دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
هكذا عذب فاشست الجبهة الاسلامية النقابي على الماحي حتى الموت
|
هكذا عذب فاشست الجبهة الإسلامية النقابي على الماحي حتى الموت إنها مقتطفات قليلة من حفلات التعذيب التي نظمتها الجبهة الإسلامية القومية في بلدي السودان بعد انقلابها على الديمقراطية وتكريسها لأقذر أنواع الحكم عرفته بلادنا في تاريخها ، انقلها شهادات حية من الكتاب الذي روى فيه النقابي علي الماحي السخي هول التعذيب الذي وقع عليه في سجون الإنقاذ وبيوت أشباحها الرهيبة ، والكتاب أصدرته المجموعة السودانية لضحايا التعذيب بالقاهرة وقام بتحريره الدكتور حسن الجزولي . وكما جاء في التقديم : هذا المزيج من دقة المؤرخ وسماحة الفكر والروح يجعل من هذا الكتاب وثيقة هامة في كتابة تاريخ السودان الحديث كما يجعله مساهمة حية في التربية السياسية والروحية للشباب السوداني .
إهداء : إلى الشعب السوداني البطل.. اقدم ما وقع علي وعلى زملائي دون زيادة أو نقصان علي الماحي السخي مقتطف أول : بعد فترة حضروا واقتادوني وأنا معصوب العينين والدماء تسيل من مختلف أنحاء جسمي إلى غرفة وأجلسوني على كرسي ، وكانت أمامي على ما يبدو طاولة يجلس عليها شخص ما وقد طلب مني أن احكي له كل شئ عن نفسي وحياتي بالتفصيل وأيضا عن آخرين الذين اعرفهم ! ، قلت له انه ليست لدي أي أشياء خاصة بي أو بآخرين اعرفهم لكي أقولها لك . قال لي تحدث عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي ، قلت له بأنني لا اعرف اكثر مما تعرفون عن اتحاد العمال والحزب الشيوعي بالإضافة إلى إنني لا يمكن أن أتحدث مع شبح بالنسبة لي وأعيني معصوبة ومن الأفضل أن يفك العصابة عن عيني حتى أستطيع أن أحادثه ويحادثني وجها لوجه ! فقال لي ( ما تتفاصح وما عايزين كلام كتير أنت حا تتكلم عن ناس اتحاد العمال ) فقلت له ناس اتحاد العمال بشر معروفين لديهم اتحادهم الشرعي وهم يمارسون نشاطهم بشكل قانوني ـ كما إن رئيسه وأعضاءه معروفون لديكم فلماذا تسألني عنهم ولعل هذا موضوع يحتاج لمعرفة وفي إمكانكم الوصول إليهم ؟ فقال لي انهم يريدون الجانب لآخر من نشاطهم .. الجانب السري ( في معلومات عن نشاطهم ما عرفتها وأنت بالذات ملم بيها .. خاصة الفترة السارح فيها أنت وجماعتك في فترة الجاهلية ) ! . وكان يقصد بالطبع الفترة الديمقراطية التي قضوا عليها بواسطة انقلابهم ويطلقون عليها الآن فترة جاهلية ! .. قلت له لم يكن لاتحاد العمال نشاط غير معروف في الفترة الديمقراطية ، وبمجرد أن ذكرت كلمة ديموقراطية لا اشعر الا بأحد عناصر الأمن من المشرفين على التحقيق معي يصفعني بعنف على وجهي حتى وقعت على الأرض قائلا لي ( وكمان مصر تقول ديموقراطية .. دي كانت فترة جاهلية ! ) .. المهم من جانبي قلت لهم ان أردتم ان تحققوا معي فيجب عليكم ان تفكوا العصابة عن عيني لكي أعرفكم كما تعرفوني .. كان المحقق في هذه اللحظة يضرب الطاولة بواسطة مسطرة أو عصا طويلة على ما يبدو ويقول لي ان هذا الحديث لا يفيدني في شئ وعلي أن أدلي بكل ما اعرفه وأنا معصوب العينين .. وفي النهاية وعندما لم يجد أي إمكانية في التحقيق معي وانتزاع ما يطلبه من معلومات قال لحراس الأمن ( ياخي ده زول لميض وقليل أدب وراجل كبير صعلوك ساكت وعلى أي حال سوقوه طوالي للتنفيذ . عندما خرجت مع الحراس قالوا لي انهم سيتوجهون بي إلى الإعدام حيث سيلقون بي داخل بئر عميقة وهذه طريقة الحكم التي كلفوا بتنفيذها .. ذهبوا بي وأنا معصوب العينين إلى مكان يبدو انه بعيد ونائي ثم أجلسوني على الأرض واحضروا لي بعد قليل ورقة وقلم وطلبوا مني كتابة وصيتي لأسرتي التي ستستلمها بعد تنفيذ حكم الإعدام . قلت له ليس لدي أي وصية ولن اكتب شيئا ، فرد علي أحدهم قائلا ( عنك ما كتبت ) ! ثم أوقفوني واقتادوني وبعد فترة وجيزة طلبوا مني أن أتوقف ففعلت ثم فتحوا بابا اعتقدت أن به البئر ( الموعودة ) .. سادت فترة من الصمت وكنت احبس أنفاسي واحسب الثواني والتقط آخر الأنفاس وأنا اردد في سري ( الشهادة) .... فجأة دفعوني بعنف إلى الأمام بحيث ظننت بالفعل انهم يدفعون بي إلى داخل البئر وقد أحسست أن أمعائي قد انقلبت رأسا على عقب وان ارجلي ليست موجودة في جسمي فلم اعد اسمع أي شئ من حولي فضلا عن إنني لست قادرا على رؤية أي شئ بسبب العصابة التي ربطوها بإحكام على عيني ! ... فإذا بي اندفع بقوة على الأرض فوق مجموعة من الأجساد ودون أن اعي وجدت نفسي انتزع العصابة بعنف وهلع من فوق عيوني لاكتشف إنني في نفس الزنزانة التي تم اقتيادي منها للتحقيق ! .. كان حراس الأمن بعد أن دفعوا بي إلى داخل الزنزانة قد احكموا قفلها من الخارج ومضوا لحال سبيلهم ، فانتزع جميع المعتقلين العصابات من أعينهم بعد مضي اكثر من عشرين ساعة قضيناها سويا ، وخلال حفلات التعذيب ما بين الثانية عشر والخامسة صباحا كان قد أضيف لنا خمسة من المعتقلين وهم كل من المحاسب علي العوض والاقتصادي نصر الخضر والمهندس محمد نصر الدين والتاجر عبد المنعم بسوق السجانة ومعتقل آخر يعمل كاتب محكمة لا استحضر اسمه للأسف . تعرفنا عليهم بعد أن انتزعنا العصابات عن أعيننا وبدأ كل منا يروي ما مر به ظروف طيلة الأيام السابقة . ونواصل
