دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا..
|
العزيز بشاشا:
قد أتفق معك حول بعض نقاط.. وقد أختلف في طرق التعبير عنها.. وقد أختلف في المقابل على نقاط أخرى.. وأتفق في آن في ضرورة الحوار حولها.
وفي الحالين.. أرى أنك صاحب قضية جاد.. لكن القضايا الكبرى.. يا صديقي.. ليست شؤون فردية.. إذ ترتبط ب(حركة) مجتمع أو مجتمعات ذات مصير مشترك.. وهي حركة يصفها علماء الإجتماع من خلال مفهوم (الحراك الإجتماعي) ب(الثبات).. مع أنها تظل في الأخير حركة.. إذ أنها عملية تاريخية وإجتماعية تأخذ في طريقها أجيالا قبل أن يتحول مسارها (التراكمي) إلى (مسار نوعي).
لذا كل ما علينا فعله كأفراد هو أن نقول كلمتنا بصبر وشجاعة ووضوح.. ومع ذلك يبقى في بعض الشعر العزاء.. ذلك أن الشعراء الحقيقيون إذا ما عبروا عن وضعية تاريخية وإجتماعية لإنسان ما.. يلامسون في الوقت نفسه الجوهر المشترك مابين ذلك الإنسان وأخيه الإنسان في وضعية تاريخية وإجتماعية مختلفة.. لذلك نرى في بابلو نيرودا صورنا.. ولذا دعنا نتأمل في أبيات أمل دنقل التالية:
إنها الحرب قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب لا تصالح.. ولا تتوخى الهرب
مع تقديري.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الاخ العزيز عبدالحميد.
اخوك دق خروج من امبارح.
عشان كده مسجل غياب من بوستك العامر او قطعا كان حيكون وارم، لو لا مشاغل الدنيا، والجري ورا المعايش.
بعد تلاتة اسابيع بكون عندي ميزانية وكت معقولة.
اتمني لو حيينا للزمن داك ارجع او كنت انت موجود نبدآ عمل مشترك "حول اليات الخطاب الثقافي" كمااسميته.
اماحدتي وخط خطابي، فهما اولا تعبير حقيقي عن مايجيش في دواخلي.
من الجهة الاخري المسؤلية وحجم مانحن مواجهين به يحتم مستوي عالي جدا جدا من الشفافية والصدق مع النفس.
ثانيا، اتعجب يااخي ايما عجب لمن الواحد فينا يتآمل جبال الظلم وانهار الدموع الفي بلدنا، او مايحتد كاضعف الايمان، او تغلي الدماء في عروقو من الغضب، كرد فعل!
ده كلو وانا كشمالي، صاحب حظوة وامتياز بالميلاد- ولدت وفي فمي معلقة ذهب!
فمابالك في من ياتون للوجود كبعض متاع لي بشر ذيهم ياكل الطعام ويغشي دورات المياه متبرزا؟
لن انسي ماحييت منظر الذل والقهر يشع من عيون من تولو تربيتي ورعايتي وانا طفل من مقهوري ومستعبدي الفور في اقصي الشمال من المملوكين "حينها"، لال بشاشا، في خمسينات وستينات القرن الماضي..
اماكيف اتذكر كل هذا واناطفل رضيع حينها؟
انها الذاكرة الجينية يااخي، وماعايشته لاحقا حتي المرحلة المتوسطة لمان غادرت دنقلا الحبيبة، اخر معاقل كوش، وبوابة الفيضان، كما احكم وصفها المناضل Chancellor Williams!
لمان اتكلم كده، الذين في قلوبهم مرض، ويؤرق مضاجعهم "اعترافات" بشاشا، ياخدون الكلام عن "رقيق ال بشاشا" خارج سياقو ويستخدمو في خسة ووضاعة لتسوية حساباتهم مع بشاشا.
ذي ماشايف الموضوع اعقد واكبر بي كتير من موضوع محارق التطهير المدورة في بلدنا، كClimax وتتويج لي تاريخ طويل من القهر والظلم المعشعش ،باض او فرخ في بلدنا.
متي ماعدت حاواصل في الخيط ده، حتي لوكنت انت ماموجود.
بالله لوموجود في القاهرة، قول لي "كفيلتي" في المنبر ده، رجاء العباسي، بشاشا يغريكي السلام، كتير!
مع خالص مودتي وامتناني لشعورك النبيل نحو شخصي الضعيف.
اخوك كمال بشاشا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
في آليات الخطاب الثقافي السائد في السودان (رؤية لكيفية عمل آليات الهيمنة الإجتماعية)
ود (العرب) ما بيعمل كدا..
هنالك دائما فرق بين (الهوية) بوصفها (واقع) الجماعة المادي العملي و بين (تصور) الجماعة لهذه الهوية - برهان غليون.
| |
|
|
|
|
|
|
على احر من هذا الجمر ننتظر على جمرة المعرفة
فقط تعال يا صديق
دريج
(عدل بواسطة Mohamed osman Deraij on 04-09-2005, 04:36 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Mohamed osman Deraij)
|
ود العرب ما بيعمل (كدا)..
ود العرب (ما بيعمل) كدا..
ود (العرب) ما بيعمل كدا..
شكرا.. يا دريج... على المرور.. بيد أني أحاول الآن معك ما نطلق عليه: BRAINSTORM... و ربما هذا يحتاج بجانب المقدمات أعلاه إلى شيء آخر مما يطلق عليه:FOOD FOR THOUGHT... وكل ذلك تحت هذا العنوان والإشارات التالية:
في آليات الخطاب الثقافي السائد في السودان (رؤية لكيفية عمل آليات الهيمنة الإجتماعية)
ود (العرب) ما بيعمل كدا..
هنالك دائما فرق بين (الهوية) بوصفها (واقع) الجماعة المادي العملي و بين (تصور) الجماعة لهذه الهوية - برهان غليون.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبداللطيف خليل محمد على)
|
عبداللطيف:
أنا لم أكتب بعد تفصيلا. بيد أن كلمة (باير) تذكرني هنا أن الكثير من الأفكار البديلة تدلف إلى حياتنا للوهلة الأولى غريبة وحيدة لا شيء يسندها سوى أمل في حياة أكثر إنسانية.. حياة تعلي من قدر الإنسان بغض النظر عن معتقده أو عرقه أو بلده أو وضعه العلمي أو المالي.. عموما.. يا سيدي الفاضل.. لا تقلق على أخيك.. إذ سيأتي بعد قليل إلى هنا أقوام سنسعد أنا وأنت بمحاورتهم هنا لوقت من صراع الأفكار الجميل.. مع تقديري لك.. أينما وكيفما كنت.. أيها الإنسان!.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
برنس : أحيي فيك هذه الرحابة ؛ و السعة بشقيها: صدرا و أفقا . أحس ؛ بأن الحديث إليك غير متعب ؛ لا يتطلب إسهابا ؛ حيث يمكن أن أشير من بعيد للأشياء ؛ و قطعا ستساعدني في الإيصال السريع و إن كان مبهما . عندماعلقت عليك بكلمة ( باير ) ليس إنتقاصا ؛ إنما إشارة واضحة إلى أن نقاشات الأستاذ / بشاشة بتلك الركاكة و الفوضى التى لا تجد أدنى درجات القبول هنا بالمنبر ؛ و لا أحسب أن هذه الملاحظة قد فاتت عليك . لا أعتقد . ثم أن البوست ؛ بمافيه من إشارة مدح لم يعقب عليه أحد ؛ فظل القراء صامتون ؛ فقط مرورا م إطلاعا . يمكن أن تقارن الآن بين البوست : ورد على لسان ( بشاشة ) و الحكم للقراء و هذا البوست . ستلحظ الفرق في الكم العددي . هذا أيضا ليس احتقارا .. أبدا.. فقط عاملي الرفض و القبول للأسلوب (البشاشوي) الغريب . أما عن (بشاشة) نفسه ؛ فأنا أعتقد بأنه عنصر غير قابل للتطور مطلقا.. لذلك سيظل مهرجا دونما هدف ؛ و مشاكسا بتلك المفردات العاجزة .
مرحبا أستاذنا البرنس ؛ فلنناقش أولا النفسية ( البشاشوية ) تلك ثم نعود غافلين إلى الموضوع الذى أثرته أنت .
تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبداللطيف خليل محمد على)
|
عبد الطيف:
أمامي الآن وردية.. سأبدأها بعد قليل.. وستمتد إلى 12 ساعة.. بعدها سأعود إلى حوارك كلمة كلمة.. مع تقديري لك.. وشكر لما خلعته على شخصي الضعيف من ثناء.. لا سيما وأني أنشد من وراء حواراتي إنتاج معرفة ما.. وهذا أمر بالغ الصعوبة.. إذ أن من السهولة بمكان إرسال الكلام على طريقة جرير.. الله حين يعطينا قدرة على تناول الأشياء كتابة يجب أن نشكره عليها بتصريفها فيما ينفع الناس.. وهذا أحد الدروس المستفادة من سيدي الشيخ الطيب راجل أم مرح.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي عبد اللطيف:
هذا البوست.. حسبما توحي به إفتتاحيته أعلاه.. تمت كتابته تحت تأثير تصريح بشاشا في أحد البوستات بالغياب لفترة.. وقد خشيت وقتها أن يكون ذلك بمثابة رد فعل سلبي لما وجده من مقاومة لأفكاره بشأن المسألة العرقية في السودان.. لا سيما من خلال بوستكم المعنون: (ورد على لسان (بشاشة) والحكم للقراء).. وهو ما سارع بشاشا ونفاه هنا.. كصاحب قضية مجتمعية أصيل.. رادا ذلك إلى أسباب قاهرة تتعلق بظرفه الخاص.. وهو ما تفهمته بدوري كإنسان يعيش وفق إيقاع الحياة في الغرب.. إيقاع متسارع وضاغط على نحو شديد المراس.. ويكفي هنا التنويه فقط إلى أننا نتناول قهوتنا أحيانا بينما نسير إلى الدراسة أو العمل.
عبد اللطيف:
بالرجوع إلى الإفتتاحية نفسها.. لم يفتني مراعاة الحدة التي يتميز بها خطاب بشاشا على نحو عام.. وهي ملاحظة قد علق عليها هنا بشاشا نفسه بقوله: (اماحدتي وخط خطابي، فهما اولا تعبير حقيقي عن مايجيش في دواخلي. من الجهة الاخري المسؤلية وحجم مانحن مواجهين به يحتم مستوي عالي جدا جدا من الشفافية والصدق مع النفس. ثانيا، اتعجب يااخي ايما عجب لمن الواحد فينا يتآمل جبال الظلم وانهار الدموع الفي بلدنا، او مايحتد كاضعف الايمان، او تغلي الدماء في عروقو من الغضب، كرد فعل!).. ومن هنا يمكنني القول.. يا عبد الطيف.. إن هذه الإشارة نفسها من جانب بشاشا على هذا النحو الصريح الصادم إلى واقع مرير يقوم من خلال أحد أركانه على التفريق مابين إنسان وإنسان داخل فضاء تاريخي وإجتماعي واحد على أسس عرقية وثقافية لا عقلانية- أقول إن هذه الإشارة من جانب بشاشا نفسها هي ما دفعتني إلى إجتراح هذا العنوان: (إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا).. ذلك أن بشاشا.. مع حق الإختلاف معه جوهريا أو جزئيا.. يتحدث في النور.. إنه ليس من أولئك الذين يسلكون مثل الخفافيش التي أدمنت الحديث في ظلام وظلمة.
