|
مأساة دارفور يشيب لها شعر الاطفال/ من الجارديان البريطانية
|
مأساة دارفور يشيب لها شعر الاطفال
تنوعت تغطية الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء ما بين معاناة سكان دارفور تداعيات مأساة رهائن أوسيتيا الشمالية ومحطة اذاعية جديدة لمناقشة مشاكل العراقيين وصلة بوش بالعائلة المالكة السعودية.
ومن صحيفة الجارديان مقال بعنوان "فروا من الجنجويد. سكان دارفور العائدون في صراع من أجل البقاء". ويروي كاتب المقال معاناة سكان دارفور وبالأخص شمال غربي دارفور حيث دمرت العديد من القرى. ويشير الكاتب الى أن الكثير من اللاجئين تدفقوا عبر الحدود الى تشاد غير أن آخرين تخلفوا، البعض بمحض اختيارهم والبعض الآخر إما بسبب السن أو الفقر.
ويقول الكاتب إن دارفور تضم نحو مليون شخص دمرت حياتهم بسبب الحرب وإن كانوا لم يصلوا إلى معسكرات اللاجئين ومعاناة هؤلاء أسوا من معاناة اللاجئين الذين تتولى الأمم المتحدة إيوائهم.
ويروي الكاتب المعاناة على لسان أحد السكان بوهيد على حامد الذي يقول إن الجميع فر بمجرد دخول ميليشيا الجنجويد ولكنه اختبأ خلف شجرة ولم يبق معه حاليا سوى عدد قليل من أفراد أسرته. أما قوتهم اليومي منذ بدء الازمة فليس سوى بذور البطيخ. وجميعهم يعاني الجوع الشديد.
وفي قرية مجاورة يروي مرغني ابراهيم، 70 عاما، كيف أن الفقر أقعده عن الفرار بعدما احترق محصوله في الغارة التي شنتها الجنجويد على قريته. ويقول ابراهيم "كنت أرغب في اللجوء الى تشاد غير أنه لم يكن لدي جمل أو حمار. والرحلة تستغرق ستة أيام سيرا على الإقدام". ومنذ ابريل/ نيسان والأسرة تعيش على ثمار الماتي وهي ثمار سامة يتعين تركها في الماء وتغييره عدة مرات قبل الأكل. والثمار ليس لها فائدة غذائية.
ويشير إبراهيم إلى ابنه البالغ من العمر ستة أعوام وقد خط الشيب شعره قائلا إن شعره بدأ يتحول إلى اللون الأبيض بعد الهجوم على قريته.
ويصف الكاتب الدمار الذي لحق بتلك القرى وكيف حولت النيران الاكواخ الى رماد. وكيف يتعين على العائدين اعادة بناء حياتهم وسط صحراء جرداء بآلات قليلة والقليل من الماشية.
ويقول الكاتب إن الحياة في تلك المنطقة شبه الصحراوية تعد أمرا قاسيا في حد ذاته مع ندرة المياة وضعف المحاصيل مما قد يعني الموت بالنسبة للكثيرين. وبرغم معرفة سكان دارفور على تلك المشكلة ومحاولتهم التأقلم مع تلك الحياة المضنية فإن حكومتهم، كما يقول الكاتب، قد أثقلت كاهلهم بحرب يشيب لها شعر الأطفال.
|
|
|
|
|
|