الماركسية والدين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 10:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2004, 02:39 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الماركسية والدين

    الماركسية والدين
    مايكل لوفي
    ترجمة : بشير السباعي
    ينظر معظم مؤيدي الماركسية وخصومها إلى عبارة" الدين أفيون الشعوب " الشهيرة علي إنها خلاصة المفهوم الماركسي عن الظاهرة الدينية . علي أننا يجب أن نتذكر بادئ ذي بدء أن هذا التعبير ليس ماركسيا بشكل خاص ، فالعبارة نفسها يمكننا العثور عليها ، في سياقات مختلفة ، في كتابات كانط وهيردر وفيورباخ وبرونو باور وهاينريش هاينه......

    ٌإن من شأن قراءة متأنية لمجمل فقرة ماركس التي يظهر فيها تعبير " الدين أفيون الشعوب " أن تبين أن كاتبها أكثر إدراكا لدرجات الألوان مما هو شائع عنه .فهو يأخذ في اعتباره الطابع المزدوج للدين : "إن الهم الديني هو في الوقت نفسه تعبير عن هم واقعي واحتجاج علي هم واقعي . إن الدين هو آهة الخليقة المضطهدة ، هو قلب عالم لا قلب له ، مثلما هو روح وضع بلا روح . إنه أفيون الشعب " .



    وإذا ما قرأنا مجمل البحث الذي ترد فيه هذه الفقرة - والذي يحمل عنوان " نحو نقد لفلسفة الحق الهيجلية " والمكتوب في عام 1844 - فسوف يتكشف لنا بوضوح أن رأى ماركس يدين للهيجلية الجديدة اليسارية ، التي اعتبرت الدين اغترابا للجوهر الإنساني ، بأكثر مما يدين لفلسفة التنوير التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والتي أدانت الدين بوصفه مؤامرة إكليركية لا أكثر ولا اقل .
    والواقع أن ماركس عندما كتب الفقرة الأنفة كان لا يزال تلميذا لفيورباخ، هيج يليا جديدا . ومن ثم فإن تحليله للدين كان " قبل ماركسي " لا يتميز بأية إحالة طبقية علي انه مع ذلك جدليا لأنه قد استوعب الطابع المتناقض للظاهرة الدينية : فهي في بعض الأحيان تمثل إضفاء للشرعية علي المجتمع القائم وهي في بعض الأحيان تمثل احتجاجا عليه . ولم تبدأ الدراسة الماركسية المحددة للدين بوصفه علاقة اجتماعية وتاريخية إلا فيما بعد - خاصة مع مخطوط " الأيديولوجية الألمانية ( 1846) .

    وقد تضمنت تلك الدراسة تحليلا للدين بوصفه أحد الأشكال الكثيرة للإيديولوجية ، الإنتاج الروحي لشعب ما ،إنتاج الأفكار والتمثيلات والوعي - والتي تعتبر كلها بالضرورة مشروطة بالإنتاج المادي والعلاقات الاجتماعية المتناسبة معه ، علي أن ماركس ، منذ تلك اللحظة فصاعدا ، لم يول اهتماما كبيرا للدين بصفته هذه ، أي بصفته كونا ثقافيا /أيديولوجيا نوعيا للمعني .

    ..... وانجلز أبدي فرديريك اهتماما بالظاهرة الدينية وبدورها التاريخي يفوق اهتمام ماركس بهما بكثير . وتتمثل مساهمة انجلز الرئيسية التي قدمها إلى الدراسة الماركسية للأديان في تحليله لعلاقة التمثيلات الدينية بالصراع الطبقي .
    وفيما وراء المناظرة الفلسفية ( المادية ضد المثالية ) حاول فهم وتفسير التجليات الاجتماعية الملموسة للأديان . فالمسيحية لم تبدو في نظره ( مثلما كانت تبدو في نظر فيورباخ ) بوصفها
    "جوهرا " منفصلا عن الزمن ، بل هي تبدو بوصفها شكلا ثقافيا يتعرض لتحولات في العصور التاريخية المختلفة : فهي تبدو في البداية بوصفها ديانة للعبيد ، ثم بوصفها أيديولوجية ملائمة للهيراركية الإقطاعية واخيرا بوصفها أيديولوجية تتميز بالتكيف مع المجتمع البورجوازي .

    وهي تظهر من ثم بوصفها فضاء رمزيا تتنازع عليه قوي اجتماعية متناحرة :
    اللاهوت الإقطاعي والبروتستانتية والبورجوازية والهرطقات الشعبية . وفي بعض الأحيان كان تحليله يزل في اتجاه تفسير نفعي ، ذرائعي ، بشكل ضيق للحركات الدينية : ".... وان كل طبقة من الطبقات المختلفة تستخدم الدين الملائم لها ... ولا أهمية تذكر لما إذا كان هؤلاء السادة يؤمنون بالأديان التي يتبناها كل منهم أم لا " ويبدو أن انجلز لا يري في صور الإيمان المختلفة غير" الستار الديني" للمصالح الطبقية .

    لكن انجلز بفضل منهجه الذي يؤكد علي الصراع الطبقي ن قد أدرك - خلافا لفلاسفة التنوير - أن النزاع بين المادية والدين لا يتطابق دائما مع الصراع بين الثورة والرجعية . فنحن نجد ، علي سبيل المثال ، في إنجلترا في القرن الثامن عشر ، أن المادية ممثلة في شخص هوبز قد دافعت عن الملكية المطلقة في حين أن الشيع البروتستانتية قد استخدمت الدين كراية لها في النضال الثوري ضد آل ستيوارت .