عبد اللطيف:
إذا كان لي أن أوجه لبشاشا نقدا مرة أخرى.. فإنني أيضا أحيله إلى الإفتتاحية المشار إليها في هذا السياق.. إذ أن الإحساس العميق النبيل بفداحة المأساة والصراخ بها وحدهما لا ينتج عدلا إجتماعيا.. إذ أن العدل ها هنا يتطلب إلى ذلك رؤية نقدية قادرة على توصيف وتحليل بنية القهر كسلطة إجتماعية ومقاربتها كنظام عبر مستوياتها المتعددة والمتنوعة في آن.. وهو ما أعتزمه هنا من خلال تناول لازمة الحوار اليومي التالية: (ود العرب ما بيعمل كدا).. وسنرى عبر ذلك المثال الدال على سلطة رمزية إلى أي مدى نجحت أو فشلت الثقافة العربية الإسلامية في القيام بوظيفتها التاريخية والإجتماعية كثقافة سائدة في واقع متعدد ومتنوع عرقيا وثقافيا.
عبد اللطيف:
إذا عدت إلى بوستكم المعنون (ورد على لسان (بشاشة) والحكم للقراء).. كان من الممكن أن تحمل رؤيتك لخطاب بشاشا قدرا أكثر إيجابية.. إذ لم تقم بنزع عبارات من ذلك الخطاب العام وإنتاجها عبر سياق جديد أقرب إلى طريقة (لا تقربوا الصلاة.. ).. ومع ذلك.. يا عبد اللطيف.. أشيد بتصويبك الذاتي ها هنا.. وأنت تعود إلى طرح مفارق لذلك الطرح.. واضعا الأمور في (نسبيتها).. وهو ما يوضحه الفعل (أعتقد) في سياق العبارة التالية: (أما عن (بشاشة) نفسه ؛ فأنا أعتقد بأنه عنصر غير قابل للتطور مطلقا.. لذلك سيظل مهرجا دونما هدف ؛ و مشاكسا بتلك المفردات العاجزة).. هذا الفعل.. (أعتقد).. مع أنه جاء مرتبطا جوهريا مع الحال (مطلقا).. إلا أنه يشكل بحق أرضية مناسبة لإمكانية حوارية قد تنتهي إلى لا إتفاق.. بيد أنها ليست نافية ل(الآخر) المختلف.
عبد اللطيف:
إن دعوتكم لي.. (فلنناقش أولا النفسية ( البشاشوية ) تلك ثم نعود غافلين إلى الموضوع الذى أثرته أنت).. قد تجذبني ككاتب روائي وقاص يولع برسم ملامح الشخصيات الخارجية والداخلية ويرصد مسار حركتها في الزمان والمكان.. بيد أنها لا تعني في هذا السياق حسب تصوري الخاص سوى ما نطلق عليه في الدراسات الإعلامية مصطلح (أساليب تحويل الرأي العام).. وعليه أرى ضرورة التركيز على (الجوهري) الذي نادى به بشاشا عبر تساؤلين: (ماذا قال-كيف قال ذلك) لا التركيز على بشاشا نفسه.
تخريمة:
حين رسمت شخصية ( وكالة رويتر المحلية).. في نص (تداعيات في بلاد بعيدة).. رميت إلى جعلها نموذجا قصصيا دالا على مفهوم (النميمة).. كمفهوم يشكل ركيزة جوهرية لما أسمته أروى صالح في كتابها (المبتسرون) ب(السلطة المعنوية للمجتمع).. بيد أن الملامح الخارجية للشخصية ( وهي عانس بالمناسبة) بدت نموذجا للجمال وفق مقياس سائد في وسط وشمال السودان.. وربما بدا لي ذلك بعدها كمحاولة لتجنب بعض الأحكام الجاهزة التي ترد السلوك هذا أو ذاك إلى وجود (عقدة نفسية) مثلا.. ما أردت قوله ببساطة شديدة أن السلوك البشري أكثر تعقيدا من تفسيره أحيانا على هذا النحو أو ذاك.
تقديري لك.. أخي عبد اللطيف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
تشكل الأمثال.. أو الحكم الشعبية.. أو لوازم الحوار اليومي.. بنية دالة على كيفية عمل الثقافة العربية الإسلامية في السودان.. كثقافة سائدة داخل فضاء متعدد ومتنوع عرقيا وثقافيا.. مما يفرض عليها وظيفة تاريخية تتمثل نظريا في القيام بدمج وتوحيد هذا التعدد والتنوع على نحو (سلمي) وصولا إلى بلورة ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح (شخصية قومية).. ولعل هذا التأثير أو الإهتمام بتلك القوالب الشفاهية يعود إلى نظم إنتاج المعرفة المعتمدة من قبل تلك الثقافة من نقل وحفظ وإلزام.. ولا أشير إلى علاقة ذلك بأنظمة إقتصادية بدائية.
إن نظرة نقدية إلى لازمة الحوار اليومي المشار إليها.. وأعني (ود العرب ما بيعمل كدا).. من شأنها الكشف عن موقع تلك الثقافة في العالم من زوايا مختلفة.. وهو ما يمكن مقاربته عبر التساؤلات التالية: ما مدى تقبل تلك الثقافة ل(الآخر).. كيف تعيد إنتاج سلطتها الرمزية من خلال الأفراد الحاملين لها كطريقة حياة والمنتمين إليها عرقيا.. كيف تسلك في ظل مفهوم (الأزمة) من حيث هي عجز ل(الآليات) والأشكال السياسية القائمة مثل الأحزاب عن تجاوز ما يطرحه الواقع من مشكلات (نوعية).. ما مستويات عمل لوازم خطابها الآيدولوجي.. كيف تتراجع هذه اللوازم مفسحة المجال أمام أجهزة القهر المادي مثل الجيش.. ما مستويات تقبل (الآخر) لتلك اللوازم كسلطة رمزية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
و لأنك عالية.. لا تزالين أكثر احتمالا.. ولا تزال عمامة الدمامة تتسلل إلى رأسي المثقلة أحيانا.. تفعل ذلك خلسة.. بيد أني أعود معترفا بقصوري البشري ولا أعبأ إذا ما رفض الآخرون القيام بالشيء نفسه.. كل ما هنالك أن يستمر التناغم في دخيلتي ما أمكن.. وبالأمس أثناء وردية الليل كان الصمت المخيم على عنبر المرضى يدفعني إلى النعاس حالما بصوت كملاحة الغد القادم من وراء بحار لا قرار لها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Alia awadelkareem)
|
(لا يفعل السوداني مثل هذا).. تقال هذه العبارة.. أو لازمة الحوار اليومي.. للدلالة عادة على قول/فعل/سلوك (مفارق) للقول/الفعل/السلوك (القويم).. والمحدد بهذه الصفة إجمالا من جانب الثقافة العربية الإسلامية السائدة في السودان كمقياس لمشروعية قول/فعل/سلوك (عام).
مما يعني.. في التحليل الأخير.. أن هذه الثقافة.. قد نجحت.. كطريقة حياة (سائدة) بحكم تراكم وإمتلاك تاريخيين لآليات الهيمنة الإجتماعية.. في فرض نظام سيطرة رمزي يوجه الأفراد والمجموعات داخل نطاق نفوذهاإلى ماهية ما هو ذي (مشروعية).. أو العكس.
وغني عن القول.. ها هنا.. إن دلالة كلمة (السوداني).. في سياق العبارة أو اللازمة محل الإهتمام.. تحيل إلى أن مفهوم (المواطنة) يتحدد وفق درجات الإستجابة لما يطرحه هذا النسق من تصورات أساسية للعالم كدرجة القبول بمفهوم (الهوية) العربية الإسلامية.. أو الرفض.
إن أول ما يفرضه نظام السيطرة الرمزي.. على صعيد الثقافات والمجموعات العرقية الأخرى داخل الفضاء الإجتماعي.. هو (التساكن).. وخلال فترة السيطرة الآيدولوجية هذه.. تعمل اللازمة محل الإهتمام.. على صعيد المجموعات والثقافات غير العربية.. كعامل تحفيز لإكتساب صفة المواطنة ( سوداني).. بيد أن الفرد المنتمي لهذه المجموعات سرعان ما يكتشف دلالة وضعه الثابتة المنتجة من قبل الثقافة السائدة.. وهي ذات الدلالة التي أطلق عليها عبد الله بولا مفهوم (العبد المطلوق).. إذ تتنحى هذه اللازمة وقتذاك مفسحة المجال للوازم الخطاب الثقافي السائد الأخرى.. كآليات قهر آيدولوجي بامتياز.. مثل (العبد عبد وإن طالت عمامته).. أو(إن تم مية يرجع لجدو تية).
نواصل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي / البرنس : أشكر لك جهدك و أنت تتناول إشكالا جد إستعصى على بعض الناس هنا في المنبر دونما أن يستعصي واقعا في أرجاء البلد الذي صار كبيرا و قد وسع الجميع حتى الأجانب من بقايا الأتراك و الشراكسة و دول الجوار الأفريقي ؛ حين تسودن كثيرون في غفلات زمانية كانت أشدها إبان الفترة الديمقراطية الأخيرة .
أراك و قد أسهبت بعض الشيء في سياق أدبي رائع بمقولة ( ود العرب ما بعمل كد ) أو ود البلد و غيره ؛ و الـ ( كدا ) هذه هي بيت القصيد و المحك ؛ لأن جانبها الأساس أخلاقي و سلوكي إجتماعي محض ؛ و الخوض في شأنها الآن قد يسوقنا في منحى في غير موضوعنا.
دعوتك لمناقشة ( النفسية البشاشوية ) و التى لا تحسب عليه منفردا؛ إنما هي (عينة) أو مثال لقلة من الأعضاء أخص منهم بالإسم : دينق و رودا ( التى كانت ) . هذا الثلاثي المشاكس و المهرج و(المسطح) الذى يكتب هنا بصفاقة قل لها من نظير؛ بدءا من الإختيار اللفظي ( الكلماتي ) غير الموفق الذي يميل للحدة و التجريح و كيل الشتائم و السباب و إستخدام المفردة بمعناها السيء البعيد عن التلميح اذا إقتضت ضرورة الإشارة ؛ هذا بالإضافة لسوء الإنتقاء الإشكالي الذى يجرم كل المجتمع مهما كانت ( فردية ) الإشكال .
في ( البوست ) الذى خصصته لبعض المقولات الحديثة لكمال بشاشا و التى تنم عن دلالات في أقلها خروج عن الإطار الأدبي و الذوقي العام و تجاوزا للكثير من تقاليد السلوك السوداني السمح ؛ بل هي إستحقارا مقصودا ؛ لأن سوء الأدب في تعمده و إظهاره و المناداة ( به و له ) غاية في الإستحقار و التجني على الجميع .
إذا ما فككنا بعض تراكيب بشاشا اللفظية التى يتغنى بها تحت تأثير طبل دينق و دلوكة رودا مردا نجدها في عمومها تنافي خلقنا و تناقضه حد الفجاجة و الفجور .
الإستفهام الكبير و الذي لا يمكن تجاوزه مهما أسهبنا في بحث السلبي الإجتماعي السوداني هو : إذا كانت الخلفية التاريخية الإستعبادية لآل بشاشا إنعكست سلبا بغبارها على مفردات و أحاديث كمال بشاشا في أنهم إستعبدوا الناس و أذاقوهم المر و أنهم ( طباخين و خدام عند العرب ) كما جاء على لسانه ؛ اذا كانت هذه هي الخلفية التاريخية للرجل ؛ فما هو إثم المجتمع بكامله؟ و هل تحسب جريرة آل بشاشا على كل السودان ؟ و لماذا يتناولها في أي بوست أكان سياسيا - إجتماعيا - تقافيا و غيره ؛ حيثما أتي بشاشا و تداخل تجد ذات المفردات و الألفاظ و النشاز .
