَة.

    بحيرُ تَانَا قَريبةٌ من مُتَنَاوَلِ الجَسَدِ،

    ينبغي للمُقْرَنِ، إذَن، أن يَتَهَيَّأ.

    صَدْرِيَ شَاخصٌ،

    مِنْ ذِرَاعيَّ يفوحُ رَفِيفٌ.

    كَمْ، أنا مُضَرَّجٌ بالقُدُوم!




    عادل القصاص

    عن موقع:

    http://www.sudaneseonline.com/sections/qissa/pages/kutab/...r/shi3r_qassas01.htm
                  

10-26-2005, 04:55 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    أدلف ألى الخرطوم من شوارعها المواربة...أخالس فجيعتها...لأرتب خطواتى هنا..وحدى

    (سيبرد الشاى...)...لا شىء يبرد فى الخرطوم

    أعتدل كما تشتهى الزوايا...وأبدأ فى طى القناديل شعاعا شعاعا...(أحبها

    هكذا...خافتتة...ومواربة)

    وأجتاز أتجاهاتها الأحادية..(كان بها متسع من الحراك)...الشوارع كالعسكر...بأتجاه

    وحيد...وقبعة...وسلاح

    وأدلف نحو قبتى....سماؤها لا تعتدل...ومزاجها...ومزاجى

    (ألقى التحية على الرجل...(لى أستاك)...وأتخير مقعدى تحت قدميه

    ....كنت أتحدث عن...

    وأخاله ينسى مثلى...

    معا...نحب الحديث....نتبعثر...ولا يعنينا أى أتجاه نوازى..

    أصمت...لعله يبتدر الحديث...

    كان يرغب ان احزن كما يجب...كنت اوشك ان احزن...دائما اوشك ان أحزن...ولا أفعل

    هل الحزن موحش هكذا...ونبيل؟؟؟؟

    لا تسلنى أذن..

    وأنتظر عودتى...من الضفة الأخرى...أحجل من الأنطفاء

    تنزلق سماء القبة نحوى...أو لعلى أهزى...

    (سيبرد الشاى)

    كنت أنا حينها...قد بردت تماما..

    -لم تصمت هكذا أذن؟؟؟

    كنت ارفع السجادة الرمادية...وأدس ما علق بقدمى تحتها...كم خطوة تبقت ؟؟لست أدرى

    -سأشرب الشاى باردا...

    -قل له...حضرت...ولم اجد أحدا

    وأنصرفت....هكذا


    أيزابيلا
                  

10-26-2005, 05:12 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    هي امرأة من حزن وشتاء.. من وهج ٍ صيفي وحنين.. تمتلك قوافي السجع وتحتضن البحر في صدرها وبين يديها تنام السواحل وتورق الضفاف وتشرق الأمنيات القادمة من خلف الوله بذاكرتها.

    امرأة تعانق الشمس كل يوم مرتين عند المغيب وتلاحق أنفاس الشجر وهي تتوسد عري الوحدة والصحراء. امراة تفترش رمال العصر عند تعاقب الموت ما بين حد الإنتظار وبين لهيب الشهوة لناظريها كلما رن صوت هاتفها المبارك عند مطلع الحريق..

    عذبة كماء الورد ونقية كنبع الصدق الشارب من همس الفصول ندى العافية.. تتمدد عبر محيط الزمن الطالع من شفتيها أحرفاً من غليان يوقظ في أعصابي صهيل المغفرة حين ترسم لوحات من الحيرة المحببة إلى النفس. وحين يخرج شهاب الدهشة تائهاً في طرقات الحلم بلا هوية تتعثر خطواته على أطراف سحابة عطشى لمائها البنفسج فيخرج النبع من ثكناته عند أول الصباح مثقلاً بالهم ورذاذ الوجع القديم.

    كم مرة رقص الضوء بخاصرتها اليمنى فتلقاها صوتي وهو يسترق النظر لكف الريح وهي تنام قريرة العين على تلال صدرها ويصعد هديل اليمام بشفتيها، وبخاصرتها اليسرى يسكن بعض شهيق.

    ما أجمل أحرفك التي لا تجيء على ورق البردي ولا على كتان من سندس واستبرق وعقيق. لكنها تكتب في وجه الحلم شوقي إلى ناظريك، وقطرات العشق ترجو أن يصمت النجم عن الهذيان كلما أبصرك قادمة..

    كم مرة أشعلني حضورها المستتر ما بين بريق اللؤلؤ وحبات القمح المطحون برحى الأمنيات اللاذعة. كم مرة ارهقت كفي الدعوات أن يلوح بريقها على أجنحة الموج الراحل من شطٍ رسى عليه «كولومبوس» فاستوجب الغسل مرتين قبل أن يزرع النسيم في ساقيتي – عند رحيل الطير – نخلة عذراء تنبت الثمر كلما هز جذعها صمت الجراح الهادرة جنوناً وترقباً وانشطار..

    كم مرة سكبت على حقل الشجون نهر الأنس ورحيق أعناب الشفق، وكم مرة رسمت ظلال القمر على وسادتي فأحلم بضلع خرجت منه إلى أرض يثمر فيها شجر التفاح وتتناسل فيها حبات اللقاح عند أعشاش الطيور.

    حمامتان خرجتا منها لأطراف الغدير وجلستا على حافة الموج تسجعان بالشبق الكثيف، فيشتهيها البحر مثلي والغصون، وينتظر المدى انعتاق الصبح في كل مكان فيها لا يزوره الضوء إلا عند النشوة أو عند سنن التيمم بالماء في غياب الصخرة الحزينة تحت قدمها وهي تقدم للأرض خطوة تجعل كل مسامات الحياة تنبت شتولاً لم تعرف حد الإرتواء، لا بين مشارف الحيرة والإرتباك أوبين مطلع الهروب من دوائر الزمان.

    بعينيك الشذى يغفو والناس يطلعون عند الأمسيات لتلقى فيض الجروف الحالمة بك تدعو هواك الصفح من ذنب العبور قبل أن يغرق المحيط في عينيك إذ استلهمك الفتح بعد العودة الأخيرة جسداً شكل عمق النهار فينا أغنية وحديثاً ذو شجون.

    ما أجملك من «امرأة تحيرني الآن» بعد أن هطلت سحابتك الحبلى بالوجد مطراً من حرفين.. وشراراتٍ عديدة أسكتت حس اللغة في بوتقة الحاضر أحرفاً لا تنطق إلا باليمن في مدارات الأسى وعند محطات الشجن زهداً يبحث في خارطة الليل عن همسٍ دافئ ٍ .. وعن صفاء..
    :
    مدخل للخروج:
    يا طفلة عشقي نغم الخاطر نبض الماء.. يا ذهب الروعة والياقوت الصاحي فينا عمق دعاء.. يا أحلى عمر ولد بشط الحلم بهاء.. يا أعظم نجم حلق في الأجواء.. يا أنضر طيف زار منامي ثم أفاء.. يا أجمل وجه سافر بين صلاة الفجر وبين عشاء.. يا أحلى امرأة تكبر في أعماقي كل مساء..




    معز عمر بخيت
                  

10-26-2005, 05:35 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    مراسي الشوق...كانت حلقة فوق العادة زي ما قال مقدم البرنامج......ومقدمة البرنامج..... دكتورة زينب ابو سنينة..... شاعرة وكاتبة وقاصة ومترجمة وفنانة تشكيليه...... عجبتني قصيدتا بتاعت الكدايس....كديسة تايهة في دروب الدنيا تمشسًا...واخرى اخر ترطيبة....تاكل الجاتوة ..والشاورما........" انا لحدي قريب دي بعد عمري دا.. ما كنت بعرف الجاتوة....ولا المهلبية....ولا الكنافة.... ما عارف كنت قابلا حاجة حلوة ولا نصيبة مسوينها من لحم".....دكتور معز اجاد ثم ابدع..... ثم اجاد.... ثم تلألأ نجم سامق.... الشعر كان بينزل علي بردا وسلاما....وانا قاعد اتهبب من الحر بي كراس قديم لي محمد ولدي...جدعو بعد ما انتهي من الامتحانات..... صوت حاجة امنة ..ووفاء وسهام..... زاد البرد برد....وبقيت كايس ليّ لي بطانية ادخل تحتا..... وادسا في مسامها...وكنت اتمنى ان يتصل أي واحد من ناس منتدى عكس الريح...ولا.. سودانيزون لاين..كل ما المذيع يقول معانا تلفون.... قلبي يفر..وضرباتو تزيد.......واقول يا ربي دا منو؟....... ما تكون ام الحسن جنت ودايرة تتصل.؟....
    بدون ما احس لقيت دموعي جرت....وانا اصلها دموعي في طرف عيوني.....علا وقت اكاتل زول كعب وفااااااارس وكاتااااااال..........اتظكر زمان وقت كنت بسافر بالقطر من والي اهلي في الشمالية...... القطر كل ما يقيف في محطة واشوف ناس بيودعو في زول وقاعدين يبكو..... اقعد ابكي معاهم....والغريبة لو في زول شايلنو في عنقريب وعيان ومودينو مستبشى كبير بكاء شديد.....الرحلة كلها بكا..واصل اهلي وعيوني ورامات...مرة عندنا بنت جيرانا عرسوها وهي ماشة لي شهر العسل قعدت تبكي وامها تبكي واخواتها يبكن... لا ايدي لا كراعي لقيت دموعي جرن وقعدت ابكي معاهم...... اها دا حسي يقولو عليهو شنو؟.....لكن بعدبن اكتشفت اني كنت ببكي علي البنيّة السمحة دي والعرسوها للراجل ابجضوم وتلاليش دا.......... ديمة ابكي ...غاشي ناس البيت قايل لهم عيوني فيها حساسية......ولما يلقوني ابكي اقول لهم الحساسية قامت....... و بكيت وانا بشوف في الفنان عبد الرحمن عبدالله وهو حاضن وليد صغير اظنو وليدو.... ويبكي ....ويودع فيهو وهو مسافر لعملية في الميجر......كانت لحظة في قمة الانسانية.....و دموعي ما جفت عديل تاني برضو بكيت... لما اختو حضنتو وودعدتو في المطار وهي تبوس راسو...... لله درك من اخت....رفعت راسا وقريت في عيونا:-

    شق ايش قول لي يا مروّح

    قبال صباحنا......... يبوّح

    ولاّ ما بقدر.......... اسيبا

    قليبي تشيلها ........تروّح

    .......برضو بكيت لما عرفت انو ناس الرياض عملو ليهو لجنة وساعدوهو في السفر للعلاج......لله درك من شعب وفي....ناس الرياض ليهم القومة......
    كانت حلقة هيجت عواطفي.....وتباينت فيها مشاعري..... بين فرح وفخر ان اتعرّف على انسان في قامة مُعز السودان.... ولقيت راسي اترفع فوووووق لما قال اهلي في السودان بحبهم حتى في ساعات ظلمهم لي.....والله لم اسمع بشخص يكن الحب لمن ظلمه الا منك يا بروف في زمان اصبح فيه قطع الرؤوس تسلية المتسلي.........وسماع متصلين كنت ارسم ملامحمهم من خلال ما يكتبون....تكتمل الصورة جمال وبهاء.......
    ما طلعني من مشاعري دي..... علا برنامج الفتاوي الجا بعد مراسي الشوق والكان فيهو..... الشيخ محمد احمد حسن.. البينضم بي لكنّة شايقية..... الزول دا قاعد اريدو لي الله سااااكت..... اتصل زول سعلو......قال لو يا شيخنا لو في زول في الحلة جا وسعلني من بيت العرقي وين؟..... اوصفو ليهو ..ولاّ.... لا؟.....محمد احمد حسن قال لو ..اوعك توصفو ليهو.......انا هنا تاني قمت ابكي... بكيت بكا شديد.....وفي سري قلت لو...... والله يا شيخ محمد احمد حسن... ماها المحرية فيك..... انا ما قايلك غتيت كدي..................




    سجيمان
                  

10-26-2005, 06:40 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    هذه ثلاثة صفحات من نشيد طويل .. قيد التشكيل ، وسيخرج قريبا
    رأيت ان اضع هذه الصفحات هنا ، أحتاج رأيكم فيها ، وفي اللّغة
    لكم فرحي
    ---------------------------


    بَدي .. بَدي
    يا بدونا
    بَدي ، بَدي ، بَدي

    بَدي يا بدونا
    بدي !!

    للأطفال حَزنهم ، كما للخِيامْ رِياحَها ، وللأمطارْ مواسِمْ تَحْبَلْ فِيها بالمواويل ، وتَلِدْ الشّجَنْ البَدَوي على مَهدْ النّشيدْ .
    تُنْجِبَه مِنْ تَزاوجْ الخُفْ والرّملْ ، من عِناقْ الرّيحْ والصّوتْ ، ومِنْ كُلْ من هَبّ على ظَهرْ الفَلاة .
    منذ نِعومَة أظفار الغناء ، الى أن تَحِت زهرات السّعدانْ تويجاتها ، سيظل النّشيد يَرِن .
    يَزبُل السّقيطْ ، وتَنكفيئ الحٌمْرَة على جُرفْ الوادي ، والنّشيد يرن .
    يضُجّ العَكُ على رؤوس الحرازْ ، والنّشيد يدوي قِدّام البيوت - الخِيامْ
    بَدي !
    بَدي يا بَدُونا

    من جُملَة الأشياء ،يَبقى الشّجن في شرايين النشيد - بَدي - يتكثّف في صَهدْ الغناء ، ويلتف لثاماً على قلب البدوي ، يمتزج برغاء الجمال وهي تسير في عتامير التّيه ، وبحنين ألبِلْ ، وبِثُغاء النّعيزْ ، وبالخلاء .. فتأتي معزوفة الريح والاشجار ، يزفها الحنين من قلب إلى قلب ، تتوقد جمرتها عندما تعوي [ قََرْوَة ] في السّهل ، وتحملها إلى حيثما توجد خيام وامامها زرايز يحفرون على الجّرف سِقْيطاً ، ويكتبون على وجه الرّيح نشيدًا من ثلاثة حروف .. في الكلمة - بَدي .

    الرّيح هي العدو / الصديق للبدوي ، من هبّتها تأتي اخبار الرَّيمْ ، عندما تهب مقلوبة شمالاً يبدأ دَقْ الغَرَسْ ، وتُهيأ زوادة اللّنقيب لِعَذيب طويل .
    الريح مسّاحة أثر الدّروب .. وحمّالة نشيد البوادي .

    اما الغناء فيا ديني !!

    شَايَة تَرْتَعْ فيها الكائنات ، من حَلقٍ الى حَلْقْ يَِِبِل رِيقْ الأحَشَه ، ويمسح وجه الرّمل بالإخضرار .
    كيف تحتمل هذه المتاهة بلا غناء ؟
    كيف يجلس الزرازير دون أن يملأوا جوف الرّيح بالرّتم ، وكيف يساور الحردال الطامح والناقة دون غناء ؟
    الغناء مَرْبَط النّجمْ !

    أما النّاقة ، فهي دَيفَة الطّّّّامِح
    لا طَامح بلا ناقة ، ولا ناقَة بلا مواويل ، لا ناقة دون رمل وحزن .
    في سيرها داخل قصيدة الوجد ، كانت ليلى وحلاجها الحردال .
    (( بين ليلى والناقة ، خيط الحنين ))

    الحَنين حَفَى القلب ، والنّاقة رُقْعَتهُ .
    الناقة مَرْهَم الجُرح ، رِضى الطّامح المَجْزومْ بالصّد ، وودار الحَرْدالْ في صَي النّشيد .
    منذ ودارها من مراح صالح ، حتى ورودها بحر الشّعر في القصيدة ، ظلت مَحلوبَة العَدم ، تمشي بخفها على رمل العشق ، ولم يعقرها أحد ، لم يعقلها أحد ، جميعهم توكلوا عليها ودَجّوا .

    أوقد الحردال نار جلسته بين البيوت - الخيام - تلسع اذنيه مراثي الاطفال على جرف سقِّيطَهم - بَدي - والطّامح على باب خيمتها ، تهبهب إنتظارًا حارقًاً ، كلما اقترب منها النشيد ، تولِّع شرطاً جديداً ، وتهز جمر صّدها .

    الطّّمِيحْ الجَازَمَنْ ، دايراتْ سِيادْ ألبِلْ
    وقََلبْ الرّاجِلْ كَنْ بَوبَا ، بِِِرقَعَه ، بأمْ زِرْ

    وأنتْ ، أنتَ قلبك بَوبَايَه ، مَشَتْ عليه خطوتها ، ووطأتك الجّمْرَة .. وأم زِرْ ، ستأتي عصراً الى طَرَف الفْرِيقْ ، يِفِكْ لِنْقِيبَها الصّرارْ ، فتملأ كاسات الزّرازِيرْ بالحليب ، وتْلَجّيئ مواليد السِّمينْ ...


    كَنْ وِِلْدِتْ مَع السِّمّينْ جِديَها رَقَدْ
    جَابَتْ غَرِيبْ اللّّونْ صُوفَََهْ عَقَدْ
    أنا كَنْ بَجِيبْ إسم أم زَورْ ، عِنْدي عَليهْ سَنَدْ
    إسمْ الأبوا بالجَدْ دينْ الوَلَدْ


    من إسم الى إسم ، تتوارَث دَينَها الأجيال ، ويسدّدونه بالرّحيلْ ، من فلاةٍ الى فلاة ، ومن نشيدٍ الى نشيد .
    الحردال رسولها الذي لم يرسله أي إله ، وحده العشق هَدّ على لِسانة التَمْتَمه ، عندما نظر اليها - كيف خلقت ؟ - ظل يدور في محراب عدمها ، وفاح شعرًا تبخّرت به كل المَراحِيلْ ، تناقلته البوادي ، وأودعته الرّملْ .
    سارت به الناقة في عرشها :


    اللّيلَه يا رَفِيقْ سَاروا أهَلْ مَرّاحَهْ
    وشَدّوا تَقيل الخْمَامْ
    فَوقْ الطّّويل مُشْباحَه
    قََطََعوا وادي الزُّرقْ نَزَلوا صَباحَهْ
    وسَلَبوا جمْالْ الشّيلْ ورَّدوا المَلاّحه
    جَابوا حَجَرْ عَطْرونْ مُو تْرَابْ سَبّاخَهْ
    وقلباً يريد أم زِِرْ ، زادت جِراحَه
    سُوقاً مَا بجِْيبْ أم زَورْ ما بَدورْ أرْبَاحَهْ
    وزَرْعاً ما بِقُمْ أم زَورْ ما بَدورْ نجََاحَهْ
    أم زَورْ شَرَك بَدراي
    قَيدْ الطّامِحْ البَجّاحَهْ
    أم لَبَناً بِبُردْ الجّوفْ زَايِدْ نَصَاحَهْ
    راجلاً بلا نَاقَهْ نَاقِصْ سمَاحَهْ
    وراجلاً بَلاهَا سَاكِتْ فَصاحَه ْ


    الخَطْوة المَمْدودة على رَمل الدّروب ، هي الخُف الذي يطأ أرض الشعر ، ويتسكّع على قلب الطّامِحْ والحَرْدَالْ ، وهي المفقودة في جرف الزّرازير ، منذ آدم حتى آخر بَدوي يُولد قَبلْ قِيامتها ، سَتظلْ بصمة الأصابع يشكّلها الجُّرفْ ، وهي تَحْفر الطّين بَحثاً عليها ، وسَيظلْ النّشيدْ - بَدي يا بَدونا - يرن
    كم زَرْزورْ حَفِيَتْ أصَابِعه ، وكَمْ حَردَالْ عَزَف على أوتار سَرابها ؟
    كم طامح قبل جلستها هذه ، قد جلست على شفى نارها ، وأنْتَظرَتْ سِيادْ ألبل يدقون باب خيمتها ؟

    الطّمِيحْ الجِنْ بْطَبْطِبَنْ في إيديهنْ
    بْدورَنْ سَِيادْ ألْبِلْ ، مافي حُرْقَة
    عَطَشْ كاتْليهنْ


    يستمر الرّتم ، وتتكئ الأُغنية على جَزْع القَلب الواجِدْ ، تَرْحَلْ في قلوب البشر ، الطّير ، وكل ما في الوادي من هوام .
    مُرحَلَة بعيدة ، كُتب على البَدوي سيرها في فيافي الشّوق ،مجذوبًا بهالة الجِّدي ، وملهوفاً للوصول .

    سارت الناقة أمامهم ، قََطعوا هَبّاجْ الزُّرقْ ، نزلوا مَحَاري القَفْ ، أكمل الحردال نقيصته بالنّشيد ، لكن الطّامِح كانت بإنتظار سِيادْ ألْبِلْ .
    تتلفت لِفلوات الرّجال الذين بلا فصَاحة ، الرّجال الحَزَموا مِرحَاتَهم ، وغادروا بعيداً مع رائحة الرّيم ، وكانت البرّاقة دليلهم .
    أينما رشّت مَطَرَهْ كانوا هناك ، وكلما أينع فَرع كان على أسنان نوقهم ، هم من كانت بإنتظارهم وكذلك الزرازير ، وكل البيوت - الخيام - تشتهي طَلّتهم .
    إناء الحليب يَغْتَسِلْ بشوق أُمسياتهم ، إلا الحردال ، فقد كان يستولد حيرانه من رِحْمٍ آخر ، يَسلَخَهنْ من جلد الحرف النّاشف ، ويعقد صوفهن على صُرّة النشيد .

