|
|
 "الأمريكيون لم يدركوا حجم الفشل في العراق"
|
الهجوم الأمريكي العراقي على مدينة الفلوجة وتأثيراته السياسية والعسكرية
صحيفة الجارديان في افتتاحيتها تتحدث عن هجوم الفلوجة واصفة إياه بأنه مجرد صفحة أخرى من قصة كئيبة، ستكون نهايتها أبعد ما يكون عن النهاية السعيدة التي تم الوعد بها.
وتقول الصحيفة إن أحدا لا يشكك في نتيجة الهجوم الذي تم الحديث عنه وانتظاره طويلا، فالمقارنة بين القوة العسكرية للقوات الأمريكية وتلك التي يملكها المسلحون كفيلة بمعرفة أي جانب ستحسم المعركة لصالحه. لكن السؤال الذي يتعين طرحه هو ما هي تكاليف "النصر" وتأثيراته.
فالمنتقدون للولايات المتحدة وصفوا الهجوم بالفعل بأنه جريمة حرب، مشيرين إلى عدد الضحايا الكبير الذي وقع في الهجوم السابق على الفلوجة في أبريل نيسان الماضي، وأيضا إلى تأثير القنابل الأمريكية على 30 ألف مدني يعتقد أنهم لا يزالون في المدينة.
وتقول الصحيفة إن واشنطن ولندن تدركان جيدا الانتقاد الذي وجهه كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة لخطط هجوم الفلوجة، قائلا إنه قد يقوض السبب الذي سيشن من أجله، وهو تمهيد الطريق أمام الانتخابات التي ستجرى في يناير كانون الثاني القادم، لأنه سيعمل على استعداء العراقيين العاديين. لكن صوت عنان ليس الصوت الوحيد الذي انتقد الهجوم، فقد انتقده أيضا غازي الياور رئيس العراق المؤقت والذي أشار إلى أن الهجوم قد يكون له تأثير قاتل على آمال السنة في المشاركة في العملية السياسية.
وتشير الصحيفة إلى أنه لا يوجد ما يضمن أن أي نجاح في الفلوجة سيوقف الهجمات التي يتعرض لها العراقيون العاملون مع الحكومة المؤقتة وقوات الأمن العراقية. وتزعم الصحيفة أنه يمكن استشفاف المستقبل من بين دخان هذه المعركة: فمن المثير للقلق حسب قولها أن تفرض الحكومة حالة الطوارئ، وهو ما يمكن أن يكون مقبولا في فترة النظام البعثي السابق وليس الآن.
وتنتهي الصحيفة إلى القول إن أكثر ما يمكن الأمل فيه هو أن يشن هذا الهجوم مع توخي الحرص وضبط النفس والسرعة، لكن لا يوجد حقا ما يدعو إلى التفاؤل بأن هذا هو ما سيحدث.
صحيفة الاندبندنت تكتب في افتتاحيتها تحت عنوان: سحق الفلوجة لن ينهي الحرب في العراق قائلة إن الناخبين الأمريكيين لم يفهموا أبدا حجم الفشل العسكري الأمريكي في العراق، وسيطرة المتمردين على الفلوجة هو أوضح مثال على هذا الفشل.
ويقول باتريك كوكبيرن كاتب المقال إن معركة استعادة السيطرة على الفلوجة ستكون نتائجها محبطة فيما يتعلق بإنهاء المقاومة مثلما كانت نتيجة اعتقال صدام حسين في ديسمبر كانون الأول وتسليم السلطة إلى الحكومة العراقية المؤقتة بنهاية يونيو حزيران الماضي. فقد أشير إلى كلا الحدثين على أنه نجاح سيقلب موازين القوى لصالح الولايات المتحدة، لكن بدلا من ذلك أصبحت المعارك أكثر دموية وأكثر انتشارا.
ويقول كوكبيرن إن السبب في هذا ليس غامضا، فجميع الدول تعارض أن يتم احتلالها، والغزو الأجنبي دائما ما يثير المقاومة الوطنية وهذا هو ما حدث في العراق. لكن الولايات المتحدة دائما ما كانت تتصرف على أساس أن المقاومة مصدرها مقاتلين أجانب أو موالين لصدام حسين.