هذا هو التفكير ( البشاشوي ) المشلول الذي دعوتك للحديث عنه؛ دون مراعاة لخصوصية و تميز العلاقات الأخرى . هذا التفكير له نسختان : نسخة يجسدها المدعو ديتق و نسخة أخرى غابت أو بترت لسوءات متكررة كانت تجسدها ( رودا مردا ) و التى ذهبت غير مأسوف عليها حيث لم يتجرأ عضو واحد للمناداة بإرجاعها إلى المنبر بعد أن ( تبولت ) و ( قاطت ) على رؤوس الناس أجمعين .
أما موضوعك عن : إبن البلد و ود العرب و ود الناس فلي فيه كرة إذا عقبت هنا على موضوعي .
تقبل تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
الأخوة عبد الحميد وعبد اللطيف ..
أحب ان أشيد هنا بمستوى لغة الحوار التي تدور بينكما هنا والتي هي بحق تصلح نموذجا للنقاش بين فكرتين مختلفتين ورؤيتين متناقضتين ..
ولا عجب أن يأتي ذلك منكما فقد حاورتك أخي عبد الحميد طويلا في بوست العقاب الهرم محمد إبراهيم نقد وحاورتك أيضا أخي ورفيقي عبد اللطيف في بوست حزب البعث العربي وكان هذان الحواران في قمة المتعة وخرجت بالعديد من الخلاصات والنتائج ..
إنني أرجو منكما أن تواصلا هذا الحوار بذات القدر من الجاذبية واللغة الممتعة وسأكون متابعا لكما وسأبدي أراء وأدلي بدلوي عند الحاجة ...
خالص مودتي وإحترامي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: ناذر محمد الخليفة)
|
عزيزي ناذر:
أشكرك.. ولكم أنا في حاجة إلى حوارك الموضوعي مرة أخرى.
عزيزي عبد اللطيف:
كنت متأكدا أنك ستأتي هذه المرة بمزيد من النقاط المثيرة للجدل. سأعود لنقاشك الموضوعي تفصيلا.. مع أني أزمعت على كشف المزيد من دلالات اللازمة محل الإهتمام كما تراءت لي. ومن ذلك ما يخص ما نطلق عليه كلمة (سوداني) التي تكررت في كلامك الأخير أكثر من مرة.
كالعادة نحن هنا.. أنت وأنا وناذر وغيرنا.. للحوار.. ولا أرى مبررا لتجاهل رؤيتك الموضوعية.. لا سيما تلك النقطة الجوهرية التي أثرتها بخصوص ما ورد في اللازمة في شكلها الخام من لفظ (كدا).
محبتي لكما.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي عبد اللطيف:
لدي في البدء تأملات.. وأنا بصدد الرد على ما تفضلتم به أخيرا.. لمفهوم (الصراع) كرؤية إيجابية ..(CONSTRUCTIVE CONFLIC).. ذلك أنه يشكل أساس التغيير على المستويين الفردي والجماعي.. والصراع يمنع الحياة على هذا النحو من الركود.. وهو المحك الأساسي لإختبار رؤيتنا للعالم في مواجهة رؤى أخرى.. وصولا لتحديد الهويات و شكل العلاقات الفردية والجماعية.
في المقابل.. كما سنكشف عبر المضي قدما في وصف وتحليل اللازمة محل الإهتمام أعلاه.. يلعب الصراع كرؤية سلبية.. (DESTRUCTIVE CONFLICT).. دورا تدميريا يتخذ على الدوام موقفا عدميا من الآخر المختلف.. ذلك أن أطراف الصراع ها هنا لا تسعى إلى ما هو مشترك وأكثر دلالة أو تلبية للحاجة العامة.. بقدر ما يسعى كل طرف منها إلى نفي الآخر.. ملغيا وجوده ك(ذات).. ساعيا إلى فرض إرادته قسرا.. هذه السمة التناحرية لا تنتج سوى مزيد من الإنتقام والإنتقام المضاد.. إنها لا تفرض أدنى شكل من أشكال التعايش السلمي داخل الفضاء الإجتماعي الواحد.
أخي عبد اللطيف:
عودة إلى ما تفضلتم به أعلاه.. أرى أن الفرق الحاسم ما بيني وبينك في الطرح يتمثل.. على نحو جوهري.. في ضرورة إعادة النظر في بعض البديهيات التي يحفل بها خطابك العام.. مثل (سوداني)/(أخلاقي)/(سلوكي إجتماعي)/(تنافي خلق(نا) وتناقضه حد الفجاجة والفجور).. إذ أنك تستند هنا بشكل أساسي كما أتصور على منظور الثقافة العربية الإسلامية السائدة في السودان كمعيار لمشروعية قول/فعل/سلوك (عام).. إنك إذ تصدر حكم قيمة هكذا تنظر إلى الآخر ك(موضوع).. لا ك(ذات) فاعلة في التاريخ.. أو لها حق المشاركة في صنع المعنى الإجتماعي العام.. وإن بدا ذلك في هذه اللحظة من منطلق التعبير عن الإحساس بثقل مرارات إنسانية ضاربة القدم.. هذا ليس تبريرا لما قالت به رودا مثلا على صعيد (البول).. بقدر ما هو دعوة إلى النظر إلى الجانب الآخر من المسألة.. والمتمثل في تلك الرءوس (موضع البول).. كرءوس إرتكبت جرائم في حق الإنسانية يشيب لها الولدان.
أخي عبد اللطيف:
مرة أخرى.. أدعوك إلى إعادة النظر.. على ضوء معطيات الأزمة المركبة القائمة في السودان الآن على خلفية مفهوم (الهوية).. إلى بعض المصطلحات مثل (تقاليد السلوك (السوداني) السمح).. أو(بحث (السلبي الإجتماعي) السوداني).. إذ أن هناك الآن معايير متنوعة ومتعددة في آن لماهية ما هو سلبي أو إيجابي.. لم تعد الثقافة العربية الإسلامية (السائدة) في السودان هي وحدها صاحبة القول الفصل في تحديد ماهو عام.. وهو ما يتضح أكثر خلال تناول مفهوم (الحرب الأهلية) أثناء العودة إلى وصف وتحليل اللازمة محل الإهتمام.
أخي عبد اللطيف:
ما أسميته (النفسية البشاشوية).. في سياق مداخلتك أعلاه.. ليس فقط (عينة) داخل هذا (المنبر العام).. بقدر ما هي عينة تمثيلية لملايين الرجال والنساء والأطفال عاشت كحقيقة وجودية ضحية لنظام تفرقة لا إنساني.. وهي الآن تقول "لا" على طريقتها.. وليس بوسعنا حقا أن نقول لها على حد تعبير أحمد مطر لا تصرخ).. بيد أني أقول لها مرة أخرى إن الصراخ (وحده) ليس كافيا لتفتيت بنية القهر التاريخية.
مع تقديري لك.
ونواصل النظر إلى اللازمة محل الإهتمام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخ عبد الحميد ، موقف بشاشا تجاه معطيات الثقافة في بلادنا لا تحتاج لأطراء ، وان كثر الأطراء تواضع نبل الفكرة . وحقا أثمن وقفتك الصادقة عند كلمات الأستاذ كمال بشاشا ، فان دلت علي شئ انما تدل علي يقظة العقلانية لديك . كيف للأخلاق أن تحتكر؟ وكيف لغضبة الظلم أن تتواري؟ فان كانت الأخلاق تحتكر لما خرج العظيم نلسون مانديلا من سجنه وسطر لنا ولجلاديه معان ومعان نقشت بحروف من ذهب في التاريخ الأنساني . وأن كانت غضبة الظلم تتواري ، لما كان هنالك سجن باستيل أو ثورة فرنسية . هكذا يعلمنا التاريخ الأنساني ، لذا نري العدل من القيم الكونية . غضبنا غضبة بشاشا تلك لجلادي الفصل العنصري بدولة جنوب أفريقيا ، وغضبنا لمساجين الباستيل ولم لا يغضب بشاشا لظلم بني جلدته ؟ لم لا يغضب لأناس يفترض أن يشاركهم الوطن والأنسانية؟ وبدلا من أن نجرم غضبات نبيلة كغضبة بشاشا تلك ، لا بد لنا من الوقوف عندها كما فعلت أنت ، عندها سنجد العذر وسنقلل من مسببات تلك الغضبة . فاذا كانت مثل تلك غضبة تأتي من ذوي القربي ، فكيف حال من يموموت ويغتصبون؟ ريثما أيقنا بأنا نختلف في التعبير عن ما تجيش به النفس لمعان نسبية ، لا بد وأن نتعامل مع أي تعبير يخرج من جوف أي أنسان كواقع . ونحن أهل السودان توارثنا ثوابت بالية لمعان نسبية متحركة مع التنقل من مجتمع الي الآخر ، وهنا مكمن المحارق التي أنضبت النسل في بلادنا . بكل بساطة هذه سنة الطبيعة التي فطرنا عليها ، فلكل فعل ردة فعل مساو في القوة ومعاكس في الأتجاه . أحترامي .
فالنقف هنيهة عند كلمات هذا الرجل، له التحية؛؛
دنقس .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Abdulgadir Dongos)
|
الأستاذ / ناذر .. أشكرك و أحييك ..