    كَلَوَآآه !!!


    يوسف عزت الماهري (أبنوس)



    نقلا عن:

    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=188&s...68d7b23cfb372cc4c237
                  

10-26-2005, 06:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة


    تجاوزتُ المنازل حديثة البناء المشيدة بمواد غريبة عن طبيعة المكان,, الارض مفروشة ببساط اخضر فسيح رسم فيه ضوء الشمس المنفلت من بين الغيوم مساقط عمودية لأغصان الاشجار التي خرجت من الأرض في زمان مضى وتابعت رحلتها عاما بعد عام كأنّها على موعدٍ مع السماء ,
    تحت الأعشاب الطرية بقايا مطرٍ مبكرٍ حديث الهطول ,, ادرت مجال رؤيتي حاذفاً آخر منزل من تلك المنازل والذي يبدو من حديث صاحبته ان عمره لم يتجاوز اربعة من السنوات هي عمر زواجها ,,,لم اكن وحدي حين ركزت بصري على تلك الشجرة المصفرة , كانت هناك بعض العيون التي لا معرفة لى بأصحابها ,, في الواقع لا أعرف غير صاحبة المنزل التي تقف بجانبي ,
    كانت شجرة شامخة مديدة القامة أثارني اصفرارها من بعد خضرة,, تحتها مباشرة حفرة مربعة الشكل لم اتبين عمقها من مكاني ,,قد تكون من فعل أصحاب آخر منزل من المنازل التي نبتت في غير اماكنها ,, تخيلتها مملوءة بماء المطر حديث الهطول الى عمق ما لم اتبينه من مكاني , جمعت قوة بصري ومكابرتي التي جعلتني لا اسمع كلام طبيب العيون في نصف درجة وصفها لي, فاستفحلت وأصبحت اكثر من درجة لا ينفع معها ما درجت عليه من صرِّ عيني على طريقتي في إكمال ما نقص من المشهد ,, وجهت نظرى كما فعل أصحاب الأعين التي لا أعرف اصحابها ,

    يصوبون أعينهم على بقعة من ساق تلك الشجرة,, يفعلون ذلك بإحساس جماعي كأنهم مسيرون بعقل واحد يعطي أوامره لكل تلك الأعين في لحظة واحدة ,,, غريب ذلك الذي يحدث في تلك البقعة من ساق الشجرة ,,,
    ثقب او شق بحجم قبضة اليد تخرج منه مادة صمغية اللون والقوام,, اخذت في الازدياد شيئاً فشيئاً ,, ثم اخذت في الانتفاخ بفعل غاز يخرج من ذات الثقب ,,, يخرج من الشجرة وينفث في هذه الكتلة الصمغية الشفافة ,,,,, ينفذ كدخان عشب اخصر مما يجعلك تميز حركته ثم يصير عديم اللون بعد نفاذه الى الكتلة الصمغية التي اصبحت كالبالون ولكنها أثخن قواما , غير ان الكتلة البالونية لا تلبث ان تضمحل بسبب تسرب الغاز من الجهة التي تقابلنا محدثاً فقاعة كالتي تحدثها عصيدة الذرة ,, تمتلئ الكتلة وتنتفخ مرة أخرى و تنبجس منها فقاعة اخرى فتخرج كمية من الغاز ويتراجع حجم الكتلة الصمغية .
    حككت عيني بشدة وضغطها في محاولة لحذف الزيادات التي أدخلتها على المشهد بهدف إعادة انتاج الصور الصحيحة ,, ازداد حجم الكتلة البالونية الصمغية وفي لحظة شعرت وتلك الأعين التي لا أعرف اصحابها , اننا نتلقى إيحاءاً قويا كأننا في حضرة ساحر يملي علينا شعورنا وإحساسنا بالأشياء , نتلقى هذا الإيحاء كأننا مسيرون بدماغ مركزي واحد ولدينا انطباع تام بهذا التوحد , لا حاجة للتواصل باللغة او الإشارة ,
    في غمرة توحدنا هذا تملكنا إحساس جماعي بأن الشجرة باكتسائها بهذا اللون الغريب يعتمل في نفسها حقد عميق على كل من حولها,,
    الغاز المنفوخ داخل البالون سيزداد حجمه بشكل عنيف ثم ينفجر البالون نافثا هذا الغاز على كل شيء حول الشجرة,, سينفث سمه القاتل على كل شيء ,, لحظات وتنفث هذه الشجرة الحقودة سمها بواسطة هذه الكتلة البالونية الصمغية التي ما هي إلا خدعة عظيمة من هذه الشجرة .
    بعد ان تلقينا هذا الإيحاء الجماعي, اختفت كل الاعين التي لا اعرف اصحابها والمرأة التي أعرفها مخلية المنطقة المهددة بجحيم هذا الحقد.
    لم يعد هناك من أثر لأي حي غيرى, ربما لأنني أكمل المشاهد متجاوزا نظارتي التي لم أركبها يوما,, وما حاجتى بها !! ,,, لدي عدسة داخلية كبيرة ارى وأكمل بها المشاهد على النحو الذي اريد ,, لم اكن في حياتي كلها اعتقد ان هناك مشاهد كاملة ,, التلفزيون وأشياء كثيرة لا اراها إلا نوعا من الخدع الكبيرة ,, من قال ان السراب وهم؟؟

    لا بد ان في تركيبي الإدراكي ثغرات كبيرة في إكمال المشاهد والمناظر جعلتني في تلك اللحظة التي أتلقى فيها ذلك الإيحاء الجماعي,, أتلقى إحساسا خاصا بالشجرة عبر ثغرة من ثغراتي المفتوحة على مشهد الطبيعة ,,
    احسستها مريضة تتألم وتجرب كل خبرتها المديدة وتحشد كل طاقاتها لمقاومة المرض والتشبث بالحياة.

    وحيدين أنا والشجرة, أنا اتلقى إحساسها وهي تنفث غازها في الكتلة الصمغية البالونية فتنمو وتصبح بالونا ضخماً,, يتدلى البالون شيئاً فشيئاً كلما زاد انتفاخه الى اسفل حتى ينفصل جسمه عن الساق مرتبطاً به عن طريق حبل سري هو الآخر يزداد طولا فيتجاوب معه البالون هبوطا .
    عند اقتراب البالون من الارض برزت منه خمس زوائد اخذت تتخذ شكلا حيوانيا بأربع قوائم ورأس يبتعد عن جسم الحيوان برقبة طويلة,,, بدأ الحيوان يغير لونه الى لون داكن ويكتسي وبراً ناعما وياخذ شكل جمل ,
    اثناء هبوطه كان الجمل يبتعد عن الشجرة في مسيرة هبوطه بشكل مائل متجهًا نحو الحفرة المربعة المليئة بماء المطر حديث الهطول الى العمق الذي لم اتبينه من مكاني متحديا قوانين الجاذبية في مسيرة نزوله التي أخذت مسارا مائلا بمقدار عدة أمتار.
    عند وصوله الى الى البركة المربعة انزل الجمل رقبته الطويلى الى الحفرة الى عمق لم اتبينه,, واخذ يشرب كأنه لم يشرب منذ عام , الماء يصعد الى الشجرة عن طريق الحبل السري الذي ما زال يربط الجمل بالشجرة الى ان اخذ الجمل كفايته من الماء ليبدأ مسيرة الصعود الى مكانه الذي خرج منه بعكس الخطوات التي نزل بها فحدثت نفس التحولات السابقة للجمل والكتلة الصمغية والغاز .
    قبيل ان يختفي او يندمل الجرح في ساق تلك الشجرة حككت عيني بشدة وضغطتها في محاولة لحذف الزيادات التي أدخلتها على المشهد بهدف إعادة انتاج الصور الصحيحة,,
    جرح الشجرة الذي خلته سيلتئم بدأ من جديد نفث غازه في الكتلة الصمغية وما لبثت تلك التحولات ان أسفرت عن فتاة فيها من الجمال والحسن ما لا استطيع تخيّله على طريقتى في إكمال المشاهد , مدت يدها من بعيد بابتسامة لا اعرف من أي ثغر تفتقت , اخذت تتجه نحوى بجاذبيتها التي تتحدى كل جاذبية عرفتها ... الحقيقة كلها كانت مبتسمة,,, تحركتُ نحوها مبادلها ابتساماً بابتسام ,, اخطو نحوها فتخطو خطوتين ,,
    اعدت صياغة المشهد على طريقتي فإذا بصوت المرأة التي أعرفها يناديني نداءا حثيثا ,,,, اسمع نداءها خفيتاً متقطعاً كأنه يأتي من العمق الذي لم أتبينه ,,أو لعلى كنت في العمق الذي لم اتبينه وفي خاطرى لا في خاطرها أعدت تركيب المشهد من جديد , كشفت لى الطبيعة عن احد اسرارها, عن طريق ثغرة في طريقتي في تركيب وإكمال المشاهد ,, الأعين التي لا اعرف اصحابها والمرأة التي أعرفها فروا من المكان تحت تهديد غازات الكتلة البالونية من الشجرة التي حسبوها حقودة,, كيف لي ان أخبرهم بما رأيت من أسرار الطبيعة ؟ كيف لى أن أجد ثغراتهم.





    newbie
                  

10-26-2005, 07:13 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    التلب والسنمكه...............

    محمد عاطف يمنى تاجر بفراشات سوق أمدرمان متخصص فى كل أنواع الذره والأمباز...يعرف زبائنه معرفه الوالدين لأبنائهم...ويتفانى فى تقديم الخدمات لهم بكل ما تحمل سعته من إنسانيه...معظم زبائنه من الريف الشمالى....ولأن العلاقات الإجتماعيه مستغرقه على الرغم من غشاء شاش المدينه الذى يكتنفهم...نتيجه لإرضاعهم المدينه ألبانهم...وكلفها ببصلهم ووبطاطسهم...وسائر ما تجود به أم كتى والتسعين وأم جغيره وضنون وود عبدالكريم واليحيرابيه والمحسيه وودعشاب وود مرون....ثم مقى كررى بتبشها وقرعها وبطيخها والتى يجلبون ماروقها بشق الأنفس قصا للجنابيه....فلا على المدينة إلا أن تتقبل ذلك حيث لا تبديل بالذى هو أدنى ليهبط بهم إلى سافل مصر...وكذلك العنكوليب وابوسبعين والبرسيم ورواج تجارتها لدى وكيلهم ود الوسيله...وود حدوب أكبر المستهلكين وأكبر ممول للجزر...ولمن أراد كرامة لعقيقة أوطهور أو زواج...ولمن أراد ضحيه...وحاملات تلك الأنعام من اللوارى هى همزة الوصل بين محمد عاطف وزبائنه... فيأتونه بفارغ الجوالات وعلى كل جوال إسم صاحبه ويعرف معرفة يقينية زاحفة إلى عين اليقين كوتة كل منهم...وعلى عتبات المحل يتناسل الحمارة والعتاله ليأخذون الطلبات ذهابا وإيابا إلى الطواحين....بعد أن يكيل لأهل الفتريته الفتريته...والمايو لأهل المايو...ثم ودبريقع لأهل ودبريقع...مع القمح لمن أراد أن يخلط...ولتلك العلائق ولإتقانها جاء بعباس من آل ود الكندو صبيا وسيطا حتى شاب بعالق الدقيق على حواجبه وتحت وحول ما عجزت الطاقية ستره...إلى أن شاب حقيقة بالمولاة ودفن بيض وأغبش سنينه فى محراب ذلك البتاب...فمحمد عاطف عياش متخصص...ولكن من يجيدون صنعة الأرضه ولا ييأسون من تجريب حجر الظلط...ومن تخصصوا فى بيع مشاريع فى سواقى أبوريا والتريا لخواجه كرياكو جاءوا لإبن الجبل ما تعجز عنه الأرضه...فجاء التلب لمحمد عاطف بعد أن جدع له السلام وجلس على كرسى الوقار للشيوخ... قال((يا عاطف عندى لورى سنمكه وارد ماريا وإيد البحرى وأبودلاله)) وكأن تلك الأماكن بإرمه ذات العماد...فما كان من عاطف إلا أن قال ليس هنالك سوق للسنمكه يا شيخ التلب...فخرج بغير رضاء عن عاطف وذهب بالقرب من بقاره فى سوق النسوان...حيث إشتهرت بالطاعميه التى يشتريها أولاد السوق باعة الماء والفرنيش ومساعدى الجزر وسوق الخضار...فعرف التلب المشرع الذى يعدى بسنمكته...فطلب من كل ولد يأتى لبقاره بعد أن يدفع حق سندوتشه يعطيه قرشين ويطلب منه أن يذهب لعاطف ويسأله عن سنمكه بقرشين....فبعث بكل أولاد السوق لعاطف حتى لعبت الرغبه برأسه...وطلب من عباس أن يذهب ويبحث عن التلب أين ما وجد....وأن يخبره بأن يأتى بلورى السنمكه...فجاء التلب الذى قال لعاطف هذه السنمكه قطف العرائس وسعرها معروف فإذ بعاطف ما أختلفنا يا شيخ التلب.....وطلب من عباس إنزال الشحنه فى المخزن وياتى بجوالين إلى الدكان وأن يسدد فاتورتها للتلب على دائرة المليم...وخرج التلب بعد أن إستلم قيمة السنمكه وفى سره يقول يامعرس والله حتى الأرضه ستهجر المخزن وستدفع ثمن تخزينها إلى ما شاء الله...............





    منصور مفتاح
                  

10-26-2005, 08:10 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    ...............
    ...............

    "ماذا لو أخذت نفساً عميقاً
    وزفرته مع كُل همومي ,
    فتعبر نسمة وتأخذها بعيداً ،بعيدا
    وتتركها كغيم مُعلق في الهواء ..."

    سأبدأ من جديد ...
    أظنني أبحثُ لي صبية أحبها لتعُبي القلب برحيق أيامها ...
    إذ كُلما أليل الليلُ وانظر روحي وحيداً ،افتح القلب وأقلبه ، أجده يشتهي ,
    سار إلي انحسار و"اعتراني نحول".
    عطلهُ نفور الماء وصوت البنت الغائبة ، الحياة في شغل شاغل
    عن أنفاسه ، والحبيبة اًُكسجينة القلب .
    ...
    ...
    يا للزمان بيضاوي الشكل ويدور حول نفسه كالمكان حليفه الأساس ،
    وقلبي مطفأة المواجع و العابرين ، قرضته القوارض ويُكابر ، لا يمل الانتظار .
    عنيد كرأس القطار , يسعى الحُزن رسمه كمقتفي الأثر ويسكن الألم لحمته
    ولا يمل الانتظار .!

    لأُلبي نداء القلب والروح أنتظرها .
    أبحثُ عنها ، علي مبدأ مفاده إن الحُب مغروز في الناس ، وأنا ناس ومغروز
    عندي جداً ، أتصورها وأبحث عنها ، أنا لا أبحث عنها في الشعر ولاوسط الألحان
    الدوارة والورود الملونة بل أبحث عنها بين البنات وهذا أمر لو تعلمون خطير .
    ابحثُ عنها في الأرض ، مثال أبحث عنه في دائرة الواقع ، هذا ما يذيدني ألماًُ .
    ابحث عنها في قلوب البنات , في أرواحهن المجسدة في العينان , وهذا ما يذيدهن ألماً .
    ....
    ....
    في الأيام الأخيرة قرأت شعراً كثيراً لدرويش ولبرغوثي مُريد معاً , وسمعت من
    الأغنيات والألحان عدد ما يكفي ليرُهف كتيبةً من العسكر , وهذا ما جعل من
    نداءها – أي البنت- يحتل موقعه الوثير .
    ملامحها ,أوصافها عادية ، فقط عليها أن تأتي وأنا سأراها جميلة ، أعرف كيف
    أراها جميلة –توفيق الالهي- واللهم لا حسد .
    فتاة تملك نفسها لتملكني , أنوثتها مخبؤة في مكان مكشوف ، ناضجة بحيث أسمها
    يغني عن أسم أبيها , وليست كبنات الزينة ولا اظنها تغازل بالدمى والكلمات المنمقة
    الكرنفالية ، بل بالمعاني .
    ....
    ....
    حدثي سألقاها قريباً . سيرن صداها بقلبي كجرس موزون ,صلصالها سينحت أعصابي
    علي كيف ما يشاء الليل منا , تحمل همي واحمل قهرها عنها واتمرجحُ كُل حياتي وخطاها .
    سنطوف الناس من حولنا ، سنخرج من ظلام البيوت وأنوارها المُكهربة , نصادق المدينة
    ونزرع بأرواحنا ألف حقل وبراح , نؤانس وحشة الغرباء ونزيد من عدد العاشقين ,
    أملؤها عشقاً فتفتك بي ارتعاشا وسهر .سنجعل من أيامنا ورداً ومشاوير وبعض زيارات عائلية .
    وسنبني لنا بيتاً , بيتاً من طوب وخشب , كراسي لنجلس وأنوار لنري ، وجداراً نُعلق
    عليهالتصاوير , سرير ليجسد الأمر كله , وقد يفضي إلي أطفال نحتار في أسماءهم
    فنستعين بذكرياتنا ،مشغل للموسيقي يصرفنا عن جاذبيتنا لجاذبيتنا فنعود اشدشوقاً وفتكاً بالارتعاشات، رفوف للكتب الكتب التي تهم بمعرفة القلب والعقل منا , وغرفة للأصدقاء والزائرين ، رُبما نحتاج إلي مطبخ صغير لأنها بالطبع لا تجيد الطبخ
    وأنا لا احب المُعلبات لذا فهو صغير ليرضي أُمهاتنا، في هذا البيت "بيتنا"سأدخل
    في مشيئتها وتدخل طعم أوقاتي ، سأصليها حُباً من تراب وماء من سحاب وشجر .
    ...
    يااااه ... أشتاقها كبحر يحن إلي راكبيه , لأغرقها فيّ واغرق فيها ...
    ...
    تُري ما الذي يعيق المسألة
    مالذي فتح مصراع أشواقي كي أحب , مالذي أحال رغبتي موضوع للكتابة ..!
    العيب في ماذا ؟ تراني أفكر ؟ أفي أنا ؟
    خطوطي مؤهلة ، طولها وعرضها ، أحسبُني وسيم "بمعاييري" وكذا أراني في
    عيون أُمي وبنات الجيران ، الفتيات العابرات , قالت سارة صديقي إن بعيناي صحو لطيف .
    وللعلم فهي مملؤة بتقاسيم الأسئلة الحلوة –صحيح إن في اليمني اثر خيط بعد ان شجها
    طالب مهووس في مظاهرة، إلا أني أدرك أن فيها وسامة ولمعان .
    لستُ قصيراً أُذم كما أني لست طويلاً أري الناس من عِل ، لا أخلو من سُمنة ولكني أفكر
    في التمارين الرياضية "أفكر فقط" .
    عادي جداً ،ككل أولاد الحلال ، أخطئ وأصيب ، اتبع منهاج القلب وقفزاته ، أمشي بالمعروف
    ومندهشاً أبدياً ، لا أتكرر، أحب الناس جميعاً كُل الناس واخص مقربتي بحنان نشط ، أحياناً
    أكذب كي أتحلل من ملل التكرار .لا أكره إلا من يزهق روحاً أو يغتصب حقوق العيش ،
    وفي قاموسي العالم أجمل ما نُدرك وحتى إن ألامنا فهو نبيل وبه ألوان لتخفف ثقل
    الروح ، طبعي هادئ وأشاغب للتحريك فقط ، اضحك ملء المعني لو أستدعي الأمر
    ولا اضحك ان لم يستدعي ولكني لا أخذل نفس يخرج .أبكي وطني صُبح مساء ومابينهم
    وأحاول ورفاق لي أن نصنع منه مكان لنتقبل فيه الدمع الصديق ، أتجنب كُل رجال
    الشرطة والتجار وجلابيب العز إياها .
    .....
    .....
    أما أصحابي ذُبدة رحم بلادي ، أنبل كبد فيها، لا يمتدحون السلطان هذا ان لم ينخرطو
    ا في حرب ضده ، الأولاد فيهم عصافير وحصون والبنات سنابل وعيون فتاكة ، ملوك الليل
    وحُراسه يمشون علي الارواح جميلاً في ارض ثابتة وخصيب ، مثلي عاديون ككل المارة ,
    وفي القلب يخفون أسرار بعضهم البعض خوف الحسد .كالنجوم بأيهم اهتديت اقتديت .
    .....
    .....

    ااحيانا أبدو لي مقبولاً لاحُب ، ولكن أين ألان فتاتي ، طال انتظاري
    الست جديراً بالأمر ، أأصرف نظراً وألوذ بأشيائي عنها عن قلبي .....
    ....
    ....
    نداء شاعري جداً...
    يا زينب القلب متي تأتين

    ابراهيم الجريفاوي
                  

10-26-2005, 09:50 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    وبعد ضحكة قصيرة واصل جبريل



    حلفت -الدنيا- بدينها و ايمانها ما توريني غير مؤخرتها... و كلو مرة تلقي احد السابله يقول ليك "الفرج قريب"..
    آآي فرج يتحدثون عنه؟؟
    و قريب بي عمر السلحفاه ولا قريب بي عمر ذبابة المستنقاعات؟؟؟


    استياء حتي الابنص.... لم يعد آي شي هما... فكل شي يبدو مثل قعونجه ذات قبعه من ريش الطأووس...
    مثل حوت ميت -في الصيف -علي احد الشواطئ المهجوره...

    لا اعرف الكتابه ... فكيف هي و في رأسي مكنسة احتجاج...


    عذرا....







    شيلي الصينيه دي ..اشيلك شيطان ... دا وكت سخينه دا



    ShiningStar
                  

10-26-2005, 11:58 AM

ahmad almalik
<aahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    فقط لنقول مساء الخير ونحيى الفكرة الجميلة.
                  

10-26-2005, 01:13 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: ahmad almalik)

    عزيزي أحمد:

    مساء الكتابة الجميلة..

    هو بحث عن الجمال لدى الآخرين. أوربما محاولة (بعد تعديل فكرة البوست المعلنة) للفت النظر إلى أصوات شبابية تتمتع بالأصالة وقد يتلاشى صوتها في زحام تفصيلاتنا اليومية الصغيرة. وربما يقودني هذا إلى التأكيد على فكرة معلنة في بوست آخر لها صلة بمفهوم "الوسط الثقافي".. صلة جوهرية. إذ لا بد من وجود آلية تسمح بتواصل الأجيال اللاحقة مع ما تراكم من خبرات الكتابة وتجاربها المختلفة. ومن ذلك أرى أن أحمد الملك كسارد كبير عن حق. لم ينشأ من فراغ. لا بد أنه دعم موهبته الأصيلة بمصادر متعددة ومتنوعة أوصلته إلى هذه الدرجة من التميز. محبتي.
                  

10-26-2005, 07:14 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    صديقنابرنس
    فعلا كان عنوان البوست يوحي بعكس ماتمخض عنه
    و لذلك قلت:
    Quote: أوربما محاولة (بعد تعديل فكرة البوست المعلنة)

    على ما ذا استندت فكرتك؟
    على
    Quote: محاولات شبابية
    ؟

    محبتي
    المشاء
                  

10-26-2005, 07:26 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: osama elkhawad)

    لم يكن الطيب صالح بالطيب صالح بالميلاد ولكن بالتمرحل ولم يولد الطيب صالح والخواض كما ولد حى إبن يقظان ولم يرضعا كما أرضع.......................



    منصور
                  

10-26-2005, 09:05 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليس من الحكمة........... (Re: munswor almophtah)

    [B]ردا على منصور المفتاح اقول:

    ليس من الحكمة ايراد نصوص ل:
    أحمد الملك و محسن خالد ,
    مترافقة مع نص سجيمان ونصك

    ويبقى السؤال قائما :
    هل انت وسجيمان من شباب الكتابة؟
    المشاء
                  

10-26-2005, 10:10 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس من الحكمة........... (Re: osama elkhawad)

    أسامه كما يعرفوا بسيمائهم يعرفوا بكتاباتهم فأنا لا أرغب أن أكون غير أنا وكما أكتب أكون ولكنك لا يعجبك العجب ولا الصيام فى رجب فبشرى الفاضل عندك كويتب فأنا أكتب الدوبيت وكفى وأتنى بمثله إذا جمعتنا يا أسامه المجادعه وموضوع البوست كما يكتبون تعرفونهم فنحن لسنا فى منافسه مع الطيب صالح أو أسامه الخواض...كما جاء فى الأدب الشعبى (من مقلب حديثو تخبر قبيلتو وجنسوا) وذلك موضوع البوست وليس معادلة منصور وسجيمان بما يكتب أسامه والطيب صالح ومحسن وكل التقليدييين من الكتاب لكن يا أسامه أرخى أضانك وسيأتى يوم ما تقر بكتابة منصور كما نزع بله موسى إقرارك بكتابة محسن خالد..........

    ولك من الود والتحايا ماتنؤ به الروكى



    منصور
                  

10-27-2005, 09:13 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس من الحكمة........... (Re: munswor almophtah)

    تحية لمرور الصديقين منصور والمشاء. ولي عودة لاحقا للتعقيب. وإلى ذلك الحين:








    آخر لحظاته آخر لحظات سقراط



    يسأل (إيخكريت) يتلهف الأخبار من الذين شهدوا آخر لحظات سقراط . يلاقي (فيدون) يسأله : " هل كنت مع سقراط يا فيدون في يومه الأخير حين شرب سم الشوكران أم سمعت ذلك من ناس آخرين ؟ " فيجيبه فيدون بكل ثقة يتخللها حزن " كنت هناك بنفسي يا رجل ، لقد شهدته " .

    أما أنا فكنت مثل (إيخكريت) أسأل من أثق في روايته هل كنت مع الخاتم في أيامه الأخيرة ؟ . يقول (فيدون) : عندي الوقت لأقول لك كل ذلك يا إيخكريت . لقد أحاطوه الأصدقاء و عدد كثير من الأجانب لم يحضر افلاطون فقد كان مريضاً. كنا معه . تجمَّع الذين يودون معاودته خارج المنزل ـ يقول محدثي ـ إلى حين أن ينصرف من في المنزل . و حين أحس سقراط بهذا الاهتمام من الأصدقاء بدأ يقول لنا : أنَّ الحياة مبدؤها الألم و اللذة معاً . لقد شعرت الآن يتابع سقراط ـ و في هذه اللحظة بدأ يمسح قدميه من أثر القيد ـ شعوراً حقيقياً بهذا المبدأ ؛ و لو شعر به عيسوب لصنع منه أسطورة . لكنه يجعل من الحياة أضدادا إما السعادة أو الألم . بدأ صوت فيدون يقوى و يتخلص من عبراته فيقول: الأغرب من ذلك يا إيخكريت أن أبولودروس كان من تلاميذه المتحمسين رشا السجان الذي يحرس الباب ليهرب أستاذه سقراط . دخل التلميذ متحمسا ليخبر أستاذه فوجد سقراط يغط في نوم عميق. جلس على حافة الفراش ينتظره يصحو . و حين صحا سقراط سال الجالس مستغرباً : منذ متى و أنت تجلس هنا ؟ .
    أجابه : منذ زمن ليس بالقصير .. التفت إليه سقراط باسماً
    و لماذا لم تصحني ؟ أنا آسف لم أستقبلك .. طعنت عبرة حلق أبولودروس فهو في سباق مع الوقت حتى لا يتغير الحراس الذين رشاهم . قال هامساً في صوت أجش تتخلله مياه الدموع : شيخنا ، هذا الباب سيكون مفتوحاً لك لقد اتفقت مع الحارس و أعطيته مالاً مقابل ذلك . هنا هب سقراط واقفا و وضع يده على كتف تلميذه جاساً برفق ، فيمسح وجهَ سقراط طيفُ حزنٍ و شفقةٌ معاً . يا أبولودروس إن الباب الذي فتحته لي هو الموت بعينه .

    يقول محدثي كنا قبل أن ندخل منزله تتفرقنا الهموم و نحن نتقدم نحو بابه .. و ما إن حللنا حوله حتى أبدهنا الخاتم نفسه يجمعنا في مرح أريحي . يتخلل تلك الجلسة كلام عن مستقبل البلاد . يقول محدثي حين سمعت نعيه لم يدر بخلدي في جلستي معه تلك أن عمره تبقى منه أسبوع واحد . و أنا أسمع نعي الناعي كنت أسمع في حقيقة الأمر رنة صوته في جلستنا الأخيرة . قال أبولودروس لفيدون حين وضع يده على كتفي و قال لي قولته تلك ورقد في فراشه ينظر للعرش سمعت بعدها صوته يمتد حين ألقى خطبته " الالتماسة " بعد أن صوتت الأغلبية في المحكمة ضده بالموت [281 مقابل 220 ] بعد أن اشتكاه ميليتوس و أنيتوس و لايكون ؛ أتذكر يا فيدون كيف كان أنيتوس يتحدث معه قبل عام بتلك البجاحة بحضور أفلاطون التي كتبها في كتابه مينو . لقد فهمت الآن مغزى تلك البجاحة التي انتهت بالشكوي : سقراط عاق يفسد النشأة . الصوت جاءني قوياً يا فيدون و كأني به أسمعه أول مرة . و لا أكذبك القول إذا قلت لك كنت أتسمَّع أصداءه في الأركان . جاءني قوياً الآن ( قد يقول أصدقائي كيف لك يا سقراط أن تقول قولاً يقودك نحو الموت ؛ و سوف أجيب عنه الآن : أنتم غلطانون يا أصدقائي فهذا السؤال موجَّه لإنسان يحسب الموت ضد الحياة ؛ فالذي حسبه اتقاء الموت قد يأتيه أيضاً من حيث يحسب . احسبوا الإنسان إما خيِّراً أو شرِّيراً أما الموت فلا يوقف إحداهما ) . نسينا موته ــ يقول محدثي ــ في تلك اللحظة لأنه قد نساه . يجبرنا أن تنتناول ضيافته .. كان مهموماً بشكل الوطن . يتكلم كلاماً عن المستقبل الذي ينتظره في صيغة سودانه الجديد . ابتدرتني لحظة شفقة ــ يقول محدثي ــ فسألته عن المرض كنت أريد أن أعرف هل انتشر أم كانت هناك سيطرة عليه ؛ طمأنني . في تلك اللحظة دخل من يهيء سقراط و ينوِّره كيف يشرب الشوكران ـ كان هذا الرجل من ضمن الذين صوتوا ببراءة سقراط ؛ لكن هذا عمله في نهاية الأمر ــ و كيف يغمس أصبعه في الشوكران ليصب قطرة في رمل الأرض قبل أن يشرب حتى لا تغضب الآلهة عليه .. جلس سقراط باهتمام بالغ يسمع تعاليم الرجل الذي يحكي و هو يدمع . في تلك الأثناء ناحت خانثيب زوجة سقراط و هي تحمل ابنها الصغير . استأذن سقراط الرجل الذي ينوَّره كيف يتعامل مع الشوكران . نهض سقراط و رفع أُصبعه بأدب لتلميذه كريتون الذي يبكي مع الباكين الآن يأمره أن ينتحي به جانباً. هب التلميذ واقفاً فهمس سقراط له يستحثه : ( أرجوك لو سمحت أن تعود بهما إلى المنزل ، أنت أو أي شخص من الحضور يستطيع ذلك . دبِّر الأمر ) .. ثم جلس سقراط يصغي للرجل .. يقول لي محدثي رغم أن تيسير كانت تعرف سر المرض ، تخدمنا بتفانٍ لا يعرف شفقة سرعة الموت . عجبت من الذي يحيط بنا الآن من حفاوة و كأننا ضيوف كالعادة ؛ في يومٍ لا يعرف تاليه هو يوم موت . جئنا
    و الموت في توقعنا ندرءه فكان الموت في هذا المنزل يغادر لمكان آخر حسب أرواح هذه الأجساد . كنت أخاف من الانتشار ؛ انتشار المرض ــ يقول محدثي ــ . سمع سقراط حديث الرجل جيداً . كان يقول له سيبدأ انتشار الشوكران من الساقين ثم يعلو شيئاً فشيئا نحو البطن ثم سريعاً نحو الصدر و القلب .. فخرج سريعاً . حين أسقط سقراط نقطةً على الرمل و حمل الوعاء الكبير يرشف منه بدأت صيحات تلاميذه و أصدقائه تتعالى . في اللحظة التي وضع فيها سقراط الإناء على الأرض التفت نحوهم و قال : لقد أبعدنا خانثيب من هذا المكان حتى يسمع بعضنا بعضاً ماذا يقول . بدأت بعض الأصوات تهدأ و آخرون لزموا أركان الغرفة لا ينقطع بكاؤهم . التفت سقراط يقول : قبل تعاليم الرجل و نواح خانثيب كنا نتحدث عن هذه الثنائيات النوم و الصحو و قلت لكم أن النوم ينبثق من الصحو و الصحو ينبثق من النوم أليس كذلك؟ ــــ قال أحد تلاميذه و هو سيبيس : نعم صدقت . قال سقراط : الآن تأمل معي الموت و الحياة أيهما مشتق من الآخر ؟ ... قال سيبيس : الحياة مشتقة من الموت. قال سقراط : إذاً أرواحنا مشتقة من هذا الانحراف انحراف الاشتقاق و هو اشتقاق في قرارة الجحيم . في هذا الأثناء دخل رجل (و هو من الذين صوتوا لموت سقراط) يحمل مطرقة من خشب ليختبر انتشار الشوكران . دخل دون أن يهتم ببكائهم و كلامه لسيبيس فبدأ يضرب بالمطرقة الخشبية ساقي سقراط و سقراط لا يتألم بل يلتفت هنا و هناك مواصلاً سلسلة كلامه عن هذه الثنائيات .
    كان الأصدقاء يحيطون به و انصرفوا في مناقشاتهم ــ يقول محدثي ــ فغفا الخاتم غفوةً . كان يتحدث سقراط و حين انتشر الشوكران في صدره غفا غفوة . من مناقشات الأصدقاء بدرت كلمة : فصحا الخاتم و استدرك عليهم فلان يقول كلاماً دعونا نسمعه . كان سيبيس يتصور أن سقراط سامعاً فواصل كلامه له .. انتبه بعض الحاضرين فأعلوا الصياح يبكون .. فقال سقراط بصوت مسموع سيبيس يقول كلاما دعونا نسمعه ...



    عبداللطيف علي الفكي
                  

10-27-2005, 11:40 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس من الحكمة........... (Re: عبد الحميد البرنس)

    كلابيش وديك العدة


    اكتب على رأس الصفحة الأولى وبقلم الحبر الشينى الصامد عن حكايات قريتنا كلابيش وطرائفها قبل ان يتمكن منها الريح الأصفر الذى دخل عليها على حين غرة كما يدخل الثلج من النافذة فتركها على محجة سوداء من العدم وقد كانت تكلبش من يزورها و لا تسمح له بالخروج منها لجمالها وجمال الانسان فيها . ولكن جاءها الريح الاصفر بليل وفى معيته جاء ديك العدة. حدث ذلك فى اليوم الأخير من الشهر الذى تسهر نجومه حتى الهجيع الأخير من الليل ، حدث فى يوم الجمعة بالتحديد . بت وداعة ، حكيمة المضرب ، وحاملة أسراره ، أفادت بذلك الأمر وصدقها سماعين ضارب رمل الناحية وكجورها ذى الألوان . ولم يعترض أحد من الحاضرين على الحكاية كلها أو على بعض من أجزائها . قالوا كانت كلابيش فى سالف الأزمنة مرتعا خصيبا لصيد البر تناله رماح السابلة من بدو الناحية ومن حضرها عندما تنتهى مواسم البذر والحصاد ويتفرغ الجميع لمواسم الدعة والمطارحة وتزجية الفراغ . وكانت من ايامها المشهودة ايام السباق التى يتسابق فيها الانسان والحيوان وكان اهلها يقولون انهم يفعلون ذلك استعدادا ليوم التديهة الذى يبدو انه لا يأتى ابدا . على الأقل لم يدع أحد من الاحياء فى كلابيش انه قد عاصره أو عاصر من عاصره . ولكن تلك السباقات أسست تاريخا وخلفت وقائع تروى وصارت كلابيش مهرة السباق الكبير وكانت من غرورها تحدق فى عين الشمس وتضم تحت اهابها ضؤ الفمر. ودار الزمان دورته بكلابيش . وانداح من ربوعها نسيم العاش. وصار سمرها بعض حكايات من سيرة ديك العدة . ان دخل المكان هشم العدة وان خرج لم يترك شيئا سليما من العدة . سماعين كجور كلابيش صارت له حكاياته هو الآخر مثل حكايته فى ذلك اليوم الذى أصبح فيه وهو فى حالة من الانزعاج الشديد وأخذ يضرب كفا بكف ويحدث تفسه فى ذهول :" باكر تسمعوا الخبر . يأتيكم واحد مجلوب ، شاق البوادى عموم , يجيب جوع وعطش ، يجيب طفش وكمان يتم بالردحى والكلام العفش "




    علي حمد إبراهيم
                  

10-27-2005, 11:54 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس من الحكمة........... (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي منصور والبرنس
    لو اورد لك البرنس نصا شعريا من شعرك العامي لكان افضل
    لكن المسالة كلها عندي هي ثقتي في ما يقوم البرنس
    ولعله حين قال
    Quote: شبابيا
    كان يقصد بعض الاقلام غير المعروفة ,
    في منبر يعج باساطين الكتابة التقليدية
    والتي فعلا طربت لها وانتبهت اليها
    وكنت امل ان يركز البرنس على الاصوات غير المنتبه اليها,
    لكنه مزج الكل في بوست واحد,
    وهو ما يجعل اساس الاختيار مرتبطا بقوة النص في نفسه,
    لا باعمار الكاتبين
    اما كلامك عن بشرى الفاضل فهو كلام اسست له ,
    وما زلت,
    ولا انطلق من مزاج متقلب في رؤيتي للكتاب
    وتعرف دفاعي عن عثمان محمد صالح,
    رغم بعض ا لخلافات الاسفيرية العابرة

    و ما حصل ان انتزع مني صديقنا بلة موسى اعترافا بمحسن خالد,
    وانا رجل كما تعرف ارشيفي
    لكن النفس الاول يعطيك دليلا ما ,
    لا تخطئه الذائقة المدربة,
    وما زلت في حاجة لقراءة اعماله كلها ,
    وهذا ما قال به حقا شاعرنا الكبير:
    فضيلي جماع
    في بوست :
    الاباء
    مع محبتي
    وواصل يا برنس,
    وحبذا لو ركزت على الاصوات التي تحدثت عنها أعلاه

    محبتي لكليكما كاملة
    المشاء
                  

10-27-2005, 12:09 PM

عبد الله عقيد
<aعبد الله عقيد
تاريخ التسجيل: 09-20-2005
مجموع المشاركات: 3728

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: محبتي لكليكما كاملة


    ("هذا ما كنا نبغيه..")
                  

10-27-2005, 12:55 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الله عقيد)

    ("هذا ما كنا نبغيه..")


    يا أيها العقيد كيف حالك طبعا أخونا أسامه فوق صوبو من شفتو محدر طاقيتو ونحن ناس إن بطلت تقرب ولكن أسامه صاحب أصحابى كلهم صلاح الزين وعبدالرحمن محمد عبدالكريم ودالزين عمر دفع الله وأحمد المرضى خال أولادى وغيرهم وأخو أخوك أخوك وصاحب صاحبك صاحبك عشان كدا إذا رايت خطو لن أرضاه له فلن أتركه يمشيه ولك وله وللبرنس ولأصدقائنا الإعزاز والسلام


    منصور
                  

10-27-2005, 01:07 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تبدو ولا تكون (Re: munswor almophtah)

    عزيزي ود عقيد و المنصور ابو المفتاح
    نحن هنا -في هذا
    Quote: "الحوش الافتراضي "

    كماسماه بحق حافظ خير-,
    نتمتع بميزة التفاعل المباشر,
    و سنختلف ,
    ولكن بمحبة

    وقد نحتدّ,
    لكننا نحاول ان نبحث عن الحقيقة ,
    وهي كما روى كاتبنا وفناننا الكبير ,
    حسن موسى
    نقلا عن احد اصدقائه:
    Quote: تبدو ولا تكون


    ارقدوا عافية

    المشاء
                  

10-27-2005, 02:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تبدو ولا تكون (Re: osama elkhawad)

    الأعزاء:

    المشاء

    منصور

    ودعقيد

    مساء الخير بتوقيت الساحل الشرقي لكندا..

    بداية أشكر لكم كل هذه المشاركة الحيوية المتوقعة. ثانيا ما أثرتموه يشكل في قائمة همومي المتواضعة رقما مهما. ذلك أنني لاحظت منذ زمن -ولعلكم كذلك- أن المواهب في بلادنا تذبل سريعا ولا تأخذ دورتها كما يحدث حتى في مصر نفسها, تلك الجارة العزيزة (على الأقل بالنسبة لي), والتي حين زارها باعث التجديد الشعري العباسي في مطالع القرن الماضي لم يمتلك سوى تلك الحسرة: "لو درى القوم بالسودان أين هم من الشعوب.. لقضوا حزنا وإشفاقا", ولا أذكر هنا الحنين المتزايد لأخي التجاني ودبشير إليها, وذكر هذين النموذجين هنا (العباسي والتجاني) يشكل كما لا يخفى عليكم بعدا دالا على حاجة الموهبة العظيمة إلى التفاعل مع ما حولها أوالهروب منه إلى فضاء مجتمعي آخر يتيح لها التفاعل وبالتالي النمو وتفجير طاقاتها القصوى, إنني أشير هنا وعلى نحو لا أمل منه إلى أهمية وجود "الوسط الثقافي". ولي عودة.
                  

10-27-2005, 03:42 PM

فتحي الصديق
<aفتحي الصديق
تاريخ التسجيل: 06-17-2003
مجموع المشاركات: 6072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تبدو ولا تكون (Re: عبد الحميد البرنس)

    00000000000000000000وكان مختار متوسطا في دروسه0أما علاقاته الاجتماعية فلا بأس بها00كان مقبولا بشكل عام0هو من ذلك الصنف الذي يشبه الماء لايضر اطلاقا ولا يحس أحد مع ذلك بشدة نفعه لشيوعه00

    بشرى الفاضل
    -----------
                  

10-27-2005, 03:55 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تبدو ولا تكون (Re: فتحي الصديق)

    عزيزي فتحي:

    هذا إختيار عن حق لأجمل ما قرأت لكاتبنا الكبير بشرى على وجه عام. وهو قمة في البساطة والعمق أوالإبداع. محبتي.





    تخريمة (تحسبا لظروف هذه الأيام):


    لا يظنن أحدهم أني أنافق هنا أوهناك لأنني وببساطة شديدة لست في حاجة مطلقا إلى تدعيم وجودي بأسباب من خارج (الكتابة)!!!.
                  

10-27-2005, 04:19 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"شمطته" معنا حول المقاربات النقدية الحديثة (Re: عبد الحميد البرنس)

    قلت عزيزي برنس:
    Quote: لا يظنن أحدهم أني أنافق هنا أوهناك لأنني وببساطة شديدة لست في حاجة مطلقا إلى تدعيم وجودي بأسباب من خارج (الكتابة)!!!.


    حاشاك
    اما الكلام عن بشرى كقاص,
    فهذا حديث يشهد عليه الارشيف,
    اما "شمطته" معنا حول المقاربات النقدية الحديثة,
    فهذا حديث اخر,
    وبشرى ليست له خبرة في النقاشات العامة,
    ولذلك اثر ان ينسحب من المنبر كله,

    مع محبتي

    المشاء
                  

10-28-2005, 00:29 AM

ahmad almalik
<aahmad almalik
تاريخ التسجيل: 04-03-2003
مجموع المشاركات: 753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    صباح الخير يا برنس - بتوقيت قرينتش -

    نتابع معك .... كل الود.
                  

10-28-2005, 04:12 AM

newbie

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: ahmad almalik)

    اشكرك يابرنس ,,,,
                  

10-28-2005, 06:19 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: newbie)

    أشكر المرور الجميل المشجع للصديقين المبدعين نيوباي وأحمد الملك:

    وأقول, عود على بدء, إن ما أثاره الصديق المشاء مخاطبا الكاتب منصور المفتاح بقوله أعلاه:


    (ليس من الحكمة ايراد نصوص ل:
    أحمد الملك و محسن خالد ,
    مترافقة مع نص سجيمان ونصك)..


    يجعلنا نختلف معه كمبدع كبير, على الأقل من باب مفهوم "الوسط الثقافي", ذلك أن مجرد ذكر هذا المفهوم يستدعي إلى دائرة التذكر مفاهيم أخرى من شاكلة "التعدد" أو"التنوع", بما يعني أن كل الناس لا يمكنها أن تكتب في نفس مستوى كتابة الطيب صالح أوبراعته أوطرق تحققات رؤيته الجمالية للعالم, وقديما قال مهدي عامل إن في التماثل موت والإختلاف حياة, وذلك ما فطن إليه أحد أعمدة شعراء السبعينيات في مصر عند نهاية العقد الأخير من القرن الماضي, وأعني صديقي العزيز حلمي سالم, الذي أبدى في أمسية ثقافية من أمسيات "الورشة الإبداعية" أدارتها عبلة الرويني وقمت بتغطيتها لجريدة الحياة اللندنية (21-أغسطس 2000) تراجعا عن بعض آرائه القديمة, مشيرا وقتها إلى التحولات "التي حدثت لي خلال السنوات الماضية". وقال: "تغيرت مواقفي من بعض الكتابات الموجودة, واكتسبت موهبة أونعمة ادراك الجمال المختلف عند الآخرين, فالجمال متعدد الوجوه, ولا يمكن تقييمه على مثال واحد, ومن العدل أن "تستطعم" الجمال الذي قد لا يتوافق مع صدورك, أونظريتك انت للجمال". لنا عودة.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 10-28-2005, 06:23 AM)

                  

10-28-2005, 06:47 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    البرنس عبدالحميد

    لك خالص التحايا

    Quote: ذلك أنني لاحظت منذ زمن -ولعلكم كذلك- أن المواهب في بلادنا تذبل سريعا ولا تأخذ دورتها كما يحدث حتى في مصر نفسها, تلك الجارة العزيزة (على الأقل بالنسبة لي), والتي حين زارها باعث التجديد الشعري العباسي في مطالع القرن الماضي لم يمتلك سوى تلك الحسرة: "لو درى القوم بالسودان أين هم من الشعوب.. لقضوا حزنا وإشفاقا", ولا أذكر هنا الحنين المتزايد لأخي التجاني ودبشير إليها, وذكر هذين النموذجين هنا (العباسي والتجاني) يشكل كما لا يخفى عليكم بعدا دالا على حاجة الموهبة العظيمة إلى التفاعل مع ما حولها أوالهروب منه إلى فضاء مجتمعي آخر يتيح لها التفاعل وبالتالي النمو وتفجير طاقاتها القصوى, إنني أشير هنا وعلى نحو لا أمل منه إلى أهمية وجود "الوسط الثقافي".


    واصل .. متابعك الحجل بالرجل .. و مستمتع جدا.
    لي عودة بحوله و قوته
                  

10-28-2005, 09:07 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: ابو جهينة)

    عزيزي "أبوجهينة": مرحبا بك صديقا ومبدعا حقيقيا. وفي إنتظار إضافاتك القيمة هنا..

    وتكملة لما بدأ, يمكن وضع تعريف أولي لمفهوم الوسط الثقافي بوصفه المجال الحيوي لتبادل أوتحاور المنتوجات الثقافية والإبداعية, مثل النصوص الأدبية والمقالات والتشكيل والسينما, عبر وسائل إتصال جماهيري أوسمنارات أوندوات أوصالونات أوجمعيات مثل اتحاد الكتاب, وذلك بهدف إثرائها وتطورها وإرساء تقاليد تحدد لكل مجال سمته النوعية المميزة له سعيا إلى السير قدما نحو عقلانية أوموضوعية لا تقيده إلى الأحكام الإنطباعية أوذات المزاج المبني على (ميل شخصي) أو(مشاعر ذاتية متقلبة) أو(تطابق في رؤية آيديولوجية أوجهوية أوقبلية أوحتى مذهبية دينية), وهذا من مهامه إكتشاف المواهب وصقلها ورعايتها بالوعي بقضايا جوهرية مثل الحرفية أوالتكنيك جنبا إلى جنب حركة ترجمة تعمل على توسيع المدارك من خلال الإطلاع على منجزات حركة الثقافة والإبداع لدى الشعوب الأخرى في عالم غدا شديد التداخل, وهي عمليات تنفذ كذلك عبر مناهج عقلانية إلى المخزون التراثي بما يحتويه من أساطير ويمثله من تيارات باطنية لا تزال تؤثر على الحركة على سطح الأرض وتوجه علاقات الناس الراهنة بتأثير قوي, ولعل ما يضمن فعالية كل ذلك ما يمكن تسميته هنا ب"عدالة توزيع أجهزة إنتاج الثقافة" عبر تدرجات هرمية تبدأ من الريف إلى المدن الكبيرة والعاصمة, ففي القاهرة مثلا هناك مؤسسة ضخمة تسمى "الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة" وهي على حد تحليلاتي الخاصة نموذج تطبيقي لفكرة الكاتب الفرنسي أندريه مارلو في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين كان وزيرا للثقافة إن لم تخن الذاكرة وتخلط بين الأسماء والأحداث مرة أخرى, لكن الجوهري هنا يتمثل بحسب التجربة المصرية في وجود قصر كبير في كل عواصم المحافظات يتضمن مكتبات ودور سينما ونوادي للأدب والتشكيل والسينما والمشغولات اليدوية مثل "التريكو" وغيرها ويتدرج بناء القصور إلى أن يصل في القرى الصغيرة إلى مجرد غرفة تفي بحاجة الناس إلى نشاط ثقافي. وسأعود إلى عكس تجربتي الخاصة خلال سنوات الجامعة مع "قصر الثقافة بالزقازيق", وتحديدا مع "النادي الأدبي" منه وغيره.
                  

10-28-2005, 10:18 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    مرات بحس نفسي
    كأني (ألبينو)
    بالعامي كده ..ود حور !
    لا خمري زي أمي
    ولا فيني سمرة أبوي
    كلما الشمس تسطع
    أنا بتحرق بالضو
    و ما بشبه الفرسان الفي حجا الأمات
    وعيوني ما واسعات
    ولا لونا عسلية
    أنا زول بدون ألوان
    أنا بيت بلا عنوان
    ود حور عذابي الضو
    كل ما الشمس سطعت
    أنا بنحرق جلدي
    ليه لما بيغنوا
    و يقولوا حرية
    بيغنوا شان الشمس
    تطلع تغطي الليل
    و أنا كلما يغنوا
    براي أحس بألم
    خاص
    ما بحسو الزول
    لوما اتولد ود حور.


    fadlabi
                  

10-29-2005, 01:46 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي البرنس عبدالحميد

    تحايا عطرة

    Quote: وتكملة لما بدأ, يمكن وضع تعريف أولي لمفهوم الوسط الثقافي بوصفه المجال الحيوي لتبادل أوتحاور المنتوجات الثقافية والإبداعية, مثل النصوص الأدبية والمقالات والتشكيل والسينما, عبر وسائل إتصال جماهيري أوسمنارات أوندوات أوصالونات أوجمعيات مثل اتحاد الكتاب, وذلك بهدف إثرائها وتطورها وإرساء تقاليد تحدد لكل مجال سمته النوعية المميزة له سعيا إلى السير قدما نحو عقلانية أوموضوعية لا تقيده إلى الأحكام الإنطباعية أوذات المزاج المبني على (ميل شخصي) أو(مشاعر ذاتية متقلبة) أو(تطابق في رؤية آيديولوجية أوجهوية أوقبلية أوحتى مذهبية دينية), وهذا من مهامه إكتشاف المواهب وصقلها ورعايتها بالوعي بقضايا جوهرية مثل الحرفية أوالتكنيك جنبا إلى جنب حركة ترجمة تعمل على توسيع المدارك من خلال الإطلاع على منجزات حركة الثقافة والإبداع لدى الشعوب الأخرى في عالم غدا شديد التداخل, وهي عمليات تنفذ كذلك عبر مناهج عقلانية إلى المخزون التراثي بما يحتويه من أساطير ويمثله من تيارات باطنية لا تزال تؤثر على الحركة على سطح الأرض وتوجه علاقات الناس الراهنة بتأثير قوي, ولعل ما يضمن فعالية كل ذلك ما يمكن تسميته هنا ب"عدالة توزيع أجهزة إنتاج الثقافة" عبر تدرجات هرمية تبدأ من الريف إلى المدن الكبيرة والعاصمة, ففي القاهرة مثلا هناك مؤسسة ضخمة تسمى "الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة" وهي على حد تحليلاتي الخاصة نموذج تطبيقي لفكرة الكاتب الفرنسي أندريه مارلو في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين كان وزيرا للثقافة إن لم تخن الذاكرة وتخلط بين الأسماء والأحداث مرة أخرى, لكن الجوهري هنا يتمثل بحسب التجربة المصرية في وجود قصر كبير في كل عواصم المحافظات يتضمن مكتبات ودور سينما ونوادي للأدب والتشكيل والسينما والمشغولات اليدوية مثل "التريكو" وغيرها ويتدرج بناء القصور إلى أن يصل في القرى الصغيرة إلى مجرد غرفة تفي بحاجة الناس إلى نشاط ثقافي. وسأعود إلى عكس تجربتي الخاصة خلال سنوات الجامعة مع "قصر الثقافة بالزقازيق", وتحديدا مع "النادي الأدبي" منه وغيره.


    في بلد كسلطنة عمان .. فإنهم هناك قد فطنوا في وقت مبكر لمسألة الوسط الفني و عدالة توزيع أجهزة إنتاج الثقافة .. لذا فإننا نجد أن الزخم الثقافي و الأدبي يطال كل أشهر السنة و كل القطاعات من الريف إلى المدن ..
    و للأسف .. نجد أننا لا زلنا نراوح مكاننا رغم هذا الكم الهائل من الأدباء و الشعراء و المشتغلين بالهم الثقافي.

    واصل
    دمتم
                  

10-29-2005, 08:58 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: ابو جهينة)

    إلى حين عودة بعد ساعات قليلة من النوم في أعقاب وردية الليل. ولقد أورد المبدع القاص والشاعر أبوجهينة مثالا بالغ الدلالة عن حق. ليست فقط على مستوى ما أسماه "الوسط الفني". ولكن على أكثر من مستوى مثل تخطيط المدن الجديدة.
                  

10-29-2005, 01:03 PM

newbie

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 797

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عندما انزلت "ثغرة ,,, حَكي ,,, نقة" بعد كتابتها بسنين كثيرة وكنت قبلها قد كتبت بعض "التاملات والخواطر" كما يسميها بعض الذين نحبهم عندما يقرأون سطرا ويتركون سطرا ليعلقوا بعدها " والله جميلة " ويا له من تشجيع !
    بعض العرب لا يفهمون كلامنا من اول مرة نتكلم معهم ,,, ليس كله لسرعة كلامنا وغرابته , فقد رايت ان بعضهم في قرارة نفسه لا يتوقع ان تتكلم بلغة مفهومة ,,,انت الأسمر القادم من بلاد الشمس ,,, يصعب عليك الامر حتى لو أجدت لهجته العامية ,,, اظن اننا نفعل الأمر نفسه عندما نقابل واحداً من بلاد المغرب العربي .
    لو لا البرنس لكنت المعقب الوحيد على ذلك البوست ,,,رفعت البوست عدة مرات ولم يتصدق على أحد بكلمة على سبيل التشجيع او المجاملة رغم ذلك قلت لعل احدا لم يمر ,, او اعجبته الحكاية ولكن لم يسعفه الوقت بالتعليق ,,, لم اترك البورد وكنت سأكتب او اضع ما اكتبه كأن شيئياً لم يكن .
    عرفت ان البرنس كان صبوراً وقرأ الى آخر سطر .
    تواضعا منه قال اننا نشجعه ,,,والحق هو من يشجعنا,,اقصد نفسي ,,,لذلك قلت الف شكر في تعقيبي الأول , في كل هذا الأمر ما كان يهمنى ان اوضع مع هؤلاء الذين احبهم ولكن ما اغناني فعلاً انني تأكدت ان واحدا من الناس كان صبوراً وقرأ الى آخر سطر
                  

10-29-2005, 01:51 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: newbie)

    عزيزي نيوباي:

    أنت كاتب أصيل ولا مراء. ولو كنت أعلم بهذا النص إلى جانب قصيدة أبوجهينة المرفقة هنا التي ظللت أقرأها إلى درجة الحفظ وأن تصبح جزءا من تكويني النفسي كما أصبحت نصوص أخرى لمحمد عفيفي مطر وغيره لقمت وقتها بإضافتهما لملف مجلة "أدب ونقد" الذي قمت بإعداده متضمنا أعمالا إبداعية ونقدية من الوطن. على الكاتب أن يكتب فقط. وبقدر أصالته تكون موجة تجاهله أحيانا كثيرة ودونك ماركيز. وحتى لا يكون حديثي هذا مجرد حديث عاطفي أوغير عقلاني أوحتى وعظي سأبين ضمن السياقات التالية (على الرغم من محاولاتي تجنب النقد) لماذا كان نصك المرفق هنا مهما إلى هذه الدرجة. إنني (يا عزيزي) من الباحثين عن الجمال وما له قيمة في الهامش أوفي تلك المناطق التي لا يتوقع الناس أن يعثروا في داخلها على شيء جميل مدركا في نفس الوقت أن أسماء كبيرة عديدة غدت كسلطة أولم تعد قادرة على إضافة جديد ذي بال أوأنها تعيش عالة على ما صنعته في الماضي أوأن "شللية" أو"قوة حزبية" أوعوامل زائفة وزائلة أخرى غير مرتبطة بقيمتها الواقعية ساهمت في فرضها. محبتي.
                  

10-29-2005, 02:10 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء

    الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث

    الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر لاً كي يُقنع نفسه بأن

    الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا

    إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى

    المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في

    ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ

    الجميع بالمعاول والجواريف

    .في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر

    في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه

    الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة،

    وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد

    وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره !كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على لأرض

    ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى

    داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة

    بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان .من سطح الأرض

    حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها

    وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى تتغلب عليها،

    فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد

    تعلمت توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع

    بذلك خطوة واحدة لأعلى يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات

    محددة كالآتي

    اجعل قلبك خاليًا من الكراهية -

    اجعل عقلك خاليًا من القلق -

    عش حياتك ببساطة -

    أكثر من العطاء -

    توقع أن تأخذ القليل


    اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن




    سهام موسى
                  

10-30-2005, 01:10 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخ عبدالحميد لك منى الود والسلام...إن رفعك فوق جراحات الثقافه ذلك النفر وتلك الكوكبه من الكتاب ومنهم إبن اللبون ومنهم الشنكيب ومنهم من بينهما...ولكل منهم طريقته ولكل مفرداته ومنهجيته ونهجه وقضايا إهتمامه...كإختلاف إبهاماتهم يختلفون وكل منهم يسافر بك فى زاوية من زوايا الإنسانيه...وكل منهم يقرع ثبات دهشتك بإبار وخاذة أخاذة ليست بغياظه...ولكل منهم جماله الخاص لمن تجذبهم مفاتن ما يكتب...وإن كانت تحتلف إلى الضد طرقهم فى الكتابه فالضد يظهر حسنه الضد...إن الذى قمت به ولا محالة سيكون دابك وديدنك إلى أبد الآبدين لجد إيجابى... فذوى العثرات سيتلمسون الطريق من ذوى المصابيح والعراجين المتقده...لم يكن أنشتاين عبقريا فى فجر دراسته ولكنه فجر ثوره علميه قفز بها الإنسان إلى الكواكب وتفتح بعلمه أبواب الثراء...كما أقر عبدالله الطيب فى حقيبة الذكريات أنه ما أخذ جائزة فى الأدب الإنجليزى والأدب العربى إلا عندما يكون الرشيد نايل غائبا...ولأنه أشتهر بالسياسه فأكثر الناس لايعرفون أدبه الذى يحتاج إلى تدوين ودراسه....وأحسب أن كل من كسر حاجز رهبة الكتابة فهو كاتب...وكل من عبر عن فكرة إنسانيه فهو كاتب...وأنه لا مكان لألفه فى الكتابه...لأن ذلك يزعزع حق حرية الكتابه ويلوث بيئتها وسوف لا ولن يكون خراجها إلا كما خراج أدب الأنظمه القمعيه إما ملق وإما حذر...عزيز البرنس إن منا من ينبغى أن يوقظ من ثبات إبداعه ليخبر بأنه كاتب....ومنا من ولد بسنون الكتابه لا بسنون لبنها ويكتب ويدرى أنه كاتب...ويدرى حتى من لا يحبه بأنه كاتب كذلك...والشئ الذى يؤرقنى هى أدوار كهوف الإنتماءات العقائديه والأيدلوجيه فى إيجاد وإخراج فى وعن الكتابه...ومن لا إنتماء له إلا الكتابه سيمشيها تلك الخطى التى كتبت عليه حتى ينزع بشق الأنفس رضاء ذوى التكلس فى كهوف الإنتماء.......