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا عذب فاشست الجبهة الاسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (Re: Elmosley)
|
خالد عبيد المؤسف حقيقي ان معظم التيارات المعارضة لم تعد تتحدث عن مبدأ المحاسبة عن الجرائم التي ارتكبت في حق اجمل رجال ونساء السودان من هذه الجبهة الاسلامية وما علي الماحي السخي الا احدهم ارجو ان تواصل في في التذكير بما حدث لهؤلاء الشرفاء طيلة الاربعة عشر عاما الماضية وارجو ان نستطيع تشكيل موقف ثابت ومتقدم وسط اعضاء وقراء المنتدى هنا حول ضرورة المطالبة بالمحاسبة طالما ان هؤلاء المناضلين تعذبوا وشردوا واستشهدوا لأجلنا جميعا ولأجل سودان حر ديمقراطي وذلك بمواصلة فضح انتهاكات السلطة لحقوق الانسان ونشر كل الانتهاكات واستكتاب من لم يسجلها بعد
القصاص القصاص القصاص القصاص القصاص آآت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هكذا عذب فاشست الجبهة الاسلامية النقابي على الماحي حتى الموت (Re: Elmosley)
|
خالد عبيد المؤسف حقيقي ان معظم التيارات المعارضة لم تعد تتحدث عن مبدأ المحاسبة عن الجرائم التي ارتكبت في حق اجمل رجال ونساء السودان من هذه الجبهة الاسلامية وما علي الماحي السخي الا احدهم ارجو ان تواصل في في التذكير بما حدث لهؤلاء الشرفاء طيلة الاربعة عشر عاما الماضية وارجو ان نستطيع تشكيل موقف ثابت ومتقدم وسط اعضاء وقراء المنتدى هنا حول ضرورة المطالبة بالمحاسبة طالما ان هؤلاء المناضلين تعذبوا وشردوا واستشهدوا لأجلنا جميعا ولأجل سودان حر ديمقراطي وذلك بمواصلة فضح انتهاكات السلطة لحقوق الانسان ونشر كل الانتهاكات واستكتاب من لم يسجلها بعد
القصاص القصاص القصاص القصاص القصاص آآت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: b (Re: خالد العبيد)
|
والمؤسف الكبير الرجال الذين كنا نعدهم من الاخيار 000ونراهم يتهافتون لزيارة الترابي والجلوس معه000
| |
|
|
|
|
|
|
المقتطف الثاني (Re: خالد العبيد)
|
الجزء الثاني وفي حوالي الساعة الحادية عشر صباح اليوم التالي تم اقتيادنا جميعا وعددنا أحد عشر معتقلا ونحن معصوبي الأعين إلى زنزانة ضيقة لا تزيد مساحتها عن مترين ونصف x مترين تقريبا .. بحيث إننا عندما ننام على البلاط يستلقي بعضنا فوق البعض الآخر فاستمرينا على هذه الحالة لمدة أسبوع كنا نضرب خلالها يوميا وتعصب أعيننا لساعات طويلة ، وكانوا خلال كل ربع الساعة يضربون بعنف على أبواب الزنزانة ليطير النوم عن أعيننا ولا نستطيع بعدها أن نستمتع بأي إغفاءة إلا بعد صعوبة بالغة يعودون خلالها ليطرقوا مرة أخرى على الباب ، وهكذا استمر موال الضرب والإهانة والتهديد بالتصفية والطرق على الأبواب طيلة فترة مكوثنا في تلك الزنزانة . بعد يومين من وجودنا في تلك الزنزانة طلبنا منهم السماح لنا بالخروج لقضاء الحاجة لان الإرهاق قد أصابنا والتعب قد بلغ منا فرفضوا طلبنا إلى أن اضطر أحدنا إلى أن يتبرز ويتبول على ملابسه تحت ظروف مرضه والإرهاق الذي ظهر عليه ، فلجأنا إلى الطرق على باب الزنزانة بعنف فحضروا بعد فترة طويلة وكان الغضب يتطاير من أعينهم فيبدو إننا أيقظناهم من النوم فاستفسروا عن أسباب طرقنا لباب الزنزانة فأوضحنا لهم إن أوضاعنا قد أصبحت في غاية الخطورة وقد يؤدي عدم ذهابنا إلى دورات المياه إلى التسمم ، خاصة إن أحدنا بحاجة إلى لإسعاف سريع الا انهم في مقابل هذا المطلب الإنساني العادل والبسيط واجهونا بالمزيد من الضرب حتى تركوا بعضنا بين الموت والحياة ولم يستجيبوا لمطلبنا !.. عادوا بعد فترة طويلة وطلبوا منا الخروج بالدور فاجبرنا على الذهاب إلى دورة المياه ونحن معصوبي الأعين عن طريق تحسس الحائط كالعميان تماما ، وما أن يصل الواحد منا إلى دورة المياه وقبل قضاء حاجته بالكامل حتى يفاجئونه بالقرع على الباب ويجبرونه على الخروج والعودة سريعا إلى الزنزانة حتى دون إتاحة الفرصة له لكي يغتسل !.. وهكذا استمر هذا الوضع لعدة أيام كان وضعنا الصحي يزداد سوءا والعقاب والتعذيب ينهال علينا