امريكا تجهز علي الليبرالية الجريحة .. بقلم أ. محمد عبدالحميد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 12:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-06-2004, 02:51 AM

Hani Abuelgasim
<aHani Abuelgasim
تاريخ التسجيل: 10-26-2003
مجموع المشاركات: 1103

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
امريكا تجهز علي الليبرالية الجريحة .. بقلم أ. محمد عبدالحميد

    امريكا تجهز علي الليبرالية الجريحة

    لم يكد ضمير العالم الحر يستفيق من هول الرعب الذي بثته اجهزة الاعلام في سجن ابو غريب بالعراق ، والتعذيب الوحشي الذي مورس بحق السجناء فيه من قبل بعض الجنود الامريكان ، حتي اتت عملية (الشبح الغاضب) التي استهدفت مدينة الفلوجة بشن حرب داخل الحرب التي شنت علي العراق ، وانتهت بزوال حكم الطاغية صدام حسين .. حيث التقطت عدسة كاميرا الصحفي الامريكي كيفن سايتس مرافقف القوات الامريكية في يوم السبت 13 نوفمبر جريمة حرب من الطراز الاول الذي لا يهز ضمير العالم فحسب ، بل تجعله يعيد الحسابات حول جدوي التغيير خاصة في العالم العربي المثقل بالاستبداد والطغيان وحكم الاوليغاركية ... فقد صور كيفن جندياً امريكياً يطلق النار علي رجل مسن جريح اعزل من السلاح في داخل احد المساجد بالفلوجة ، مجهزاً عليه في الحال.

    تمثل هذه الحادثة اجهازاً رمزياً وبذات الوحشية علي كل القيم والمثل التي يجب ان يراعيها المحارب وهو في ميدان المعركة ، لا سيما تلك التي نصت عليها اتفاقية جنيف والقانون الدولي الانساني – و اللذان للأسف لا يلزمان امريكا وجنودها – كما تمثل هذه الواقعة اجهازاً رمزياً علي الليبرالية التي تحاول ادارة الرئيس جورج بوش ان تشيعها في المنطقة العربية ، وهي في الاصل ليبرالية جريحة جاءت محمولة جواً عبر القوة الصلبة Hardware power بعد ان اعيت التعلات ادارة بوش بشن الحرب علي العراق . والتي بدأت بالبحث اللاهث عن زريعة ما ، فكانت خطر امتلاك العراق للأسلحة النووية التي ثبت عدم وجودها واصبحت محل تندر الكتاب الذين عزوا عدم وجودها لاحتمال ان تكون قد (اختططفتها القطط) . وصولاً لايجاد مبررات للحرب بدعوي ان لنظام صدام حسين ارتباط بتنظيم القاعدة – منفذ هجمات سبتمبر ، وهذا ادعاء علاوة علي ما يمنطوي عليه من سخف فانه يجهل تركيبة كل منهما – اي القاعدة ونظام صدام حسين – فبين الاثنين خلاف عقدي لا ينكر وتوجه سياسي متباين والمفارقة ان القاسم المشترك الوحيد بينهما انه قد كان لكليهما علاقات حميمية بامريكا كل علي طريقته الخاصة ولمصالحه . ثم تدرج الامر اخر المطاف بدعوي تبرير الحرب لازالة الديكتاتور الطاغية الذي روع جيرانه واستخدم الاسلحة الكيميائية ضد ابناء شعبه ... رغم ان هذا الادعاء علي قدر كبير من الصحة ، الا ان صدام حسين لم يكن ليمثل ظاهرة فريدة في المنطقة ، وليس هنالك من مبرر كاف يجعل اكبر دولة في العالم تشحد جبروتها العسكري ، وتجاذف بتخطي الامم المتحدة في شن حرب علي دولة عضو في المنظمة الدولية وتخضع لنظام عقوبات ضارم منذ عام 1992م افقدها قدراً كبيراً من سيادتها بموجب هزيمتها في حرب الخليج الثانية .