    ولك منى ود وسلام لا شبيه لهما

    منصور
                  

10-30-2005, 10:10 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: munswor almophtah)

    مساهمة منصور.. حس إنساني عال.. ورهان على الكتابة حتى النهاية (تفصيلات لاحقة ومحاولات لإعادة بناء الرؤية الكلية للبوست):
                  

10-30-2005, 06:45 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي منصور:

    "اللغة بيت العالم", هكذا يراها كاتب مثل إدور الخراط, وذلك بالضبط ما يعنيه قولك أوتلخيصك لجوهر هذا البوست في صورته المعدلة بكلمات بالغة الدلالة تصيب كبد الحقيقة: "ذلك النفر وتلك الكوكبه من الكتاب ومنهم إبن اللبون ومنهم الشنكيب ومنهم من بينهما...ولكل منهم طريقته ولكل مفرداته ومنهجيته ونهجه وقضايا إهتمامه...كإختلاف إبهاماتهم يختلفون وكل منهم يسافر بك فى زاوية من زوايا الإنسانيه...وكل منهم يقرع ثبات دهشتك بإبار وخاذة أخاذة ليست بغياظه...ولكل منهم جماله الخاص لمن تجذبهم مفاتن ما يكتب...وإن كانت تحتلف إلى الضد طرقهم فى الكتابه فالضد يظهر حسنه الضد".

    وقولك "إن رفعك فوق جراحات الثقافه ذلك النفر وتلك الكوكبه من الكتاب" ربما لا يعني لي أكثر من القيام بواجب أخلاقي تجاه الكثيرين من أصحاب الموهبة في بلادي بغض النظر عن مواقفي الذاتية أوشعوري الشخصي الخاص تجاه هذا أوذاك على كافة الأصعدة, وهذا المنبر الفضائي يحقق لي ذلك أكثر من مجرد إطلالة عبر ملحق الحياة اللندنية الثقافي أومجلة عربية ثقافية تمنحك على المستوى الفردي الكثير من البريق والقليل من التأثير والتأثر على نحو مباشر, ذلك أنه قد يشكل عن حق بعدا تعويضيا لغياب ما يمكن تسميته "فاعلية الوسط الثقافي", وهي إشكالية ترتبط في أحد مستوياتها بضعف البنية الأساسية أوالمادية التي يمكن أن ينشأ عليها ذلك الوسط من مؤسسات ثقافية وإعلامية, ناهيك عن مستويات أخرى لها صلة بالتكوين التاريخي والمعرفي لما يمكن أن نطلق عليه إسم "المبدعين في السودان" من حيث شائبة المناهج النقلية وما يلازمها من ضعف القدرة على الحوار أوالتفاعل الإيجابي.

    هكذا أفهم من سياق حديثك العام أن تجربة هذا البوست قد تتكشف كذلك عن محاولة بعث الثقة في الأجيال الأخيرة أوتأكيدها بوصفها كما يبدو لي أجيال بدأت تطل على حياتنا الثقافية والإبداعية منذ عقد الثمانينات المنصرم أوقبله مباشرة كأجيال بلا آباء تتلمس طريقها في عتمة غياب تقاليد راسخة أسست لها على صعيد الإفتراض النظري أجيال سابقة تمتعت بثمار ما بعد الإستقلال وتم بعثها إلى الخارج في وضعيات مريحة على حساب مسحوقي الشعب لجلب الشعلة أملا في التخلص من ظلام مقيم لكنها آبت في الغالب بنفسية برجوازي صغير وذكريات عن مغامرات ومتع حسية صغيرة قامت بها في "بلاد بعيدة" وقد بدت وأنت تنصت إليها وإلى خطاباتها التحررية المعلنة كنسخ باهتة من كبير الغزاة: مصطفى سعيد.

    وأكثر ما لفت إنتباهي هو حديثك عن "الألفه في الكتابة" أو"الرقيب". وهو ما سيكون مثار تأملاتي التالية. وذلك قبل إستئناف بعض النقاط أعلاه.
                  

10-30-2005, 07:42 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عوده إلى حزب بلاطه :


    كانت إجتماعاتنا الحزبيه السريه تعقد على ساحل البحر , قبالة مقام سيدي الشاطبي قدس
    الله ضريحه , وكانت يتم الاعلان عن هذه الاجتماعات في مقهى البوابين الذي كنا زبائنه
    المسيطرين : يهيب الأستاذ بلبل ( اسم الزعيم نبيل الحركي ) بجماهير الاسكندريه لحضور
    إجتماع الحزب السري على شاطيء البحر الأبيض لمناقشة ما إستجد من أجنده ..

    بعد المغرب يتحرك الموكب من المقهى بشارع النبي دانيال صوب البحرعند محطة الرمل ,
    من هناك نسير بمحاذاة الشاطيء حتى نصل المكان الأجمل فيه .. تكون الدنيا قد أظلمت
    وتلألأت في سماء البحر نجومه المليون ..

    نفترش الرمل البارد ..

    أعضاء الحزب ماهر ( محامي نوبي وقاص ) , إيهاب ( طبيب مفترض ) , خالد ( زير نساء
    وشاعر في أوقات الفراغ ) , أحمد ( ناقد ومثقف بنيوي ) , أسامه ( فلسطيني يعزف العود ) ,
    جرجس شكري ( يعايره الزعيم بأنه مسيحي ابن كلب , وحين نثني كلام الزعيم يصفنا الزعيم
    بأننا مسلمين ولاد ستين كلب . ) , وهناك محمد البرعي شاعر العاميه العظيم بحق وسمير
    عبد الغني الذي أصبح اليوم أجمل رسام كاركتير في عموم بر مصر .. ومحمد صالح الفتي
    الشايقي الوسيم والعاشق الحريف .. و أنا ..

    خالد يخرج زجاجات الخمره من حقيبته وعينيه تنز شقاوه , الزعيم بلبل يفتتح الاجتماع السري :

    يسأل : في حاجه جديده يا ولاد ؟؟
    فنرد في صوت واحد تقريباً : لأ يا زعيم ..
    فيسأل : متأكدين يا ولاد ؟؟
    فنرد بصوت واحد تقريباً : طبعاً يا زعيم ...

    وبذلك يرفع الزعيم الجلسه وينهي الإجتماع ..
    وتكون زجاجة الخمر ركت بين يدي .
    أسامه يدوزن العود ..
    ماهر وإيهاب يبدأن في رفع أصواتهم بأغنية " البحر بيضحك ليه " :
    البحر بيضحك ليه
    وانا نازله أتدلى أملا القلل ؟؟


    أيامها كنت أشرب المخدرات , وقد تعلمون أثر هواء البحر على رأس مليان دخان أخضر .
    أسرح قليلا ثم أميل على الزعيم و أسأله : إلا قل لي يا بلبل , هو البحر بيضحك ليه ؟
    فينظر إالى الزعيم شذرا ويقول لي وهو يواصل غناءه ( عشان رجليها بتزغزغه يا روح أمك )
    فيكركر ماهر يبتسم خالد ويغمز لي ويقوم نبيل باحتضاني ويضحك السمك .
    ...................................
    في يوم كنا ماشيين في جوله تفقديه في شوارع الاسكندريه .. وقفنا عند تمثال للأستاذ سعد زغلول
    وقام الزعيم بلبل بالترحم عليه وإقترح تكريمه .. يللا يا ولاد عايزين نكرم الراجل ! , نعمل إيه ؟
    صرخ الزميل حمدي زيدان : نخلع عنه الباشويه يا زعيم !!
    صفقنا وهللنا وصفرنا لكلام حمدي , فوافق الزعيم وخلعنا عن سعد زغلول الباشويه ومنحناه عضويه
    شرفيه في الحزب تجدد كل عام .
    بعد قليل إستأذن بلبل في أنه محتاج أن يتبول ... وغاب في الظلام ( على رأي ماجده الرومي ) ..
    وبينما نحن في حبور وفرح ونتقافز زي القرود تحت تمثال سعد باشا زغلول ونعد الحشيش والخمر
    اللذان بحوزتنا وخالد يساوم على كتاب مع ماهر ليقرأه , فإذا بالزميل حمدي يبدأ أول مؤامره في تاريخ
    الحزب ..
    صرخ بصوت عالي : إلحقوا يا ولاد ..
    - إيه يا حمدي ؟!
    - الزعيم بلبل مات ياولاد , راح في الضلمه طرطر ( أي بال ) على سلك كهربا عريان , بلبل فلسع
    يا جدعان ...
    ورشح حمدي نفسه لرئاسه الحزب وسط الفوضى العارمه وبدأ في تعديل الدستور , سوى أن الزعيم
    الراحل لقضاء حاجته ظهر فجأه , وحكى له الناس على اللي جرى , فأعلنها داويه : أنا ما اتكهربتش
    أنا بينكم أهو .. وعشان نلحق الموقف بسرعه هتفنا : فيفا بلاطه ... فيفا بلاطه , يعيش الزعيم .. يعيش
    الزعيم .
    وأعلن الزعيم العفو العام , وانتهت أول محاوله إنقلابيه في تاريخ بلاطه ..

    بعدها بساعات أعلن الزعيم عن قرار إستحداث حقيبه وزاريه جديده , تم بموجبه تعيين أحمد عبد الجبار
    وزيرا للسياحه والإرشاد ومهمته كانت رصد الانقلابيين والارشاد عنهم ..


    ...
    طلال عفيفي



    نقلا عن:

    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.php?t=25&st...6baf25cec65748344458
                  

10-30-2005, 09:06 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي منصور:

    لقد جاء في سياق حديثك الأخير مانصه:

    "وأنه لا مكان لألفه فى الكتابه...لأن ذلك يزعزع حق حرية الكتابه ويلوث بيئتها وسوف لا ولن يكون خراجها إلا كما خراج أدب الأنظمه القمعيه إما ملق وإما حذر".

    وهذا تصور في زعمي على درجة عالية من الوجاهة, وهو يقيم بصورة من الصور تكاملا نقديا مع تصورات (المشاء) في أكثر من بوست والتي تفترض وجود حد أدنى لما يمكن أن نعتبره نصا إبداعيا, ذلك أن على الكاتب أوالمبدع أن يلم بتقاليد النوع الذي يكتب من داخله سواء أكان ذلك شعرا أوسردا أوغيره, فكل إضافة يمكن أن يحدثها داخل ذلك النوع تتضمن على نحو ما تحاورا نقديا خلاقا متجاوزا للنصوص السابقة المكونة لهذا النوع أوذاك كتاريخ, وهذا يشمل مستويات عديدة مثل سلامة اللغة والتعبير والتكنيك وزاوية الرؤية للعالم أوفرادة التجربة وطرق تحققاتها جماليا, ولعل ذلك كان ماثلا في ذهن مغني مثل مصطفى سيد أحمد حين هضم الطرق السائدة للغناء وأجادها قبل أن يضع بصمته الخاصة المتجاوزة على مستوى اللحن والكلمة والآداء.

    إن أحد أكثر شعارات النهضة الأروبية جذرية كما تجسده كلمات آدم سميث "دعه يعمل.. دعه يمر", قد يكون مهما في سياق مانقول به هنا على صعيد مكافحة مختلف أشكال التابو أوالرقابة أوالإلزام أوالسلطة التي يمكن أن يستجيب لها المبدع أثناء كتابة شيء ما, لكن عدم الإستجابة هنا يخضع لوعي متجاوز يعمل على تفكيك كل تلك الأشكال القهرية بما في ذلك تلك الأشكال المؤسسة والقائمة للنوع الذي يكتب من داخله ومن ثم إعادة بنائها مرة أخرى على نحو تحرري يحدث نقلة في حياة الإنسان نحو الأفضل, ذلك أن سؤال الأدب الأساسي كان ولايزال بحسب لوكاتش هو "الإنسان".

    ولعل "الوسط الثقافي" يساعد كثيرا في ترسيخ مثل هكذا مفاهيم وجلائها!.
                  

10-31-2005, 00:48 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    لمبة أبليس..أسطورة ترقد فى صحارى الشمال الحياة هناك قاسية تتقاسمها طمأنينة النهر ورهبة الصحراء وقسوتها وللأنسان بينهما حكمة راسخة مثل جذور النخيل المكان دائماً هناك مغلف فى ثنايا الأسطورة والحنين, والرحيل بوصلة يكتنفها الغموض سالت جدتى قرب (الدانقا) عن صوت النائحات فى (الورانية)كان مازال يرتفع بين حين والأخر كلما أتكأ سعف النخيل على النسيان كنت أقف فوق سور الدانقا المنهار بينما جدتى تكرر تحزيراتها من هوام الأرض و(الدقره) التى خلفها أنهيار أخر جزء متبقى من الدانقا.. دانقا جدى ود النقر أستقبلت فى ماضيها أضياف وعابرين نزلوا بها ومضوا الى حال جهاتهم لكن أخر حائط سقط فى هزيع ليلة صامته تاركاً للحقب حق أن تمضى دونأن تحمل فى معيتها وزر الأثر وهكذا مضت الدانقا..سألت جدتى عن لورى ود النصيح وكمساريه لماذا غيبتهم العتمور ولم يستطيعوا العودة.قالت وكانت ماتزال تمسك بساق النعجة المتضجرة من الحلب (ودرتهم لمبة أبليس)...ثم أردفت ....طشوا

    بعد سنوات كتبت

    (لمبة أبليس) التى قادت مسيرتنا فى فلوات الغياب
    كل ضؤها فأشعلنا الفتيل بما تبقى من زيت الذاكرة
    ومضينا..ننهب الأحزان
    ونحيك الحلم على رجع الصدى
    فسبحانه الذى جعل الأرض كروية
    لنعرف من أين كان المبتدأ...


    حاتم الياس
                  

10-31-2005, 08:05 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    "النادي الأدبي" بقصر ثقافة الزقازيق/ ملامح من تجربة ذاتية ممتدة وإشارة إلى "سلطنة عمان":
                  

10-31-2005, 09:30 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخ أبنوس لك من السلام ما تنوء به الجبال

    إنه لاتوجد ثقافه إذا لم يكن هنالك حوارا ذاتيا إستغراقيا ينزع رغائب الأرواح وأشواقها من ذوات الأفراد كأفراد...ثم حوارا آخر مع منتوج الذوات الجمعيه للأفراد...وتفاعل منتوج الذات المستغرقه مع مجموع الذوات المنتجه لثقافه بمختلف وسائل تلمس جذور وحقائق الثقافه المتاحه والموحيه للأديب...قاصا ساردا كان أم شاعرا...أو لفنان تشكيلى مسرحى أو موسيقى...كما بحجم وسائط التفاعل الثقافى الذاتى مع الجمعى يكون حجم العائد...وأن طرح كم من تلك الكتابات...وطرح آراء بصددها مع وجود متلقى يناغى ذلك الحوار...وهو بمثابة من يقف على باب الفرن ليقرض دافئ خبز جاع من أجله طول الليل وبرده...فيكون إشباع قو وإشعاع ضوء وأسارير رضاء لتلك المائده التى تحوى صنوف وصنوف...فيجد من يرغب فى المرس المرس ويجد الهالوك من يبحث عنه...


    منصور
                  

10-31-2005, 09:35 AM

محسن خالد
<aمحسن خالد
تاريخ التسجيل: 01-06-2005
مجموع المشاركات: 4961

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    ...


    عزيزنا الروائي الجميل والرجل المجِدّ، البرنس،..
    أنا أوافقك على هذه اللمسة الجميلة هنا، وأمد الوسطى معك، إشارةً وإشادةً بالحلو من الكتابة والمتعوب عليه،...
    ولي اختلافٌ مع صديقنا وأستاذنا أسامة الخواض، والمدخل إلى ذلك جِدّ بسيط، وهو أنَّ الكتابة تُمَثِّل في البداية استشفاءً وطلباً للتداوي، ولو كنتُ حكيماً لأشرت إلى كل من يزورني بالكتابة، فهي التلَمُّس للذات الواحدة منشطرة ومتصلة في آن، وقد قلتُ مراراً إن الكتابة عَلَّمتني الصدق أوَّل ما علمتني، وتجنّب الأقنعة، وهذا ما عنيتُه بالتلمُّس للذات منشطرة ومتصلة في آن، بالكتابة نقول أفكارنا الأكثر صدقاً والتي تحجبها بالضرورة إملاءات أقنعة مجتمعية ما، -الانشطار، وما إن تصبح أفكارنا على الورق أمامنا، متجسّدة، ونرى فيها محددات الشخصية الأكثر صدقاً وعمقاً وإرادةً، حتى نبدأ في استلهام حقيقية تلك الشخوص، وتنوير أرواحنا بشجاعتها وصدقها على صعيد اليومي، فما كتبناه هو بشكل من الأشكال قَطْرٌ من مائنا وشِقٌ من كينونتنا، -الذات المتحدة مع إنكارها السابق، والمتصالحة مع أخلاق جديدة تتقبّل الإقرار بالأخطاء، وترفض الزيف،...
    هذا في المنحى العام يا صديقي أسامة، فما بالك بكتابات متداعٍ جميل كالمفتاح، في ظني أنَّ البرنس هنا قام بلفتة جميلة، ويجب علينا جميعاً إن كنا نعتقد برسوخنا في الكتابة كفعل هِبَة وفعل حياتي ويومي واحترافي، أن ندعم كل من يكتب، وكل من يسعى لأن يكتب،...
    وأوافق البرنس تماماً في هذه العبارة،...


    Quote: لا يظنن أحدهم أني أنافق هنا أوهناك لأنني وببساطة شديدة لست في حاجة مطلقا إلى تدعيم وجودي بأسباب من خارج (الكتابة)!!!.



    بل أنا أسعى يا عزيزي أسامة حتى في مساعدة بعض الأسماء من هذا المكان في إخراج كتاباتها، عملياً وليس نظرياً، فقد قمتُ بتحرير كتابات بعضهم وبعثتُ بها لناشرين فعلاً، لأنها تستحق، وإن كانت تعاني من إشكالات ما، فهي إشكالات متعَلِّقة بالدربة والتفضّي للكتابة، وليست بموهبتهم في حدّ نفسها، ولا بالقدرات،...
    فكن بخير يا عزيزي أسامة، وصديقنا المفتاح هذا كاتبٌ جميل، ويستحق منك كلمات جميلة حسب تقديري،..


    ...
                  

10-31-2005, 12:00 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: محسن خالد)

    الكاتب الجميل ذو الجرأة والعقل الحر, محسن..

    غريب أمر الكتابة حقا, أنت تنصح بها علاجا للألم, بينما شيخنا الطيب صالح ينصح باللا كتابة تجنبا للألم, وكلاكما في زعمي المتواضع محق وصائب, الشيخ المهيب يرى الكتابة "لعنة", وأنت القائل في حوار لك حديث إنه قد "بقي القليل من مسبحة العُمر" تقتفي الآثار على طريق سار عليها غرباء من قبل مثل بورخيس إذ ترى في الكتابة "استشفاءً وطلباً للتداوي", ذلك الأرجنتيني الأعمى يكتب فقط كي "يخف مرور الزمن", لكنه تباين ظاهري وخادع, إذ ما يلبث الطيب صالح أن يمسك بالكلمات مثلكما ويضعنا مباشرة أمام حقيقة زوال الناس والأشياء كإحساس حاد يستبطن رؤية المبدعين للعالم, لندرك وقتها أن الكتابة في أكثر مستوياتها عمقا ماهي للأسف سوى "موقف من العدم", أووعي شقي لا يقبل بإجابة معطاة سلفا لتساؤلات وجودية من قبيل من أين وإلى أين ولماذا, كذلك تساءل قبلكم بتهوفن "رباه ما سر هذه التعاسة العظيمة". الطيب صالح يكشف عن ذات الرؤية السوداوية بوضوح تام خلال المصدر المشار إليه عند بداية هذا البوست, حين يتحدث عن ساميول بكت الذي شكلت كتاباته نظرة عبثية للحياة, يقول الطيب عنه "فهذا رجل مترهب قضى حياته يحدق في أغوار ذاته, ويعاني أوجاعا روحية وعقلية مفرطة. كل ذلك يظهر في وجهه الغريب, الحاد التقاطيع المليء الأخاديد, كأن الزمن حفر عليه بمعول. العينان اللامعتان, نظراتهما مركزة, فيهما خليط من التحدي والذعر, كأنه يحدق في شيء مهول لا يراه أحد غيره. لقد حدق الكتاب والشعراء والرسامون والفللاسفة قبله في تلك الهوة وأصيبوا بالذعر. بعضهم انتحر, وبعضهم أصيب بالجنون, وآخرون لجأوا إلى وسائل شتى ليسروا عن أنفسهم". عزيزي محسن.. كذلك كما تقول للكتابة أسانيد لحائط روح أثقلته الوحدة والعزلة والحنين, وهي هنا للمفارقة دواء لدائها حين تكون فعلا تحرريا وآراء "مشاترة" ما تنفك تهز طمأنينة السلطة من سباتها وترج أبناءها القهر والهيمنة والإلزام والثبات رجا. هي شجون الكتابة (يامحسن) خلاص روحي أولا وقبل كل شيء. خلاص أكبر من زيف المجد والشهرة ولا تصنعه "البهجة المستعارة". محبتي.
                  