الأستاذ / البرنس : أشكرك ؛ و أعرف من البداية حسبما قرأت لك أن النقاش سيفض إلى خلاف؛ و هذه هي الطبيعة البشرية التى لا جدال فيها؛ و أحب أن يكون الخلاف ( فهميا ) في ان نعرف و نعي أين إختلفنا و أين إتفقنا ليتواصل النقاش و يرتقي الفهم . و تلك أقل نعم حرية التعبير . حول إشارتك لما يحفل به( خطابي العام ) كما تفضلت ؛ و تعبير : سوداني - أخلاقي - ذوقي .. ألخ .. لا أعتقد ان تفكيرا بشريا سليما سيخرج عن أطر ( الوطن – الأخلاق – السلوك – العقيدة .... ألخ .. ) أما تصورك باستنادي على ( الثقافة العربية الإسلامية ) أتمنى أن تقطع الشك باليقين ؛ مع افساح مجال واسع جدا و حيزا كبيرا للغاية للثقافات الأخرى مع ايمان لا يتزحزح بأن التلاقح الثقافي يثرينا جدا و يمدنا بقوة و ( قوى ) أيضا ؛ فاذا تناولنا هذا الموضوع صدقني لن نرجع عنه قريبا و يكون البوست قد انحرف لسجال آخر . أما النظر لآخر كـ ( موضوع ) أو ( ذات ) هذا قول( فلسفي ) شائك و طويل و لا اعتقد باننا سنختلف عليه . لكن صديقك بشاشا لا هو هذا و لا ذاك ؛ إنما ( حتة أونطجي ) و دينق ( أونطجي حتة ) . لا يستحقان حتى اهدار تلك الدقائق في الكتابة عن سلوكهما . تعرف يا برنس ؛ اذا رجعت بك للموضوع الأساس ؛ أقول ؛ و لا يفوتك ما سأقوله ؛ ان الانسان و منذ فجر التاريخ عاش في جماعات اسرة – قبيلة – عشيرة – يحتمي بها من الصروف ؛ و انخرط في تنظيمات اجتماعية اساسها العرق و العنصر و رابطة الدم ؛ و التكوين القبلي من اقدم التكوينات البشرية ؛ و كانت و ما زالت مكارم الأخلاق و الصون و حفظ الكيان و حسن السلوك و الولاءات و الترابط هي السياج ( الإنتمائي ) الذي يلتزمه الافراد و يثوارثونه و يدافعون عنه . كانت القبائل تطرد و تتبرأ من ؛ و تعزل بل تهدر دم من لا يلتزم السلوك القبلي الذى هو محل فخرها ؛ لذلك نجد القبائل السودانية تعتبر نموذجا حيا لهذا الإرث : سلوكا و قيما و مثلا ؛ تتآخى و تتعايش و تتصاهر . بهذا الفهم جاءت تعابير : ود البلد – ود القبايل – ود ناس - ود عرب – ود نوبة .حتى صارت مضربا لمثل الخلق ( الجمعي ) و مفردة سودانية أصيلة . نحن هنا أو أنتم هناك ؛ جميعنا نستخدم عبارة : دا ما سوداني أصيل ؛ عندما يتصرف سوداني ما تصرفا غير كريم يسىء للسمعة ؛
لذلك كنا و ما زلنا ؛ نعتز بأخلاقنا السودانية السمحة و هي محل فخرنا ( جوة و برة ) و مجازا عرفت ب ( ود البلد ) .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبداللطيف خليل محمد على)
|
أخي دينق:
أخي عبد اللطيف:
سأعود إلى (حوار) مستفيض.. ملتزما بمحدداتي للحوار كوسيلة مباشرة لإنتاج معرفة جمعية. بيد أن عبد اللطيف أصاب كبد الحقيقة.. حين أشار عرضا.. في سياق رده (الأسبق).. إلى كون اللازمة محل الإهتمام ذات (بعد أخلاقي) يعمل.. على مستوى الممارسة اليومية.. على ضمان (الإنسجام).. أو (التماثل الجمعي).. على مستوى الأفراد حوامل الثقافة السائدة.. وهو غير البعد المتعلق بوظيفة إنتاج القهر في العلاقة مع الثقافات والمجموعات العرقية الأخرى.. وهو ما يلزم توضيحه أكثر خلال العودة إلى اللازمة المشار إليها.
تخريمة:
Mandela was asserted that he and his colleagues were completely rejected,” as we still do”, all forms of white domination, and more particularly the policy of separate development, and demanded a democratic South Africa free from the evils of colour oppression, and where all South Africans, regardless of race or belief, would live together in peace and harmony on a basis of equality
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عبد الطيف الما لطيف
احسن تحاول تكون لطيف
انا ما بخفف فى دمى يا استاذ
انادمى خفيف للمستنيرين
و تخيل اول ما تحس انه دمى ثقيل دى طوالى اول اعراض الظلاميه
واذا عايز ما تبقى ظلامى طوالى تمشى للدكتور و تقول ليه يا دكتور
انا بقيت شايف تراجى دمها ثقيل و قالوا ليى دى اول اعراض
الظلاميه هل الكلام ده صحيح وكيف اتعالج يا دكتور وان شاء الله الشافى
الله لكن صدقنى حنحرص انه نكسبك كمستنير.
تحياتى واحده مدعيه و عامله مثقفه و عامله ظريفه وهى بايخه.
اما بوست بشاشا ده لازم يفضل فوق
لانه بشاشا يستاهل وبس و كل ما القاه غطس حارفعه
رغم انف الظلاميين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبداللطيف خليل محمد على)
|
لا أسعى.. من خلال هذا البوست.. إلى تجريح أحد.. أو تحقيره.. أو نفيه.. أوحتى إغتياله معنويا. لقد أعلنت منذ البداية دعوة إلى تفكير جمعي وإختبار الآراء في مواجهة الآراء. وذلك يستدعي في ظل مرارات تاريخية أكبر قدر من ضبط النفس. لا سيما وأن تغيرات جذرية تحدث منذ مدة داخل وطن الجميع. علينا العمل معا لبناء جسور الثقة والتعايش السلمي واضعين في الإعتبار أن (التسامح) لا يعني أبدا (النسيان).. بل يعني وفق تصوري الخاص الوعي بضرورة وجود (هوية) (حقيقية) لا (آيدولوجية) يسهم في بنائها الواقع العياني في السودان بكل ما يمور به من تعدد وتنوع إثني وثقافي. لعله قد آن الأوان الآن لإستئناف الحوار كمصير مشترك ومصلحة متبادلة. مع تقديري لجميع المشاركين والمشاركات هنا.
تخريمة:
لكم أفرحني حديثك الأخير.. يا عبد اللطيف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي عبد اللطيف:
لا جدال على ضرورة وجود منظومة قيم أخلاقية تظلل نسيج الإجتماع البشري معضدة المنظومة الحقوقية والقانونية. وما قصدت إليه من نقد لخطابك العام فيما يتعلق بهذه الجزئية تعريفك لمفاهيم (أخلاق).. (ذوق).. (سلوك).. وما إلى ذلك.. يستند على تصورات الثقافة العربية الإسلامية (ملغيا) التصورات المنتجة لذات المفاهيم من قبل الثقافات والقوميات الأخرى.. وهذا يبدو لي جليا من خلال (اليقينية المطلقة) التي تستخدم بها (ياء النسب) أو (نون الجماعة).. مثل قولك في سياق دال على (الإلغاء): (تنافي خلق(نا) وتناقضه حد الفجاجة والفجور).. أو مثل قولك: (تقاليد السلوك (السوداني) السمح).. أو مثل قولك: (بحث (السلبي الإجتماعي) السوداني). إن ما سعيت إلى تأكيده هنا يتمثل في أن ما نراه من وجهة منظور ثقافي محدد غير مقبول أخلاقيا قد يشكل العكس تماما من وجهة نظر منظور ثقافي مختلف.. كما يتمثل في الإشارة إلى أن الثقافة العربية الإسلامية السائدة في السودان سعت على الدوام إلى فرض تصوراتها الخاصة كتصورات (قومية).. إن مفهوم القومية السودانية) هنا وما يتبعه من نسب إليها كدلالة مفهوم المواطنة (سوداني) قد تم فرضه على المستوى التاريخي (قسريا).. وعلينا أن نتذكر هنا أن مفهوم (الحرب الأهلية) يخبرنا ببساطة شديدة أن الثقافة العربية الإسلامية قد تنكرت لوظيفتها التاريخية كثقافة (سائدة) والمتمثلة نظريا في إدارة ودمج وتوحيد واقع التعدد والتنوع (سلميا).. إن مفهوم الحرب الأهلية يعني بكلمات مختلفة سعي المجموعات الإثنية والثقافية الأخرى للإعلان عن (ذاتها) ككيانات فاعلة في التاريخ.. إنها تريد أن تشارك في صياغة ما هو (قومي) عنوة.. إنها ترفض أن تكون مجرد (موضوعات) للثقافة السائدة.
أخي عبد اللطيف:
إن الإختلاف ليس حول ( الوطن – الأخلاق – السلوك – العقيدة .... ألخ .. ) كمفاهيم مجردة.. ولكن الإختلاف يتمثل في (وجهة النظر) إلى هذه المفاهيم جميعها.. هل هي وجهة نظر نسبية.. أم مطلقة.. كيف تدير صراعاتها مع وجهات النظر الأخرى.. ما مدى عقلانيتها.. مرونتها.. تقبلها للآخر.. إلخ من الأسئلة والتساؤلات الأخرى.
أخي عبد اللطيف:
ما ورد في ردك السابق يؤكد لي أن إنتاج المعرفة على نحو جماعي أكثر جدوى من كتابة مقال لا يعكس في أحيان كثيرة سوى وجود ذات منتجة وأخرى مستهلكة.. لذا أجدني هنا مدفوعا إلى المضي قدما في وصف وتحليل اللازمة محل الإهتمام على ضوء هذا الحوار ومفاجآته.. وعليه.. تحيل هذه اللازمة (لا يفعل السوداني مثل هذا).. إلى طبيعة المنهج الذي أنتجها.. كمنهج لا عقلاني بامتياز.. وهو منهج مثالي لا ينتج سوى (معرفة قبلية).. وهي كما تعلم عكس (المعرفة البعدية) التي ينتجها منهج عقلاني قائم على مفاهيم علمية مثل (النسبية) أو (الخصوصية التاريخية والإجتماعية) أو (التجريب).. إن اللازمة محل الإهتمام إذ تعلن أن (السوداني) لا يفعل مثل هذا تنظر إليه كذات قائمة خارج التأثير الزماني والمكاني معا.. إنها تعمل على صعيد الأفراد الحاملين لها كرؤية للعالم أو طريقة حياة كمنظور ماضوي (يجب) الإمتثال له بينما يقاربون مستجدات حاضرهم وبناء مستقبلهم.. إنها بذلك تقتل فيهم روح الإبداع والإبتكار والمبادرة.. إذ تخضعهم إلى نسخ متشابهة ومتكررة في مجرى تاريخ يبدو بلا أثر أو تأثير.. وهو ما عبر عنه الطيب صالح في مريود جماليا بقوله: (الحفيد صورة طبق الأصل من الجد).. ولعلك تدرك عبر الملاحظة اليومية وجود أسماء وسط المجموعات العربية الإسلامية في السودان تتخذ هذا التسلسل: حسين حسن حسين حسن حسين.. أو محمد أحمد محمد أحمد.. أو س ص س ص... هذا التشابه ليس تشابها خارجيا فحسب.. بل هو في جوهره مصادرة من قبل الماضي لكل ما هو حاضر أو مستقبلي..
نواصل بعد قليل..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي عبد اللطيف:
في ظل الثورة العلمية الثالثة.. أضحى العالم عبارة عن قرية كونية صغيرة.. وفي هذا إشارة إلى الطفرة الهائلة في مجالي تكنولوجيا المعلومات والإتصال.. وهذا أحدث بدوره هزة في الكثير من المفاهيم السائدة منذ قرون كالحرب والوطن وغيرهما.. بينما أخذت تبرز إلى الوجود مفاهيم جديدة أخذت تترسخ يوما بيوم مثل مفهومي (المواطنة الكوكبية) و (الإنسان الجماهيري) وغيرهما.. وهذا كله تم على خلفية من مفهوم (المدنية).. ذلك المفهوم الذي يشكل العصب الحي للحياة الحديثة.. والذي يشير جوهريا إلى أن المجتمعات الحديثة تقوم على العلاقات المصلحة المادية المتبادلة. لقد غادر العالم طوعا أوقسرا المرحلة الجنينية للبشرية المتمثلة في الأسرة الممتدة والعشيرة أو القبيلة التي يعود إليها الفرد كما تقول لحمايته من صروف الدهر وتقلباته. إن السير في غير هذا الإتجاه المدني أو الإستناد لعلاقات العرق لتحديد موقعك في العالم يجعلك تسلك خارج التاريخ.. العالم منذ وقت بعيد تبنيه (بضم التاء) المادة لا القيم المثالية المجردة.. هذه حقيقة تبرز من خلال الجبهة الإسلامية القومية بوصفها الممثل الراديكالي للثقافة العربية السائدة في السودان أو النموذج الأعلى لتدخل الدين في السياسة.. فهذا الممثل المتطرف ما هو سوى شكل لمقاومة أخيرة بائسة لنسق من التصورات اللا إنسانية.
