آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-04-2004, 01:32 AM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر

    تحية لكم، هذه القصة إحدى روائع الكاتب العظيم الراحل زهاء طاهر، استمتعت جدا بقراءتها، وبالطبع فكل أعمال زهاء هي كبيرة وجميلة وممتعة، فارجو أن تعجبكم أيضا، خاصة للذين يعرفون مدينة الأبيض نسبة لذكر أسماء كثير من الأماكن والشوارع بها... كما ارجو أن أستطيع كتابة المزيد من قصص زهاء لاحقا، من مجموعته: وين يا حبايب.




    آدم سيد الرايحة
    محمد ود أحمد الضهراوي خال آدم سيد الرايحة، حلف وأقسم بالذي خلقه، ورمى الطلاق بالتلاتة قدام الرجال المصنقرين في ضل راكوبة البني السرماطي والعوين كانن ورا الراكوبة من الجهة الصبحانية يتصنتن الكلام لكن ساعة وقعت حليفة الطلاق السوميت مرتو جفلت التقول وقع فوقا سوط المطر.
    - على باليمين الكلام القالوه ليكم كلو خارم بارم، وكلام ساكت الكلام الصحي ترى عندي أنا دا. على الطلاق بالتلاتة من بيتي مافي زولاً تب بعرفوا زي. يا زول النصيحة أدومة ود أختي بتول كان نجيض بلحيل لكن خويويف. وزمان ساعة كان العيال بنادوا ليهو يا سيد الرايحة.... يا سيد الرايحة ويتضاحكوا. على بالحرام خشموا دا التقول مصمغ. تقوم البتول في العيال تهرج فيهم بعدين في الآخر تقول ليهم:
    - آدم رويحتو بلقاها كان طال العمر كان قصر، لكن الكلام فيكم يا عيال العوين يا ملقطين يا أولاد الحرام.
    آها يا أولاد الضهراوي كلكم كنتوا قاعدين يوم أنا من هنا قمتا تنكش تنكش الأبيض ما لقيت آدم قالوا ودوه الخرطوم من محلي داك وعنيت ليكم الخرطوم، لميت في ود أختي، قعدت معاه يومين بعدين في اليوم التالت كلمتو بالشئ الجابني.
    قلت ليهو. يا أدومة ناسك ديل ياهم ريسوك وعملوك أوزباشا كبير وعريض مالك يا ود بتول لغاية هسع ما قمتا بانقلاب، إنشالا انقلاب فاشل يا سجم الرماد، على الطلاق يا أدومة أمك الغبشة دي كان سووها أوزباشا كانت قامت ليها بدل انقلاب واحد تسويهم عشرة، يا ولدي طلبتك بالنبي ارفع راسنا فوق قدام القبايل والمسألة كلها شختك بختك. بعد كلامي الحار على باليمين الولد العوير ود العوير صرصر وجيهو الزي وجيه عمو البني القاعد دا، ومدا بوزو شبرين وقام مشى، طلع من البيت وخلاني براي. بس ذكرني بأبوه العيفة المات زي الغنماية. ما أصلوا زمان أنا قلت لآدم في حياة أبوه. ابوك دا يا سيد الرايحة مبهدل ساكت وما فوقو نفع، وما ترجى منو خير فأحسن تشوف ليك طريقة. دنقر رويسو. ينخس في الواطا. قمتا طلعت خليتو. بعدين جا الدرت قام مشى معاي أب قبة علشان نشتغل في أي جاحة. بعد شهر قاموا ناس الجيش دخلوه معاهم. ما أصلو ناس الجيش أذاعوا ليهم بيان في السينما، وقت الإستراحة اذاعوا الإعلان وسيد الرايحة جوة السينما، لكن من كترة الهيصة ما فهم الزول كان بقول في شنو، سأل جارو في الكنبة قال ليهو: إنتا الزول برطن بقول في شنو؟
    جارو قال ليهو: ديل ناس الجيش عايزين يجندو عساكر. الليلة ديك بعد ما رجع آدم من السينما تورني من عز نومي عشان أديهو الصابوناية، ومن تحت البرش مرقتا ليهو الصابوناية، شالا وقام طلع جلابيتو الدبلان وسروالو أب تكة واتحزم ليهو بملاية ووقع فيهم غسيل، غسلهم تمام التمام وشراهم فوق الصريف الريحاني وبعد داك نام لكن قبال البواح قام زي المخلوع، طبق هديماتو وختاهم تحت راسو، تحت المخدة، ونام فوقهم ومع طلوع الشمس قام فراهم، ودرع السروال، ولبس الجلابية ومرق من البيت براهو، ما كلم فد زول.
    وصل الميدان الكبير داخل القيادة، لقى ليك الخلق ديك ما يدونك الدرب، وقف في نصهم أكتر من ساعتين لمان في الأخير ظهر ليهم شاويش طويل وعريض وشاف ليهم شوفة حقارة، وبعدين صفق تلاتة صفقات لا من قطعوا الحركة قام قال ليهم: عايزين نجند منكم خمسين واحد بس من هيصتكم الفارغة دي يلا خلاص بطلوا الكلام عشان نقدر نشوف شغلنا.
    كانوا يمكن خمسمية، يمكن ألفو مية، يمكن مليون ومية، آها قاموا قسموهم تايه، تايه والشاويش قال ليهم حيقوموا يختاروا الأول والتاني من كل جماعة، بعدين الأوائل والتواني حيعملوا ليهم برضو تصفية لغاية ما يرسو على الخمسين.
    وابتدت التصفيات لغاية صلاة العصر، وفي كل مرة كان آدم سيد الرايحة يطلع البرنجي، وفي الآخر المسعلة رست على مية نفر، قام الشاويش صفر ليهم وقالوا يا مِنْسَتِر، وبدو الجري، قولة بسم الله من باب الجيش، مرقوا بالسجن وبيوت السجانة، بعدين السكة حديد، رجعوا لغاية مخازن السكر في آخر البلد، نطوا المنطقة الصناعية بعدين كسحوا بشارع المصريين عشان يمسكوا الشارع الكبير الماشي صعيد، وصلوا في ثانية سوق النسوان وبعدين قاموا شالوا شارع الاسبتالية وصبّحوا لغاية النقل. ترتروا مغربين لمان وصلوا أب صفية، ودخلوا الرديف، مسكوا شارع أب شرا لغاية التمنة الغربية بعد داك عنوا زريبة الفحم قاموا رجعوا تاني بالدرب البوديك مقابر النصارى، وقعوا في شارع الزلط، الله لا بارك فيهم. هنا قاموا مسكوا درب السوق الكبير لغاية المحكمة قدام السينما ومن هنا شرقوا، بس المرة دي خلوا المنتزهة على يمينهم، ولفوا كان مرتين كان تلاتة قبلا ما يستعدلوا نهاي ويخشوا القيادة. وبرضو آدم طلع البرنجي. طوالي مسكوه ليك وعنوا بيهو الضابط، قام دقاه في كتفو، وحمر ليه في عيونو وقال ليه: عفارم عليك، آها بعد داك قاموا يعلموه الصفا والانتباه وحركات الجيش. على باليمين بعد شهرين بقى هو البعلم فيهم قالوا ليه كدة يا آدم؟ ووالله ما قصروا معاهو تب، ووقعوا فوقو ترقيات، كل سنة كانوا برقوه، كان في مناسبة كان مافي، أولاً قولة بسم الله رقوه ادوه شريط، تاني شريط بعد شوية عملوه شاويش بتشاويش وصول... بعد سنة زولكم ركبوا ليه نجمة، الكترابة... قبال ستة شهور عملوه أوزباشا كبير وعريض.
    - وبعد دا يا ود أحمد دايرو يعمل ليكم إنقلاب يا أولاد الضهراوي؟
    - مالو ما بعملوا الناقصو شنو؟
    - خم وصر.

    (عدل بواسطة Isa on 12-04-2004, 07:39 AM)

                  

12-04-2004, 02:11 AM

فيصل عباس
<aفيصل عباس
تاريخ التسجيل: 03-08-2004
مجموع المشاركات: 1345

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: Isa)

    الهم ارحم زهاء الطاهر

    تعرف ياIsa
    زهاء ده كان كثيف جدا في لغته حتى العاميه منها
    ويعرف كيف يكتب القصه
    وكان يعرف الكتير جدا
    لكن !!
    الحمد لله على
    آسف لاني ما قادر اقول اي شئ
    فقط له الرحمه
                  

12-04-2004, 04:20 AM

Habib_bldo
<aHabib_bldo
تاريخ التسجيل: 04-04-2002
مجموع المشاركات: 2350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: فيصل عباس)


    شكراً ISA على هذا لنشر هذا الإقتباس للكاتب زهاء
    بكل أسف لم أقرأ له كثيرا وأرجو أن تواصل نشر بعض قصصه ولك الشكر مرة أخرى
                  

12-04-2004, 07:11 AM

محمد عبدالله محمود

تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 118

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: Habib_bldo)

    الاخ/ عيسى

    شكرا على هذا النشر لزهاء الطاهر. وقد اثار في شجونالاننى كنت اخطط لكى انشر له فى الذ1الذكرى الاولى لرحيله. والان لدى مجموعتين من كتاباته هما (وين يا حبايب) و (وجه جالا يتجلى) وان سنحت لى الظروف ساعمل على نشر بعضها فى هذا البوست تقديرا لمبادرتك الجميلة وليكون حافزا للنقاد للادلاء بدلوهم.