10-31-2005, 12:15 PM

MUNA OBIED
<aMUNA OBIED
تاريخ التسجيل: 11-09-2003
مجموع المشاركات: 274

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الاخ عبد الحميدالبرنس مساء الخير
    دي واحة جميلة خلاس...
    عجبني جدا ما كتبه طلال عفيفي هناوساواصل قراءة الاخرين
    ودي وكل سنة وانت طيب
                  

10-31-2005, 01:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: MUNA OBIED)

    عزيزي منصور:

    حسبت أن خطابك الأخير موجها بالدرجة الأولى إلى صديقي عزت (أبنوس). لعلها الباء والنون والسين والألف (أبنوس/البرنس). أولعلها تلك المسافة النفسية الحميمة التي تجمع بينكما كصديقين. في كل الأحوال, ما تطرحه أنت للتو بدا على نحو ما مثار تأملاتي منذ مرحلة القاهرة ولا يزال. إذ كنت أتعجب من طرق حياة الكثير من مبدعينا. كنت تراهم يتجمعون نهارا في مكان وليلا في مكان آخر.. مع بعضهم أوفي صحبة آخرين. وما كان مثار عجبي يتمثل في تلك الحيرة التي ظلت تلازمني كلما فكرت في تقلص مساحات العزلة الذاتية لديهم. وأعني تلك المنطقة من التأملات والجدل الذاتي التي يتم داخلها التفكير في كتابة شيء ما أوكتابته والتي تتطلب قدرا عاليا من الوحدة والقراءة بمعنييها الحقيقي أوالمجازي كفحص لنظام العالم ككل. وهي المنطقة الداخلية التي تشكل في زعمي منطلقا حقيقيا لأي جدل خارجي يمكن أن ينشأ مع الآخر. وربما كانت لديهم القدرة أوسبق لهم وإن قاموا بتطوير نظام عصبي يحقق لهم عزلة مرجوة من خلال التواجد المستمر وسط الآخرين. ومع ذلك يظل سؤال قراءة ما يستجد من نصوص إبداعية ومعرفية معلقا. وأرى في مداخلتك الأخيرة تشديدا ذكيا على فكرة تنوع وتعدد القاريء نفسه. وهي فكرة في زعمي تأخذ قوتها من حقيقة أننا نعيش داخل مجتمع يحتوي في آن واحد أوتتعايش فيه أنماط الحداثة وما قبلها وما بعدها جنبا إلى جنب. وإن كان ذلك لا ينفي في الأخير أهمية أن يكون كل كاتب متسلحا بوعي مفارق بغض النظر عن طبيعة أسلوبه أوتجليات وعيه كتابة. محبتي.
                  

10-31-2005, 02:14 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخت العزيزة منى:

    كل سنة وإنت طيبة والوطن بخير ومعافى. شكرا لهذا المرور الجميل. وأهلا بك في كل وقت. ونص طلال المنشور هنا حقق رقما قياسيا من حيث عدد الزوار في منبر "سودان فور أول". محبتي.







    إهداء إلى ال28بطلاً فجر ذكرى إعدامهم
    لنا مهدي عبدالله
    المشهدالأول:

    فجأة و ليس فجأة
    ____________
    ضربوني
    ألقوني أرضا
    شذرتنى وجوه ممتعضة
    ترمقني
    ترهقني .. بُغضا
    وتمدّ إلىَ يداً غضّة
    جرّبت توكّأتُ عليها
    فرمتني ـ حانقةً ـ أرضا
    ********************
    المشهد الثاني
    قُبيل الغيبوبة:
    ____________________
    ما بين مماتي وحياتي
    نشِطت ذاكرة "الإنسان"
    ودّعت الجبار العاتي
    وبقيت لهم كهلاً فاني
    لا حول و لا قوة تأتي
    بل يبقى ذلي و هواني
    *********************
    المشهدالثالث:
    الغيبوبة الأولى:
    ___________________
    ثماني و عشرون أمامي
    أتحجّر..تهجرني الرحمة
    أصدرت قرار الإعدام
    وبوجهي نواجذ مبتسمة
    وفي يوم العيد الدامي
    رمقتني عيون متهمة
    قد أدبر فرح و تولّى
    سلبته من الشعب العتمة
    ***********************
    الغيبوبة الثانية:
    _____________________
    الأب الطيب الحبيب
    كبّلتْه السلاسل ظلما
    سجنوه و لا تثريب
    إن قتلوا إبناً و أُمّا
    وأخ بيد المترف
    شُنق و لم يهتمّا
    وكنت بنفسي المشرف
    على جرم اغتيال الأمة
    **************************
    المشهد الختامي
    اليقظة:
    _______________________
    وعيون الشامتينا
    تتفرّس
    كلما إشتدّ طعن النّصل فينا
    ثم تطمع أن نزيدا
    من أغانينا الحزينة
    ثم تطمح أن نلينا
    تتوجّس
    أن يصير المستكينا
    مارداً يحدو الفوارس
    تتوجس
    فجر نهمس
    صبح ننبس
    يوم يعلو الحق فينا
    نحن نرفض أن نلينا
    سوف تنصرنا الحناجر
    والخناجر
    نحن نرفض أن نلينا
    -ورفع الستار-
    (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)



    lana mahdi
                  

10-31-2005, 02:57 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22761

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: MUNA OBIED)

    الأخ الأستاذ منصور المفتاح
    تحايا طيبة

    Quote: وأحسب أن كل من كسر حاجز رهبة الكتابة فهو كاتب...وكل من عبر عن فكرة إنسانيه فهو كاتب...وأنه لا مكان لألفه فى الكتابه...لأن ذلك يزعزع حق حرية الكتابه ويلوث بيئتها وسوف لا ولن يكون خراجها إلا كما خراج أدب الأنظمه القمعيه إما ملق وإما حذر...


    هذه كلمات مضيئة في عتمة من عتماتنا التي تنتشر في حياتنا الأدبية.
    عافاك الله
                  

10-31-2005, 05:20 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: ابو جهينة)

    عزيزي محسن
    ليس لدى اعتراض على كل المختارات التي اتى بها البرنس,
    بل انني قلت انني سعدت بالكثير منها,
    وخاصة للكاتبات والكتاب غير المعروفين
    طبعا انت عارف ان مسالة الاختيار هي مسالة صعبة جدا,
    وقد اثير-على سبيل المثال الاكثر قربا للذاكرة الان- كلام كثير حول الطريقة التي اختار بها صديقنا مجذوب عيدروس مختاراته من الشعر السوداني
    فالبرنس كان متارجحا بين الشباب ,
    وبين الاخرين
    ما فهتمه انه بوست عن نصوص جميلة لكنها غير معروفة
    فمثلا لطيف معروف ككاتب ,
    لكن نصه عن الخاتم لم يلق الاهتمام اللازم
    الاختيار مسالة صعبة جدا,
    لكنني ما زلت مصرا ان النص الذي اورده لسجيمان وللمفتاح نص ضعيف,
    ولا ينتمي بصلة لبقية النصوص ذات الطابع التجريبي ,
    او الطابع شبه التقليدي المحبب
    وقد قلت ,كان من الافضل ان يورد له-أي المنصور, نصأ شعريا عاميا
    ونتمنى نشوفك في :
    لاهوت الوردة
    حول الرواية الرقمية
    مع محبتي
    وساعود يا برنس
    رسل لينا تلفونك
    المشاء
                  

10-31-2005, 07:29 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الموهبجية (Re: osama elkhawad)

    كنت امل ان يناقش محسن خالد مفهوم البرنس عن :
    الوسط الثقافي
    وهو مفهوم يحتاج لفحص ,وهو من ابداعات البرنس
    فقط هنالك ملاحظة تتعلق بما قاله منصور عن الالفة,
    و هو كلام لا اعتراض لنا عليه,
    لكنه ليس بمثل هذه السهولة
    فهنالك فرق بين التلاقيط والتلقيط-بحسب محسن خالد-
    و الحداثة الطليقة ,
    كما يصفها بولا
    Quote: ومما يستحق التذكير ما قال به البرنس في المقطع الاتي:
    مدركا في نفس الوقت أن أسماء كبيرة عديدة غدت كسلطة أولم تعد قادرة على إضافة جديد ذي بال أوأنها تعيش عالة على ما صنعته في الماضي أوأن "شللية" أو"قوة حزبية" أوعوامل زائفة وزائلة أخرى غير مرتبطة بقيمتها الواقعية ساهمت في فرضها

    سبق لنا ان نوهنا في نقاشاتنا مع المتأكدم ا لى هذه المسالة,
    وقد نبه البرنس ايضا اليها,
    و من هنا كلامي عن :
    Quote: الموهبجي

    و هو نوع من الكتبة ,
    له بريق في البداية ,
    لكنه لا يواصل اللمعان
    لأنه يراهن على الموهبة

    بدون الموهبة,
    وهذا مفهوم الى الان هو مفهوم مشوش وغامص,
    لا يمكن ان نحظى بابداع,
    لكن الموهبة وحدها ,
    لا تكفي
    فالعبقرية كما قيل هي :
    Quote: موهبة وعمل

    والموهبجية لا يعتدون بذلك,
    ولذلك فهم يجترون لحظة البداية التي خلقت منهم نجوما او نجيمات
    محبتي
    المشاء
                  

11-01-2005, 06:16 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموهبجية (Re: osama elkhawad)

    إلى حين عودة:

    تحية للمبدعين العزيزين.. أبوجهينة والمشاء.
                  

11-01-2005, 07:40 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الموهبجية (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخ برنس لك سلام من فوقه سلام ومن تحته سلام ولك من الود من لا ند له

    يقول الأخ الصديق اللدود أسامه...بما قال بها صديقنا المحسن بالله إبن خالد المجرى بتشديد الجيم وكسر الراء بفرق بين التلاقيط والتلقيط...ومن ثم بالموهبه التى نسبها على حد قوله للدكتور القاص بشرى الفاضل...ولأن الذى خلقنى وخلق صديقى أسامه ما أتانا من العلم إلا قليلا...فالرزق تلاقيط والعلم تلاقيط والكتابه تلاقيط ولسنا بأنبياء يوحى إلينا...ولسنا ممن نالوا علم اللدن... كما إن المعارف ليست حكرا لأحد وكل من فك الحرف يمكن أن يشبع قوه من حرفها...كما إن الأحكام لتى تطلق من دوافع العواطف حبا كان أم كرها ليست بمعافاة كتلك لأحكام المجرده من أى عاطفه...وتابو التميز والعبقره حالة من الوهم ربما تتلبس الإنسان وربما يلبسها الآخرون على الإنسان لباسا كلباس فرعون ليس بمدثر...لا بل كاشفا لعورة اللاعبقره...كما إنه ليس بالتجربه والتمرس يبدع الإنسان ولكن بقابلية الإنسان على الإبداع يجل وإن كان يافعا...ولم ينه الله عن سخرية الآخرين إلا لإدراكه ما للآخرين من قدرات ربما لم تتكشف بعد...وليس هنالك خلاف على جواز الإختلاف وليس هنالك معايير لكل ما هو معيارى تقديرى كتلك التى تتوفر لكل تقريرى وصفى....ولكن الأخلاق والألتزام والصدق وصحو الضمير المعرفى هى الدافع الأوحد لتحقيق الحق المعيارى وإنصافه...وأنا أعشق تلقيط المعرفه ولمن يخمها جد فرح...................


    منصور
                  

11-01-2005, 07:55 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: ابو جهينة)

    هذه كلمات مضيئة في عتمة من عتماتنا التي تنتشر في حياتنا الأدبية.
    عافاك الله


    الأخ الأستاذ أبوجهينه أنت المشع بألطاف الإبداع...وبلطائف سحر القلوب والعقول والأروح...وتظل فى غدو ورواح بين صفاها ومروتها...يا أبو مروه الذى نجد حاجه الخريف من درك الخريف...........

    لك من السلام بقدر ما تنفق منه ولك الشكر

    منصور
                  

11-01-2005, 07:04 AM

عبدالله ادريس محمد

تاريخ التسجيل: 10-28-2005
مجموع المشاركات: 298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الاخ البرنس لك التحية والتجلة وكل سنة وانت طيب وشكرا على هزه الكلمات التى تناثرت كالدرر واصل ومعاك وبكم واليكم يا ود يا ميدو ؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛





    ما اظنك تزكرنى اتلاقينا فى شقة عز الدين الجلادلما كان مسافر ؛؛ اجيك من الاخرانا شقيق عبدالعظيم ادريس الله يرحمه <اصبح الصبح>
                  

11-01-2005, 07:43 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبدالله ادريس محمد)

    أخي العزيز عبد الله:

    أشكرك لكل تلك المحبة. ومرورك الجميل هذا ذكرني بوداعة تلك القرى على جوانب النيل الأبيض حيث نشأت حينا هنا وهناك بحكم مهنة الوالد. وعبد العظيم (رحمه الله) كان صديقي كما هو صديق لأناس من مختلف المضارب قد لا يجمع بينهم في منطق أهل الظاهر جامع. لم يؤذ أحد طوال معرفتي به. وكان موته بالنسبة لي بمثابة الفجيعة الشخصية. إذ أن شيئا جميلا آخر مضى من بين يدينا فجأة ولم يتسع حيز تفصيلاتنا الصغيرة لقول كلمة وداع واحدة. ودمت.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 11-01-2005, 07:47 AM)

                  

11-01-2005, 07:54 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي منصور:

    لا أزال أفكر في أقوال المشاء. ولا تثريب عليك. وأحييك على بقاء تلك الروح الجميلة برغم صدمة الآراء أحيانا. ذلك أن يهب الله المرء مقدرة التفريق ما بين الشخصي والموضوعي فتلك نعمة.
                  

11-01-2005, 09:31 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي المشاء:

    يبدو لي من سياق ردك الأسبق على محسن أن ثمة التباس في فهم مغزى هذا البوست, أوجوهره في صورته المعدلة, فأنا لا أرمي مطلقا إلى عملية إختيار تتضمن عينات تمثيلية للمشهد الثقافي في السودان مثلما فعل عيدروس على مستوى الشعر أخيرا متجاهلا شعراء مهمين في زعمي مثل الخواض وفضيلي والرضي إن لم تخن الذاكرة, ولعل ثمة أسباب واجهت عيدروس مثلما واجهتني أشياء مشابهة في القاهرة من بينها ما أشار إليه صديقنا عبد اللطيف الفكي ب"إشكاليات الرحيل", ولعل ذلك الإعتقاد هو الذي حدد موقفك هنا بقولك "ما فهتمه انه بوست عن نصوص جميلة لكنها غير معروفة", أبدا وإن تضمن هذا الجمال أوذاك لم يكن كذلك, كان أخذ عينات تمثيلية في اتجاه آخر على نحو يمكنه أن يوضح أويبرز أمام القاريء وجود أقلام على قدر عال من الموهبة يؤكده وجودهم داخل سياق واحد إلى جانب كتاب كبار مثل أحمد الملك من غير أن يخفي ذلك درجات حساسيتهم المتفاوتة مع اللغة, لكل من تلك الأسماء ميزة, فمنصور المفتاح كسارد تقدم كتاباته مادة أنثربولوجية بالغة الخصوصية لواقع الحياة في منطقة السروراب وما جاورها, سواء أكان ذلك في شكل وقائع أواستعارات من واقع البيئة, أنا شخصيا أستفيد منها ككاتب على مستوى انعاش ذاكرة ما ومستويات أخرى ناهيك عن متعة تحدثها بالنسبة لي كقاريء, وهناك كاتب وشاعر أكثر خطورة, وأعني به أبوجهينة, يكتب في العامية شعرا متقدما أجده أكثر عند صلاح عبد الصبور من حيث القدرة على نسج الأخيلة والصور الشعرية من واقع الحياة اليومية الشعبية البسيطة ناهيك عن وجود حس إنساني عال ومرهف قوامه الحب يغلف رؤيته للعالم حيثما قرأت له. إن ورود كل تلك النصوص يعكس حاجة قصوى إلى تفعيل ما تواجد لدينا من إرث لأوساط ثقافية هنا وهناك, ولي عودة قريبة.
                  

11-01-2005, 09:56 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    عزيزي المشاء:

    كذلك لم تكن تشغلني بدرجة أساسية مسألة إختيار نصوص مستوفية تماما لمعايير حد أدنى تؤهلها لأن تكون نصوصا إبدعية, وهو الهم نفسه الذي شغل من منطلق واجب أخلاقي تجاه الوطن مبدعنا محسن في سياق مداخلته هنا بقوله بالغ الدلالة "بل أنا أسعى يا عزيزي أسامة حتى في مساعدة بعض الأسماء من هذا المكان في إخراج كتاباتها، عملياً وليس نظرياً، فقد قمتُ بتحرير كتابات بعضهم وبعثتُ بها لناشرين فعلاً، لأنها تستحق، وإن كانت تعاني من إشكالات ما، فهي إشكالات متعَلِّقة بالدربة والتفضّي للكتابة، وليست بموهبتهم في حدّ نفسها، ولا بالقدرات", ولعل ما أشار إليه محسن ككاتب كبير من قصور وأوجه مزالق يعيدنا مرة أخرى إلى أهمية الحديث حول ضرورة وجود وسط ثقافي فاعل, على الأقل فضائيا, بما يسمح بتبادل الخبرات وإرساء تقاليد تتراكم للكتابة بما يجنب المواهب مستقبلا مشقة تلمس طريقها في ظلمة مبددة الكثير من الجهد والطاقة وأحيانا إنفاق سنوات عديدة في اللا شيء. محبتي.
                  

11-01-2005, 10:34 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    فقاعـة الطفــولة والصُــدَف


    نجلاء عثمان التوم




    (1)

    القشور الليلية،

    القواقع،

    أنادي

    التجاعيد الخبيثة الناعمة،

    قناع كل شئ

    أناديه ....

    وأحتمي مني




    عيني علي أسراري ....

    أعضائي مهدورة

    بين الخطأ والأمومة

    كنت أخدش الحجارة

    برئتي

    ولم يكن ظلي ما أملكه

    حين كانت يداي تغطيان القتلي

    في مكان وثير من الأرض




    لكن

    اذا صرت مرئية

    وعبرتني أكاذيبي

    جافلة.

    علي ظهور السحالي

    إلى البخار،

    إذا تجردت من أسمائي الخفيفة

    ومن عزوفي

    واكتفيت بشيءٍ وحيد ٍ

    غير مسموحٍ لي تأمله

    عندها

    هل أجدك هناك

    أيضاً ..

    شعاعاً قاسياً يزحف

    صوب بوابة العنف ؟؟





    (2)


    قبالة شيء صغير

    يلمع في الغبار

    تكومتْ خرافةٌ صغيرة ٌ

    تعنيني ....

    أنت داخلها

    ذاهلٌ

    كمن يَهمُّ بالمشي

    علي أنين العاج .




    (3)


    أنتظر حلواي

    لماذا عرفّتِني بلساني القديم

    في دورة سرده الجائع ؟

    طوفان الموسيقى الأحمر،

    عُلِّيق،

    أرياش الحبَّار

    البطيء،

    هل المضمرة هناك

    بين لحاءات الخوف هي الحياة؟

    هل المطمور

    بذراعين

    الكالح ذو السعادات العرجاء

    هو الجسد؟

    هل الفقاعة ُأعلى وأدني روحها

    المكتوبة لكل شيء

    إلا ما تعنيه

    هي القصيدة ؛

    فقاعةُ الطفولة والصُدف ؟




    (3)


    رأيت فراشة تنجو من النار،

    كيف تركضين هكذا

    مع البذور البنية لعشبات النسيان؟

    كيف تحولتِ بلحظة

    إلى جنين

    ثم إلي سُكّر،

    كيف تعثرتِ بي

    وأنا أختلقُ لك موتاً

    في نومي؟

    رأيت فراشة،

    لم ارتعش يوماً ارتعاشتُك الخضراء

    المعروقة.