لي عودة أخرى..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
عبد الحميد
تناولك شيق واصل
عبد اللطيف
انا موافقه على الهدنه
وادينا فرصه نتعارف من خلال مداخلاتنا
بعدين بتكون صوره عن الشخصيه
OK.وبعدين احسن نركز مع عبد الحميدفى موضوع البوست و ممكن نلتقى فى بوستات ثانيه
لكن الليله خلينا فى ا لرائع بشاشا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Tragie Mustafa)
|
أخي دنقس:
معذرة للخلط في الأسماء..
وسأعود حين الإنتهاء من مناقشة رد عبد اللطيف الأسبق إليك تفصيلا.
تخريمة:
شكرا للموسيقار ترهاقا على المرور (لآخر لحظة عدل أبي من إسم ترهاقا إلى عبد الحميد).
تخريمة(2):
تراجي أسعدتني مداخلتك الأخيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي عبد اللطيف:
أطالبك دائما بالدقة في الطرح.. فمثلا حين تقول: عندما يتصرف (سوداني) ما تصرفا (غير كريم) يسىء للسمعة.. أجدني أتساءل ما هي قاعدة القياس الأخلاقي لهذا السلوك أو ذاك.. إذا كانت الخمر مثلا لدى التصورات الأساسية للثقافة العربية الإسلامية السائدة في السودان تعتبر من (أم الكبائر).. فهي تشكل لدى بعض المجموعات والثقافات الأخرى في السودان جزءا من مكونات إحتفالاتها الدينية أو العقدية. وأضرب مثلا آخر.. يشكل الجسد الإنساني لا سيما في صورته الأنثوية هاجسا (يجب) ستره في منظور الثقافة السائدة.. بينما يمكن للبشر في بعض مناطق السودان تبادل حوار في لقاء عام وأجسادهم عارية تماما.
أخي عبد اللطيف:
عليه.. أرى واحدة من الإختلافات الجوهرية بيني وبينك.. فيما يتعلق بما أشرت إليه بقولك ود البلد – ود القبايل – ود ناس - ود عرب – ود نوبة.. يتمثل في (المرجعية) التي تحدد بها اللازمة محل الحوار ما هو أخلاقي وغير أخلاقي.. وإذا صبرنا قليلا لوجدنا أن لازمة الحوار (ود العرب ما بيعمل كدا) تحتوي على مسكوت عنه يتم إدراكه وفق درجات الصدام مع الآخر إيحاء أوعلانية.. وهو ما يمكن تصويره عبر معكوس اللازمة:
(ودالنوبة/الجنوبي/الغرابي/العبد يفعل مثل هذا).
سأعود إلى هذه النقطة تفصيلا أثناء إستئناف وصف وتحليل اللازمة محل الإهتمام. وإلى ذلك الحين أدعوكم إلى تأمل الحوار داخل هذا البوست:
فالنقف هنيهة عند كلمات هذا الرجل، له التحية؛؛
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي دنقس:
أعود إليك الآن بأثر رجعي. أشكرك. وما أفصح به بشاشا على طريقته كان حجرا ضمن أحجار أخرى تتساقط الآن على نطاق واسع في بركة واقع راكدة منذ أمد. وأراك قد لمست جوهر أزمتنا الحالية المركبة حين أشرت إلى أننا في السودان قد عملنا على تحويل معان نسبية منتجة في سياقات تاريخية وإجتماعية مختلفة إلى معان ثابتة مبدئية أو لا تاريخية. وهو أمر لم تنج منه ما تصف وجودها بالقوى الحديثة نفسها. إذ أن الكثير مما نظر إليه لفترة طويلة كخطابات تنويرية وحداثية تستبطن بنيتها الكثير من الأشكال والقوالب اللاهوتية أو الأسطورية. "لكن تلك قصة أخرى".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Abdulgadir Dongos)
|
عزيزي دنقس:
أنا في إنتظار أن تكمل ملاحظاتك الثاقبة. بيد أنك تفتح علينا باب النخبة في السودن. والله وحده يعلم إلى أين يقودنا الحوار حول هذه المسألة. مع تقديري الدائم لك. كما أني أنتظر أخي عبد اللطيف أيضا لتكملة الحوار حول اللازمة محل الإهتمام: (ود العرب ما بيعمل كدا).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أخي عبد اللطيف:
أدركت من الزميل الشريف أن لك صلة حميمة بأخي الشاعر الجميل الإنسان الفذ عادل رز.. كما أن لك باع في الشعر.. و ذلك في تصوري يعني أن لدينا مساحة عريضة من المساحات المشتركة. محبتي.
تخريمة:
نشرت لعادل رز قصيدة في "الحياة اللندنية" قبل سنوات وصادف أنها تتماشى والذكرى الأولى لأحداث 11/9.. في أمريكا.
تخريمة أخرى:
هيا نختصم أكثر حول قضايا الوطن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: الوليد محمد الامين)
|
أخي الوليد:
أشكرك على هذه التحايا. محبتي.. مع أمل في سوق الحوار قريبا نحو أفق بعيد. وأرجو أن تكون التحية قد وصلت لبشاشا (المشاكس)!.
وبعد:
(لا يفعل السوداني مثل هذا).
لازمة الحديث اليومي هذه تشكل.. كما أشرت سابقا.. بنية دالة على ماهية وكيفية عمل الثقافة العربية الإسلامية في السودان.. كخطاب مهيمن.. أو سائد داخل فضاء اجتماعي وتاريخي بالغ التعدد والتنوع.. بعض المصادر تشير إلى أن هذا الفضاء يحتوي على نحو 600 مجموعة عرقية وثقافية تتحدث بأكثر من 120 لغة.. ولا تقول "لهجة".. مما يلقي على تلك الثقافة على المستويين النظري والعملي القيام بوظيفة تاريخية تتمثل في دمج وتوحيد واقع التعدد والتنوع على نحو (سلمي) وصولا إلى صياغة ما يمكن أن نطلق عليه مصطلح (قومية سودانية).. أو(الهوية المشتركة/السودانية).
وهنا يمكن القول كلما ضاق الفرق القائم.. في التحليل العام.. ما بين (الهوية) بوصفها واقع الجماعة المادي العملي و(تصور) الجماعة لهذه الهوية.. كلما أصبحت إمكانيات التعايش أكثر قابلية داخل الفضاء الإجتماعي ذي التعدد والتنوع العرقي والثقافي على وجه الخصوص.
في المقابل.. كلما إتسع الفرق المشار إليه.. كلما قلت إمكانية التعايش السلمي داخل الفضاء الإجتماعي. وحتى حدوث (تساكن) تاريخي بين المجموعات يتم في هذه الحال إعتمادا على أمرين: قدرة النظام الآيدولوجي أو المنظومة الرمزية للثقافة السائدة في فرض هويتها كهوية قومية.. عدم نضج أو عدم قدرة الثقافات الأخرى على الوعي بوجودها ك(ذوات فاعلة) في التاريخ. وكما نلاحظ أن هذين الأمرين أو العاملين مرتبطان ببعضهما البعض إرتباطا شرطيا.
إن هذه الخلفية النظرية.. كما سنرى تفصيلا.. تشكل بعدا مهما لفهم مختلف أشكال عمل اللازمة محل الإهتمام.. سواء على صعيد إعادة إنتاج وجودها داخل الأفراد الحاملين لها كطريقة حياة أو رؤية للعالم.. أوعلى صعيد الهيمنة على الأفراد المنتمين إلى المجموعات العرقية والثقافية الأخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
(لا يفعل السوداني مثل هذا).
تحتوي هذه اللازمة.. كما أشرنا.. على معنى آخر يمكن إدراكه.. على صعيد إستخدامها اليومي.. عن طريق ( الإيحاء).. بوصفه حسب رولان بارت ( نمو نظام من المعاني الثانية).. وهو إيحاء تعضده لوازم أخرى ذات (منطوق صريح) يتم تدوله فقط بين الأفراد المنتمين إلى الثقافة السائدة عرقيا.. ومن ذلك الإشارة في سياق تحذيري إلى أن بعض أنماط الفعل/القول/السلوك تنتمي على نحو جوهري إلى مجموعات من خارج الثقافة السائدة تم توصيفها منذ الولادة ب(السراري)/(العبيد)/(الخدم) وما إلى ذلك.. وهذا أمر يمتد حتى إلى نوعية الوظائف (دا شغل عبيد).. أو طريقة الملبس (ذوق عبيد).. وعليه يمكن إعادة إنتاج اللازمة عبر دلالة ضمنية وفق المنطوق التاليالعبد يفعل مثل هذا).
إن تحديد الخبرة الجماعية والفردية وفق معيار سابق قائم على (العنصر) في الرؤية إلى (الذات)/(الآخر).. أعاد داخل هذا المنبر إنتاج مشكلة تاريخية قديمة تتعلق بمفهوم (القيادة) تعود إلى (المهدية).. عندما تساءل أحدهم هنا بعد الإتفاق الأخير ما بين (النظام) و(الحركة) الذي يعمل بموجبه قرنق نائبا للبشير عن الذي سيحدث إذا ما مات البشير.
فعلى الرغم من الدور الفاعل والجوهري الذي لعبه عبد الله التعايشي في تدعيم المهدية فكرة ودولة.. إلا أن ذلك لم يكن كافيا وفق معيار (العنصر) لوضعه في مكانة قيادية كتلك.. مما دفع المهدي إلى مكافحة تلك النقطة ذات التأثير السلبي بالغ الخطورة على مفهوم (الجماعة) كوحدة متجانسة في مرحلة شديدة الحساسية. ومن ذلك قوله:
(إن الخليفة عبد الله هو مني.. وأنا منه.. وقد أشار إليه سيد الوجود(ص). فتأدبوا معه كتأدبكم معي.. وسلموا له ظاهرا وباطنا كتسليمكم لي.. وصدقوه في قوله.. ولا تتهموه في فعله.. فجميع ما يفعله بأمر النبي( ص).. لا بمجرد اجتهاد منه...
وهذا بيان أمر الله ورسوله...
وقد أتاني خبر من الخضر عليه السلام. أن الأولياء اجتمعوا في بيت المقدس يقولون الحمد لله الذي أظهر المهدي.. وجعل عبدالله وزيره...
ثم وجد-الإشارة إلى الخضر- اجتماع الشياطين وهم يقولون: كان عيشنا بالغش والخداع.. والمكر والكذب. فأتى المهدي.. وقطع علينا عيشنا.. ولو لا أن عبد الله وزير له.. وكان الخليفة غيره. لكنا نجد في المهدية دخولا).
