إشكاليات الدين والوطن / د حيدر ابراهيم علي ،، ردا علي الطيب مصطفي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 07:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2004, 10:52 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إشكاليات الدين والوطن / د حيدر ابراهيم علي ،، ردا علي الطيب مصطفي

    إشكاليات الدين والوطن
    د.حيدر ابراهيم علي

    شاركت يوم الاثنين الماضي 19 يوليو 2004م في ندوة عن مشكلات البناء الوطني في السودان مع الأساتذة د. هويدا عتباني ومحمد ابوالقاسم حاج حمد والطيب مصطفي وهذه من القضايا ذات الأهمية القصوي والحيوية خلال الفترة القادمة، لذلك فهي تحتاج لفكر قوي للمعالجة اي فكر واضح ومنطقي وعميق.. وقد اثارت اهتمامي في الندوة قضيتان هما: الوطن والدين في السودان، والأخري مفهوم السودان الجديد، ولكن سأبدأ بالقضية الأولي لخطورة الفكرة ولانها تعكس طريقة التفكير داخل اكبر حركة عقائدية - تجاوزا - في السودان.
    ظللت اردد ان الحركة الاسلاموية السودانية تعاني فقرا وجدبا فكريا لا يتماشي مع انتشارها ونفوذها فقد كانت - ومازالت - الحركة ذات جسم ضخم ورأس صغير.. ومن المفارقة ان الحركة التي نشطت بين الطلاب والمتعلمين والمثقفين عجزت عن تقديم رؤية فكرية عصرية واصيلة لدورالاسلام في القرن العشرين وفي بلد متعدد الثقافات مثل السودان. لذلك كان من الطبيعي ان تفشل الحركة حين استولت علي السلطة في السودان، فهي لم تكن تريد ان تفكر بل ان تحكم لانها - ببساطة - حركة سياسية شعبوية وليست شعبية (الفرق بين الشعبوية Populist تهتم بتهييج وتعبئة الجماهير والشعبية Popular هي التي تكتسب تأييد الجماهير برضاها وقناعاتها) وكان من الطبيعي ان يتخبط المشروع الحضاري لأنه حكم بلا رؤية بل مجرد رؤيا اي حلم يقظة لم تصمد امام الواقع القاسي. لم يحاول الاسلامويون تطوير فكرهم السياسي بعد وصولهم الي السلطة، فهم لا يحتاجون اليه لانهم يمتلكون بدائل المال والأمن او ذهب المعز وسيفه. ورغم الأخطاء التطبيقية لم يتوقف الاسلاميون للتساول والتأمل والنقد لذلك جاء مؤتمر الحركة اشبه بجمعية عمومية لاي كيان قد يكون فريق كرة قدم او لجنة اتحاد ابناء القرير او تعاونية الكدرو، فالحركة الاسلاموية السودانية في حاجة حقيقية للتجديد بعد هذه التجربة الكارثية او الابتلاء كما يفضلون هم تسميتها.

    اثار هذه المسائل في ذهني مجددا، ما قال به المهندس الطيب مصطفي في مداخلته التي شارك بها في الندوة: (الوطن يأتي بعد الدين) و«ثابتي الوحيد هو الدين، وفي الآخرة يخاطب الشخص حسب دينه وليس وطنه وجنسيته اي لا يسأل هل انت سوداني ام مصري بل هل انت مسلم ام كافر»، ثم بني علي هذه الفكرة تبريره لدعوته لانفصال الشمال عن الجنوب، وهنا يطرح اسلاموي نشط وتنفيذي وشخصية مؤثرة في الحكم والحزب موقفا فكريا اساسيا في النظرية السياسية الاسلامية مطبقة علي السودان: هل تقوم الحقوق والعلاقات في بلد مثل السودان حسب الاسلام علي حقوق المواطنة ام حق الدين والعقيدة؟ وهذه علامة فارقة في بناء الدولة الوطنية والتي تصبح الدولة الدينية، وهنا يدخل اصحاب هذه الفكرة في مأزق عملي وفكري ايضا، فعلي سبيل المثال يستخدم السيد الطيب ورفاقه مصطلحا جغرافيا وليس دينيا كيان شمال السودان، وهذا خلط واضح بين فكر ديني وفكر وطني علماني: فهذه رقعة جغرافية بالتأكيد يوجد داخلها غير مسلمين ولكن تعود الناس علي تقسيم السودان الي شمال مسلم وجنوب غير مسلم، ولم يتعب اصحاب الفكرة انفسهم في تحديد اسباب التقسيم ومن الذي ينضم الي الشمال وحسب اي شروط ويفترض عند قيام هذه الدولة الصافية دينيا ان تكتب صفة مسلم عوضا عن السوداني في الوثائق الرسمية ففي جواز السفر نكتب في خانة الجنسية: مسلم، لأن الدولة تعرف الدين فقط وليس الوطن.

