|
"من يحاسب من".. أخلوا سبيل عبدالعزيز خالد
|
من اللافت فعلا أن تتزامن قضية تسليم العميد عبدالعزيز خالد من الامارات إلى السودان مع تحريك دولي مكثف لملف السلام في السودان بالشكل الذي شهده العالم أجمع في نيروبي حيث أبدت الأسرة الدولية اهتماما منقطع النظير بالشأن السوداني. وبانعقاد جلسات لمجلس الأمن في نيروبي للمرة الرابعة في تاريخه فقط خارج مقره الرسمي في نيويورك، تكون القضية السودانية قد انتقلت بشكل كامل إلى حيز الاهتمام العالمي المضاعف. ويترتب على هذا أن تعيد القوى السياسية السودانية وفي مقدمتها حكومة المؤتمر الوطني حساباتها للتعامل بشكل أكثر جدية و"صدقية" مع أزمات يمكن في حال التراخي والالتفاف في التعامل معها أن تؤدي لنتائج وخيمة لأن البلاد تعيش الآن تحت "مجهر" الأسرة الدولية التي تتابع عن كثب معطيات المرحلة الراهنة ومنعطفاتها ويمكن في أي مرحلة أن يتخذ التعاطي الدولي شكلا يقفز على المراقبة إلى "التدخل". واحجمت الأمم المتحدة أمس الأربعاء عن التصويت لمشروع قرار يدين انتهاكات حقوق الانسان في السودان لمنح مسارات السلام في الجنوب ودارفور فرصة وخشية من أن يؤدي هكذا قرار إلى تقويض الجهود المبذولة في هذا الاتجاه. لكن الحكومة السودانية المطالبة بالأساس اثبات صدقيتها والتزاماتها بتحقيق سلام عادل وتحول ديمقراطي حقيقي في السودان، تتلكأ كعادتها في تطمين مواطنيها وتبعث برسائل سالبة لا تقل سلبية عن عزم حركة تحرير السودان في العودة للحرب ونبذ المسار التفاوضي ولا عن سلبيات العراك الداخلي الذي تشهده الحركة الشعبية في "وقت حرج". فالاصرار الغريب الذي مارسته السلطات السودانية مع نظيرتها الاماراتية على تسليم العميد خالد إليها والإجراءات التي تعرض لها هذا الأخير في مطار الخرطوم تضع على كاهل المعارضة السودانية وعلى رأٍسها التجمع الوطني الديمقراطي اعادة النظر بدعاوى الحكومة حول رغبتها في "فتح صفحة جديدة مع المعارضين" بدأت بالفعل بشكل أكثر صرامة عن ذي قبل. والسؤال الذي يطرحه بالضرورة الشارع السوداني في الوقت الراهن يتعلق بفاعلية الأجسام السياسية وقدرتها على دفع الخرطوم لإجراء تغييرات جذرية في طبيعة وتركيبة الحكم وهي عاجزة حتى عن حماية تأمين قادتها من بطش الحكومة وتعسفها. ولعل الخرطوم قصدت من هذه الإجراءات بحق العميد خالد إهانة المعارضين وابلاغهم رسالة واضحة هي أن "قانون الانقاذ" من ناحية و"جميل عفوها عنهم" من ناحية ثانية هو البوابة التي سيمر تحتها على الأرجح غالبية المعارضين "بعد أن لفظتهم الدول التي كانت تؤويهم" كما ترى الخرطوم في الغالب، هذا بعد أن مر آخرون في طريقهم إلى الخرطوم تحت بوابة الانقسامات التي دفعت أحزابهم ثمنها نظيرا للتفاوض مع حكومة تتصيد خصومها وتتشفى منها ولا تدرك إلى غاية الآن أن اضعاف الأجسام السياسية السودانية سيعود بخسارة وطنية باهظة لأن الارتدادات الجهوية والقبلية التي يشهدها السودان حاليا هي المحصلة المنطقية الوحيدة لممارسات الانقاذ بحق القوى السياسية. توقيف خالد واعتقاله من مطار الخرطوم يكشف عن حقيقتين: أولا أن حكومة الانقاذ لا زالت تتبع الأساليب ذاتها ولا تبدي حرصا بالقدر الكافي على اتمام التحولات الديمقراطية في البلاد، وهذا بحد ذاته يشكك في كل ما تم بناؤه في خصوص السلام والتحول الديمقراطي ثانيا أن على القوى السياسية المعارضة أن تسعى للمحافظة على القدر الضئيل الذي تبقى من حراكها السياسي وفاعليتها في المشهد من خلال رد فعل قوي على ما يحدث بتعليق المفاوضات مع الحكومة واتخاذ إجرءات أشد فاعلية في هذا الخصوص، أو اعتزال العمل السياسي نظرا للفشل الداوي!!
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: "من يحاسب من".. أخلوا سبيل عبدالعزيز خالد (Re: خالد عويس)
|
الاخ/ خالد عويس
سلام
اتفق معك في تحليلك المنطقي لما آلت اليه الامور في المشهد السياسي السوداني, و حقيقة كما تفضلت و تساءلت من يحاسب من و كيف و متي؟
ان ما قام به نظام العشائر او قل نظام ملوك الطوائف في الامارات لأمر اكثر من عادي, و يبدو ان الناس قد خدرتها (عطايا و هبات ) المرحوم الشيخ زائد و لذلك كانت تتوقع ان يفرج النظام في الامارات عن المناضل عبد العزيز خالد, و لسان حال الجميع يقول : ان شاء الله حلم!! و لكن ما بني علي اساس عشائري و علي اساس ابن عمي و ابن عمك لا ينتج غير هذا الموقف الكريه, الذي لا يشبه حتي اخلاق (العشائر العربية في السابق), حيث كانت هذه العشائر لا تفرط في سلامة من ينزل ضيفا عندها, و لكنها يا خالد (عشائر البترودولار الجديدة)!!
عشمك في ناس التجمع ليس في محله يا خالد عويس, فهؤلاء لن يفعلوا شئيا تجاه هذه القضية و لن يستقيلوا بسبب عجزهم السياسي, لان عجزهم السياسي لم يبدأ بتأريخ قضية اعتقال المناضل عبد العزيز خالد, فهذا العجز السياسي لقياداتنا السياسية عمره الان تجاوز الخمسين عاما .
العشم و الامل في جماهير شعبنا السوداني الصامدة, و التي اعطت الكثير و لكنها لم تنل الا اقل من القليل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "من يحاسب من".. أخلوا سبيل عبدالعزيز خالد (Re: خالد عويس)
|
Quote: توقيف خالد واعتقاله من مطار الخرطوم يكشف عن حقيقتين: أولا أن حكومة الانقاذ لا زالت تتبع الأساليب ذاتها ولا تبدي حرصا بالقدر الكافي على اتمام التحولات الديمقراطية في البلاد، وهذا بحد ذاته يشكك في كل ما تم بناؤه في خصوص السلام والتحول الديمقراطي |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "من يحاسب من".. أخلوا سبيل عبدالعزيز خالد (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
Dear Khalid
Quote: ولا تدرك إلى غاية الآن أن اضعاف الأجسام السياسية السودانية سيعود بخسارة وطنية باهظة لأن الارتدادات الجهوية والقبلية التي يشهدها السودان حاليا هي المحصلة المنطقية الوحيدة لممارسات الانقاذ بحق القوى السياسية |
.
Wel said Khalid, and the tunnel vision goes on
Regards
Adil
| |
|
|
|
|
|
|
Re: "من يحاسب من".. أخلوا سبيل عبدالعزيز خالد (Re: زهرة حيدر ادريس)
|
Quote: فالاصرار الغريب الذي مارسته السلطات السودانية مع نظيرتها الاماراتية على تسليم العميد خالد إليها والإجراءات التي تعرض لها هذا الأخير في مطار الخرطوم تضع على كاهل المعارضة السودانية وعلى رأٍسها التجمع الوطني الديمقراطي اعادة النظر بدعاوى الحكومة حول رغبتها في "فتح صفحة جديدة مع المعارضين" |
very well said
| |
|
|
|
|
|
|
|