نواصل...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبداللطيف خليل محمد على)
|
أخي عبد اللطيف:
شقيقي عادل عمل لسنوات قليلة مع أبي فاروق أبوعيسى كمسؤول عن شؤون السودانيين في "اتحاد المحامين العرب".. لآخر لحظة تتلبسه تلك النظرة الوجودية الساخرة للعالم.. آخر عهدي به في القاهرة أنه عزم أمي في شقته على حسابي الخاص. أكلنا دجاجا وعنبا وأشياء أخرى.. لا يزال وقتها نحيفا كما عهدته.. حكى لي كثيرا عن حزب "الفرحانين" في الهند.. وله علاقات مريبة في القاهرة مع أفراح صغيرة هامشية.. لا يزال يحتفظ ببعض التذكارات الهندية التي يحفظها في حقيبة خاصة.. يعاملها بحنان.. ولا يطالعها سوى فئة نادرة.. اتصل بي قبل فترة طويلة و بدا سابحا في ملكوته.. وحين عاودت الإتصال به بعد نصف الساعة لم يرد أحد على الجانب الآخر وكان الوقت ليلا بتوقيت القاهرة.. بعدها علمت من صديقنا المشترك الشاعر الفذ علي الكامل أنه عاد إلى السودان ويعمل براتب عال جدا في شركة أجنبية.. ولا أدري إن كان الصديق عصام الجاك في أمريكا له علم بتطوراته الأخيرة.. بيد أني سأتصل بالقاهرة قريبا لمعرفة إجابة عن سؤال يتعلق بكيفية الإتصال به هناك.. وبعد: لك العذر فيما يتعلق ببعدك عن النقاش هنا.. سأكاتبك على العنوان أعلاه.. وسأتابع اللازمة محل الاهتمام تاليا. مع تقديري لك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
هكذا.. كما يظهر مثال الخليفة عبدالله السابق.. يصل عمل اللازمة محل النظر أقصى مداه خلال الأزمات الإجتماعية الكبرى خاصة. إن مثال الخليفة يكشف.. على نحو بالغ الدلالة.. عن كون الرؤية المحددة لماهية الخطاب السائد رؤية عرقية في الأساس لها وجه تعاملاتها اللا إنسانية ضد مجموعات من داخل جذرها الثقافي نفسه (ود الغرب ما بسر القلب). وهذه اللازمة الأخيرة.. (ود الغرب ما بسر القلب).. يتم استخدامها.. كآلية هيمنة اجتماية.. في سياق منظور الخطاب السائد لمفهوم (المصاهرة) كدالة سلبية ل(موجبات) التزاوج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ويمكن القول.. إلى هنا.. إن اللازمة محل الإهتمام تكشف/ في علاقة ارتباطها بلوازم أخرى.. وبوصفها دالة على طبيعة النظام الرمزي السائد داخل فضاء مجتمعي متعدد ومتنوع عرقيا وثقافيا/ عن مستويات متفاوتة لإخضاع (الآخر).. فهي في مستوى أول تمارس الإيهام عبر مفهوم (السوداني) بوجود هوية مشتركة. وإذا ما سلك (الآخر) وفق مفهوم (المواطنة) القائم نظريا على مفهوم (المساواة) على صعيد الحقوق والواجبات تتراجع اللازمة لتفسح المجال كما رأينا لعمل آليات أو لوازم أخرى أقل كثافة رمزية.. أو حتى صريحة ومباشرة.. وهذه الإستعارات الصريحة نفسها تتراجع/ في ظل إرتفاع وعي الآخر بذاته.. ومن ثم تمرده (كلية) على الهيمنة الرمزية للخطاب السائد/ لتفسح المجال تماما أمام آليات (القهر المادي) مثل الشرطة والجيش. ومن هنا يمكن تعريف مفهوم (الحرب الأهلية) بوصفه محاولة من قبل الثقافات والقوميات (الأخرى) للتعبير عن وجودها المادي والمعنوي ك(ذات) تقاوم وضعية استلاب ونفي من قبل ثقافة سائدة فرضت وجودها المادي والمعنوي قسرا بحكم امتلاك وتراكم تاريخيين لآليات الهيمنة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Marouf Sanad)
|
أخي معروف:
أشكرك للمرور الجميل من هنا. البحث جار عبر شبكة من الأصدقاء عن المثل أعلاه. إذ أنني لا أتذكره الآن للأسف. وربما هذا بفعل ذاكرة عاشت خارج محيطها طويلا. بيد أني أدعوك لشرحه إذا توفر لك الوقت مع إيقاع الحياة الضاغط في أمريكا. على أن يشمل ذلك سياقه ومستويات استخدامه اليومي. كما أعتذر من القراء على ضياع مادة مطولة عن الخليفة عبد الله تتعلق بعمل اللازمة محل الإهتمام بفعل إستخدام غير موفق للكومبيوتر. أحاول الآن إستعادة تلك المادة عما أسميته منظور جديد لقراءة (العبقري المهمش). مع تقديري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Marouf Sanad)
|
أخي معروف:
أشكرك إذ تدفع بالنظر هنا نحو آفاق أبعد عبر هذا المثل:
( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).
وهذا المثل يشكل بحق خطوة تمهيدية بالغة الأهمية لما أسميه:
منظور مختلف إلى الخليفة عبدالله.. أو(العبقري المهمش).. والذي سأتناوله هنا كمثال تاريخي دال على عمل اللازمة الحوارية محل النظر والإهتمام:
(لا يفعل السوداني مثل هذا).
إن الأمثال.. أولوازم الحوار اليومي.. أوحكم الشعر.. تشكل بنية دالة على ماهية وكيفية عمل الخطاب الثقافي العربي السائد في السودان. وذلك لجملة أمور منها:
- ضف جهاز آيدولوجي حديث ومتكامل يمكنه إنتاج وإعادة إنتاج الهيمنة الإجتماعية عبر منظومة من الرموز والأفكار والعلامات.. وهذا يعود في جزء جوهري منه إلى إشكاليات بنوية إقتصادية مثل التطور اللامتكافيء للتنمية مابين مختلف أجزاء السودان.
- تصنيف الخطاب الثقافي السائد كمعرفة (قبلية) قائمة على عمليات الحفظ والتلقي والنقل والإلزام.. وهي العمليات التي ينتجها منهج ثنائي ينظر إلى العالم كعلاقات ضدية متناقضة.. مثل ثنائيات الخير/الشر.. الحق/الباطل.. الطيب/الخبيث... يجعل من الأمثال أولوازم الحديث العام أوالحكم آليات ملائمة لإنتاج وإعادة إنتاج الهيمنة.. فهذه القوالب اللغوية بسيطة.. سهلة الحفظ.. تكثف الخبرة الجماعية.. ولا يحتاج طابعها الشفاهي إلى تعقيدات الأجهزمة الآيديولوجية الحديثة في مناطق بدائية يشكل فيها ظهور عربة حدثا تتذكره الجماعة في عزلتها لسنوات عديدة أحيانا.. إن تلك الأشكال اللغوية التي تتفجر دلالتها عادة عبر مقابلة ما مابين نقيضين تشكل في الأخير قوالب ملائمة للغاية لرؤبة قائمة على (نفي الآخر).
وعليه.. أشرنا.. في السابق.. إلى ما تحيل إليه العبارة محل الإهتمام عبر مفهوم(الإيحاء) من معان مستبطنة.. فعبر ذات الثنائية إذا كان السوداني/ود البلد/ود العرب/ود الناس لا يفعل مثل هذا).. فإن (العبد) يفعل ذلك ضمنيا.. وهو أمر أشرنا أنه يشمل وفق الإستخدام اليومي للازمة محل الإهتمام حتى نوعية الوظائف (دا شغل عبيد) وأنماط الكساء (دا ذوق عبيد).. ومن هنا يأتي إحتفالي الخاص بما قدمه لي أخي معروف من (معروف) في وقت أكثر من مناسب عبر هذا المثل:
( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).
لقد شرح معروف دلالة المثل (العمومية) من خلال قوله:
المثل يستخدم للزراية بالعمل اليدوي باعتبار انه عمل العبيد,, /شغلة العاني / وهو العبد و/العورة / وهو العوير الابله ,, المرجع /منصور خالد ,, جنوب السودان في المخيله العربيه الصوره الزائفه والقمع التاريخي..أ.ه.
إن وصف وتحليل هذا المثل( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).. يؤكد على عدة نقاط هامة:
- إنه يوحد مابين دلالتي العبد(العاني) والمعاق عقليا(العوره) إذ يحدد لهما وظائف لا تتطلب قدرا أعلى من إعمال الفكر.. وذلك كما هو واضح لقصور (طبيعي).. إن وظيفة (الحش) لسكان المدن تتلخص في القيام بإسئصال الحشائش الطفيلية التي تنبت بعد هطول الأمطار وبدء الموسم الزراعي أو التي تعيق نماء بعض الزراعات المروية كالقطن.. وهي في سياق المثل ذات إشارة رمزية لوظائف مماثلة لا تتطلب قدرا من المهارة.
- لفظة (شوره) هي التعبير الدارج لمفهوم ( شورى).. وهو المفهوم العربي الإسلامي الذي يحيل الى إدارة شؤون الحكم والسياسة.. وهي العملية التي تحتاج الى قدر أعلى من التفكير يوجد عادة لدى النخبة أو صفوة المجتمع.. أوسادته.. وهم ضمنيا من غير طبقة (العاني).. وليس لديهم قصورا آخر ك(العوره).
- فإذا كان (العاني) من حملة الشهادات العليا فمكانه وفق هذا المنطق لا يزال شاغرا بحكم (الطبيعة).. (الكلب كلب وإن ترك النبيح/والعبد عبد وإن طالت عمامته).. بينما يمكن وفق المنطق نفسه ل(أمي) منتم الى احدى المجموعات السائدة أن يدير شؤون الجماعة ويستشار في مصيرها العام ك(أمر طبيعي).. ولعل سجلات الديمقراطيات المختلفة قد أتت بالكثير من أمثال هؤلاء الأميين الى (قبة) البرلمان.
- إن هذا المثل يحمل معناه عبر لغة تقريرية تحيل إلى طبيعة المنهج اللاعقلاني المنتج له.. إنه يضع العلامات والفواصل على نحو لا جدلي.. ليؤسس كخطاب سلطة وهيمنة تراتبيته داخل الفضاء المجتمعي العام..
نواصل:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
يمكن القول.. في هذا السياق.. إن شخصية الخليفةعبدالله تحيل.. في التحليل العام.. إلى أكثر من مستوى يمكن عبره كشف عمل اللازمة محل الإهتمام.. كآلية قهر وإخضاع معنوي.
(لا يفعل السوداني مثل هذا).
إن استخدام دلالة مفهوم المواطنة (السوداني) يكشف.. من خلال سياق اللازمة أعلاه.. عن غطاء آيدولوجي يحجب عمل رؤية عنصرية للعالم.. تقوم.. من خلال مسكوتها"(غير) ود العرب/ود الناس/ود البلد يفعل مثل هذا".. بتحديد الوظائف/المهام/الأدوار داخل الفضاء المجتمعي العام. واللازمة تستعين.. في ذلك.. كما رأينا سابقا.. بلوازم أخرى تتفاوت صيغتها ما بين الكثافة الرمزية والوضوح الكامل وفق درجة الصدام مع (الآخر المختلف عرقيا وثقافيا).. وهو ما يصل إلى أقصى مداه إلى التقرير أن القيام بهذا الفعل أوذاك لهو أمر تحدده (الطبيعة) نفسها كما وصفنا وحللنا سياق المثل التالي:
( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).
وهو المثل الذي آسعغنا به أخي معروف.. وقام بشرحه عبر السياق التالي:المثل يستخدم للزراية بالعمل اليدوي باعتبار انه عمل العبيد,, /شغلة العاني / وهو العبد و/العورة / وهو العوير الابله ,, المرجع /منصور خالد ,, جنوب السودان في المخيله العربيه الصوره الزائفه والقمع التاريخي..أ.ه.
ونردد ما قلناه مرة أخرى ليستقيم السياق:
إن وصف وتحليل هذا المثل( الحش مو شوره , خدمة العاني والعوره ).. يؤكد على عدة نقاط هامة:
- إنه يوحد مابين دلالتي العبد(العاني) والمعاق عقليا(العوره) إذ يحدد لهما وظائف لا تتطلب قدرا أعلى من إعمال الفكر.. وذلك كما هو واضح لقصور (طبيعي).. إن وظيفة (الحش) لسكان المدن تتلخص في القيام بإسئصال الحشائش الطفيلية التي تنبت بعد هطول الأمطار وبدء الموسم الزراعي أو التي تعيق نماء بعض الزراعات المروية كالقطن.. وهي في سياق المثل ذات إشارة رمزية لوظائف مماثلة لا تتطلب قدرا من المهارة.