    ولك الود/

    محمد عبدالله
                  

12-04-2004, 09:51 AM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: محمد عبدالله محمود)

    أخي محمد عبد الله، تحية لك، وجميل جداً أن تكون من المحتفين بزهاء وأعماله، وأرجو أن نعمل سويا على إحياء ذكرى رحيله في مارس القادم، وذلك كما تفضلت أنت بنشر المزيد من أعماله، وبالطبع تهمنا معرفة آراء الكتّاب والنقاد حول أدب زهاء، وأدعوهم أيضا إلى الإحتفاء به والإهتمام بأعماله، ولك عميق الشكر...
                  

12-04-2004, 07:13 AM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: Habib_bldo)

    الأخ حبيب بلدو... ولك الشكر ايضاً.. وإن شاء الله سأنقل المزيد من أعمال زهاء هنا في المنبر، والآن تمكنت من كتابة بعضها في الكمبيوتر لأحتفظ بها في شكل (سوفتوير)إذ أن الكتب كثيرا ما أفقدها بسبب (أصدقاء السوء) كما يقول أحد هؤلاء الأصدقاء،أرجو ألا تكون مثلي تعاني أيضا من هؤلاء الأصدقاء الرايعين الذين يعتقدون أن سرقة(أو القلع عنوة واقتدارا) هو شي حلال بالنسبة للكتب والصور والأشرطة من الأصدقاء... لك التحية، وترقب المزيد من قصص زهاء الروايع..
                  

12-04-2004, 07:06 AM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: فيصل عباس)

    الأخ فيصل... اقدر وأفهم مشاعرك هذه تجاه زهاء من شخص يعرفه جيدا فيما أظن، فعلا زهاء تميزه لغته هذه وخاصة العامية.. أعتقد أن البعض ربما تستعصي عليه بعض الكلمات المستخدمة في القصة أو في قصص زهاء الأخرى، والتي هي كلمات نجدها ربما فقط في بادية كردفان مثل كلمة (عنوا) التي وردت في القصة في مرتين: عنوا زريبة الفحم... و( عنوا بيهو الضابط) والتي تعني اتجه إلى أو سار ناحية الخ، كما حرصت على تشكيل كلمة ( يا منستر) حتى لا تقرأ مثل: minister ! لك التحية والشكر.. والرحمة لزهاء...
                  

12-04-2004, 07:26 AM

نصار
<aنصار
تاريخ التسجيل: 09-17-2002
مجموع المشاركات: 11660

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: Isa)

    الاخ العزيز عيسي

    اولا مرحب بيك كتير هنا
    علي هذه التلة التي نتلصص من علي سنامها ألي الوطن المخبئ في مغارة الغول
    و حضوركم المشرق يقوي الامل و العزائم

    قصة بديعة
    ارجو أن تحدثنا عن مبدعها الراحل
    عليه رحمة الله
                  

12-04-2004, 10:08 AM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: نصار)

    أخي الأستاذ علاء الدين نصّار... أولا لك كل الشكر الجزيل على ترحيبك بي الذي أسعدني كثيراً، فأنت أحد مبدعي هذا المنبر الذين نستضئ بأدبهم ومساهماتهم هنا لنجد لنا نفاجاّ بينهم، ونستفيد من خبراتهم، فلك ولكل المبدعين هنا كل عرفان وإمتنان..
    زهاء كاتب تميز في شخصه بالبساطة والتواضع، كان لحد كبير مجهولا ومتجاهلاَ (بفتح الهاء)، لأنه لم يكن يسعى لإضواء الإعلام.. إليك الآن بعض ما كتب عنه، لإلقاء مزيد من الضوء على سيرته، رغم أن أعماله، في إعتقادي، هي خير معبر عن زهاء:

    مثلا هذا ما كتبه ميرغني حسن علي بصحيفة الراي العام الإثنين 29 مارس 2004
    مات القاص الطيب
    التقيت مع زهاء الطاهر لأول مرة أيام عملي بصحيفة «الخرطوم» التي كان يشرف على صفحتها الثقافية كمتعاون.
    هو كاتب قصة قصيرة، وناقد ويجري حوارات ثقافية واستطلاعات حول بعض القضايا ولأنه من أبناء جبال النوبة أدرى بشُعابها، يغوص بقلمه في تراث هذه المنطقة، ليخرج بصيده الثمين من أساطيرها، وحكاياتها، وفنونها الفلكلورية.. يقدمها للناس كإسهام في بعث التراث الشعبي.
    ولكن كان زهاء - بحكم بساطته الفطرية، وتواضعه، وحيائه، لم يكن يجيد لعبة الظهور كنجم يشار اليه بالبنان، أو يصل الى كاميرا التلفزيون.
    ولهذا ظل زهاء مغموراً، بعيداً عن الأضواء، يعاني ما يعاني من شظف المعاش، وشح ما يقيم الأود.
    آخر مرة رأيته فيها كان ضارباً على قدميه في أحد شوارع الخر طوم، وابنته اليافعة قابضة على ذراعه كغريق يتشبث بقشة، وكالعادة تبادلت معه أطراف من الحديث، ثم افترقنا كل الى حال سبيله.. ومضت أكثر من سنتين، حتي وقعت عيناي على خبر في «الرأي العام» يوم الخميس الماضي ينعى زهاء الطا هر.. فقد غادر الدنيا وعلى أكتافه كل متاعبها، وإن خلف وراءه ما يمكن ذكره من كتابات أدبية.
    ولا أدري ما اذا كان القائمون على صندوق رعاية المبدعين قد قدموا شيئاً من الرعاية لزهاء الطاهر عندما كان على قيد الحياة، يعاني ما يعاني من شظف المعاش، وشح ما يقيم الأود.
    رحم الله القاص الباحث صاحب البسمة الصافية.. زهاء الطاهر.

    النص التالي نقلا عن صحيفة الوطن القطرية بتأريخ 4 ابريل 2004
    «المجاز» مركب زهاء الطاهر إلى واقع بديل
    كتب - محمد الربيع
    «ها أنا في منتصف العمر، في وسط الدنيا، من عمق الشكوى أطل وكأني احملها على كتفي، ومعها احمل جثتي وجدثي، ساعيا بين فجاجها، باحثا عمن يبيع لي صمت لحظتين اثنتين وليأخذ مني ما تبقى، ليأخذ مني كل شيء، تجيش اعماقنا، كل اعماقنا واعماق البحر همّا وغما، فقد ذهب لب البحر من بعدك ولاذ بسابق مدّه، وخنع مثلما قنعنا، ومثله لذنا من بعد جزره باصدافنا، تقرفصنا في جلودنا، وتشبثنا بجسارة فراشاتنا والواننا. ذهب القمر بلب البحر، ولب القمح، ولب الليل. مضوا، وانا ايضا مضيت في صمت ملتهب وكئيب». «زهاء الطاهر - حضارة الوردة»
    نصوص القاص السوداني زهاء الطاهر «توفى مارس 2004» عدا استثناءات قليلة من بينها نص «حضارة الوردة» من مجموعة «المناديل» تكاد تخلو من الموتى والقتلى، مما يجعلها اشبه بنشيد متصل للحياة ومن اجلها، واحتفال ضاج بالمجازات الدالة عليها والمعبرة عنها. وهي طريقة في الكتابة تعكس رغبة خفية في الخلود، تمثل قاسما مشتركا بين المبدعين على وجه العموم الذين يجتهدون في كفاحهم الجمالي ضد القوة المدمرة للزمن. وتتبدى في السلوك الشخصي لمعظمهم من خلال اخفاء أعمارهم، وعدم الاشارة اليها، فالمبدعون مثل النساء، في هذاالشأن. يكتفون بانجازهم الجمالي، دالا على اعمارهم مثلما يصعب التعرف على عمر المرأة، دون النظر الى ابنائها واحفادها. كما ان هذا الاحتفال بالحياة، يأتي منسجما تماما مع رومانسية الخطاب الادبي في سبعينيات هذا القرن، في السودان، وفي بلاد أخرى. الخطاب الذي ورث عطايا وخيبات لحظة التحرر الوطني، وقطف من دوالي نعيمها الاقتصادي الى حين، وذاق مرارة هزائمها السياسية واكراهات خطاب ديكتاتوريات النخب العسكرية الطالعة من الخطابات الشمولية، التي كرست لها الايديولوجيات الكبرى. مثلما ينسجم مع وقائع السياق الابداعي الذي تتعانق في تكنيكاته واساليبه، اطياف الواقعية الاشتراكية، والرومانسية، والتصوف في لغته الباذخة النعومة. في كتابات هذا الجيل من الكتاب، الذي يمثله فضيلي جماع وبابكر مكين ازرق، والياس فتح الرحمن وبشرى الفاضل، ومحمد عثمان عبد النبي، وآخرون كل يغرف من معين التكنيكات السائدة بمقدار. وتأتي سرنمة زهاء الطاهر داخل الخطاب الرومانسي، ممتطية احصنة المجاز، وتيار الوعي، التكنيك المتسيد في ذلك الزمان، الذي ينبئ استخدامه عند هذا الجيل، عن اطلاع واسع واعجاب وتبنٍ لتجارب كبار الكتاب في هذا التيار، امثال جيمس جويس ومارسيل بروست، وبعض هيمنغواي. فمعظم الاصوات المتحدثة في نصوصه، تأتي من المتحدث الاول، الذي يهجس ويتأمل ويسرد كوابيسه من خلال التداعي الحر للافكار الذي تنثال فيه الاحداث وتتدافع دون تعاقب أو تواقت بشكل اشبه بكابوس أو حلم: ففي الجملة الافتتاحية لنصه «المعلمة» يهجس الصوت المتحدث الاول: «الصغير يعلو، والنعاس اللئيم يدهسني» و«أنا اتمطى. امي تعتريها من حين لآخر رجفة في اطرافها». وفي نص «زمن المحبوب» يأتي الصوت واضحا «حُسن ظني اعاده الي فتعالوا» ويتجلى الخطاب الرومانسي في كتابة زهاء، في قاموس الطبيعة المهيمن في نصوصه فهي تعج بالورود، والخيول، والمياه، والنسائم.. الخ، كلها منظومة في سلك المانفستو الرومانسي من خلال علاماته الكبرى، الاحتفال بالذات، والعودة الى الطبيعة والاعلاء من قيمة العادي والبسيط. وعناوين مجموعاته المنشورة تشير الى هذا الأفق مثل: «المناديل ومرمر الكذابة، وليل الجياد» التي طبعت كلها هنا في الدوحة. واذا كان المجاز هو سلطان الكتابة الأدبية فهو ملك في نصوص زهاء.. وإذا كان عند الآخرين، تقنية ووسيلة، هو عند زهاء أداة وجود، ومركب للخلود فعندما يكتب: «سقى لها عصفورا، صغيرا أخضر» أو «ذهبتم امسية الإبحار يتسلقكم القصد العامر وخواء العمر» أو: «رفّت فراشة على قلبي، تهادت في دمى فكرستني للابتسام: أو: «جن جنون الغيمة نهارا جهارا». هو يكافح بالمجاز قدرا حياتيا بخيلا، اثقله ببوائق الفقر، وقلة الحيلة.. ويغني عالما فقير الخيال، لم يقدر ابداعه حق تقديره ولم يكافئه ماديا على جهده الجميل، فظل يراوغ الحياة ويجهد لالتقاط ثمار عطائها الشحيح. علاوة على مرتكز اساس، يستخدم فيه زهاء المجاز. ليدلل نفسه الطفلة، في عالم اهملها وليخلق عالما حنونا بديلا يصبح هو سيده ومركزه لذلك تجده يستخدم في نصوصه لقب «زاهي».. «أتذكر يا زاهي!»، الخ.. ويدلل نساءه مستخدما، تقنية التصغير فهن مرمر وسليمى.. الخ.. رغم كل هذا الكفاح بالكلمة والمجاز والخطاب الرومانسي، وحيل اللغة.. الا ان الموت اخترق كل هذه الاسوار والمصدات، وإلحق زهاء بركب من سبقه من مبدعي السودان في نهاية العام الماضي ومطلع هذا العام: الممثل والمخرج عيسى تيراب والتشكيلي عادل تنقو، والمؤرخ الكبير محمد ابراهيم ابوسليم، الذين وهبونا اجمل ما في حياتهم من ورود، واخفوا الشوك في صدورهم.. وامتثلوا طائعين لقضاء الله وقدره.. اللهم اسكنهم مقاما طيبا في جوارك الجميل وتحنن عليهم بالشآبيب اللطيفة.
    عمل زهاء الطاهر في الدوحة في فترة الثمانينيات.

