محمد علي المرضي: هذه هي اسباب فصلي من حزب الامة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 12:42 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-19-2004, 07:42 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52548

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محمد علي المرضي: هذه هي اسباب فصلي من حزب الامة


    الاحد19سبتمبر2004

    الصامتون يتحدثون لـ «الرأي العام»:

    محمد علي المرضي: هذه هي اسباب فصلي من حزب الامة

    حاوره: كمال حسن بخيت

    يتميز الاستاذ محمد علي المرضي.. القانوني المعروف بكردفان. وحاكمها السابق وابرز قيادات حزب الامة على مستوى المركز والاقليم بالهدوء والعقلانية وقدم الكثير لحزبه الذي تمدد طويلاً في ربوع كردفان عندما كان والياً لها.

    واسهم الرجل بفكره وبمعرفته وبسنوات عمره في خدمة حزب الامة الذي آمن بافكاره وبمبادئه، كما اسهم كثيراً من خلال حزبه في قضايا الوطن المتعددة.

    قبل فترة قصيرة صدر قرار من رئيس الحزب الامام الصادق المهدي بفصله من الحزب ذلك القرار الذي احدث ضجة وسط كوادر وقيادات حزب الامة في كردفان بشكل خاص وفي الخرطوم، كذلك ادى الى خروج عدد كبير من قياداته البارزة وبانشطار جديد او توقف عن العمل في الحزب امثال الدكتور ابراهيم الامين وبكري عديل وعبدالرسول النور ومنهم من اقعده المرض مثل الامير نقد الله نسأل الله له العافية ثم لحق بهم المحامي الشهير محمد علي المرضي.

    ولاول مرة وبعد الحاح استمر طويلاً وافق السيد المرضي الجلوس والتحدث لـ «الرأي العام» عن واحدة من القضايا التي تهم حزب الامة وتهم الوسط السياسي بشكل عام ..

    و«الر أي العام»تسعى لاجراء حوار آخر مع احد قيادات حزب الامة ليدلي بدلوه في هذه القضية وترد على ما قاله المرضي لاننا هنا لسنا منحازين لاية وجهة نظر وانما نسعى لان تكون «الرأي العام» منبراً حراً لكل الآراء.. والى تفاصيل الحوار:



    *على غير ما كان يتوقعه الجميع ظللت صامتاً مدة تقارب الاربعة اشهر منذ تاريخ فصلك من حزب الامة.. هل يمكن ان نعرف الاسباب؟

    = اجاب قائلاً: لهذا الامر اسباب ثلاثة اولها ان عدداً كبيراً من الاخوة الذين اقدرهم واحترمهم في حزب الامة وكيان الانصار وهيئة الملازمين وهيئة المهاجرين وابناء كردفان بالحزب طلبوا مني الا اتحدث في الامر لانهم كانوا يقدرون ان بوسعهم معالجة الموضوع حسب رؤيتهم.

    وثانيها: اني رأيت ان من المناسب ان اصمت واترك الآخرين يتحدثون بحرية سواء أكانوا من المعارضين للقرار او المؤيدين له دون اي تأثير من جانبي. ولعلك تلاحظ انه لم يرتفع حتى اليوم صوت واحد او يتحرك على الورق قلم واحد مؤيد لقرار الفصل. اما السبب الثالث فهو انني مع اخوتي الذين استقالوا من حزب الامة انشغلنا مؤخراً في اجتماعات عديدة ومتواصلة لترتيب امورنا من حيث الخطوة التي يتعين علينا اتخاذها بعد ان فارقنا حزب الامة.

    * قلت له سنعود الى امر ترتيباتكم المقبلة .. والسؤال الآن ما هي تقديرات الاستاذ المرضي للاسباب التي حدت بالسيد الصادق المهدي لفصله من حزب الامة؟