    وبالشكل نفسه ،بدلا من اعتبار الكنيسة كلا متجانسا من الناحية الاجتماعية نقدم تحليلا رائعا يبين كيف أن الكنيسة قد انقسمت في بعض المنعطفات التاريخية بحسب تركيبها الطبقي . وهكذا فخلال زمن الإصلاح ،كان علي أحد الجانبين كبار رجال الدين ، القمة الإقطاعية للهيراركية، وكان علي الجانب الآخر صغار رجال الدين ، الذين جاء من بين صفوفهم إيديولوجيو الإصلاح وإيديولوجيو الحركة الفلاحية الثورية ز ومع كون انجلز ماديا " ملحدا " وعدوا لدودا للدين ، فانه قد أدرك ، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب ، الطابع المزدوج للظاهرة الدينية : دورها في إضفاء الشرعية علي النظام القائم ، ولكن أيضا ، تبعا للظروف الاجتماعية ، دورها الإنتقادي والاحتجاجي ، بل والثوري .

    وعلاوة علي ذلك فإن معظم الدراسات الملموسة التي كتبها قد ركزت علي هذا الجانب الثاني : حيث تركزت ، بالدرجة الأولي ، علي المسيحية البدائية،

    ديانة الفقراء والمنبوذين والمهانين والمضطهدين والمقهورين .

    فقد جاء المسيحيون الأوائل من ادني مستويات المجتمع : العبيد ، الأحرار الذين حرموا من حقوقهم ، وصغار الفلاحين الذين نزحوا تحت نير الديون
    بل إن إنجلز قد مضي إلى حد رسم تواز مثير بين هذه المسيحية البدائية والاشتراكية الحديثة : ( أ ) إن الحركتين الكبيرتين ليستا من عمل زعماء وأنبياء- مع أن الأنبياء ليسوا بالمرة قليلين في أي منهما -بل هما حركتان جماهيريتان .
    ( ب )إن كليهما حركات مضطهدين ، يعانون من القهر والمنتمون إليهما يتعرضون للتشريد والملاحقة من جانب السلطات الحاكمة .

    ( ج ) أن كليهما يدعوان إلى تحرر وشيك من العبودية والبؤس . وسعيا إلى زخرفة مقارنته ، نجد أن إنجلز يتجه ، بشكل مثير إلى حد ما ، إلي الاستشهاد بقول مأثور للمؤرخ الفرنسي رينان : " إذا أردتم تكوين فكرة عما كانت عليه حال الجماعات المسيحية الأولي ، انظروا إلي شعبة محلية لرابطة العمال الأممية " ويري انجلز أن الفارق بين الحركتين يتمثل في أن المسيحيين الأوائل قد نقلوا الخلاص إلي الآخرة بينما تتصوره الاشتراكية في هذا العالم الدنيوي . ولكن هل يعتبر هذا الفارق واضحا بالدرجة التي يبدو بها للوهلة الأولي ؟

    يبدو أنه قد اصبح مطموسا في دراسة إنجلز للحركة المسيحية الكبرى الثانية - " حرب الفلاحين في ألمانيا " - فتوماس مونزر، لاهوتي وقائد الفلاحين الثوريين والعوام الهراطقة في القرن السادس عشر كان يريد تجسيدا فوريا علي الأرض لمملكة الرب ، مملكة الأنبياء الألفية السعيدة . ويري انجلز أن مملكة الرب كانت بالنسبة لمونزر مجتمعا لا يعرف الفوارق الطبقية ولا الملكية الخاصة ولا سلطة دولة مستقلة عن أفراد ذلك المجتمع وغريبة عنه .
    علي أن انجلز كان ما يزال ميالا إلى اختزال الدين إلي مستوي حيلة : فقد تحدث عن " صيغ " مونزر " الكلامية " المسيحية وعن " ستاره " الإنجيلي ويبدو انه قد غاب عن باله البعد الديني المحدد للنزعة الألفية المونزرية ، قوتها الروحية والأدبية ،وعمقها الصوفي المعيش معايشة صادقة . وأيا كان الأمر ، فإن انجلز ، بتحليله الظاهرة الدينية من منظور الصراع الطبقي ، قد ابرز القوة الاحتجاجية للدين وشق الطريق لنهج جديد - متميز عن كل من الفلسفة التنويرية التي ترجع إلي القرن الثامن عشر والهيجلية الجديدة الألمانية - لتناول العلاقة بين الدين والمجتمع .
    ومعظم الدراسات الماركسية في القرن العشرين عن الدين تقتصر إما علي تفسير أو تطوير للأفكار التي عرضها ماركس وانجلز أو علي تطبيقها علي واقع محدد .

    كاوتسكي ولينين ولوكسمبورج
    تلك هي الحالة مثلا مع دراسات كارل كاو تسكي التاريخية عن المسيحية البدائية ، والهرطقات التي عرفتها العصور الوسطي ، وعن توماس مور وتوماس مونزر . وبينما يقدم لنا كاوتسكي نظرات ثاقبة وتفصيلات مهمة عن الأسس الاجتماعية والاقتصادية لهذه الحركات وعن طموحاتها المشاعية ،

    فإنه عادة ما يختزل معتقداتها الدينية إلي مستوي مجرد " قشرة " أو"حلة " " تخفي " محتواها الاجتماعي . وفي كتابه عن الإصلاح الألماني ، لا يبدد أي وقت في تناول البعد الديني للنزاع بين الكاثوليك واللوثريين والقائلين بتجديد العماد :
    واحتقارا منه ل " المشاجرات اللاهوتية " بين هذه الحركة الدينية ، يري أن
    المهمة الوحيدة للمؤرخ هي " إرجاع نزاعات تلك الأزمنة إلى تناقضات المصالح المادية " . وكان كثيرون من الماركسيين في الحركة العمالية الأوربية معادين بشكل جذري للدين لكنهم كانوا يرون أن المعركة الإلحادية ضد الأيديولوجية الدينية يجب أن تخضع للضرورات الملموسة للنظام الطبقي ، الذي يتطلب الوحدة بين العمال الذين يؤمنون بالرب وأولئك الذين لا يؤمنون به .

    ولينين نفسه - الذي غالبا ما شجب الدين باعتباره " ضبابا صوفيا "- يؤكد في مقالة الذي يحمل عنوان " الاشتراكية والدين " ( 1905 ) علي أن الإلحاد لا يجب أن يكون جزء من برنامج الحزب لأن " الوحدة " في النضال الثوري الذي تخوضه الطبقة المقهورة من اجل خلق فردوس علي الأرض أهم بالنسبة لنا بكثير من وحدة الرأي البروليتاري حول الموقف من فكرة الفردوس في السماء .

    وقد تقاسمت روزا لوكسمبورج هذا الرأي ، لكنها طورت نهجا مختلفا واكثر مرونة فعلي الرغم من أنها كانت هي نفسها ملحدة ، فقد هاجمت في كتاباتها السياسة الرجعية للكنيسة - باسم تراثها - بأكثر مما هاجمت الدين . وفي بحث كتب في عام 1905 ، ( الكنيسة والاشتراكية ) قالت أن الاشتراكيين الجدد اكثر إخلاصا للمبادئ الأصلية للمسيحية من رجال الدين المحافظين المعاصرين .

    وبما أن الاشتراكيين يناضلون من اجل نظام اجتماعي يتميز بالمساواة والحرية والإخاء ، فإن القساوسة ، إذا كانوا يريدون مخلصين أن يطبقوا في حياة البشرية المبدأ المسيحي الذي يدعو إلي أن يحب المرء جاره حبه لنفسه ، يجب أن يرحبوا بالحركة الاشتراكية .



    فعندما يؤيد رجال الدين الأغنياء ، الذين يستغلون ويضطهدون الفقراء ، فانهم يكونون في تناقض سافر مع التعاليم المسيحية : إنهم يخدمون العجل الذهبي لا المسيح . وكان رسل المسيحية الأوائل مشاعيين متحمسين وقد حجب آباء الكنيسة ( مثل بازيل الأكبر ويوحنا كريسوستوم ) الظلم الاجتماعي وهذه القضية تتولاها اليوم الحركة الاشتراكية التي تحمل إلي الفقراء إنجيل الإخاء والمساواة ، وتدعو الشعب إلي إنشاء مملكة الحرية وحب الجار علي الأرض . وبدلا من خوض معركة فلسفية باسم المادية ، تحاول روزا لوكسمبورج استنقاذ البعد الاجتماعي للتراث المسيحي لحساب الحركة العمالية . وكان الماركسيون النمساويون ، اوتو باور وماكس أدلر ، الخ ، اقل عداوة للدين بكثير من زملائهم الألمان والروس . ويبدو انهم قد اعتبروا الماركسية متمشية مع شكل ما للدين ، لكن ذلك يشير أساسا إلي الدين بوصفه " عقيدة فلسفية " ( ذات إلهام قانطي جديد ) وليس إلي تقاليد دينية تاريخية ملموسة . الأممية الشيوعية لم يول اهتمام كبير للدين في الأممية الشيوعية . وقد انضم عدد هام من المسيحيين إلي الحركة ، وخلال العشرينات ، نجد أن قسا بروتستانتيا سويسرا سابقا ، هو جول أمبير - دروز ، قد اصبح واحدا من قادة الكومنترن ( الأممية الشيوعية ) الرئيسيين . وكانت الفكرة السائدة بين الماركسيين آنذاك هي أن المسيحي الذي صار اشتراكيا أو شيوعيا إنما يعتبر بالضرورة متخليا عن معتقداته الدينية "اللاعلمية " و "المثالية " السابقة .
    وعمل برتولد بريشت المسرحي الجميل الذي يحمل عنوان " جان الجزارات " ( 1932 )هو مثال جيد لهذا النوع من التناول التبسيطي لتحول المسيحيين إلي النضال من اجل التحرر البروليتاري . ويصف بريشت بشكل بالغ الذكاء العملية التي تكتشف عبرها جان ، وهي قائدة لجيش الخلاص ، حقيقة الاستغلال والظلم الاجتماعي وتموت متنكرة لمعتقداتها السابقة . إلا أنه لابد من أن توجد بالنسبة له قطيعة مطلقة وكاملة بين إيمانها المسيحي السابق وإيمانها الجديد بالنضال الثوري .



    وقبيل موتها مباشرة تقول جان للشعب : " إن جاءكم أحدا يوم ما ليقول أن هناك ربا ، وإن كانت لا تدركه الأبصار ، يمكنكم انتظار عونه ، ارجموه بحجر علي رأسه دون رحمه إلي أن يموت " .
    وفي هذا النوع من المنظورات " المادية " الفجة - وغير المتسامحة بالمرة - ضاعت بصيرة روزا لوكسمبورج النافذة ، التي رأت أن بوسع المرء النضال من اجل القيم الحقيقية للمسيحية الأصلية .
    والواقع أنه قد ظهرت في فرنسا ( 1936 - 1938 ) ، بعد سنوات قليلة من كتابة بريشت لهذه المسرحية ، حركة للمسحيين الثوريين تجمع عدة آلاف من المناضلين الذين ساندوا الحركة العمالية بنشاط ، خاصة جناحها الأكثر جذرية ( جناح الاشتراكيين اليساريين الذين تزعمهم مارس بيفير ) . وكان شعارهم الرئيسي " نحن اشتراكيون لأننا مسيحيون " .


    جرامشي
    من بين زعماء ومفكري الحركة الشيوعية ، من الأرجح أن جرامشي هو الوحيد الذي أبدى الاهتمام الأكبر بالمسائل الدينية .



    كما أنه أحد الماركسيين الأوائل الذين حاولوا فهم الدور المعاصر للكنيسة الكاثوليكية وثقل الثقافة الدينية بين الجماهير الشعبية وملاحظاته عن الدين التي سجلها في " دفاتر السجن " ذات طابع متناثر ومبعثر وتلميحي ، لكنها في الوقت نفسه جد نافذة .



    والواقع أن نقده الحاد الساخر لأشكال الدين المحافظة - خاصة النوع اليسوعي من الكاثوليكية ، الذي كان يمقته من صميم فؤاده - لم يحل بينه وبين أن يدرك أيضا البعد الطوباوي للأفكار الدينية " .... أن الدين هو اضخم " ميتافيزيقيا " عرفها التاريخ حتى الآن ، لأنه اضخم محاولة للتوفيق ، في شكل ميثولوجي ، بين التناقضات الفعلية للحياة التاريخية . فالواقع أنه يؤكد أن البشرية لها " طبيعة " واحدة ، أن الإنسان ... بقدر ما أنه قد خلقه الرب ، ابن الرب ، هو من ثم أخو للبشر الآخرين ومثلهم ... ، لكنه يؤكد أيضا أ، ذلك كله لا ينتمي إلي هذا العالم ، بل إلي عالم آخر (اليوتوبيا ) . وهكذا فإن أفكار المساواة والإخاء ، والحرية تنبجس بين البشر ... وهكذا فإن هذه المطالب قد طرحت دائما في كل تحرك جذري للجماهير ، علي نحو آخر ، بأشكال خاصة وبايديوجيات خاصة " كما أكد علي التمايزات الداخلية للكنيسة وفقا للتوجهات الإيديولوجية - تيارات ليبرالية ويسوعية وأصولية داخل الثقافة الكاثوليكية - ووفقا للطبقات الاجتماعية المختلفة :
    " إن كل دين ... هو في الواقع عديد من الأديان المختلفة والمتناقضة غالبا :
    فهناك كاثوليكية للفلاحين وكاثوليكية للبرجوازية الصغيرة وعمال المدن وكاثوليكية للمرأة وكاثوليكية للمثقفين .... " وتتصل معظم ملاحظاته بتاريخ ودور الكنيسة الكاثوليكية الحالي في إيطاليا : تعبيرها الاجتماعي والسياسي من خلال جماعة العمل الكاثوليكي وحزب الشعب ، وعلاقتها بالدولة وبالطبقات التابعة ، الخ . وقد اهتم علي نحو خاص بأسلوب تجنيد المثقفين التقليديين واستخدامهم كأدوات للهيمنة من جانب الكنيسة : " مع أنها قد نظمت آلية مثيرة للاختيار
    " الديمقراطي " لمثقفيها ، فإنهم قد اختيروا كأفراد فرادى وليس كتعبير تمثيلي عن الجماعات الشعبية " .

    بلوخ
    إن تحليلات جرامشي ثرية ومحركة للتأمل ، لكنها ، في التحليل الأخير ، لا تجدد في منهج تناول الدين . وأرنست بلوخ هو الكاتب الماركسي الأول الذي غير الإطار النظري جذريا
    دون أن يتخلي عن المنظور الماركسي والثوري .
    وبأسلوب مماثل لأسلوب أنجلز ، ميز بين تيارين متعارضين من الناحية الاجتماعية : من جهة ، دين الكنائس الرسمية الثيوقراطي ، أفيون الشعب ، جهاز تضليلي يخدم الأقوياء ، ومن الجهة الأخرى ، الدين السري ، الهدام والخارج الذي عرفه الألبيجينسيون ( شعبة دينية ظهرت في فرنسا بين عامي 1029- 1250 ، وترضت للقمع بتهمة الهرطقة - المترجم ) والهوسيون ( اتباع يان هوس ( 1369- 1415 ) المصلح الديني في بوهيميا ، والذي احرق بتهمة الهرطقة - المترجم ) ويواقيم الفلوري وتوماس مونزر
    وفرانتس فون بادر ، وفيلهيلم فايتلينج وليو تولستوي .
    علي أن بلوخ ، خلافا لإنجلز ، رفض اعتبار الدين مجرد " ستار " لمصالح طبقية - وقد انتقد هذا المفهوم بشكل صريح ، وإن كان قد رده إلي كاوتسكي وحده ... فالدين في أشكاله الاحتجاجية والمتمردة هو أحد أهم أشكال الوعي الطوباوي ، أحد اغني التعبيرات عن مبدأ الأمل .



    واللاهوت اليهودي - المسيحي عن الموت والخلود - الكون الديني الأثير لدى بلوخ - أنما يرمز ، من خلال قدرته علي التوقع الإبداعي ، إلي الفضاء الخيالي لما لم يأتي بعد .



