و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2004, 01:35 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ

    ترجمة من سلسلة " عظماء السُود فى العالم " للمؤرخ ( ج.م. روجرز – J.M. Rogers )


    و أُبـــْرُهَـــةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـــــــرُ


    تقـديــــم:

    "أبرهة", الذى حوَّلته ثقافة "العربسلام" إلى أُضحوكة و دمغته فى أذهاننا بالصورة السلبية التى تدفعنا إلى الإستحياء و التبرؤ منه, هو قائد عظيم, أثرَّ فى مجرى التاريخ البشرى و ما زال تأثيره يُـلقى بظلاله إلى يومناهذا.
    و إذا تركنا لورقة " روجرز" المترجمة فيما يلى توضيح تأثير "أبرهة" الأساسى الذى غيَّر و جه التاريخ, و الذى بموجبه حوَّل "العربسلام" شخصيته إلى صورةٍ سلبية إختلط فيها الأيديولوجى بالمقدَّس, فإنه لتوضيح هذه الصورة السلبية لابد لنا من عرض نماذج لتجلياتها عبر حقب التاريخ.
    و الملاحظ أن الذين تنعكس عليهم صورة " أبرهة" السلبية, أى "السُود" عالمياً و سكان القرن الأفريقى إقليمياً, و الأثيوبيين - و إستطراداً السودانيين - حصرياً, كانوا كلما إقتربنا تاريخياً من حدث "أبرهة" العظيم نجدهم يتمتعون بوعى أكبر فى التفرقة بين ما هو أيديولوجى و ما هو مقدس, على عكس حال "السُود" المسلمين اليوم الذين من فرط ما كابدوه من أيديولوجيا "العربسلام" أصبحوا لا يدركون الحدود بين المُقدّس والأيديولوجى حتى يمكنهم الوقوف ضد ما ينتقص من كرامتهم الآدمية. و "سُود" الجزيرة العربية القدامى كانوا بوعيهم ذاك قادرين على تمزيق أيديولوجية " العربسلام" و رؤية ما خلف الصورة السلبية التى رسمتها " لأبرهة", رادين الإعتبار الذى يستحقه له, و كاشفين عن الوجه العنصرى القبيح لهذه الثقافة المتسربلة بالمقدس.
    فكما وضح فى " بوست" " الجاحظ الأسود" سابقاً, أن القبائل " العربية" ذات السحنة السوداء و " السوُد" المقيمين فى الجزيرة العربية كانوا واعين بشكل لا يقبل اللُبس بالصراع الأيديولوجى الثقافى المحتدم آنذاك, فعندما تتم إشارة عنصرية منحازة ضد " الأسود" من قبل أحد العُربان الذين يتخذون من المقدَّس أيديولوجية لإضطهاد أحفاد " أبرهة", كانت الإجابة تأتيه كما لو كانت تنتظر من يستفزها :

    و لقمان منهم و ابنه و ابنُ أمِّه و أبرهة ُ المـلكُ الذى لـيس يُـنكرُ
    غزاكم أبو يكسومَ فى أمِّ داركم و أنتم كـَقبْص ِ الرَّمل ِ أو هو أكــثرُ
    و أنتم كطيرِ الماء ِ لمَّا هوى لها ببلقعةٍ, حُـجـنُ المـخالـب ِ أكـدرُ
    فلو كان غير الله ِ رامَ دفاعه علمتَ و ذو التـَّجريبِ بالناس ِأخـــبرُ


    و تبدأُ القصيدة بتعداد عظام "السُود" الذين لهم طول باع فى الدين و الرسالة الإسلامية, ثم يتم التركيز على " أبرهة" بالذات, الذى تحاول أيديولوجيا المقدَّس النيل بصورته السلبية التى رسمتها له من أبناء الأساود. فهو أولاً و قبل كل شىء ملكٌ لا يُنكَرُ, و فوق ذلك قد غزاهم فى أُم دارهم حيث كانوا من كثرتهم كقبصِ الرَّمل أو هو أكثرُ, و كانوا من الخوف و الروع يفرون أمامه كطير الماءِ لمَّا مال عليهم بأرضٍ بلقعٍ جرداء, من فرط تصحرها و قحطها أكْدر من حُجُن المخالب. و من فرطِ قوة " أبرهة" ما كان يستطيع أن يقف أمام سطوته و جبروته إلا الله جلَّ و علا, و لو حاول غير الله – أياً كان - الدفاع عن بيته, فأنت تعلم علم اليقين, كما يعلم من جرَّب " أبرهة" من قبل, أنه خبيرٌ بحرب الآدميين.
    و يطال إستهجان " سُود" ذاك الزمان, و هم يتناولون أيديولوجية العُربان المتسربلة بالمقدَّس بالتشريح, حتى أرضهم التى سمح لهم تقديسها تمرير إضطهاد " الأسود" القادم حاجاً لها, فكانوا يقولون عن هذه الأرض المقدَّسة أيديولوجياً:

    و لو كان فيها رغبةٌ لـمتوَّجٍ إذاً لأتتها بالـمـقاول حِــميرُ
    و ليس بها مشتىً و لا متصيَّف و لا كجُؤاثا ماؤها يتفجّـــَرُ
    و لا مرتعٌ للعينِ أو متقنَّص و لكن تُجراً و التجارةُ تُحْـــقَرُ


    فأرضهم التى يعتقدون أن تقديسها يسمح لهم تمرير أيديولوجية إحتقار "الأسود" المقيم بين ظهرانيهم و فيما وراء البحار, لو كان يرغب فيها صاحب مُلك لطمِعَت فيها بادىء ذى بدء "حِمير", و لكنها أرض لا يمكن للمرء أن يستمتع فيها بشتاءٍ و لا صيف, و شتَّان ما بينها و بين منطقة " جُؤاثا" – و لابد أنها تقع خارج تلك الصحراء – ماؤها يتفجَّـرُ. و لا فيها ما يسُر العين أو ما يمكن إصطياده بل كل ما فيها تجارة فقط, و التجارة عمل حقير بمعايير ذاك الزمان.
    و قد أطلَّت صورة " أبرهة" السلبية برأسها فى حدث سَـب " الحجاج إبن يوسف" بتعييره كأحد المنحدرين من نسل " أبرهة", فكان ذلك سبباً فى تركه تعليم الصبيان القرآن فى " مكة", و الإنضمام إلى خليفة "الأمويين" فى الشام, ليُظهر بعد ذلك إمكانيات قيادية و عسكرية قّلَّ ما تكررت فى التاريخ الإسلامى, و لينقذ "الدولة الإسلامية" من التمزق و الإنهيار بتأسيس و تقوية و توسيع الدولة الأموية, و رغم إنجازه الجبار هذا لم ينل من الخليفة الأموى مراده فى ولاية أو منصب أكبر, فهو رغم ذلك يظل حفيد " أبرهة" الملعون. و لابد لنا هنا أن نلاحظ المفارقة بين ما كان " أبرهة" ينوى القيام به من إزالة " مكة" من الوجود و منع العبادة فيها, و ما قام به حفيده " الحجَّاج" بإزالتها و إعادة بنائها من جديد من أجل توحيد الدولة الإسلامية و إستمرار العبادة فيها !.
    و أواخر القرن العشرين حين نشبت الحرب بين "اليمن" و "إرتريا" حول جزر "حنيش" أطلت صورة " أبرهة" السلبية برأسها من جديد, فجاءتنا " مانشيتات" الصحافة العربية متأبطةً كل محمولات و ذخيرة ثقافة " العربسلام" المنحازة ضد " الأسود": " أحفاد أبرهة يغزون العرب"! " أطماع أبرهة تحيا من جديد" ! ... إلخ. و قد فصلت محكمة العدل الدولية فى موضوع النزاع, و لم تكن "أطماع أبرهة" من بين الحيثيات التى ناقشتها أو وضعتها فى الإعتبار المحكمة الدولية, و نال أحفاد " أبرهة" الإرتريين حقهم فى هذه الجزر, بينما بقيت عناوين و مقالات الصحف العربية المنحازة ضد "الأسود" باقية فى الإرشيف تشهد على إستخدام المثقفين العرب للمقدس كأيديولوجية ضد " السُود".
    و بينما كنت أتسكَّع فى أحد معارض الكتاب بدولة عربية, وقعت عينىَّ فى جناح لكتب الأطفال على كتاب لقصة "أبرهة", و فى الغلاف رُسمت وجوه اشخصيات " سُـوداء", و الأدهى " مُشلَّخة" كما شلوخ السودانيين بتنويعاتها. و كم أتألم لعدم إحتفاظى بنسخةٍ من ذاك الكتاب. و أنا أتصفَّح الكتاب كنت أتسائل عن شعور الطفل السودانى – و الطفل الأسود المسلم على العموم – و هو يقرأ هذا الكتاب, ... أليس الأثر النفسى الذى يصل إلى وجدانه من مادة هذا الكتاب هو نفس الأثر النفسى الذى يصيبه من جراء قراءة مادة مجلة "طرزان"؟, أى الشعور بالدونيَّة أمام الآخر المتفوِّق, و أليس من ألَّف و حرص على تضمين الكتاب تلك الرسوم بتفاصيلها تلك ينتهج نفس سياسة مؤلفى مجلة "طرزان"؟, أى سياسة التفوق على الآخر من خلال نشر أيديولوجيا تشحنه هو بمشاعر التفوق الزائف و تجعل صورته نموذج للخير و الصفات الإيجابية, و تُشعِر الآخر بالضعف و تلصق به صورة الشر و الصفات السلبية.
    و حين وقفت حكومة " الإنقاذ" مع "العراق" فى حربه مع "الكويت", ظناً منها أن أهل السودان "عرب" أهل "نشامة" لا يخافون فى الوقوف مع الحق لومة لائم, كان شقيقى وقتها فى بيداء من بيْـد الجزيرة العربية يستقل تاكسياً منتصف الليل فى طريقه إلى موقع عمله, و كان يركب فى الأمام بجانب سائق التاكسى بينما جلس فى الخلف أحد الشوُّام و بجانبه أحد الخليجيين, و بعد فترة سأل الخليجى الشامى : من أى بلادٍ أنت ؟ فقال له من سوريا. فهلل الخليجى : هالله هالله, عرب و نِعمَ الأهل. ثم صمتَ بُرهةً و مال نحو الأمام مقترباً من أُذن شقيقى, ثم صرخَ حتى جَفَلَ أخى: أمَّا قوم " أبرهة" !! لعنهم الله لعنةً واسعة !! ... و أخى منذ أن وعت عينىَّ على الدنيا و أنا أراه يقيم الصلوات الخمسة حاضراً كما لو كان موعوداً بالجنة !
    من أجل ذلك و غيره الكثير الكثير, كان لابد من قراءة سيرة سلفنا " أبرهة" العظيم قراءة جديدة تفرِّق بين المقدس و الأيديولوجى المنحاز ضد ذواتنا و الذى يجعل من المقدس " أيديولوجية أعداء أسلافنا".


    يتبــــــــــــع ...
                  

09-28-2004, 04:46 PM

Tumadir
<aTumadir
تاريخ التسجيل: 05-23-2002
مجموع المشاركات: 14699

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)

    اتبع...

    نتابع
                  

09-28-2004, 06:39 PM

omar ali
<aomar ali
تاريخ التسجيل: 09-05-2003
مجموع المشاركات: 6733

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)




    شكرا يا طناش علي هذا البوست الرائع الذي
    لا يستطيع احد ان يطنشه ويمضي بعيدا عنه
    دون ان يقلبه....وشكرا وانت تقدم لنا احد
    عظمائنا والذي لم تقهره سوي قسوة الصحراء
    العربية....واصل سلسة عظماء السود

    ان وعي الذات هو الوصول الي كمال الوعي

    وما اكثر "العائشون وهم نيام"كما يسميهم
    الحكيم بوذا
                  

09-29-2004, 03:32 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: omar ali)

    ليس هناك فى التاريخ " أبرهة" واحد, و إنما " أبرهتين", سنبدأ بسيرة الأول الذى مهَّد للثانى الأكثر شهرة لدينا.

    وأُبـــْرُهَـــةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـــــــرُ


    إمبراطور إثيوبيا الذى بإعتناقه للمسيحية غـيَّر وجه العالم ( 350 م )


    نجد عدد قليل من الرجال الذين كان لهم تأثير عظيم فى تاريخ البشرية مازالت آثاره باقية حتى الآن كما هو حال " أُبرهة" إمبراطور إثيوبيا, رغم رحيله منذ أكثر من 1600 عام. إن قراره بتحويل ديانة بلاده إلى المسيحية قد غيـَّر بدون شك مصير الحضارة الغربية البيضاء. و لولا قراره ذاك لكانت أوروبا الآن تدين بالدين الإسلامى عوضاً عن المسيحى. فعندما كان الإسلام يكتسح كل شمال أفريقيا و جنوب آسيا, وقفت إثيوبيا بحزم ضده, و لأكثر من 1000 عام ظلت إثيوبيا المتحدِّث الرسمى بإسم المسيحية فى الشرق. و لو قـُيض للإسلام آنذاك إخضاعها لتمكن من إكتساح كل شرق أفريقيا و خلق صلات مع القوي الإسلامية فى وسط و غرب أفريقيا, و لإصبح ليس فى مقدور القوى المسيحية, التى كانت أُوروبية بيضاء, أن تجد موطىء قدم فى أفريقيا على الإطلاق.
    أكثر من ذلك, أنه لو لم تكن هناك هذه المعارضة الإثيوبية لكان, بدون شك, غزو الإسلام لأوروبا – الذى وصل إلى أبواب باريس – أكثر قوَّة, و لإستطاع أن يكتسح كل أوروبا الغربية. و فى كل الأحوال, لو لم تكن إثيوبيا مسيحية لأصبح إخضاع أفريقيا, من قبل القوى المسيحية البيضاء, من الصعوبة بمكان.
    تحوُّل " أُبرهة" إلى المسيحية جاء نتيجة لحدث. ففى عام 330 ميلادية جنحت سفينة عدد من الفينيقيين الذين كانوا فى طريقهم للهند, إلى شواطىء إثيوبيا, و كان من بين أُولئك نجلىَّ الزعيم ( Merobius ). فقام الإثيوبيون, الذين كانوا وقتها فى حربٍ مع " روما", بقتل كل ركاب السفينة و أبقوا فقط على الشابين الأثنين. ثم قاموا بتقديمهما إلى الملك ( Ameda ) الذى إحتفظ بهما ضمن حاشيته.
    أحد الشابين المدعو ( Frumentius ) أصبح مُـعلِّم لولى العهد " أُبرهة", و إستطاع أن يستميله إلى المسيحية. و بعد نجاحه بتحويل آخرين إلى المسيحية, عاد( Frumentius ) إلى القسطنطينية حيث إستقبله هناك الإمبراطور قسطنطين الأكبر, و الذى من شدَّة تأثره بقصته قام بمساعدته, فعيَّنه القسيس ( Athanasius ), رئيس الكنيسة, أُسقفاً.
    و عند عودته مرّة أُخرى إلى إثيوبيا بصحبة مساعديه قام بتأسيس كنيسة مع " أُبرهة", الذى أصبح وقتها ملكاً, فقدَّم له كل المساندة و الدعم. و قد قام " أبرهة" أيضاً بإعتماد إسم إثيوبيا لإمبراطوريته من الكتاب المقدَّس. و قد كان لقبه : " ملك الأُكسوميين و الحميريين و الصابئة, حاكم ( Raiden ) و ( Zeilah ) و التجراى و ( Belljas ) و ( Kaens ), ملك الملوك, إبن الإله (مارس) الذى لا يُـقهر. و قد إمتد نفوذه من نهر النيل إلى البحر الإحمر شرقاً, و من جنوب حدود مصر إلى ( Zeilah ) على المحيط الهندى.
    و كانت أُولى الخطوات التى إتخذها " أبرهة" هى تشييد معبد مُهيب, أصبح مركزاً للحجيج من المسيحيين إلى أن تم تدميره لاحقاً بواسطة المحمَّـديين بعد مرور 1200 عام.
    و بعد أن أسَّـس المسيحية فى بلاده, أصبح " أبرهة" شغوفاً بنشرها فى الجزيرة العربية و على الأخص اليمن, أرض أسلافه التاريخية, الذين كان من بينهم الملكة المشهورة " سبأ".
    اليمن كانت فى ذلك الوقت تضم أغلب أراضى ما يطلق عليه الآن الحجاز, و سكانها الذين يردون نسبهم إلى إسماعيل, إبن إبراهيم و الجارية المصرية هاجر, كانوا خليط من أسلافهم السود و البيض, و كانوا وثنيين و عَـبَدَة للنار. و كانت مدينتهم المقدسة مكة, حيث تقع الكعبة أو المعبد الشهير, و الذى يُـعتقد أن إبراهيم و إسماعيل قد قاموا بتشييده. و الجزء الآخر من سكان اليمن كانوا من اليهود الذين هاجروا إليه بعد تدمير القدس بواسطة ( Titus ) عام 70 ميلادية.
    و بغزوه اليمن بجيشٍ جرَّار هزم " أبرهة" العرب و إحتل مكة بعد حصارٍ دام لمدة شهرين. و فى إخضاع جنوب الجزيرة العربية هذا نجد "أبرهة" قد تفوّق فيما فشلت روما فى تحقيقه. و بغرسه لبذور المسيحية هناك, عاد " أبرهة" إلى عاصمته " أُكسوم" محمَّلاً بالغنائم. إن سبب عودته ليس معروفاً و لكن غرسه للمسيحية هناك كان له صداه الواضح فى أنحاء العالم.
    كان يعاون " أبرهة" فى الحكم أخيه ( Eisebaha ). و قد دعى ( L. J. Morie ) " أبرهة" : " ( كلوفز = Clovis) إثيوبيا الذى حقق مجداً أقل من (كلوفز) و لكنه كان أكثر صلاحاً و كرماً و لطفاً ", و أضاف : " المؤرخون يحتفون بتقديرٍ عالٍ بعظمة و جلال, و فضائل و مناقب الشقيقين المحبوبين الذين ظلاَّ على الدوام أصدقاء متساويين و ليس متنافسين".

    يتبـــــــــــــــــع ...
                  

09-29-2004, 03:42 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)

    الأعزاء .. تماضر و عمر على ..

    مرحب بيكم .. و شكراً على المتابعة و الإهتمام, و ارجو أن تجدو لى العذر إذا كانت الترجمة ضعيفة أو بها أخطاء, و أيضاً لأننى لم أتمكن من ترجمة أسماء الأماكن, و إن كنت أعتقد أن Belljas هى " البجة".
    حتى هنا إنتهى ملخص سيرة " أبرهة" الأول, و سنتابع لاحقاً سيرة " أبرهة" الثانى أو "سيد الِّلِسِمْ".

    وافر تحياتى ..
                  

09-29-2004, 06:30 AM

Khalid Eltayeb
<aKhalid Eltayeb
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 1065

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)

    سنتابع معكم قصة ابرهة الثاني .

    تشكر يا طناش علي هذا البوست وفي انتظار عودتك .
                  

09-30-2004, 03:07 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Khalid Eltayeb)

    الأخ .. خالد الطيب ..

    تشكر على المتابعة و الإهتمام .. و إليك سيرة " أبرهة" الثانى.
                  

09-30-2004, 04:03 AM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)

    و أُبـــْرُهَـــةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـــــــرُ

    أُبـرهــــة الأرشـــــــم


    إمبراطور اليمن و إثيوبيا الذى بدأ حرباً عالمية إستمرت ألف عام ( 569 ميلادية )



    بعد مرور قرنين على غزو " أُبرهة" للجزيرة العربية, و كنتيجة لهذا الغزو, بدأت حقبة أُخرى إمتازت بأحداث بارزة فى التاريخ البشرى كان قائدها حاكم إثيوبى آخر يحمل نفس إسم " أُبـرهـة".
    " أُبـرهـة" هذا, الذى حمل لقب إمبراطور اليمن و إثيوبيا, بدأ حرباً إستمرت أكثر من ألف عام, إمتدت عبر العالم القديم من فرنسا إلى اليابان.
    عندما ظهر " أُبـرهـة" على المسرح, كان اليهود المسيطرين على اليمن آنذاك يمارسون الإضطهاد على المسيحيين الذين تكاثر عددهم منذ تأسيس ديانتهم فى اليمن بواسطة " أُبـرهـة" الأول.
    فحدث أن قام حاكم اليهود "ذو النوَّاس = Dhu Nowas" بحرق كنيسة المسيحيين فى ( ظِفار = Zhafar ), و بتدنيس عظام قسيس (ظِفار = Zhafar ) " بـول", القِـس الراعى للمسيحيين اليمنيين, و ذلك ببعثرتها فى الطرقات, و قتل عشرين ألف مؤمن مسيحى بحرقهم أحياء فى كهف تم تحويله إلى فرن.
    بعث المسيحيين اليائسين برسل إلى " جستنيان = Justinian", الإمبراطور الرومانى فى القسطنطينية, يتوسلون إليه بأن يأتى لإنقاذهم. تأثر " جستنيان" بالرويات التى وصلته حول تلك الفظائع, و لكنه حين تذكر هزائم الرومان السابقة فى الجزيرة العربية, تخوف من إرسال حملة أُخرى. فكتب إلى البطريارك, أو رئيس الكنيسة القبطية فى الإسكندرية, يطلب منه الـنُـصح. فإقترح الأخير أن يتم الإستعانة بالقس " Elesbaan " إمبراطور إثيوبيا.
    و على هذا الأساس, أرسل " جستنيان " بمبعوثيه إلى القِـس "Elesbaan" الذى إلتقى بالوفد الرومانى فى دولته. و قد إستقبل زائريه و هو يرتقى مركبة من الذهب لها أربعة عجلات و مناجل من الذهب تجرها أربعة أفيال. و ببشرته الداكنة و جسده العارى تألق فى حُلية من الذهب الخالص و النفائس النادرة, فبدت ذراعاهُ مُحاطة بأساور ذهبية ضخمة و مرصعة بالجواهر, و رأسه لفَّـته عُمامة من الكـتَّان الراقى تم تثبيتها بعناية بدبوس زينة من الذهب, و أمسكَ فى يده رُمحان و درعاً غنىّ بالزخرف النفيس.
    القِـس " Elesbaan" وَعدَ بمساعدة المسيحيين فى اليمن. فحشد جيشاً من سبعين ألف محارب وضعهم تحت إمرة " أبرهة", القائد العام لقواته الذى إرتقى إلى هذا المنصب الرفيع من درك العبودية.
    وصل " أبرهة" إلى شواطىء اليمن عابراً البحر الأحمر بإسطول مكوَّن من مائة و خمسين سفينة. و كان " ذو النوَّاس = Dhu Nowas " فى الجانب الآخر فى إنتظار رسوُّهِ بجيشٍ جرَّار. و وقعت معركة كبيرة على الشاطىء, شبيهة بمعركة القيصر "يوليوس" عند رسوْ أُسطولهِ على شواطى بريطانيا.
    و كان النصر حليف " أبرهة", حيث قَـتَـلَ ستة و عشرين ألف يهودى, و إحتل الإثيوبيون المنتصرون (ظِفار = Zhafar) آخذين فى الأسر من بين أسراهم زوجة " ذو النوَّاس = Dhu Nowas " المُفضَّـلة. فقام " ذو النوَّاس = Dhu Nowas " بتجميع أطراف جيشه المهزوم و عاد ليحارب من جديد, و لكنه بعد أن أُصيب فى يده و مواجهته لهزيمة مُنكرة, ألقى بنفسه من حافة جرفٍ إلى البحر.
    و كزعيمٍ لليمن, قام " أبرهة" بالحكم بالإعدام على كل وزراء ملك اليهود, و غَنِمَ كل ثروات البلاد, ثم أعاد بناء كنيسة ( ظِفار = Zhafar) من جديد.
    و لسببٍ غير معروف أثار " أبرهة" حفيظة القِس " Elesbaan", الذى قام بتعيين مسيحى عربى يدعى "أريات = Aryat" ليحل محله كحاكم لليمن. فنظَّم " أبرهة" جيشه و تقدَّم لمهاجمة "أريات = Aryat". و عندما إلتقى الجيشان, تحدَّى "أريات = Aryat" " أبرهة" بمبارزة متكافئة تَحقِن الدماء و تُبقى على القوات الأثيوبية فى اليمن بكامل قوِّتها.
    قَبِلَ " أبرهة" التحدي. فإلتقيا فى مبارزة شرسة. أُصيب خلالها " أبرهة" بجرحٍ بليغ فى جبهته عَبَرَ خلال حاجب عينه مؤدياً لتدفق الدماء الغزيرة مما جعل الرؤية عليه مستحيلة, فاُجبر على الإستسلام. و لكن بعد بُرهة من ذلك, حدث أن قام أحد عبيد " أبرهة" بطعن " أريات" فى ظهره فقتله, و عاد " أبرهة" ممسكاً بزمام السلطة من جديد. الجرح الكبير الذى وَسَمَ جبهة " أبرهة" جعله يحمل لقب " الأرشم", أو صاحب الوجه ذو النَّـدْبـَة.


    يتبـــــــــع ..
                  

09-30-2004, 11:49 PM

Tanash
<aTanash
تاريخ التسجيل: 07-29-2002
مجموع المشاركات: 561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)


    تحت حكم " أبرهة" إزدهر اليمن, و أصبح تجار اليمن يتاجرون مع الهند و سيلان و سيام و الإغريق و دول أوروبية أُخرى. و لأنه متحمِّس بصورة قوية لنشر المسيحية, قام قام ببناء معبد مُهيب فى "صنعاء" بغرض جذب العدد الوافر من الحجيج الذين يعبرون بلاده فى طريقهم إلى معبد " مكة ". و قد وفَّر إمبراطور " روما" الرِّخام لمعبد " أبرهة". و لمزيدٍ من الإغراءات لإثناء الحجيج من الذهاب إلى " مكة", منح حجيج معبده إمتيازات خاصة.
    العرب, الذين إعتبروا ذلك إعتداء على معتقداتهم و تجارتهم, إحتجوا. وليظهر أحدهم من كنانة عدم إحترامه قام بإستيداع برازه فى مذبح معبد " أبرهة".
    إعتبر " أبرهة" هذا الفعل بمثابة إعلان حرب, فأقسم أن يزيل معبد " مكة" من الوجود.


    و بجيشٍ يتكون من أربعين ألف رجل و فارس و أفيال مجهزين بالسلاح, تقدم نحو " مكة".
    و قبل أن يصلها ألمَّت به كارثة, فقد مات الألاف من رجاله جرّاء عاصفة رمليَّـة, و إنتشر بين جيشه مرض "الجدرى". و على كل حال, رغم ذلك, إستطاع أن يصل إلى " مكة" و هو يحتفظ بقوة كافية لبثَّ الروع فى قلوب المدافعين عن المدينة, و إقناعهم بأن يفتحوا له أبواب المدينة.
    و هو يرتقى فيله الأبيض العظيم المدعو " محمود المجيد", تتدلَّى منه أغطية سرجه المزخرفة بالذهب و الحرير, تقـدَّم " أبرهة" ليتـلقَّى خضوع و إذعان المدينة بنفسه. و لكن عندما كان الفيل يمر من تحت أقواس بوَّاباب المدينة, وقف فجأة دون حراك, و لم يكن هناك ما يمكن أن يغريه لأن يتزحزح من مكانه. قد يكون الفيل مريضاً, أو توتَّر من شىء ما. الكُـتَّاب العرب قالوا أنه برك فى مكانه و لم يتقدم.

