دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
قراءة هادئة: محاولة إعدام ممثلة: الدروس المستفادة /اسماعيل التاج مصطفي
|
كتب الأستاذ اسماعيل التاج مصطفي هذا التحليل في منبر سوادنيات ولأن محاولة الأعدام جرت هنا في هذة الساحة تم استئذانه بنشر المقال هنا ،، لمزيدا من المشاركات والتحليل
قراءة هادئة: محاولة إعدام ممثلة: الدروس المستفادة
محاولة الإعدام الثقافية والإبداعية والشخصية للمثلة تماضر شيخ الدين، تقدم مادة دسمة للباحثين في مجالي (سلوكيات المجتمعات)، و (إدارة الأزمات) في وقتٍ واحد. وفي هذا السياق تدور هذه الورقة.
أولاً: النقاش حول سلوكيات المجتمع أو وَهَـمْ المفهوم (الفضفاض) للقيم السودانية
لا توجد قيم ثابتة لمجتمعٍ ما. فكل القيم متحركة وليست ثابتة. وتتحول هذه القيم بين صعودٍ وهبوطٍ، وقد تتلاشى، حسب تطور المجتمعات. وينطبق هذا على القيم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في حدٍ سواء. فما كان بالأمس يُـشكل قيمةً لمجتمع ما قد يصيرُ بالغد نسياً منسياً أو ق يطرأ عليه تغيير جوهري أو شكلي. والتَـطَـوُّر الطبيعي للأزمان والأجيال والمجتمعات هو الذي أدى إلى عدم وأد البنات، وإعـطاء النساء الحق في الانتخاب والاقتراع في كثيرٍ من الدول، ومحاربة الختان الفرعوني في كثيرٍ من الدول، والمساواة بين البيض والسود ... الخ وكانت كلِّ هذه الممارسات تُعتبر من التابوهات (المحرمات). إذاً ما كانَ بالأمس يمثل قيمة لمجتمعٍ ما، قد يُسقط أو يُـمحا بتعاقب الأجيال وتطور المجتمعات.
لذا يكون تعريف القيم والأخلاق منوط بممارسات مجتمع معين. هنالك ممارسات تـظهر في أكثر من مجتمع صغير (community) وتظل عاملاً مشتركاً بين تلك المجتمعات الصغيرة ولكنها لا تشكل إطاراً أخلاقياً (أو قانونياً) يمكن الاحتكام إليه بوصفه المرجعية النهائية. فهل نستطيع، مثلاً، الاعتداد بالختان الفرعوني بصفته قيمة مجتمعية(نسبةً لممارسته في مجتمعات محددة في شمال السودان)؟ أم بصفته قيمة ثـقافية (نسبةً لإنتشاره وسط الثقافة العربية/السودانية أكثر من سواها)؟ أم بصفته قيمة أخلاقية (نسبة للخزعبلات التي تؤطر لممارسته وتأصيله)؟ أم بصفته قيمة وطنية (نسبةً لتفاخر البعض به كموروث وطني!!)؟ أم بصفته قيمة إقليمية (نسبةً لانتشاره المتقاطع عبر عدة دول صعيد مصر/أثيوبيا/الصومال/السودان)؟ أم أننا مع تطور المجتمعات المحلية السودانية وانفتاحها على الأنظومة الإقليمية والعالمية وإحتكاكها المباشر وغير المباشر بالمعلومات المتوفرة حول حقوق الإنسان يمكننا أنْ نصنفـه (اليوم) في إطار الممارسات (العادات) الضارة وغير الحميدة واللاإنسانية وأنه يُعتبر إنتهاك لحق من حقوق الإنسان؟ وهكذا نجد هذا التحول النوعي تجاه إسقاط صفة أنَّ الختان الفرعوني (قيمة سودانية)، أو أنه من صميم (الأخلاق السودانية)، تلك الترنيمة أو الأسطورة التي عشعشت في أذهان الكثيرين لعقودٍ من الزمن. وعلى ذلك قِـسْ ممارسات كثيرة، لا نستطيع أنْ نوصف أنَّ ممارستها أو عدم ممارستها يمثل خروجاً عن قيم/عادات/أخلاق سودانية مطلقة. فالقيم التي نصنعها ونعيشها في مجتمعاتنا، متغيرة وليست ثابتة، وإلاَّ لظلت المجتمعات معزولة وآيلة للزوال لعدم تفاعلها مع ما حولها أخذاً ورداً.