في كل لحظة ، ولم نذق للنوم طعما حتى صرنا نعتاد على ذلك ، بالإضافة إلى أن الطعام الذي يقدم لنا كان رديئا للغاية وهو عبارة عن وجبة واحدة في اليوم تقدم دون زمن محدد بل حسب الأمزجة وكان يتكون من مياه عادية مسخنة وبها فتات ( القراصة) المملحة فقط .. أما مياه الشرب فيحدث أن نحرم منها ليوم كامل . شعرت بتعب شديد جدا لأنني أصلا مصاب بأمراض في المجاري البولية فطرقت الباب بشدة حتى حضر شخص يدعى حسن كلابيش ، وقد أطلق عليه المعتقلون هذا الاسم لان مهنته كانت تعليق المعتقلين بالأصفاد على أبواب الزنازين بحيث يظل المعتقل معلقا دون أن يستطيع الوقوف على أرجله حتى صباح اليوم التالي !.. سألني حسن كلابيش عن سبب طرقي لابواب الزنزانة فشرحت له بكل أدب واحترام إنني اشعر بإرهاق وأعراض حمى ودوار لأنني أصلا مريض وطلبت تحويلي إلى طبيب .... نظر نحوي مدة طويلة وبعدها طلب من بقية المعتقلين أن يتجهوا نحو الحائط على أن تكون العصابة على أعينهم ففعلوا ، ثم طلب مني أن انزع العصابة ففعلت فإذا به ينهال علي بقبضته اليدوية القوية بالضرب ، ضربني على وجهي وعلى رأسي وبين أضلعي وكافة أجزاء جسمي حتى وقعت على الأرض وأنا بين الإغماء واليقظة ، بعد ذلك هددني بالتعليق على باب الزنزانة أن فعلت لك مرة أخرى أو طلبت معاينة طبيب أو إسعاف ! حسن هذا شاب صغير السن وقد جعلني تصرفه هذا أحس حقيقة بالمهانة والاستغراب لمثل هذا التصرف الذي لا يليق ولم نسمع به مطلقا بين أوساط شعبنا وتربيته ، خاصة إن هذا الشاب يقارب عمره عمر أبنائي فكيف يسمح لنسه بمثل هذا السلوك مع رجل في مقام وعمر والده ؟!! . بعد فترة حضر أحد عناصر الأمن ويدعى (جيكس) وطلب منا الخروج صفا واحدا إلى دورة المياه بنفس طريق سير العميان وهو يوجه لنا سيلا من الإهانات والشتائم المقذعة علينا وعل أسرنا وعلى الذين أنجبونا ، ثم عاد بنا بنفس سرعة ذهابنا وهو يسبنا ويركلنا . !! ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقتطف الثاني (Re: aba)
|
بقدر ما قراءة هكذا توثيق هو فعل مؤلم و محبط . و لكنه أمانة في عنق الجميع من أجل الاجيال القادمة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المقتطف الثاني (Re: Mandela)
|
جسور مدهش هذا الرجل حظيت بمجالسته في رحلة استشفاه في بيت اخونا وزميلنا عادل محمد عبداللطيف مانديلا عندما كان يحكي عن هول التعذيب الذي تعرض له وبقية المعتقلين كان بدني يقشعر وكان علي الماحي يحكي وفي لمعة وبريق عينه كلام كثير رغم التعذيب كان مبتسما لكن هناك غصة تعكس ما اقترف اولئك الاندال في حق شعبنا رغم هذا وذاك صمد عم علي واوصانا ان نقبض علي الجمر وكان متمسكا بالحياة وروح النضال الشبابية حتي صار صديقا لكل الشباب وكان حتي رحل يعمل من اجل وطن حر ديمقراطي وكان شجاعا في توثيق تجربته وملحا علي ان يصدر هذا الكتاب الا انه لم ىنتظر صدوره.
التحية له ولكل المناضلين الشرفاء
| |
|
|
|
|
|
|
الجزء الثالث (Re: خالد العبيد)
|
الجزء الثالث
في اليوم التالي اذكر انهم فتحوا باب الزنزانة ودخلوا علينا ، ودون أن يتحدثوا معنا اختاروا أصغرنا عمراً وهو ابننا علي العوض حيث القوا به أرضا وانهال عليه المدعو جيكس بالضرب وأوسعه تنكيلا وظل يطلب منه الاعتراف بأنه ( شيوعي ) كان علي العوض بمثابة بطل حقيقي وهو يتلقى الضرب بطل صلابة ورجولة رغما عن الدماء التي سالت منه وهو يقول لجيكس انه لم يتعود على الكذب ولن يقول انه شيوعي لانه ليس شيوعيا بل ديمقراطيا وعضوا في الجبهة الديمقراطية ، بينما كنا نشاهد ما يجري أمامنا بكل دهشة واستغراب .. استمر جيكس يضرب علي العوض وكانوا يصبون عليه الماء البارد ليواصل جيكس التنكيل به ، بعد فترة من الضرب تركوه على الأرض والدماء تسيل منه وخرجوا ، وعادوا بعد ربع الساعة وطلبوا منا الوقوف وأجبرونا على أداء تمارين رياضية شاقة وعنيفة ومتنوعة . اذكر إننا كنا أثناء ذلك نسمع ( حفلات ) تعذيب وتنكيل بأحد المعتقلين المعروفين لدينا في الزنزانة المجاورة لنا ويبدو إن هذا المعتقل قد انهار بعد اشتداد الضرب عليه فلم يحتمل التعذيب وبدأ في ذكر مجموعة من أسماء الأشخاص النشطين نقابيا من التي طلبوها منه !... وكنا نسمعه يردد بصوت عال اسمي واسم حسن كنترول وآخرين .. ويبدو انهم طلبوا نته ذلك عن قصد حتى اسمعه وهو يردد اسمي في محاولة أخرى منهم لإجباري على الانهيار ! وللتاريخ اذكر إن هذا النقابي وعلى الرغم من كل الذي بدر منه في لحظة ضعف إنساني طبيعي الا انه صحح مواقفه فيما بعد ، خاصة بعد أن اغتالت عناصر جهاز الأمن والجبهة الإسلامية ابنه ، وهو حاليا في المواقع المتقدمة