محاولة لفهم مأزق القرية فى المنطقة الغربية-دار حمر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 05:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-30-2004, 03:45 AM

al-Hameem

تاريخ التسجيل: 01-29-2004
مجموع المشاركات: 251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
محاولة لفهم مأزق القرية فى المنطقة الغربية-دار حمر

    Dear All
    I thought to share with you the joy of this article.

    محاولة لفهم مأزق القرية فى المنطقة الغربية-دار حمر
    على هامش

    مذكرة ابناء النهود وغبيش الى رئيس الجمهورية وامير امراء السودان


    د. عبدالسلام نورالدين
    المملكة المتحدة
    Email:[email protected]

    الحلقة الاولى
    مداخل
    ألمحتويات
    1- وحدة اقليم كردفان والتنمية البشرية الشاملة
    2- المنتج الصغيروانهيار اقتصاديات القرية
    3- ظعائن الخريف والصيف وتعاقب مسارات البقارة والابالة
    4- الحمر وحمر: هزل ممتد وجد لايطول
    5--حينما تتقطع بالابالة السبل


    وحدة اقليم كردفان والتنمية البشرية الشاملة :
    الحرب في جنوب كردفان قد استنزفت القوة البشرية والموارد الطبيعية في كل الاقليم ، لذا فإن السلام والاستقرار والطمأنينة الاجتماعية ووحدة الاقليم تمثل قاعدة المجرى باضوائها وآلياتها التي يمكن لطائرة التنمية في شقى الاقليم ان تقلع منها بامان(1) ، اما اولئك الذين في رؤوسهم خيال بان الذين " ينشقون " ويشتون بابلهم من الكواهلة والكبابيش والشنابلة وحمر والجهيناب في واحات "التمر القصار" لا يتأثرون بمقاتل النوبة والمسيرية والحوازمة في المندل والكاشا والمورو وهيبان وابو جنوق وكيلك ، فأنهم لكأهل قرية يأيتها اكلها رغدا من كوكب آخر(2).
    المنتج الصغيروانهيار اقتصاديات القرية
    يمثل المنتج الصغير(3) في إرياف كردفان – المبتدأ والخبر ، الجملة الكاملة في النص ، مركز الثقل في التنمية البشرية الشاملة .
    إن بقاء المنتج الصغير في ارياف كردفان خارج دائرة مركز اهتمام مؤسسات التنمية المركزية والأقليمية ومستبعدا تماما من قبل بنوك التمويل الزراعي وصناديق التنمية وهيئات التطوير المختلفة وبعيدا عن تصورات مخططي مناهج التعليم والإعلام والثقافة الإنمائية وقبل كل ذلك غياب بيئة المنتج الصغير من مركز العناية لدى استراتيجيى مكافحة التصحر والجفاف واولئك الذين ينبغي عليهم القضاء على الذبابة التعيسة قد افضى الى انهيار ما اصطلح على تسميته بالقطاع التقليدي . ليست الهجرات الجماعية والفردية من قرى كردفان الي مدن السودان الأخرى والدول المجاورة والعالم الواسع سوى التعبير المكثف عن ذلك التدهور الذي اصاب البيئة الطبيعية ، والحيوانية ، والنباتية والانتاج ، ففر الانسان الي حيث امتدت يده القصيرة واحيانا عينه البصيرة . صحيح ان مشهد التدهور البيئي الماثل للعيان قد بدأ منذ عقد الاربعين من القرن الماضي ومازال عرض بيان ذالك الانحدار مستمرا إلا ان وتائر التدهور على الحيوان والانسان قد تضاعفت بمتواليات متسارعة منذ مجاعة 1985-1991م وحتي الان ، وقد استعاض خبراء التلاعب بالالفاظ في دولة الانقاذ في الاوانة الاخيرة عن كلمة المجاعات وما يمكن ان تثيره من اضطراب بــ " بالفجوة الغذائية " .
    ولا يعد الهروب الجماعى من كردفان المظهر الفرد الذي يؤكد أن الاقليم قد اضحى طاردا لابنائه الذين كانوا يوما منتجين ولكن ثمة مؤشرات اخرى لا تقل كارثية عن هروب السكان لا يمكن غض الطرف عنها كالتناقص المريع في نصيب الفرد من السعرات الحرارية الضرورية لشحذ المناعة في الجسم الكردفاني والتشكلات المتعددة التى يتقنع بها التشرد البدني والروحي يلقرع بها البيوت من خلفها. واكثر من كل ذلك تحول قرى باكملها الي محاط لتأمين نشاط الهمباته وتطبيع العلاقات معهم ، الامر الذي حدا باحد حكام كردفان [ الذي اتهمه رئيس الجمهورية فيما بعد بالتصرف في اموال وحيازات الدولة لحسابه الخاص ] ان يطارد هؤلاء الهمباته "الشعبيين" بسلاح الطيران، ولما كان الناس على آثار وعادات واخلاقيات ملوكهم كما قد اشار العلامة التونسي الحضرمي عبدالرحمن بن خلدون فقد اطلق همباته كردفان على السلب والنهب واكل اموال الناس بالباطل : " العون الذاتي " الشيء الذي ينم عن استيعابهم العميق لنظريتي التمكين وفقه الضرورة - البناء الاساس الذي نهص عليه البيت الذي بناه الجاك - الخيار الحضاري.

    ظعائن الخريف والصيف وتعاقب مسارات البقارة والابالة
    اذا كان البقارة من حوازمة ومسيرية زرق وحمر يتجهون مع مقدم كل خريف الى شمال كردفان هروبا من " القيم " والبعوض والناموس والهاموش الذي يوالدة فصل هطول الامطار والسيول وتحدر المياة من الجبال التي تندفع شلالات في البرك والاغوارفتتحول في مجرى مضائقها وتعاريجها رهودا وترعا ومستنقعات فتتدافع وتنتشر تلك الذبابة التعيسة بانفلات وتسيب وتتكاثر بمتواليات يشق حصرها ويلقحها مناخ الصعيد بالمناعة والعدوان فتهجم بسعار على الانسان والحيوان فلا يجد البقارة مفرا سوى الهروب الى الامام واللجؤ الي عمقهم الطبيعي في شمال كردفان حيث الهواء النقى والمرعى الطازج الندى على هضاب وتلال كل المسارات من حدود المعالية غربا الى النيل البيض شرقا والتى يمكن اجمالها على نحو لا يخلو من ابتسار على الخطوط التالية: (4)
    1- المسارات عبر الجبال الشرقية: ابوجبيهة, رشاد, شركيلة الى تندلتى- السميح- امروابة- صوب ام دم ,كجمر, النوبة الشرقية وشقيق الماجدية .
    2- المسارات عبر الجبال الوسطى كجة-الدلنج-كادوقلى صوب الرهد- شيكان- الدبيبات- الحمادي-الفرشاية قدما الى كازقيل ، ابو حراز- الابيض ، العيارة ، ابو سنون ، بارا ، المزروب ، البشيري ، جريجخ ، حمرة الشيخ ، حمرة الوز ، كاجاكتول (5) .
    3- المسارات عبر الجبال الغربية لقاوه ابو جنوق – خورشلنقو صوب- السنوط – الميعاية – الدبكر - ابو زبد- ايك ، قليصة ،الفينقر ، السعاته ، ابو حراز، زنارة، الدودية قدما الى الشمال (6) او مسار السنوط- ابوكوع ابو زبد صوب ام جقرو غرب( وادى الغنام، المرة، ام سريحة ، ام فطيس ، طيبة ، الطقاعة، ام كدادة ابو جفالة ) صوب البحير-ابو شاريحة وغربى المشابك و خماسات ، مريكب ، مركب ، الخوي ، المقيسم او مسار السنوط –ابو زبد صوب ام جقرو شرق( حلة الطاهر، ود النوبة، ادم على،زنارة، حجيركون الخريسات، حجيركون فلاتة، البكرى ، برياب، أبو جديري، ام دقايق، القريش، ابو قلب، دب ناير، حلة عيسى، كراى ، ام شويكه، ود ابوجنة، سلمان، ام مزين، جر ام بلبل، بت رشيد، البشارية، قنبر، امفضالى) الى ام بدة، المشبك، خماس، الخوى، المقيسم .(7)
    4- مسارات بحر العرب-المجلد بابونوسه ، ، التبون ، حمير ، المجرور ، برناوي ، ود متقل ، غبيش ، حمير سالم دكم ، ام ضبية ، الزرنخ ، الشريف كباشى، ارمل، ابو دزة، فوجة، ام بل.
    5-مسارات كيلك-الفولة با بونوسة صوب الاضية،ام رقتى-ود جماع، النهود، عيال بخيت، ود شيعفون، منعم، ابوريدة،الجم، قرى غلة برة، ود بندة ال شرقى ام بل.(
    6-- مسارات بحر العرب-المجلد –بابانوسة جنبا الى جنب -مسارات كيلك-الفولة بابونوسة ام قرنا شاك ، حمير ، الاضية ، ام دبيبة الوايلية ، غبش ، ابو راي ، حمير الوالي ، ود فضل ، ام جداداة: (العركيين – الوايلية – اولاد سحايا) ، ابو قيد ، بومسيغا ، ام دودلي ، ود ابومليسه ، ود ليونة ، اخيضر ، كليجو ، ود حمد ، جبارة ، الحمراية ، عريق ، فاكوكي ، قرى الصقع ، قرى ود بنده ، قرى الدم جمد ، قدما الى فوجه وام بل . (9)
    اوكما اشار الى ذلك مؤلف سبل كسب العيش في السودان لتلاميذ الصف الثالث في المدارس الاولية القديمة في ارجوزته الشهيرة حينما بارح دار اهله في القولد وعمارة الشيخ طه [ اربجي ] الي مسار العجايرة والمزاقنة معا وليس كيلك – الفوله بابانوسه فحسب (10) :
    كي ازور صاحبي ابن الفضل ومرة برحت دار اهلي
    ,من كيلك وفى الفضاء نزلوا وجدته واهله قد رحلوا
    كى يتقوا ذبابة تعيسة (11) في بقعة تسمى بابانوسه

    صحيح ان البقارة السيارة يجلبون معهم الي شمال كردفان غير قليل من التوتر الذي يبعثه القلق على تناقص المراعي ومساقط المياة – واشجار اللحاء والتحتطيب ، واختراق المزارع من اوساطها، ونقل عدوى الحيوان (12)، ويضج القرويون من المواقع غير المناسبة التى تختارها الظعائن لمضاربها على نحو عشوائى او للضرورة بالقرب من ؛الحلال؛ فتجر معها متاعب التباين والإختلاف والصدام بين ثقافات الظاعن العابر والمقيم المستقر فى اسلوب كسب العيش، والمجاملة، واوقات الخلود للراحة والسكينة والتنادى للغناء والطرب.
    ويتضجر القرويون كثيرا من التحرشات التى تتبع عادة تغزل الاولاد فىالبنات والعكس فى لقاءات "الصفقة" "و النقارة" " والكنجالة " (13) او خروج ابن الحلة على اعراف وأداب المسامرة مع بنت الفريق (14) اذ قد يتبدى لة احيانا ان ليس بعد "التعلل" إلا المياة الدافئة فتصده الفتاه وقد تصرخ باعلى صوتها : يا علي !!! ولا ينقذه حينئذ الا اقدامه والريح او شيخ الفريق الحليم الذي يقوم بتسليمه مخفورا الى نظيره شيخ الحلة . والصحيح ايضا ان البقارة يجلبون معهم اللبن والسمن والعسل الى جانب صناعات السعف والجلد اليدوية ولحم الصيد المجفف من بحر العرب، والشطة من جنقارو ، والسعف والحصير من الكدرو، والبرام من طين لقاوة وشلنقو، فينتعش تجار القرى وتعود للمبادلات والمقايضات فى حركة الســـلع دورانـها وحيويتها(15). اضافة الي كل ذلك فإن البقارة يمتعون اخوانهم من البديرية والزنارة والجوامعة وحمر والمجانين والكبابيش بمواهبهم التي لا تجارى في المفاكهات وتشقيق الكلام ومنافرات ومطارحات ونقائض الحكامات، وطقوس محاكم البرامكة، واعاجيب مفارقات الهداى ، وتلك القصص التى ليس لها نهاية عن ايامهم وبطولاتهم وملاحمهم التي لم يسمع بها او يرويها غيرهم عن افانين الكر والفر في صيد الفيل وغرائب الليث الهزبر الذي تمدد يوما مسترخيا ولبدتية على مقدمتية علي عرض الطريق وسد على امرأة حبلى الممشى فما كان منها الا ان هشت عليه بغصن من شجر الجوقان ان قد كان بيدها فتنحى متثاقلا واخلى لها " الدالايه " (16). ويبدو ان المزارعين في شمال كردفان سيما الجوامعة والبديرية وحمر وميمة الذين تخلوا عن البداوة ورعونتها او لم يكونوا ابدا منها يوما فى شىء قد تدربوا بصبر وحذق يذكر على التكيف مع جنوح الظاعن على المقيم بابتكار صيغ الايلاف المناسبة التي توازن بين الدوافع وسد الحاجات لدى الطرفين على حد سواء وتحد في ذات الوقت من شطط واستهانة العابر بالمستقر ، والراكب بالراجل ، والراعي بالزارع (17).
    ومع دوران الفصول وتقلب الرياح يتأهب نفس المزارعين المستقرين في شمال وجنوب كردفان لاستقبال الابالة هذه المرة العائدين من مشاتيهم التي يقع قاصيها غربى نهر النيل والواحات على الحدود المصرية الليبية الشادية - واحات التمر القصار – والملاحات – ويقع دانيها جنوب ذلك حيثما تتوفر للابل مراعى الشتاء وابار الماء (1.
    واذا كان المزارعون يتملكهم القلق والذعر بان لا تدهس اظلاف ماشية البقارة عمدا او خطأ رؤوس الدخن والذرة والفول والسمسم والكركديه واللوبيا والتبش والبطيخ وهي في المهد زغب من نبات فيذهب جهد عامهم سدى، فان ذات المشاعر تنتابهم بهلع حينما تتحلق ابل الكبابيش والكواهلة والشنابلة والصبحة والمنضاير وبعض حمر الذين مازالوا على قيد البداوية - حول مزارعهم زرافات ووحدانا (19) .
    واذا كان البقاري اكثر لغلغة (20) - على حد تعبير اهل الحلال - واقل من ذلك فعلا ، وان غاية ما يمكن ان يلجأ اليه في نهاية المطاف التلويح بكعوب حرابة والسيف الذى يتقلدة بمناسبة وبدون مناسبة والجواد الذى يتقافز بة رامحا باحثا عبثا عن الموت الذى يفر منة ويأبى ان يجود ابدا بةعلية (21) ، ومع ذلك يتكفل المزارع بعصا بالجلد مضببة ان يعيده الى قواعده راضيا (( هذا بالطبع قبل التسلح باسلحة الميدان)) ان يتحاكما الى التقاليد والقواعد المرعية بين الاطراف المعنية 22). فان البقاري ايضا اقل خطرا من ذلك الكباشي اوالكاهلي الذى يتحدث وبقايا لبن الأبل الحامض ينثال على ذقنة و شدقيه ويمكن ان يلجأ بالفعل الى سلاحه الناري " ابو خمسة " ، " ابو عشرة "، " او الجمالي " فى الحوار اذا ما بلغ به السيل- الذى لايجتاحة كثيرا- الزبى .
    والابالة عادة اقل تعاطفا ورحمة مع الشجيرات التى تدير نوقهم اعناقها الطوية عليها اثناء خببها فيجتثونها من جذوعها لها، واكثر وبالا من البقارة على الزراعة التي يجتاحها الاول بعد ان " لبنت " او في جرنها بعد ذلك ، وقد لا يتورع بعض الابالة من مد يده خفاءا عليها أو اناخة كل نوقه واباعيره على حقل كامل من البطيخ نيئا( سبلي ) أو ناضجا فى اوان الصيف داخل بيت البطيخ " الكرباب" بحجة بدوية لا تجوز على احد : أنه اي الابالي يفضل ان يموت او ان يرضخ كلية لكل انواع الغرامات التي يمكن ان يقضى بها حكم "الاجاويد" مهما كان ذلك الحكم جائرا على ان يرى بنات ابله يلفظن ذماء الروح تحت بصره وسمعة (23) .
    ومع ذلك فللابالة العائدين من اقصى الواحات تجا رتهم التي لايستغنى عنها المستقرون كالملح النادر من محاجر الملاحات والعطرون، فراء الريف الفاخر، الاحرامات الصوفية التي يتحصلون عليها في اسواق الواحات المصرية والليبية التي يغشونها شتاء الى جانب التمر صغير الحجم. وحينما كانت اسواق تشاد عامرة بسلع الاسواق الفرنسية في مطلع عقد الخمسين من القرن الماضي لم يك حمل الابالة التجاري يخلو من تلك البضائع التي يقايضونها ، مع جماليى الزغاوة ، والبديات ، والميدوب، والمهرية، وام جلول ، والفيزان (24) ، بما يحملون من سلع السودان وقتئذ، ويغدو جراب البدوى القادم من عمق الصحراء الليبية-التشادية كجراب الحاوى بة سلوى العرب ومن الطوراق ابتدا من العطر الفرنسى الفاخر من بيت كرستيان ديور فى مقابل بنت السودان، وتبغ ماركة برازا فى مقابل سجاير البحارى وابوكديس و انتهاء بعملات الدينار والكتكت ، في مقابل الريال الحمري والشلن الانجليزي (25) . وللابالة سلع لا يلحقها البوار ابدا من " المخالي " والجربان " والقرب" والقراف " وسيوف الطوارق الكنين فى مقابل السيف الصليبى( الشايع حملة فى كل اجزاء السودان الشمالى خلافا لكل افريقيا المسلمة والعالم العربى،) واهم من كل ذلك السلاح الناري الذي يجد سوقا رائجة فى دارحمر على وجة خاص و يباع بالطبع دون ترخيص. يجهد تجار السلاح من الابالة على توفير البارود لكل انواع الاسلحة المتداولة في كردفان حتى تلك التى كانت تولف من المواسيرالتى تشترى من الأسواق المحلية وتصنع بواسطة بعض "المسلطين" من الاهالى واشهرها وقتئذ بنادق " دق ود اب ظرطة" غربي صقع الجمل على تخوم أم ضبية.
    قد شجع تيسر إقتناء الابالة للسلاح الناري والاتجار فيه منذ وقت باكر من القرن الماضي وصعوبة الرقابة عليه في تلك الفيافى المترامية الاطراف من قبل الادارة البريطانية على صيد الغزلان ، الوعول، الثعالب ،الضباع، السمع ، طير الحبار، دجاج الوادى ، وابو الحصين، الارانب، الأصلة ، ثم تمادوا في عتوهم على الحيوان حينما جنوا من ذلك ارباحا، وكان من النتائج الوخيمة التي ترتبت على صيد الابالة الجائر لحيوانات وطيور شمال كردفان الوحشية - ان هاجرت اسراب النعام - والحبار – والكثير من الطيور الاخرى – و قطعان
    الغزلان والوعول الي جنوب كردفان بحثا عن السكينة وهدوء البال، ويبدو أنها لم تعثر على ضالتها المنشودة ايضا هنالك ، إذ تواطا عليها فيما بعد كبار ضباط نظام 25 مايو الذين منحوا انفسهم تراخيص ( بدون شروط ) للصيد مع اصحاب الجرارات والمناشير الكهربائية الذين آلت اليهم مساحات واسعة في " المقينص ، هبيلا ، كرتالا ، وكيلك بحكم مواقعهم من السلطة و نفوذهم الواسع على هيئة الزراعة الآلية والبنك الزراعى السودانى- فضاقت الارض على مزارعي النوبة والمسيرية والسيارة من البقارة والابالة والحيوانا الاليفة والوحشية - المستوطنة منها والوافدة – والاخيرة لم تجد بدا من مواصلة هجرتها الي اقاصى ادغال جنوب البلاد علها تنجو من جلابة الارض ونيران القناصة الرسميين منهم والاهالي ولكن الحرب التى لها تاريخ استمر مريرها هنالك بقصفها الارضي والجوي قد سد عليها منافذ السمع والتنفس – فاضطرت الحيوانات التى على قيد الحياة و تلك التي لم تزل قادرة على حمل عراقيبها لمسافات ابعد – ان تغادر الحدود السودانية الى افريقيا الوسطى ، يوغندا وكينيا . وقد حملت وكالات الانباء العالمية قبل بضع سنين ان آخر الافيال فى جمهورية السودان وعددها اثنان قد اجتازا الحدود السودانية في طريقهما الى احدى الدول المجاورة ، ومع ذلك فليس من الدقة فى شىء ان يقال ان كل الحيوانات والزواحف والطيور قد غادرت شمال كردفان نهائيا - اذ لا تزال هنالك الصبرة ، السحلية ، الضب ، الورل ، طير الرهو " والسمبر في الخريف " والبوم والغربان ومعها ايضا انســــــــــــان شـــــمال كردفان.
    الحمر وحمر: هزل ممتد وجد لايطول
    ومهما يكن من امر فان البقارة في نزاعاتهم التى لاتنتهى مع المزارعين اكثر حذرا واتقاءا للبديرى الغشيم والجامعى الصبور والزناري المتأهب والشويحي الساخر ، واقل تنازعا واشتجارا مع حمراذ بينهم هزل ممتد وجد لايطول. اما الابالة فيفضلون الحسنى والمفاوضات والتجمل مع حمر سيما الكبابيش ولا يكترثون كثيرا مع غيرهم من المزارعين ، لكنهم يلزمون حدودهم وتحذوا ابلهم حذوهم حينما يعبرون الخطوط الحديدية جنوبا إذ يداهمهم احساس قوى حينما تفصلهم الجبال عن السهول ويخترم مسامعهم عواء الذئب، وزئير الاسد، وترميهم القرود بالعصى وثمار الدوم والدليب من عل ويفاجأون ان نمرا يتبرص بهم على بعد شجرة الدوائر بانهم في متاهة بين الدنيا والآخرة ولا حول لهم ولا قوة وان فصاحة الصحراء لا تسعفهم في هذة الكهوف والادغال، وان عليهم ان يكتفوا من غنيمة المرعى والماء بما توفره لهم مشارف الدلنج وجبل الكاشا والمندل والسنوط ثم يدركهم لحسن حظهم فى الوقت المناسب مطر الرشاش وينعشهم الدعاش فينقلبون مرة اخرى شمالا فيلوح لهم برق" قبلي" بعيد يشرقهم بابتسامتة الوضيئة ويجذبهم اليه فيضربون اكباد الابل للحاق به وتبدأ مننئذ الدورة الجديدة فى " نشوق " العودة الى بلاد الريح .
    حينما تتقطع بالابالة السبل
    وحينما يضرب الجفاف شمال كردفان شرقا وغربا وتتقطع بالابالة السبل يتحولون بالتدريج عبر مكابدات ممضة الى مزارعين كما قد حدث ومنذ القرن التاسع عشر لاكثر من 90% من قبيلة حمر، و يصر بعض الابالة ان يركب صعبا فيستعيض عن ابلة التى نفقت باخرى فى حوزة غيرة بالعدوان مستهينا بالمهالك، ضاربا عرض الحائط بكل الالقاب والنعوت التى يمكن ان تلحق بة او تضاف الية :"سراجى"نهاب" حرامى" همباتى" اذ غاية المراد ان يحافظ على اسلوب الحياة الذى نشا ووطن نفسة علية وان لا يفارق حتى الموت حنين وحسن شيات النوق العصافير " ال شايلات عراقيبهن" غذاء روحة والبدن، وان لا يترجل عن مقعدة الوثير الاثيث على ظهر الهجين "الباندقيرالبشارى" . و يضرب مزارعوها في فجاج جنوبها يلتقطون البامية التى تنبت "بروسا" فى سلال و زكائب لبيعها بسعر التراب لباعة القرى "وتشاشة" الديوم او يعملون في مؤسسة جبال النوبة قديما او يزرعون السمسم والذرة و كل ما تنبته تلك الار ض من خيرات او ينتهى بهم المآل الي "فحامة" وعمال زراعيين فى مشروعات هبيلة وكرتالا فيطيب لمن اسعدهم الحظ المقام فيتزوجون البقاريات والنوباويات اطرافا ومن اوسط الاقوامقب
    ويتحدثون السنتهم ولهجاتهم، ويرقص ابناؤهم من بعدهم الكمبلا والمردوم ، ويعود البعض الاخر من حيث اتى وهكذا دواليك يمضى بهم دولاب ساقية الزمان فى كردفان.
    وظلت شمال كردفان ذالك الذراع المفتوح والحضن الدافيء لابناء جبال النوبة في سني عقد الاربعين والخمسين من القرن الماضي حينما كان شمال الاقليم اكثر خضرة واقل جفافا وله ما يسمن ويغني من جوع، ولم تك الإدارة البريطانية تشجع هجرة ابناء الجبال الي الخرطوم بعد ان داخلها احساس بخيبة الامل والخيانة – من قبل ابناء النوبة المنبتين " الذين ظنت خطأءا انها قد استمالتهم الي جانبها وغطتهم باطراف جنابها ورفعتهم الى رتب المامير والضباط فاذا بهم قد تحالفوا مع التاج المصري وسددوا لها طعنة نجلاء من الخلف بحركة 1924م وحتي اولئك الجسورين من ابناء النوبا الذين يخترقون سياج الادارة البريطانية الي عاصمة القطر فلا ينتظرهم هنالك سوى مهن ما تحت السلم الإجتماعي والانساني .
    **
    الحلقة الثانيه
    مداخل الى مازق القرية
    ألمحتويات
    1-عيون بخيتة ومدافع الما نيا ومحنة الشاعر ابو عثمان جقود
    2-التحيز الحضرى والتفاضل الفئوى واستعلاء النخبة
    3- ٍِبنيوتى، الياس دولتلى وشدة كرياكو

    عيون بخيتة ومدافع الما نيا وحسابات السلطان على دينار:

    أمتدت خطوط حديد السودان مع الغزو الاستعماري من حلفا 1898م ال مدينة الاربيض 1912م* ولم تتجاوزها غربا حتي الاستقلال 1956م ويبدو ان الحكم البريطاني الذي كان مترددا بين ضم سلطنة دارفور الي اتفاقية الحكم الثنائي فتكلفة رهقا ماليا واداريا أو ان يدع تلك السلطنة * مستغرقة في تلافيف متاهات العزلة والدوران حول مجرتها الخاصة كما قد فعل من قبل مع حكم الائمة الزيود في شمال اليمن حينما انتزع لنفسه عدن وباب المندب وجزيرة كمران* وما أطلق عليها محميات الجنوب العربي 1839- 1967م واهمل كم ماتبقى للملكة اليمنية المتوكلية انئذ وحتى رحيلها غير المفاجىء الى مقرها الاخير فى 26-9-1962
    ولكن اعلان السلطان على دينار[ 1898- 1916م] مساندته للخلافة الاسلامية وبابها العالي في الاستانه ووقوفه فى حسابات السياسة الى جانب حليف تركيا – المانيا - في الحرب العالمية الاولي قد عجل بحسم تردد الإدارة البريطانية ،* فقررت القضاء على السلطان وضم اقليم دارفور الي املأك الحكم الثنائى ، ولم يك فوق الحسبان ان يحسم البريطانيون امر دارفور على عجل وغضب حينما جهر سلطانها بموقفه الذي لا يقدم أو يؤخر شيئا في مصير الحرب العالمية الأولى ولكنها أعصاب الامبراطورية التي تتخلى عن برودها كلما طرق طبلة اذنها – اسم المانيا حتي اذا وردت على لسان شاعر مثل ابو عثمان جقود ، متغزلا في عيون وشلوخ حبيبته بخيته – فترمى به الإدارة البريطانية في السجن وتصدر الأوامر الى قريحته الشعرية ان تنسخ الابيات التي وردت فيها كلمة المانيا بيتا بيتا وكلمة كلمة بأبيات اخرى تتحطم فيها المانيا تحت الهادرات من المدافع البريطانية التى لا ينبغى لها ان تنهزم امام المانيا حتى فى شعر الغزل، اما اذا لم يتيسر لقريحه ابو عثمان جقود ان تجود بالنقض وناسخ المنسوخ والاعتذار بلسان شعرى مبين للسكرتير الادارى فعلى الشاعر ان لا يتوقع غير البقاء في ذلك الحبس الذي قد يمتد الى اجل غير قصير .
    يقول ابو عثمان جقود متغزلا في عيون بخيته وشلوخها:*
    عيونك يا بخيته الزي مــدافع المانيــــــــا
    الهدت قصور بلجيكا في أقــل من تانيـــــا
    روســـيا اتقهقرت واتراجعت رومانيـــــا
    روح يا فندي شــوف شـــلوخا تمانيـــأ
    الواحد يكســــــــر دولة زي بريطانيا
    ثم يعتذر ليخرج الى الشمس :
    تســــلم يا الفريق ال جبتنا من رومانيا
    حرســـك سر دار ظباتو من بريطانيا
    روح يا فندي شوف شـــلوخا تمانيا
    الواحد يكســـــــر دولة زي المانيا

    قد جر الموقف غير المدروس بعناية من قبل السلطان على دينار وماترتب عليه من معارك غير متكافئة وهزيمة وسقوط للسلطنة العريقة 1445-1916 - وبالا اضافيا على كردفان* سيما دار حمر التي يكن لها الاداريون البريطانيون غير قليل من النفور الذي يصل حد المقت المرضي* كما تشير مدوناتهم ومحفوظاتهم* . فاضحى اهمال كل الغرب السوداني بعد إسقاط سلطنة دارفور مبررا ومتعمدا ومدروسا بتمثله للادارة الاستعمارية المعقل الذي استمدت منه المهدية زخمها الارعن وقدراتها الحربية المقاتلة ولا ينبغي ان تشرق شمس لاولئك الاقوام ثانية* .واذا كانت الجبال الشرقية بموقعها الذى لا يعزب كثيرا عن خطوط الملاحة النهرية على النيل الابيض والحديدية الممتدة من كوستى الى الابيض الى جانب مواردها المائية الوفيرة وثرواتها المعدنية الواعدة و حيواناتها الوحشية النادرة وحدائقها النباتية والشجرية الكثة كل هذا مع ولع الانجليز والبريطا نيين عموما بالماء والخضرة والحيوان الحسن الذى يصل احيانا حد الهوس القهرى لم تؤجج فيهم شهية المتعة او حوافز الاستثمار او حتى السياحة الثقافية فانى لتلك السافنا التى تتاكل يوما بعد يوم فى شمال وغرب كردفان حيث لاماء او خضرة الا فى اشهر الصوب: يونيو ويوليو واغسطس واياما قصار من سبتمبر تتبادل فيها "العينة" مع "الصابنة" شد الحبل، ان تبعث في هؤلاء رغبة صادقة ودافعا من الاعماق للعناية بها وباهلها. وليس جديدا ان يقال ان النذر الاولى للحرب الاهلية فى امريكا ثم اندلاعها بعدئذ 1869 وتهديد مصانع الغزل والنسيج فى ليدس، شافيلد، ليفربولد ومانشستر بالتوقف تماما*لانقطاع امدادات القطن الامريكى الخام قد شحذ همة الامبراطورية البريطانية للبحث فى ما وراء البحار عن بدائل للقطن الامريكى و عن مصادر جديدة بعيدة عن قوى التنافس والخطر وكان الهدف غير المباشر للرحالة الاوائل الذين توجهوا لاكتشاف مصادر النيل العثور على التربة الصالحة لزراعة القطن الملائم لمتطلبات المصانع البريطانية وكانت الجزيرة وتربتها الخصبة المنتجة للقطن مصدر الجذب والحافز الاول وراء دخول البريطانيين كشركاء من الباطن مع دولة محمد على باشا فى السودان منذ وقت باكر ثم اعادة استعمارهم لة" استرجاع السودان" بعد هزيمتهم 1885 لذلك فان كل ما لا يفضى فى نهاية المطاف الى انتاج القطن وتامين ادارتة وتصديرة يتباعد فى الاهمية بالنسبة للبريطانيين بمقدار ذلك لذا كان القطن مقياس الاشياء جميعا .اما كردفان ودارفور والاقاليم الاخرى التى تقع خارج محور القطن فان حسابات تكلفة الادارة والالتفاف حول المتاعب المتوقعة تأتى فى مقدمة اجندة البريطانيين ا

    5- التحيز الحضرى والتفاضل الفئوى واستعلاء النخبة*
    وعلى الرغم من وقائع السياسة العامة للادارة البريطانية في كردفان التي تقضى بعزلة الاقليم واهماله وتشتته فقد حرصت ذات السياسة لتلك الادارة وبعناية لا بنقصها المكر والؤم ان لا تكون ما يمكن ان يطلق عليها على سبيل المجاز المدن الكردفانية امتدادا لريفها فحظيت تلك المدن بالنزر اليسير من خدمات التعليم الأولى والشفخانات والشرطه لضرورات التمييز والتفاضل ،* وحرم الريف من كل ذلك ويكفى ان نشير ان لكل اقليم كردفان مدرسة ثانوية حكومية واحدة "خورطقت انشات فى بداية النصف الثانى من عقد الاربعين فى القرن العشرين لتضم فى فصول درسها عدد محدود من ابناء الادارة الاهلية وكبار التجار وموظفى الدولة المحليين لا يرقى عددهم الى 0 1% والباقىللمحظوظين من ابناء الا قاليم الاخرى ولا سبيل لابناء ارياف كردفان اجتياز عتبات مدارس تحت الدرجة ا والاولية وقد يتسرب بعض ابناء الريف الذين تلقي اباؤهم تعليما تقليديا الى الازهر ودار العلوم بمصر عبر المعهد العلمي بالنهود والابيض والرهد وام درمان *– - ويظل مشهد الامية فى كل قرى كردفان كليل لا اخر لة ممتدا .
    قد افضى الفصل المتعمد من قبل الإدارة البريطانية لارياف كردفان عن مدنها والتراتب التفاضلي لاعراقها والتصوير الشائن لثقافاتها ان ينتاب سكان الارياف احساس بالصغار والهوان كلما عن لا حدهم ان يدخل المدينة التى تعيش على انتاجه وسد حاجاته من السلع الضرورية*. ولا يخفي بعض سكان المدن مشاعر الاستعلاء التي يبدونها للقادمين من الريف" ناس الضهارى والبرارى" بلا تحفظ احيانا او تزل السنتهم بها* . اذا طفح كيل اهل المدينة من من تخطى كل حدود المصانعة والمراعاة فى فظاظتة وجلافتة جدا وهزلا طبقا لمعاييرهم فى التجمل والتلاطف والكياسة اطلقوا علية: عربى اب زبد- ثم استزادوا ودعوا علية: بالجرب.*
    اما اذا تجاوز الحمرى -الذى اكتشف حديثا* محاسن حسن امتشاق السروال وتخلى عن"فردتة" وتوبة وسوطة والمسبحة التى تتدلى من عنقة على عهدهم وتجارتهم كما قد يؤانس بعضهم بعضا- السقف المالى او الادارى او الاجتماعى المرسوم لة فى مخيلتهم ورغباتهم ولا سبيل الى اعادتة الى المربع الاول الذى ما كان ينبغى لهذا الحمرى ان يقفز علية ليتسنم المرقى الاجتماعى والمالى الى اعلاة تعزوا وواسوا انفسهم قائلين: "الحمرى كان بقى مدير يبيع قش الحمير"*.
    ولاهل الضهارى والبرارى فى كردفان وعلى وجة خاص البديرية و حمر والمسيرية والجوامعة معلقات طارفة وتليدة يحفظونها عن ظهر قلب ويتسامرون بها حينما يبلغ البر تمامة عن جبن وبخل وادعاء ت ومرذول سلوكيات واخلاقيات جلابة المدن ومجلوب حسن نسائها وتشوقهن وتطلعهن الدائم كما تنبىء عيونهن الوامقة كلما سنحت السانحة الى فحول الخلا والشمس الحارقة.*
    ومن نتائج ذلك الفصل المتعمد وترسيم الحدود اتساع الفجوة والعداء الذى يكاد ان يكون تناحريا بين قاطنى المدن والارياف* وحلول النزاع المعلن و المبطن مكان التعاون والتضافر لاحتواء الازمات والمازق والتحديات التى تجابههم جميعا ، ويجرى نهر كل ذلك فى سياق جد مبعثر ومتضارب، ليبرر لتاجر المدينة إستغلال وستحلاب المزارع الريفي بلا رحمة حتى اخر معزة فى حظيرتة و اخرمليم فى قعر بيتة *، وليسوغ لسكان المدن احاجيج بدت لهم رصينة للترفع على العربان واحتقار النوبا لان الاخيرين ينزلون من رؤوس الجبال وعلى رؤوسهم "الكدكر" ويدخنون الغليون "الكدوس" بتبغ لة رائحة "الكجيجى" ولهم فى الكلام والطعام والشراب والافراح طرائق ما انزل اللة بها من سلطان ولا تروق الا لهم ، ماذا لو انهم تركوا كل هذا ودخلوا فى دين اللة افواجا؟ لالا لا من الافضل ان يظلوا فى دينهم مع كجورهم وحتى لا ينافسونهم فى الاسلام والتجارة ثم يتقدمون بعد ذلك للتزوج من بناتهم وألانكى ان يذهبن البنات اليهم طائعات باختياريهن فلهم كما قد روى وقيل اشجار طلعها كرؤوس الشياطين ولا امان مهما كان مع النوبة او النساء*. ا و ان يتبادل الابالة والبقارة الشكوك والمخاوف و يتوفرللاداري البريطانى الا سباب والحيثيات الكافية لاستهجان الجميع ويطلق على ذلك الاستهجان علم وصف الانسان او حيث ضحك القدر فى السودان*.
    ٍِبنيوتى، الياس دولتلى وشدة كرياكو*
    ليس بعيدا عن الجزاف والقاء الكلام على عواهنة ان يقال ان سكان المدن الكردفانية كالابيض والدلنج وكادوقلي ورشاد وابو جبيهة وتندلتي وام ورابة والرهد وبارا وابو زبد والنهود والأضية والمجلد ولقاوة ، كانوا يصدرون وحتي مطلع تزعزع الأدارة الأهلية في 1965- 1971م* - عن سلوك واخلاقيات ومصالح متحدة ومعايير ومواقف متجانسة ازاء محيطها الريفي في الجبال والسهول والوديان " والقيزان" إذ تتأثر كل مدينة – قليلا او كثيرا، سلبا او ايجابا بحجم واتجاهات ونفوذ النخبة التي تتحكم في السلطة والثروة والثقافة بداخلها* [ الإدارة الأهلية والمدنية- الجيش اذا وجد – المدارس بنظارها ومدرسيها وطلابها – المستشفي – الشفخانة البيطرية - وقاية النباتات – استثمار الاراضي – البريد والبرق – السكة الحديد – شيوخ الطرق الصوفية ورجال الدين - ملاك وسائقي الشاحنات التجارية – طلاب المدارس الثانوية والجامعات في العطلات السنوية – ونساء النخبة اللاتي يقع عليهن دائما عبء البحث عن ديباجة ذات طابع بلدى مناسب لصياغة القيم التي تعبر عن فكر المدينة اليومي وينشرنها بتلقائية وبتفاخر احيانا عبرقنوات الاتصال والتواصل المتاحة: السماية،النفاس،الختان،الاعراس، الحج ذهابا وايابا،وداع الاحباب واستقبالهم فى "مواقف العربات" محاط القطارات، ايام الزيارة للمستشفيات،نجاح "الجنيات" فى المدارس واذاعة اسمائهم من هنا ام درمان وتخرجهم من الجامعات قضاة ودكاترة ،الاستقطاب الحاد فى حمى وطيس المشاجرات بين الجارات عبر الاسوار،بيوت الماتم، زيارة وكسر التربة، باختصار فى كل ال مناسابات التى لا وجود واثر فيها لسكان الارياف ]. يلعب التاريخ الخاص لكل مدينة على حدة وموقعها في جغرافيا الانتاج ونصيبها من الوسائط المادية للتمدن والتجانس أو التنافر الاثني في بنية نسيج النخبة الداخلية التي تديرها* [ التنازع الحاد بين البديرية والركابية والجابرية في بارا وكادوقلي فى مقابل التسامح بين الجعليين والبرنو والفلاته والشايقية والبرياب والبرقو والمناصير في النهود* وتتمتع الا بيض بتوازن وتوادد جد فريد بين سكانها* على نقيض التباين الحاد داخل مدن الجبال الشرقية* ] دورا في بلورة موقف المدينة العام من ريفييها مع مراعاة فروق الازمنة والامكنة في التقاطعات بين البداوة ( البقارة والابالة ) والاستقرار وبين الاسلام والاديان المحلية والمسيحية في جنوب كردفان - وبين النازحين من وسط وشمال السودان والوافدين من شمال نيجيريا ومن موريتانيا وتشاد الذين ارتبطوا بهذه المدن منذ نشأتها الاولى وتفاعلوا وذابوا فى بوتقتها بدرجات متفاوته واضحوا من قوامها السكاني ، وظل اليونانيون والارمن والشوام والاتراك المسيحيون وحتي مغادرة بعضهم من من لم يدركهم هادم اللذات حينما استحكمت حلقات الكوارث المتلاحقة على هذه المدن ثم ضاقت عليهم مرة أخرى مع ارتفاع انكر الاصوات للفكر الديني والعرقي ، مواطنين قلبا وقالبا ومعالم مضيئة في كردفان' وستدق اسماء: شاحوطي، ارستيريس، الياس دولتلي، شكري عرقتنجي، بنيوتى كازقيل*، كرياكو، واخرين، "بشدة" كاجراس كنائسهم الرخيمة كلما استلقي ذلك الكردفاني الاصيل على ظهره في مساء يوم كان اصيلة مطيرا يعدد اسماء النجوم ويراقب بين شارد وحاضر كيف يتمطي جمل " ابو مسعود" على قبة السماء الصافية ثم ترمح بة خيول الذكريات فى ميدان العصر الذهبى الذى رحل فيذكر بمزيد من التعاسة والارتكاس اللقب الذي كان لاقليمة في الزمان الأول : "كردفان الغرة أم خيرا بره*
    د. عبدالسلام نورالدين
    المملكة المتحدة
    Email:[email protected]
                  

08-02-2004, 02:29 AM

al-Hameem

تاريخ التسجيل: 01-29-2004
مجموع المشاركات: 251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم مأزق القرية فى المنطقة الغربية-دار حمر (Re: al-Hameem)

    up
                  

10-16-2004, 06:46 AM

unixo


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم مأزق القرية فى المنطقة الغربية-دار حمر (Re: al-Hameem)


    يرفع لعنايـة الاخ البحـــيراوي

    ورمضـان كريم
                  

10-16-2004, 09:34 AM

البحيراوي
<aالبحيراوي
تاريخ التسجيل: 08-17-2002
مجموع المشاركات: 5763

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محاولة لفهم مأزق القرية فى المنطقة الغربية-دار حمر (Re: al-Hameem)



    عزيزي الهميم وإبن عمي وأخي الغالي يونكسو

    سلام الله عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته

    منقيل في الهبيلة وسعني ملان بليلة .. رمضان أبو ياتو يا فليلة

    الشكر علي تقديمنا للسادة قراء الموقع من خلال مقال الدكتور عبد السلام

    حشا .. الآن أنا صايم رمضان في بلد الصين العجيبة دي بس يا دوب ألحق أفطر

    وأفتح الموقع وغيرة من الشغل . لكني الوعد بالمساهمة لاحقاً بإذن الله

    مع التحية يا يونكسو



    بحيراوي

    (عدل بواسطة البحيراوي on 10-16-2004, 09:39 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de