    حزني بطئ

    كيف تركضين؟

    هل ستعطينني هلالاً عجوزاً

    أُعلّقُ أدراني عليه؟



    نقلا عن:


    http://www.sudaneseonline.com/sections/qissa/pages/kutab/...r/shi3r_najlaa06.htm
                  

11-01-2005, 10:51 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    اخضر اخضر


    من حسن حجم الظلام انه يبتلع مدينتنا، هكذا ، بغتة. لا تدريجيا كسائر المدن ،انا، الملم
    اطراف احباطات هذه المدينة ، اجمعها وانزوي بها علي هذه الحجارة، مختبئا من المارة ،
    ابداء في اخراجها من جيبي سيجارتين برنجي ملفوفتا بقصدير - سيجارة لمهمة لف
    الحشيش والاخري لثبيت الجدار الذي اقامه الحشيش داخل وعيً - و ملفوف من الورق
    الابيض واخيرا وبعد مسح الطريق بعييني قط اخرج ورقة صفراء . دائما تكون صقراء
    كانما الحشيش ينبت فيها ، ثم بهدوؤ ولهفة ابداء في اعداد لفافـتي.افرد ورق اللف علي
    كف يدي واثنيها باصبعاي ، ثم اتناول سيجارة البرنجي التي خباءتها تحت احد
    الحجارة ، انا ، اجيد توظيف الحجارة ، هذا الحجر الذي اجلس علية الان ، مدبب من
    قاعددته وعريض سقفه ، انا اسميه كرسي الوزير ، يتحرك اوتوماتيكيا ويتمايل
    شرقا وشوقا ، با تجاه عنقي ،كما -كانه- يدرك متى اتكي على الحائط ،( الحائط
    مغلق النوافذ ، خلف الحائط شيخ عابدين ، قال لي ذات وضوح بصيغة منتهى النفاق
    والانوثة . - لولا ارتيادك المشبوه لهذه الحجارة لدفعتك تشارك في دعاية الحملة
    الانتخابية التي تخصني . ولكنا كما تعلم نحمل راية لا اله .). كما -انه- هذا
    الحجر ، كرسي الوزير ، يسهل علي الامر حال عبور عابر ، العابرون اغلبهم
    من النساء ، و لاني موقن بان الحوار الذي يجري بين الهواء واثواب النساء
    بمثابة جرس انذار لنا نحن المساطيل ، عفوا ، تسميتي بالمساطيل
    لا تروقني، لكن، هكذا جرت العادة .(حين قبضتني (عواطف) الجميلة الغبية - هناك
    الفة موقعة بين الجمال والغباء - متلبسا بالزفير . كانت بصمت تجر ثوبها
    ، صوبي ،كان الدخان الابيض المتجمد ، عالق ، يحجبني الرؤية، بداءت
    ازيحه بيدي كأني اطرد ذباباً ، رأيتها بطريقتها الردئية في ارتداء الثوب ،
    نظراتها طعنة رثاء - لم اهتم، فهكذا النساء - ، كانت عينيها تتابع تفرق
    الدخان ، تمعنتها بصلابة المهزوم ، اختلط الرثاء في عينيها المجوفتا من
    المعنى بالاذدراء . تساءلت. مالهم كيف يفكرون ، انا لا افعل مريبا سوي ارتيادي ،
    استباحتي لهذه الاحجار لانه لا مكان لدي في هذه المدينة ، اسحب الدخان بفمي الي
    وعي عبر صدري ، الحشيش يدفعني الي النوم حين ترتوي اليقظة باغاظتي ، يساعدني
    في الاكل ، اشد بها غيبوبتي ، واتلكاء علي الواقع ولي فيها مارب ومارب) . فانني
    وبما انه لابد من عابرين فانا افضل عبور النساء ، العابر الرشيق لا يسبب لي ضيق ،
    - فالعابرون ينقسمون الي نوعين - النوع الرشيق وهو الذي يعبر سريعا والذي لا يستدعي
    عبوره رمي السيجارة ، ولهذه المهة انا قمت بتعيين حجر يقف بشكل طولي اترك السيجارة
    فيه بين اصابعي وانفخ الدخان الابيض المتجمد من حول وجهي المحنط برغبة عبور هذه العابرة ،
    وهناك العابر المتدحرج الذي اما يرميني فضولا باذراء اما انه مشغول عني ، مثلي، بفك طلاسم هذ
    ه المدينة، في حالته اترك السيجارة بشكل كامل تحت احد الحجارة التي تكون افقية . وسميك عرضها ،
    واشبك اصابع يدي ببعضها اتاملها ،افرقعها ، اصابعي سوداء ، بلا بصمات ، كقفاز املس . نعم لي ان
    اعترف رغم قيادتي الطويلة للحجارة الا انني فشلت في تعيين حجر تقضي فيه سيجارتي ليلتها ، نعم
    احيانا اترك ما تبقي من سيجارة تحت احد الحجارة لالتقاطها في موعد أخر ، اتركها بسهولة وثقة ، لكني ،
    دائما، ما اعاني في الحصول عليها في اليوم الاخر او في الموعد ( تجذبني كلمة الموعد ، فهي تقيم بيني
    وبين السيجارة علاقة حية تتنفس وتتالم كسائر سكان المدينة) .
    (المهم) .. كعازف امسكت بسيجارة البرنجي ، عبرت فيها بطرف لساني ، نظرتها ، تأكدت من ابتلالها ،
    امسكت طرفها باسناني برفق بداءت سلخ جلدها ، وهي كالعادة تترك أثار لها على لساني تخلصت منها ،
    ردمتها بشكل مقلوب علي صفحة ورق اللف المفرود علي اصابعي ، بحصافة ، بيقظة تلفت حولي ، لا احد ،
    اخرجت الورقة الصفراء - التي كأن الحشيش ينبت فيها- ، وبثلاثة اصابع كمن يطعم سمكة صرت اخلط
    الحشيش بالبرنجي ، تدخلت يدي اليمني وشاركت في مهمة اللف يدي اليسرى ، اكتملت دائرتها ، اخرجت
    عود ثقاب وبداءت في طعنها من الداخل كي يشتد عودها .
    وقبل اشعالها قبلتها . اشعلتها


    mutwakil toum
                  

11-01-2005, 06:46 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعرفونهم من كتاباتهم: (الطيب صالح.. صالح وطيب وإنسان)! (Re: عبد الحميد البرنس)

    الرجال الطيبون ..
    يتركون البلاد وراءهم مثل نهر الرماد
    لا تنادي البيوت عليهم ،
    لا تفك النوافذ أزرارها خلفهم ،
    كي ترد لهم قبلةً في الهواء .
    يرحل الطيبون
    يجرجر وحلُ الخريف جلاليبهم وراءهم
    وتطوي خيول الرياح الطريق الطويل ،
    وتطوي الظلام القليل
    الذي لفَّ أسماءهم ..
    لقد آن أن يرحلوا
    فبالأمس أخفى الظلام مصائده في البراري ونام
    ويا ..... آهـ ، لم يكترث للشجر ، للمنازل
    كيف تهرول بين المسالك
    وكيف تبعثر قشرة طينها حولها
    ثم تبكي عليه وراء الغمام .
    وبالأمس لا شئ ..
    لا شئ غير الشوارع المعتمة
    والخرائب تنسج من صرخة البوم
    ثوباً من النوم ..
    لم يناموا قليلاً ، أولئك الطيبون
    ولم تهدأ الريح منذ المساء
    كأن نحيباً قتيلاً يميل وراء البيوت
    كأن فتىً طيباً .. لملمتْ أخته عظمه
    ثم غنَّتْ له ، فاستحال طيوراً
    تموت انتحارها وراء البيوت .
    لم يناموا ..
    لهم غابة الليل تهمس ،
    نادتْ بأسمائهم واحداً واحدا
    ثم راحت تغسل أطرافها بالغناء الحزين ولون الغسق
    ببطء الجنازات .. سار " التبلدي "
    تحت جناح الغروب الأخير
    ليقبع عند انحدار الطريق
    ومنذ قليل تفتت صوت الرعاة البعيد رويداً
    وحلّ السكون العميق ..
    لقد آن أن يرحلوا
    فالبنفسج اُفلتَ من بركة الدمع
    ودقّ فضاء المساء بقهقهة عالية
    والعذارى نسين الرسائل تحت الغبار
    والمدى في الحقول الصغيرة كان يثرثر
    والقمر يصغي .. ويبكي ،
    فقد أرهقته سنين الوقوف
    كأن الحياة انتظار .
    لقد آن أن يرحلوا ..
    فلم يبق غير العجائز في البلدة النائية
    ساحرات يجدلن شعر الظلام على شجر " النيم "
    ويقطفن بعض النجوم يقشرن أضواءها
    ويبكين في الطرقات مع الليل .. والريح .. والعربات
    ليلهم غامض ،
    ليلهم كان يسقط فوق الرصيف
    ويبكي ، وحيداً ، كطفلٍ صغير .
    لقد آن أن يرحلوا ،
    وحدهم ،
    أن يريحوا على راحة الصمت أحزانهم ،
    أن يسيروا فتسقط بعض الجراح التي
    أثقلتْ حملهم ،
    ويلقون السؤال :" لماذا؟" **
    لماذا سيبكون آباءهم وحدهم ؟
    لماذا تجف حكاياتهم في مصاطب تلك البيوت ؟
    لماذا تنام حبيباتهم خلف بابٍ أصمٍ
    يظل يرجع دقاتهم خلفهم ؟.
    يرحل الطيبون بلا أصدقاء .
    بلا عاشقاتٍ يطرزن أسماءهم في الغبار .
    يرحلون ،
    لأن الحبيبات هجرن النهار،
    ودخلن ، قسراً ، زنازين الظلام .
    لقد آن أن يرحلوا .
    لا حقائب غير القلوب ،
    بها صففوا بعض ريحانهم بين أشياءها ،
    شارعاً مقمرٌ خلسةً ،
    زهرةً في كتابٍ قديم ،
    بها أفسحوا للحقول التي جرَّحتهم مكاناً ،
    بها فسحةٌ للغياب ،
    عتابٌ بها ،
    للنساء الصغيرات حين سيهدين للعربات
    قلائد شوك النواح وقد صففته الأيادي النحيلة
    في قمرٍ أوقعته السواقي على حضنها .
    تُرى ، منْ يسير هناك ؟
    ومنْ يدخل الآن هذا الظلام وحيداً ؟
    يحاول الفتى الطيب أن
    يحرِّكَ في شفتيه غناءً حميما ..
    قصيدةَ سحرٍ ، بها بلدةٌ يابسة ***
    فوق أسوارها علّقَتْ أمهاتُ البيوت الفقيرة شمعاً ،
    لئلا يغادر مستوحشاً ،
    أشعلتْ أمه شمعة ثانية ،
    أوقدتْ قلبها ،
    أحرقتْ شمعتين ****
    تُرى ، منْ يسير هناك وحيداً ،
    ومنْ أين يأتي الغناء الحزين ؟
    لقد آن أن يرحلوا .
    ركبهم يرتعش ،
    والوجوم استراح على دربهم
    كان يصغي لأنفاسهم .
    رحلوا ،
    وهم يحلفون لوجهٍ حبيبٍ أن ترحالهم
    قد يطول .
    الوجوه الحبيبة تتبعهم مثل رمش العيون .
    بعد قليل ،
    سيقتلها شوقها للقاء قريب ،
    فتدرك أن النبات الذي يهجر الأرض
    لن يستطيع الإياب .





    ليلى عبد المجيد
                  

11-01-2005, 08:33 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل من بؤس اكثر من هذا؟ (Re: عبد الحميد البرنس)

    قلت عزيزي برنس:
    Quote: مثلما فعل عيدروس على مستوى الشعر أخيرا متجاهلا شعراء مهمين في زعمي مثل الخواض وفضيلي والرضي إن لم تخن الذاكرة

    ليس لدي اي اعتراض على ان مجذوب عيدروس لم يورد نصا لي ,
    فهو بارك الله فيه قد اورد اسمي ضمن جيلي الشعري
    و لم يكتب احد عن شعري ,
    اللهم الا المتاكدم من منطلق ,
    يعرفه هو
    ولم يستطع اثباته,
    وهو اقر بشاعريتي العالية مرة,
    واقر بانني قارئ موسوعي,
    ولكنني لست بناقد,
    بحسب مفهومه التوشي
    ثم تراجع عن كلامه حول شاعريتي العالية تحت ضغط الحوار ليصفني بمتوسط الموهبة,
    وهذا كلام يثبته الارشيف,
    مما يكشف عن عدم مصداقية بشرى الفاضل الاخلاقية
    لا اذق بذائقته
    لكن تخيل ,
    كل ما كتب عنا هو ما قال به المتأكدم الموهبجي الكويتب!!!!!!
    هل من بؤس اكثر من هذا؟
                  

11-02-2005, 06:25 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل من بؤس اكثر من هذا؟ (Re: osama elkhawad)

    عزيزي المشاء:

    سبق لي أن قمت في أكثر من سياق بتسجيل موقفي فيما ذهب إليه بشرى من آراء متطرفة لحظة غضب فيما يخص شاعريتك, وهي آراء مجحفة عن حق, بل ولا تليق بكاتب كبير مثل بشرى, لكنك في المقابل ظللت رهين تلك الآراء بصورة أوأخرى, وهو ما يحزنني, فمثلا ما أوردته أنا عن عيدروس أعلاه لا يعكس (سياقه) في زعمي مسألة أن نعالج ما تم بمزيد من المرارات التي قد تحجب عنا نواح موضوعية عديدة على نحو يسقطنا أحيانا في إعادة إنتاج ذات العوامل اللاعقلانية التي تمت ضدنا في الماضي, ويبدو لي أنه ستكون ثمة كوارث مبهظة إذا ما توقفنا "طويلا" عند آراء تصفنا سلبا على نحو لا نكون عليه في الواقع من قريب أوبعيد, ينبغي للحياة أن تستمر قدما وألا تتوقف عند ترهات هنا وهناك اللهم إلا لوصفها وتحليلها ومن ثم تحويلها إلى قوة دافعة, والزمن كفيل مرة أخرى بتحديد القيمة الحقيقية المحتجبة للأشياء بفعل تراكم آيديولوجي أووعي زائف أوخطاب دعائي أوما إلى ذلك, محبتي وتقديري دائما لك ولشاعريتك العالية.
                  

11-02-2005, 06:37 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل من بؤس اكثر من هذا؟ (Re: عبد الحميد البرنس)

    من أشياء السر الخاصة



    كان ليل بخلت به

    لم أسلفه للعناوين كي تكتب الشعر

    لم أعطه للصغار يلفونه سندوتشات حزن نقي

    ولا لمشاكسة البيت كي ترتديه .. تغمّسه في الدهو

    وتخرجه مدهنا

    كان ليلي أنا

    طوله متر صمت .. ولا شئ .. لا شئ

    --------------

    الكلام الذي قاله الطير للطير .. أعرفه

    والذي قاله العشق للعاشقين .. أمازحه

    والذي يتهدل من عطش العابرين بمحرقة الانتشاء

    أهش له

    والذي لفه الجنرال على نجمة

    ثم سلمه للدروس لتدرسه ..والتواريخ .. ترضعه

    والمسامات تلهو به ..لا يكلمني

    ---------------

    قلت .. عابرة تعبر الشائعات

    وجالسة تجلس الاتكاءة في الظل

    ناعمة تنعم اللحظات الأليم

    قلت مسافرة دمعتي .. لا تحط .. ولا تستظل

    ولا تنتهي مثل أي نهاي

    --------------

    كان أبي رافدا من روافد محنت

    غاب حين مشي للغياب ينفّضه وحده

    وتقلد موت المريدين في كل يوم ..يجئ ويمضي

    ويبطش ..قال .. أنا غائب

    ثم جاء على وجه (أحمد )

    طفلا جديدا على الحزن ..يلمع

    لكنه وجهه .. وجه ذاك الذي في الغياب له

    ألف عام

    ___________

    حين ألقيت وجهي على وجهه

    خلت أن الحروب انته

    والبنادق .. أطيار عطر ترف على الذاكر

    خلت أن المطارات يافعة كالصب

    بلا نظرة تجرح الخد

    أو بصمة للدخول

    وخلت الذين أكتفهم بالحبال الأليفة .. عمال قلبي

    يرمونه حين يسق

    حين راوغني .. لم وجه التصالح ..وانزاح

    كنت أن

    باركا في الحروب .. وتأشيرة المنع

    والنظرة الجارحة




    أمير تاج السر


    نقلا عن:

    http://www.ketaba.nstemp.com/poetry.htm
                  

11-02-2005, 05:44 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل من بؤس اكثر من هذا؟ (Re: عبد الحميد البرنس)

    أستير "ذاكرة الرقص"
    قصة قصيرة بقلم خالد عويس وأمل إسماعيل

    روائي سوداني وشاعرة فلسطينية

    كانت حياتي تمر بحالة تثاؤب فاردة ذراعيها على مقعد مريح ترقب البحر بعيون كسلى... قررت فجأة أن أتواطأ ضد صمت يغلّف عقارب الثواني لتستحيل إلى دهور مرعبة.. قررت فجأة أن اركب أول طائرة إلى " أديس"... فاجأتني هكذا رغبة الرقص،، هذه هي أجسادنا ، تباغتنا أحيانا "أحيانا..؟؟؟" برغبات مضحكة وربما شريرة، لا بأس فلأتعود على التصالح مع جسدي على ان افلسف امر الرقص هناك تحت امطار اديس وسمائها السخية ، عجيب هذا الامر ، تشد رحالك من مدينة ترى الرقص عيبا ، الى اخرى ، تتحاور ازقتها وشوارعها بالموسيقى دون صخب .... كنت دائما مجنونا هكذا .. لى طقوس يحسبها الناس امعانا فى الهروب من اقداري المختبئة دائما تحت وسادتي تشرق بالضحك لما عليه ليلتي من ترقب لحدث سعيد فاذا بالحدث الاكثر فجيعة هو الحاصل فى الفجر .. تومض ذكريات بعيدة والطائرة تقترب من مطار اديس ابابا وتشق طريقها وسط شلالات من الحشيش الاخضر .. لأول مرة ! ينتابني احساس ان للحشائش قدرة الشلالات .. ها قد ابتدأ الرقص .. كل الشعوب ترقص على طريقتها فتحس بالعظام متماسكة صلبة ومتهورة ما عدا هؤلاء ... الرقص هو الحياة بالنسبة اليهم! ... تنساب اجسادهم كما الثعابين وتتلوى لتخترق الموسيقا الامهرية وتعلو معها وتهبط وتعلو دون ان تتابع الانفاس .. لم ابدل ملابسي .. فقط طلبت من عامل الفندق ان يجهز سيارة انطلقت بها من فوري الى اديس نايت باند حيث يغنى "ابرام" كل ليلة .. عجبا .. مدينة لم ازرها من قبل تقابلني بحفاوة لم تخطر على البال .. مدينة مجنونة فى جمالها ومجنونة في اغرائها .. تبعث فيك الحياة حتى لو كنت جثة من الداخل ... ميقات للصحو والطمأنينة برغم خريفها المستديم ،،، حين تشكلت المدن فى العالم ،، وهب الفن لباريس والجنون لنيويورك والعمل لطوكيو والضباب للندن والنعاس لمعظم عواصمنا و.... الرقص لأديس ، وحدها اديس كانت تعبر عن كل جمالها بايداع سر عميق لراقصيها .. قمة الفن ان تشاهد راقصة اثيوبية تتأنق جدا فى تحريك كل خلية من خلاياها ، تحس انك تود ان تشاركهن بروحك وقلبك وجسدك وخلاياك المتصلبة لتنحل رويدا ويصبح جسدك وروحك فى حالة تلاق عند نقطة ضوئية ي! شعلها الساكسفون والغيتار ، وترغمها ايقاعا ت الامهرة على مزيد من الالتهاب ،، السماء ترقص ، الجبال ترقص ، الشوارع ، الكهرباء ، البيوت ، فما الذي يؤخر رقصى ..؟ لا شىء .. وجدت الجميع يتحلقون حول " ابرام" وهو يتأوه ويغمض عينيه على حلم قديم ربما شع فى ذهن الشعر من ايام حضارة اكسوم الاثيوبية ... هذا ال " أبرام " احسه يبكي بلوعة كلما استمعت اليه ،، نقرات الطبول كأنها على قلبه ،، الغيتار كأنما سلت اسلاكه الرفيعة من فؤاده ،، صوته مفعم بالفجيعة ومطعم بالبكاء ...

    يا للغزالات السمراوات اللائي لا يثرن فيك اية رغبة ذكورية ،، كأنهن قطع موسيقية او لوحات مضيئة ... هن جزء من فن هذه المدينة وهيامها ... لمحتها .. هناك منذوية ، كانت تبكى على غناء " ابرام " .. فجأة التقت اربعة عيون ... كلها تجمدت فيها دموع عميقة تحكى عن زلزال يضرب عميقا فى القلب ، عيناها كانتا ... ماذا؟ ماذا يكتب فى عينين تحويان كل شىء .. الهزيمة الانثوية والفجيعة والكبرياء والاسرار الكبرى والاغراء وقدر فظيع من الجمال الكسول الذى .... ،، اوه شعرت بدوخة .. لم اصمد طويلا ... وجدت نفسى ملقى على فراشى فى الفندق و.. هى تجلس على مقعد مجاور تتطلع الى وهي تدلك شعري

    : من ! انت ؟
    : هل افرطت فى الشرب ؟
    : كلا انا لا اشرب

    آه نسيت .. علىّ الا ادعى بعيدا عن وطن تحلو فيه الاكاذيب الاخلاقية والسقطات الصغيرة التى تخفى امورا ابشع ...