للمعارضة السودانية المسلحة بالأراضي المحررة وفي الصفوف الأولى للتجمع الوطني الديمقراطي يزود عن الشعب ويناضل من اجل عودة الحياة الديمقراطية . بعد فترة نقلوا منا مجموعة كبيرة من المعتقلين إلى مكان آخر وقد ذكروا لنا تنهم سينفذون عليهم جميعا حكم الإعدام ! . ولم يتبق بالزنزانة سوى كل من علي العوض ودكتور نصر محمود حسنين بالإضافة إلى شخصي حيث ظللنا في ذلك المكان لمدة تزيد عن الستة والثلاثين يوما كانت فيها حفلات الضرب والتنكيل والإهانات البذيئة مستمرة علينا إضافة إلى إجبارنا إلى تأدية التمارين الرياضية العنيفة على الرغم من إنها قلت كثيرا عما سبقها في الأيام الأولى ، وذلك بعد أن اكتشفوا انهم لن يحصلوا على ما يطلبوه منا ! انضمت إلينا خلال تلك المدة مجموعات جديدة من المعتقلين السياسيين من كافة الأحزاب السياسية . وفي تلك الفترة قد اكتشفنا إننا معتقلون داخل أحد المنازل الحكومية التي أدخلت عليها بعض الإضافات والتعديلات ليتحول إلى معتقل سري خاص وهو ضمن منازل أطلق عليها فيما بعد بيوت الأشباح والتي سيرد ذكرها كثيرا في هذه المذكرات ! في أحد الأيام احضروا إلينا مجموعة من المعتقلين كان من بينهم كل من المهندس عوض الكريم محمد احمد النقابي المهني البارز واحد قيادات التجمع النقابي الذي قاد انتفاضة مارس / أبريل ثم محمد نور السيد رجل الأعمال الذي عرف بالظرف وخفة الدم واذكر له واحدة من طرائفه التي بددت عنا وحشة الاعتقال انه كان يستفسر بخوف وهلع بدأ لنا حقيقيا عن الفترة قضيناها في هذا المكان وعن المكان نفسه واصله وأشكال التعذيب التي مورست علينا ، وعندما روينا له ما مر بنا في ظروف اعتقالنا تلك بدأ يندب حظه ويستنكر وجوده معنا والأسباب التي تجمعه بنا وبأمثالنا وقال ما معناه إننا جميعا ضمن سياسيين محترفين ومعتادين على ( البهدلة ) ومن قاع المجتمع وليس له أي علاقة بالحركة العمالية أو المهنية أو أي نشاط سياسي عام ، وقال إن علاقته بالحزب الشيوعي كانت مع الشهيد عبد الخالق محجوب باعتباره صديقا له ، وان العلاقة انتهت باستشهاده ، وقال إن الشيوعيين لم يأتوا له في طيلة حياته معهم سوى بالمشاكل و ( التلاتل ) مما أثار استنكارنا واندهاشنا من غرابة حديثة ، حتى إن بعضنا تحفز للاعتداء عليه ، حتى اكتشفنا خلال سير ذلك إن الرجل لم يكن جاداً فيما يقول بل كان يداعبنا وقصد بروح الدعابة إخراجنا من أجواء الوحشة التي عشنا فيها بعد أن استمع لرواياتنا وما واجهناه من مصاعب لتبديد الكآبة التي وجدنا بالفعل نعيش فيها علما بان الرجل في الأصل ليس من نوع الذين ينكسرون ! وبالفعل استطاع محمد نور السيد أن يخفف عنا قليلا من وطأة الاعتقال وان ينسينا الجراح حملتها أجسادنا وارواحنا ويعيد ولو قليلا البسمة إلى شفاهنا ، وللغرابة لم يتعرض محمد نور السيد في ذلك الاعتقال للضرب مطلقا وربما كان لروح الدعابة والمرح والبسمة الدائمة على شفتيه والتي أوحت لأعضاء عناصر الأمن تاجر كبير يعيش في بحبوحة ومن الممكن ابتزازه ، وبالفعل حدثنا فيما بعد إن بعض عناصر الأمن طلبوا منه مساعدات مالية وانه ظل يعدهم بذلك حتى خرج من المعتقل دون أن يقدم مليما واحدا لأي منهم ! أما الباشمهندس عوض الكريم فقد اكتشف لنا طريقة لتزجية الوقت بصناعة قطع شطرنج صغيرة وجميلة من فتات الخبز وقد كنت أتبارى معه تحت البطانية ! ونواصل في الجزء الرابع ونستعرض بالتفصيل الأساليب والطرق التي اتبعتها الجبهة الإسلامية في التعذيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجزء الثالث (Re: خالد العبيد)
|
العزيز خالد العبيد اخاف ان يكون هذا السلام المزعوم صك غفران لهؤلاء السفله واشباه الرجال ورؤساؤهم ومنظرينهم والمتوالين معهم وتنابله السياسين المحترفين الذين هرولوا الى شيخ السوء مسيحنا الدجال لتهنئته بسلامه خروجه من معتقله الصيفى بكافورى وخوفى ان يضيع دم من عذبوا فى بيوت الاشباح ومن قتلوا فى محارق الانقاذ العرقيه لعن الله هؤلاء الاقزام المخنثه الذين اذلوا رجال عظام أقل من فيهم اعظم قامه وهامه من اكبر ذقن من دقون ضلاليه الاسلالميون من اعضاء الجبهه الاسلاميه ومحترفى السياسه من الاحزاب اللاهثه إنبطاحآ للفوز بفتات من كعكه السلطه المعجونه بدم ولحم ابناء وبنات واطفال هذا الوطن ولعنه الله علينا مرتين إن لم نجعل من دماء هؤلاء ثأر شخصى فالقاتل معروف والمقتول معروف ولا خير فينا اذا انتظرنا لجان محاسبه ومحاكم لم ولن تعقد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الجزء الثالث (Re: muntasir)
|
