|
|
 السودان واوكازيون الحركات المسلحة !
|
السودان وأوكازيون الحركات المسلحة
حسن أحمد الحسن/واشنطن
[email protected]
كأنما السودان علي موعد حتمي مع الشتات والتمزق والإنقسام حيث نشطت كل شياطين المركز والهامش تتباري في تمزيق أوصال الوطن وتشتيت أهله في الفيافي ومعسكرات النازحين بأسم الوطن والنازحين والهائمين علي وجوههم من الذين يراد لهم أن يكونوا ثمن صعود الآخرين الي حيث السلطة والثروة وحتي حركات دارفور حسب ناطق بسم إحدي الحركتين لم يأبه للحالة الإنسانية المزرية التي يعاني منها الألوف من النساء والأطفال والشيوخ تحت الهجير والأمطار مشددا علي ضرورة قسمة الثروة والسلطة أولا قبل الحديث عن الجوانب الإنسانية.
منابر التفاوض المتناثرة عبر العواصم تحكي بدورها تشتت الرؤية وتناثر الرؤي كل يغني علي ليلاه والهم وآحد وهو وطن يتلاشي أمام أعين الجميع . السلطة تعول علي عنصر الوقت بغية إبقاء فردانيتها لأطول وقت ممكن وهي تتقاضي عن طريق الحل القومي الشامل والمعارضون شقان شق آثر الحوار لايجد من يستمع له من أهل القرار وشق آثر إشعال النار وإحراق الديار ليجد من يستمع له طوعا أو كرها .
والعالم من حولنا يتنادي كل يسرج أطماعه الي وطن عجز أبناؤه أن يطفئوا نيرانه التي أسرجوها بأخطائهم .
لن تستريح السلطة وأربابها بعد أن نجحت في إيصال رسالتها بأنها لاتأبه إلا بمن يحمل السلاح لأن الجميع يبحثون عن السلاح فهناك الحالم ببيروسترويكا السودان الجديد التي تسعي لتفكيك الوطن وتغييرجزء غالب من ملامحه وأهتماماته ومشاعره كما فعل قورباتشوف الذي فكك الإتحاد السوفيتي وحوله الي دويلات تتلقي إعانتها الشهرية من منظمات الإغاثة الدولية وهناك من يستدعي دويلات من التاريخ والأحاجي . وهناك من يسعي لطلاء الثقافات الوطنية بدهانات وهمية وهناك من أحال النيل الي إرهابي وهمي مطارد في مجراه كماتطارد الولايات المتحدة أبو مصعب الزرقاوي بقنابل طائراتها في مركز مدينة الفلوجة .
وليس هناك فرق كبير في أن يحرض السيد جون قرنق كل حملة السلاح بأن يكون هدفهم الخرطوم لأنها أس البلاء كما قال في ندوة واشنطن وبين أن تدمر الطائرات الأمريكية كل منازل ومطاعم ومساجد الفلوجة بحجة البحث عن الزرقاوي.
وبعيدا عن مشاعر الكلمات :
لاشك أن الحكومة قد إرتكبت خطئا فادحا بتجاهل صيغة الحل القومي الشامل لمشاكل البلاد وهوالخطأ الذي فتح الباب لضبابية المطالب وصعود الشعوبية والقبلية في زمن تتراجع فيه حتي القطرية أمام ضرورات التوحد والتكتل بين الأمم ناهيك عن أمة واحدة مهما قيل عن كونها ناقصة التكوين إلا أن تكوينها المعنوي والإنساني والإجتماعي كان كاملا حيث تصاهرت القبائل والأعراق وتوحدت الأهواء والمشاعر منذ تنادت كل أقاليم السودان تحت راية المهدية ليدافع شرقها عن غربها وشمالها عن جنوبها ٌتشهد النيل على وحدة الهدف والمصير .
ويقينا كلما تعددت منابر الحوار كلما تعددت حركات العصيان لتتحول البلاد الي أوكازيون كبير للمأساة الإنسانية وللتجزئة والتشتت والإنفلات. وليس بالطبع العبرة في كم حلقات التفاوض وشكل التفاوض وأمكنة المباحثات ولكن العبرة في القضايا التي ينبغي التفاوض حولها والآليات التي تحيل الإتفاقات الي واقع علي الأرض .
فالتجمع الوطني رغم حوارته المزمنة واجتماعاته التي بلغت كما أكبر من حلقات المسلسل الأميركي الشهير علي عهد الثمانينات (زي بولد آند زي بيوتيفل ) لم يتوفق في تحديد أولوياته في القاهرة ولم يجد متحدثه الرسمي مايقوله وهو يتحدث عن إنجاز سبعين بالمئة من الأجندة ولم يتبقي غير ثلاثين بالمئة لتكون المفآجأة ان ماتم الإتفاق عليه هو في الجانب الإقتصادي وكأن الإقتصاد السوداني في تعقيداته بحجم إقتصاد اليابان أو الولايات المتحدة وبالتالي فإن قضية التحول الديمقراطي والحريات الأساسية والدستور وبناء الجيش القومي وإعادة التوازن للإتفاقات الثنائية التي تؤثر علي البناء القومي للوطن أضحت أمورا ثانوية أقرب في أهميتها الي قضية زواج المثليين في برنامج الحزب الجمهوري الأميركي يمكن إنجازها فيما بعد .
والتساؤل المطروح إذن ماهي مشكلة التجمع الوطني مع نظام الإنقاذ منذ مطلع التسعينات ؟ إذا لم تكن قضية التحول الديمقراطي من حيث الأهمية بمايجعلها أهم أولويات التجمع في مفاوضاته .
وكما قال رجل رشيد هو الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات إن من يحق له أن يتحدث عن إنجاز هو وفد الحكومة وليس وفد التجمع .
ربما لايكون من مصلحة الحركة أو الحكومة مناقشة قضايا جادة كقضايا التحول الديمقراطي بكل مشتقاتها علي الأقل في هذه المرحلة لذا أغفلت بروتكولات نيفاشا التي يعتبرها التجمع مرجعية للتفاوض تحديد آليات التحول الديمقراطي ولكن ماهي مصلحة التجمع في ذلك .إذا قد يكون من ( النافع ) حقا لو تحدث الجميع عن منبر قومي للتفاوض محدد الأجندة والآليات والأولويات والشهود وعبأوا في ذلك الإتجاه
كل الصلات والعلاقات ليجلس الجميع إلا من يعزل نفسه لأن ذلك هو الطريق الوحيد لحل مشكلات الوطن وتحقيق إستقراره ودون ذلك إهدار للوقت و تمزيق للكيان الوطني وإغراء للمفتونين بأن تشيع التجزئة بين القبائل والعصبيات .
وبقدرما تتوالد وتنقسم حلقات التفاوض بين جهات الوطن الأربع وربما أكثر تتوالد وتنقسم كيانات جديدة تبحث عن قسمة هنا وهناك بذات العشوائية التفاوضية التي تسود ولايستبعد في ظل هذه العقلية أن يصل الأمر للروابط الإجتماعية للمدن والأقاليم في الجامعات فيما بعد .
أرحموا هذا الوطن يرحمكم الله
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
محمد عبدالرحمن
معتز تروتسكى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست