بروفسير عبد الله الطيب وأُراؤه في تطوير الثقافة السودانية المعاصرة تبلدينا

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-13-2024, 03:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة العلامة عبد الله الطيب
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-19-2004, 05:44 AM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بروفسير عبد الله الطيب وأُراؤه في تطوير الثقافة السودانية المعاصرة تبلدينا

    أستأذن الاخ الأستاذ تبلدينا في اعادة نشر هذا البوست في الذكرى الأولى لرحيل البروفسور عبدالله الطيب ، تعميما للفائدة
    رابط البوست الاصلي
    النادى السوداني - Sudanese Culb



    بروفسير عبد الله الطيب وأُراؤه في تطوير الثقافة السودانية المعاصرة
    -----------------------------------

    ينتمى بروفسير عبد الله الطيب لاسرة المجاذيب المعروفة فى السودان ، ذات التاريخ العريق في تعليم القرآن ، والتي قدمت للبلاد عدداً كبيراً من العلماء والشعراء والكتاب.

    وهو احد حداة جيل قاسى كثيرا في ظل الاستعمار وأغتنم كل ما كان متاحاً من فرص لتزود بالثقافة والعلم ، وجمع بين الثقافة العربية الأصلية ، والغربية الحديثة . وتعمق فيهما، فأصبح في طليعة علماء هذا العصر في الوطن العربي ، في مجال اللغة العربية وتاريخها ، وفنونها و آدابها.

    واذا شئنا ان نستعرض اسهام بروفسير عبد الله الطيب فى اثراء التراث العلمي العربي ، فى نصف القرن الماضي ، واثره فى وضع اللبنات الاساسية للثقافة القومية فى السودان ، فاننا يجب ان ننظر اليه من خلال مرآة العصر الذى صنعه، وصنع غيره من المفكرين والكتاب والشعراء وحتى السياسين الذين مهدوا بفكرهم المستنير لاستقلال السودان وعالجوا مختلف قضايا المعرفة الانسانية من منظور مستغل عن ثقافة الاستعمار وربطوا السودان منذ الأربعينات بقضايا الأمة العربية المصيرية- وأثمرت جهودهم فى ظهور السودان كدولة عربية – افريقية. ورغم كثرة القوميات والاعراق التى تعيش فى حدودها الجغرافية، الا انه من الثابت والمؤكد ان تاريخ دخول العرب الى السودان وانهيار الممالك المسيحية فى القرن السادس عشر، وظهور الممالك الاسلامية وانتصار الثورة المهدية على الاستعمار التركى المصرى (1885م) ألهم المفكرين والمثقفين السودانيين ، وأشعل فى صدروهم نار حب الوطن، والحفاظ على وحدته التاريخية ، والتعامل مع الثقافة العربية ، ليس كمعبر او جسر لافريقيا ، بل من خلال استيعابها ، والاضافة اليها ، واعادة صياغتها ، مستندين فى ذلك الى الموروث الحضارى للامة السودانية عبر العصور.

    وعندما انهارت الدولة المهدية (1885م-1898م) وقع السودان السودان فريسة للاستعمار الحديث ، وصنوف ممارساته التى بدأت باستنزاف موارده ، ومحاولات تفتيت وحدته ، واضعاف قدراته ،وحسه القومى . وانشات الادارة البريطانية بعض مدارس التعليم الحديث فى السودان ، تلبية لاحتياجاتها للكوادر الادارية الدنيا فى سلك الخدمة المدنية.

    ولكن حركة المثقفين السودانيين الذين تخرجوا من تلك المدارس اتجهوا بقلوبهم ، وافئدتهم صوب العالم العربي، ونجحوا فى الارتباط بالحركة الفكرية ، فى كل من مصر والشام ، وكان ان اسهم جيل الرواد ، فى تاسيس الصحف والمجلات الفكرية ، التى قادت حركة النهضة القومية السودانية ، وظهرت الصحف والمجلات السودانية منذ بدايه هذا القرن مثل جريدة السودان (1903م) التى اسسها حسين شريف . وكتب فيها يقول ( ان الحوادث ترشدونا ، والتاريخ يدلنا ، ان الكتاب والشعراء ، فى كل بلد ، وفى كل جيل ، هم قادة الامم ، والشعوب ، ومفتاح اقفال العقول والقلوب ) ، وتواصل ظهور الصحف والمجلات الفكرية ، الرائد 1914 ، حضارة السودان 1919م ، وكلها مهدت لثورة 1924م التى قادها الضابط على عبد اللطيف وتوحدا المتعلمون السودانيون فى تنظيم نادى باسمهم ، تاسس عام 1918م ، تبلورت منه فكرة مؤتمر الخريجيين ، على غرار فكرة المؤتمر الهندى 1936م ، والتى تعتبر افكاره ووثائقه هى اللبنات الاساسية للسودان المستغل الذى راى النور فى عام 1956م.

    ان بروفيسور عبد الله، والذى حصل على الدكتوراة من جامعة لندن فى عام 1950 واتجه بكليته ، الى الآداب والفنون العربية الاسلامية وإ سهم إ سهاما لا جدال فيه فى صياغة جديدة لافكار مؤتمر الخرجين وفى واقع الحياةالسودانية مثل الثورة التعليمية ، والفكرية التى توافقت وتناغمت مع جهود غيره من المثقفين السودانيين،فى مختلف مجالات المعرفة الانسانية فى بناء السودان الحديث بصورته الراهنة بعد الاستقلال عام 1956م.

    وقد الف كثيرا ، نثرا وشعرا ، وقدم له ديوان " أصداء النيل" د. طه حسين فى عام 1960 وتصدى للديوان بعض النقاد.

    ولكنه يقول عن نفسه بان ليس رجعيا ، فهو لا يجهل الجديد ، ولا يرفض التجديد ، بل جاء فى احدى محاضراته " انى كنت ممن فتن بما فتنت به نازك الملائكة وسواها من بعد ، ونحن تبنا قبل فتنتها " ، فقد نظم القصيدة الحرة فى بداية الاربعينات كضرب من التجريب ، ولكنه تخلى عن تلك التجربة عندما راى انها غير ذات نفع . غير انه يعيب على المستحدثين الاستسهال ، والجهل بالعروض والاوزان ، والابتعاد عن جزالة اللغة ورصانتها.

    وفى نثره تلاحظ روح الدعابة ، واستخدامه أحيانا اللفظ الدارجى الموحى فى غير حرج كما ورد فى كتابة " من نافذة القطار" : " كنا نهم بقطع سليمان باشا ونحن خائفون ، وكان (س) يلبس كسكتة واقترح ركوب التاكسى جزعا من مجابهة الحركة – تاكسى .. تاكسى.... صاحبها بتعلمه وتقعره.. ووقف التاكسى .. وركبنا صاحبا بكسكتته .. وإذا ببعض التلتوار يعلق بصوت مسموع..البرابرة عاملين خواجات"

    ويجهل بعض النقاد الذين يصفون د. عبدالله الطيب بالتقليد فى شعره ( شأنهم فى ذلك ما ذكوه عن " محمد سعيد العباسى " أن فى أ هل السودان بداوة قد يصقلها التعليم ولكنه لا يلغيها من وجدانهم ، وفيهم احساس عميق بالموسيقى عامة ، والموسيقى اللفظية على وجه الخصوص ، ولعامتهم ومتعلميهم ولع بالفصاحة التي قد ترقى الى مستوى الفروسية ان لم تكن دوما مرتبطة بها.

    وللدكتور عبد الله دراسات رائدة اللغة والأدب ، فهو صاحب " المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها " الذى قدم له أيضاً د. طه حسين بقوله : " هذا كتاب ممتع الى أبعد غايات الامتاع ، لا اعرف ان مثله قد أُتيح لنا فى هذا العصر الحديث ، ولست اقول هذا متكثرا او غاليا او مؤثرا ارضاء صاحبه ، وانما اقول عن ثقة وعن بينة ... الخ" ثم .. "انا سعيد بانى اقدم الى قراء العربية هذا الأديب البارع ، لمكانه من التجديد الخصب فى الدراسات الادبية اولاً ، ولانه من اخواننا اهل الجنوب ثانيا وانا سعيد بتقديم كتابه هذا الى القراء ، لانى انما اقدم اليهم طرفة أدبية نادرة حقا لن ينقض الاجاب بها ، والرضى عنها ، بمجرد الفراغ من قراءتها ، ولكنها ستترك فى نفوس الذين يقرأونها آثاراً قية .. الخ "

    ويذكر أهل السودان للدكتور عبد الله الطيب عملا فذا ، نسال الله تعالى ان يجزيه عنه خير الجزاء ، اذ قام بتفسير القرآن الكريم باللهجة السودانية الدارجة من خلال المذياع ، فانطلق صوته فى حواضر السودان وبواديه مفسرا شارحا للكتاب الكريم بعبارات مفهمومة لعامة الناس ، وبذلك الجهد الرائد أكدد د. عبد الله الطيب دور المثقف ، ولم يقصر جهده على التأليف الأكاديمى او اتاحة المعرفة فقط داخل قاعة المحاضرات.