استاذن الاخ خالد العبيد في الواصله حيث جاء في صفحة 151 من كتاب الناضل السخي مايلي:-ومن اغرب ماشاهدناه داخل ذلك المعتقل والذي لم نكن نتوقعه مطلقا في مثل هذه الاعتقالات هو حضور اعداد من الطالبات المحجبات والطلبه الاسلاميين من الجامعات والمراحل الثانويه في احد الايام الي ذلك المنزل وهو الامر الذي لم نجد له تفسيرا معقولا او مبررا؛ وعلي كل يبدو ان الزياره قد رتبت لهم بواسطة قيادات نافذه في السلطه لقضاء يوم باكمله داخل ذلك المنزل والطواف علي الزنازين عبر الابواب والنوافذ لكي ياخذوا فكره بسيطه عما يدور في تلك المنازل ومن الواضح انهم في فتره تدريبيه ما او لاعطائهم مزيدا من شحنات العداء والكراهيه لمجتمعهم حيثوا ظلوا طيلة ذلك اليوم يسرحون ويمرحون داخل المنزل بين المعتقلين دون ان يتحدثوا مع اي واحد منهم يهللون ويكبرون ويتلون القران بصوت عالي ويرددون انشيدهم الاسلاميه بحماس لا نظير له وفي نهاية اليوم غادروا المنزل
| |
|
|
|
|
|
|
اساليب الجبهة الاسلامية في التعذيب (Re: خالد العبيد)
|
الجزء الرابع أساليب الجبهة الإسلامية في التعذيب أدخلت الجبهة الإسلامية أساليب اكثر تطورا وبصورة حديثة في انتزاع الاعتراف أو المعلومة كالصعقة الكهربائية حيث يتعرض المعتقل لجهاز مصمم خصيصا لتفريغ شحناته الكهربية التي تؤثر على المعتقل لدرجة انه يفقد وعيه أو يحدث له شلل مؤقت في كل أجزاء جسمه ، بالإضافة إلى أساليب التعليق على سقف الحجرة بواسطة المروحة التي تظل دائرة بكامل قوتها ، أو اسلوب تعليق المعتقل على حديد أبواب الزنزانة المعرضة لأشعة الشمس بحيث لا يستطيع المعتقل المقيد من يديه احتمال حديد أبواب الزنزانة الساخن عندما تشتد حرارة الشمس ، وهناك اسلوب تعليق المعتقل من أرجله على مروحة الغرفة كالشاة لحظة سلخها ثم تدار المروحة ببطء أحيانا وبشدة أحايين أخرى ! أو أن يجبر المعتقل على الاستلقاء على سرير من حديد خالي من الفراش ويتم تقييد أرجله وأياديه ثم يغذى السرير بشحنات كهربائية يتلقى المعتقل ضرباتها بعنف حتى يغمى عليه ، وما إلى ذلك من انتزاع أظافر الأصابع بواسطة آلات معينة أو اللجوء إلى الخصي وكي أطراف الأرجل وهما مقيدتان . ثم أشكال الاعتداء الجنسي على المعتقل بواسطة جنود أو رجال أمن أفظاظ دربوا خصيصا على مثل هذا النوع من الاعتداء وضرب أي معتقل بغض النظر عن عمره وصحته ويتم التركيز مناطق حساسة في الجسم كالمثانة ومناطق الجهاز التناسلي والرأس والرقبة وعلى الوجه وبقية المناطق الأخرى الضعيفة في الجسم ، أو إجبار المعتقل على أداء أشكال عنيفة من الرياضة لمدة ساعات طويلة أو إجبار على رفع يديه لمدة طويلة قد تصل إلى اكثر من ثمان ساعات ويعاقب بالضرب عليها بعنف في أي لحظة يحاول فيها المعتقل إنزال يديه للراحة ولو لقليل ! هذا خلافا للشتائم والإساءات البذيئة للمعتقل ولكافة أفراد آسرته ومعارفه ، هذا فضلا على التهديد المستمر باغتصابه أو اغتصاب أحد أفراد الأسرة أمام عينيه وفي بعض الحالات يتم هذا بالفعل كما حدث للعميد محمد احمد الريح . من طرق الإذلال الأخرى إجبار المعتقل على تقليد أصوات الحيوانات أو طريقة سيرها أو صفاتها الأخرى كما يجبر المعتقل على الركوب فوق ظهر زميله الآخر الذي يجبر على تمثيل وضع الدابة في سيرها ! أو إجبار المعتقل على الإتيان بحركات وتمثيل أوضاع هزلية إمعانا في السخرية والإهانة ، بالإضافة إلى إطلاق حرية عنصر الأمن المشرف على التعذيب في تقدير ما يراه مناسبا من أساليب التعذيب والمعاملة والعقاب الأخرى كإجبار المعتقل على نقل مياه بركة آسنة كاملة من مكانها إلى مكان آخر بواسطة علبة صلصة عليها ثقوب متعددة أو إلقاء المعتقل في حفرة بعد أن تعصب أعينه ويدفع بعنف إلى تلك الحفرة بعد أن يبلغ أن ساعة إعدامه قد حانت ! أو اللجوء إلى طريقة أخرى تجعل المعتقل يدخل في أجواء الإعدام ومتابعة طقوس الإعداد له وهو معصوب الأعين بان يبلغ مثلا قرار إعدامه قد صدر ويمنح ورقة وقلم لكتابة وصيته الأخيرة ثم يأخذونه ويلقون به في مؤخرة العربة ويغطونه بكمية من البطاطين بحيث لا يستطيع رؤية شئ فتتحرك العربة إلى حيث تنفيذ الإعدام ، واثناء الساعات الطويلة لسير العربة يحس المعتقل انهم بالفعل يتجهون به إلى مكان بعيد ونائي بينما في واقع الأمر لم تبارح مكانها أصلا بل تظل تدور في نفس المنطقة وحول المكان فقط لإيهام الضحية ليس الا ! وفيما بعد ينزل المعتقل من العربة وهو معصوب العينين وبعد لحظات وبينما هو يتابع ويسمع حركة عدد من الجنود حوله وأصوات تعبئتهم للجبخانة فإذا بهم يدفعون به فجأة نحو حفرة عميقة ويتبعون ذلك بإطلاق رصاص في الهواء الأمر الذي يوهم الضحية بان ما يجري هو حقيقة فيرتعب ويعيش في دوامة الاعتقاد بالرحيل الأبدي فيواجه مصيره وهو مغلوب على أمره بتلاوة الآيات القرآنية وترديد الشهادة ! وقد حدث هذا بالفعل معي شخصيا داخل بيوت الأشباح كما حدث للعشرات من زملائي المعتقلين الذين اعرف بعضهم ولا اعرف بقيتهم من الذين زاروا تلك البيوت المرعبة كما سأروي لاحقا !! ومن الأساليب الأخرى للتعذيب البدني والنفسي حرمان المعتقل من الخلود للراحة ولو لدقائق حيث يحرم من النوم لفترات طويلة أو الحرمان من الأكل أو الشرب لساعات قد تمتد ليومين وحرمانه من قضاء الحاجة لفترات طويلة حيث تؤدي به حتما إلى الوفاة ، ثم اللجوء لحبس المعتقل في أماكن غريبة وشاذة كالمراحيض أو الحمامات الضيقة لأيام طويلة وأحيانا لشهور عديدة بعد أن يملئون أرضيتها بالماء البارد أو المتسخ بحيث لا يستطيع المعتقل الخلود للراحة بالنوم أو الاستلقاء أو حتى الجلوس ! إضافة إلى أشكال أخرى من التعذيب أطلقوا عليها أسماء أصبحت مشهورة في أوساط المعتقلين السياسيين والذين طبقت عليهم داخل بيوت الأشباح ومن اشهرها ( أرنب نط) ، ( ست العرقي ) ، ( الطيارة قامت ) ، ( دروق واستعد ) ! وقد علمت بان هذه الأسماء متداولة داخل معسكرات المجندين كأشكال للجزاء العسكري والعقاب لبعض مستجدي ومجندي القوات النظامية ! هذا بالإضافة إلى إرغام الضحية على الزحف بطنه على الحصى الحارة في الشمس دون استخدام أياديه أو وقوف المعتقلين حفاة لساعات طويلة على إحدى مساطب بيوت الأشباح الإسمنتية تحت الشمس الحارقة بدون أية حركة أو ململة وإلا فان العقاب سيطال المعتقل من الخلف بواسطة العصي الغليظة أو مؤخرة البنادق أو قطع خراطيم المياه ! وبالنسبة لإجراءات الاعتقال نفسها فهي جزء من التعذيب النفسي حيث من الممكن أن يطالك هذا الاعتقال دون إذن من قاضي بحيث يتم تفتيش منزلك تفتيشا دقيقا من عناصر من جهاز الأمن اقل ما يوصفون به انهم حاقدون حيث يتعمدون استفزازك أمام أفراد أسرتك من نساء وأطفال وأقارب وجيران مما يسبب لهم إزعاجا ويترك رعبا في نفوس الأطفال منهم . وأحيانا يلجا أفراد الأمن إلى العبث في محتويات المنزل حيث يأخذون أوراقا لا قيمة لها ! أو كتبا لا علاقة بها بموضوع الاعتقال أو الاطلاع على الرسائل الشخصية بدافع الفضول المريض ! أو مصادرة الأملاك الشخصية كالعربة والأموال أو المقتنيات الأخرى كالذهب أو خلافه . كما أن هناك أنواعا أخرى من الاعتقال كاختطاف الأشخاص من الشوارع واعتقالهم في أماكن غير معلومة لدي أسرهم لمدة طويلة وغالبا ما تكون داخل أحياء بعينها في العاصمة وداخل منازل تابعة لأجهزتهم وهي ما يطلق عليها بيوت الأشباح مما يعرض المعتقل وأسرته إلى متاعب وصعوبات متعددة وظروف نفسية قاسية وغالبا ما ينكر جهاز الأمن معرفته بمكان المعتقل وفي أحايين كثيرة ينفي واقعة اعتقاله . وقد برزت ظاهرة أخرى في نظام الجبهة الحالي وهي اعتقال أحد أفراد الأسرة كالشقيق أو الابن أو الأب كرهينة في حالة عدم وصول أجهزة الأمن للشخص المراد اعتقاله كوسيلة ضغط عليه ليسلم نفسه كما حدث في واقعة اعتقال الشهيد د.علي فضل الذي اعتقل شقيقه بدلا عنه حتى اضطر الشهيد لتسليم نفسه !! . ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
حاضر (Re: خالد العبيد)
|
ود الشريف الزول النضيف لك تحيات الزهور جدا المواصلة في البال لكن انشغالي بي عاصم اخد الوقت كلو بس ادوني يوم الليلة تبقت حلقتين انا مفكر ارسل ليك الكتاب كامل لكن كيف ؟
| |
|
|
|
|
|
|
الجزء الاخير (Re: خالد العبيد)
|
الجزء الأخير
أخذت أساليب التعذيب منحى آخر في هذه الفترة حيث لجأوا إلى أنواع أخرى اذكر على سبيل المثال إجبارنا على الاستماع لنوع من المحاضرات كان اسمها ( كلام فارغ ) وهي بالفعل اسم على مسمى وقد كان يقدمها أحد عناصر الأمن ويدعى نوح واعتقد إن هذا الاسم حركي وللتمويه فقط كأغلب أسماء عناصر الأمن في هذا البيت ، كان نوح هذا يتحدث لمدة ساعتين عن أي شئ يخطر على باله في تلك اللحظة ، نحن مجبرون على متابعة محاضرته ( القيمة ) والاستماع إليها وقوفاً !! وقد لاحظنا إن نوح يتعرض أثناء حديثه لفترة دراسته الجامعية بالفرع بطريقة فيها بعض المرارة ! في هذه الفترة من الأيام الأخيرة التي قضيناها في بيوت الأشباح بالمبنى الذي يقع غرب المصرف العربي بالخرطوم اذكر أن حضرت إلينا مجموعة كبيرة من رجال الأمن ومعهم شخص آخر يرتدي زيا عسكريا برتبة نقيب الا إننا لم نتعرف عليه ، وقد قدرنا فيما انه ربما يكون في الأصل مدنيا ولكنه يرتدي الزي العسكري للتمويه فقط ، وهو أمر يمكن ان تفعله كوادر الجبهة الإسلامية بالطبع ! طلب منا هذا الشخص ان نزيل العصابات عن أعيننا ففعلنا