- لفظة (شوره) هي التعبير الدارج لمفهوم ( شورى).. وهو المفهوم العربي الإسلامي الذي يحيل الى إدارة شؤون الحكم والسياسة.. وهي العملية التي تحتاج الى قدر أعلى من التفكير يوجد عادة لدى النخبة أو صفوة المجتمع.. أوسادته.. وهم ضمنيا من غير طبقة (العاني).. وليس لديهم قصورا آخر ك(العوره).
- فإذا كان (العاني) من حملة الشهادات العليا فمكانه وفق هذا المنطق لا يزال شاغرا بحكم (الطبيعة) في أدنى الدرجات الوظيفية.. (الكلب كلب وإن ترك النبيح/والعبد عبد وإن طالت عمامته).. بينما يمكن وفق المنطق نفسه ل(أمي) منتم الى احدى المجموعات السائدة أن يدير شؤون الجماعة ويستشار في مصيرها العام ك(أمر طبيعي).. ولعل سجلات الديمقراطيات المختلفة قد أتت بالكثير من أمثال هؤلاء الأميين الى (قبة) البرلمان.
- إن هذا المثل يحمل معناه عبر لغة تقريرية تحيل إلى طبيعة المنهج اللاعقلاني المنتج له.. إنه يضع العلامات والفواصل على نحو لا جدلي.. ليؤسس كخطاب سلطة وهيمنة تراتبيته داخل الفضاء المجتمعي العام.
إن ما يلي من كتابة تحاول تأسيس منظور جديد إلى شخصية الخليفة عبدالله.. فهي برغم إنتمائها إلى الجذر المعتقدي للخطاب الثقافي السائد.. إلا أن هذا الخطاب يضعها بحكم النظرة العنصرية التي تحكم رؤيته للعالم في مرتبة أدنى لا تؤهلها لصفة (قيادية).. وهو الموقف أو التوجه الذي لم يتغير وفق المعطيات التاريخية برغم تحذيرات المهدي الحاسمة:
(إن الخليفة عبد الله هو مني.. وأنا منه.. وقد أشار إليه سيد الوجود(ص). فتأدبوا معه كتأدبكم معي.. وسلموا له ظاهرا وباطنا كتسليمكم لي.. وصدقوه في قوله.. ولا تتهموه في فعله.. فجميع ما يفعله بأمر النبي( ص).. لا بمجرد اجتهاد منه...
وهذا بيان أمر الله ورسوله...
وقد أتاني خبر من الخضر عليه السلام. أن الأولياء اجتمعوا في بيت المقدس يقولون الحمد لله الذي أظهر المهدي.. وجعل عبدالله وزيره...
ثم وجد-الإشارة إلى الخضر- اجتماع الشياطين وهم يقولون: كان عيشنا بالغش والخداع.. والمكر والكذب. فأتى المهدي.. وقطع علينا عيشنا.. ولو لا أن عبد الله وزير له.. وكان الخليفة غيره. لكنا نجد في المهدية دخولا).
نواصل لاحقا.. (أعتذر من تكرار بعض ما قلته من قبل هنا.. على أنه خطوة تمهيدية مهمة للحديث عن الخليفة عبدالله.. لاسيما بعد تقسيم البوست إلى (1&2).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
تتجلى عبقرية عبد الله (التعايشي).. على نحو جوهري.. في وعيه العميق بظرفه التاريخي والاجتماعي.. وذلك يشمل وضعيته داخل الخطاب الثقافي السائد في السودان.
إن توافر شروط ظهور المهدي.. على المستوى العام من امتلاء الأرض جورا وماإلى ذلك.. وعلى المستوى الخاص كأن يكون المهدي من آل البيت.. قد دفعا به منذ وقت مبكر إلى البحث عن (وسيط بشري) من بين الأفراد المنتمين إلى المجموعات الثقافية العربية السائدة. وهو ما يكشف عنه المقطع التالي.. الذي أورده عزالدين إسماعيل في كتابه (الزبير باشا ودوره في السودان في عصر الحكم المصري) وذلك في معرض توصيفه للحرب مابين الزبير وعرب الرزيقات أواخر العام 1873.. يقول تحت عنوان: الزبير وعبدالله التعايشي:
(كان من بين الأسرى الذين وقعوا في يد الزبير بحلة السروج رجل يدعى عبدالله ود محمد آدم توشين لم يتردد الزبير في الأمر باعدامه أول الأمر.. ولكن العلماء المرافقين للزبير اعترضوا حين أمر الزبير باعدام عبدالله بحجة أن الشرع لا يجيز له قتل أسير من أسرى الحرب.. فضلا عن أن السياسة تنكر عليه اعدام رجل يعتقد الناس في صلاحه ويؤدي الى اعتقاد الناس أن الزبير رجل طاغية. وأمام هذه الأسباب عفا عنه الزبير. وعند فتح دارفور طلب عبدالله من الزبير أن يقطعه قطعة من الأرض.. فأقطعه الزبير اياها على أن يكف عما فيه من الدجل والشعوذة ولم يمض سوى القليل حتى بعث للزبير بكتاب وهو في دارا يقول له فيه: "رأيت في الحلم أنك أنت المهدي المنتظر وأني أحد أتباعك فأخبرني ان كنت مهدي الزمان لأتبعك". فرد عليه الزبير بالرد التالي: "استقم كما أمرتك والا أعملت السيف في رقبتك انني لست بالمهدي المنتظر.. وإنما أنا واحد من جنود الله يحارب من طغى وتمرد").
سنعود الى تحليل النص لاحقا على ضوء المقدمات السابقة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: وين يابرير؟
اخبار الباشا شنو؟
ولاخلاص موضوع وانتهي، او علي كده، الشذوذ الجنسي اكتسح سلم اولوياتك؟
ماعشان كده من قولة تيت، سألنا ماهي مشكلة الباشا واعوانه؟
الاجابة واضحة من نوع اولوياتك دي!
لمان نقول الجلابي يعاني من عصاب الانبتات والاستلاب، فهذا بعض ممانقصد!
سبق حمير حساني، جلابي اخر! |
التحية و التقدير الي بشاشا الانسان الصادق النبيل و هذه احدي مداخلاته النبيلة و سنعود ان شاء للمرور علي هذا البوست القيم و التحية لعبد الحميد البرنس و لكل المتداخلين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ما يهمنا من سياق النص السابق.. على صعيد الوصف والتحليل.. هو المفارنة بين خطاب عبد الله (التعايشي) إلى الزبير (باشا):
"رأيت في الحلم أنك أنت المهدي المنتظر وأني أحد أتباعك فأخبرني ان كنت مهدي الزمان لأتبعك".
وبين رد الزبير عليه:
"استقم كما أمرتك والا أعملت السيف في رقبتك انني لست بالمهدي المنتظر.. وإنما أنا واحد من جنود الله يحارب من طغى وتمرد".
تلك مقارنة إذن ما بين خطابين مختلفين. خطاب هامش. وخطاب مركز. خطاب طابعه العام المراوغة والرجاء. وخطاب طابعه العام المباشرة والأمر. عبدالله يبحث عن (الوسيط) خلال (المشترك المعتقدي) على ضوء التناقض القائم ما بين الزبير و(حليفه) الحكمدار في الخرطوم. الزبير يهدم ذلك المشترك من خلال المشترك نفسه عبر (تأويل مغاير) يراعي توازن القوى ما بينه وبين الحليف.
خطاب عبدالله يعمل.. على مستوى آخر.. على التركيبة النفسية للزبير الذي تحكم نشأته الأولى رؤية عنصرية للعالم.. لذا لم يشر عبد الله إلى طموحه المتمثل في (الخلافة).. إذ كتب مكتفيا في مرحلة (جس النبض) بتصنيف موقعه داخل الحلم بالتغيير ك(تابع). وعلى الرغم من أن مفهوم (الأحلام) يشكل قوى في تشكيل الفعل الواقعي وتعديله أو تبديله.. لا سيما إذا ارتبط بمستوى التصورات الروحية.. إلا أن وعي عبدالله بموقعه (الهامشي) في الخطاب الثقافي السائد داخل الفضاء الإجتماعي آنذاك جعله يترك الحق في الحكم على مفهوم (الأحلام) كتأويل لمقدس مجتمعي للزبير بحكم موقعه الأعلى في شبكة العلاقات التي تنتظم التكوينات الإجتماعية آنذاك.
إن العثور.. في مرحلة تالية.. على (الوسيط).. كما تجسده شخصية محمد أحمد (الدنقلاوي).. وما أعقب ذلك.. وفق مفهوم (الهجرة).. من إنتصارات متتالية تفجرت خلالها (القدرات الإستثنائية) لعبدالله على الأصعدة الحربية والتنظيمية وهو ما تعضده شهادة تشرشل كعدو في كتابه ( حرب النهر).. كل ذلك وغيره بدا خطوة منطقية إلى أن ينتهي عبدالله إلى مرتبة (الخليفة).
يمكن فهم ذلك.. على ضوء تحليلات فرانز فانون.. على أنه من فعل (الثورة).. التي توحد المجتمع وتغسله من الكثير من الشوائب العالقة به كالعنصرية.. ففي هذه المرحلة هناك مهام وأهداف محددة يسعي إليها الجميع.. هناك دو حقيقي واقعي يجثم بجيشه وسلاحه وسلطته.. ووجوده تم بناء على تساكن القوى لمصلحته في مرحلة أولى.. وعليه لا وقت لمعارك وهمية.. إن الإحتلال أزال إنسانيتي وذهابه سيستردها عنوة.. هكذا يكون لسان حال المجاهد أو المناضل أثناء الثورة.. لا مجال لوهم قبلي أو عشائري ولا حاجة لأن يقتل المواطن أخيه المواطن معنويا أو ماديا ليشعر بعودة إنسانيته المستلبة على نحو وهمي مثل ما يحدث في مرحلة ما قبل الثورة..
للحديث بقية:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ولكن ما إن أخذت الثورة المهدية من حقيقة إقترابها كدولة ونظام حكم.. حتى برزت تلك الآفات المجتمعية مطلة بوجهها القبيح.. بل وضاع أمام تصورات المجموعات السائدة كل ما أنجزه الخليفة الذي تم إختزاله داخل نسبته القبلية (التعايشي). ولم تجد حتى تحذيرات المهدي أعلاه. لقد أشار أحد أعداء الخليفة التاريخيين (سلاطين باشا).. في كتابه (السيف والنار).. إن جو المؤامرات ضد الخليفة داخل المحيط الجغرافي لأولاد البحر قاده لكسر جدار الوحدة القاتلة إلى تكوين أحياء بكاملها في أم درمان من أهله وعشيرته مثل (الملازمين). ولكن مع الاصرار على بقاء التراتبية غير العقلانية.. من قبل ما نطلق عليهم (المجموعات العربية السائدة).. رسخ في ذهن الخليفة تحت شعار (تصدير المهدية وحمايتها) مواصلة الحرب بجيش منهك كعامل توحيد لجبهة داخلية مفككة. بيد أن محاولات إزالة الخليفة لم تتوقف. وهو ما دفعه من جهة لتكوين حملات تأديبية ضد المجموعات المعنية. وهو مادفع تلك المجموعات من جهة أخرى إلى التعاون الفاعل لاحقا مع ما يسمى حملة إستعادة السودان أواخر القرن التاسع عشر. إن السياق التاريخي لمثل السائد (الناس في شنو والحسانية في شنو).. تتلخص في رفض الحسانية لدعوة الخليفة لمكافحة عودة الغازي في ثوبه الجديد بدعوى أن لديهم سباق للحمير. وهو ما يشكل الى الآن مناسبة اجتاعية ذات طقس احتفالي في كثير من القرى الواقع على ضفاف النيل الأبيض مابين كوستي والدويم. إن ذلك يشكل قياسا لموقف بعض المجموعات العربية في الشمال مقاومة سلبية لبقاء الخليفة على غرار (إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون). للأسف عملت التصورات اللاعقلانية لممثلي الخطاب الثقافي السائد في تبديد الكثير من الطاقة الخلاقة للخليفة في أحزان لا مبرر لها.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
التحية للمهدي الامام، وخليفته الهمام.
التعايشي مظلوم ظلم الحسن والحسين.
اتمني لونفرد بوست يعالج الموقف السلبي للبعض من قوي السودان الجديد، تجاه المهدية عامة.
المؤلم وبعد مرور اكثر من قرن منذ افول شمس المهدية، لانكاد كشعب نستوعب ابعاد هذه الثورة العملاقة بحق وحقيقة.
للاسف الشديد حتي اليوم، لازلنا نعتمد علي كتابات اعداءنا كمراجع اساسية لفترة المهدية.
تاريخنا حتي الان لم يكتب منه، ولاسطر واحد!
يكفي انو الي اليوم الجاسوس المرتزق شقير هو المؤلف الحقيقي لي مقرر تاريخ السودان الحديث، والامريكي النازي جورج رايزنر مؤلف مقررات تاريخنا القديم، وكنتيجة، حدث ماهو حادث اليوم!
فجاييك يابرنس بي مزاج.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Bashasha)
|
عزيز الاخ عبدالحميد الشكر لك على هذا البوست الجميل الممتع الذى استطعنا من خلال نوجه التحيه الخالصة لابننا كمال بشاشا
Quote: تاريخنا حتي الان لم يكتب منه، ولاسطر واحد |
صحيح هذا الكلام لان فى تاريخنا فترات يصعب على المؤرخ مجرد التفكير فيها دعك من كتابتها مع ذلك نتمنا من مؤرخ ان يسرده بما حمل من مرارات. لكم تحياتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: Bashasha)
|
يحيل مفهوم "الأزمة".. بحسب إشارة سابقة.. إلى عجز المؤسسات.. أو الأشكال المجتمعية السائدة.. عن تجاوز ما يطرحه الواقع.. على المستوى العام.. من تحديات "نوعية". هي إذن مرحلة "توهان" جماعي تقع.. في مجمل القول.. بين رؤيتين للعالم.. رؤية محتضرة.. وأخرى لم تتكون بعد.. أو قيد التكون. الرؤيتان تدخلان في علاقة صراع "تناقضي". الرؤية الأولى "المحتضرة" تتشبث بموقعها التاريخي كدالة "سلطوية". الرؤية الأخرى "المتكونة" تنزع إلى إزاحة الرؤية الأولى كدالة "ثورية" تطرح نفسها بوصفها الأكثر تمثيلا لتطلعات الواقع.. أوالبديل لرؤية سائدة لم تعد قادرة على إنتاج المعنى العام.
تلك كانت مقدمة ضرورية.. وفق تصوري الخاص.. لوصف وتحليل اللازمة محل الإهتمام..(لا يفعل السوداني مثل هذا).. على مستوى الأفراد والجماعات الحاملين لها كرؤية للعالم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
أعتذر من متابعة هذا البوست (الآن) لظرف مرضي قاهر.. ولي عودة للنظر في اللازمة محل الإهتمام.. وكما أشرت أنا أهتم هنا بما (قاله) بشاشا من مسألة تبدو لي من الأهمية بمكان لما لها صلة بموضوعة (الهوية).. وليس ب(بشاشا) نفسه الذي أشرت من قبل في البداية إلى نقاط إختلافي وتقاطعي معه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
ومع ذلك.. يبدو لي بشاشا كصاحب قضية أصيلة عادلة و راسخة في أرض العلاقات الإجتماعية في السودان. وهي تحتاج منه إلى التركيز أكثر فيما هو جوهري.. وإلى الكثير من ضبط النفس سعيا لوضوح الفكرة وموضوعيتها. وأنا هنا أعتمد على سبيل التأكيد على خطابه داخل هذا (المنبر).. والذي سبق لي كما وصفته في أحد البوستات كملتقى لتيارات فكرية وإجتماعية متعارضة ومتقاطعة في آن ويمكن للمتحاورين أحيانا إستخدام أسلحة مشروعة وغير مشروعة على حد سواء. حين تطرح فكرة مفارقة لما هو سائد.. لا بد أن تحتمل تبعاتها. وهنا يطيب لي أن أورد إفتتاحية هذا البوست مرة أخرى لمزيد من توضيح المقصد:
العزيز بشاشا:
قد أتفق معك حول بعض نقاط.. وقد أختلف في طرق التعبير عنها.. وقد أختلف في المقابل على نقاط أخرى.. وأتفق في آن في ضرورة الحوار حولها.
وفي الحالين.. أرى أنك صاحب قضية جاد.. لكن القضايا الكبرى.. يا صديقي.. ليست شؤون فردية.. إذ ترتبط ب(حركة) مجتمع أو مجتمعات ذات مصير مشترك.. وهي حركة يصفها علماء الإجتماع من خلال مفهوم (الحراك الإجتماعي) ب(الثبات).. مع أنها تظل في الأخير حركة.. إذ أنها عملية تاريخية وإجتماعية تأخذ في طريقها أجيالا قبل أن يتحول مسارها (التراكمي) إلى (مسار نوعي).
لذا كل ما علينا فعله كأفراد هو أن نقول كلمتنا بصبر وشجاعة ووضوح.. ومع ذلك يبقى في بعض الشعر العزاء.. ذلك أن الشعراء الحقيقيون إذا ما عبروا عن وضعية تاريخية وإجتماعية لإنسان ما.. يلامسون في الوقت نفسه الجوهر المشترك مابين ذلك الإنسان وأخيه الإنسان في وضعية تاريخية وإجتماعية مختلفة.. لذلك نرى في بابلو نيرودا صورنا.. ولذا دعنا نتأمل في أبيات أمل دنقل التالية:
إنها الحرب قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب لا تصالح.. ولا تتوخى الهرب
مع تقديري.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
العزيز عبد الحميد.
نبدآ بمااصطلحت علي تسميته "باليات الخطاب الثقافي" واقول، في تقديري واقع الحال اكبر واعقد بي كتير من مجرد اليات خطاب للمجموعة المهيمنة.
وبمااني مهموم ومسكون بالمرجعية، "تاريخيا"، تركيبتنا الاجتماعية كافارقة، قامت علي اساس مايعرف اليوم بنظام الCast او الCast System المعروف بصورة افضل في الهند.
في هذا النظام، الشرائح او الطبقات الاجتماعية بي مفهوم معطيات الثقافة الغربية، تشكل حلقات مغلغة ومنفصلة عن بقية الحلقات، حيث العضوية قائمة لاعلي الكسب المادي كمافي الغرب، وانما بالتوارث، ابا اواما عن جد!
طبعا ده كلام غير مطروق ولاوجود له في المدخل الحالي للدراسات السودانية بحكم مرجعيتو الاجنبية، سوي غربية ممثلة في الماركسية كاطار عام لليسار، او عربية ممثلة في الاسلام السياسي، كاطار لليمين.
ولولم تقودني خطاي الي رحاب المركزية الافريقية بعد هجرتي للدنيا الجديدة، لما انتبهت لهذا الخلل المنهجي الاساسي في توجهنا الحالي.
ادين بكل حرف يخطه قلمي في هذا الفضاء لاخوتي واخواتي، الافارقة الامريكان، فالتحية لهم.
لن اغامر باسقاط هذه الخلفية التاريخية المتمثلة في نظام الCAST، علي واقعنا اليوم، ولكني ساهتدي به كحاد واطار عام. ينتظرنا مهمة دراسة تركيبتنا الاجتماعية الحالية علي ضوء هذه الخلفية العامة، بدل التسليم السائد بالفرز والتكوين الطبقي، وفقا للطرح الماركسي، في اوساط متعلمينا، ولا اقول مختصينا.
يكفي كاختبار صغير جدا، لفرضية نظام الCAST في مقابل التركيب الطبقي، ان نتناول العلاقة النمطية للنوباوي بالجعلي، كمثال:
هناوبسرعة مذهلة نصل الي كيف اداة التحليل الماركسي، تقف عاجزة تماما، في سبر غور الظاهرة موضع الملاحظة، بينما مفهوم الكاست يلقي ضوء كاشف، يضع الظاهرة في سياق تكوينا الاجتماعي، تاريخيا، وفي لمح البصر.
اقيف هنا قبل المواصلة، واقول مدخل المركزية السودانوية او الافريقية، في الدراسات السودانية، يمثل بحق، فتح مبين.
ننوه الي عدم الخلط، مابين دعوتنا للسودانوية، وماهو مطروح في السوق سلفا.
المطروح للاسف الشديد، مراوحة اخري لذات مرجعية المركزية الاوربية، ممثلة في طرح الاخ محمد جلال هاشم.
.. يتبع...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلى بشاشا إنسانا صادقا نبيلا.. (Re: عبد الحميد البرنس)
|
شكرا يابرنس.
نواصل ونقول نموذج العلاقة مابين الجعلي، كود بلد، ود عرب، او قطع شك ود ناس- والنوباوي كsub-human دون، وانطلاقا من مدخلنا الجديد المنحوت نحت، في صخر التراكم التاريخي لي ثقافتنا الافريقية او السودانية "لافرق"-يمثل فقط راس جبل الجليد الغاتس، لي كنه تركيبتنا الاجتماعية الغير معروفة ومجهولة بالنسبة لينا، تماما!
دورانا حول انفسنا، كما الكلب اللاهث خلف ذيله، وعلي مدي نصف القرن الماضي، يجسد مدي فشلنا المآساوي في التشخيص السليم لحالتنا المرضية، حيث ظللنا علي قول بامسيكا، نربط في كرعينا، كعلاج لي وجع الراس اوصداعنا المزمن!
لذلك طبيعة شحم تركيبتنا الاجتماعية، مصبوب عليهو زيت فقدان الهوية، بق نار لتقضي علي الاخضر واليابس!
بناءا عليه، خاذوقنا الحالي، هو عبارة عن خابور الهوية راكب في خرم الCAST!
الاحتلال الثنائي وعلي نحو غريزي انتبه لي تعقيدات واقعنا، الماساوي، ليصوغ من خامو السودان الحالي بعبقرية وبعد نظر يحسد عليها، ممايؤكد كيف سيادة هؤلاء لعالم اليوم، ابدا ماصدفة، وانما تتويج لعمل شاق، وتجلي لعقل جبار حقيقة!
العاقل من قدر عدوه حق قدره!
صراحة قدرة الاحتلال علي برمجة العقل الجلابي، ليعمل علي نحو الي ميكانيكي، وعلي مدي نصف قرن، بلاعطب او حوجة للصيانة، تفرض علينا احترام عقل الانجليز او الغرب، الجبار فعلا.
قطع شك اعجابنا هنا ماانبهاري، طفولي وعاطفي، وانما صادر عن فهم نقدي للعقل الغربي، ينطلق من ارضية ومرجعية خاصة بنا، ومستقلة تماما!
حاقيف هنا يا حميد، واديك المايك!!
| |
|
|
|
|
|
|