    والدكتور العلامة امتداد لحركة النهضة الثقافية فى السودان ، اسهم بلا ريب فى تاصيل الثقافة القومية السودانية ، حيث اهلته معرفته الموسوعية بالثقافة العربية والاسلامية ، وبالتراث القومي السودانى ، وبالآداب والفنون الغربية للقيام بهذا الدور.

    وكنموذج لاصالة فكره وعمق ثقافته العربية والغربية ، اخترنا لكم مقالته الجرئية التى نشرت فى مجلة " الدوحة" بعنوان " الفتنة بالشاعر اليوت خطر على الادب العربي " فقد اتى على شعراء العربية الجدد حين من الدهر كان فيه الشاعر الانجليزى " تى . سي. اليوت "(1) رائد نهضتهم الشعرية ، وحادى فلسفتهم النقدية ، فاولعوا باسلوبه فى النظم ، وتناوله موضوع القصيد الذى هو فى نظره " ليس اطلاقا للانفعال، ولكن هروب من الانفعال ، وليس تعبيرا عن الشخصية ، ولكن هروب من الشخصية"

    ويرى الدكتور عبد الله الطيب " ان اليوت اثر سلبا على الحركة الشعرية الجديدة ، لانه لم يكن اصيلا ، ولكنه توكأ على عصى الشعراء العرب الأقدمين من خلال التراجم بواسطة المستشرقين الى اللغة الانجليزية ، واثبت بالنصوص ان اليوت قد اتكى على صورة لبيد فحاكاه فى معلقته ، كما سطا على معانى امرىء القيس وذي الرمة ، وسلك فى نظمه سبيلا اشبه بالقافية العربية ، واستخدم الجناس الحرفى او الداخلي الذي ليس باصيل فى اللغة الانجليزية ، ولكن اصوله اخذت من البديع العربي فى القرنين الحادى عشر والثاني عشر للميلاد

    وبعد

    فهذه عجالة قصدنا منها القاء بصيص من النور على الثقافة السودانية المعاصرة ، ودور احد اساتذة هذا الجيل فيها.

    ربما شابها غير قيل من التقصير فى حقها وحقه ، والقصور فى طريقة عرضها ، بسبب ندرة المصادر والمراجع وضيق الحيز ، وتواضع الاهتمام الذى انضبته الهموم

    (1) Thomas Stearns Eliot
    توماس ستير نز اليوت ولد سنة 1888 م وتوفى سنة 1965م نشأ بسنت لويسس ، مسورى من الولايات المتحدة بامريكا الشمالية وتلقى تعليمة الجامعى بين سنة 1906م و 1915م فى هارفارد بامريكا ، والسوربون فى باريس ، واكسفورد بانجلترا ، استقر بانجلترا بعد سنة 1915 وتجنس بالجنسية البريطانية ، ويذكر مترجموه انه كان من اسرة عريقة الاصل من السلالات البريطانية القديمة ذات جاه وثراء ، وكان هو مع أدباء عصره من انجلترا من رجال الاعمال الناجحين فى ميدان النشر. وكان مرموق المكان بين ادباء عصره من جانبي المحيط الاطلسى ، قريبا فى المنزلة عندهم مما كان عليه اديبا الامة العربية الاستاذ العقاد والدكتور طه حسين رحمهما الله ، اشتهر اول امره بعد نشره منظومته ( الارض المقفرة ) سنه 1922.
    (The Waste land )
    ويقال ان الذى نُشر حينئذ كان شيئا مختصرا ، اختصر منها- وهى طويلة جدا – صاحبه واستاذة الروحى إزارا باوند Ezra Pound وعندي ان مثل هذا القول ، صح او لم يصح ، مما لا ينبغى ان يعول عليه واليوت اعظم بها شهرة بين أدباء العرب المتعلقين به منه بغيرها ولكنه فى فرنسا مثلا اعظم شهرة بمسرحيته (مقتل في الكنيسة
    (Murder in the Catheral)
    وللناس فيما يعشقون مذاهب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de