    يعود بنا السيد الطيب مصطفي الي فكر ابي الأعلي المودودي والذي يتحدث عن الجنسية الاسلامية وان المسلم لاوطن له.. ولكن لا يوجد اتفاق بين الاسلامويين السودانيين ولم يحددوا موقفهم بطريقة تريحهم وتريحنا. فهم يتراوحون بين السياسي - السوداني والاسلامي - الاممي او العالمي. وهنا تظهر في الحركة تيارات تطالب بفصل واخري باسلمة الجنوب ودمجه داخل سودان مسلم موحد واخرون يذهبون الي نيفاشا وجنيف ونيويورك مؤكدين حقوق المواطنة المتساوية، وللمفارقة ينتمي الجميع الي الحركة الاسلاموية سواءً كان اسمها الجبهة الاسلامية القومية او المؤتمر الوطني (الكيان الخاص) وهذا دليل واضح للتشويش الفكري ومن هنا تكتسب الدعوة الي عدم تديين السياسة شرعيتها.. ففي اليوم التالي مباشرة لحديث السيد الطيب مصطفي، نقرأ لعالم مسلم وهو اكاديمي اكثر منه سياسي مايلي: «المواطنة اقوي رباط بين اهل السودان، وسنتقرب بها الي الله»، ويضيف: «في مجتمع السودان المواطنة هي اقوي رباط بين اهل السودان وفي ظل هذه العلاقة يصبح التعايش والتسامح والتعاون في مجتمع غالب اهله من اهل الاسلام، هذه المواطنة تصبح امر فطري اصيل (كذا) والمسلمون نشأوا علي حفظ حقوق الآخرين» (الشيخ سليمان عثمان محمد رئيس جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية، حوار في صحيفة الحياة 21 يوليو 2004).

    هذه اشكالية كبيرة ظهرت بعد تعامل الدين مع السياسة في الفترة الاخيرة ومع ظهور مايسمي بالاصولية الاسلامية ثم التطرف الاسلامي. فهناك مطالبة بعدم وضع الفكر الاسلامي والمسلمين في سلة واحدة وهذا مطلب مقبول لان اصحابه يتواضعون ويعترفون بوجود اختلافات بين المسلمين والاسلامويين وبالتالي نحن امام تفسير وتأويل بشريين للدين وحين نعارض افكار كهذه لا يعني الخروج عن الدين بل هو مجرد اختلاف سياسي او ايديولوجي يستعين بالدين وقد يخطئ او يصيب.. وفي هذه الحالة تبعد اسلحة الدمار الشامل: التكفير والالحاد عن ميدان النقاش. هناك رأى يرفض تقسيم الفكر الاسلامي باعتبار مرجعيته الواحدة وبالتالي حتي التفاصيل والمواقف تكون موحدة، ويري اصحاب هذا الموقف في تقسيم الفكر الاسلامي الي مدارس وتيارات، محاولة لتمرير مؤامرة تهدف لشق المسلمين واضعافهم. ونحن في السياق السوداني نواجه صعوبات ومغالطات فكرية اذ يتراوح الاسلامويين بين الموقفين التنوع والتوحد وذلك بطريقة انتقائية حسب الظرف. واختم هذه الفقرة بسؤال محدد للحركة بكل تياراتها: هل الأولوية للوطن ام للدين؟ وهل المقابلة اصلا صحيحة؟ هذه المعضلة حلها في العودة الي شعار الدين لله والوطن للجميع، وهذا ما يحتاج الي اعمال الفكر والتجديد من قبل الاسلاميين والاسلامويين والمسلمين.

    لاحظت خطأ اخر في النقاش عندما استخدم الاستاذ محمد احمد الفضل وزير شؤون الحكم المحلي مفهوم ثقافة اسلامية كمكون للدولة في تاريخ السودان. هذا مصطلح غير دقيق، لا توجد ثقافة اسلامية في تكوين الدولة بل توجد عقيدة اسلامية. لأن كلمة ثقافة تشمل الدين ومعه طريقة الاكل واللبس وحتي قص الشعر هذه ثقافة. ومن هنا تختلف ثقافة السوداني المسلم عن ثقافة الماليزي المسلم او حتي النيجيري المسلم. لذلك قامت دولة الفونج او السلطنة الزرقاء علي مصالح مشتركة كونت ما يمكن اعتباره اول كونفدرالية للمشيخات، واستمرارها من 1504 حتي 1821 ليس بسبب الدين ولكن لقدرتها علي حفظ معادلة أمن وإستقرار وجوار بين هذه المجموعات المختلفة.

    هذه ملاحظات اثارتها الندوة ولكنها مؤشرات للكسل الفكري الذي ظلت تمارسه الحركة الاسلاموية السودانية التي تكتفي بالشعارات وبالكلمات التي قد تثير تصفيق القاعة او التكبير والتهليل علي حساب التأمل والتفكير العميق ثم بلورة ذلك في نظرية متكاملة للاسلام ولا يكفي ترديد شعار الاسلام هو الحل، لأن السؤال هو كيف يكون الاسلام - واقعيا وعمليا - هو الحل؟ أقصد علي الحركة ان تطرح الاسئلة الصحيحة لكي تصل الي اجوبة صحيحة تشكل بالعمل الذهني اصول رؤية اسلامية معاصرة.


    الصحافة
                  

07-23-2004, 11:32 PM

AnwarKing
<aAnwarKing
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 11481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إشكاليات الدين والوطن / د حيدر ابراهيم علي ،، ردا علي الطيب مصطفي (Re: ahmed haneen)

    Quote: ولا يكفي ترديد شعار الاسلام هو الحل، لأن السؤال هو كيف يكون الاسلام - واقعيا وعمليا - هو الحل؟


    الحبيب أحمد حنين شكرا على نقلك للمقال...
    د.حيدر..لا فوض فوك...

    أنور
                  

07-24-2004, 01:38 PM

ahmed haneen
<aahmed haneen
تاريخ التسجيل: 11-20-2003
مجموع المشاركات: 7982

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إشكاليات الدين والوطن / د حيدر ابراهيم علي ،، ردا علي الطيب مصطفي (Re: ahmed haneen)

    الأخ انور
    لك الشكر علي المرور
    وهذا الطيب مصطفي ما زال يتاجر بالدين
    لكي يحتفظ بالكرسي والمنصب

    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de