    : آآآ نعم شربت كأسين فقط ... لكن ..
    : لكن ماذا ؟
    قلت لها
    : انت اثيوبية ؟
    : يمكنك ان تدعونى " استير " .. عشت ببلادكم ايام طفولتى
    : اي قدر قادنى الى هنا لألتقي بك ؟
    : هل تعودت على الهروب من القدر ؟
    : آه ... ربما احيانا .. اقدارنا تهرب منا

    لم اشأ ان اسألها عن سبب بكائى وفضلت هي الصمت عن سؤالي للسبب ذاته

    : لم ار افظع من عينيك ..
    : لك اسلوب ناعم جميل برغم غرابته
    : فيهما كل شىء .. يختصرات كل التواريخ فى عتمتهما وضوئهما
    : الهذا دخت ؟
    : ان نلتقي بمعجزة .. فهذا امر يدعو لتوقف النبض
    : جئت لتستريح ؟
    : جئت لأرقص ،، كل شعوب الدنيا ترقص فرحا .. انتم برغم فرح موسيقاكم الا ان اجسادكم تضمر احزان الكون وتعبئها فى الرقص

    باغتتنى ، قامت لتشغل اسطوانة وتندمج فى الرقص الى درجة نستنى تماما ، كانت تبكى هذه المرة بكل اجزاء جسدها ، نوبات ! من البكاء كنت احسها تصعد فى انحائها وتهبط فى دوائر انيقة وتجمّع الدموع على اطراف اصابعها لتهطل مطرا ورديا .. يتمايل عنقها فى كل الاتجاهات لتضرب خصلاتها الفاتنة انحاء وجه مستدير مكهرب بالجمال ... وتفرد ذراعيها وتضمهما مع حركة منتظمة لقدمين تخلتا عن الحذاء من اجل الرقص ... لم اشهد فى حياتى امرأة تعبر عن كل ما يختلج فى نفسها بهذا الاسلوب ... حين انتهت .. كنت اعلم اننى قد وقعت فى غرامها بالفعل ... ليس ذلك النوع من الحب التافه الذى يجعلك متأرقا بالليل وتسرى فى اجزائك حمى الرغبة ، او ذلك النوع المغفل من الحب الذى يخدر بالكلمات شمعة الصمت الجميل ، كان حبا مثل غوص عميق فى البحر لأول مرة .. مبهر .. بشعابه المرجانية وقعره المزروع بأزهار لم يرها انسان قبلك ... هكذا فجأة وجدت نفسى م! لاكا امام انثى مغرية ، فبالرغم من وجودنا وحدنا فى غرفة خافتة الاضاءة تغرى باللمس والممنوع .. الا ان نداءات داخلية كانت تجرنى الى تحسس الفن الجميل فى حبها ، اكتشاف جديد ان يصبح الحب نوعا من الفن .. بكل ما يعنيه الفن من جنون وغرابة .. بقت معى الى الصباح ...

    هل نترحل عبر المدن بحث! ا عن حب كالطاعون ، لا شفاء منه ؟ انا كنت اترحل بحثا عن رقص فاصطادنى الطاعون ، ظننت اننى بالرقص اطرد الحالة المتأرجحة التى كنت اعيشها ، حالة الثلج ، فاذا بى انقلب الى النقيض تماما ، يرفع اللهب السنته من صدرى ، نويت قضاء اسبوع ، فبقيت الى الآن عشرة ايام فى انتظارها ، امرأة النار التى ذابت كلوح ثلج تحت شمس افريقيا القاسية ، عشرة ايام قضيتها فى الفرن متجمدا من بردى وهى غائبة ، متى كان للنساء كل هذا الحضور الطاغى وبلمسة واحدة كالضوء الخاطف ، اندلعت فى مرقص ، لمسة لم تتلاق خلالها الايدى المتلصصة او تلك المستكينة ولا الشفاه الظامئة ، العيون وحدها اشعلت كل تلك الحرائق واعادتنى دفعة واحدة الى الحياة لأعيشها بكل جنونها وترقبها وشجنها وعذابها ، حين جاءت لم تعتذر ولم اسألها ، كأنها غابت فى ردهة من ردهات الفندق لبرهة ، جاءت اكثر حضورا وغموضا كأنثى اسطورية تنفلت من صفحات ا! لتاريخ المنسى فى افريقيا لتؤرخ ذاكرة جمالية خاصة بها

    : فلنذهب لأديس نايت باند
    : ابرام ايضا؟

    ليس فى الرقص الاثيوبى ذلك التلامس الجسدى بين اثنين ، المفضى الى تشتيت ذهنك عن متعة الرقص الخالص ، ولا فيه تعرية للأجس! اد تغريك بلذة التسكع بعينيك على الاقاليم المختلفة ، اديس ترقص بحرية ، لترقص فقط ، وحدك ترقص ، دون وعى ، دون اية رغبات اخرى تختلج فى صدرك ، تذوب مع الفن تماما وتتوحد فيك الالحان ، تعيش حالة من الخدر وتعرية الذات ، تعايش احاسيس الجسد حين تندلع ثوراته اللذيذة ويتمرد على كل شىء وينساب تلقائيا لمعانقة الجمال ، كانت اصابع قدمى تمس الارض مسا خفيفا وتحملنى الى الاعلى ، كل خلية تنشطر وتعيد تركيبها من جديد ، تصبغ جزيئاتها بصبغة واحدة : الازهار البرية ، تمارس طقسا واحدا : المطر ، يهطل الى اسفل ليرتفع لهيب قوس قزح ، مرئيا ولا مرئيا ، كائنا مجهولا معلقا فى الفضاء وممسكا بالارض بخيوط لا مرئية ، تغزلها الحان مجنونة وصوت ناعس ، الاصوات تملك قدرة النعاس حين تغور الجراح عميقا ، كانت ! هى ... ترقص الى جوارى ، ليس بالضبط ، انما على مسافة تتيح لى ولها الدوران والطيران والحط على الارض بسلام ... ولخلايانا بالانفجار والالتحام ، جلسنا للعشاء ، "زغنى" حبشى بكثير من الشطة والبهار

    : انت من هنا .. من اديس ؟

    راحت عيناها تتابعان سيجارتى فى ما راحت تقول ببطء مثير

    : انا من كل الانحاء ... لى هدير ال! شلالات ، وسفر النيل الى الشمال ، وكيمياء المطر .. ونكهة حقول القهوة

    فى اليوم التالى كنا فى حقل للقهوة ، نفترش العشب ، ونتحدث عن السياسة ، كانت آلامها نابعة من حلم اشتراكى اطاحت بشمعته الريح ، كانت انثى "لومببية " يجرى لومببا فى دمائها ، وتشتعل اشعار سنغور ، تتحدث بعمق عن آلان باتون الجنوب افريقى ، وتعشق "ماندى" كما تدعوه ... مانديلا كان عائلتها بعد ان ارسل "منغستو" اهلها الى الجحيم ، لم يبق الا هى ، وحلم تناثر كعقد مسفوح ، انثى كالقهوة ، افريقية طاعمة تختزن ملامح الذين مروا من هنا ، الطليان والعرب والفينيقيين ، لجمالها فتنة الصباح بعد سكر ، وروعة الليل وانت فى مواجهة لوحة متعرية ، لجمالها ... رنة الاقداح واشتهاء الطبيعة ، انتابتنى شهوة مقيتة ، حاولت استدراجها الى غرفتى بالفندق بأكثر وسائل الرجال سطحية ، ابتسمت ونهضت لتتبعنى دون كلام ، حين وصلنا ، طارت الرغبة ، ركبتنى رغبة جنونية فى الرقص ، تواقيع "ابرام" المجنونة ، والآلات الفظيعة من حوله تسفح كبريا! ءها امام سطوة الحب ، كيف لأغان لا تفهمها ان تدك كل حصونك وتجذبك الى دوامات سحيقة فى الروح .. كيف توّلد فى جوفك حرارة لا يطفئ! ها الرقص ، ابرام ... يعيش نشوة الحزن القصوى فيتهدل صوته ويلامس عصب الشهوة السرية للرقص ، الآن ادركت اننى اشتهيتها راقصة ، ادركت انها لم تعن لى سوى الفن الخالص ، قامت لترقص وهى تطوى وجعا بين الضلوع ، حين انتهت ، كنت كحصان مجهد استغرق عمره فى رحلة من الصين الى حدود طنجة ، هى اللذة اذن ، كيف للذة الجسد ان تكتفى بالرقص دون ان تطلب حميمية وشبقا ، كيف لها ان تهمد امام جسد متلوّن بفنون الرقص المعبّر عن الحياة والحزن معا ؟ هل الحياة هى الحزن ، واجاد الاثيوبيون توصيفها على نحو جسدى مختلف ؟

    - كم عمرك أستير؟
    فاجأتها بالسؤال.. وكأنها اخترقتني بنظرة دهشة، سكبت فيها من اللوعة والجنون ما أعجز عن وصفه، فقالت كأنها تصحح سؤالي: عمر أحزاني أو أفراحي تقصد؟
    قلت: مجموعهما!
    أجابت وهي ترش وجهها برذاذ الماء كأنما لتفيق من حالة سكر منهك: لم تعلمك أديس بعد كيف تقرأ تقاطيع العمر على الأرواح الراقصة!
    تناولت يدها.. تأملت تلك الأصابع الرقيقة الشاحبة، وددت لو أجعل منها "فينوس" أخرى.. كاملة الأطراف.. فينوس راقصة.. تغذي روحك بحياة أسمى.. تسر إليك بما تحمله أديس من حكايات وأسرار..
    قلت لها مراجعا: علميني.. وددت لو أتعلم الحساب على يديك!

    وكان لي أن قضيت ليلة كاملة أقرأ في كتاب عينيها ما خطته إفريقية برمتها.. قرأت سطوة الشمس ورائحة الرمل الأسود والماس المتلألئ في النفوس.. أوشكت أن أرمي نفسي في عالم من الغياب اللذيذ!

    لم يكن لي تاريخ أسرده عليها.. تاريخي يغنيه إبرام كل ليلة، وإن لم أحكه.. فإنني أقرؤه على كل لسان!! هنا.. فقط في أديس.. وكأن تاريخي يشطب حالما أعود إلى سيرتي الأولى!

    أنهكتني لعبة الأسئلة، وكأنني طفل في حضانة أديس يرغب عنها ويرغب فيها، قالت لي ونحن نرشف القهوة: هذه القهوة مثلنا.. نزرعها.. تنبت.. نطحنها.. نشربها.. وتتوحد معنا حتى نصبح عبيدا لها!
    هززت رأسي: أجل.. تطحننا.. ونصبح عبيدا لها.. مثلما أصبحت عبدا.. لأديس!
    صححت: عبد.. حر بعبودية حرة!
    قلت: ومتى كان العبيد أحرارا؟
    أجابت: يوم اختاروا عبوديتهم.. بحريتهم!
    سألت: وأنت.. حرة؟
    انفرجت شفتاها عن ابتسامة لؤلؤية وأجابت بما يشبه الهمس: اسأل أديس!

    بقينا هكذا زمنا.. نتأمل كل شيء.. نمعن في التحديق في أرواحنا، نرشف من كأس العمر مشربين بالحزن السعيد، لم يكن يعنيني أن أعرفها كثيرا، ولا هي أيضا.. فالمجهول أطهر من أن تكشف ستره!

    انتابني هاجس العودة فجأة.. خيل إلي أن هذا الحلم سينتهي إلى كابوس، أو ربما خشيت على سعادة أديس أن تفر من بين يدي.. أن أغتالها أنا.. أن أكسر مشط شعرها الذهبي دونما قصد!

    لم أخبرها أني مسافر، لملمت حقائبي على وجه السرعة، ذاك أن القدر غريم يقتنص فرص الهروب ليتوجها بحضور مباغت للعودة..

    وكان أن وجدتها في المطار.. لفت شعرها بوردة قماشية حمراء.. وارتدت فستانا أبيض موشى بالأحمر..
    - أتمنى لك عودة سعيدة!
    - ما كنت آتي لأديس إلا لأرشف من كأس خمرها السعادة وثلجها الحزن!
    ثم مدت إلي شيئا ملفوفا بورق لم أتبين كنهه.. وأردفت: هذه من أديس!
    حبست دمعة غصت بها عيناي: أتظنين أني سأعود حرا يوما ما؟

    كانت ابتسامتها شاحبة.. ولم يبق من صورتها إلا هذه اللفافة.. أفتحها في الطائرة لأكتشف أنها منحوتة خشبية لراقصة من أديس.. وأغرق في بحر من الدهشة.. أسمع إبرام يغني.. والراقصات بأجسادهن المحلقة.. يرقصن على جمر أديس الحنون.. وأرقص وأرقص.. عائدا إلى أقفاص الحرية، إلى أديس!
                  

11-02-2005, 05:54 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل من بؤس اكثر من هذا؟ (Re: عبد الحميد البرنس)

    زاوية لرجل وحيد في بناية..



    أقطن في بناية ذات ثلاث طبقات تطل على شارع أبي بكر الصديق ب"مصر الجديدة". تجاورها بناية نحيلة مكونة من خمسة طوابق يطل مدخلها المعتم الكابي على شارع هارون الرشيد بينما تنتصب في باحتها الأمامية شجرة عتيقة أخذت تستحوذ على مركز تفكيري شيئا بعد شيء. وحتى الآن.. لا أدري ما الذي يشدني إليها على ذلك النحو الآسر!.

    كان بين البنايتين ممران جانبيان يفصل بينهما حائط قصير. ومع ذلك.. كانت محض شجرة.. لا تثير في دواخلي أدنى خلجة من تلك الأحاسيس.. عندما أراها كاملة أثناء سيري في شارع هارون.. قبل أن أنحرف يسارا نحو بنايتي.. حيث درجت منذ مدة على ممارسة حياتي العادية بين جدران غرفة السطح المؤجرة.. وقد أحاطت بي من كل ناحية هوائيات الإرسال التلفزيوني مثل شواهد مقبرة مسيحية قديمة.

    كنت في بعض الأحيان أتوقف في شارع "هارون". أطيل النظر إليها من فوق رصيف الشارع الأسمنتي الصلب كخبير نبات. أتمعن فيها بروية.. باحثا جهدي كله عن سر تلك الأحاسيس.. التي ظلت تجتاحني كلما أبصرت فروعها العالية العالية... "من هناك".

    كذلك.. وعلى الدوام.. بدا الأمر لي من هذه الزاوية:

    مجرد شجرة (عادية).. تكاد تحتل الجانب الأيمن من واجهة البناية المجاورة.. وهي تشرئب بساق ضخمة.. فيما أفرعها الأكثر علوا تتهادى في ثباتها غير بعيد من أبواب الغرف الجانبية المفضية إلى بلكونات الطابق الرابع المحاطة بشبكة حديدية صدئة. على أن الأمر يختلف حقا حين أرنو إليها من هناك.. فأي سحر.. أية فتنة.. بل أي جمال غامر أجدني سابحا داخله وقتها!.

    ربما لهذا كنت أحرص في أيام الخميس على العودة قبل حلول ساعة الأصيل من جولاتي الغامضة في وسط المدينة. وكان ذلك وقتا يسمح دائما بدخول الحمام على عجل.. إعداد كوب من الشاي.. ثم الجلوس بحواسي كلها أمام غرفة السطح المؤجرة انتظارا لظهور الشجرة.. المتعة.

    بعد ثوان قليلة أشبه بدهر من اليأس والرجاء.. أبدأ في التململ.. متنفسا بصعوبة وبطء.. مرتعشا كمراهق على أعتاب القبلة الأولى.. بينما تنصب عيناي على نافذة موصدة في ظهر البناية المجاورة تقبع وراءها امرأة.. نافذة لا تفتح إلا نحو الساعة من كل أسبوع.. وكان ذلك في شهوره الأولى يثير حيرتي إلى حد بعيد.. قبل أن أتحول عنه تماما إلى معشوقتي.. الشجرة.

    كذلك.. لم يكن بوسعي - ساعة أن تعرض جارتي.. في أيام الخميس.. عن فتح نافذة غرفتها.. ما بين السابعة والثامنة مساءا (إذا كان الوقت صيفا).. أو الرابعة والخامسة (إذا كان الوقت في الشتاء) - رؤية الشجرة في فروعها العالية العالية.

    وأخيرا أرخي أذني لصرير رتاج النافذة.. وهو يتناهى كمطلع سمفونية عبر الفراغ القصير القائم بين البنايتين.. ولا تمضي إلا ثانية واحدة.. حتي تلوح ذرى راحتيها.. ثم ذراعاها.. وهما يدفعان ضلفتي الشيش الأزرق الباهت نحو جانبي الحائط في جلبة.. ولا أروع!.

    على هذا النحو.. كان وجه جارتي يطل على العالم.. ناظرا خطفا إلى أسفل.. أو إلى أعلى.. أو متلفتا يمنة ويسرة.. قبل أن يختفي داخل الشقة لأمر ما. إذ ذاك فقط.. أستأنف رحلة النظر.. عبر النافذة المشرعة للتو.. إلى باب غرفتها الجانبي المفتوح على البلكونة و... "مشهد الفروع العالية".

    هكذا.. حين أشاهدها من أمام غرفة السطح المؤجرة.. وهي تخربش في دلال منغم وجه السماء.. ثم تنثني سعيدة بعودة الطيور الصغيرة المتعبة.. يجتاحني حب جارف تجاه الله والكون والجارة.

    وأظل في تحديقي هذا.. غافرا لأعدائي ما قد تقدم أوتأخر.. إلى أن تطل ثانية.. وتغلق النافذة. لينفتح.. في قلبي.. مثل جرح غائر.. باب السؤال: "يا ترى.. هل سأشاهد الفروع.. بيت الطيور الصغيرة المتعبة.. مرة أخرى".

    "لو لا وجه الجارة.. غلق النافذة.. وإختفاء باب غرفتها الجانبي لمدى ستة أيام متصلة.. لما صار كل هذا الرواء الجميل". كنت أدخل السكينة إلى نفسي. وأخاف.. إذا تغيبت في مرة قادمة لأي سبب.. كأن يأخذني النوم خلسة أو يرسل الله مطره الغزير.. أن يكمل الزمن دورتيه.. ولا أراها.. وهي تميل سعيدة بعودة الطيور الصغيرة المتعبة.. قبل مرور ثلاثة عشر يوما بالتمام.

    أذكر.. في هذه اللحظة.. أن النافذة.. ومنذ أسابيع خلت.. ظلت موصدة في مساءات الخميس.. رغم أني لم أنم.. ورغم أن الله لم يرسل مطره الغزير... هذا الشتاء.





    عبد الحميد البرنس
                  

11-02-2005, 06:54 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تمتلك شراسة مثل شراستي-احترم شجاعتك النقدية (Re: عبد الحميد البرنس)

    شيخنا البرنس
    احترم شجاعتك النقدية ,
    وهي شجاعة لا تتعلق بالمخالفين فقط ,
    وانما بالذين يرتبطون معك بمشروع مشترك في خطوطه العامة,
    كما في حالتي على الاقل

    احساس المراقب بالتاكيد ليس كاحساس المندغم في النقاش
    وعموما قد تأتي مرحلة ستجد فيها انك لا بد ان تدافع عن وجودك بشكل شرس,
    أمام كتبة يصدرون شهادة اعدام لوجودك

    متى تاتي لا اعرف

    أنت تمتلك شراسة مثل شراستي,
    واحسست بنفَس منها في بعض ردودك ,
    وبامكاني اثبات ذلك

    و ان شا الله ما يجي اليوم الذي ستبرز فيه تلك الشراسة كاملة
    وهي شراسة لا يمكن تجنبها الا بان تصمت عن محركها,
    وتقوم بسفهه
    كما في حالة صديقنا لطيف
    وهي حالة احترمها في حدود معرفتي اللصيقة بلطيف

    لكن الحوارات الثقافية لا تتم دائما ,
    وفي اغلب الاحيان,
    بالطريقة التي اختارها لطيف,
    وهي طريقة اصلا لن تقود الى حوارات ثقافية ,
    بالمعنى الذي تعرفنا عليه على مستوى الخطاب الثقافي في العالم كله,
    بقدر اطلاعنا عليه

    وساعود لابداء ملاحظة مهمة ,بعد قليل
    ارقد عافية
    المشاء

    (عدل بواسطة osama elkhawad on 11-02-2005, 08:34 PM)

                  

11-02-2005, 07:17 PM

هاشم نوريت
<aهاشم نوريت
تاريخ التسجيل: 03-23-2004
مجموع المشاركات: 13622

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تمتلك شراسة مثل شراستي-احترم شجاعتك النقدية (Re: osama elkhawad)

    البرنس
    الخواض
    دبيانا
    عيدكم سعيد وقريبا ان شاء الله نعيد فى السودان
                  

11-02-2005, 07:50 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20885

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تمتلك شراسة مثل شراستي-احترم شجاعتك النقدية (Re: هاشم نوريت)

    كل عام وانت بخير يا هاشم
    شكرا على التهنئة بالعيد
    المشاء
                  

11-02-2005, 08:54 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تمتلك شراسة مثل شراستي-احترم شجاعتك النقدية (Re: osama elkhawad)

    كل سنة وإنت طيب يا هاشم وأسرتك الكريمة وكل البورداب والبشرية جمعاء وسأعود حسب (وجهة نظري) إن كانت لها قيمة بعد أن يكمل (المشاء العظيم) مداخلته أعلاه!!!.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de