ورطة الواقعية الإشتراكية مع الاسلاميين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 02:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-12-2004, 01:09 AM

أحمد يونس مكنات

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ورطة الواقعية الإشتراكية مع الاسلاميين

    عادل عبد الرحمن أعرابي من القرن الأول الهجري في ثوب حداثي

    نشرت «الرأي العام» في أعداد سابقة ملفا عن علاقة الإسلاميين بالإبداع بشكل عام والكتابة على وجه الخصوص ناقشت فيه الأثر الذي تركه الإسلاميون ـ الإسلاميين مصطلح سياسي ـ على هذا الضرب الإبداعي ، وخلص الملف إلى ضعف الأثر والإسهام الإسلاميين على الإبداع والكتابة . ولم تأت خلاصة الملف اعتباطا أو تجنيا أيديولوجيا على المعنيين ، بل كانت نتاج دراسة وتقصي لم ينكرها بعض رموز الحركة الإسلامية في لحظات صفائهم .
    لقد وعدت «الرأي العام» قراءها بتناول نقدي لنماذج تطبيقية لبعض الآثار والأقلام الإسلاموية .
    سنتناول اليوم مجموعة القاص عادل عبد الرحمن عمر ـ فقط حدث عفوا ـ كنموذج قصصي لقاص إسلامي باعتبارها أحد أنضج الكتابات التي تنطبق علىها الرؤية الإسلاموية لدور الإبداع في المجتمع . تحوي المجموعة القصصية الصادرة من دار السودان الحديث للطباعة والنشر سبعة عشر نصا قصصيا مختلفة الطول وتدور حول فكرة واحدة يتم تناولها بطرائق مختلفة .
    تحاول قصص المجموعة معالجة إشكالية العلاقة بين الرجل والمرأة والتأصيل لها حسب الأيديولوجيا الإسلاموية كفكرة أولية ، ولأن هذه القضية ذات طابع إشكالي في كل الفكر الديني فقد جهد الكاتب قدر مستطاعه لوضعها في قالب حداثي ، وكفكرة ثانية حاولت المجموعة تثوير مفهوم الجهاد ونقله من سياقه الديني إلى سياق حديث يربطه بالحب والجمال بمفهومهما المعاصر، فتتداخل الحبيبة بالحورية ، والأشواق بالعبادة .
    ويبدو أن القاص لحظة الكتابة كان متأثرا بفتاوى الدكتور حسن عبد الله الترابي وتعريفه المشهور للحوريات بأنهن نساء الدنيا يتبدين في سمت الحور .
    لكن المعضلة التي أشارت إلىها «الرأي العام» في ملفها السابق وقفت بين الكاتب ومبتغاه ، معضلة أن فهم الإسلاميين لدور الأدب والإبداع متأثر كثيرا بمذهب الواقعية الاشتراكية التي تقصر دور الأدب في التعبير عن قيم الأيديولوجيا ، وتحوله بالنهاية إلى مجرد دعاية تستغل الإبداع لتحقيق غاياتها . فتحولت المجموعة إلى قصص تبشيري يبشر بمبادئ الإنقاذ ونظرتها للحرب في الجنوب حصرا ولمختلف قضايا الواقع السوداني تعميما .
    ولأن القاص على ما يبدو كان على إطلاع معقول بطرائق الكتابة الحداثية فقد اختار شكلا حداثيا للكتابة وظف فيه اللغة وقدرتها على التكثيف وقول المسكوت عنه ، واستخدم الشعرية في كسر طوق إشكالية علاقة المرأة بالرجل ذات الخلفية المعقدة ولا سيما عند الإسلاميين . واستطاع بمهارة وحرفية نقل أقاصيص الحب من سياق التحريم إلى سياق المباح حين مزجها بالجهاد والاستشهاد وأحلام الحوريات وبذا خدم أيديولوجيته دون أن يفقد الخيط القصصي .
    واستطاع أن يلبس مفاهيم الإسلاميين في ذلك الوقت ثوبا يقبل الارتداء والتزويق ، على الرغم من أنها كانت مفاهيم صادمة في ذلك الوقت لكثير من قطاعات الشعب . ففي قصة « محاولة لاستخراج بطاقة شخصية لجندي » يقول الرائد محمد في رسالته إلى صديقه معتصم ... كما ذكرت لي في جلستنا التاريخية أن الحرب تحتاج إلى قرار ، وذكرت أيضا إنني لا أجيد سوى الحب .. نعم هذا تلخيص رائع لحالتي ، ولكن الآن اجتمعا في قلب وروح واحدة ، ولا أدري ما المصير !! في اعتقادي أن مصيري معلق بين مقلتيها الصافيتين « وخمارها الطاهر» .. عزيزي لقد حدثت أشياء أساسية في حياتي بعد سفرك فقد ودعت أحلامي الخرافية ، والزواج من أرض الشام « لتحسين النسل » وأصبحت أصلي باهتمام بالغ !! لا أدري يا معتصم أي سحر يشع من عينيها !! ) .
    هذه الرؤية فيها خرق واضح للأيديولوجيا التي تحرم الخلوة وتحضر الشيطان على رغم الخمار الطاهر ، لكن القاص استخدم ذرائعية واضحة لتقعيدها وتجميل الفكرة مراد التناول .
    لقد مزج بين العلامات المذهبية الدينية وطرائق الكتابة الإبداعية ، لكنه كان محاصرا بواقعية إسلاموية أثرت على مجمل النص الذي كان يمكن أن يكون نصا متفوقا لولا أنه كان مجرد دعاية . ولأن المنهج كان صارما في ذلك الوقت فقد حد كثيرا من قدرات الكاتب على استخدام قابلياته الكتابية في مداها المطلق ، وتجاذبته الحداثة والأفكار التي ترجع تاريخياً للقرن الأول الهجري .
    لذلك بدا نص أو نصوص عادل عبد الرحمن كأعرابي من بادية اليمن أيام الدولة الأموية أوجدته مزحة تاريخية في باريس القرن الحادي والعشرين !
    وفي قصة « اختلال في مواجهة انكسار الضوء » يقول الراوي : ( ... الآن وفي ظرف وجيز .. أصبحت كل حياتك .. تذكرها ولا تفارقك أبدا .. حين تكتب .. وحين تخاصم الشرعية الزائفة وحين يشتد الحصار .. وحين الأقدار الكبيرة .. معك دائما ، ذاك كان بعد لقاءات عاصفة ... كنت قد ذكرت لها تفاصيل حياتك كلها .. كيف تستقبل القبلة ومتى فارقت هذه الحياة بطرائقها المختلفة .. وكيف تعلمت الزهد .. لا يعجبك دائما التطلع « المريض » .. وتشتاق للشهادة بأمل راكز .. لقد قصت علىك قصتها كاملة .. كيف تعلمت الكتابة ومتي بدأت قراءة الشعر .. وتذوق الأشياء .. رويدا رويدا تسربت في دمائك .. وصارت المشروع الأساسي ....) .
    هكذا اختلطت « الأكوام » الشهادة بالحب ، الحورية بالإنسية ، الحرب بالسلام فبدت القصة وعلى قالبها الحداثي محض ترويج وتزويق للفكرة ، واستغلال للكتابة الإبداعية للكسب الأيديولوجي ، وتمتع الكاتب بمهارة كبيرة في لعب رجل الترويج الذي جاء على حساب فنية القص .
    وبذلك نصل لذات النقطة التي كنا قد بدأنا منها « الواقعية » ، نهاية تشبه البداية تماما ، الوجه الآخر للواقعية الاشتراكية على الرغم من الاختلاف البين في نهايات الوصول لدى المذهبين الضدين والملتقيين معا !
    لكن الواقعية هنا تعيش مأزقاً وجودياً كبيراً ، لأنها غير متصالحة مع ذاتها ، فهي في المذهبية التي ابتكرتها حرة تقول ما تشاء بدون حواجز أو موانع ، بلا محرمات ولا « تابوهات » مرتبطة بالواقع وتستطيع قوله بكل الوضوح الممكن ، ولا تأنف أن تقول صراحة إنها محض دعاية .
    لكنها في المذهبية التي استعارتها تبدو حيية ، وغافلة ومسكينة ، لأن المذهبية الجديدة تدعي أنها ربانية ، وأن الواقع وتشكله يتحرك وفق مشيئة خارجه ، مما يناقضها ويربكها تماما ، وهذه هي ورطة استخدام الواقعية في فكر الإسلاميين بشكل أساسي ، والتي لا يعاني منها الشيوعيون أصحاب الفكرة الأصلية ، لأنهم ينظرون للدين برمته باعتباره عالماً مثالياً ، وأنه نقيض للواقع الذي يجهدون لجعله اشتراكيا ! بينما لا يستطيع الإسلاميون وعلى واقعيتهم أن يتنكروا للمثل الدينية التي ينادون بها !
    لقد أدخل الإسلاميون الواقعية الاشتراكية في ورطة كبيرة حين قلبوها بذات المنهج الهيجلي ، فلم تعد فكرة أرضية ، ولم تستطع التطاول لتكون فكرة سماوية ، وانتقلت الورطة من محيطها التنظيري إلى الواقع التطبيقي ، حيث تحولت الواقعية إلى غول يحد من حرية المبدع وحرية الكتابة والتعبير ، وعادل عبد الرحمن أحد الضحايا كان يمكن أن يكون قلما بارزا لكن الأيديولوجيا لم تتح له ذلك، و ليت الأمر وقف عند هذا الحد ، فقد انتقلت الفكرة بثوبها السماوي من نطاق التأثير على مؤيديها إلى غيرهم متحولة إلى أداة عزل وإقصاء للآخر ، وما الإصطراع الحالي على اتحاد الكتاب السودانيين إلا نتاجا لمثل هذا التفكير .
    مع كل ذلك فإن القاص عادل عبد الرحمن صوت قصصي متفرد ، وإن بدا تفرده كنوع من التمرد الذكي على القالب ، على الرغم من بعض « العودات » التي تفرضها ضرورة الانتماء وضرورة توكيده ، لكن الواقعية الإسلامية ـ إن جاز استخدام المصطلح ـ أدخلت وجهها الآخر الواقعية الاشتراكية في مأزق وورطة كبيرين .
                  

12-15-2004, 07:18 AM

أحمد يونس مكنات

تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 193

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ورطة الواقعية الإشتراكية مع الاسلاميين (Re: أحمد يونس مكنات)

    up
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de