ثم تحدث إلينا طويلا عن انقلابهم وأهدافه التي جاءوا من اجلها وبداية التصحيح لما ( خربناه ) طيلة فترة الديمقراطية السابقة والتي أطلق عليها صفة ( جاهلية ) وتحدث عن ( مكارم الأخلاق ) الجديدة التي جاءوا من اجل إرسائها في المجتمع السوداني وأكد ان الانقلاب قد استقر الآن وان الجيش على استعداد لحمايته ، وقد أعلن نهاية فترة وضع الأقنعة على الوجوه والعصابات عن الأعين بالنسبة لنا كمعتقلين وبالنسبة للحراس لان النظام قد تعدى مرحلة الخطورة تماما وانهم لن يخافوا من أي شئ بعد الآن وعلينا ان نعي ذلك جيدا ثم غادر المكان ! بعد أيام معدودة جاءوا وطلبوا منا النهوض والذهاب معهم ، ولم يعصبوا أعيننا ساروا بنا مسافة طويلة كانت ابعد مسافة نسيرها منذ ان اعتقلنا ، حيث كانت المسافات محصورة ما بين دورات المياه والزنزانة التي نعتقل بداخلها ، وعند بوابة المنزل من الداخل وجدنا حافلة بانتظارنا وكان بها عدد من المعتقلين حالتهم في غاية السوء مطأطئي الرؤوس على الأرض كما أمروهم بذلك ويبدو انهم كانوا أيضا معنا داخل هذا المنزل ، امرنا بالركوب على ان تكون رؤوسنا مطأطأه ، وكان من حسن حظي ان جلست بقرب إحدى نوافذ الحافلة وقد أتيحت لي فيما بعد ان اختلس النظرات لتمعن جنبات وملامح بيت الأشباح ، أول ما وقع نظري عليه هو مجموعة زنازين متعددة رأيت بداخلها عدد من المعتقلين مقيدي الأيادي معصوبي الأعين ، بعد خروج الحافلة رأيت أيضا ولاول مرة المنزل الذي كنا فيه طيلة هذه المدة من الخارج ، فقد كانت جوانب حوائطه محكمة بحيث لا يستطيع الإنسان من خارجه ان يرى ما يجري بداخله ، وكان تصميمه من تصميمات المنازل الحكومية الحديثة التي يسكنها رجال الخدمة المدنية . سارت بنا الحافلة وعناصر الأمن يهددونا بعدم رفع الرؤوس وبعد مسافة قطعت بنا الحافلة إحدى كباري العاصمة ومن خلال نظرة خاطفة على ملامحه اتضح انه كبري النيل الأزرق الجديد مما يعني ان الحافلة تتجه بنا إلى سجن كوبر وبالفعل وقفت الحافلة أمام البوابة الرئيسية للسجن العمومي ، وهناك لاحظنا ان استقبال إدارة السجن لنا ضباطا وجنوداً كان فيه حرارة ومودة ! أما عناصر الأمن من الجبهة الإسلامية فقد كانوا حتى لحظة دخولنا إلى بوابة السجن يسيئوننا بألفاظ بذيئة ، حتى ان بعضنا هددوا بإعادتهم مرة أخرى لبيوت الأشباح لانهم تصدوا هذه المرة بجرأة لتلك الإهانات !، واذكر ان إدارة السجن العمومي بكوبر أنجزت إجراءات التسليم والتسلم بسرعة فائقة وكأنها كانت متخوفة من إعادتنا مرة أخرى إلى بيوت الأشباح . داخل السجن تعرفنا على الكثير من المعتقلين الذين اتضح انهم قد زاروا تلك البيوت وقضوا فيها فترة من التعذيب وحفلات التنكيل فتم تبادل المعلومات حول حقيقة ما يدور في تلك الأماكن والتي تم تسريبها إلى خارج المعتقل لتنظيم الحملة العالمية التي كشفت وعرت ما يدور حقيقة داخل بيوت الأشباح وكل السودان . وقد علمت ان المهندس هاشم محمد احمد قد تطوع مع مجموعة من الوطنيين السودانيين لاعداد ملف يتعلق ببيوت الأشباح وكتابة تقرير حول كل المعلومات التي توفرت حول تلك البيوت لوضعها أما الرأي العام محليا وإقليميا ودوليا لفضح ممارسات الجبهة الإسلامية في هذا الخصوص ، خاصة ان تلك المجموعة قد مرت بتجربة الاعتقال والتعذيب داخل البيوت المشبوهة . ضمن المعتقلين كان يوجد في أحد أقسام السجن كافة زعماء وقيادات الأحزاب وفي مقدمتهم مولانا محمد عثمان الميرغني الذي أبدى شجاعة فائقة وصبرا على المكاره على الرغم من انه يواجه ظروف الاعتقال لاول مرة في حياته ، كذلك كل من الصادق المهدي ، ومحمد إبراهيم نقد ، والذي وبما عرف عنه من شهامة واصالة يقف شخصيا على خدمة هؤلاء جميعا ويشرف على راحتهم تماما كالابن البار حيث حاز على احترامهم وتقديرهم رغم الاختلاف في المواقف والآراء مؤكدا على أهمية تناسي الخلافات في هذه المحنة الجديدة التي ألمت بالبلاد وذلك في نفس اللحظة التي كان فيها الدكتور حسن الترابي ( معتقلا ) مع زعماء الأحزاب الآخرين وكان يقوم بمحاولات ماكرة من اجل إثنائهم عن معارضة النظام الجديد تحت دعاوى ان يمنحوا فرصة ! وقد وضح للجميع الآن ان اعتقال الترابي لم يكن سوى مسرحية من مسرحيات الجبهة الإسلامية الركيكة والتي حاولا بها إخفاء توجه انقلابهم في أيامه الأولى ، وهنا أشير إلى إحدى طرائف الأستاذ نقد في هذا الخصوص والتي شاعت في أوساط المعتقلين وهو الذي عرف في أوساط زملائه وأعضاء حزبه بخفة الدم رغم مظاهر الجدية والصرامة التي تبدو عليه ! فقد قيل انه التفت يوما ناحية الترابي في تلك الأيام الأولى داخل المعتقل وقال له ( كفاك ... جاملتنا ) !!!
