|
السودان مطالب بالافعال .... لا الاقول !:محجوب محمد صالح
|
أصوات / السبت محجوب محمد صالح السودان مطالب بالافعال .... لا الاقول !
قضية دارفور تم تدويلها تماماً : هذه هى الحقيقة التى يجب ان نتعامل معها ـ ما عادت الأزمة محلية. انها محط انظار العالم ـ وقد تقاطر زعماء العالم نحو السودان بسبب هذه الحقيقة ونوقش الامر في القمة الافريقية نتيجة لهذا التدويل والاسبوع القادم سيبلغ التدويل قمته في مناقشات مجلس الأمن ـ وهذا وضع لا يمكن التعامل معه بالخطاب السوداني القديم الذى يبذل الوعود ثم يلتف حولها ولا يمكن التعامل معه بالركون الى نظرية (المؤامرة) فذلك اسلوب عفا عليه الزمن. المطلوب اليوم خطاب جديد وتوجه جديد يتعامل (بالاعمال) لا (بالاقول) المطلوب تحرك جاد لنزع سلاح المليشيات المنفلتة وسيطرة الحكومة على الموقف وتثبيت وقف اطلاق النار ثم الشروع في محادثات جادة ـ اي شئ غير ذلك لن يحل المشكلة ـ التمترس خلف نظرية (المؤامرة) لن يجدى ـ والهروب الى الامام لن يحقق نجاحاً ! الواقع يقول ان فريق مراقبة افريقى سيأخذ مواقعه في ارض دارفور وان قوة حماية اجنبية تتكون من الف جندى أفريقى ستنتشر في دارفور لتحمى ذلك الفريق وان هناك قوى دولية سترصد هذا الوجود العسكرى وتتأكد من فعاليته وان هناك عشرات من هيئات الاغاثة الدولية ستتجول في انحاء دارفور وتقدم تقاريرها عما يحدث حقيقة وهناك رصد من الامم المتحدة وهناك رصد امريكى عبر الاقمار الصناعية ومن بعثات على الارض وهناك رصد من فرنسا عبر قواتها في تشاد وهناك متابعة لصيقة من المانيا التى يزورنا وزير خارجيتها غداً ومن بريطانيا التى تتابع الموقف متابعة لصيقة ومن فرنسا التى سيزورنا وزير خارجيتها نهاية هذا الشهر ـ ان اي تحرك يحدث في دارفور انما يحدث تحت انوار كاشفة وشمس ساطعة لا يجدى معها الخطاب والوعود غير المؤسسة. المؤسف ان امر دارفور كان بيدنا وكان بمقدورنا ان نحل الأزمة وهى في بداياتها ولكننا لم نفعل ذلك تجاهلاً، او اهمالاً او قصداً حتى اتسع الخرق على الراقع ولم نتحسب للنار من مستصغر الشرر وقد حلت الان ساعة الحقيقة ولا يمكن ان نتعامل معها الا بوقفة صادقة مع النفس وعمل دائب على الارض وقوة حكومية متحركة لتضع حداً لنشاط المليشيات المنفلتة ومساءلة ومحاسبة كل من تسبب في هذه الكارثة وتعويض الضحايا واعادة توطين النازحين والهاربين واللاجئين واجراء محادثات سياسية شاملة وجادة والزام المجتمع الدولى بالوفاء بتعهداته لاعادة التعمير وتطوير الموارد حتى نقضى على الاسباب الحقيقية للازمة. كاذب من يظن ان هذا عمل سهل او انه سيكتمل بين يوم وليلة ولكن ان يبدأ بداية جادة وان تتحمل الحكومة مسئولياتها التامة في اعادة الامن والاستقرار وان تخرج من مربع الركون لنظرية المؤامرة وان توحد خطابها السياسى وتوقف التناقض من تصريحات المسئولين بحيث يكون هناك مركز واحد للتعامل مع الازمة بدلاً من ان يتحدث كل مسئول عنها دون تقيد باستراتيجية واضحة. الخطاب السياسى القديم لن يصلح في مواجهة هذه التطورات والاسبوع القادم عندما تطرح القضية امام مجلس الأمن لن يجد السودان صوتاً واحداً يدعم خطابه السياسى القديم ـ الجميع سيطالب بالاعمال لا بالاقوال والجميع سيسأل عن نتائج اعمال الحكومة لتنفيذ ما التزمت به ولن يقف عند (وعود) الحكومة لان الوعود ستظل وعوداً لم تنفذ ـ المطلوب التنفيذ وليس ترديد الوعود ... العالم لا يريد ان يسمع ان (قررنا ارسال ستة الف رجل بوليس للاقليم) انما يريد ان يعرف ماذا حققوا ؟ وماذا نفذوا من اعمال ؟ واي منطقة استعادوا لها استقرارها ؟ وكم سلاحاً نزعوا وكم فرداً من افراد المليشيات اعتقلوا ؟ ـ يوم ان تتحرك الدولة حركة حقيقية على الارض لتنفيذ وعودها ستبدأ الحملة الدولية في الانحسار اما اذا لم يحدث ذلك فأننا مهددون بمزيد من التدخل الدولى ولم يعد سراً ان دولاً كثيرة قد بدأت تعد قواتها لمثل هذا التدخل اذا ما نشأت الحاجة اليه ـ ولذلك نحن الان في سباق مع الزمن لاجهاض مشروع التدخل الاجنبى الشامل بعمل جاد يستعيد السودان عن طريقه زمام المبادرة في حل أزمته الداخلية
|
|
|
|
|
|