ويرى كوكبيرن أن أحد أغرب المبررات لشن الهجوم على الفلوجة هو أنه سيمهد الطريق لإجراء الانتخابات، لكن هذا سيكون صحيحا فقط إذا كان التمرد السني مجرد سراب أو مجرد عمل من أعمال مقاتلين أجانب أو موالين لصدام حسين يقمعون السكان الذين يتوقون للحرية. لكن النتيجة الأرجح لتصاعد القتال سيكون مقاطعة السنة للانتخابات تماما، وحتى إذا لم يقاطعوها فلا يوجد سبب يدعو للاعتقاد أن القتال سيتوقف أيضا.
صحيفة الديلي تلجراف تنشر تحليلا عن تأثير هجوم الفلوجة على رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي الذي تقول إنه يغامر بالكثير باستخدامه القوة لضمان إجراء الانتخابات العراقية في موعدها.
وتقول الصحيفة إن علاوي قام بزيارة مفاجئة لأفراد الجيش العراقي الجديد المشاركين في الهجوم على الفلوجة لإظهار أنه شخصيا قام بإصدار الأوامر لشن الهجوم، وهو ما صرح به فعلا أمام القوات، قائلا إن الهدف من الهجوم الذي فوض القوات الأمريكية بشنه هو تنظيف الفلوجة من الإرهابيين لتمهيد الطريق أمام الانتخابات.
وتضيف الصحيفة أن علاوي يغامر بالكثير. فإذا حققت قوات التحالف نصرا في الفلوجة، سيكون بذلك قد أخذ خطوة هامة في سبيل تأكيد سلطة حكومته. أما إذا فشلت العملية أو تسببت في وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين، فإن علاوي قد يتسبب في إشعال فتيل المقاومة.
ويقول علاوي إنه استخدم جميع السبل السياسية لتجنب الهجوم لكنه خلص إلى أن المتمردين في الفلوجة لا يريدون حلا سلميا. إلا أن توقيت العملية، وفقا للصحيفة، أملي وفقا لجدول أعمال الانتخابات الأمريكية، فالرئيس جورج بوش لم يرغب في المغامرة بشن الهجوم قبل ضمان نتيجة الانتخابات.
صحيفة الفاينانشال تايمز تتحدث عن المخاطر السياسية والعسكرية التي يحملها هجوم الفلوجة. وتقول الصحيفة إن رد الفعل السياسي والعسكري لهذا الهجوم قد يجعل أجزاء كبيرة من وسط العراق خارجة عن نطاق السيطرة.
وتقول الصحيفة إن الكثير من العراقيين يعتبرون أن مخاطر الهجوم أكبر بكثير من الفوائد التي قد يسفر عنها. وتقارن الصحيفة بين الهجوم الذي كادت القوات الأمريكية أن تشنه على المدينة في أبريل نيسان الماضي وبين الهجوم الجاري حاليا. فأثناء الهجوم السابق شن العرب السنة ممن يرتبطون بعلاقات دينية وقبلية مع المدينة موجة من الهجمات تضامنا مع المدينة.
كما أدى الهجوم إلى تشدد الحركة المتمردة، وتحولت جماعة التوحيد والجهاد بقيادة أبو مصعب الزرقاوي من حركة سرية هامشية إلى شبكة تعمل علنا في عدة مدن. كما أن هجوم أبريل حمل بعض المشاكل السياسية، حيث أدت التقارير عن وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين إلى تضامن السنة والشيعة ضد الاحتلال العسكري الأمريكي.
كما يعتقد أن تهديد أعضاء مجلس الحكم العراقي، الذي كان يحكم العراق آنذاك، بالاستقالة من المجلس لعب دورا هاما في إلغاء واشنطن شن هجوم شامل على المدينة. وتقول الصجيفة إن علاوي ربما يعتقد بإمكانية تجنب أخطاء ما حدث في أبريل نيسان الماضي أثناء الهجوم الذي يشن حاليا على المدينة.
BBCarabic.com
|
|
 
|
|
|
|
Frankly
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست