|
كيف المنام على الحروف (نص شعري)
|
كيف المنام على الحروف ؟؟؟
قالتْ .. تُودِّعني .. وتوصيني وأحشائي تُردِّدُ ما تقولْ فسالَ العنبُر الورديُّ صبَّ مطرُ الإرتعاشِ بجوف أنسجة الذبولْ واللّيلُ أنصتَ والسواقي والمآذنُ والصنوبرُ والمقاهي والطّبولْ وذابَ الصّمتُ في كلِّ الخلايا في أريج حضورها ترك الوقارَ يضيعُ في ألحان غابات الذّهولْ مِنْ رَيِّها كانت سحائبُ سُعدِنا تدوي ويدمي غائرُ الجرحِ المسافرِ في أراضينا البتولْ صوتها الرّيانُ يحلُمُ بالبقاءِ يسدُّ أبواب الغناءِ يشدُّ أوتار الهناءِ الرّغدِ إذْ ترفُضُ الرُّؤيا وإذْ تجدُ القبولْ أحسستُ ريقَ الشّوقِ في نبراتها عسلاً يُقطِّرُ من شفاه الشّمسِ يرشَحُ يشتهي لهف الجياعِ يجنُّ يلهثُ للوصولْ
فمددتُ من عينيّ جسراً ناعماً يرتاحُ يرضعُ من رقيق الحسِّ يرقدُ في عبير الودِّ يُنعسُ ضوءَ شمعاتِ الزّفافْ أيُّها الحبُّ الجميلْ أيُّها الجُرحُ الذي يمتدُّ في أحشائنا ناراً تفجِّرُ في خلايانا الرّعافْ أيها الموتُ الذي نشتاقه فيشعُّ صاعقةً تمزِّقُ في جبال الوهم عقدة من نخافْ عاشَتْ تظنُّ نزولَ مواسمُ التّحنانِ فيها ثراءَ سواحلُ الحرمانِ فينا قبورَ أشرعةِ العفافْ
فالعطرُ ينمو في الضفائرِ غابةً تهبُ الحبوبَ كما الفواكه والظلالْ تمتدُّ فينا تمتصُّ مِنّا وطأةَ الظمأ الذي يشتاقُ غيماً أو نسيماً لو تعسّر فيضُ أمطارِ الجمالْ يا ابنة الشّمسِ التي تهبُ الجواهرَ واللآليءَ .. الذهبْ الدفءَ والخيَر الحريرَ .. البرتقالْ من كانَ مثلُكِ لا يفاخرُ بالعطاءِ السّلبِ يعلنُ حُبَّ ( أشباهِ الرِّجالْ ) ليتك في سرابي صرتِ ماءً صادقاً صدفاً بريقاً لا يخادعُ ناظري والعقلُ صَارَ بقدرِ ما لَكِ من جمالْ فلَكِ التّجلّةُ .. والوقارْ لو تفرحي .. يتفتّقُ الإيماضُ يغمرُ سعده البؤساءَ في الدّنيا وترتاحُ الجبالْ ويقدحُ الإبداعُ نارَ عطائه ليضيءَ للتاريخ درباً تنحني أسفاً محاولةُ التّجنِّي والسُّؤالْ لو تبسمي الحزنُ يرحلُ .. لا يعودْ يتفتّحُ الطيرُ المحلِّقُ في الفيافي أغنياتٍ .. وإبتهالْ
كيفَ المنامُ على الحروف حبيبتي ؟؟ و الظّلمُ تأكلُ ناره الرّعناء أوصالَ أفئدةِ الجياعْ يأتي الظلامُ تعسُّفاً يغتالُ أحلام العيونِ إلى العيونْ يقضى على بؤر الضّياعْ كم يهلكِ الأطفالُ شوقاً للحليبْ كم تظمأ الحلماتُ تلفظُ دفء رائحة الرِّضاعْ تهوي الكواكبُ والنُّجومُ لتفتدي فينا بقايا الكبرياءْ وتعيدُ ما قالت بأن لن يذبحِ القهرُ الشُّعاعْ أنا أهواك – فاتنتي – والشّوقُ يجمعُ ما تبقّى من رفاتي يأكلُ قلبي المجروحَ يفترسُ النّخاعْ
نجم الدين علي حسن
|
|
|
|
|
|