    = اسألوا صاحب القرار.. فهو ليس فقط معني به بل هو ملزم بالدرجة الاولى بابداء الاسباب التي دعته الى فصل احد اعضاء المكتب السياسي ولاول مرة منذ انشاء الحزب في عام 1945م قبل «59» عاماً مضت.. وقد جاء قرار الفصل في سطرين فقط وخلا من اي اسباب ولا يزال صاحب القرار يلزم الصمت ازاء ذلك.. بل ان الاجهزة العليا للحزب ممثلة في الهيئة المركزية والمكتب السياسي والامانة العامة لا تعرف شيئاً عن الاسباب التي دعت رئيس الحزب الى فصل عضو في اعلى جهاز تشريعي بالحزب وهو المكتب السياسي المنتخب من نفس المؤتمر العام الذي انتخب رئيس الحزب وفي ذات دورة الانعقاد. ولا يوجد اي مكتوب موجه لاي جهاز من اجهزة الحزب يوضح تلك الاسباب الا اذا كان صاحب القرار قد همس في اذن نائبه او الامين العام او رئيس المكتب السياسي بتلك الاسباب.

    * ولكن الذي علمناه ان جهوداً كثيرة قد بذلت من عدد كبير من قادة حزب الامة والمجموعات الاخرى داخله مطالبين رئيس الحزب بالغاء قرار فصلك.. ما الذي انتهت اليه هذه المساعي التي نعلم ان بعضها لا يزال مستمراً؟

    = اجاب قائلاً: كل هذا صحيح، ولكن الذي يعرف رئيس حزب الأمة حق المعرفة يدرك تماماً استراتيجيته في الازمات التي يحدثها داخل الحزب وهي تهدئة الاوضاع والايحاء للجميع بان كل شئ سيكون على ما يرام وهو يهدف من ذلك الى توظيف الوقت لتكريس الامر الواقع. وقد ضحكت عندما اخبرني من التقوا به بانه وعدهم بمراجعة القرار لاني اعرف انه يريد ان تهدأ الحركة ويمضي الوقت وينسى الجمع امر المرضي.. وكنت اقول لهم انتم مشكورون على جهودكم التي لن تثمر عن شئ.. فانا لا اطالب بالغاء القرار ولا اخسر شيئاً من جرائه وستعلمون في نهاية الامر ان صاحب القرار لن يغير قراره ولن يتغير.

    * وما هي المآخذ على قرار الفصل من الناحية الدستورية؟

    = صمت محمد علي المرضي ليختار كلماته بعناية رجل القانون وقال :

    كل قيادات الحزب باستثناء قلة تعد على اصابع اليد الواحدة وجميع قواعد الحزب الذين لهم درجة معقولة من الالمام بدستوره يقولون ان هذا قرار فردي تجاوز فيه صاحبه دستور الحزب المجاز من المؤتمر العام الذي لا يعطيه هذا الحق وانه بقراره هذا يغتال المؤسسية والديمقراطية التي يطالب بها الآخرين في الدولة وفي القوى السياسية الاخرى ان يلتزموا بها وينكرها في ذات الوقت على اجهزة وقيادات واعضاء حزبه. اما هيئة الرقابة وضبط الاداء التي اوصت بالقرار فقد كانت في واقع الامر تنفذ توجيهات صدرت لها من رئيس الحزب نفسه. وهي ذاتها هيئة غير دستورية وكانت من ضمن الاجهزة الانتقالية التي تشكلت في مؤتمر القاهرة عام «2000» وقضت نحبها مع بقية الاجهزة الانتقالية بانعقاد المؤتمر العام السادس للحزب في ابريل «2003م» بما في ذلك مؤسسة الرئاسة والمكتب السياسي والامانة العامة. وقد تم انتخاب جميع هذه الاجهزة ما عدا هيئة الرقابة التي كان مفروضاً ان يشكلها المكتب السياسي في وقت لاحق ولكنه لم يفعل ذلك حتى اليوم. وها هو رئيس حزب الامة يفصل بقرار فردي منه عضواً في اعلى جهاز تشريعي في الحزب بالمخالفة التامة لدستور الحزب.. علاوة على خلو قرار الفصل من اي اسباب.

    * لقد تجاوز عدد المستقيلين من حزب الامة بكردفان اكثر من مائة عضو كما نسمع هل هذا صحيح اولاً، وثانياً هل التعاطف والتضامن مع الاستاذ المرضي يمكن ان يشكلا سبباً مقبولاً ومقنعاً للاستقالات؟

    = نعم في الحالتين .. واضيف ان المستقيلين ضمنهم قيادات تاريخية ومهنيون وكوادر شبابية عليا من خريجي الجامعات وحرفيون وتجار وغيرهم.. ويشكل الشباب ما يقارب الخمسين بالمائة من من استقالوا وجميع المستقيلين من المستنيرين ويتمتعون بالخبرة السياسية والاعتدال ومثل هذه القيادات الواعية لا يمكن ان تتخذ قراراتها او مواقفها من منطلقات او دوافع عاطفية . وقد بذل رئيس الحزب جهداً فائقا لاختزال اسباب الاستقالات في انها جاءت بسبب التعاطف مع الاستاذ المرضي متعمداً تناسي الاسباب التي اعلنت في مؤتمر صحفي في شهر مايو «2004» وهي تعود الى انعدام المؤسسية بالحزب وانفراد رئيس الحزب وافراد اسرته بالسيطرة المطلقة على مفاصل الحزب واتخاذ القرارات المهمة دون الرجوع الى الاجهزة، وعلاوة على ذلك الضعف التنظيمي وتهميش الشباب الذين تعذر عليهم ممارسة نشاطهم في الحزب.

    * حزب الامة به مؤسسات وليس ملكاً خاصاً حتى يهجره كل هؤلاء الاعضاء المرموقين بهذه البساطة؟

    = حزب الامة ملك للسيد الصادق المهدي واسرته وواهم من يظن غير ذلك. الامر استفحل واصبح ميئوساً من اصلاحه لان رئيس الحزب يقبض بايد من فولاذ على كل مفاصل الحزب ويسير الاجهزة كما يريد، ولذلك فان الحزب يكون في حالة موات تام كما هو الآن عند سفر رئيسه خارج البلاد. وقد وصف احد كبار قادة الحزب الذي لا اود احراجه بذكر اسمه الحزب بانه «شنطة سامسونايت» يحملها رئيس الحزب معه في اسفاره ويعود بها. ولسان حال الرئيس يقول من اراد ان تثكله امه سياسياً فليحاول معارضة قراراتي اوالتحدث عن احاديتي. واقول لك يا اخي ان العمل حالياً داخل حزب الامة مع وجود رئيسه الحالي يجعل اي عضو لا يأمن على نفسه.. حيث انه لن يعرف متى او لماذا يغضب عليه رئيس الحزب وما الذي سوف يصيبه من مكروه ومن اية درجة او نوع اذا ابدى رأياً لا يعجب الرئيس. ولن يشفع له موقعه او جهده السابق او وزنه في الحزب فهو كمن يتحرك داخل حقل مليئ بالغام كثيرة مبعثرة بلا خريطة. فاما ان يتجمد حيث هو مؤثراً السلامة واما ان يتحرك فيطأ احدها.

    * هل ستحاورون حزب الامة القومي؟

    اجاب:

    = نحن نريد التعرف على جوانب نجهلها في اطروحات ومناهج وبرامج القوى السياسية السودانية التي نسعى لمحاورتها، ما الذي يخفي علينا في حزب الامة القومي حتى نسعي لمعرفته؟.

    * وكيف ينظر الآخرون في حزب الامة القومي الى هذه الخطوة التي تقبلون عليها؟

    = ضحك وقال: كل من تحدثنا اليه او اتصل بنا من اخوتنا في حزب الامة وجدنا منه تفهماً لمواقفنا بل تقديراً لدوافعنا. والمدهش ان اقصى ما قاله الذين لم يرضوا عن ما نحن مقبلون عليه هو قولهم نحن نعلم ان الاوضاع داخل الحزب خاطئة للغاية بسبب ممارسات الرئيس ونوافقكم على كثير من ما تحملونه من آراء ونثق في منطلقاتكم ولكن تصعب علينا مغادرة حزب وجدنا عليه آباءنا واجدادنا ولن نترك هذا الحزب لفلان او علان او فلتكان ونفضل ان نسعى للاصلاح من الداخل مع علمنا بما بذلتموه من جهود في هذا الصدد.

    وكثير منهم يعترفون بأنهم في حالة ارتباك حيال هذا الامر ولذلك فهم يقدمون رجلاً ويؤخرون اخرى ونحن نتفهم صعوبة هذا الامر بالنسبة لهم ونأمل ان يعينهم الله على اتخاذ القرار الصائب مثلما نرجو ان نكون قد اصبنا في ما نحن مقدمون عليه.

    * بصراحة يقولون انك وجماعتك متجهون للانضمام للمؤتمر الوطني؟

    = اذا كنا كذلك ما الذي يدعونا الى هذه «اللفة» الطويلة وما الذي نخشاه من الانضمام المباشر لاي حزب آخر؟، فنحن لا ننتمي حالياً الى اي حزب وقد اعلنا ان خياراتنا مفتوحة ونتجه الى اجراء حوارات مع مختلف القوى السياسية للتعرف على رؤاها. واذا قادتنا تلك الحوارات الى ان نحمل آراء متوافقة مع «الاسود الحرة» او «مؤتمر البجة» او اي من القوى السياسية الاخرى في الحكومة او المعارضة فلن نتردد في اعلان تأييدنا لها او تحالفنا معها او انضمامنا اليها وذلك على رؤوس الاشهاد وبصورة داوية، ولكن هذا الامر سابق لأوانه ومن اراد ان يستبق الامور فليفعل.

    * الاستاذ محمد علي المرضي المحامي والسياسي ما هي في رأيك استحقاقات السلام بالنسبة للقوى السياسية كافة في بلادنا؟

    = السؤال مهم وخطير والموضوع كبير والاحاطة به صعبة والمجال لا يتسع لتناول جوانبه كافة. ان الشعب السوداني باكمله ممثلاً في الحكومة والحركة الشعبية والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني مطالب بسداد مستحقات السلام. وان من المقلق حقاً ان يذهب البعض الى القول ان مسئوليات ما بعد اقرار اتفاق السلام تقع بشكل حصري على الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان. ان على الجميع ان يدركوا حساسية المرحلة المقبلة وضرورة التعامل معها بتجرد وشجاعة وتغليب المصلحة العليا على ما عداها من مصالح حزبية او شخصية. بالنسبة للحكومة فان دورها في تأمين السلام وانفاذ اتفاقياته مهم للغاية ومسئوليتها اكبر واخطر من الآخرين اذ يقع عليها بالدرجة الاولى واجب المشاركة بفاعلية في بناء سودان جديد ليس على انقاض ما شيده الآخرون ولكن بكيفية لا تهدم ما تم بناؤه بل تضيف اليه قوة ومتانة وجمالاً. ومن بين الاستحقاقات التي على الحكومة ان تدفعها اشراك الآخرين في حكم البلاد. واذا كان الجميع يطالبون بذلك فهم ايضاً مطالبون بان يدركوا ان من الطبيعي والمنطقي الا ترضى الحكومة بان تكون الشريك الضعيف في اية معادلة في الحكم او تتخلى بجرة قلم عن حقوقها ومسئولياتها كحكومة. والصحيح هو ان تعمل الحكومة والقوى السياسية على الموازنة بين الامرين. وفي ذات الوقت تقع عليها واجبات التأكد من تفهم اجهزتها المعنية بتطبيق اتفاقيات السلام في جانبها العسكري والتنفيذي والمالي لادق تفاصيل الاتفاق حتى يأتي التطبيق خالياً بقدر الممكن من الاخطاء الجسيمة التي تفجر المشاكل.

    وعلى الحكومة ان تضبط حركة قواتها النظامية وتزيد من درجات الانضباط لديها ومن عمق ادراك تلك القوات لمتطلبات المرحلة بما يساعد على بناء الثقة ويضع معادلة توفق بين ضرورات المحافظة على الامن من جهة وعدم الشطط في استعمال السلطة او السلاح من الجهة الاخرى. ان استحقاقات السلام توجب على الحكومة ايضاً ان تنتبه الى اهمية حسن ادارة الخدمة المدنية وتراجع كافة القوانين وتراقب اداء الاجهزة التنفيذية والمالية بما يجعل عملية انفاذ اتفاق السلام ميسورة وسلسلة .. وان تتجاوز ـ دون تفريط ـ عن بعض اخطاء التطبيق لدى ادارة الحكم التي قد يرتكبها ـ بحسن نية ـ من يفتقرون الى المعرفة او الخبرة من الشركاء في عملية السلام، شريطة الا تؤدي تلك الاخطاء الى نسف عملية السلام برمتها. ولان السلام كل لا يتجزأ فعلى الحكومة يقع عبء تحقيق العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والسلطة في الشمال حتى لا تنشأ اي احتقانات نتيجة شعور بالغبن. وان تحكم سيطرتها على اجهزة اعلامها بحيث تتناول اي تجاوزات او اخطاء يرتكبها البعض اثناء تطبيق اتفاقيات السلام بالحكمة والموعظة الحسنة والاعتدال في المخاطبة.

