|
|
 على مقياس نزار قبانى...هل أنت نرجسى؟
|
طرح نرجسية نزار قبانى_(مقتبس)_من بحث تحليلى قصير فى شعر نزار حول المرأة للكاتبة سوذان عكارى بعنوان"نزار قبانى يغزل المرأة شعرا"
هل أنت نرجسى؟
ماذا تعنى لك النرجسية؟طابع تفرضه ظروف الانسان عليه,أم طبيعة يولد بها؟
والنرجسية فى حد ذاتها ماذا تمثل لك,هل هى صفة حميدة أم خبيثة؟
هل نحن شعب نرجسى؟هل الشخصية السودانية نرجسية؟أم هى سمة الشعوب العربية والشرقية عامة؟
هل تلعب التنشئة والام دورا فى خلق النرجسية؟لوأخذنا فى الاعتبار تاثير مرحلة الطفولة وعلاقة الام العربية-الشرقية عموما, والسودانية بصفة خاصة لماتتميز به من اهتمام بطفلها ومدى ارتباطها به الى درجة تصل بها الى ارضاعه ثديها حتى سن متاخرة.
هل ميل سياسيينا الى الخطب المطولة والاستعراض دون الوصول الى حل عملى نرجسية دبلوماسية؟أم انانية سياسية تلهى الشعب وتهدف الى البقاء على السلطة للسيطرة وحياذة النفوذ؟أم انها صفة جميع سياسيي العالم قاطبة؟وقادته العسكريين؟
هل النرجسية تؤدى الى الثقة بالنفس؟
وهل التوظيف الصحيح للنرجسية يخلق دواعى الابداع والانجاز؟
هل هى صفة الفن ولابداع؟
هل هى فن الكتابة و الغناء والرسم والشعر؟
نزار قبانى,الشاعر الذى ادرك مواهبه و قدراته الشعرية,تشبث بالنرجسية لينتصر بها على صراعاته الداخلية ومشاعر غربته الخفية_"فكل المنافى مذاقها واحد,ولكنك حين تكون منفيا داخل اسوار وطنك,فان التراجيدياالانسانية تصل الى ذروتها.."_والتى لازمته فى حياته وعمله الدبلوماسى,_ليثبت ذاته ويؤكد تمايزه...فهاهو يرسم نفسه بالكلمات بكل شجاعة وصدق لقرائه قائلا..
"كئب...نعم
ملول...نعم
نرجسيي...نعم
أنا المتناثر بين المنافى
أنا المتسكع فى طرقات العدم
عشقت الوف النساء..نعم
خذلت الوف النساء..نعم
وودعتهن بكل اللياقات...
حين اعترانى السأم...
واغلقت كل دفاتر حبي...
فحبى الحقيقي كان القلم."
من ميزات النرجسية...
1-عشق الذات والتناقض...
2-الميل الى الاستعراض.أن اعتلاء خشبة المسرح يشبع رغبة النرجسى فى العظمة والمجد.
ومن مظاهرها...
أ-اعجاب الشخص بجماله...
ب-النزوع للسيطرة التى تتبدل فى بعض الاحيان وفى حالات بعينها الى ما يشبه الخضوع والاستسلام.فالنرجسى هو الطابع الزئبقى فى أجل صوره.<3>
"والنرجسية تعلل تناقض السلوك وتبرر الموضوعات واختلافها على السواء,لانها مرتبطة (بالانا) العميق الذى يخضع لاقل تبدل يطرأ على مناخ صاحبه."
ج-وكل ارتداد الى الطفولة,يطبع السلوك بطابع النرجسية.<5>
...ان عملية الفطام هى الصدمة الاولى فى حياة الطفل لانها لاتتم بلا احباط,ويظهر هذا الاحباط على هيئة ارتكاسات سلوك(Reflexes)طفولية قد يرجع سببها الى الفطام المتأخر فهى رغبة للنكوص(Rrgression)الى ايام الطفولة السعيدة فى حضن الام للشعور بالحنان والامان...فالعلاقة بالنهد هى النموذج الاصلى لكل علاقة حب.
جاء نزار قبانى فى عصر تنوع فيه الشعراء واثرت عليه اليديولوجيات واصناف الفنون المختلفة,فتشاكست قوافى الشعر وباتت قوالبه ساحات نزال.
شغل نزار قبانى النقاد طيلة نصف قرن فلقبوه ب"شاعر المرأة-شاعر النهد-شاعر المراهقات-شاعر المجتمع المخملى-شاعر الدنتيل الازرق-شاعر الغزل الحسى-شاعر الاباخية-الشاعر الفاجر-الشاعر التاجر-الشاعر الملعون-الشاعر الرجيم-شاعر الهزيمة والاحباط-شاعر الهجاء السياسى....."
اشعل نزار قبانى المرأة فتجلت بوضوح على قصائده شخصيته الطفولية المتذبذبة النرجسية....
"أنا لست اضمن طقسي النفسى بعد دقيقتين..
فلربما,تتبخر الانهار فى عينيك بعد دقيقتين..
ولربما تتيبس الاشجار فى شفتيي..
بعد دقيقتين
ولربما يتغير التاريخ بعد دقيقتين.."
ومن المعروف ان" نزار" كان معتدا يشخصه,معجبا بوسامته,كان كثيرا ما يتغنى بزرقة عينيه وشعره الاشقر وملامحه التى تسبى عقول معجباته وبسحره هذا كانت تحلو له السيطرة على الحبيبه فله الامر وعليهاالطاعة بلا نقاش..ولكن سرعان ما تفتر سيطرته فيسام المرأة المستسلمة فى تناقض لافت فيحثها قائلا..
"قولى..انفعلى..انفجرى..
لا تقف مثل المسمار
الحب مواجهة كبرى
ابحار ضد التيار."
ويظهر حبه للاستعراض فى كثير من قصائده..يقول..
"اريد ان اعتلى خشبة المسرح..
وامزق السيناريو..
وأقتل المخرج..
وأعلن أمام الجمهور..
أننى عاشق على مستوى العصر.."
بل يصل به ميله الى الاستعراض الى حد ذكر تفاصيل من حياته اليومية على لسان حال شعره...
"فى مثل هذا الشهر,قبل خمسين عاما,هجم عليي الشعر.
ثم نهض ليتعرف على خريطة بيتى.
دخل اولا الى غرفة الحمام,واخذ (دوشا)..واستعمل فرشاة اسنانى..ومناشفى..وأدوات حلاقتى..
ثم فتح الثلاجة, وسالنى:
"ماذا لديك من طعام..انى جائع.."
أعلن نزار قبانى:"الطفولة هى المفتاح الى شخصيتى والى ادبى.وكل محاولة لفهمى خارج دائرة الطفولة,هى محاولة فاشلة."
يلقى هذا سؤالا,ما مدى ارتباط النرجسية بمرحلة الطفولة...
"خطيئتى الكبيرة الكبيره
أنى ,يا بحرية العينين ,يا أميره
أحب كالاطفال
وأكتب الشعر على طريقة الاطفال
فاشهر العشاق يا حبيبتى
كانوا من الاطفال
وأجمل الاشعار يا حبيبتى
ألفها أطفال."
يحكى "نزار" عن علاقته بوالدته فيقول"لقد كبرت وظللت فى عينيها دائما طفلها الضعيف القاصر.وظلت ترضعنى حتى سن السابعة وتطعمنى بيدها حتى الثالثة عشرة."
"وطفت الهند,طفت السند,
طفت العالم الاصفر..
ولم أعثر..
على امرأة تمشط شعرى الاشقر
وتحمل فى حقيبتها اليي عرائس السكر
وتكسونى اذا أعرى
وتنشلنى اذا أعثر
أيا امى..أنا الولد الذى ابحر..
ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر
فكيف..فكيف..يا أمى
غدوت أبا..ولم أكبر؟"
هل "نزار" تجربة شعرية وحيدة؟
أم أنه يعكس معاناة الرجل عموما...
فالشاعر مرآة حقيقية لرؤى خالدة فى تاريخ الانسانية,قبيحة كانت أو جميلة,فاجرة أو فاضلة...لكن فى الخاتمة ينعكس من خلالها وجه الانسان.
ويظل السؤال قائما,هل انت نرجسى على مقياس نزار قبانى؟أم نرجسى تحت شمسية ماسولينى؟
ٌمن أجمل ماقيل فى الحب..
"الحب طموح نحو المعرفة, والاكتشاف والتنبؤ.انه مادة الاشتعال,وسفر بلا انتهاء,وطرح مستمر للاسئلة...الحب عملية خلق مستمرة,فنحن حين نحب,نخلق الشخص الاخر الذى نحبه كما هو يخلقنا,واذا كان الحب كبيرا,وحقيقيا فان عملية الخلق هذه,لا تنتهى أى أن الحب يتحول بين العاشقين الى نوع من الابداع."
نزار قبانى
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: على مقياس نزار قبانى...هل أنت نرجسى؟ (Re: تاج السر حسن)
|
مرحبا اخى سموال....
أشكرك على التشجيع...وين انت مختفى؟
ألاخ تاج السر...
اوافقك الرأى تماما,فلنزار قبانى أوجه عديدة عميقة الرؤى تفتح المجال لدراسة فلسفية ونفسية داخل أعماق طبيعة الانسان الشرقية الشاعرة والاجتماعية معا...
نزار قبانى برغم تحرره الواضح الا انه كان يحمل اصولية موروثة تداخلت مع منطقه المتحرر لتبرز نسيجا رائعا من شعر التناقضات والصراعات الداخلية التى ودون شك تتقاتل داخل أى شخصية شرقية تتعرض للتغرب.
Up
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: على مقياس نزار قبانى...هل أنت نرجسى؟ (Re: Omayma Alfargony)
|
| Quote: لقبوه ب"شاعر المرأة-شاعر النهد-شاعر المراهقات-شاعر المجتمع المخملى-شاعر الدنتيل الازرق-شاعر الغزل الحسى-شاعر الاباخية-الشاعر الفاجر-الشاعر التاجر-الشاعر الملعون-الشاعر الرجيم-شاعر الهزيمة والاحباط-شاعر الهجاء السياسى....." |
كان والدي-رحمه الله- أستاذ لغة عربية بالمدارس الثانوية وكان ككل سوداني محافظ لا يحب شعر نزار الذي يخترق خطوط حمراء في إعتقاده وكان لا يشجعني على أمتلاك كتب له ، سالته لماذا ؟ قال لي (هذا شاعر الفساتين) لعله غلف تحفظه على خروقات نزار بكلمة الفساتين، لكنني لم أرى فيه غير شاعر مبدع تحرر من خلجات مجتمعه ليفجر موهبته ، فأصبحت أقراه سراً حتى لا أشغل نفسي بمعارك جانبية مع والدي ، فأصبح أنيسي في وحدتي ،، تجده مبدعا تارة أخرى ، وصعلوك في ابيات أخرى ، وأنسانا في مقاطع كثيرة ، وعابثاً في نواحي أخرى ، رومانسياً ، نرجسياً ، سياسياً ، ومفكراً ، ولعل تعدد نواحي شخصيته هي التي خلقت هذا الكم من الأبداع . وعندما توفي بكته العواصم العربية بشعره :
حزني نقشٌ فرعوني ، وجعي يمتد كسرب حمامٍ من بغداد الى الصينٍ.
شكرا للمقال والمداخلة اللطيفة ( لكن أنت بتغطسي وين ياختي؟)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: على مقياس نزار قبانى...هل أنت نرجسى؟ (Re: Omayma Alfargony)
|
الابنة العزيزة أميمة
انا زي متأكدة انك ابنة صديقي الشاعر والمطرب والباحث احمد الفرجوني الذي فرقتني منه الأيام والظروف.. فليس غريبا ان تكون بنت الوز عوامة!!
بهذه المناسبة انا ما زلت احتفظ باشعاره واعانيه في شرائط (ريل) المسجلة في بيتنا بالخرطوم وقد عرفني به زوجي المرحوم حامد الأنصاري بعد خروجنا من المعتقل عام 1974 بطريقة غريبة جدا إذ كنا نستمع في التلفويون لبرنامج مشترك فيه الفرجوني وقام قالي يلاك نلحقه هناك!! وبالفعل ساقني لمبنى التلفويون في امدرمان ووجدناه خارج منه يادوب وقدمني له فكانت بداية العلاقة لغاية ما سافرنا لانجلترا عام 1976 واذكر لما ولدوك قال لي جابو لي بت سميتها أميمة وهو تصغير لكلمة أم.
اختيارك لنزار قباني ليس غريبا فكثرا ما كنت استخدم دواوينه لنشر الوعي الانثوي لدى الشابات غير المنتميات لأي نشاط عام حارج الذات المفردة.
مرحب بك يا اميمة واتمنى ان يزداد نشاطك لأننا نحلم بوطن جديد يشارك في بنائه النساء والرجال على قدم المساواة وعندها سيشتعل (الحقل قمحا ووعدا وتمني) وتحياتي لك ولولدك صديقي القديم.. ماما سعاد
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: على مقياس نزار قبانى...هل أنت نرجسى؟ (Re: Suad I. Ahmed)
|
الاخ الصدوق صديق,مرحبا بك...
والله لظروف خارجه عن ارادتى لا استطيع التواجد على ال نت وللاسف بطريقة متواصلة,لكن ساحاول التقائكم بقدر المستطاع,_(أشكرك على المداخلة الظريفة)-...لكن انت الوين؟
ماما سعاد...
مرحبا بك,وحبابك ألف ألف...
نعم أنا هى تلك البنية بعينها,اسعدتنى مداخلتك غاية السعادة وكم كنت اتمنى لو انها وجها لوجه للنتعمق فى المعرفة...فكم نحن بحوجة لنساء أمثالك منيرات لينرن لنا الطريق.
والدى الان متواجد بامريكا والعائلة..حتما سابلغه تحياتك والتى ستسعده دون شك..لك خالص الشكر...
أبنتك...أميمة الفرجونى.
Up
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Omayma Alfargony
Samau'al Abusin
Sidig Rahama Elnour
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست