|
|
 فلتكن لغة الحوار هى السلاح.. بالحق والعدل تسود الحكمة .. أ.طه حسن طه
|
السودان ليس هو الجنوب وحده أو الغرب وحده
لابد من حل مناسب يراعي التوازن لكل مناطق السودان
فلتكن لغة الحوار هى السلاح
قضية الوطن اكبر من كل نزاع
بالحق والعدل تسود الحكمة
بقلم :طه حسن طه
تعصف ببلادنا هذه الأيام احداث هامة وعصيبة متمثلة فى احداث دارفور بعد ان سكت صوت البندقية فى الجنوب نهائياً أو الى حين ؟! ولم يهدأ الناس بعض الشئ حتى تفجر الموقف فى غربنا الحبيب وتصاعدت وتيرة الاحداث على الصعيد المحلي وتضخمت وقائعها اقليمياً ودولياً مما وسع دائرتها وزاد من تداعياتها فبدت الاحداث وكأنها حرب بين الحكومة المركزية وأحد اقاليمها وما يشتمل عليه من سكان مما اوحى بأنهم يقفون جميعاً ضد النظام الحاكم اعني حكومة الأنقاذ فى حين ان الواقع المجرد يؤكد ان الاحداث صادرة عن مجموعة من اخوتنا ابناء دارفور قلوا ام كثروا، مجموعة تعتقد بأنها تمثل غرب السودان باكمله ومن ثم فأنها بفعلتها هذه تعبر عن الغرب كله مثيرة قضاياه منطلقة من مرارات ومظالم واحساس بالتهميش وهذا غير صحيح مائة بالمائة ان اردنا الدقة فالحقيقة غير ذلك اذ ان هناك بالمقابل غالبية من ابناء المنطقة لاحول لها ولا قوة حيث انها منقسمة على نفسها لان من بينها من هو مؤيد للحكومة وبالتالي فهو منتمي الى حزب الحكومة المؤتمر الوطني وهناك من يؤيد حزب الأمة وهناك من يؤيد الحزب الاتحادي الديمقراطي أو حزب المؤتمر الشعبي وغيرها من الاحزاب بل ان هناك من بينهم ايضا من يعارض الحكومة وليس له انتماء وكل أولئك لم يصل بهم الأمر درجة حمل السلاح ولم يصلوا درجة تأييد من يحملونه وهناك ايضا الطابور الخامس وهناك من يتحين الفرص وهناك المترقبون الذين يتحفزون لتحديد مواقفهم متى ظهرت الغلبة لفريق دون الاخر وهو أمر طبيعي فى مثل هذه الاحوال ؟! لابد ان نعترف جميعاً بأن هناك مشاكل جمة وان نعترف بأن معالجات النظام الحاكم شابها بعض القصور والتقصير وأتسمت بضيق افق حيال التعاطي مع تلك المشاكل من منطلق زاوية سياسية منغلقة فحدث ما حدث ورغم ذلك فأن هذا لا يشفع لاولئك النفر بحمل السلاح وتصعيد الموقف لما ينطوى عليه هذا الموقف من خطورة قد تقضي على الأخضر واليابس ،خطورة لاشك انها ستطول أهليهم وذويهم ناهيك عن تعريض امن وطن باكمله الى الخطر والى التدخل الخارجي وهاهو الموقف يعبر عن هذه المحازير وها هو السودان باكمله تحت مجهر الرصد والمتابعة والتدخل فى شؤونه الداخلية ومن ثم التغول عليه ماذا تجني الغالبية العظمى من ان يكون هذا حال وطنها من جراء صراع بين حكومة تحكمها برضائها أو رغم انفها وبين فئة قليلة تحاول تحقيق متطلباتها ؟! ان هيبة الحكومة قد تعرضت لامتحان عسير لم تحقق فيه النجاح المطلوب لكنها لازالت فى سدة الحكم وعلينا ان نذعن لذلك وهذا ليس دفاعاً عن حكومة الانقاذ وإنما هى سياسة الأمر الواقع وهيّ – اى حكومة الانقاذ – فى تقديري بل فى تقدير الكثيرين قد وقعت فى اخطاء جسيمة ومها كانت درجات الاخطاء فأن هذا ليس مبرراً لحمل السلاح وتعريض الأمن العام الى حالة عدم استقرار فالمسألة اذا نظرنا اليها من زاوية متجردة بعيداً عن تصنيف مع وضد ، سنكتشف بأن المتضررين هم الأبرياء الذين يريدون ان يعيشوا بسلام وفى أمن وأمان حتى ولو كانوا يقاسون شظف العيش ويعيشون تحت خط الفقر ؟! يقيني ان الكثيرين من أهلنا بدارفور يجهلون ان اكثر من 60% من الشعب السوداني فى مناطق أخرى هم فى حالة تدني معيشي وصحي قد تكون اسوأ من أهل الغرب حيث ان دارفور ومن نعم الله عليها تنعم بالكثير من الخيرات وعلى رأس هذه الخيرات ثروة حيوانية ملحوظة وما توفره هذه الثروة من خير وفير زادها الله من فضله ... لذلك على كل الاطراف ان تتحلى بالحكمة وتحتكم الى لغة العقل واللجوء الى الحوار كآلية مقبولة وصولاً الى حل مناسب يراعي كل التوازن والاستحقاقات لكل أهل السودان ومناطقه فالسودان ليس هوالجنوب وحده وليس هو الغرب وحده وإنما هو شرقه وشماله ووسطه ايضا وكلها مناطق تمثل وحدة جغرافية تكمل بعضها البعض ولاغنى لطرف عن الطرف الأخر .
لقد أعطى أهل دارفور ،أهل الكرم والشجاعة وتكابة نار القرآن انطباعاً لكل من تابع و رصد مسيرة الانقاذ منذ استيلائها على السلطة فى يونيو عام 89 بأنهم سند حكومة الانقاذ حيث والوها منذ أول ايامها وساندوها ردحاً من الزمن ولايزال بعضهم كذلك وهى بادلتهم حباً بحب فما الذى جرى؟! أقول هذا استناداً على تأكيدات كثير من أهل الرأي وكذا تأكيدات اوليك الذين يتعاطون الشأن السياسي لدرجة الادمان وكل أولئك قد اجمعوا بأن شأن دارفور فى حقبة الانقاذ شأن عظيم ؟! بالطبع هذا لا يمنع من ان يدافعوا وينافحوا عن حقوقهم – ونحن معهم – لكن ليكن ذلك بالوسائل السلمية فهم أصحاب قضية عادلة .. اننا نناشدهم ان يجلسوا الى طاولة المفاوضات وان يحتكموا الى صوت الضمير والعقل عبر حوار بناء ليس فيه شروط مسبقة أو غالب أو مهزوم وليس فيه جاهلية هزيمة وجهة نظر أو انتصارها ولاضاع حق وراؤه من يطلبه ؟! ان حمل السلاح جعل الكثيرين ممن يتابعون الاحداث يؤكدون بأن ذلك كان نتاجاً طبيعياً لما حققه السلاح لاهلنا فى الجنوب الحبيب وان تقادم عهدهم مقارنة مع افرازات دارفور حيث انها حديثة عهد وما دروا انها نار كانت مغطاة برماد ؟! ويا أهلنا فى دارفور ،ياأهل الخيل والليل ،يافرسان الوغى يا من ناصرتم ونصرتم الثورة المهدية ببذلكم وعطائكم ..ياصناع السلاح واصحاب الكفاح رجالاً ونساء ومن مثل نساء منطقة الغرب صاحبات العمل والعطاء ؟ نناشدكم وضع السلاح ورمي الرماح جانباً والنظر الى الوطن وليس الحاكم ولتعلموا باننا نناصركم من منطلق الوطنية والمواطنة والاخوة والاعتراف بعدالة قضيتكم .. نحن معكم بالعقل لا بالعاطفة لاننا ننظر الى امر الوطن لا الى أمر الحاكم ولا الى اسلوب حكمه فقضية الوطن لا تدور سلباً وايجاباً مع اشخاص الحاكمين وفلسفتهم فى الحكم وإنما هى قضية وجدانية اصيلة ومستقرة بالوطن ومن اجله وفقكم الله الى ما فيه حقن الدماء والمحافظة على وطن الجدود.
|
|
 
|
|
|
|
Hani Abuelgasim
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست