|
Re: مرحبا بالصديق نجم الدين كرم الله الي البورد (Re: Abdel Aati)
|
من مقدمتي لديوان نجم الدين كرم الله "مسارب الرحيل":
******
نجم الدين كرم الله الشاعر والصديق والإنسان
تعرفت علي نجم الدين كرم الله؛ الشاعر والصديق والإنسان؛ منذ اكثر من أربعة عشر عاما؛ وكان تعرفي عليه يوم سعد؛ ولا أزال افخر؛ ضمن ما افخرومن افخر به؛ بصداقتي له؛ ومتابعتي لإبداعه؛ وتحريضي المستمر إياه علي نشر أعماله؛ حتى تحقق هذا الحلم اليوم. وكان من كرم نجم الدين علي؛ أن اسند لي؛ شرف كتابة هذه المقدمة المتواضعة؛ لديوانه الباهر الأول: مسارب الرحيل؛ والذي قطعا لن يكون الأخير في هذه الرحلة الإبداعية والإنسانية المتميزة. *** أما نجم الدين الشاعر؛ فلا أجد تعريفا افضل به؛ من كلماته نفسها؛ والتي تحملها صفحات هذا الديوان؛ والذي اعتقد انه يشكل ميلاد موهبة جديدة؛ قد ولدت ناضجة؛ وإطلالة شاعر قد برز لنا؛ وهو قد امتلك كل أدواته الإبداعية. إنني اعتقد أن شاعرية نجم الدين؛ قد أزهرت وأثمرت شجرتها ؛ دون أن تجبرنا علي التزلج في متابعة البدايات المتعثرة؛ أو تذوق الثمار الفجة؛ كما يجبرنا علي ذلك الكثير من الشعراء؛ وكأنها قد ولدت مكتملة؛ من مهدها الأول؛ ومنذ محاولاتها البكر. **** وإذا كان الأمر كما نزعم أعلاه؛ فلا غرو. فنجم الدين قد بدأ في شحذ أدواته؛ وتشذيب موهبته؛ وتعهدها بالصقل والتجويد؛ منذ صباه المبكر. أنني اعرف أن قصيدة مثل "مسارب الرحيل" مثلا؛ قد بدأت رحلة كتابتها؛ من السنة الخامسة الابتدائية؛ واستمرت عبر اكثر من عشرين عاما تالية. وكانت في كل مرحلة تتعرض إلى إعادة كتابة جديدة؛ حتى خرجت إلينا الآن في شكلها الحالي. وما كانت لتخرج؛ لو لم يقل الجميع لصاحبها كفي؛ توقف لحظة ودع لنا الحكم علي ما أبدعت؛ ثم واصل المسير؛ في رحلة بحثك عن الكمال؛ ولا كمال. *** ونجم الدين في تجربته الشعرية؛ يقف علي أرضية راسخة من القراءات وهضم التجارب الشعرية المختلفة؛ فهو ابن عدة مناخات أدبية وثقافية أثرت عليه وأثرت تجربته. من هذه المناخات نرصد المحيط الأسرى؛ حيث نجد تجربة أخيه عبد العزيز كرم الله؛ ذو المساهمات المتميزة في الشعر الطلابي الجامعي؛ والمكتوب بالعامية السودانية (الحلمنتيش)؛ واحد أعمدة هذه الظاهرة الثقافية؛ التي أحدثت ضجة واسعة؛ في مدارات الحياة العامة السودانية؛ في الربع الأخير من القرن الماضي. **** كما نرصد كذلك المناخ الثقافي في المحيط المحلي؛ في تجربة نجم الدين؛ ومن أهمه رابطة كوستي الأدبية؛ والتي كان عضوا بها وهو يافع بعد. كما لا نهمل دور كامل المحيط الثقافي والفضاء الشعري السوداني؛ والذي تمثل في أعمال وكتابات الشباب والمخضرمين من مبدعي السودان؛ ممن اثروا تجربة نجم الدين الشعرية؛ من أمثال المعز عمر بخيت؛ ومحمد سعد دياب؛ ومحمد المكي إبراهيم؛ ومحمد المهدي المجذوب؛ وإدريس جماع؛ وغيرهم. *** من الجانب الآخر؛ لم يهمل نجم الدين المحيطين العربي والأفريقي؛ في إثراء تجربته الشعرية؛ فكان أن قرأ وتعمق في أدب شعراء الحداثة والجديد؛ في المشرق والمغرب؛ وتأثر بهم في إطار التلاقح والتثاقف الطبيعي ما بين المبدعين. من هؤلاء نذكر ليوبولد سنغور في الفضاء الإبداعي الإفريقي؛ وبلند الحيدري ونذار قباني وسعاد الصباح في الفضاء العربي؛ وغيرهم كثير. *** إلا أن هذا كله؛ لم يمنع نجم الدين كرم الله من تطوير صوته الشعري الخاص؛ والذي نجده متميزا ومستقلا منذ بداياته الأولى. إن كتابة نجم الدين لا تشابه كتابة إي من الشعراء الذين اعرفهم؛ وهو بذلك قد وجد أسلوبه من البدء؛ الأمر الذي يوضح عمق موهبته الشعرية؛ وخصوصا في ظل ابتعاده عن الوطن ومنابع الكتابة بالعربية خلال السنوات الخمس عشر الماضية؛ والتي كتبت فيها معظم قصائد هذا الديوان؛ أو أخذت فيها صورتها الأخيرة. *** ويحلو لنجم الدين أن يمارس مغامراته مع اللغة؛ وان يخلق كلمات جديدة؛ لا نجدها في القواميس ولا في الاستخدام اليومي للغة؛ ولكننا نفهمها وندرك معناها من النص؛ وتبدو لنا كأنها مفردات كنا نعرفها منذ الأزل. لقد نحت نجم الدين العديد من الكلمات الجديدة؛ أوردها في إطار نصوصه الشعرية؛ دون أن ينتبه معظم من قرأ مخطوطاته؛ إلى انه يشكل مفردات جديدة؛ في ممارسة إبداعية خطرة ؛ ولكنها مستقيمة مع السياق الشعري. لقد حاولنا استبدال تلك الكلمات بغيرها؛ فتبدي لنا النص وكأنه يتيم دون تلك الكلمات المستحدثة؛ والتي تسطع أمامنا؛ وكأنها كانت تنتظر في مكان سحري ما؛ لكيما يلج إليها نجم الدين؛ ويسترجعها إلينا وإلى مفردات اللغة الشعرية. *** أما نجم الدين الصديق؛ فيكفي انه طوال اكثر من اربعة عشر عاما ؛ هي عمر صداقتنا؛ لم نختلف قط. ولم يكن هذا الانسجام عائدا إلا لطبيعة نجم الدين في المقام الأول؛ وهي طبيعة نبيلة؛ تترفع عن الصغائر؛ وتسامح علي الأخطاء؛ وتحترم الاختلاف في الرأي؛ وتبحث عما يجمع الناس وما ينفعهم. إنني أقول بصدق بهذه المناسبة؛ أن صداقة نجم الدين كرم الله؛ قد كانت إحدى النجوم المشرقة؛ في سماء حياتي؛ في سنوات الغربة الباردة والداكنة في معظمها؛ إلا من بعض الدف والإشراق ؛ الذي يجلبه الأصدقاء والأحباب؛ وشئ من لحظات الفرح المختلسة الصغيرة. **** لم يبق لنا غير نجم الدين الإنسان؛ وهو خليط من الشاعر والصديق. إن نجم الدين يجمع في ذاته المتصالحة مع نفسها والناس؛ ذلك الشخص المتمسك بجذوره وقيمه التي تذهب عميقا في شخصيته؛ وتشكل له مصدر السند والاطمئنان والبوصلة في الحياة؛ وتلك الروح المنفتحة علي الجديد وعلي الآخرين؛ في تسامح ومحبة العارف والواثق؛ الذي يتعامل مع غيره؛ كما يحب أن يعامل به. إن نجم الدين الإنسان هو جاد في واجباته تجاه نفسه وأسرته وأهله ومجتمعه وعمله؛ بقدر ما هو مبدع وجموح في عالمه الداخلي. لا تصرفه حاجيات الحياة ومصاعبها الصغيرة؛ عن احتياجات الروح وتحليقاتها العالية؛ كما لا تصرفه الشاعرية المتوقدة؛ عن التعامل مع الحياة في أدق تفاصيلها؛ ثم لا يكون من كل ذلك إلا الخير.
عادل محمد عبد العاطي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا بالصديق نجم الدين كرم الله الي البورد (Re: Abdel Aati)
|
مرحب بالاخ نجم الدين كرم الله. ويبدو أنه سوف يكون اضافة نوعية للمنبر الحر. شكرآ الاستاذ عادل عبد العاطى على تقديمه لنا. ونتمنى له اقامة سعيدة، ومثمرة. وليسمح لى بنقل سيرته الذاتية من الوصلة التى اشار اليها عبد العاطى..
نجم الدين كرم الله
السيرة الذاتية
نجم الدين كرم الله جيب الله، ولد في مدينة كوستي الواقعة علي النيل الأبيض في جنوب وسط السودان عام 1966م. أكمل مراحل التعليم العام في تلك المدينة حيث حصل على الشهادة الثانوية هناك. ثم هاجر للدراسة في جمهورية بولندا عام 1989م فدرس اللغة البولندية في جامعة "وودج" في وسط جمهورية بولندا ثم بعد ذلك في اكاديمية "فرسواف" للعلوم الإقتصادية حيث حصل على درجة الماجستير في العلوم الإقتصادية (المالية والبنوك ) عام 1995م. عمل في مجال الصحافة والإعلام لدي مجلة "أيدا مديا" الفصلية التي تصدر بالغة البولندية، كما عمل أيضاً في مجال المراقبة المالية في العديد من الشركات في بولندا ويعمل الأن سكرتيراً في السفارة الكويتية في وارسو. له عدة مقالات منشورة في الصحف والمجلات البولندية والعربية في المهجر، وله ديوان شعر مطبوع بعنوان "مسارب الرحيل" ومترجم إلي اللغة البولندية كما حصل علي العديد من الجوائز والتقديرات. متزوج وأب لطفلين ( سامي ونادية).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مرحبا بالصديق نجم الدين كرم الله الي البورد (Re: Abdel Aati)
|
اهلا بالاخ نجم الدين
نجم قدمه نجم فلا شك انه سيكون وضاءاً متوهجا ..
وطالما اثنيت عليه انت يا اخ عبدالعاطى فثقتنا كبيرة فى غزارة علمه ومقدرته على الاثراء وتقديم كل مفيد فالصديق على صديقه يقاس..
الف اهلا بك سيدى وفى انتظار عطاءك وتقديمك المفيد الجديد هنا..ز
ارجو ان يطيب لك المقام بين اخوتك واهلك وناسك ..
| |
|
|
|
|
|
|
|