    واستنادا إلي هذه التصورات ، يطور بلوخ تفسيرا غير أرثوذكسي وخارجا علي الأعراف التقليدية للكتاب المقدس - بعهديه القديم والجديد - مقدما إنجيل الفقراء ، الذي يدين الفراعنة ويدعو الجميع إلي الاختيار بين قيصر والمسيح . والواقع أن بلوخ وهو ملحد ديني - إنه يري أن الملحد هو وحده الذي يمكنه أن يصبح مسيحيا صالحا وأن المسيحي الصالح وحده هو الذي يمكنه أن يصبح ملحدا - ولاهوتي للثورة ، لم يقدم مجرد قراءة ماركسية للنزعة الألفية (مقتفيا اثر أنجلز في ذلك ) بل قدم أيضا - وهذا هو الجديد ، تفسيرا ألفيا للماركسية ، حيث يجرى اعتبار النضال الاشتراكي من أجل مملكة الحرية وريثا مباشرا لهرطقات الماضي الأخروية والجماعية .



    وبطبيعة الحال فإن بلوخ ، شأنه في ذلك شأن ماركس الشاب الذي كتب فقرة 1844 الشهيرة ، وقد ميز الطابع المزدوج للظاهرة الدينية ، جانبها القهري وكذلك قدرتها علي التمرد .
    ويتطلب الجانب الأول استخدام ما يسميه ب " تيار الماركسية البارد " : التحليل المادي الذي لا يكل للأيديولوجيات والأوثان والوثنيات .
    علي أن الجانب الثاني يتطلب " تيار الماركسية الدافق " الذي بسعي إلي استنقاذ الفائض الثقافي الطوباوي في الدين ، قوته الانتقادية والتوقعية . وبعيدا عن أي " حوار " كان بلوخ يحلم باتحاد حقيقي بين المسيحية والثورة مثلما حدث في حرب الفلاحين في القرن السادس عشر . وإلي حد ما ، كان بعض أعضاء مدرسة فرانكفورت يتقاسمون أراء بلوخ . فقد رأى ماكس هوركهايمر أن " الدين هو سجل رغبات وأشواق واحتجاجات اجيال لا حصر لها " وفي كتابه " عقيدة المسيح ( 1930 ) ، استخدم أيريك فروم الماركسية والتحليل النفسي لتوضيح جوهر المسيحية البدائية الخلاصي والشعبي والمساواتي والمعادي للتسلط ، وقد حاول فالتر بنيامين أن يؤلف ، في تركيب فريد وأصيل ، بين اللاهوت والماركسية ، بين الخلاصية اليهودية والمادية التاريخية .

    جولدمان
    ويعتبر عمل لو سيان جولدمان محاولة رائدة أخرى لتجديد التناول الماركسي للدين ومع أن مصادر إلهام جولدمان تختلف اختلافا بينا عن مصادر الهام بلوخ ، إلا أنه قد اهتم هو إيضاح برد الاعتبار إلى القيمة الأخلاقية والإنسانية للتراث الديني .



    وقد طور في كتابه " الرب المحتجب " ( 1955 ) تحليلا سوسيولوجيا جد مرهف ومبتكر للهرطقة اليانسنية ( بما في ذلك مسرح راسين وفلسفة باسكال ) بوصفها فلسفة مأساوية ، تعبر عن الوضع الخاص لشريحة اجتماعية ( نبلاء الرداء ) في فرنسا في القرن السابع عشر ز
    علي أن الجزء الأكثر إثارة للدهشة والأكثر أصالة في هذا العمل هو المحاولة الرامية إلي المقارنة بين الإيمان الديني والأيمان الماركسي - دون دمجهما : فكلاهما يرفضان النزعة الفردية الخالصة ( العقلانية أو التجريبية ) وكلاهما يؤمنان بقيم فوق فردية - الرب بالنسبة للدين والجماعة الإنسانية بالنسبة للاشتراكية .



    ويوجد تناظر مماثل بين الرهان الباسكالي علي وجود الرب والرهان الماركسي علي تحرر الإنسانية : إن كليهما يفترضان المجازفة ، وخطر الفشل وأمل النجاح .



    وكليهما ينطويان علي إيمان أساسي معين لا يمكن إثباته علي مستوي الأحكام الواقعية وحده . وبطبيعة الحال ف'ن ما يفصل بينهما هو الطابع فوق الطبيعي أو فوق التاريخي للتسامي الديني ودون أن يهدف بآية حال " إضفاء طابع مسيحي علي الماركسية " ادخل جولدمان أسلوبا جديدا للنظر إلي العلاقة الصراعية بين الأيمان الديني والإلحاد الماركسي .
    لقد رأي ماركس وانجلز أن الدور الانتقادي الذي لعبة الدين هو شيء ينتمي إلى الماضي ، لم تعد له أية أهمية في عصر الصراع الطبقي الحديث .



    وقد تأكد هذا التوقع من الناحية التاريخية إلى هذا الحد أو ذاك علي مدار قرن - فيما عدا استثناءات هامة قليلة ( خاصة في فرنسا ) : حركة الاشتراكيين المسيحيين في الثلاثينيات ، حركة القساوسة العمال في الأربعينيات ، يسار النقابات المسيحية الاتحاد الفرنسي للعمال المسيحيين في الخمسينيات ، الخ . آلا أنه لفهم ما كان يحدث خلال السنوات الثلاثين الماضية في أمريكا اللاتينية - وفي الفلبين أيضا وبدرجة اقل في قارات أخري - فإننا بحاجة إلي أن ندمج في تحليلنا رؤى بلوخ ( وجولمان ) الثاقبة حول الطاقة الطوباوية للتراث اليهودي - المسيحي
    مجلة القاهرة
    العدد 134
    في يناير 1994
                  

07-26-2004, 02:42 PM

حبيب نورة
<aحبيب نورة
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 18581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    ؟؟
                  

07-26-2004, 03:24 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: حبيب نورة)

    أمجد العزيز .. يبدو أني لا زلت أستمتع بالكتابه حول الماركسيه و مناخاتها , مع كوني قد سلكت في أيامي الأخيره مسلكا فيه ما فيه من الزهج والمحاربه لمثل هذا النوع من القراءات , رائيا , و هي رؤيه غبشاء , أن الماركسيه بالذات معلم و مسلك روحي ! وأن البني آدم
    أفسدوها بعقولهم وتفلسفاتهم ..
    ....................
    المهم يا أمجد , ما كان من أمر أني استمتعت جدا بهذه التوليفه الجميله والأريبه التي نقلتها لنا عن ترجمة المترجم القاهري المجتهد( بشير السباعي ) , هذه التوليفه التي ضمت بعض ما رآه حكماء القرن الأخير " ماركس " و " لينين " و " جرامشي " , حول ما اعتقدوه
    في علاقة الدين بالهم المشاعي ( وهي علاقه شائكه و مشاغبه ) ..

    شكرا يا أمجد على التنوير


    طلال

    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 07-28-2004, 10:49 AM)
    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 07-28-2004, 02:13 PM)
    (عدل بواسطة طلال عفيفي on 07-28-2004, 02:16 PM)

                  

08-12-2004, 06:24 AM

محمد حسن العمدة

تاريخ التسجيل: 03-31-2004
مجموع المشاركات: 14086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: حبيب نورة)

    من اجل الفكر والحوار
                  

07-27-2004, 02:33 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    الرائع طلال
    تبقى الماركسيه هي فلسفه الشعوب المضطدهة ضد القهر و اةاله الغبش الفكري من عليها واجب اولي و مقدم على ما سواه
    لك التحايا
                  

07-27-2004, 11:25 PM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    التحايا النواضر
    Amjed
    تبقى الماركسيه هي فلسفه الشعوب المضطدهة ضد القهر و اةاله الغبش الفكري من عليها واجب اولي و مقدم على ما سواه
    حفا ماقلته..
    واضيف شيئا الى ان اعود باذهاب...
    ربما قد نختلف فى بعض الاشياء ..لكن يسجل التاريخ ان الماركاسيه برغم مرور الزمن لازلت هى صامده لان الفكره قابله لتطويع لكل دهر ..ورغم هذا البسيط لايزال الكثير منها حبيس الاسطر لان كل جيل يجد النظريه كانها كتبت لجيله ..
    وسلمت امجد
    واجمل ما يكون البوست ..
    لك ودى ...

    العــــدالة الالــهية؟؟!!!.....]
                  

07-28-2004, 02:05 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    up
                  

07-28-2004, 03:25 PM

Amani Alsunni

تاريخ التسجيل: 06-15-2004
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    الاخ/ امجد..سلام ورحمة وبركة

    كثر في الفترات الاخيرة حديث الاخوة الشيوعيين عن الدين وانه لا توجد لديهم اي حساسية ضده ، ونواياهم صافية تجاهه!!!! جيد جدا!!!!المهم ليس كما قال المثل أسمع عجة ولا أري طحينا!!!أو اسمع كلامك أصدقك أشوف فعايلك استعجب!!!!!نتمني أن نر مجتمع المتدينين الشيوعيين , ويا حبذا لو تولي أحدهم إمامةأحد المساجد ويجود فيرتل القرآن بصوت عذب وخشوع حتي يبكي السامعين ، سيكون ذلك ترجمة حقيقية لمثل هذا الإدعاء وإخراص لصوت المشككين في علاقة الشيوعيين بالدين ولا ما كدا.
                  

07-28-2004, 03:34 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    على ما اذكر فان والد الاستاذه فاطمه احمد ابراهيم كان حتى وفاته امام جامع
    لكن ليست هذه هي القضيه انا اتكلم عن الموقف الماركسي الحقيقي من الدين
    ما هو رايك في الشرح اعلاه لمقوله الدين افيون الشعوب
                  

07-28-2004, 03:51 PM

Amani Alsunni

تاريخ التسجيل: 06-15-2004
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    كلام جرايد
                  

07-28-2004, 04:24 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    الاستاذه اماني
    انت اسلاميه و قد اعلنت ذلك منذ ايامك الاولى بالبورد
    اذا هل يمنحني هذا الحق نسبتك الي السلف و اتهامك بالرجعيه و و نسبه كل افعال طالبان و و تخلفها اليك بل و اةيد حين اتهمك باغتيال الشهيد محمود محمد طه و ارتال الشهداء في عهد حكومه الجبهه و اطالبك باموال الشعب السوداني في شريان الشمال و كونه السكر
    ذاك يكون كلام الجرايد اما هنا فالنقاش هو مقارعه الحجه بالحجه
    و الفكر بالفكر
    و الرأي بالرأي
    فهلا تفضلتي و قلتي لي لماذا تكون كتابات غرامشي و ماركس و انجلس و كاوتسكي ولينين ولوكسمبورج
    و كل مفكري الماركسيه العظام كلام جرايد
    بينما انت فقط هي التي تعرف حقيقه الماركسيه و رايها في الدين و انها منهج فاسد معاد للاديان
    ربما تكوني تفهمين الماركسيه خير من ماركس نفسه
                  

07-28-2004, 05:57 PM

Amani Alsunni

تاريخ التسجيل: 06-15-2004
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    لا بل أفهمه كما عملها ماركس لذا أطلقت علي كلامك دا كلام جرايد!!!!لأنو بعبر عن المفارقة العجيبة التي يتزواغ عنهاالماركسيون مرات بمثل الكاتب النقلت عنه ما فهمت منه المصالحة بين الدين والماركسية...حقوا في البداية تعرفوا لينا الدين البتكلم عنه المقال دا شنو!!!!!نحن لا نتحدث عن أفكار العدالة الإجتماعية حسب المفهوم الطبقي!!! نحن نتكلم عن الله!!!!عن الميتافيزيقا!!!!عن المشاه هيجل علي راسه وجاء ماركس مشاه علي كرعيه!!!!!عن تطور الفلسفة الوضعية الكانطية عشان ما تتطرف مع الاخوان باور وفيوربخ ليختتمها ماركس بالمادية الجدلية!!!تعرف المادية الجدلية بتعني شنو !! حتعرف عندها معني الدين أفيون الشعوب بعني شنو
                  

07-29-2004, 06:32 AM

Amani Alsunni

تاريخ التسجيل: 06-15-2004
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amani Alsunni)

    ؟؟
                  

07-29-2004, 09:22 AM

محمود الدقم
<aمحمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8966

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    في اطار تقييمنا للتجربة الماركسية اللنينية فليسمح لنا الاخ امجد ان استدعي من ذاكرة مكتبة -الارشيف بسودانيز اون لاين-الاستاذ والمفكر الخاتم عدلان باعتباره شيوعي سابق للاستشهاد ببعض نصوصه التي اعتقد انها تبرهن الفشل التاريخي الذريع للفكر الشيوعي وفشله لتقديم حلول موضوعية لمشكل البشرية جمعاء والى النصوص:-

    {ما قلته في أستقالتي من الحزب الشيوعي، وكان معي خالد وعمر وأحمد، كان على وجه التحديد هو التالي: سقط المشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي، القائم على الفرز الطبقي التاريخي،بين البرجوازية والبروليتاريا، وذوبان الطبقات الوسيطة في المحورين الطبقيين الرئيسين، مع غلبة الإنحياز إلى البروليتاريا، بفعل التدهور الطبقي للبرجوازية الصغيرة والإفلاس الفكري والسياسي والأزمات الإقتصادية للبرجوازية ونظامها، بحيث تصبح النسبة الغالبة التي ربما تصل إلى تسعة أعشار المجتمع منحازة إلى البروليتاريا، والتي يكون بمقدورها عندها الإطاحة بالنظام البرجوازي وبناء المجتمع الإشتراكي المفضي إلى الشيوعية. هذه هي القسمات العامة للمشروع الماركسي للتغيير الإجتماعي، والذي يمكن عرضه بصورة أكثر إسهابا في منبر مختلف.
    هذا المشروع فشل، لأن التاريخ سار في غير الوجهة التي تنبا بها ماركس، بل سار في الحقيقة في الإتجاه العكسي لما تنبا به الرجل في حماسته الشبابية العارمة، وبدفع روحه الأقوى من الصخر كما قال عن نفسه}:

    2-{وبالمناسبة توصل ماركس إلى المفاصل الأساسية في نظريته كلها عندما كان عمره 24 سنة، ولم تكن حياته اللاحقة سوى تأكيد دغمائي نوعاما لمنطلقات كونها في بداية حياته. ولكن عبقريته تمثلت في شخصيته الآسرة، ومقدرته الأسطورية على الحجاج ومعارفه الموسوعية وقدرته الخارقة على نقد الآخرين.
    سار التاريخ في اتجاه آخر، وتوسعت الطبقات الوسطى في المجتمعات المتقدمة التي توقع لها ماركس مستقبلا شيوعيا، على حساب البرجوازية والبروليتاريا كليهما، ولكنها توسعت خاصة على حساب الأخيرة. وصارت البروليتاريا: أي الطيقة العاملة الصناعية، المنتجة للقيمة الزائدة والمجردة من ملكية وسائل الإنتاج، وهذا هو التعريف الماركسي، الذي لا يمكن أن تستبدله بتعريف آخر وتظل ماركسيا في نفس الوقت، قد تقلصت أعدادها إلى ما دون العشرين بالمائة في كثير من المجتمعات، كما تقلص نفوذها الفكري والسياسي، لأن إنتاج الثروة، تحول بصورة حاسمة من اليد إلى الدماغ، ولأن المكون الفكري في كل أنواع البضائع صار المكون الأساسي، ولاسباب أخرى كثيرة}.

    3-{يضاف إلى ذلك أن ترسخ الديمقراطية كقيمة إنسانية، وليس كإنجاز برجوازي محدود القيمة ومحصور تاريخيا، جعل التغيير بإقامة دكتاتورية طبقة من الطبقات، البروليتاريا أو غيرها، يتخذ طابع الردة وليس الثورة. كما أن العالم قد خبر طبيعة " الديمقراطية الإشتراكية" التي فر الناس منها فرارهم من الوباء وصوتوا بارجلهم كما يقولون، ليلوذوا " بجحيم" الراسمالية.يضاف إلى ذلك أن مفهوم الناس للعدالة تخطى المفهوم الماركسي بمراحل عديدة.
    ما تجاهله ماركس اساساهو الذكاء الإنساني الذي يجعل طبقةمن الطبقات تتفادى الهزيمة الساحقة بتقديم التنازلات للخصم والوصول إلى حلول قائمة على المساومة، حتى ولو كانت جزئية، مقابل المواجهة التي يمكن أن تدمر كل شيئ. وهذا ما قامت به البرجوازية والبروليتاريا كلاهما، وغيرتا العلاقات بينهما على مر التاريخ وبتراكم التنازلات التي هي إنجازات وصكوك للقبول المشترك. كما قلل ماركس من قيمة العمل الذهني، الخادم للإنسانية كلها،مع التفاوت في ذلك، وألحقه بخدمة البرجوازية وحدها، كما تمثل في موقفه من المهندسين والإداريين وغيرهم.}




    لنا عودة انشاءالله
                  

07-29-2004, 01:01 PM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: محمود الدقم)

    أماني العزيزه ..
    الموضوع الذي انزله الأخ أمجد , عجبني فعلا كونه يتناول منطقه فيها لبس حقيقي .
    ولكن , لو تسمحي لي , ويسمح لي أمجد , فأنا شايف ان المشكله ليست في علاقة الماركسيه
    بالدين , بل في علاقتنا نحن , كلنا , بالدين .. وكافة معتقداتنا..
    ...........................
    أنا طبعا لا أتمني مثلك أن يصبح الشيوعيون أئمه مساجد , بقدر ما أتمني أن يكون أئمة
    المساجد ناس محترمين يعرفون أن الطريق الى الخالق يمر عبر الخلق ..
    أئمه بقامة المنابر التي اعتلوها .
    ...........................

    و تحياتي ..
    ( بالمناسبه سأسعد بالعوده و الاطاله لو كان بك وقت و رغبه في حوار )

    طلال
                  

07-29-2004, 01:42 PM

Amani Alsunni

تاريخ التسجيل: 06-15-2004
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: طلال عفيفي)

    وهل تقلل أخي طلال من دور المسجد في التغيير الاجتماعي وشحذ الهمم!!! إشكالية الشيوعي السوداني كما قال ود المكي إنه عندما يتصالح مع الدين لا ينتبه أحيانا أن ذلك إنقلاب فكري و نفسي وروحي ينتهي إلي تشكيل عقلي يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتصبح الماركسية قطرة في عالم الثقافات التي يخاطبها النص الإلهي ، وسيحترق أو يتوهج عندما تزوي له المعارف الإلهية في غائية الكون وفي الحق الذي قامت عليه السموات ، وسيحث عندها بضآلته أمام هذا التراث الذي صمد أمام حركة الزمن في الوقت الذي تآكلت كل النظريات أو التنظيرات التي لم تستطع الصمود أكثر من بضع قرون قبل أن يتراكم عليها تراب النسيان وينفض نساكها كبيرهم قبل صغيرهم، غورباتشوفهم قبل خاتمهم قبل طلالهم ويبقي ماركس وهيجل وكيركجورد مجرد ومضات في تاريخ العقل الانساني
                  

07-30-2004, 05:07 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amani Alsunni)

    أماني العزيزه ..
    لم أقرر بعد التقليل من دور المسجد في التغيير الاجتماعي
    وشحذ الهمم, لا هو , ولا الكنيسه ولا السينما ولا الجامعه ,
    فكلها فضاءات .. أفترض في القائمين عليها وبها الحكمه
    والجساره في الارتباط بالهم البشري ومشاكل الناس ..
    ...................
    في تاريخنا العام ( كسكان لهذه الارض ) , توالت على أرواحنا
    وعقولناأفكار وفلسفات وديانات كثيره , كان معظمها يا أماني
    يجنح للخير والسعاده , ويطمخ في أن تكون الأرض ممشى للطيبين.
    كذا توالت على هذه الافكار و المذاهب والديانات قلوب وبشر ,
    آمنوابهاوشافوا فيها سبيلا الى المخارجه..
    لكن دائما كان هناك من تاجر واستنفع واستهبل واستبد منهم
    من قضى نحبه , ومنهم من ننتظر ):
    معاويه بن ابي سفيان , ستالين ,هتلر, صدام , كلهم كانوا هناك
    باسم الاسلام والشيوعيهوالقوميه والبعث . . فانهكوا أول ما انهكوا
    ناسهم و انتهكوا أول ما انتهكوا حقوقهم ..
    يعني الحكايه دلوقت مش حكاية أفكار بقدر ما هي علاقة الناس بمعتقداتهم , ومدى صدقيتهم , وتوحدهم مع هتافاتهم ..
    وهو أمر ليس بمثالي أو مستحيل , فدائما كان هناك من ناضل وهم
    واهتم بالحزن البشري :
    علي بن ابي طالب , جيفارا , حنا آردنت ,و ....
    .....................
    آسف على التطويل

    طلال
                  

07-30-2004, 08:30 AM

Amani Alsunni

تاريخ التسجيل: 06-15-2004
مجموع المشاركات: 581

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: طلال عفيفي)

    الاخ / طلال تحياتي والشكر علي الرد الطيب!!!لكن ألا تتفق معي بأنك حرفت الموضوع عن وجهته الحقيقية لا زلنا نبحر في لجاج الماركسية أو الماركسيين والدين!!!!!
                  

07-31-2004, 08:39 AM

طلال عفيفي
<aطلال عفيفي
تاريخ التسجيل: 06-20-2004
مجموع المشاركات: 4380

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amani Alsunni)

    يظهر أني فعلاً Off point !

    ........................

    طلال
                  

08-01-2004, 02:02 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    الاخت اماني
    عذرا لتاخر الرد
    المهم ان معركه الماركسيه لا تدور رحاها بين المومنبن و الملحدين او الفيلسوف و رجل الدين
    لا هي معركه المضطهدين ضد مضهديهم
    و لنا عوده
                  

08-05-2004, 10:27 AM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    up
                  

08-12-2004, 02:55 PM

Amjed
<aAmjed
تاريخ التسجيل: 11-04-2002
مجموع المشاركات: 4430

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية والدين (Re: Amjed)

    الدين ضروره انسانيه لم تنكرها الماركسيه لكنها انتقدت استغلالها (كما انتقدت كل انواع الاستغلال) بصوره محرفه و مخالفه لواقعها
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de