    ان الحرب علي العراق وبهذه الاسباب الواهنة التي سيقت لتبريرها تكشف ان الامريكان – تحت سيطرة المحافظين الجدد – استراتيجية لفرض الهيمنة واتباع سياسة العصا الغليظة التي لا تضع اعتباراً للقيم والمثل الليبرالية التي جسدتها مبادئي توماس جيفرسون . كما انها في الوقت نفسه تضع الليبراليين العرب الطامحين للتغيير نحو الديمقراطية وتعزيز اوضاع حقوق الانسان في خانة بالغة الحرج . خصوصاً بعد احتدام عمليات المقاومة العراقية للاحتلال الامريكي التي احتشد خلفها كل الضمير العربي والمسلم ، وخلف الجماعات الاسلامية المتطرف منها والمعتدل ، الشيعي منها والسني والتي تراوحت موافقتها بين الادانة السافرة للاحتلال وكل قيمه بما فيها من ليبرالية وديمقراطية الي المقاومة المسلحة بكل اشكالها من خطف وحرب مدن وشوراع ، زرع عبوات ناسفة الي العمليات الانتحارية . ومبعث حرج القوي الليبرالية ينطلق من البدهيه البسيطة التي تؤكد ان (فاقد الشئ لا يعطيه) فامريكا الان ليست امريكا القس التقي رودجر وليامز الذي شكك في حق الاستيلاء علي اراضي الهنود الحمر ، ولا هي امريكا العالم الفذ والسياسي الضليع بنيامين فرانكلين مؤسس المكتبات العامة ، ولا هي امريكا ابراهام لنكولن ورفاقه الاحرار ، ولا هي امريكا المشروع النهضوي المقترن بالعدالة الاجتماعية التي جسدها ادب الاديب الرائع جاك لندن ، ولا هي امريكا وداعاً للسلاح ، بل هي امريكا التي تقرع لها الاجراس في كا بقاع العالم صاحبة فكرة الهجوم الوقائي preventive strike والحرب الاستباقية ، انها امريكا القطب الاوحد والتفوق العسكري ، كما هي امريكا الشركات العابرة للقارات والمصالح النفطية وهي ايضاً امريكا عدم الاكتراث بالمعهادات والشراكات الدولية كما هي اخيراً امريكا الحرب علي الارهاب واختراق سيادات الدول .

    ان تداعيات الحرب علي العراق تفرض علي الليبراليين العرب ان يخوضون معركتهم من اجل التغيير استناداً لمشروع تنويري خاص بهم ، وان يضعوا في اعتبارهم أن الانظمة التي يناوئونها في بلدانهم هي انظمة مدعومة امريكياً . ولا تناقض بينهما وبين امريكا الا بالقدر الذي تشعر فيه امريكا ان هذه الانظمة توفر بيئة مواتية لتفريخ الارهاب . اما اذا حدث واستجابت لمطالب امريكا بتفكيك البني التحتية للارهاب .. وتسليم قوائم المطلوبين كما فعلت حكومة الخرطوم التي كانت يوماً ملاذاً آمناً لهم ، فانها ستكون موعودة ساعتذاك بالتطبيع، ورفع العقوبات بل وحتي رفع الديون عنها . وجلب مجلس الامن علي عتبات ابوابها كارهاصات وعلامات للرضا وكما تفعل حكومة القذافي في ليبيا الذي لم يعد يتحدث عن امبريالية امريكا وانما عن تعويضات لاسر من قضوا في عمليات تفجير طائشة لم يستفد منها المواطن الليبي مطلقاً . او كما تفعل حكومة الحنرال برويز مشرف في باكستان بضرب منطقة القبائل بدعوي تصفية تنظيم القاعدة ، في الوقت الذي تتفوق فيه شعبية بن لادن وسط مواطنيه حتي علي مؤسس دولتهم محمد علي جناح ، لذا لابد من استنفار كل الملكات الابداعية لدي الليبراليين لاجل انجاز مشروع نهضوي حداثوي ينقل المجتمعات من ضيق الافق السياسي ووهدة التخلف الي فضاء ديمقراطي وهذه مهمة لا تقل في غاياتها عن المعناة التي واجهها رواد الليبرالية الاول في العالم الذي انجز مشروعه التنويري التحرري ، ان كان ذلك في بريطانيا ، فرنسا او حتي في امريكا نفسها .

    محمد عبد الحميد
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de