|
|
 حمالة الحطب !!!
|
حمالة الحطب !!!
كنت و أحد أصدقائي في صالة الوصول بمطار الملك عبد العزيز بجدة لاستقبال أحد أقاربنا القادمين من السودان، و إذ نحن نتفرس في وجوه الواصلين بحثاً عن قريبنا إذا بواحدة من ( ذوات الثدي ) المتغربات وهي تدفع بعربة نقل البضائع و أشبالها أمامها يتسابقون جرياً نحو بوابة الخروج و تسبقهم جميعاً رائحة عطرها و ( كبريتها ) و صوت لبانتها الذي يجعلك تجزم انه لبان ( ضكر) لشدة صبره على منقارها الذي يتراءى لك و كأنه على خصام مع كل أصناف اللبان.
يتدلى ثوبها من على كتفيها وهي سادرة في ( خشلعتها ) و لا تعره انتباها بينما كل من في صالة الوصول من ( ناسنا ) و العرب و العجم ما بين مراقب و منتبه لتلك المرأة التي تجسبها لبوة إذ تزأر في أطفالها تارة ( اتي اصبري لي الليلة لمن نوصل البيت ) ( يا ولد تلدي العذاب اليقص أجلك ) ،، ليتك لم ترى أصغر أطفالها حينما كان ( يتطوطح ) متأرجحاً في عربة نقل العفش فنهرته نهرة غرائب الشفع لكنه لم يلتفت حتى قبل أن يقول لها ( ياخي ينعل ميتينك كرهتينا ذاتو !!!
أما زوجها الذي كان في إستقبالهم فلعلك إذا رأيته لا تملك إلا أن تعض أصابع القهر و تصرخ مثل مغتاظاً ( أحييييييييييييييييي يا) فهو على ما يبدو مثل ذلك الرجل ( النعجة ) الذي تناوله سجيمان في رائعته تلك ،، لم يكلف نفسه عناء أن يغضب لهيئتها و تصرفاتها بل الأدهى و الأمر انه كان يتبسم بهبالة يحسد عليها و أطفاله يفعلون العجب العجابا و يقدمون عرضاً مجانياً ( لشنات ) طبعهم .
حينما لاح قريبنا الذي كنا في إنتظاره كان أيضاً يدفع عربة نقل العفش التي ناءت بحمل كرتونة من الحجم العائلي ، بينما توارت شنتطه في صمت خلف تلك الكرتونة ، و قبل أن يلمحني رأيته يتجه نحو تلك المرأة و يسلم على زوجها الذي سرعان ما تناول منه تلك الكرتونة .
حملها الرجل النعجة على كتفه و برأس محني من ثقل حطب الدخان الذي أمتلأت به تلك الكرتونة البائسة أومأ الرجل لزوجته أن تتبعه ففعلت و ورائها أطفالهم و رائحة خُمرتها النفاذة
و نحن في طريقنا إلى المنزل كنت أفكر في مثل تلك المظاهر السيئة التي تميزنا عن غيرنا في مطارات العالم و أنا أتساءل هل يفعل البعض منا ذلك إقتداءاً بحكمتنا المأثورة ( المظاهر خداعة ) أم لأننا لم نصل بعد لقناعة بأن المظهر قد يكون في غالب الإحيان تعبيراً عن الجوهر .
حينما وصلنا سألت قريبي أن كان يعرف تلك المرأة التي حمل كرتونة ( حطبها ) حتى أوصلها لزوجها ،، و لأن قريبي هذا لا يفتش للكلام رد على بسرعة : ابدا ما بعرفا لكن يبدو لي من مظهرها دا انها دي ( حمالة الحطب ( ..
|
|
 
|
|
|
|
عصام دهب
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست