حوار ساخن مع الأستاذ وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 09:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-22-2004, 03:01 AM

أبنوسة
<aأبنوسة
تاريخ التسجيل: 03-15-2002
مجموع المشاركات: 977

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار ساخن مع الأستاذ وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة

    الراية.. في مواجهة ساخنة مع وضاح خنفر

    نحاول بناء مدرسة إعلامية عربية ونستعد بقوة للانتقال إلي العالمية
    أجري الحوار:
    بابكر عيسي - طه خليفة - خليفة الحسيني
    شارك في الحوار وأعده للنشر:
    العزب الطيب الطاهر - عبدالرحيم كمال - سالم المغربي
    لم نشأ أن يكون حوارنا مع وضاح خنفر المدير العام لقناة الجزيرة الفضائية وهو الأول من نوعه لصحيفة قطرية منذ ان تولي منصبه قبل نحو عام مجرد اسئلة تقليدية نطرحها بمناسبة مرور ثماني سنوات علي انطلاق الجزيرة يأخذ شكل المجاملة والاشادة بدورها وأدائها علي مدي هذه السنوات التي تحولت فيها القناة الي الرقم الصعب في المعادلة الاعلامية الاقليمية.
    ونحسب ان وضاح ذاته لم يكن علي استعداد لأن يقبل بأن تكون زيارته الأولي لمقر الراية نوعا من الثرثرة التي تصب حصيلتها في شرح ما هو قائم وتوضيح ما هو معلن من سياسات ومواقف.
    لقد اردنا ان يكون الحوار مواجهة.. اختراقا.. بحثا في المسكوت عنه.. تنقيبا عن الغائب في الكواليس الاعلامية والسياسية..
    طرحنا علي وضاح خنفر كل ما يتردد من اتهامات عن ادوار خفية تلعبها الجزيرة وحالات التباس تحيط بما تبثه من برامج وتقارير واخبار.
    لم نترك شاردة او واردة.
    وبدوره لم يبخل علينا وضاح بإجابة بتعليق، باتفاق أو اختلاف.
    تجاوب.. دون ان تقلقه اسئلتنا التي تلقاها باتساع صدر ورحابة أفق، بحضور جاسم فخرو مدير العلاقات العامة بقناة الجزيرة.
    وانطلقت البداية بكلمة ترحيبية من مدير التحرير بابكر عيسي عبر فيها عن تقدير الراية للجهود المقدرة التي يبذلها سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس ادارة قناة الجزيرة بالتعاون مع كل العاملين فيها والتي قادت الجزيرة لأن تصبح واحدة من أهم المؤسسات الاعلامية موجها شكره لوضاح علي اتاحة الفرصة لهذا الحوار مع الراية والذي تدفق علي النحو التالي:
    ما هو الأفق الذي تتطلع اليه قناة الجزيرة حتي تحقق رسالتها الاعلامية الكاملة؟
    - استطيع القول ان قناة الجزيرة خلال الفترة الماضية تحديدا خلال العامين الاخيرين حققت نقلة نوعية باتجاه تكريس عالميتها بحيث اصبحت الآن واحدة من اهم مصادر المعلومات رغم انها ناطقة بلغة مفهومة لقطاع معين من سكان العالم.. انها اصبحت في حد ذاتها حدثا اعلاميا يتناقله الناس وينقلون عنه.. وهذا بالطبع يلقي عبئا ضخما علينا باتجاه الارتقاء بالخطاب الاعلامي وادبياته الي مستوي عالمي والتعريف به والتأصيل له بحيث يصبح مجالا للتداول في الأوساط الاعلامية والسياسية في العالم وأحسب ان ذلك ينطوي علي اهمية خاصة، فلأول مرة في العالم العربي تكون ثمة مدرسة اعلامية عربية تحاول ان يكون لها حضورها وسط المدارس الاعلامية العالمية آخذة في الاعتبار خصوصيتها سواء الثقافية او فيما يتعلق بانتمائها الحضاري العربي.
    الانتقال إلي العالمية
    إذن الانتقال الي العالمية بات شعارا كبيرا ليس للجزيرة كقناة اخبارية وانما كمؤسسة او بالأحري مجموعة الجزيرة الاعلامية والتي ستشمل عددا من القنوات اضافة الي القناة الاخبارية ومنها القناة الدولية الناطقة باللغة الانجليزية وقناة الاطفال والقناة الوثائقية والقناة الرياضية التي بدأت بالفعل.. الي جانب مؤسسات رديفة فنحن علي وشك تطوير موقع الجزيرة نت في شبكة المعلومات الدولية خاصة بعد ان اكتشفنا ان هذا الموقع اصبح يمتلك حضورا عالميا واسعا فقبل ايام صنف هذا الموقع في صدارة المواقع الاخبارية الأولي في العالم وحصل علي المركز الثالث عشر كما ان هناك اعدادا متزايدة من الزوار الذين يطلعون علي الموقع باللغتين العربية والانجليزية للتعرف علي مختلف القضايا السياسية وهو ما دفعنا للعمل علي تطوير الموقع وبثه بلغات اجنبية عديدة كالإسبانية والفرنسية والتركية وكذلك بلغة الأوردو حتي يتمكن الموقع من تكريس عالميته ايضا عبر هذا التعدد في لغات البث كما نعكف حاليا علي اقامة وتفعيل ثلاث مؤسسات الأولي مركز الجزيرة للانتاج التلفزيوني والذي سيناط به انتاج الافلام والبرامج الوثائقية ليسد نقصا واضحا في هذا المجال في العالم العربي وهذا المركز سيعمل كمؤسسة تجارية غير ربحية علي غرار مركز التدريب والتطوير وهو المؤسسة الثانية التي نسعي الي ادخالها في اطار العالمية بالتنسيق مع منظمات دولية كبري كاليونسكو وغيرها لعقد دورات في مختلف انحاء العالم العربي ودول اخري في العالم الثالث وبالتالي تحول الجزيرة الي مرجعية اعلامية فيما يتعلق بالتدريب والتطوير.
    وحدة قياس الرأي
    والمؤسسة الثالثة هي مركز الجزيرة للدراسات وقياس الرأي والتي ستبرز الي الوجود في غضون الاشهر القليلة القادمة وصدر بالفعل قرار تأسيسها وهي محاولة جديدة لبناء مؤسسة تعني بالتخطيط والتفكير وتعميق التجربة الاعلامية من كل جوانبها مما ينعكس ايجابيا علي البرامج والأخبار التي تقدمها الجزيرة فضلا عن قيامها بتقديم اوراق بحثية متميزة للمؤسسات الراغبة في الاستفادة من هذه الخدمة سواء في قطر او في بقية الدول ونأمل ان يكون هذا المركز مرجعا فكريا ومعلوماتيا في كافة النواحي السياسية والاجتماعية في العالم العربي خاصة انه سيتم تزويده بمجموعة من خيرة الباحثين العرب المتخصصين كما سيتم رفده بوحدة قياس الرأي وذلك للمرة الأولي في العالم العربي سعيا لتأصيل قياس الرأي وتسخير المعلومات التي نحصل عليها في تقاريرنا الاخبارية وبرامجنا في دراسة بعض القضايا والظواهر السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
    وهنا لا يفوتني الاشارة الي ان الجزيرة سوف تنتقل خلال الايام القليلة القادمة الي مبني جديد اكثر رحابة من مبناها الحالي يحتوي علي استوديوهات جديدة مجهزة بأحدث التقنيات العالمية الأمر الذي سيمهد لاطلالة مغايرة تماما علي شاشة الجزيرة لكنها ستصل الشكل القديم بالشكل الحديث محافظا علي الكرة التي كانت تهبط في الماء وعاكسا لنوع من الحداثة والعالمية أيضا وهو ما تعكف عليه احدي الشركات العالمية وبعد الانتهاء منه سيتم عرضه علي مجلس الادارة تمهيدا لإقراره.
    مبني شامخ
    هل نفهم من حديثك بخصوص التحول الي مؤسسة متكاملة انكم تعتزمون تجميع كل أنشطة الجزيرة في مبني واحد ضخم وشامخ؟
    - هذا هو المأمول الذي نسعي اليه وهذه الفكرة مطروحة وهي موضع نقاش داخل مجلس ادارة الجزيرة غير انها بحاجة الي متسع من الوقت ولكن المبني الجديد الذي سوف تنتقل اليه القناة قريبا اكثر اتساعا ونعكف حاليا علي اقامة مبني آخر مجاور للقناة الدولية باللغة الانجليزية.
    علي أي حال لدينا أمل في ان يكون لدينا برج او شيء من هذا القبيل يضم كافة المؤسسات التابعة للجزيرة.. وان كان ذلك الأمر يتطلب انجازه عامين او اكثر.

    إشكالية التمويل
    لعل هذا التوسع.. الأفقي والرأسي في الجزيرة يثير إشكالية التمويل.. فما هي المصادر التي سوف يتم الاستناد اليها في تمويل هذا التوسع هل سيكون التركيز علي الحكومة القطرية ام الخيار سيكون تحويل الجزيرة الي شركة تطرح أسهمها للاكتتاب العام؟
    - من اكبر التحديات التي تواجه القنوات والشبكات التلفزيونية وعلي نحو خاص الاخبارية مسألة التمويل.. فمعظم المؤسسات العاملة في هذا المجال لا تربح اما الذي يربح فهو مفهوم جديد في الاعلام هو المفهوم التكاملي وهو ما نحاول ان نؤسس له في الجزيرة . بحيث ان القناة الاخبارية تحاول ان تخفض من اوجه الانفاق التي لا عائد لها من خلال زيادة مساحة الاعلانات وبيع الصور.. وغير ذلك، في الآن ذاته فإن الاطار المؤسسي يكفل وجود مجموعة من المؤسسات الرابحة التي من شأنها تعويض المؤسسات التي لا تحقق الربح فلدينا علي سبيل المثال مركز الجزيرة للتدريب والتطوير والذي حقق هذا العام قدرا من الربحية لا بأس به. صحيح انه ليس علي النحو المطلوب لكن علي المدي البعيد سيحقق ارقاما مهمة، وكذلك مركز الجزيرة للانتاج سيكون مؤسسة تحاول قدر الامكان ان تغطي نفقاتها في المرحلة الأولي ثم تتسع لتحقيق هامش ربح معقول من خلال ما سوف تنتجه من برامج وثائقية ستكون مرجعا في شؤون الشرق الأوسط والعالمين: العربي والاسلامي.
    اسم الجزيرة
    وثمة أحاديث كثيرة للاستفادة من اسم الجزيرة بعد ان أضحي له معني وشعبية، وبالامكان تحول ذلك الي اطار ربحي وهو ما يتطلب توافر خبرات تسويقية وانتاجية ولدينا الآن مجموعة من الخبراء الذين يعكفون علي دراسة اعادة هيكلة الجزيرة وضمن هذه الدراسة قدمت جملة من الاقتراحات لتسويق اسم الجزيرة والاستفادة منه في مراحل لاحقة. في هذا السياق اشير الي ان كثيرا من المؤسسات الكبري ذات الاسماء الرنانة واللامعة لديها شركات تقوم باستثمار هذه الأسماء في مجالات قد تكون بعيدة عن المجال الاعلامي وان كنا نحن في الجزيرة سوف نستثمر في المجال الاعلامي سواء أكان ذلك في الدراسات او في الابحاث.. والأفكار تدور حول امكانية إصدار صحيفة او مجلة او تأسيس وكالة انباء تستثمر الشبكة الواسعة من مراسلي الجزيرة ومكاتبها او اقامة نوع من الشراكة مع مؤسسات اعلامية كبري فيما يتعلق بالانتاج التلفزيوني وبيع الصور.. وما الي ذلك.. هذه آفاق جديدة للأسف لم تقم الجزيرة بمقاربتها استثماريا والآن ثمة دراسات جديدة في هذا الشأن.. ونأمل ان يبلور خبراؤنا مجموعة من الحلول العملية للاستفادة من اسم الجزيرة.
    هل الأمر ما زال في خانة الآمال والطموحات أم ان هناك دراسات جادة وخطوات عملية؟
    - هناك بالفعل دراسات قدمت لمجلس ادارة الجزيرة تضمنت اقتراحات محددة وسيناريوهات واضحة من بينها ان تتم خصخصة جزئية للقناة ضمن اطار قطر.. ورغم انه لم يتم تبني قرار نهائي بشأنها إلا انها تأتي في اطار الاستجابة لمرسوم أميري الذي كلف مجلس الادارة برفع تقرير حول امكانية وجدوي خصخصة الجزيرة .
    كل هذه الخيارات ما زالت تخضع للدراسة حتي يتم بلورة التصورات النهائية.
    هل سيتم اللجوء الي تشفير الجزيرة لأماكن معينة كمصدر للتمويل؟
    - هذه الفكرة مطروحة ضمن الافكار العديدة التي تدرسها بيد ان ثمة من يري ان فكرة التشفير في مجال التسويق التلفزيوني لم تعد قائمة في ظل حالة التنافس الهائلة علي الشاشة الآن لذلك فإن البحث يتم الآن للعثور علي مصادر تمويل بعيدا عن مسألة التشفير وهذا تحد كبير من خلال الاعلان او بيع المنتج الاعلامي.. ومع ذلك يبقي التشفير كأحد السيناريوهات لكنه ليس بالضرورة السيناريو الوحيد.
    رجل أعمال إسرائيلي
    في اطار إشكالية التمويل.. تحدثت تقارير عن رغبة رجل اعمال اسرائيلي من اصل مصري اسمه حاييم صبان معروف بباعه الطويل في مجال الاستثمار الاعلامي في شراء 51% من الجزيرة.. هل تلقيتم عروضا من هذا القبيل؟
    - اننا لانخفي قط ان الجزيرة تمول من دولة قطر.. والجزء الأكبر من موازنتها يعتمده مجلس الوزراء وبالتالي ليس ثمة مشكلة تواجهها الجزيرة فيما يتعلق بالتمويل.. فضلا عن ان موازنتها ليست بالحاجة التي تستدعي الاستعانة برجل اعمال مهما كانت جنسيته، ولو ان الهدف كان هو مجرد الربح او تقليص العبء المالي، فإن الكثيرين في العالم العربي علي استعداد للمساهمة او شراء أسهم أو شراء الجزيرة كلها سواء أكانوا من أنصارها او محبيها او خصومها او اعدائها او منتقديها.
    اما فيما يتعلق بقصة رجل الاعمال الاسرائيلي استطيع ان اؤكد انه لا علم لدينا اطلاقا بها.. وهي تأتي في سياق جملة من الاشاعات التي تتردد حول الجزيرة من أطراف عديدة.. وبالتالي فإننا لم نقم بالرد رسميا علي هذه الاشاعات وذلك في ضوء سياسة عامة ننتهجها مفادها تجاهل وإهمال كل ما يرد من هذا القبيل.
    الجزيرة وقطر
    ثمة من يتطلع لأن يكون للجزيرة دور في قطر بمعني ان تسهم في إعداد مجموعة من الكوادر الوطنية وتقديمهم علي شاشتها.. هل هناك رؤية معينة في هذا الخصوص؟
    - أجل ثمة خطة واضحة بدأنا في تطبيقها خلال الأسابيع القليلة الماضية باتجاه التفاعل مع الأطر والمؤسسات الوطنية القطرية سواء اعلامية او تعليمية او تدريبية او غير ذلك من باب رد الجميل الي اهله وتقديرا لما قامت به قطر خلال السنوات الماضية وللعالم العربي ككل وذلك في ضوء ما تراكم لدي الجزيرة من خبرات وانجازات أحسب انها من الأهمية بمكان.
    هذا اولا وثانيا لدينا خطة لاستيعاب كوادر قطرية من خريجي جامعة قطر وتحديدا قسم الاعلام بها من خلال اتاحة فرصة تدريب لهم بمركز الجزيرة للتدريب والتأهيل لفترة ثلاثة شهور ثم الحاقهم بالقناة لتدريبهم نظريا لمدة شهر ونصف ثم يتم بعد ذلك الحاقهم بالقناة بعد اثبات جدارتهم المهنية.
    الأولوية للقطريين
    ثالثا: لقد تقرر اعطاء الأولية في عملية التوظيف بالقناة للقطريين بل تجاوزنا ذلك الي منحهم الافضلية عندما يكون الخيار بينهم وبين القادمين من الخارج سواء فيما يتعلق بالتدريب او التأهيل او التعيين فذلك اكثر جدوي من الناحية الاقتصادية فضلا عن أن وجود نسبة أكبر من القطريين تؤدي الي مزيد من استقرار الكوادر العاملة بالقناة، لاسيما في ضوء التنافس الشديد بين الفضائيات علي استقطاب الموظفين واغرائهم بالانتقال من قناة الي أخري.
    وأشير هنا الي ان نسبة القطريين من اجمالي العاملين في الجزيرة تبلغ حوالي 30% ونسعي الي توسيعها في السنوات القادمة خاصة فيما يتعلق بالجانب الاعلامي والذي ما زال يعاني من ندرة القطريين.. لذلك سنعطي اولوية خلال العام الحالي والقادم للقطريين في المجال الإعلامي وهناك برنامج بالتعاون مع جامعة قطر تم الاعلان عنه لتدريب الكوادر القطرية الاعلامية.
    ثمة ملاحظة مؤداها ان شاشة الجزيرة لا يطل منها مذيع قطري.. رغم ان هناك مذيعين اثبتوا قدرتهم العالية في محطات عالمية كطلال السادة في قناة الحرة الأمريكية.. هل يعني ذلك ان هناك اتجاها لمنع القطريين من الظهور علي شاشة الجزيرة؟
    - استطيع ان اؤكد انه ليس هناك اي سياسة ضد وجود القطريين علي شاشة الجزيرة بالعكس نحن نبحث من خلال اللقاءات التي نجريها او البرامج التدريبية التي ننفذها عن شباب لتأهيلهم كمذيعين في القناة وبالفعل قمنا بارسال بعض من الشباب القطري الي مركز الجزيرة للتدريب والتطوير لتلقي جرعات تدريبية تؤهلهم لأن يكونوا مذيعين ومقدمي برامج خلال الفترة القادمة.
    اننا نري ان هذه المسألة شديدة الاهمية بيد ان مسعانا الحقيقي يتجه الي تكريس فكرة الصحفي المذيع وليس المذيع قاريء النشرة الذي يتميز بإطلالته او قراءته للنص المكتوب فقط.. وذلك في اطار التحول الي البث المباشر وذلك يتطلب مذيعا لديه خلفية قوية ويتميز بسرعة البديهة حتي يكون بمقدوره التجاوب الفوري مع الاحداث ويمتلك قدرة علي اجراء اللقاءات والحوارات علي الهواء.
    هذا هو النموذج الذي نسعي اليه.
    نموذج المذيع
    هل نفهم من ذلك ان الجزيرة تسعي الي تقديم نموذج للمذيع الذي بوسعه ان يطل من اي شاشة اخبارية؟
    - بصراحة ان الاعلام التلفزيوني العربي يعاني من بعض النواقص الحقيقية فهو أولا ناشيء وجديد وبالتالي فإن تقاليده ليست راسخة علي نحو واسع سواء فيما يتعلق بأخلاقيات المهنة أو شكل المهنة أو توسعها وانتشارها وآفاقها. لذلك استطيع القول ان قناة الجزيرة تقوم بتأصيل المهنة حاليا سواء فيما يتعلق بالجوانب الفنية والنظرية او الجوانب الصحفية. وفي هذا السياق بدأت الجزيرة قبل فترة في ارسال مذيعيها في مهمات ميدانية.. في مواقع الاحداث الساخنة للقيام بالتغطيات الصحفية وإعداد برامج وثائقية وذلك بهدف ربط المذيع بخلفيات هذه الاحداث حتي لا يكون منقطع الصلة بواقعه.. انني اؤمن ان الصحفي الميداني هو الأكثر تميزا والأكثر قدرة علي إقامة علاقات جيدة مع مصادره والتفاعل علي نحو أفضل مع الأحداث اما الجلوس في الاستوديو فقط بانقطاع تام عن الميدان فإنه يقود الي حالة من التكلس وتحنيط التجربة الاعلامية.
    ان النموذج الذي نريد تقديمه في المستقبل هو نموذج الصحفي المتميز الذي يكون بمقدوره تقديم نشرة اخبار ويصلح في الآن ذاته مراسلا.. وهذا هو التوجه السائد في القنوات الاعلامية العالمية وأحسب ان الاطار التكاملي يسهم في صناعة الثقة لدي المشاهد.
    ولا اخفي اننا نواجه نوعا من الصعوبة في ايجاد هذا النموذج رغم ان لدي الجزيرة نخبة من المذيعين غير ان التدريب والمشاركة في القيام بمهام ميدانية سيزيد من حالة التماس بينهم وبين الواقع والعودة الي المفهوم المتكامل.
    أزمة الثقة
    يبدو ان ثمة أزمة ثقة تعيشها الجزيرة وبالذات من قبل العديد من الحكومات العربية فضلا عن الادارة الأمريكية والتي عبرت غير مرة عن استيائها من الجزيرة واتهمتها بالانحياز في حين تحظي القناة بثقة المشاهد وهو ما يعني ان هناك نوعا من التناقض فكيف نفسر ذلك والي متي سيستمر هذا التناقض؟
    - باديء ذي بدء.. أشير الي ان ارضاء الناس جميعا غاية لا تدرك.. هذا امر متفق عليه ثانيا اننا بصدد الترسيخ لمدرسة اعلامية جديدة جاءت متحدية لمعطيات واقع سياسي واعلامي معين.. وهذه المدرسة نضجت الآن الي حد انها اصبحت في حد ذاتها مرجعا اعلاميا ومعلوماتيا علي الأقل للنسبة الغالبة في العالم العربي وبالتالي فإن هذا المرجع لا بد ان تكون له قواعد وأصول.. وهو ما دفعنا للعكوف علي اصدار ميثاق شرف ودليل سلوك مهني بحيث يكون اطارا ودستورا يحكم مهنية العمل الاعلامي الذي نقوم به وبعد ذلك لم يعد يهمنا ان نتلقي انتقادات من هذه الجهة السياسية او تلك لماذا..؟ لأن السياسيين اعتادوا في العالم العربي علي ان يقوم الاعلام بخدمة خطابهم في اطار وظيفته كإعلام دعائي أكثر منه اعلاما ناقدا ومنصفا ومحققا ومدققا وحرا وعندما تتبني القناة هذا النموذج الأخير من الاعلام فلا بد أن يقود الي اغضاب الكثير من الأنظمة والحكومات في العالم العربي خاصة تلك التي تتعامل مع شعوبها بالوصايا المطلقة علي عقولها.
    ولعل المرء يرصد نوعا من الانتكاسة في الآونة الأخيرة علي صعيد الحريات علي عكس ما كان سائدا في التسعينيات من تصاعد موجة الحرية وحقوق الانسان وبالتالي تعزز شعوراً لدي بعض الأنظمة بأنها قادرة او علي الأقل لديها الامكانية فضلا عن التشجيع العالمي لكي تمارس القمع ضد بعض الأصوات وتلك اشكالية كبري تواجهنا في قناة الجزيرة وتضيف المزيد من الاعباء امامنا ليس في مجرد المحافظة علي السقف الراهن للحريات وانما التوجه نحو المزيد من رفعه.. فقبل ثماني سنوات كان هناك سقف اعلامي متميز والعالم العربي كان يعايش حالة من الركود في الحريات اما الآن ثمة تغيير طال ذهنية المشاهد وبالذات علي صعيد شعوره بالحرية وهو ما يتطلب التقدم بسقف الحرية لا التراجع عنه غير اننا نلاحظ ان المطلوب من كل سيل الانتقادات التي تتلقاها الجزيرة هو تخفيض سقف الحرية وهذا في حد ذاته انتكاسة ليس للجزيرة فحسب وانما للمشاهد العربي.. وأحسب لو اننا في الجزيرة تخلينا عن سقف الحرية المرتفع وتحولنا الي بوق لأي نظام سياسي ايا كان سنخسر الشعبية التي تحققت لنا وسينفض من حولنا الشارع العربي وسنتحول الي وسيلة اعلامية عادية.
    الجزيرة ونظام صدام
    بمناسبة حديثك عن البوق لأي نظام سياسي اتهمت الجزيرة بأنها تحولت الي بوق للنظام العراقي السابق ووصل الأمر الي حد الحديث عن تلقي قيادات ومذيعين بالقناة رشاوي من هذا النظام.. ولقد قيل ان إقالة المدير العام السابق جاءت علي خلفية هذه الاتهامات فما حقيقة كل ذلك والي اي مدي كان ثمة احتكاك مادي بين الجزيرة ونظام صدام.. خاصة في ظل وثائق قدمها أحمد الجلبي ونشرت في وسائل إعلام غربية؟
    - الحقيقة ان الوثائق التي تتناول هذه المسألة عند دراستها تبدو مضحكة بل وتبعث علي الرثاء.. وتنبيء عن ضيق أفق ومحدودية التخيل لدي هؤلاء الذين قدموا هذه الوثائق او بالأحري قاموا بتزويرها.. فهم قدموا وثائق تتحدث عن قرار صادر من محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام السابق بتوصيات من مجلس الوزراء بصرف 50 الف يورو شهريا لقناة الجزيرة.
    والمؤكد ان هذا المبلغ لا يكفي نفقات مكتب الجزيرة في بغداد وبالتالي فإن الحديث عن شراء ذمة القناة بهذا المبلغ المحدود امر ينطوي علي المبالغة في الوقت الذي تتمني فيه بعض الانظمة العربية ان تدفع مليارات وليس 50 الف يورو فقط لشراء ولاء الجزيرة وهنا تكمن مفارقة التناقض العجيب.
    تعليمات مجحفة
    علي أي حال فيما يتعلق بعلاقة الجزيرة بالنظام العراقي السابق او اي نظام آخر فإن ذلك يبقي رهينا بالتعامل مع سلطة قائمة لها محدداتها وتعليماتها والتي رغم كونها مجحفة إلا انه كان يتعين التعايش معها وما زال الكثير من الأنظمة في المنطقة التي تحتفظ الجزيرة بمكاتب فيها يتمتع بنفس خاصية التعليمات المجحفة.. ومع ذلك فإننا مضطرون للتكيف معها علي نحو آخر.
    وعلي الرغم مما قامت به الجزيرة من تغطيات متميزة في شمال العراق والتي لم تحظ برضا السلطة في بغداد خلال الحرب فضلا عن وجود مندوب للجزيرة في الجنوب مع القوات الأمريكية إلا ان البعض لا يتذكرون ذلك، بل يتم التركيز علي مجموعة من الاشاعات.
    عناصر استخباراتية
    لكن تردد بقوة ان ثمة علاقة كانت قائمة بين الجزيرة والمخابرات العراقية في عهد صدام وقيل بعد سقوط نظامه تم ابعاد عناصر داخل الجزيرة كانت مرتبطة بجهاز الاستخبارات العراقي ما صحة ذلك؟
    - ليس صحيحا علي وجه الاطلاق.. ولا علم لدي بأن ثمة من تم ابعاده من عناصر الجزيرة بسبب ارتباطه مع اي من اجهزة الاستخبارات.
    هناك من يري وتحديدا خصوم الجزيرة ان العاملين العرب فيها هم مجرد عملاء لاجهزة استخبارات بلادهم وان القناة تحولت الي بؤرة للعمل الاستخباراتي اكثر من كونها مؤسسة اعلامية؟
    - اذا كانت الصورة علي هذا النحو.. فما الذي يدفع الأنظمة العربية للغضب من الجزيرة.. ان هذه الأنظمة تقوم بإغلاق مكاتب القناة بعواصمها فكيف تكون الجزيرة مرتبطة بأجهزة استخباراتها.. ولو ان العاملين بالقناة مرتبطون بالفعل بأجهزة الاستخبارات العربية المختلفة لكان من المفترض ان تعكس سياسة القناة ارضاء هذه الأنظمة.. هذا الكلام.. لا يخرج عن سياق الاشاعات التي تحاصر الجزيرة. ان الذي يحكم عملنا في النهاية مهما كان انتماء الشخص الايديولوجي او الفكري او السياسي والاثني في قناة الجزيرة الالتزام بالخط التحريري للقناة في اطار احترام ميثاق الشرف ودليل السلوك المهني.
    ان كاتب النص او ناقل الخبر او مقدمه في القناة ايا كان.. محكوم بالالتزام بمواصفات محددة سواء توافقت مع رؤيته الفكرية ام لا.
    انتقادات حمد بن جاسم
    قد يكون هذا علي الصعيد النظري لكن الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري وجه انتقادا قريبا من هذا المضمون عندما ذكر في مقابلة مع الجزيرة ذاتها ان بعض مذيعي القناة حولوا برامجهم للتعبير عن رؤيتهم الخاصة وليس للتعبير عن رؤية الجزيرة.. هذا من ناحية ومن ناحية اخري تتهم الجزيرة بأنها تحولت الي منبر للأوساط الراديكالية اسلامية ويسارية علي وجه التحديد بل قيل ان وجودك انت علي رأس ادارة الجزيرة جاء لتكريس حضور تيار الاسلام السياسي في القناة ما هي قراءتك لذلك؟
    - عند تعيين اي شخص في الجزيرة لا احد ينقب او يفحص رؤيته الفكرية الايديولوجية التي ينتمي اليها.. ان هذا لا يندرج مطلقا ضمن اهدافنا وقناعتي انه من الاهمية بمكان ان تكون هناك قنوات اساسية للحوار من خلال وجود كل التيارات الفكرية والايديولوجية سواء في الخطاب السياسي او الاعلامي العربي.
    فيما يتعلق بقناة الجزيرة لم يطرأ علي توجهاتها وسياساتها اي تغيير منذ انطلاقها قبل ثماني سنوات وهي متمسكة بالولاء للخط المهني واذا كان البعض يتحدث عن وجود بؤر اسلامية او يسارية فإنني اتساءل ما هو الانقلاب، ما هو التوجه، ما هو الفكر الجديد الذي بدأ يطرح ولم يكن يطرح في السابق.. من هم مقدمو البرامج الذين يروجون لأيديولوجياتهم الخاصة.
    بالتأكيد هذا ليس صحيحا.. ولكن من الطبيعي ان تكون هناك شخصنة في بعض البرامج التي تقدم عبر الجزيرة وهذه سمة سائدة في كل وسائط الاعلام العالمي فكل مقدم برنامج يعبر عن شخصيته ولكن ليس بالضرورة ان يكون متبنياً لأيديولوجية معينة.
    ان ثمة قواعد معينة يلتزم بها كل مقدمي البرامج في الجزيرة ولو حاول احدهم ان يحول برنامجه للدعاية الايديولوجية نسارع علي الفور الي وقفه.. فهو بذلك يكون قد خالف ميثاق الشرف ودليل السلوك المهني والذي تنص قواعدهما علي ان مقدم البرنامج لا يجب ان يملي رأيه علي الآخرين من خلال الشاشة.
    وأشير هنا الي انه تم تأسيس قبل نحو عام قسم ضبط الجودة والذي يقدم تقريرا يوميا عن كافة المخالفات التي تقع سواء في البرامج او في الاخبار وثق تماما ان كل من يرتكب مخالفة يتم استدعاؤه ويناقش في الملاحظات التي اعدها القسم بشأنه والتنبيه عليه بعدم تكرارها.
    خطف الرهائن
    لكن لو انتقلنا الي جانب آخر من المهنية وهو قضية خطف الرهائن وبث الأشرطة وهي قضية اخلاقية بالنسبة للرأي العام العالمي، ومدي حق الخاطفين في استغلال القنوات الفضائية في ابلاغ رسائلهم الي الآخرين.. نفس الأمر ينسحب بصورة او اخري علي الشريط الأخير لبن لادن والذي رغم كل المعايير يعتبر ضربة صحفية موفقة جدا من جانب الجزيرة، رغم ما قيل من انقطاع اجزاء كبيرة من الشريط خاصة بالموازنة الأمريكية فيما يتعلق بشركة هانسون التي كان يديرها هيدبرج فما هي رؤية الجزيرة فيما يتعلق ببث هذه الأشرطة؟
    ضوابط مهنية
    - الخط الذي اتفق عليه الناس منذ انطلاقة قناة الجزيرة وحتي الآن هو الخط الذي اتفق عليه العالم اجمع فيما يتعلق بمهنة الصحافة، وهو اننا نحاول ان نقدم للناس خبرا ومعلومة متكاملة هذه المجموعات التي تخطف سواء كان اسامة بن لادن او غيره هما جزء من هذا الواقع العربي والدولي السياسي والأمني وبالتالي اذا اردت ان ينقل الاعلام بدقة الذي يحدث لا تستطيع ان تغير من هذا الواقع. نحن لا ننقل هذه المعلومات من اجل التحريض.
    ان هذه الاشرطة عندما تقدم عبر الجزيرة فهي تقدم عبر ضوابط مهنية وثق تماما ان هيئة التحرير تعكف دائما علي مراجعة هذه الضوابط وفقا لأخلاقيات المهنة التي تنتمي اليها. فنحن نبحث من خلال هذه الضوابط عن الجوانب الاخبارية في هذه الاشرطة ونقدمها، نتأكد ان لا تكون دعائية ونضعها في اطار.
    اننا قد نأتي بخبر عن عملية اختطاف لكن نطعّمها باخبار عن ذويهم او عن وضع الرهينة المختطف، هذا لا يعني اننا نؤيد عملية الاختطاف ولا نتخذ منها موقفا، إلا في حالة واحدة اتخذنا موفقا واضحا عندما تم اختطاف الرهائن الفرنسيين وأصدرنا بيانا بذلك، باعتبارهم اصحاب المهنة التي ننتمي اليها حسب ميثاق الشرف الذي ينص علي الوقوف الي جانب اصحاب المهنة، كثير من هذه الأشرطة عندما تقدم للجمهور هي جزء من هذا المشهد.
    شريط بن لادن
    أما فيما يتعلق ببث شريط اسامة بن لادن الاخير فقبل يومين من بث هذا الشريط قامت قناتا ABC وFOX نيوز ببث مقاطع من شريط قيل انه لشخص من القاعدة ملثم يدعي عزام الأمريكي الذي تحدث عن شوارع امريكا وامتلائها بالدماء الحمراء، وهذا كان يبث علي القنوات الأمريكية، فيما لو وصل هذا الشريط الي الجزيرة لن نبثه لسبب واحد وهو ان شخصية المتحدث غير معروفة.. اما بن لادن فصوته وصورته معروفان وهو حدث في حد ذاته.. وبالتالي فما المانع من بثه.
    اما بقية المقاطع فهناك ضرورات تحريرية في الشاشة لأسباب كثيرة منها المهنية الفنية لكن تم وضع النص بالكامل علي موقع الجزيرة علي الانترنت باللغة العربية والانجليزية بعدما كان ايضا قد وزع عبر المواقع الالكترونية الأخري.
    لكن لماذا وصل شريط بن لادن الي السلطات الأمريكية قبل ان يبث وكيف وصل؟ وهل هذا يعد تداخلا بين الجزيرة والسلطات الأمريكية، وهل بالفعل هناك رجل مخابرات من السي. آي. ايه موجود بالجزيرة يتابع كل ما ينقل تحت غطاء معين؟
    - لا ليس صحيحا علي الاطلاق.. وأنا لا اعرف كيف نقل هذا الشريط.. الأمريكيون موجودون، ونحن نستخدم وسائل الكترونية مكشوفة ومعروفة للجميع، لكن قناة الجزيرة لم تسلم شريطا للسفارة الأمريكية وهذا الشريط بالذات، وإن كان كسياسة عامة، في مسألة الرهائن علي سبيل المثال نحن نسعي دوما الي إعلام السفارات الاجنبية المعنية بالحدث قبل بثه لأسباب انسانية بالأساس مثل قتل واختطاف الرهائن، ونحن نخبر هذه السفارات قبل البث بوقت كاف، وبالتالي هناك تواصل مع السفارات المعنية للبعد الانساني فقط، وليس للاستئذان السياسي للموافقة علي بث هذا الشريط او ذاك، وهي مسألة مهمة.
    شريط السفارة الأمريكية
    هل نفهم من ذلك ان شريط بن لادن ذهب للسفارة الأمريكية قبل ان يبث بالجزيرة.. وهذه ليست المرة الأولي؟
    - لا اعرف كيف وصل الشريط الخاص ب بن لادن للسفارة الأمريكية، فأنا سمعت انهم قد حصلوا علي هذا الشريط، لكن نحن كقناة لم نسلم شريطا للسفارة الأمريكية علي الاطلاق.
    مشكلة دائمة
    كولن باول قبل فترة قال انه بعد فترة معينة ستبث الجزيرة شريطا معينا لبن لادن او احد مساعديه وكان ذلك قبل بث الشريط المشار اليه بوقت وجيز؟
    وهناك سؤال آخر: لماذا بثت الجزيرة شريط بن لادن الأخير قبل يومين فقط من الانتخابات الأمريكية؟
    - لأنه صدر قبل يومين من الانتخابات ووصلنا كذلك، ونحن بثثنا الشريط في نفس اليوم الذي بثثناه فيه.
    هل التوقيت كان مقصودا من الجزيرة لخدمة الرئيس بوش الذي كان يعاني من مشكلة كبيرة في العراق اسمها متفجرات القاعدة وكانت تسيطر علي الاعلام الأمريكي وكانت مسار تميز كبير لكيري وضد حملة بوش.. وجاء بث الشريط للتغطية علي هذه القضية مهمة وكسب منها بوش بالفعل؟
    - سؤال التوقيت دائما يطرح لدينا وعندما نبث شريطا لبن لادن او غيره يقولون لماذا الآن. وهذه النقطة ليست مهمتي. فنحن لا نعمل كجهاز مخابرات ولا كحزب سياسي، كي نرجح كفة واحد علي الآخر. فالشريط وصلنا في هذا اليوم وقمنا ببثه لا ادري قد يكون مرتبطا او غير مرتبط هذا لا نعلم عنه شيئا.
    ماذا عن الحقوق المحفوظة بخصوص هذا الشريط الذي بثه عدد كبير من الفضائيات العالمية من ناحية المردود المادي بالنسبة لقناة الجزيرة حسب ميثاق الشرف؟
    - ليس عندنا اتفاقية حصرية مع احد وبالتالي كثيرا من هذه الاشرطة تصل قنوات اخري قبل ان تصلنا.. لاننظر اليها كمصدر تمويل لكن ننظر اليها كصور تأتينا كما تأتينا صور اخري. ونتعامل معها بناء علي ذلك، فاذا لم تبث الا عبر قناة الجزيرة فهذا حق والتزام قانوني علي المؤسسات التي تشتريه ان لاتعيد بثه دون ان يكون هناك اتفاقية مع القناة. اعتقد ان بثه دون اذن مسبق او تنسيق هو مخالفة قانونية.
    اتهامات الجزيرة
    هناك اتهامات موجهة لقناة الجزيرة من قبل وسائل الاعلام المحلية والصحف علي وجه التحديد مفادها ان الجزيرة تركز علي صحيفة وتتجاهل غيرها علما بان المعالجات السياسية تكون اكثر عمقا واثارة في الصحف الاخري، فما تعليقك علي ذلك؟.
    - هنا بعض الصحف الموجودة في العالم العربي تنفرد باخبار تخرج عن الاطار المتناقل عبر وكالات الانباء. لذلك تحرص عليها لان برنامجا مثل مرآة الصحافة يحاول ان يضيف للمشاهد المزيد من الموضوعات التي لاترد في نشرات الاخبار ووكالات الانباء، وقد يقع التركيز علي بعض الصحف العربية والمحلية لهذا السبب فقط وليس لأي سبب آخر.
    آليات خاصة
    بالعودة الي آليات وصول الاشرطة الي الجزيرة، هل هذا يتم بالاتفاق بين الجزيرة والمصدر، ام ان هناك اجهزة اخري تلعب دورا ما.. المتابع العادي احيانا يربط بين الجزيرة وبين أجهزة استخبارات، ربما لخدمة اجندات سياسية معينة.. فهل المصدر هو الذي يختار الجزيرة أم انكم تسعون لذلك ام هناك وسيط عبر اجهزة استخبارات لأن وصول شريط من بن لادن ليس عملية سهلة، بل هي عملية معقدة؟.
    - الحقيقة انه ليس هناك علاقة للجزيرة بالمصدر ولاتنسيق مع أي مصدر من مصادر هذه الاشرطة سواء في العراق او افغانستان، والمصدر هو نفسه الذي يختار القناة التي يرسل لها الشريط وطريقة توصيله اليها وهي مسؤوليته وقد حدث ان حصلت قنوات أخري غير الجزيرة علي شرائط بن لادن، لذلك فهذه الشرائط تصل عبر وسائل مختلفة فكثيرا ما تأتي في مغلفات مغلقة الي احد مكاتبنا، أو يأتي شخص مجهول يسلمها ثم يبتعد.. وحماية هذا الشخص تقع علي عاتقه هو فهو اشد حرصا علي نفسه، وليس هناك أي وسيلة اتصال، سوي أننا متواجدون في اماكن الاحداث بصفة مستمرة.
    يقال ايضا ان الجزيرة تصور المختطفين بالتنسيق مع الجماعات الخاطفة، بدليل انها تسبق كل الفضائيات في ذلك؟.
    نعم محطتنا تسبق الجميع ليس فقط في العراق ،فلدينا شبكة من المراسلين والمتعاونين في مختلف انحاء العالم متميزين جدا وشبكاتنا من المراسلين اوسع من القنوات الاخري وقدراتنا في التواصل مع الآخرين لدينا شباب مؤهلون بشكل جيد. فالحصول علي خبر هنا مغنم، وأنا أشكر الناس الذين يأتون لنا بالخبر السريع.
    أجندات سياسية
    هل هناك علاقة بين ماتبثه الجزيرة من اعلان عن القذافي وتناول الجزيرة لأخبار ليبيا بشكل ودي رقيق عكس ما نشاهده عن دول عربية أخري؟.
    - أولا هذا الاعلان مدفوع الأجر، وبالتالي فإن هيئة التحرير لا علاقة لها به.. نحن لدينا مراسل يقدم تقاريره وفق رؤيته في موقعه.. وهذه هي المرة الأولي التي نسمع فيها هذا الكلام عن علاقتنا بليبيا، من قبل تناهت الي اسماعنا اخبار علاقات مع سوريا وتونس وقطر، ونحن ليس لدينا سياسة ايجابية او سلبية تجاه قطر، وفي عملنا تضيق وتتسع الفرصة للمراسلين وفق ماهو متاح، وأذكر هنا اننا تناولنا في الجزيرة كل القضايا الهامة التي حدثت في ليبيا، مثلا عن حدوث تفكيك الاسلحة الليبية. قدمنا الموضوع في برنامج الاتجاه المعاكس واحضر أكثر الناس نقدا وتناولناه بشكل جريء جدا، ونحن لانتهرب من تناول اي قضية ساخنة في ليبيا، وهذه اول مرة تطرح علي هذه الملحوظة عن ليبيا؟.
    مصر مثلا تعرضت لنقد عنيف
    - بعد اقامة المؤتمر العام للحزب الوطني في برنامج منبر الجزيرة، ظهر مقدم البرنامج وكأنه يحفز المتصلين لطرح آرائهم المعارضة لما يحدث في مصر مما كان سببا لقيام حملة صحفية في مصر ضد الجزيرة؟
    - النقد ليس لمصر الدولة ذات الحضور القوي في العالم العربي ولكن لمجموعة من الممارسات، وقد حظي مؤتمر الحزب الوطني بتغطية مكثفة وغير مسبوقة من الجزيرة، حتي اننا كنا نبث التفاصيل عن المؤتمر، ولفترة تصل الي عشر أو خمس عشرة دقيقة في نشرات الأخبار، نعم، لقد نقلنا آراء المعارضين في أن المؤتمر لم يقدم شيئا ولم يكن انجازا ولم يغير في الواقع السياسي، وهذا لايدخل في دائرة التحيز للحزب الوطني او ضده.