وعليه فأنني ارصد في هذا الجزء أسماء بعض الذين اشرفوا واعتقلوا ومارسوا التعذيب في بيوت الأشباح ، بما توفر لي من أسماء بواسطة معاصرتي لبعضهم داخل بيوت الأشباح :ـ 1/ نافع علي نافع : يملك مزرعة مسجلة باسمه واسم شريك آخر يدعى عمر زين العابدين تبرع بها لجهاز الأمن كمركز للاعتقال والتعذيب 2/ الطيب إبراهيم محمد خير ( سيخة ) وهو معروف . 3/ العميد فيصل علي أبو صالح ، وهو معروف 4/ أسامة مختار : رئيس قسم النقابات بجهاز الأمن وهو الذي اشرف وشارك في ضربي والاعتداء علي وعلى كل من الحاج عثمان ومؤذن الجامع ، قريب زوجة المهندس علي الخليفة . 5/ سيد عابدين : أحد قيادات الجبهة الإسلامية بمنطقة سكنه وعميل لجهاز الأمن وقد شارك في اعتقال سليمان صعيل . 6/ مقدم عبد العظيم الرفاعي : مدير جهاز الأمن في الفترة التي استشهد فيها د. علي فضل ، وهو المسؤول المباشر عن تنفيذ الاغتيال . 7/ رقيب العبيد : المشرف على بيت الأشباح الذي كان يعذب فيه الشهيد علي فضل وهو من أبناء الكوة ويسكن حاليا في منطقة سوبا غرب الصهريج مع خاله ويعمل بجهاز الأمن . 8/ نقيب أمن الطيب محمد احمد : اشرف على اعتقال الطاهر محمد عبد السلام نائب السكرتير العام للنقابة العامة للبنوك . 9/ عوض محمد محمد خير : معلم بالمرحلة المتوسطة ويسكن الدروشاب ، وعضو بالجبهة الإسلامية وقد شارك في تعذيب د. نصر محمود حسين نائب السكرتير العام للنقابة العامة للصيادلة . 10/ العميد بكري حسن صالح ، وهو معروف . 11/ رائد أمن صلاح عبد الله : مهندس معماري تم استدعاؤه من بنك التضامن الإسلامي للعمل بجهاز الأمن وقد اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان وهو من عناصر الجبهة الإسلامية . 12/ النقيب أمن محمد الأمين : اشرف على اعتقال وتعذيب العقيد استخبارات عبد العزيز جعفر محمد عثمان ، وهو من كوادر الجبهة الإسلامية والمشرف على التعذيب في أحد بيوت الأشباح التي توجد بالخرطوم شرق . 13/ جندي أمن احمد جعفر المواطن : اسمه الحركي حسن علي ووالده أحد كوادر الجبهة الإسلامية بشرق النيل ويسكن الفتيحاب وقد تزوج في عرس جماعي يوم 14/10/ 1991 ، نفذ عملية الاعتقال في عدد من أبناء الإقليم الجنوبي . 14/ رائد إبراهيم شمس الدين : عضو مجلس قيادة الإنقاذ وقد اشرف على إعدام شهداء حركة 28 رمضان . 15/ رائد استخبارات عمر الحاج : اعتقل د. حمودة فتح الرحمن نقيب أطباء جنوب النيل الأبيض من مدينة كوستي مع خمسة معتقلين آخرين ورافقهم إلى الخرطوم حيث سلمهم لرئاسة جهاز الأمن . 16/ محمد الحسن احمد يعقوب : متهم في قضية فساد في الأراضي ، وهو عميل للأمن ابلغ عن الشهيد علي فضل . 17/ الرائد أزهري باسبار : نقل الشهيد علي فضل قبل وفاته بساعات من بيوت الأشباح وهو في حالة غيبوبة واحتضار إلى المستشفى العسكري بامدرمان . 18/ د. بشير مختار : شرح جثمان الشهيد علي فضل ولفق تقريرا عزا فيه الوفاة بسبب حمى الملاريا وهو معروف باسم بشير (كندة) . 19/ د. احمد سيد احمد : رائد بالمستشفى العسكري ونائب قسم الجراحة ومن العناصر الموالية للجبهة الإسلامية وقد عاون في تشريح جثمان الشهيد علي فضل وشارك في تلفيق التقرير . 20ـ جندي نصر الدين محمد : شارك في تعذيب الشهيد علي فضل . 21/ رقيب أول أمين : من سكان الفتيحاب وشارك في تعذيب الشهيد علي فضل . 22/ الرقيب يونس الاحيمر : شارك في إعدام الشهيد حمدان حسن كوري المحامي ووالده وقد شارك في عملية الإعدام كل من العريف الزيبق والعريف علي كمبو في منطقة جبال النوبة . 23/ عبد الوهاب عبد الرحمن : محافظ جنوب كردفان : مسؤول عن استشهاد عدد من أبناء كردفان ببيوت الأشباح في جبال النوبة . 24/ مقدم بالاستخبارات العسكرية اسمه الحركي عوض هتلر : تخصص في إحراق القرى واغتيال عدد كبير من مواطني جبال النوبة . 25/ بله : من أبناء محافظة الجزيرة وشارك في تعذيب د. عبد الرحمن الرشيد مدير الإمدادات الطبية حتى أغمى عليه . 26/ جندي أمن عادل احمد عبد الله : اسمه الحركي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب ، يسكن جبل أولياء ومشهور باسم ( بوب ) . 27/ جندي أمن انس : اسمه الحركي ( أيد) من أبناء الدروشاب وانتدب من الشرطة حيث كان يعمل بشرطة الدروشاب ويعمل بجهاز الأمن حاليا ، والدته تعمل كاتبه بمجلس بلدي امدرمان . 28/ جندي أمن عادل سلطان : من كوادر الجبهة الإسلامية ، قام بتعذيب المعتقلين السياسيين في بيت الأشباح في منطقة الخرطوم شرق ، شارك في اغتيال أربعة مواطنين من أبناء الإقليم الجنوبي . 29/ حسن كلابيش : الاسم الحركي ، مشرف على تعذيب المعتقلين في أحد بيوت الأشباح جوار سيتي بنك ، اعتدى بالضرب علي وعلى كل من علي العوض وعلي العمدة ، اسمه الأصلي ميرغني . 30/ صديق : اسمه الحركي نبيل ، شارك في اعتقال سليمان صعيل وتعذيبه . 31/ السر : اسمه الحركي عصفور وشارك في تعذيب صعيل . 32/ الجزولي : اسمه الحركي (جكس ) أو جكسا : ضرب وعذب اغلب المعتقلين السياسيين في بيوت الأشباح خاصة البيت الرئيسي . 33/ بدران : الاسم الحركي ـ شارك وعذب المعتقلين 34/ نوح : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين 35/ ادهم عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين 36/ عوض : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين 37/ حامد عبد المعطي : الاسم الحركي ، شارك في تعذيب المعتقلين .
وبعد خروج السيد علي الماحي السخي من المعتقل بدأت رحلته للعلاج من آثار التعذيب في كل من القاهرة وباريس واخيرا لندن التي اسلم روحه الطاهرة فيها وهو يتلقى العلاج ... قبل ان تتحقق رغبته للعودة إلى ارض الوطن الذي ناضل من اجله طويلا .
***
| |
|
|
|
|
|
|
كيف لايحل هذا الجهاز (Re: خالد العبيد)
|
الاعزاء بالبورد اشكر تضامنكم القوي على ما حدث لاحد افراد الشعب السوداني واليوم ومن خلال المتابعة للاتفاق الاطاري الذي تم بين التجمع والحكومة ورد ما يفيد بان جهاز الامن سئ السمعة لن تطاله يد العدالة والحل والمحاسبة علينا المطالبة بحل هذا الجهاز القمعي خالد
| |
|
|
|
|
|
|
العزيز مراويد (Re: خالد العبيد)
|
العزيز مراويد لك تحيات الزهور نعم لا نريده بيننا الذين لايحترموا الديمقراطية واحترام الآخر يجب ان يذهبوا غير ماسوف عليهم ترى هل تتحرك شعرة واحدة لهذا الفاشي وهو يقرأ مافعلته حكومته بالمعارضين لها لا اعتقد خالد
| |
|
|
|
|
|
|
|