    مسئولية القوى السياسية كبيرة ومهمة مع حقها الذي لا جدال حوله في ان تشارك في حكم البلاد بنسب او مقادير يتفق عليها الا انه يقع عليها ـ على الاقل في المرحلة الانتقالية ـ ان تضع جانباً اجندتها الحزبية المحضة.. وان تسعى لان تصل مع بعضها البعض ومع الحكومة الى معادلة تسهل انسياب مياه السلام في قنوات العمل التنفيذي والمالي والامني كافة وتؤمن الوحدة الوطنية. ان اكثر ما يمكن ان يضر بالوطن ما درج عليه بعض الزعماء من التقلب في المواقف واختلاق المشاكل ليس فقط داخل الوطن بل بين الوطن والدول الاخرى ذات الاجندة التي لا تتوافق مع سلامة واستقرار البلاد منطلقين من فهم خاطئ بان ذلك سوف يساعدهم على تحقيق اجندتهم الحزبية وطموحاتهم الشخصية. وعلى زعامات القوى السياسية ان ترفع من درجة تفهم قادة وقواعد احزابها لتفاصيل اتفاقيات السلام من اجل المشاركة في انفاذها بدقة وبشكل صحيح بما يعين على التخفيف من آثار الاختلافات في تفسير او تطبيق بنود الاتفاق بدلاً من العمل على اضعاف الدولة والوطن معاً.

    اما الحركة الشعبية فالذي ينتظرها كبير ومسئوليتها جسيمة وفاتورة السلام التي يتوجب عليها سدادها عالية الثمن. فالحركة انشغلت على مدار السنوات العشرين الماضية بادارة حرب ضروس الشئ الذي لم يترك لها الوقت والهدوء لخلق كوادر ادارية او تنفيذية مدربة باستثناء بعض الاداريين والموظفين الذين شاركوا في ادارة المناطق التي تقع تحت سيطرة الحركة باسلوب اقرب الى الادارة العسكرية منها الى الادارة المدنية، ولذلك فسوف تواجه الحركة مصاعب في تطبيق بنود اتفاقيات السلام تطبيقاً صحيحاً وادارة رقعة جغرافية واسعة تفتقر الى كل شئ ويطلب مواطنوها كل شئ. وعلى الحركة التي ظلت تعمل على تعبئة الاخوة الجنوبيين على مدى عشرين عاماً وتملأ نفوسهم بكراهية ما ظلوا يعتبرونه ظلماً من حكومات الشمال بل والمندكورو ان تسعى لتخفيف حدة هذه المشاعر حتى يسهل التعامل بين ابناء الوطن الواحد..

    وهناك مشكلة كبرى ستواجه الحركة وهي كيفية ضبط سلوك جنودها الذين كانت الحرب تمدهم بما يشغلهم ويملأ اوقاتهم ويفرغ شحنات الغضب التي تمتلئ بها نفوسهم، وعلى الحركة ان تنقلهم سلوكياً من ضيق الثكنة العسكرية الى فضاء المدنية، ويحتاج الاخ جون قرنق وقادة الحركة الى ان ينتبهوا الى ان تحت الرماد وميض نار متمثل في العداءات التقليدية التاريخية بين مختلف القبائل. وسوف تتأجج نيران تلك العداءات عندما تعود الحياة الى طبيعتها وعندما يصل المال الى جنوب السودان وينشأ اعتقاد لدى بعض القبائل ان اعمار الجنوب قد انقلب الى اعمار للجيوب فتقع الطامة الكبرى. ولتفهم الحركة الشعبية ان اعداءها من القوى السياسية الجنوبية ليسوا بالقليلين علاوة على ان بعضهم متفوقون سياسياً على قياديي الحركة من ما يخشى معه ان تنشط عمليات استقطاب من قبلهم ضد حكم الحركة فيؤدي ذلك الى الاقتتال، او تلجأ الحركة الى قهر الآخرين فتحيل الجنوب الى برميل بارود قابل للاشتعال في اية لحظة. ثم هناك التعامل بين جيش الحركة من جهة والمليشيات المسلحة في الجنوب التي كانت تقف في صف الحكومة. اذ يتوجب على الاخ قرنق وزملائه ان يبذلوا جهوداً جبارة لضمهم الى منظومة الجنوب. ان كل هذه استحقاقات يتوجب على الحركة الشعبية ان تدفعها لتأمين السلام.

    اما بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني فانى اكتفى في هذه العجالة بتوجيه مناشدتي للاخوة القانونيين بشكل عام والمحامين على وجه الخصوص بان يبذلوا غاية جهدهم ويوظفوا معرفتهم القانونية وخبراتهم لتفسير اتفاقيات الجنوب وايضاح نصوصها لكل فئات الشعب السوداني وللاجهزة المعنية بتطبيق الاتفاقية على وجه الخصوص بما يسهل على كل جهة حسن انفاذ ما يليها. وان يتحاشوا اللجوء الى تصعيد الخلافات التي تظهر اثناء التطبيق وتحويلها الى نزاعات وطعون دستورية في ما يستحق وما لا يستحق فيضيفون بذلك توترات جديدة الى جو متوتر اصلاً.

    وهذه المناشدة تنسحب ايضاً على الاخوة صناع الحرف في السلطة الرابعة ممثلين في رؤساء تحرير الصحف والمحررين وكتاب الاعمدة والادباء والشعراء، وتشمل المناشدة معلمي ابنائنا في كافة مراحل التعليم وجميع نقابات واتحادات العاملين ورجالات الدين الاسلامي والمسيحي وزعماء الادارة الاهلية واصحاب الفنون والرياضة ليحثوا كافة من ينتسبون اليهم ببث روح التسامح والاخاء بما يساعد على جعل السلام حقيقة مماثلة ومعاشة. عموماً الامر يحتاج الى اكثر من ما ذكرته ولكن المجال لا يسمح باكثر من هذا.



                  

09-19-2004, 09:16 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد علي المرضي: هذه هي اسباب فصلي من حزب الامة (Re: Deng)

    Quote: حزب الامة ملك للسيد الصادق المهدي واسرته وواهم من يظن غير ذلك. الامر استفحل واصبح ميئوساً من اصلاحه لان رئيس الحزب يقبض بايد من فولاذ على كل مفاصل الحزب ويسير الاجهزة كما يريد، ولذلك فان الحزب يكون في حالة موات تام كما هو الآن عند سفر رئيسه خارج البلاد. وقد وصف احد كبار قادة الحزب الذي لا اود احراجه بذكر اسمه الحزب بانه «شنطة سامسونايت» يحملها رئيس الحزب معه في اسفاره ويعود بها. ولسان حال الرئيس يقول من اراد ان تثكله امه سياسياً فليحاول معارضة قراراتي اوالتحدث عن احاديتي. واقول لك يا اخي ان العمل حالياً داخل حزب الامة مع وجود رئيسه الحالي يجعل اي عضو لا يأمن على نفسه.. حيث انه لن يعرف متى او لماذا يغضب عليه رئيس الحزب وما الذي سوف يصيبه من مكروه ومن اية درجة او نوع اذا ابدى رأياً لا يعجب الرئيس. ولن يشفع له موقعه او جهده السابق او وزنه في الحزب فهو كمن يتحرك داخل حقل مليئ بالغام كثيرة مبعثرة بلا خريطة. فاما ان يتجمد حيث هو مؤثراً السلامة واما ان يتحرك فيطأ احدها.
                  

09-19-2004, 09:47 AM

mahdy alamin
<amahdy alamin
تاريخ التسجيل: 07-01-2004
مجموع المشاركات: 2025

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محمد علي المرضي: هذه هي اسباب فصلي من حزب الامة (Re: Deng)

    حزب الأمه
    والطائفيه والسقوط ولي زين يا أمه.....؟

    Quote: حزب الامة ملك للسيد الصادق المهدي واسرته وواهم من يظن غير ذلك. الامر استفحل واصبح ميئوساً من اصلاحه لان رئيس الحزب يقبض بايد من فولاذ على كل مفاصل الحزب ويسير الاجهزة كما يريد،
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de