    لكن، وبشكل عام، هل هناك سياسية انتقام بمعني ان تعاملوا دولة بحنو، وتعاملوا أخري بقسوة وجفاء؟.
    اذا حدث ذلك فان الجزيرة ستفشل وينفض من حولها المشاهدون الذين يثقون بالجزيرة والجزيرة تثق بهم والمشاهد العربي لديه فطنة وحدس وقدرة علي فهم خفائف الأمور واذا اصبحنا بوقا لأطراف في المعادلة سواء الاقليمية او الدولية وقمنا بترجيح كفة دولة علي كفة دولة اخري، فذلك معناه ان الجزيرة بدأت تتهاوي وشعبيتها أخذت تتراجع..
    صداع الجزيرة
    الشيخ حمد بن جاسم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري اتهم الجزيرة بأنها سببت صداعا لوزارة الخارجية ودمرت كثيرا من علاقات قطر مع الدول الأخري، بدأت بليبيا، المغرب ومصر وتونس والسعودية والبحرين، بمعني انكم تتبنون وجهة النظر المعارضة الأشد وطأة دون الارتكاز الي التوازن المطلوب اعلاميا؟.
    عموما السلطة في الوطن العربي -أي سلطة- لم تكن مرحبة ابدا بقناة الجزيرة، واذا تحدثت عن مصالح مباشرة وآنية فيما يتعلق بالسفارات والدول العربية، فقناة الجزيرة في بعض الاحيان لم تكن عاملا ايجابيا علي الاطلاق في هذه المسألة، واذا نظرت الي الصورة الكلية لوجود الجزيرة في قطر ولأداتها ورسالتها الاعلامية، فاعتقد ان قطر استطاعت من خلال قناة الجزيرة الوصول ليس الي منابر سياسية محددة في العالم العربي وانما وصلت الي قلوب الناس وعقولهم والعالم أجمع.
    والجزيرة ليست جزءا من وزارة الخارجية القطرية ولا السياسة الخارجية لقطر.. وقد استطاعت الجزيرة الحفاظ علي سياسة استقلالية تحريرية.. ومهما تحدثنا عن وجود الجزيرة في قطر فإن المشاهد يعرف ان هذا لايؤثر علي سياستنا التحريرية، ولو كنا ضمن المؤسسة السياسية القطرية لكان من الأولي الترويج لقطر.. والدليل علي مهنية الجزيرة هو الانتقادات التي وجهت عن ومن داخل المؤسسة السياسية القطرية.
    التحدي الأكبر
    بعد ما ارسته الجزيرة خلال سنواتها الثماني الماضية وكشفها عن فضاءات متسعة من الاعلام واوجدت سقفا عاليا للحرية في العالم العربي هل تعتقد بامكانية تواصل هذا السقف؟
    - ان تواصل وتأكيد هذا السقف هو التحدي الأكبر امام الجزيرة ونحن ندرك ان الزمن الذي تخطط له في المستقبل ليس هو الزمن الذي بدأت به القناة التحدي الذي يواجهنا الآن يكمن في كيفية تطوير الجزيرة منهجها البرامجي والاخباري وهو تحد فكري وعملي.. فعندما قدمنا برامجنا في السابق كانت هذه البرامج جديدة ولذلك شعر المواطن العربي تجاهها بالدهشة، وقلدتنا قنوات كثيرة منها قنوات محلية.. ونعترف بان بعض الاشياء الآن فقدت دهشتها لأنها اصبحت متكررة... وضيوفنا الذين لم يكن يستضيفهم احد سوي الجزيرة نجدهم الان فرسان منابر اعلامية كثيرة في العالم العربي بما في ذلك قنوات محلية.
    هم الريادة
    والريادة مشكلة كبيرة والتحدي الأكبر الذي نواجهه هو الحفاظ عليها، ولذلك لدينا دائما هم ان نقدم مضمونا وشكلا جديدين يحافظان علي هذه الريادة.. لدينا ثلاثة توجهات تليفزيونية نري ان الاعلام العربي مقصر فيها الأولي الاعلام التحقيقي، فلا يوجد الصحفي الذي يدخل كل الاماكن ويبحث تحت الغطاء ليقدمها للمشاهد العربي، فيصبح هو الناقل للحقيقة.. والثاني هو الاعلام الوثائقي فأفلامنا الوثائقية في العالم العربي ننفق عليها القليل من المال مع كثير من الوقت، بينما في التليفزيونات الغربية فإن البرنامج الوثائقي يسبقه خطط بحث ومناهج فكرية، ولذلك ربما يسد مركز الجزيرة للانتاج هذا النقص، والشيء الثالث هو غرفة الاخبار، فنحن لدينا جمود في نشراتنا الاخبارية، وانفصام بين البرامج والأخبار، لذلك بعدما تنتهي النشرة تبدأ بمشاهدة برنامج لا دخل له بسياق الأخبار التي وردت في النشرة، وندرس الان وجود المجلة الاخبارية مع الدورة البرامجية المقبلة بحيث نقدم برنامجا واحدا مسائيا واساسيا وربما يكون يوميا يقدم الصورة والحوار والجرافيك بشكل جديد غير مألوف، وهو التحدي الأكبر الذي يشغل بالنا لاننا نرفع شعارا للسنة القادمة الشاشة شكلا ومضمونا .
    مكاتب جديدة
    هل تحتوي الاستراتيجية الجديدة للجزيرة علي مخطط للتوسع في مكاتبها الخارجية.
    - الحقيقة ليست فقط خطة هناك نظرية التعامل مع الواقع الدولي المشاهد العربي نحاول ان نقدم له بدائل حقيقية. اعتقد ان النموذج الافريقي والنموذج الآسيوي كانا غائبين عن اعلامنا العربي، دائما اعلامنا العربي مايتطلع نحو اوروبا وامريكا. يمكن المصالح السياسية ، لكن نحن في هذه السنة غيرنا وفتحنا مكتبا في بكين ثم في اليابان ثم في افريقيا بكينيا والآن سنرسل مراسلاً الي أثيوبيا وارسلنا مراسلا الي جنوب افريقيا وبدأ في الفترة السابقة عمله. ثم سنعزز مكتبنا في غرب افريقيا.. السنغال ليشرف علي كل منطقة الغرب الافريقي، وبالتالي يكون شرق افريقيا وغربها وجنوبها وشمالها يغطي كاملا، واضاف. سوف نفتح ملفات عديدة قريبا منها ملف بروندي ورواندا لنري ما الذي حدث بعد هذه السنوات، وايضا الصومال واريتريا وجزر القمر. هناك اهتمام بهذا الجانب.
    وبالنسبة لقارة آسيا سنرسل فريقا من الجزيرة الي تايلاند لعمل فيلم وثائقي عن الاحداث هناك.
    ايضا عن اليابان وثقافتها للمشاهد العربي وكذلك الصين، هناك فريق سيتوجه خلال أسبوعين لفتح مكتب في الهند، والتوسع يتم في اطار المحيط الحضاري للعالم العربي والاسلامي.
    اما امريكا اللاتينية نحن الان بصدد فتح مكتب في فنزويلا وستتوجه المراسلة الجديدة قريبا للاشراف علي قارة امريكا اللاتينية بداية من فنزويلا، ولكن عندنا امل قريب ان نفتتح مكتب في البرازيل.
    الصورة أولا
    هناك مجموعة من البرامج مستمرة كما هي منذ ظهور الجزيرة، هل هناك تجديد في هذه البرامج او ظهور برامج أخري؟.
    - أنا أري أن الأوان قد آن لتشهد برامج الجزيرة بعض التجديد، خلافا لذلك فسوف ندخل في اشكالية الروتين والتكلس، لذلك أنا اعتقد بوجوب حدوث تغيير في شكل بعض هذه البرامج خاصة من حيث تعاملها مع الضيوف، يجب ان تقدم الصورة اكثر من الكلمة، او الصورة بالاضافة للكلمة، برامجنا الحوارية تقدم الكلمة بشكل واضح، وبعضها مازال متميزا، نريد ان نُفعل شكل الشاشة.
    برامج الاتجاه المعاكس وهو البرنامج الأكثر ضجيجا تحول كما يري البعض إلي صراع ديكة، هل هناك اتجاه ليحافظ علي جوهره والنقاش والتناظر بين المتحادثين، مع المحافظة علي باداب الحوار التي يخرج كثير من الضيوف عنها؟.
    - كل برنامج له شخصيته.. الاتجاه المعاكس يقوم علي النقيضين، وفعلا هو اتجاه معاكس وليس محاولة للوصول الي ارضية مشتركة ولا ايجاد حلول، وهذه هي هوية البرنامج، ولديه شعبية وجمهور من الناس الذين يرون في هذا البرنامج فتحا لآفاق أوسع في رأي كل من الاتجاهين.. وبرامج الجزيرة جميعها موجهة لقطاع واحد من الناس، هناك من يحب برنامجا نخبويا وهناك من لايحبون ذلك.. واذا كانت هناك تجاوزات من قبل بعض الضيوف، فان مقدمي البرامج يحاولون وقفها وأحيانا لايتمكنون من ذلك وعلي أي حال نحن ندعو ضيوفنا الا يستخدموا الجزيرة منبرا للشتائم او رفع الصوت او تصفية الحسابات، لأنها عندئذ تصبح غوغائية لا رسالة اعلامية..
    يري بعض المثقفين ان مراسليكم تحولوا الي مناضلين من خلال تغطيتهم للأحداث؟.
    - نحن حريصون علي الجانب المهني وفي الآن ذاته نحرص علي الا يكون مراسلنا معبرا عن حالة سياسية، ولكن لاننفي ان هناك مشاعر عامة في العالم العربي وهناك مايشبه حالة من الاجماع علي كثير من الأمور.
    فالمراسل الصحفي هو ابن البيئة في النهاية، وان كان ملتزما بقواعد المهنة ، لكن بعض المفردات والتعبيرات وليدة الرؤية. ولا اعتقد ان هناك وسيلة اعلامية في العالم استطاعت ان تصل الي درجة من الموضوعية المطلقة في الفصل التام مابين البيئة الثقافية والممارسة المهنية.
    وما وجد ذلك في اي قناة اعلامية علي الاطلاق، واحداث العراق مثلا كانت خير دليل علي ان القنوات الاجنبية كانت ذات تحيز واضح للأجندة الوطنية لكل دولة. فنحن نبتعد عن ان يكون مراسلنا مناضلا سياسيا. لكنه مناضل واعلامي في تضحيته لنقل الخبر والمعلومة بدون تحيز هذا جائز.
    مجلة اعلامية
    هل ستقوم الجزيرة باصدار مطبوعة صحفية خاصة بها؟
    - اتمني ذلك، ولدينا الآن خطة لفكرة مازالت قيد الدراسة، لماذا لايكون لدينا مجلة تعني بالشأن الاعلامي. كون الجزيرة كانت سباقة لفتح آفاق لمدرسة اعلامية. ولدينا الان مركز التدريب والتطوير، ومركز الدراسات، وانتاج تلفزيوني من نظرة عربية ورؤية عربية فلماذا لايكون لدينا ايضا مجلة دورية للاعلامي العربي تقدم له المعلومات والتحليل والتطورات التي تحدث في العالم من منظور عربي. والحقيقة اننا عبر قناة الجزيرة في الدورة البرامجية الجديدة سوف نقدم للمشاهدين برنامجا لتعميق الوعي الاعلامي، ونريد ان نقدم ما وراء الكواليس. كيف ينتج الخبر، وماهي المدارس الاعلامية الموجودة في العالم، وكيف تتعامل مع حدث واحد. حتي يميز المشاهد وقريبا ستجد هذا البرنامج علي الشاشة.
    برنامج سري للغاية جيد جدا، لكن حلقاته قليلة، هل تزيدون منها مستقبلا؟.
    - للأسف ان الاتفاق المبرم مع مقدم البرامج يسري فودة ان يقدم اربع حلقات سنويا، وكما هو معروف ان هذا البرنامج يحتاج وقتا كافيا للحصول علي المعلومات والوثائق، فهو يقدم مرة واحدة كل ثلاثة شهور.
    حلقات هيكل
    كانت اطلالة الأستاذ هيكل علي شاشة الجزيرة اطلالة مميزة، ماذا عن رصدكم لها، وهل هناك عدد آخر من الشخصيات الاعلامية الهامة سوف نشاهدها عبر الجزيرة؟.
    - عندما اتصلنا بالاستاذ هيكل كان مترددا في التعامل مع الفضائيات عموما. لكنه اقتنع ان الجزيرة هي خير منبر ليتحدث من خلاله. لكن فعلا اقول ان الاستاذ هيكل يمثل جيلا صحفيا متميزا، وما اتيح لأحد معايشة الحدث السياسي كما عايشه هو منذ نهاية الحرب العالمية الثانية الي اليوم. لذلك فان تجربة هيكل غنية جدا، ولاتكفي عشر حلقات، والآن سنتحدث عن التفاصيل من خلال خمسين حلقة باشرنا الآن بالاعداد لهذه الحلقات واعتقد بعد العيد مباشرة سيبدأ التصوير، وهذه الحلقات ستكون وثائقية وليست فقط محاضرات، بل ستقدم الوثيقة، ونعلم جميعا ان مكتب الاستاذ هيكل غني بملايين الوثائق، وكذلك سنقدم الصورة، وسوف يقوم بالتحدث عن كل ذلك.
    وسوف تبث الحلقات مع الدورة البرامجية القادمة قريبا وهذه الحلقات ستتناول تاريخ العالم العربي في خلال العقود القليلة الماضية من خلال التعرض لاشخاصه الكبار. علي سبيل المثال حلقة ضمن الحلقات ستتحدث عن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر و الملك فيصل وعن احداث كبري وشخصيات، وقد قرر الاستاذ هيكل ان يتحدث عما ذكره في كتبه وما لم يذكره.
    واعتقد ان تقديمها سيصل الي قطاعات كبري من العالم. عكس الكتاب الذي يصل الي عدد محدود مهما كانت كمية النسخ المطبوعة منه. فهناك محاولة لاستضافة شخصيات في العالم العربي منها دينية واعلامية. بالاضافة الي برنامج شاهد علي العصر الذي يستضيف شخصيات سياسية من أجل ان تقدم فكرها، ونحن معنيون جدا بهذه الشخصيات، وقد تم الاتفاق مع عدد غير قليل منهم، لتقديم افكار ليست فقط للنخب، ولكن تبسيطها حتي تدخل في النسيج الثقافي للمجتمعات العربية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de