    (عدل بواسطة Isa on 12-04-2004, 10:11 AM)
    (عدل بواسطة Isa on 12-04-2004, 10:14 AM)

                  

12-04-2004, 11:39 AM

محمد أبوجودة
<aمحمد أبوجودة
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 5265

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: Isa)

    التحايا للجميع ،،

    الأخ الصديق / عيسي

    أطيب التحايا والسلام ،،


    مرحبا مرحبا يا حبايب مرحبا .. شــرّفتونا يا حبايب ، طفــّوا نورالكهربا


    يا اخوي ، يداية كدا ، خلـّينا نترحّم علي روح الفقيد القاص " زهاء الطاهر " الذي
    رحل عن دنيانا الفانية ، ســـائلين الله أن يتقبـّله قبولا حسنا ..

    وشكرا ليك علي تزويدنا ووعدك بالإمداد لقصص الاديب/ زهاء ..

    والثالثة نرحـّب بيك حار الترحيب علي الانضمام لركب المنتدي الحر لسودانيزأون لاين ..

    ولي عودة للتعليق علي القصة

    مع عامر الود ،،،/
                  

12-04-2004, 04:30 PM

Yahya Fadlalla
<aYahya Fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2002
مجموع المشاركات: 699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: محمد أبوجودة)

    الاخ عيسي
    اسعدني نشرك هذا النص للكاتب القصصي الراحل المقيم زهاء الطاهر
    هذا نص من اهم تمايزاته انه لاذ براوي حميم هو ذلك الوناس ، وناس الحلة ولم يتدخل زهاء بل ترك هذا الوناس يحكي لنا متناثرا في تداعيه و هذبانه
    يبدو ان زهاء الطاهر قد لامس فكرتي في كتابة نص بالعامية ، بل سبقني اليها
    كثيف الشكر و الود والتقدير با عيسي واحلم بنشر تجارب اخري لزهاء
    و اشهد انني قد مسني طرب شفيف
                  

12-04-2004, 11:07 PM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: Yahya Fadlalla)

    أخي الأستاذ يحى فضل الله، ولك ايضا من الشكر أجزله على التعليق على نص الراحل المقيم زهاء، وأعتبره تعليقك هذا مساهمة أولية في الإحتفاء بأعمال زهاء...وأسعدني إعجابك بالنص...ولعلك سمعت ب(بخيت)، الذي رأى الهلال، وعندما أثنى الحاضرون على حدة بصره قام قاليهم: تاني داك واحد جنبو!!... وعليه فهذا نص آخر لزهاء، القصة الأولى من مجموعته (وين يا حبايب) وعنوانها: سبب موتي.
    كما أرجو أن تتحفنا بمزيد من نصوصك العامية والفصحى هنا، ولك كل الود...

    من قرية هناك، غرب مدينة (النهود) ،يمكن ان نقول لو أردنا الدقة غرب مدينة النهود المعتقة، من هناك كان مجيئها (جفالة بت حمد) سبب موتي. كانت تجيد صنع العرقي الذي اتخذت من صناعته مهنة لها، لتواجه بها متطلبات حياتها التي أضحت على حد قولها بأنها لا تطاق.
    ونحن أصبحنا نناديها (سبب موتي) مباشرة عقب موت زميلنا فاروق الجمر المعلم معنا بمدرسة أم التيمان الإبتدائية. كان أن فارق المسكين هذه الحياة بعد أن كواه العرقي وهرس كبده وهو في فراش الموت كان يبصق دماً، ويروح أحياناً في غيبوبة ويظل يهاتي ويهذي ويقول في أسى: آه، عرقي جفالة سبب موتي. وهي للحقيقة كانت تصنع خمراً كافرة. ذهبنا إليها بعد أن دفنا فاروق الجمر، وقلنا لها: أسمعي يا جفالة سبب موتي، حافظي عليها خمرتك وعلى كفرها أيضاً ذلك أن أردت أن تحتفظي بنا كزبائن دائمين لك حتى نلحق بفاروق. أصلحت من إبريق قهوتها على النار، ورفعت رأسها إلينا بدلال، رأيتها جميلة بريئة كطفلة. قالت لنا إنها تتحدى أية امرأة من سودري حتى كاكا التجارية. ومن عشانا حتى المزروب في مجاراتها. ما علينا يا سبب موتي، ما علينا فقط أصلحي من أمرها. قالت انتظروا. وقامت تحمل كوباً، دخلت حجرتها كالإبرة وخرجت تحمله ملآن حتى حوافيه، وقدمته لنا. كنا المدرسين الأربعة. قالت تذوقوه. وتقاسمناه بيننا، كان كافراً حاقداً ككل شئ كافر. ابتسمت سبب موتي وهي تأخذ الكوب فارغاً. لزمت مجلسها وجلست كما كانت أول مرة. حين رفعت رأسها لتسألنا رأينا في صنعتها. كانت جميلة وبريئة ما زالت. قال محمد المُسْلاتي: لا بأس. وعلي جوجو بصق ما علق بلسانه وأومأ برأسه أن نعم، حسين ود المصرية مسح صدره بكفه اليسرى وبصق كما فعل جوجو قائلاً: والله تمام يا جماعة، نظرت إلىّ سبب موتي ونظرت إلى جمالها، قلت لها بتمهل: سنحتاج إلى ثلاث يا سببو. قامت مرة أخرى رشيقة وفرحة، دخلت حجرتها كالدخان هذه المرة، لم تتأخر وعادت بثلاث زجاجات كالسم نقدناها الثمن، وحملنا خمرتنا متجهين صوب غرفتي. لا يتبادر إليك أبداً أننا كنا صغاراً. لا يا أخي، فقد كنا نسبح في جحيم أخريات الثلاثين مستسلمين لتيار الآخرة، أمضيت خمسة عشر عاماً أدرّس العيال قواعد اللغة وتأريخ السودان الوسيط. وأدرب فريق المدرسة الرياضي يومي السبت والثلاثاء، وأشرف مباشرة على الداخلية ولم أتزوج سوى عائشة عشوشة أم رشه وأخيراً سبب موتي جفالة بت حمد.
    تكون محظوظاً ابن حلال إذا تحركت من حمرة الوز شرقاً، واستطعت أن تصل بأية كيفية إلى أم سيالا، ثم بمساعدة أي من كان استأجرت لك جملاً وسرت به منحرفاً بعض الشئ لأية جهة تشاء ولمدة ساعة بالتمام والكمال فإنك حتماً ستجد على يمين الشارع أو يساره مدرسة في الخلاء قائمة وحدها مثل الجحيم ولا أنس ولا جن، لا تكتئب ارجوك فهي المدرسة التي أنشأوها أخيراً وقالوا لي: اذهب، ولتدرس تأريخك الوسيط هناك، ولتشرف على كل شئ هناك حتى أمن المنطقة وبعض الأمطار الضالة. قلت لهم يا ناس، أنا رجل وصلت الأربعين، ولا أستطيع هذا العناء ولا هذا الدلال. قالوا لي: دعك من كلامك هذا واذهب ولتسعى لك بعض الأبل، ستنفعك.
    قلت لسبب موتي- ستذهبين معي يا سببو!
    كانت أصغر مني سناً وأكبر حجماً وكانت لا تزال جميلة، سألتني: وماذا سأفعل هناك؟ قلت لها: كل شئ، فسأقوم بتدريس العيال إن وجدوا، وسنسعى لنا بعض الإبل التي ستنفعنا كما قالوا، ونربي الدواجن. قالت لي: حسناً تزوجني، وتزوجت بها بعد حديثنا هذا بأقل من ساعة أمضيت معها الإجازة الصيفية كلها، فلما انتهت الإجازة سريعة جداً هذه المرة، قلت لها: هلا هلا على الجد يا سبب موتي، وتحركنا من ديم الأبيض متجهين شمالاً في خط مستقيم نطلع قوز وننزل قوز وما كنت تسمع لنا صوتاً حتى وصلنا أم سيالا اليوم التالي. لم أكن مجهداً بقدر ما كنت متخوفاً ومحزوناً بعض الشئ. قال لنا أحد الأساتذة الذين قابلونا ستذهبوا معي إلى منزلي. وذهبنا معه. قال لنا أن المنزل يليق بنا، ولأنه وحده بالمنزل فهو سيتخلى عنه لنا. قلت أسأله: لكن المدرسة تبعد عنه كثيراً. نظر لسبب موتي وقال لي بعد غد الأثنين يوم السوق لتشتري لك جملاً بشارياً لتصل به المدرسة وتعود منها. قلت له: وأريد دواجن أيضا وصناديق طماطم.
    أجابني: نعم كل هذا يوم السوق، يوم الأثنين. وهبنا منزله ومضى. كان مدرساً صغيراً لطيفاً وطيباً ومنزله أيضاً كان لطيفاً بلا حدود. وطوال الأعوام العشرين التي أعقبت ذلك اليوم لم نبارح ذلك المنزل إلا هذا الأسبوع الجرئ الذي تمددت فيه سبب موتي جثة هامدة لا حول لها، فخرجت بجثتها في طريقي لأرض الأضية.. فهي قبل موتها استحلفتني بإبنها حمد، وبكل العيال الذين علّمتهم وبالأيام بيننا أن أدفنها بأرض الأضية إن هي ماتت قبلي وحمد أيضا لابد من دفنه هناك طال عمره أم قصر. قلت صادقاً: أما إذا مت أنا قبلكما فلا تدفناني أبدا. ويا سبب موتي لتبيعي كل الإبل وابعثي بجثتي لمروي القديمة يحنطونني ثم أعيديها جثتي لغرفتي.
    وصلت الأضية مع حمد ابني وجثة أمه مع دخول العصر. قلت لأهل الأضية الذين تجمعوا حولنا: هذا ما بقى من سبب موتي، ونحن نريد أن نزرعها قربكم كما أوصتنا. حمد ابني قال لهم: لندفنها أمي المرحومة قرب قبر حمد أبيها. فهي أخبرتنا أن أباها مات ودفن هنا حين جاء في طريقه للحاق بجيش المهدي الإمام، وحمد ابني أخبرهم أيضاً بأننا سنلصق قبريهما. فأمي –قال لهم- قد ماتت من الفرح أما جدي حمد فقد مات من الحزن، صرخ به أهل الأضية قائلين له: أسكت فأنت كأبيك لا تعرف شيئاً، أسكت. ثم مضوا يقولون أن الحزن لم يقتل عم حمد أو الهم أو أي شئ من هذا الكلام الساكت، فعندما مات عم حمد تلك الليلة لم يكن مهموماً ولا محزوناً بالقدر أو بالصورة التي صورته به ابنته المرحومة أو أختها الكبرى أو حتى ابنه الذي لم يكن موجوداً أصلاً بالبيت. قالوا أن ضبة ابنه هذا قد صرح ذات مرة بأن والده حمد سيموت في نوبة ضحك، وها هو والده يموت من الهم ومن الحزن كما تقول ابنتاه في رواية وتصر جفالة المرحومة على ذلك حتى تدمع عيناها لكن الراجح والثابت لدينا أنه لم يمت أثر أي شئ مما ذكرتا، فعم حمد لم يفارق هذه الحياة مكتئباً باستثناء ذلك اليوم السادس من أسبوعه الأخير. كان صدره منشرحاً من بداية الليلة فقد قام من مقعده الذي أصبح ملازماً له في الآونة الأخيرة فقامت حوله ابنتاه سبب موتي وأختها الكبرى... تابعتاه وهومتجه نحو نافذة حجرته الصغيرة المتعالية ووقف قبالتها يتطلع منها... سألته سبب موتي: أبي، أبي بربك ماذا تعني بوقوفك هكذا تطل على الدنيا من هذه النافذة المتعالية الوقحة؟! وأختها قالت له لتجلس يا أبي.
    أخبرتني سبب موتي قائلة: والتفت إلينا أبي وأجابنا أنه يريد أن يرى كل شئ وأنه في حاجة لهواء منعش يساعده على ذلك وبالتالي فإنه لا يريد أزعاجاً رحمة بكل شئ. سألنا أن نتركه. كان هذا عقب المغيب مباشرة فتركناه.
    أهل الأضية/ قالوا لي: أسكت ومضوا يقولون أنه ومباشرة بعد خروج جفالة وأختها لم يصلا حتى باب حجرتهما التي لا تبعد سوى خطوات حتى أتاهما صوت أبيهما يغني كما كان يغني في لياليه السالفة ممجداً المهدي الإمام. رجعتا فوراً إليه. ووقفتا وراء الباب تتلصصان رؤيته وتصيخان السمع. رآهما فقال لهما بمرح: لتدخلا، لتدخلا مباشرة في الموضوع وفي جيش الإمام وهما سيان.
    لتدخلا في أي شئ يبيح لكما الوصول للمهدي الإمام لكن لا يصح وقوفكما هكذا وكما يفعل أخوكما ضبة حين يأتي ليسرقني أشيائي. تبادلتا ما بينهما النظرات لجزء من لحظة. اتفقتا ثم دخلتا عليه. جلست قربه سبب موتي أما الكبرى فما زالت مشدوهة تنظر لإبيها. قال: لنغني أغنية صغيرة وكان ينظر لسبب موتي، ابتسمت له. وقالت لتكن مرحة يا أبي هذه المرة قال: فلتكن. وشرعا يغنيان وأخيراً شاركتهما الكبرى الغناء. لم يكن صوتها جديراً بأن تشارك به حتى في مناحة، وهي تذكرت ذلك فتوقفت عن مسايرتهما. أشار أبوها بيده اليسرى أن تواصل معهما رغم ضحالة صوتها وفقره كانت تهز له رأسها نفياً وأنها لا تستطيع، لا تستطيع وهو من جانبه يصر عليها أن تشارك في الغناء مكوراً قبضته وكان يديرها بلا انقطاع حتى وقع ميتاً، فسقط كل شئ في الصمت. والخرطوم أيضاً سقطت.
    أعلن ذلك ضبة حين دخل صارخاً: أبي، ها هي الخرطوم أخيراً قد سقطت تحت أيدي رجالات المهدي الإمام. رفعت سبب موتي رأسها كعادتها وزغردت. ابتسم عم حمد وهو منظرح على جانبه، استطاع أن يهلل، وأن يكبر مرتين، ثم جذب عليه غطاءه وعاود موته.
                  

12-04-2004, 10:54 PM

Isa

تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1321

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: آدم سيد الرايحة... زهاء الطاهر (Re: محمد أبوجودة)

    أخي الأديب الأريب محمد ود أبوجـودة... وين يا حبيب، ولك شكري على الترحيب الحار بي أيضا، وأرجو أن أكون عند بعض حسن ظنك وبقية الأخوة الذي آملوا خيرا من القادمين الجدد، وارجو ألا أكون (سيد رايحة) آخر...ولكن من الناحية الأخرى، ليك على كان عملوني أوزباشا كبير وعريض زي سيد الرايحة ح أعمل انقلاب وأرفع راسكم عاليا خفاقا بين القبايل... وهل أنا إلا من غزية التي لم تعرف الرشد ولا الرشاد ولا الترشيد يوماً، ليس ترشيد إستهلاك الماء والكهربا فقط - استثنيك منهم لأني شايفك أمرت بإطفاء الأنوار!!- ولكن حتى ترشيد استهلاك الثورات والإنقلابات، وعلى طريقة الأخ أحمد الملك، فأخشى أن يأتي يوم لا يجد فيه الإنقلابيون يوما لتسمية ثورتهم بعد أن تم إحتلال كل التواريخ... أو أن ممثل اللجنة الشعبية في القرية سيحرص على متابعة نشرات الأخبار من الراديو عند قرب زيارة مسؤول حتى لا يرحب بممثل العهد البائد، أما الأكثر ذكاء منه فسيذكر الثورة وإنجازاتها دون ذكر لاسمها (لينقذ) نفسه!!.. لك كل التحايا والود...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de