ولغرض هذه الورقة، إذاً من الصعوبة التوافق على تعريف محدد وثابت عن (ماهية الأخلاق) و(ماهية القيم السودانية)، حتى يستطيع أنْ يقف شخص ما ليحدثنا بأنَّ فلاناً قـد خرج عن القيم والأخلاق السودانية المطلقة. وفي إطار وطن متعدد الثـقافات والعرقيات واللغات واللهجات والجهويات والممارسات والعادات والتقاليد، من المستحيل الحديث عن (قيم سودانية) و (أخلاق سودانية) موحَـدَة، حتى يُـتهم شخص ما بأنه خرج عليها. وحتى بالنسبة لما كنَّـا نتوهم (بحسنِ ظنٍ) من أنَّـه يُـشكل بالنسبة لنا جميعاً كسودانيين، وهذا إجماع تـمَّ بقدرة قادر، (أخلاقـاً سودانيةً عامةً تلصق بكل سوداني)، كشفت لنا تجارب المنافي قِـصرِ نظرنا وعُمق أزمـتـنا حول (مفهوم الأخلاق السودانية). ألا وهو موضوع (الأمانة وعدم الكذب). وكانت هذه الصفات تُعتبر جواز سفر للسوداني قبل الأوراق الثبوتية. فنحن كسودانيين بالكاد نعيش ونقبل ببعضنا. ونسجٌ كهذا، يصعب أنْ يتحدث عن قيم وأخلاق موحَـدَة. وبالتالي يكون الـهجوم على (رقص العروس)، بصفته طقس من الطقوس المجتمعية في السودان، وعرضه في هذا الإطار الطقسي للتعريف بواقع ممارسة مجتمعية سودانية محددة، يكون ذلك الهجوم خارج السياق (الأخلاقي والقيمي) الذي حاول أنْ يتدثر به. كما أنَّ إثارته في هذا الإطار تُـوقع بقائله في حِـبال هذه الأطر الأخلاقية، وتساؤلات مشروعة حولها: من الذي وضعها؟ ومتى؟ وكيف؟ ومن وافق عليها؟ وهل هي إنعكاس حقيقي لواقع بلد فيسفسائي كالسودان؟ أم أنه نظرة آحادية (دينية/عرقية/ثقافية)؟
ثانياً: أزمة إدارة الأزمة
أبانت الطريقة التي اُديرت بها الأزمة من طرف الفريق المناصر للفنانة تماضر، أبانت أزمة في الطرح، االنقاش والتعاطي مع الحدث. أي كانت هنالك أزمة في إدارة الأزمة. وكانَ واضحاً غياب استراتيجية واضحة لدى المعسكر المناصر للفنانة تماضر في تصديه للمعسكر المناويء للفنانة وعرضها، ربما بفعل الصدمة أو ربما بفعل العداء (المستحكم) للمعسكر المناويء.
فمن ناحية كان طرح المعسكر المناويء للعرض مشوبٌ بالإثارة والبعد عن الموضوعية ومحاولة إثارة غبار عالق حول العرض (وصاحبة العرض بوجهٍ خاص) بوصفه خروجـاً عن (القيم السودانية)، وبالتالي النيل من شخصية أم، وفنانة، ومبدعة في قامة تماضر شيخ الدين. بل ذهب البعض إلى وصف ما حدث بـ (الفضيحة!!)، ومحاولة إثارة السودانيين بأمريكا للتصدي لهذا العمل!!! هـكـذا. أمَّـا المعسكر المدافع عن العرض فقد وقع في هذه المصيدة بسهولة، والتي أرى أنَّ دافعها كانَ الحرص على التصدي للمعسكر المعارض والدفاع عن تماضر في معظم الحالات لا عن نوع (الطقس الفني) الذي قدمته. وهذا ما سعى إليه المعسكر المناويء للعرض ونجح فيه (أي تحويل المسألة شخصية من أجل مَـحْـقِ فنانة ومبدعة). لذلك كان الرد المباشر من المعسكر المناصر إنفعالياً وبعيداً عن محاولة جذب الطرف الأول لحوارٍ موضوعي يدور حول مفهومية القيم، الأخلاق، العادات، والتقاليد، والطقوس الاجتماعية. وبذا فـقد هذا المعسكر فرصةً ذهبيةً كان يمكن تجييرها وتوظيفها لفائدة (الاعتراف بالعادات والتقاليد وطقوس مختلف نواحي السودان) من الطرف الآخر الذي كان يحاول أنْ يفرض (أخلاقـاً وقيماً) آحـادية النظرة مُلبسها ثوب الدفاع عن (الأخلاق السودانية). وتجدُر الإشارة إلى إستثناءٍ واحد قام به الموصلي تجاه أحد الأبناء، الذي يبدو أنه شبَّ عن الطوق في عهد الحصار الإنـقاذي، عندما حاول أنْ يشرح له (عادِية رقص العروس) وكونها شيء صاحب تطور المجتمع السوداني. وفي مداخلة أخرى يواصل موصلي ذات النهج في التوضيح فيقول: (واضح جدا ان مفهوم الثقافة الشعبية مختل لبعض المتداخلين من صغار السن الذين لم يشاهدو رقصة العروس في الستينييات والسبعينييات). ولربما لو قام المعسكر المدافع عن الفنانة تماضر بتركيز دفاعه عن العرض نفسه بوصفه (الموضوع الأساسي)، أقولُ لربما، تحول الموضوع إلى حوار ذا مغزى حول ما هية الثقافة السودانية، وما هية القيم التي يدافع عنها الطرف الآخر ويرَى أنَّ العرض موضوع النقاش قد أساء إليها، ولكانت هنالك مداخلات عميقة وثـرَّة حول العلاقة بين التعددية الثقافية وترجمتها إلى طقوس وممارسات عملية على أرض الواقع وعلاقتها بتطور المجتمعات. ولربما وصل الطرفان إلى قناعة بأنَّ هذا الطقس المجتمعي في طريقه للإندثار تـلقائياً بفعل تطور المجتمع ومناهضة بعض ناشطات العمل النسوي لهذا النوع من الرقص، أو ربما تقليل الهامش الذي يؤدي إلى تنميط هذا الرقص. ولكن إلى ذلك الحين يبقى هذا الطقس المجتمعي مستمراً. لـقـد برزت فـرصة حقيقية أعتقد أنها ضاعت نتيجة لغياب استراتيجيات إدارة الأزمات، والتعامل برد الفعل السريع و(العنيف)، الذي (قـد) يبدو مبرراً في ظاهره من الوهلة الأولى.
والذي لفت نظري هو أنه حتى بالنسبة للمعسكر المناصر للعرض الذي قدمته الفنانة تماضر، لم يخلُ هذا المعسكر من إثارة الموضوع بصورة غير موضوعية، مما أثارَ، ولا شك، حفيظة وإستياء تماضر نفسها واسْـتَـصْـعَـبَـتْ معه هضم بعض العناوين. ودونكم بعض أمثلة للطريقة التي عُـرض بها الموضوع بدءاً بـ (قطع رحط ...)، (ولماذا لم يتم نقد العمل بينما القيامة قايمة) في مكان آخر. وهذا لعمري نهجٌ أخالهُ كان مستصغر الشرر، بكل ما تحمل تلك العبارات والعناوين من إثارة كان ضحيتها (العرض) أولاً قبل (الفنانة). وهـذا نهج يتوجب على متابعيه الوقوف عنده كثيراً وتأمله والنظر إلى إحتمالات التفسير الخاطئة التي قد تنجم عنه، وفتح الأبواب لهجومٍ على صاحبة العمل دون التركيز على المحتوى ومحاولة وضعه في سياقه التاريخي والاجتماعي لبعض شرائح المجمتع السوداني. لأنَّ الذي يكتب يعرف لمن يوجه خطابه وكيفية توجيهه. لذا الحذر واجب حتى لا تصل الرسالة بطريقة خاطئة، أحياناً يصعب تفادي مردودها وأضرارها. وهذا درس مسـتـفاد من التجربة.
ثالثاً: الدروس المستفادة لا شكَّ أنَّ هنالك دورساً وعبراً كثيرة، نتجت عن هذه الأزمة التي مرَّت بها الفنانة تماضر شيخ الدين والعمل الذي قدمته، أتمنى أنْ يستخلصها ويقف عندها كثيراً كلا المعسكرين.
أمَّـا بالنسبة لي فإنني أرى الآتي بالنسبة للمعسكر الذي هاجم شخص الفنانة: - من المفيد إثارة مواضيع جادة ذات مغزى ومعنى حتى يشعر الآخرون بجدية الطرح وإثارة النقاش في إطار من الاحترام للأفراد. وربما وضح لهذا المعسكر أنْ قيمة المبدع والفنان والأديب ترتـفـع في نظر القاريء والمتابع نتيجة لسوء الطرح والهجوم (غير المبرر) عليه. وتسمو قيمة الفنان والأديب كلما تعرض لمحاولة لاغتيال فنه وأدبه وعمله، أو لاغتيال شخصيته المبدعة. - أنْ مثل طرح هذا المعسكر يقدم صورة سلبية، حتى لدى المتعاطفين معه نسبياً، نسبة للغلو والبعد عن الموضوعية. - أنَّ النقد الهادف البـنَّـاء هو أول ما يحب أنْ يسمعه الفنان والمبدع والأديب والممثل. - ليس ثَـمَـةَ من ينصب نفسه مدافـعـاً عن ما يُـسمى مجازاً بـ (القيم والأخلاق السودانية)، في غيابِ تعريفٍ واضحٍ ومحدد لهذه القيم وكيفية الوصول إليها.
بالنسبة للمعسكر الذي دافع عن الفنانة تماضر: - الحاجة لاستراتيجية لادارة هذا النوع من الأزمات تتركز حول الموضوع الأساسي (Subject matter) وليس على الأفراد مهما كانت محاولات الطرف الآخر (شخصنة) المسائل والمواضيع.
رابعاً: مدخل للختام: إلى تماضر: (عُـدنَـا مِن الموتِ الـقـديـمِ بموعدِ الموتِ الجديدْ ولم نَـمُـتْ كُـلَّ المشانِـقِ أوْسِـمَـةْ) محمود درويش
إنـتـهـى = = = = = = = = = =
تحياتي للجميع
إسماعيل التاج
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة هادئة: محاولة إعدام ممثلة: الدروس المستفادة /اسماعيل التاج مصطفي (Re: ahmed haneen)
|
اما حكاية القتل دى فلا اجد "افكه" من تعليق تلك المرأة التى ذكروها بالموت فقالت: "الموت انا فاضيالو؟ مديونه ومداينة، الميتالا شنو؟"
الاستاذ اسماعيل التاج
اولا دعنى اشكر الصديق احمد حنين بنشر الموضوع الى هذا المنتدى "مكان المعركة" ...فهو المكان المناسب..والوقت نفسه مناسبا اعتبره. فقد كنت اعرف ان الانفعال والصراخ الذى صاحب العرض سيسكت يوما وستعلو الاصوات الرزينة لتحليل "الحالة" كلها كواقع فنى او نقدى او اثرها على الجمهور السودانى.
وكما
فالامر فنيا كان محسوما لدي..فقد تم اختيار الفرقة من بين عشرات الفرق الاجنبية من كل بقاع العالم لتقدم العرض ذلك اليوم على مسرح كنيدى سنتر. وكان التقييم من قبل لجنة الامم المتحدة للعروض التى تخص اللاجئين المقيمين بامريكا. لقد افلحت الفرقة فى ثقب هذا الجدار فى عدة مناسبات ثقافية ومجالات، لمدة خمسة سنوات على مستوى الولايات المتحده وبدأت تشق طريقها لدول اخرى. لجمهور متجانس وغير متجانس (سودانى واجنبى او الاثنين معا)
الذى حدث فى الانترنيت، بدا فى بعض المنابر كأن الفرقة تعرض للمرة الاولى وتنتظر نتائج الحكم عليها من الجمهور لكى تستمر او تتوقف. لقد كنت انا هى التى اشارت للمنتدين بمشاهدة العرض، وهى خدمة اعلامية تبرعت بها للتنوير لكن الملابسات التى احاطت بالعرض وكلمتنا لكولن باول وطرح قضية دارفور هو الذى رفع حرارة حمى الانتقاد الجزافى المتمثل فى تعبير "قتل الممثلة"
فى كل عروضنا السابقة كنا نحاول توصيل الرسالة الاتية:
التعريف على "وطننا" السودان من مدخل انسانه وهويته الفنية الموروثه( الفلكلور). شجب وادانة التمييز العرقى فى العالم وفى السودان على انه مجلبة للحروب والمعارك. نحن نؤمن بان كل انسان ولد جميلا الى ان حاول الاخراثبات العكس. ان القبائل السودانية من خلال التعبير الفنى الراقص تتشابه وتتميز ولا تتجزأ من جسد الانسانية الكامل فى التشابه والتميز. تعريف الشباب السودانى فى المهجر على هويته من خلال فنونه، وهذه نقطة ساتناولها بالاسهاب لاحقا.
لكن كما ذكرت كان ذلك التشنج والصراخ على الاخلاق و"عاداتنا وتقاليدنا" الذى صم الاذان عن النقد البانى او الرأى الايجابى. اؤكد لك يا اخ التاج انه لم يكن قطاع كبير من الجمهور بل كانوا قلة.شريحة بعينها تجمع بينها ظروف مختلفة لكن فى مجملها يمكن ان تسمى "ظروف التلف" بفعل الزمن السياسى الذى يعيشه السودانيين بالداخل او الخارج وعندما اقول الخارج اقصد "بعض" الذين يقطنون فى الدول المتشددة دينيا، وبعض الذين تتقاذفهم اسئلة الهوية العرقية فى بعض الدول غير المسلمة. ولا يعنى ان كل من لم يجد العرض "ممتعا" هم ضد العرض. لكن اغلب "القلة" التى وقفت ضد العرض كانت فى تقديرى من الشريحة التى سقت اوصافها قبلا. حقيقة اشعر نحوهم بالعطف لان تجربتهم النقدية كجمهور هى حصر على مشاهداتهم المرصودة تحت شعارات سياسية جوفاء. كنت اسميهم بنقاد الغفلة، تجمعهم غرف البالتوك واللغط الثقافى، ويكتسبون معرفتهم بالفنون من مجالس الانس وينحصر ادراكهم الجمالى من مصادر بائسة وفقيرة.
ولابد ان اذكر حادثة فى ايام رمضان وعقب وفاة الوالد جئت اتسلل الى غرفة بالتوك اعلن عنها فى سودانيز اونلاين المتحدث فيها هو منعمشوف وطارق ابوعبيدة صديقى الجميلين، قلت استمع لهما واروح عن احزانى، فانتبه البعض الى وجودى وسرعان ما بدأت الاسئلة تتوجه الى، وجاء احد اعضاء البالتوك يبدو انه شاهدنى فى احد العروض وقال ان معه صديقات "امريكيات" شاهدوا عرضنا، يريدون التعليق، البنات كن فى منتهى الحماس للعرض وعبرن عن اعجابهن به "وحاجات بالشكل ده" فكان اثر ذلك التعليق على الحضور السودانى كبيرا، وبعد ان شكرت الفتيات على ذلك، قلت للحضور ان هذا الانفعال بعرضنا من الجمهور الامريكى هو "العادى" الذى جعلنا نستمر ونطور انفسنا كل عام، "الماعادى" هو ان يكرس "السودانى" كل طاقاته فى "فقه" الفن والدين والاخلاق لتدمير صاحبة العرض، بدلا من تشجيعها حتى يفاجأ بان الامريكيات "معجبات" به.
وعلى ماذكرت كان همهم هو الطعن فى شخصى وفى شخص البنات، ولا يفقهون ان هذا المنحى قد اضعف من موقفهم النقدى وزادنا شدة وثقة برسالتنا. ولا انكر ان وقع فعلهم العنيف كان صاعقا على "الانسان" الذى بداخلى، لكنه اكسب "الفنان" منعة لا تصدق، ومهلا، فالايام "بينما" او كما قال ذلك الشخص البسيط، قاصدا "بيننا".
الغريبة ان البنات لم يتأثرن تماما بالهجوم وكانوا يعتبرونه نوعا من الجهل بالفن او تقليلا من شأن المرأة السودانية، كما ظلت اعينهن تراقب هذه الظواهر المتفرقة هنا وهناك اثناء رحلاتنا الفنية عبر الولايات. وكن يقلن لى "لماذا تقولين اغتيال شخصية؟ انه "انحدار" من ناحيتهم ..شخصيتك لا يستطيعون اغتيالها..فانت هناك فى مرتفع "الاداء" وهم قابعون فى منحدر الشتيمة.."بنات صغار لكن عقولهن كبيرة"
لابد ان اضيف ان مفعول العرض الايجابى كان ثرا وضخما حتى ان جمهورنا داخل السودان كان مدهشا غطته بعض صفحات الجرائد السودانية ومازال الاثر مستمرا ولازلنا كل يوم نتلقى التهنئة او السؤال وانهالت علينا العروض من كل حدب وصوب. اما الجمهور الذى يعيش فى البلاد الغربية فقد كان اشد انفعالا بنا لان الهم الذى نطرحه هو همهم اليومى والمباشر"هوية داخل هوية". ولا اشك فى ان ترداد اسمى فى المنابر الثقافية واوساط الاعلام السودانى ومطالبة جمهورى واصجقائى الفنانين بالعودة الى السودان الاخيرة، لا اشك فى انها من افرازات ردود الفعل من ذلك العرض، الصدمة. انا شخصيا قرأت معظم ان لم يكن كل الاراء التى كتبت عن العرض، ولا سبيل الى القول بأن الجمهور السودانى قد اجهض تجربتنا بالحكم عليه بالفشل. لكن محاولة اغتيال صاحبة العرض فهى واقع ذقت منه الامرين وتجاوزته تماما بعد ان ذهب الزبد جفاءا.
وقد وعد الصديق "كوستاوى" بتجميع كل الاصوات التى اعطتنا هذا الوسام من الانترنيت فى وعاء واحد ونشره، لا ادرى ان كان سيظل على وعده ام لا، والاحداث لا يصدؤها الزمن|.
يبقى ان اشكرك شكرا جزيلا على "قعدة الواطة" وتناول الموضوع بهذا النفس الهادىء وهذا التناول الرصين.
اما الموصلى فلانه فنان حقيقى يعرف قدرالفنان وقدره، بفتح الدال وسكونه على التوالى، له اجمل الشكرعلى وقفته الجميلة والشكر موصول لكل من دافع عننا ووقف موقفا شريفا من اجل معركة الفن السودانى.
والتحية لخضر حسين خليل على المساهمة الرقيقة.
ان عدتم عدنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: قراءة هادئة: محاولة إعدام ممثلة: الدروس المستفادة /اسماعيل التاج مصطفي (Re: ahmed haneen)
|
الأخت الرائعة تماضر
شكرا ليك كتيييييير
ويكفي هذا
Quote: فى كل عروضنا السابقة كنا نحاول توصيل الرسالة الاتية:
التعريف على "وطننا" السودان من مدخل انسانه وهويته الفنية الموروثه( الفلكلور). شجب وادانة التمييز العرقى فى العالم وفى السودان على انه مجلبة للحروب والمعارك. نحن نؤمن بان كل انسان ولد جميلا الى ان حاول الاخراثبات العكس |
الأخت ايمان لك التحية ،،وكل الود بمثلك يستمر الأبداع وبك دوما نعتقد ان وطننا ما زال بخير
| |
|
|
|
|
|
|
|