    فى تلك اللحظة, إرتفعت أصوات التهليل من جهة العرب, فقد رأوا فى ذلك آية إلهية تُـشير إلى أن مدينتهم المقدَّسة فى أمنٍ و أمان. فإندفعوا يهاجمون الأثيوبيين بجنون, مما جعل الأفيال تجفل و تفرّ مزعورة.

    و لم يمض وقت طويل حتى هُزم الأثيوبيين هزيمة كاملة. و عاد " أبرهة" إلى " صنعاء" حيث توفى متأثراً " بالجدرى".

    إن حدث رفض فيل " أبرهة" الدخول إلى " مكة" شحذ خيال العرب بمستوى حملهم إلى تسمية فترة الحدث " بعام الفيل", و جعلوا من ميلاد " محمد" الحدث الوحيد الهام فى هذا العام, مُعتبرين أن الحدث كان إيذاناً بميلاده بما أن الحدثين وقعا فى نفس عام 569 ميلادية.
    و حسب المؤرخين العرب, فإن الله بنفسه هو الذى هاجم جيش " أبرهة". و قالوا أنه أرسل آلاف الطيور الصغيرة من البحر, كل منها كان يحمل حجر نقش عليه إسم أحد الجنود الأثيوبيين, لترجم به الأعداء, و أن " أبرهة" قد تفسَّخَ و تعفَّنَ حتى سقطت شفتاه. و قد كان كل ذلك, بالطبع, معالجة شاعرية لتلك العاصفة الرملية و لوباء " الجُدَرى".
    و الحدث كما رُوِيَ بواسطة " محمد" فى القرآن:
    ( ألم تَرَ كيفَ فعلَ ربُكَ بأصحابِ الفيل, ألم يجعل كيدهم فى تضليل, و أرسلَ عليهم طيراً أبابيل, ترميهم بحجارةٍ من سجيل, فجعلهم كعصفٍ مأكول )
    المحمديين لاحقاً, إستخدموا هجوم " أبرهة" على مدينة " مكة" تبريراً إلهياً و مسوِّغاً ليس فقط للهجوم على الأثيوبيين فى اليمن, و إنما أيضاً فى حمَلاتهم على المسيحيين فى أثيوبيا و شمال أفريقيا. و بعد ثلاثة و ثلاثين سنة من رحيل " أبرهة" تم دحر الأثيوبيين عبر البحر الأحمر, و إنتهى بذلك عهد المسيحيين قصير الأمد فى الجزيرة العربية.
    ( Gibbon ) أكَّد على الأهمية العالمية لهزيمة " أبرهة" فى كتابه : " إضمحلال و سقوط الإمبراطورية الرومانية ", كما يلى : ( إذا تم الحفاظ و الإبقاء على السلطة المسيحية فى الجزيرة العربية, لتم القضاء على " محمد" فى المهد و لمنعت الحبشة ثورة إستطاعت تغيير الوضع المدنى و الدينى للعالم ).


    إنتـهــــــــى
                  

10-01-2004, 06:03 AM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Tanash)

                  

10-01-2004, 10:49 AM

Ahmed Elsharif
<aAhmed Elsharif
تاريخ التسجيل: 10-30-2002
مجموع المشاركات: 263

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: و أُبــْرُهَـةُ المَـلِكُ الذى ليسَ يُـنْـكَـرُ (Re: Rawia)

    ( ألم تَرَ كيفَ فعلَ ربُكَ بأصحابِ الفيل, ألم يجعل كيدهم فى تضليل, و أرسلَ عليهم طيراً أبابيل, ترميهم بحجارةٍ من سجيل, فجعلهم كعصفٍ مأكول )
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de